عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده . فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟ فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم . )


قال رضی الله عنه :  (ولم یصف النبی صلى اللّه علیه وسلم قومه) ، أی قوم خالد علیه السلام (بأنهم ضاعوا وإنما وصفهم) ، أی قوم خالد علیه السلام (بأنهم أضاعوا نبیهم) خالدا علیه السلام (حیث لم یبلغوه) ، أی یوصلوه ویحققوا له (مراده) ، أی الذی أراده من ظهور أحکام نبوّة البرزخیة (فهل بلغه) ، أی حقق (اللّه) تعالى فی یوم القیامة (أجر) ، أی ثواب (أمنیته) ، أی قصده الحسن ومراده المطلوب له الذی هو من أشرف الطاعات .

قال رضی الله عنه :  (فلا شک ولا خلاف) لأحد أصلا (فی أن له) ، أی لخالد علیه السلام (أجر أمنیته) ، أی ثواب قصده وإرادته لغرضه المذکور ، لأن الأعمال بالنیات ولکل امرئ ما نوى کما مر (وإنما الشک والخلاف فی) أن (الأجر المطلوب) ، أی المراد والمقصود (هل یساوی) ، أی یجعل سواء (تمنّی) فاعل یساوی أی إرادة (وقوعه) ونیة ذلک بالقلب (عدم) مفعول یساوی (وقوعه) ، أی وقوع ذلک المطلوب


قال رضی الله عنه :  (بالوجود) ، أی وجود ذلک المطلوب (أم لا) ، یساوی التمنی عدمه بالوجود (فإن فی الشرع) المحمدی (ما یؤید التساوی) بینهما من النصوص (فی مواضع کثیرة کالآتی) ،

أی الساعی (للصلاة بالجماعة) فی المسجد (فتفوته الجماعة) ، فیصلی وحده (فله أجر من حضر الجماعة) وکما قالوا إنه لا یشترط للثواب صحة العبادة ، بل یثاب على نیته وإن کانت عبادته فاسدة بغیر تعمده کما لو صلى محدثا على ظن طهارته ،

وقالوا : إنه یستحب للحائض أن تتوضأ وقت الصلاة وتجلس فی مسجد بیتها تسبح وتهلل کیلا تنسى العادة ، ویکتب لها ثواب أحسن صلاة کانت تصلی .

قال رضی الله عنه :  (وکالمتمنی) من الناس (مع) وجود (فقره) ، وقلة فی یده وإلا کان تمنیه کاذبا (ما) ، أی الذی (هم علیه أصحاب الثروة) ، أی الغنى الکثیر والمال الوافر (من فعل الخیرات) کالصدقات والمبرات (فله)،

أی لذلک المتمنی مع فقره (مثل أجورهم) ، أی أجور تلک الأغنیاء فی خیراتهم التی یفعلونها .


قال رضی الله عنه :  (ولکن له مثل أجورهم فی نیاتهم) لفعل تلک الخیرات أو مثل أجورهم (فی عملهم) لتلک الخیرات (فإنهم) ، أی الأغنیاء (جمعوا) فی ذلک (بین العمل) للخیرات (والنیة) لها (ولم ینص النبی صلى اللّه علیه وسلم علیهما) فی الأخبار الواردة عنه فی مثل ذلک (ولا على واحد منهما)، أی من الوجهین المذکورین (والظاهر) فی ذلک (أنه) ،

أی الشأن (لا تساوی بینهما) ، أی بین نیة العمل والعمل ، وربما یقال بالتساوی من وجه الثواب لیوافق ما ذکر ولو بعدم التساوی فی المضاعفة ،

فإن العمل یضاعف والنیة لا تضاعف لمن قال : لا إله إلا اللّه وهو یعدها مرة بعد مرة حتى قالها مائة مرة أو ألف مرة .

ومن قال بلسانه مرة واحدة لا إله إلا اللّه أو مائة مرة أو ألف مرة ، فإنه یساوی ذلک فی الثواب ولا یساویه فی المضاعفة ، وعلى کل حال فلا مساواة (ولذلک) ،

أی لأجل عدم المساواة (طلب خالد بن سنان) علیه السلام حصول (الإبلاغ ) له ،

أی توصیل ما أراده إلى قومه بالفعل مع نیته (حتى یصح له مقام الجمع بین الأمرین) الفعل والنیة (فیحصل على الأجرین) ،

أی أجر الفعل المضاعف له أضعافا کثیرة وأجر النیة غیر المضاعف ویأبى اللّه تعالى إلا ما یرید ، لأنه موالی العبید (واللّه أعلم) بحقائق الأحوال وإلیه المرجع والمآل .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه :  ( ولم یصف النبی علیه السلام بأنهم ضاعوه وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبیهم ) أی وصیته ( حیث لم یبلغوه ) من التبلیغ ( مراده ) من أخبار أحوال القبر .


قال رضی الله عنه :  ( فهل بلغه اللّه أجر أمنیته ) أی قصده ونیته ( فلا شک ولا خلاف فی أن له أجر أمنیته وإنما الشک والخلاف فی أجر المطلوب هل یساوی تمنی وقوعه مع عدم وقوعه ) قوله ( بالوجود ) یتعلق بیساوی ( أم لا فإن فی الشرع ما یؤید التساوی فی مواضع کثیرة کالآتی للصلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة وکالمتمنی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثروة والمال ) .


 قوله رضی الله عنه  : ( من فعل الخیرات ) بیان لما ( فله مثل أجورهم ولکم مثل أجورهم فی نیاتهم أو فی عملهم فإنهم ) أی أصحاب الثروة ( جمعوا بین العمل والنیة ولم ینص النبی علیه السلام ) أی لم یذکر النص ( علیهما ) أی على العمل والنیة ( ولا على واحد منهما ) بل قال فله أجر من حضر الجماعة فإن من حضر الجماعة له أجران أجر النیة وأجر العمل فلم یعین النبی صلى اللّه علیه وسلم الأجر الحاصل له أمجموعهما أو واحد منهما على التعیین .


قال رضی الله عنه :  ( والظاهر أنه لا تساوی بینهما ) أی لا تساوی فی الأجر بین من نوى الخیر ولم یقدر العمل وبین من نوى وعمل ( ولذلک ) الأجر ( طلب خالد بن سنان علیه السلام الإبلاغ حتى یحصل له مقام الجمع بین الأمرین النیة والعمل فیحصل الأجرین ) ثواب النیة وثواب العمل ( واللّه أعلم )


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده . فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟ فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قلت : هذا خالد بن سنان کان فی الفترة التی بین عیسى، علیه السلام، وبین محمد صلی الله علیه وسلم، وأنه لیس برسول بل نبی،

فذکر الشیخ رضی الله عنه، أنه من أنبیاء البرزخ وهو عالم الخیال المطلق وهی حضرة من الحضرات الإلهیة شریفة المقام بین الحضرات الإلهیة .

وقد أخبر بمراده وأن قومه أضاعوه وما ضاع بل کان له أجر على قدر رتبته ، فما حصل له التبلیغ بل نیة التبلیغ.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه  : ( ولم یصف النبیّ صلَّى الله علیه وسلَّم قومه بأنّهم ضاعوا ، وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم ، حیث لم یبلغوه مراده فهل بلَّغه الله أجر أمنیّته ؟

فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیّته ، وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ، هل یساوی تمنّی وقوعه مع عدم وقوعه - بالوجود أم لا ؟ فإنّ فی الشرع ما یؤیّد التساوی فی مواضع کثیرة ، کالآتی للصلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة ، فله أجر من حضر الجماعة ، وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثروة والمال من فعل الخیرات ، فله مثل أجورهم ، ولکن مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم ، فإنّهم جمعوا بین المنیة والعمل ؟ ولم ینصّ النبیّ علیهما ولا على واحد منهما ، والظاهر أنّه لا تساوى بینهما ، ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ ، حتى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین ، فیحصل على الأجرین والله أعلم  . )

وکل هذا ظاهر جلیّ ، والله الموفّق .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه :  ( وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبیهم حیث لم یبلغوه مراده فهل بلغه الله أجر أمنیته ؟ فلا شک ولا خلاف فی أن له أجر أمنیته ، وإنما الشک والخلاف فی أجر المطلوب ، هل یساوى تمنى وقوعه به مع عدم وقوعه بالوجود یعنى فی الآخرة ) .

أی هل یساوى أجر وقوع المطلوب بالوجود الخارجی عند مجرد تمنى وقوعه أجر تمنیه بحیث لا ینقص عدم وقوعه أجر وقوع المطلوب بالوجود الخارجی عند مجرد تمنى وقوعه أجر تمنیه بحیث لا ینقص عدم وقوعه أجر تمنیه إذا وقع .


قال رضی الله عنه :  ( أم لا فإن فی الشرع ما یؤید التساوی فی مواضع کثیرة کالآتى للصلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ، وکالمتمنى مع فقره ما هم علیه أصحاب الثروة والمال من فعل الخیرات فیه فله مثل أجورهم ، ولکن مثل أجورهم فی نیاتهم أو فی أعمالهم ؟ فإنهم جمعوا بین العمل والنیة ولم ینص النبی علیه الصلاة والسلام علیهما ولا على واحد منهما ، والظاهر أنه لا تساوى بینهما ، ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتى یصح له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین والله أعلم ) .


"" أضاف عبد الرحمن جامی :

بأنهم ضاعوا لأنه لم یکن رسولا مأمورا بالتبلیغ حتى یلزم من تضییع ما أمرهم به ضیاعهم ، ولو کان کذلک لکانوا هم الضائعین أولا . أهـ  عبد الرحمن جامى .

والظاهر أنه التساوی بینهما ، فإن النسبة بینهما نسبة الکل إلى الأجزاء . أهـ  عبد الرحمن جامى . ""


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه :  ( ولم یصف النبی ، صلى الله علیه وسلم ، قومه بأنهم ضاعوا ، وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبیهم ) أی ، أضاعوا وصیة نبیهم ( حیث لم یبلغوه مراده . )

وقصته : أنه کان مع قومه یسکنون بلاد عدن ، فخرجت نار عظیمة من مغارة

فأهلکت الزرع والضرع ، فالتجأ إلیه قومه . فأخذ خالد یضرب تلک النار بعصاه

حتى رجعت هاربة منه إلى المغارة التی خرجت منها . ثم ، قال لأولاده : إنی أدخل

المغارة خلف النار لأطفئها .

وأمرهم أن یدعوه بعد ثلاثة أیام تامة . فإنهم إن نادوه قبل ثلاثة أیام ، فهو یخرج ویموت ، وإن صبروا ثلاثة أیام ، یخرج سالما .


فلما دخل ، صبروا یومین واستفزهم الشیطان . "" إستفزهم ، أی استخفهم ""

فلم یصبروا تمام ثلاثة أیام ، فظنوا أنه هلک ، فصاحوا به ، فخرج ، علیه السلام ، من المغارة وعلى رأسه ألم حصل من صیاحهم .


فقال : ضیعتمونی وضیعتم قولی ووصیتی . وأخبرهم بموته ، وأمرهم أن یقبروه ویرقبوه أربعین یوما .

فإنه یأتیهم قطیع من الغنم یقدمها حمار أبتر مقطوع الذنب ، فإذا حاذى قبره ووقف ، فلینبشوا علیه قبره ، فإنه یقوم ویخبرهم بأحوال البرزخ والقبر عن یقین ورؤیة .


فانتظروا أربعین یوما ، فجاء القطیع ویقدمها حمار أبتر ، فوقف حذاء قبره . فهم مؤمنوا قومه أن ینبشوا علیه ، فأبى أولاده خوفا من العار لئلا یقال لهم أولاد المنبوش قبره قد فحملتهم الحمیة الجاهلیة على ذلک ، فضیعوا وصیته وأضاعوه .

فلما بعث رسول الله ، صلى الله علیه وسلم ، جاءته بنت خالد فقال علیه السلام : ( مرحبا بابنة نبی أضاعه قومه ).


قال رضی الله عنه :  ( فهل بلغه الله أجر أمنیته ؟ فلا شک ولا خلاف فی أن له أجرا الأمنیة ، وإنما الشک والخلاف فی أجر المطلوب هل یساوى تمنى وقوعه مع عدم وقوعه بالوجود ، أم لا . ) أی ، هل یساوى مجرد تمنى وقوعه حصول الشئ ، مع أنه لم یکن حاصلا بما هو حاصل فی الوجود ، أم لا .


فقوله رضی الله عنه  : ( بالوجود ) متعلق ب‍ ( یساوى ) لا ب‍ ( الوقوع ) . یقال : هذا الشئ یساوى درهما ویساوى بدرهم .


قال رضی الله عنه :  ( فإن فی الشرع ما یؤید التساوی فی مواضع کثیرة ، کالآتی للصلاة فی الجماعة فیفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ، وکالمتمنی مع فقره ما هو علیه أصحاب الثروة والمال من فعل الخیر فیه . فله مثل أجورهم ، ولکن مثل أجورهم فی نیاتهم ، أو فی عملهم فإنهم جمعوا بین العمل والنیة ، ولم ینص النبی علیهما ولا على واحد منهما . والظاهر أنه لا تساوى بینهما . ولذلک الأجر طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتى یصح له مقام الجمع بین الأمرین ، فیحصل الأجرین . والله أعلم بالصواب . )


وفی بعض النسخ : ( فیحصل على الأجرین ) . الأمران هما النبوة ، والرسالة .

والأجران ما یترتب علیهما من الکمالات الأخراویة .

ویجوز أن یراد ب‍ ( الأمرین ) العمل والنیة . وب‍ ( الأجرین ) ما یترتب علیهما من الثواب .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


قال رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلّى اللّه علیه وسلّم قومه بأنّهم ضاعوا ، وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده ، فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته ، وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟ ) .


قال رضی الله عنه :  ( وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبیهم حیث لم یبلغوه مراده ) من إظهار النبوة البرزخیة ، وإفادة العلم القوی للعامة بإخبارات الأنبیاء علیهم السّلام ، وإیمانهم ، وحصول الحظ الوافر من الرحمة الجامعة المحمدیة له ، وإذا کانوا مضیعین له لعدم إبلاغهم مراده ، ( فهل بلغه اللّه أجر أمنیته ) ، أی : نیته وقصده ،


قال رضی الله عنه :  ( فلا شکّ ) لأهل الکشف ( ولا خلاف ) بین أهل الظاهر فی ( أن له أجر أمنیته ) ، فلا یکون تضییعه بتفویت هذا الأجر ، ( وإنما الشک والخلاف فی أجر ) وقوع ( المطلوب ) بالتمنی ( هل تساوى ) أجر ( تمنی وقوعه ) به ، أی : قائما بالتمنی لا یعتبره ، فإنه من تمنى وقوع المطلوب بغیره یکون له أجر التمنی سواء وقع من التمنی منه الوقوع أو لا مع ( عدم وقوعه فی الوجود ) ، وإن وقع فی الذهن ( أم لا ) ، وإنما وقع هذا الشرک والخلاف ؛ لتعارض نصوص الشرع .


قال رضی الله عنه :  ( فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما هم علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم ، ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما ، والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم ) .


قال رضی الله عنه :  ( فإن فی الشرع ما یؤید التساوی ) وفی ما یؤید عدم التساوی کما نحن فیه ، وأما التساوی ، فهو ( کالآتی ) إلى المسجد ( للصلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة ، فله أجر من حضر الجماعة ) ؛ لقوله علیه السّلام : « من توضأ فأحسن وضوءه ، ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه اللّه مثل أجر من صلاها وحضرها لا ینقص ذلک من أجرهم شیئا » . رواه البخاری ومسلم .


قال رضی الله عنه :  ( وکالمتمنی ) من الفقراء مع بعده عن حصول متمناه ( ما هم علیه أصحاب الثروة ) ، أی : السعة ( والمال من فعل الخیر ) کالصدقة ، وبناء المساجد والمدارس ، ( فله مثل أجورهم ) ؛ لقوله علیه السّلام : « إنما الدنیا لأربعة نفر عبد رزقه اللّه مالا وعلما ، فهو یتقی فیه ربه ، ویصل رحمه ، ویعمل للّه فیه بحقه ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه اللّه علما ولم یرزقه مالا ، فهو صادق النیة یقول : لو أن لی مالا لعملت فیه بعمل فلان فأجرهما سواء » . رواه أحمد فی  المسند والترمذی  .


قال رضی الله عنه :  ( ولکن ) ما بین الشارع ما به من المماثلة ، إذ لم یقل ( مثل أجورهم فی نیاتهم وفی عملهم ) ، فصار مجملا ؛ لأن المشبه به یحتمل أن یکون أجر النیة أو العمل أو کلیهما ، ( فإنهم جمعوا بین العمل والنیة ) ، فلا یتعین أحد هذه الثلاثة إلا بالتنصیص من الشارع ،

ولکن ( لم ینص النبی صلّى اللّه علیه وسلّم علیهما ) ، أی : على الجمع بینهما ، ( ولا على واحد منهما ) منفردا ، فبقی مجملا ، ولکن ( الظاهر ) من قوله علیه السّلام فی حق خالد أنه أضاعه قومه یدل على ( أنه لا تساوی بینهما ) ، فصار بیانا لهذا المجمل ، وکیف یساوی أجر المنفرد بأحدهما أجر الجامع بینهما ؛


قال رضی الله عنه :  ( ولذلک ) أی : ولعدم تساوی أجر الانفراد مع أجر الجمع ( طلب خالد بن سنان فعل الإبلاغ ) ، ولم یکتف بتمنیه ( حتى یصح له مقام الجمع بین الأمرین ) أجر التمنی وأجر الفعل ، ( فیحصل على الأجرین ) أجر ما استقل به من النبوة ، وأجر ما قصد من الحظ الوافر من الرحمة المحمدیة ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .


ولما فرغ من الحکمة الصمدیة التی غایتها الجمع بین الکمالات کلها ، والجمع إنما یتصور أقله من شیئین فهو مرتبة ثالثة بعد المرتبتین ، والثلاثة أول العدد الفرد عقبها بالحکمة الفردیة ؛

فقال : فص حکمة فردیة فی کلمة محمدیة


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  


( وإنّما وصفهم بأنهم أضاعوا نبیّهم ، حیث لم یبلغوا مراده ) وهو النبش على ما وصّاهم به .


تفصیل قصّة خالد بن سنان

وقصّته أن خالدا رجل من العدن ، ظهر به داعیا إلى الله ومبدأ أمره أنّه خرجت فی أیّامه نار عظیمة من مغارة ، فأهلکت الزرع والضرع ، والتجأ إلیه قومه ، فأخذ خالد یضرب تلک النار بعصاه حتى رجعت هاربة منه إلى حیث خرجت عنه ، ثمّ وصّى لأولاده أنّی أدخل المغارة خلف النار لاطفئها ، وأمرهم أن یدعوه بعد ثلاثة أیّام .


فلما دخل صبروا یومین فاستفزّهم الشیطان ولم یصبروا تمام الثلاثة وصاحوا فخرج خالد وعلى رأسه ألم من صیاحهم ،

وقال رضی الله عنه : « ضیّعتمونی وأضعتم قولی ووصیّتی » ، وأخبرهم بموته ، وأمرهم أن یقبروه ویرقبوه أربعین یوما ، فإنّه یأتیهم قطیع من الغنم ، یقدمها حمار أبتر مقطوع الذنب ، فإذا حاذى قبره ووقف فلینبشوا علیه قبره ، فإنّه یقوم لهم ویخبرهم بأحوال البرزخ والقبر عن یقین .


فانتظروا أربعین یوما فجاء قطیع کذلک ، فهمّ مؤمنو قومه أن ینبشوا ، فأبى أولاده خوفا من العار عند العرب أن یقال لهم : " أولاد المنبوشین " ، فضیّعوا وصیّته وأضاعوه .


فلما بعث رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم جاءته بنت خالد ، فقال صلَّى الله علیه وسلَّم : « مرحبا بابنة نبیّ أضاعه قومه » .

"" أضاف المحقق :

عن المسعودی فی مروج الذهب ( 1 / 75 ) : « وقد ذکره النبی صلى الله علیه وسلم  فقال : ذلک نبی أضاعه قومه » .

وفیه ( 2 / 370 ) : « وردت ابنة له عجوز قد عمّرت على النبیّ ص ، فتلقاها بخیر وأکرمها ، فأسلمت وقال لها : مرحبا بابنة نبیّ ضیّعه أهله » . ""


تأویل قصّة خالد

ثمّ إنّ لهذه القصّة تأویلا لطیفا یمکن حملها علیه ، ولکن یحتاج فهمه إلى مقدمة :

وهی أن الولایة أقسام ثلاثة :

ولایة هی باطن النبوة المطلقة ، وهی شاملة لولایات جمیع الأنبیاء ، وولایة هی باطن النبوة الخاصّة بکل من النبیّین ، وکمالها ما هو باطن النبوّة المحمدیّة ،

وولایة مطلقة لا اختصاص لها بالنبوّة .


ولکل من هذه الأقسام خاتم ظهر به تمامها ، وخاتم الولایة منهم هو الذی ختم به القسم الثالث ، أعنی الولایة المطلقة الشاملة للکلّ .


وأما القسم الثانی ، فخاتمه الشیخ المؤلَّف ، کما علم من تصفّح کلامه أنّه خاتم الولایة المحمدیّة وأما القسم الأول ، فخاتمه علىّ علیه السّلام ، ولذلک قال ما معناه : " لو اجتمع أهل الکتب الأربعة لحکمت علی کلّ منهم بکتابه " .


ثمّ إنّ خالدا صورة باطن نبوّة الأنبیاء ، وباطنها هو الولایة المختصّة بها ، ولذلک ما امر بالتبلیغ ، واقتضى النبوّة البرزخیّة التی هی باطن هذه المرتبة ، وبه سمّی بـ « الخالد » واقتضى « الحکمة الصمدانیة » التی لها الدوام کما عرفت فإنّ الولایة لا انقطاع لها کما سبق بیانه .


وإذا تقرّر هذا فاعلم أنّ الولایة التی هی باطن نبوّة الأنبیاء قد ظهر بعد ختم النبوّة بمحمد  صلوات الله وسلامه علیه - فی أهل بیته ، فمن قرب إلیه زمانا غیر خاتم الولایة ، فإنّه مظهر الولایة المطلقة ، والکلام هاهنا فی الولایة التی هی باطن النبوّة .


ثمّ إنّه لا یخفى على المتفطَّن أنّ الرجل الذی ظهر من عدن معدن الکمال والظهور من هو ؟

فإنّه قد ظهر فی أیّامه نار فتنة عظیمة من مغارة الغیرة والتنافس ، فأهلکت زرع أحکام النبوّة وأوضاعها العملیّة ، وضرع الحقائق وکمالاتها العلمیّة التی فی أیّام الخاتم فانطفت النار بقوّة رأیه ونظره الثاقب المشار إلیها بعصا ،


واختفى فی تلک المغارة ، ووصّى أولاده وأتباعه أن لا یدعوه إلى الظهور والخروج إلَّا بعد انقضاء ثلاثة أیام من الظهورات الکاملة ، فما صبروا إلى أن یتمّ الثالث ، بل استفزّهم الشیطان وجعلوه تامّا ، وصاحوا علیه لیخرج ، فخرج وعلى رأس ریاسته ألم لمخافة الناس ، وتفرّقهم عن اتّصال کمال ظهوره .


وأمّا صورة وعدهم بالنبش - عند وصول القطیع الذی تقدمه حمار أبتر حذاء قبره ، حتى یظهر تلک الولایة ، ویخبرهم عن أحکام البرزخ التی بین الخاتمین - هو صورة ما ظهر فی أیّام أبی مسلم الخراسانی ، فهو الحمار الأبتر ، لخیرته وانقطاع ذنب أمره ، وباقی الصور ظاهر للفطن إذا تأمّل فیه .


ومن آیات تطبیق هذا التأویل هو أنّ الواسطة فی نسبة هذا الرجل إلى محمد - صلوات الله وسلامه علیه - هو البنت ، حیث قال عند رؤیته إیاها : " مرحبا بابنة نبیّ أضاعه قومه " .


أجر النیّة

ثمّ إنّه قد علم أن أمة خالد ما بلغته مراده ، وفی عبارته هذه لطیفة کاشفة عن أصل هذه الحکمة وخصوص کلمتها ، حیث أنّ قوم خالد هو المبلغ إیّاه ، کما أنّه هو المضیّع له ، على خلاف ما علیه کلمة النبیّین بأجمعهم .


ثمّ أخذ یشیر فی طیّ هذه اللطیفة إلى أصل کلَّی وقانون جملی یتعلَّم منه کثیر من الأحکام الجزئیة عند استخراج فروعه ، وذلک أنّ المتوجّه إلى أیّ نحو من طرق الکمال إذا وقع له فی الطریق قبل وصوله إلى ما جعله قبلة امنیّته ومقصد توجّهه ما یقطع رابطته التی له بحسب هذه النشأة الجمعیة - هل یمکن له الوصول إلیه فی العوالم البرزخیّة والنشآت الآتیة ،


حیث قال رضی الله عنه: ( فهل بلغه الله أجر امنیّته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر امنیّته وإنّما الشک والخلاف فی أجر المطلوب : هل یساوی تمنّى وقوعه نفس وقوعه بالوجود أم لا فإنّ فی الشرع ما یؤیّد التساوی فی مواضع کثیرة ) ظهوریّة غیر متعدّیة وإظهاریّة متعدّیة :

فالأوّل ( کالآتی للصلاة فی الجماعة ، فتفوته الجماعة ، فله أجر من حضر الجماعة )

وأمّا الثانی : ( کالمتمنّی مع فقره ما هم علیه أصحاب الثروة والمال من فعل الخیر فیه ، فله مثل أجورهم ) فی نیّاتهم .


فهذا ما یدلّ فی الشرع على التساوی بین الأجرین : أجر المتمنّی الفائت منه العمل ، وأجر العامل ولکن فیه إجمال ، فإنّ العامل له أجر التمنّی أیضا ، فالمساواة المشار إلیها فی الشرع هل هو ما بین أجری التمنّی للفائت والعامل ، أو بین أجریهما مطلقا ؟


وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  : ( ولکن مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم ، فإنّهم جمعوا بین العمل والنیّة ) ولیس فی کلام النبی صلَّى الله علیه وسلَّم ما یرجّح أحد الاحتمالین ( ولم ینصّ النبیّ علیهما ولا على واحد منهما ، والظاهر أنّه لا تساوی بینهما ) ، فإنّ النسبة بینهما نسبة الکل إلى الأجزاء والجمع إلى أفراده .


قال رضی الله عنه :  ( ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ ، حتى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین ، فیحصّل على الأجرین ).


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .

فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟

فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما . ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)  

قال رضی الله عنه :  ( ولم یصف النّبیّ صلى اللّه علیه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبیّهم حیث لم یبلّغوه مراده .  فهل بلّغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شکّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنیته . وإنّما الشکّ والخلاف فی أجر المطلوب ؛ هل یساوی تمنّی وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟ فإنّ فی الشّرع ما یؤیّد التّساوی فی مواضع کثیرة : کالآتی للصّلاة فی الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وکالمتمنّی مع فقره ما همّ علیه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکنّ مثل أجورهم فی نیّاتهم أو فی عملهم فإنّهم جمعوا بین العمل والنّیّة ؟ ولم ینصّ النّبیّ علیهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوی بینهما .)


( وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبیهم ) ، بإضاعة وصیته ( حیث لم یبلغوه مراده )، کما عرفت.


قال رضی الله عنه :  ( فهل بلغه اللّه أجر أمنیته ؟ فلا شک ولا خلاف فی أن له أجر أمنیته وإنما الشک والخلاف فی أجر ) العمل ( المطلوب وأنه هل یساوی تمنی وقوعه ) ، أی وقوع العمل المطلوب مع ( عدم وقوعه بالوجود ) ، أی وجود العمل المطلوب ( أم لا ) ، فقوله بالوجود متعلق بتساوی .

( فإن فی الشرع ما یؤید التساوی فی مواضع کثیرة کالآتی للصلاة فی الجماعة فتفوته ال 7 جماعة فله أجر من حضر الجماعة ) ، وظاهر أنه لیس للآتی للصلاة مجرد التمنی بل مع السعی للجماعة ( وکالمتمنی مع فقره ما هم علیه أصحاب الثروة والمال من فعل الخیرات فله مثل أجورهم . ولکن له مثل أجورهم فی نیاتهم أو فی عملهم فإنهم جمعوا بین العمل والنیة ولم ینص النبی صلى اللّه علیه وسلم علیهما ولا على واحد منهما . والظاهر أنه لا تساوی بینهما ) ، فإن النسبة بینهما نسبة الکل إلى الأجزاء .



قال رضی الله عنه :  ( ولذلک طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى یصحّ له مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین ، واللّه أعلم .)


( ولذلک ) ، أی لعدم التساوی بینهما ( طلب خالد بن سنان الإبلاغ ) ولو فی البرزخ ( حتى یصح له مقام الجمع بین الأمرین ) ، تمنی العمل والإثبات ( فیحصل على الأجرین ) ، أجر التمنی والعمل ( واللّه سبحانه أعلم ) وأعلى وأجل.