عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة :


نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشیخ عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

26 -  فص حکمة صمدیة فی کلمة خالدیة

قال الشیخ رضی الله عنه : ( جعل آیته بعد انتقاله إلى ربه. فأضاع الآیة. وأضاع قومه. فأضاعوه.)

"الصمد" یقال على ما لا جوف له: تقول، «هذا مصمود»، أی لیس بمجوّف، و یقال للمقصد و الملجإ: قال الله تعالى، "الله الصَّمَدُ".

و لمّا کان خالد علیه السلام فی قومه مظهر الصمدیة- یصمدون إلیه فی المهمّات و یقصدونه فی الملمّات، فیکشف الله عنهم بدعائه البلیات- و کان دعوته إلى الأحد الصمد، و مشهده الصمدیة، و هجّیراه فی ذکره الأحد الصمد، اختصّت الحکمة الصمدیة بکلمته علیه السلام.


لمّا استشرف خالد بن سنان علیه السلام کمال نبوّة محمّد صلّى الله علیه و سلم و علم أنّه المبعوث رحمة للعالمین کافّة، تمنّى أن یکون له عموم إنباء و نبوّة مستندة إلى العلم الحاصل للکافّة بما فی البرزخ بعد الموت، فانّ العامّة لا ینقادون لانباء الأنبیاء انقیادهم لانباء من ینبئ بعد أن یموت، فیحییه الله، فیخبر بما شاهد هنالک، فانّ تأثیر مثل ذلک فی إیمان عموم الخلق أبلغ.

فلذلک جعل، أی خالد علیه السلام، آیته الدالّة على نبوّته بعد انتقاله الى ربه بالموت، و ما أظهر نبوّته فی الدنیا. لذلک قال النبی صلّى الله علیه و سلم، «إنّى أولى الناس بعیسى بن مریم، فانّه لیس بینى و بینه نبى»،

أی نبى داع للخلق إلى الحق و مشرّع. فأضاع الایة حیث لم یظهرها فی حیاته، (و أضاع )


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال صلى الله علیه وسلم فی ابنته: "مرحباً بابنة نبیٍ اضاعهُ قومه" وما أضاعه إلا بنوه حیث لم یترکوا الناس ینبشونه لما یطرأ على العرب من العار المعتاد.)


(قومه أیضا)، إذ لم یطلعهم علیها، (فأضاعوه)، أی أضاعوا وصیته و لم یبلّغوه مراده جزاء له.


(و لهذا)، أی لأنّ قومه أضاعوه، (قال النبی صلّى الله علیه و سلم فی) حق (ابنته) حین جاءت إلیه صلّى الله علیه و سلم بعد البعثة، "مرحبا بابنة نبى أضاعه قومه"، انتهى الحدیث.

"" أضاف المحقق :

عن ابن عباس رضی الله عنهما، أن رجلا، من بنی عبس یقال له خالد بن سنان قال لقومه: إنی أطفئ عنکم نار الحدثان، قال: فقال له عمارة بن زیاد، رجل من قومه: والله ما قلت لنا یا خالد قط إلا حقا فما شأنک وشأن نار الحدثان تزعم أنک تطفئها قال: فانطلق وانطلق معه عمارة بن زیاد فی ثلاثین من قومه حتى أتوها وهی تخرج من شق جبل من حرة یقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فیها

فقال: إن أبطأت علیکم فلا تدعونی باسمی فخرجت کأنها خیل شقر یتبع بعضها بعضا قال: فاستقبلها خالد فضربها بعصاه وهو یقول: بدا بدا بدا کل هدى زعم ابن راعیة المعزى أنی لا أخرج منها وثنای بیدی حتى دخل معها الشق

قال: فأبطأ علیهم

قال: فقال عمارة بن زیاد: والله لو کان صاحبکم حیا لقد خرج إلیکم بعد، قالوا: ادعوه باسمه، قال: فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه فدعوه باسمه

قال: فخرج إلیهم وقد أخذ برأسه فقال: ألم أنهکم أن تدعونی باسمی قد والله قتلتمونی فادفنونی فإذا مرت بکم الحمر فیها حمار أبتر فانتبشونی فإنکم ستجدونی حیا، قال: فدفنوه فمرت بهم الحمر فیها حمار أبتر فقلنا: انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه.

قال عمارة بن زیاد: لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا ننبشه أبدا،

قال: وقد کان أخبرهم أن فی عکم امرأته لوحین فإذا أشکل علیکم أمر فانظروا فیهما فإنکم سترون ما تسألون عنه وقال: لا یمسهما حائض،

قال: فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهی حائض

قال: فذهب بما کان فیهما من علم قال: فقال أبو یونس: قال سماک بن حرب سئل عنه النبی صلى الله علیه وسلم فقال: «ذاک نبی أضاعه قومه»

وقال أبو یونس: قال سماک بن حرب: إن ابن خالد بن سنان أتى النبی صلى الله علیه وسلم فقال: «مرحبا بابن أخی» قال الحاکم: «هذا حدیث صحیح على شرط البخاری ولم یخرجاه، فإن أبا یونس هو الذی روى عن عکرمة هو حاتم بن أبی صغیرة وقد احتجا جمیعا به واحتج البخاری بجمیع ما یصح عن عکرمة، فأما موت خالد بن سنان هکذا فمختلف فیه»

فإنی سمعت أبا الأصبغ عبد الملک بن نصر، وأبا عثمان سعید بن نصر، وأبا عبد الله بن صالح المعافری، الأندلسیین وجماعتهم عندی ثقات یذکرون: «أن بینهم وبین القیروان بحر وفی وسطها جبل عظیم، لا یصعده أحد، وإن طریقها فی البحر على الجبل، وأنهم رأوا فی أعلى الجبل فی غار هناک رجلا علیه صوف أبیض محتبیا فی صوف أبیض، ورأسه على یدیه، کأنه نائم لم یتغیر منه شیء، وإن جماعة أهل الناحیة یشهدون أنه خالد بن سنان والله تعالى أعلم» "" روه الحاکم فی المستدرک والطبرانی فی الکبیر و تاریخ المدینة لابن شبة وإتحاف المهرة لابن حجر.


و یقول الشیخ رضى الله عنه، (و ما أضاعه الا بنوه، حیث لم یترکوا الناس المؤمنین ینبشونه لما یطرأ على العرب من العار المعتاد) فیما بینهم لحمیتهم الجاهلیة.


و قصّته أنّه کان مع قومه یسکنون بلاد عدن.

فخرجت نار عظیمة من مغارة، فأهلکت الزرع و الضرع، فالتجأ إلیه قومه. فأخذ خالد یضرب تلک النار بعصاه حتّى رجعت هاربة منه إلى المغارة التی خرجت منها.

ثمّ قال لأولاده، «إنّى أدخل المغارة خلف النار حتّى أطفئها».

و أمرهم أن یدعوه بعد ثلاثة أیّام تامّة، فانّهم إن نادوه قبل ثلاثة أیّام، فهو یخرج و یموت.

و إن صبروا ثلاثة أیّام، یخرج سالما.

فلمّا دخل، صبروا یومین. و استفزّهم الشیطان، فلم یصبروا تمام ثلاثة أیّام، فظنّوا أنّه هلک.


فصاحوا به، فخرج علیه السلام من المغارة، و على رأسه ألم حصل من صیاحهم. فقال، "ضیّعتمونى و أضعتم قولى و وصیتى".

وأخبرهم بموته وأمرهم أن یقبروه ویرقبوه أربعین یوما، فانّه یأتیهم قطیع من الغنم، یقدمها حمار أبتر مقطوع الذنب.

فإذا حاذا قبره و وقف، فلینبشوا علیه قبره، فانّه یقوم و یخبرهم بأحوال البرزخ و القبر عن یقین و رؤیة. فانتظروا أربعین یوما، فجاء القطیع، و یقدمه حمار أبتر.

فوقف حذاء قبره. فهمّ مؤمنو قومه أن ینبشوا علیه.

(فأبى أولاده خوفا من العار)، لئلّا یقال لهم، "أولاد المنبوش".

فحملتهم الجاهلیة على ذلک، فضیّعوا وصیته و أضاعوه.