عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ  :

قوله رضی الله عنه :  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

(وهذا) یعنی جمع الإنسانیة الکبرى والصغرى لجمیع ما تقتضیه الطبیعة الکل من قوابل العالم کله أعلاه وأسفله. وکذا کل ما کان من هذا القبیل من علوم المعرفة

(لا یعرفه) معرفة تامة لما هو علیه فی حقیقة ثبوته (عقل) کامل (بطریق نظر فکری) .

إذ النظر الفکری یثبت فی العقل حقیقة الشیء تابعة لما یقتضیه ذلک العقل من القوة الخیالیة , لا تابعة لما علیه ذلک الشیء فی نفسه.

ولم یقل لا یعرفه عقل مطلقا، إذ العقل فی إدراکه للعلوم له طریقان:

طریق النظر الفکری وهو طریق خطئه فی الغالب.

وطریق قبوله ما یلقى إلیه بالفیض الربانی بعد وزنه بالمیزان الشرعی ونقده بمحک الکتاب والسنة إذا کان مؤیدة بها معرفة وإتقانه .وهذا طریق صوابه دائما.

وقد أشار إلى الثانی بقوله :

(بل هذا الفن) الذی هو فن المعارف الإلهیة والعلوم الربانیة بالحقائق الغیبیة والشهودیة (من الإدراک) الإنسانی (لا یکون)، أی لا یوجد دائما (إلا عن کشف) بتکمیل قصور الإدراک حتى یجد الأمر ظاهرة على ما هو علیه، غیر أن الإدراک کان قاصرة عنه فقوی فی معرفته .

(إلهی)، أی منسوب إلى الإله، وهو الکشف الصحیح المؤید بالکتاب والسنة کما ذکرنا.

(منه)، أی من ذلک الکشف الإلهی (یعرف ما)، أی: أی شیء

(أصل صور العالم) المعقولة والمحسوسة (القابلة لأرواحه) المختلفة الملکیة والحیوانیة والنباتیة وغیر ذلک.

فإن الأرواح کلها متعینة أولا فی حقیقة القلم الأعلى الذی هو النور الأول.

مثل تعیین الحروف الحاملة للمعانی فی المداد المحمول فی رأس القلم.

ثم تفصلت منه بکتابتها فی اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض.

مثل تفصیل الحروف المکتوبة فی قرطاس بماء البصل، حیث لا یستبین على القرطاس من کتابتها شیء منها .

وهذه الحروف هی صور المعانی والمعانی أرواحها المخلوقة قبلها.

أی المعینة لها وتلک المعانی موجودة فی هذه الحروف، ولکن وجود دلالة وتدبیر لهذه

الحروف لا وجود حلول واتحاد، وهی لم تبرح من قلب المتوجه على کتابة الحروف .

ثم إن تلک الحروف المکتوبة بماء البصل إذا مسها حرارة النار تبینت حروف مرسومة یخالف لونها لون القرطاس فتظهر للقارىء فیقرأها فیفهم معانیها الظاهرة فیها.

وههنا تتوجه تلک الأرواح المتعینة فی حقیقة القلم الأعلى التی رسمت فی اللوح المحفوظ صورة وأشکالا غیر متبینة على تلک الصور والأشکال بسبب التوجه الأصلی من همة الکاتب الحامل لأرواح هذه الصور والأشکال :

فتنبعث الحرارة الغریزیة والحرکة الشرقیة الروحانیة، فتتبین بذلک تلک الصور والأشکال فی عالمها المخصوص الذی هو عالم الطبائع والعناصر.

فإذا تم تبینها وهو المراد بتسویة الجسد قوی التوجه المذکور.

فسرت الروح النباتیة النامیة بعد الروح الجمادیة المظهرة لصورة الجسد فقط،.

ثم تسری الروح الحیوانیة المحرکة.

ثم الروح الإنسانیة المکملة للظهور الإلهی على أتم الوجوه الممکنة.

فتتحقق صورة الإنسان وتتمیز عن غیرها فی هذه الأکوان.

(فسمی هذا المذکور) الجامع لقوابل العالم کله أعلاه وأسفله کما ذکرنا (إنسانا) وهو الاسم الأصلی (وخلیفة) وهو الاسم اللقبی.

(فأما إنسانیته) التی سمی بها أولا (فلعموم نشأته)، أی سریانها فی کل نشأة روحانیة أو طبیعیة أو عنصریة وحصره الحقائق العلویة والسفلیة.

(کلها) بحیث لا تبقى حقیقة فی العالم إلا وفیه منها رقیقة متصلة یمدها بروحه الأمری الإلهی.

وتمده هی بروحها الجمادی والنباتی والحیوانی ولهذا لا غناء له عن الغذاء المحسوس.

فهو لعموم نشأته یمدها وبذلک شرف علیها وصار مکرمة.

قال تعالى : "ولقد کرمنا بنی آدم "70 سورة الإسراء.

و بحصره الحقائق کلها فیه تمده هی لسبقها علیه ولکبرها بالنسبة إلیه .

کما قال تعالى: "لخلق السموات والأرض أکبر من خلق الناس" 57 سورة غافر . (وهو)، أی هذا الإنسان المذکور (للحق) تعالى النافخ فیه من روحه الأمری الإلهی النوری الذی هو المخلوق الأول من جهة إمداده تعالی کل حقیقة کونیة من حقیقة هذا الإنسان کما ذکرنا.

(بمنزلة إنسان العین)، وهو نورها الذی یظهر سوادا تبصر به بحیث لو زال أو قل زال أبصارها (من العین) الإنسانیة أو الحیوانیة (الذی به یکون)، أی یوجد (النظر)والإدراک للأشیاء على وجه التمییز بین حسنها وقبیحها.

(وهو المعبر عنه بالبصر)، وإنما یظهر سوادة وهو نور مشرق، لأن جمیع ما یقابله ظلمة بالنسبة إلیه.

لأنه الروح الأمری المنفوخ وهو روح کل جماد ونبات وحیوان وإنسان وملک وجن.

ولکن ما قبل کمال الظهور إلا فی الإنسان الکامل فقط دون غیره فنسب إلیه، وسمی فی غیره باسم أنزل منه، کما أن الآدمی ظهر فی هذا العالم بالعصیان والمخالفة لأمر الله تعالى.

ولا عصیان ولا مخالفة فی الحقیقة غیر عدم قبول بقیة العالم لکمال ظهور الروح الأمری.

ظهر ذلک ظلمة وسواد فی نور مرآة الروح الأمری فکان سوادة فی إدراک کل رائی.

قال تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبین أن یحملنها" 27 سورة الأحزاب.

وهذا حقیقة العصیان والمخالفة الظاهرة فی آدم علیه السلام وبنیه إلى یوم القیامة ، والمراد بالجبال کل منجبل من العناصر الأربعة والطبائع الأربع وإنما عوقب بذلک من عوقب من بنی آدم لغلبة حیوانیته على إنسانیته .

(فلهذا)، أی لأنه من الحق بمنزلة إنسان العین من العین (سمی إنسانا فإن به)، أی بهذا الإنسان الکامل (نظر الحق) تعالى (إلى خلقه) جمیعهم (فرحمهم) بإمدادهم منه، فلا إمداد لشیء إلا منه ، لأنه محل نظر الله تعالى لخلقه.

وقلبه محل الوسع الإلهی الذی ضاقت عنه السموات والأرض مع کبرها بالنسبة إلیه.

کما ورد فی الحدیث القدسی: "ما وسعنی سماواتی ولا أرضی ووسعنی قلب عبدی المؤمن التقى" وهو العبد الکامل فی رتبة العبودیة.

هو واحد فی کل زمان إلى یوم القیامة، وإن تعدد من حیث الظهور الجسمانی .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

وأشار إلیها فقال : (وهذا) المذکور أمر (لا یعرفه) على ما هو علیه (عقل بطریق فکری بل هذا الفن) بجمیع مسائله (من الإدراک لا یکون) أی لا یحصل للعقل.

(إلا عن کشف إلهی) فهذا المذکور لا یعرفه العمل إلا بالکشف الإلهی لأنه مسألة من مسائله بل هو أم الفصوص وأصل جمیع مسائل الفن.

فیحتاج إلى الکشف کمال الاحتیاج (منه) أی من الکشف (یعرف) على الوجه الیقین (ما أصل) یعنی أن شیء حقیقة (صور العالم) المساواة القابلة لأرواحه وهی حقیقة الحقائق کلها وهی الذات الإلهیة من حیث أسمائه الحسنى منه متعلق بیعرف قدم للحصر .

فإن قلت : إن کان الطالب من أهل النظر فلا حظ له من الفن لأنه قال فی حقه لا یعرفه عقل .

وإن کان من أهل الکشف فلا یحتاج إلى إبراز الکتاب لأنه قال فی حقه إلا عن کشف.

فما معنى قوله : وأخرج به إلى الناس ینتفعون به حکایة عن الرسول علیه السلام .

وقوله : ثم منوه على طالبیه بإسناده إلى نفسه.

قلت : أما أهل النظر فیحصل له فی قراءة ذلک الکتاب من أهل الکشف والیقین منافع کثیرة وإن لم یحصل له کمال المنفعة فیدخل تحت قوله تعالی : "أو ألقى السمع وهو شهید"37 سورة ق . بسبب قراءته کما لا یخفى .

وأما أهل الکشف فیحتاج إلى مطالعة الکتاب فی إدراک المعانی المعتبرة بألفاظ منتظمة فیه فلا یکفی مجرد کشفه بل مع مطالعته إن کان من أهل

المطالعة أو القراءة إن کان من أهله فإن مفردات القرآن الکریم وأجزائه معروفة للعرب قبل نزول القرآن العظیم .

وأما المعانی المبینة بالقرآن الحکیم فیحتاج فی إدراکها إلى الکلام القدیم.

فهذا الکتاب کرامة قولیه له: لا یأتی مثله فی هذا الفن أحد من المصنفین لا قبله ولا بعده .

فلا یتصور إدراک هذه المعانی بالکشف إلا من جهته کما لا یصل العلم إلى معانی القرآن إلا من الجهة القرآنیة .

فمن لم یصل إلیه بعد إبرازه مع القدرة فلا نصیب له من معانیه ولو کان أهل کشف فاجتهد.

فإن المراد بإبراز الکتاب منفعتنا به فهو مأمور بالإبراز بصیغة الأمر الحضوره فیه بقوله : خذه واخرج به إلى الناس ونحن مأمورون بصیغة الغیبة لغیبتنا فیه.

بقوله ینتفعون به فوجب به علینا الانتفاع.

فالکامل والناقص بعد إبراز الکتاب سواء فی احتیاج الانتفاع فلا یلیق لنا ترک أمر الرسول علیه الصلاة والسلام.

(فسمی هذا المذکور)، وهو الکون الجامع (إنسانا وخلیفة فأما إنسانیته فلعموم نشانه) وهی المرتبة الجامعة بین النشأة الروحانیة وهی على صورة الحق والجسمانیة وهی من حقائق العالم وصوره.

(وحصره الحقائق کلها) من الإلهیات والکونیات، فإنه حینئذ یونس جمیع الحقائق فهو من الإنس (وهو) بیان لوجه تسمیة أخرى (للحق بمنزلة إنسان العین) بفتح الهمزة (من العین الذی به یکون النظر وهو المعبر عنه بالبصر فلهذا) أی فلأجل أنه للحق بمنزلة إنسان العین من العین .

(سمی إنسانا) بکسر الهمزة للفرق (فإنه) تعلیل لقوله وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین أی أن الشأن (به) أی بالمذکور لا بغیره (نظر الحق إلى خلقه) أی إلى موجوداته الخارجیة بعد إیجادها به .

فالمقصود الأصل بإیجاد الإنسان الکامل النظر به وهو النظر بالغیر فی النظر بالذات لا کالنظر بالواسطة إلى خلقه فأحب النظر إلیهم بالحب الذاتی (فرحمهم) بسبب نظره الحبی إلیهم وأعطى حوائجهم على حسب استعدادهم .

وإنما قال : فرحمهم مع أن المقصود یتم بدونه وهر بیان لوجه التسمیة إشارة إلى أن نظر الحق إلى عباده نظر عنایة أزلیة .

فإن الله تبارک وتعالى أحب أن ینظر إلیهم على الدوام بحسب العوالم ومن لا یحبه شیئا لم ینظر إلیه .

فنظر إلیهم بعد إیجادهم بسبب حبه فرحمهم بسبب نظره ففیه بشارة للمذنبین حتى لا یقنطوا من رحمة الله .

وإنما فسرنا الخلق بالموجودات فإن النظر بالغیر لا یتعلق بالمعدوم کالصورة الحاصلة فی المرأة.

فإنه لا یتعلق النظر بها إلا بعد وجودها فی المرآة فإن مآل النظر ونتیجته الرحمة والشفقة للمنظور إلیه الذی یمسه العذاب ولو مغضوبا للناظر فضلا عن أن یکون محبوبا له .

بخلاف العلم الخالی عن النظر فهو نظر الرحمة والشفقة لا نظر الوجود ولو کان نظر الوجود .

کما قال الشیخ رضى الله عنه فی التدبیرات الإلهیة القطب معلوم غیر معین وهو خلیفة الزمان ومحال النظر والتجلی ومنه یصدر الآثار على ظاهر العالم وباطنه وبه یرحم ویعذب من یعذب.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

و قوله رضی الله عنه : "وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه، فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها، وهو للحق تعالی بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر وهو المعبر عنه بالبصر فلهذا سمی إنسانا فإنه به نظر الحق تعالى إلى خلقه فرحمهم"

قلت: یرید بالنظر استعمال المقدمات والنتائج لکن یعرفه العقل من حیث ما هو قابل للتجلی الإلهی .

فإذن العقل له اعتباران:

أحدهما من جهة ما هو فاعل بالفکر ومن هذه الجهة لا یدرک هذه الأمور.

والآخر من جهة ما هو قابل وهذه هی جهة الکشف.

فالأولى طریقة الفکر وهذه الثانیة طریقة الذکر.

والأولى طریقة الفلاسفة والمتکلمین

وهذه الثانیة طریقة طالبی الحق تعالى من المتشرعین ..

قوله: وسمی إنسانا إلى آخر المعنى. قلت: والشیخ قد ذکر لأی شیء قد سمی إنسانا وهو التشبیه بإنسان العین.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکریّ بل هذا الفنّ من الإدراک لا یکون إلَّا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه ).

قال العبد أیّده الله به : هذا إشارة إلى علم الطبیعة الکلّ التی حصرت قوابل العالم أعلاه وأسفله ، والطبیعة الکلَّیة إشارة إلى ظاهریة الحقیقة الفعّالة للصور ، کما ذکرنا .

واعلم : أنّ الصور أعمّ ممّا عرفت عرفا فی تعریف العرف الفلسفی الظاهر والنظر الرسمی ، والکشف والتحقیق یقضیان بأنّها اعمّ ممّا عرفوا وعرّفوا ، ولا تختصّ بالجسمانیة ، بل قد تکون الصور عقلیة وخیالیة وذهنیة ونوریة وروحانیة وإلهیة.

کما جاء فی الصحیح : « إنّ الله خلق آدم على صورته » فللَّه تعالى صورة إلهیة نوریة لائقة بجنابه تعالى.

ویقال : صورة المسألة وصورة الحال .

وقال : " رأیت ربّی فی أحسن صورة ".

وکان الروح الأمین یأتی رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فی صورة " دحیة " وغیره .

وقد تمثّل لمریم " بَشَراً سَوِیًّا " مع تحقّق أنّ الأرواح غیر متحیّزة .

فکان  ظهور روحانیّ فی صورة مثالیة ، وحقیقة الصورة هیئة اجتماعیة من أوضاع شکلیة فی أی مادّة فرضت فی أیّ أجزاء قدّرت ومثّلت ، فافهم .

وإذا تحقّقت حقیقة الصورة ، علمت أنّها أعمّ ممّا قیل ، والصور فی طور التحقیق الکشفی علویة وسفلیة :

والعلویة حقیقیة وهی صور أسماء الربوبیة والحقائق الوجوبیة ، ومادّة هذه الصور وهیولاها عماء الربّ ، والحقیقة الفعّالة ، لها أحدیة جمع ذات الألوهة ، وظاهرها الطبیعة الکلیة . والعلویة الإضافیة هی حقائق الأرواح العقلیة والأرواح المهیّمة والأرواح النفسیة والملکیة المهیّمیّة ، ومادّة هذه الصور الروحانیة فی مشرب التحقیق والکشف النور .

وأمّا الصور السفلیة الإمکانیة من الحقائق الکیانیة مطلقة فهی صور الحقائق الإمکانیة والنسب المظهریة الکیانیة .

وهذه الصور أیضا منقسمة إلى علویة وسفلیة ، فالعلویة منها ما ذکرنا من عالم الأمر أنّها علویة إضافیة ، فإنّها علویة بالنسبة إلى الحقائق الجسمانیة ، وموادّها وهیولاها عماء المربوب والکون من النفس الرحمانی ، ویسمّى هذا العماء عماء ، لکونه مشوبا بالظلمة .

ومن الصور العلویة الکونیة صور عالم المثال المطلق والمقیّد وعالم البرازخ ، ومادّة هذه الصور وهیولاها الأنفاس والأعمال والأخلاق والملکات والنعوت والصفات .

وأمّا السفلیة الکونیة فهی صور عالم الأجسام ، وهی أیضا علویة وسفلیة :

فالعلویات هی العرش والکرسی والأفلاک والکواکب والسماوات ، ومادّتها الجسم الکلَّی .

والسفلیة الجسمانیة منها فهی العناصر والعنصریات ، وهی أیضا علویة وسفلیة :

فالعلویة منها هی صور الأرواح الهوائیة والناریة والمارجیة ، ومادّة هذه الصور الهواء والنار وما اختلط منهما مع باقی الثقلین من الأرکان المغلوبین فی الخفیفین کما ذکرنا فی الموضع الأنسب بذلک.

والسفلیة الحقیقیة هی ما غلب فی نشأته الثقیلان وهما الأرض والماء على الخفیفین وهما النار والهواء

وهی ثلاث :

صور معدنیة . -  وصور نباتیة . - وصور حیوانیة .

وکل عالم من هذه العوالم یشتمل على صور شخصیات لا تتناهى ولا یحصیها إلَّا الله تعالى .

والطبیعة هی الحقیقة الحاملة لهذه الصور کلَّها من کونها عین المادّة من وجه ، ومن وجه أخرى الفعّالة لهذه الصور کلَّها ، وحقیقتها هی الأحدیة الجمعیة الذاتیة الفعّالة لصورتها فی نفسها بنفسها . فالطبیعة الکلّ وإن کانت مظهر الفعل الذاتی الإلهی .

ولکن حقیقتها حقیقة أحدیة جمع الصور الفعلیة والانفعالیة فی العوالم الربانیة والعوالم الکیانیة ، والصورة الکلیة المطلقة منفعلة على الإطلاق فی المادّة العمائیة الکلَّیة الکبرى عن هذه الحقیقة الفعلیة الذاتیة للحقیقة الإلهیة الکامنة فی التعیّن الأوّل ، وهی منه وفیه ، والفاعل هو الله .

والطبیعة باعتبار آخر من قوى النفس الکلیّة ساریة فی الأجسام الطبیعیة السفلیة والأجرام العلویة ، فاعلة لصورها المنطبعة فی موادّها الهیولانیة المعلومة لحکماء الرسوم .

وبالاعتبار الأوّل قوّة کلَّیة من قوى النفس الإلهیة الفعّالة للصور کلَّها معنویّها العلمیة الإلهیة الأزلیة والعقلیة والروحانیة والنفسانیة والمثالیة والنوریة والطبیعیة والعنصریة والخیالیة والذهنیة والتصوریّة واللفظیة النفسیة الإنسانیة من صور الحروف والکلمات ، والرقیة کذلک ، فافهم .

وما أظنّک تفهم فادرج ، فلیس نفسک إن کنت مقیّدا للحق .

وقد أشار الله تعالى إلى نفسه التی من قوّتها هذه الطبیعة الکلَّیة بقوله :" وَیُحَذِّرُکُمُ الله نَفْسَه " , " وَاصْطَنَعْتُکَ لِنَفْسِی " .

فالطبیعة الکلیة بهذا الاعتبار قوّة من قوى النفس الإلهیة الذاتیة الکلیة التی لا یعلم ولا یحیط بما فیها إلَّا الله .

کما قال الله تعالى إخبارا وحکایة عن العبد الصالح : " تَعْلَمُ ما فی نَفْسِی وَلا أَعْلَمُ ما فی نَفْسِکَ ". وکما قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم : " أنت کما أثنیت على نفسک لا أحصی ثناء علیک لا أبلغ کلّ ما فیک " .

فلمّا کانت أحدیة الجمعیة الإلهیة ، وأحدیة الجمعیة التی بحقیقة الحقائق ، وأحدیة الجمع التی للطبیعة الکلیة فی النشأة الحاملة لهذه الأوصاف کلَّها من الحقیّة والخلقیة وما تحتهما ساریة بالنفس الرحمانی إلى الحقائق والقوى کلَّها بالکمالات والمناصب الراجعة إلى هذه الجمعیات وفی کل ملک ملک.

وقوّة قوّة وصورة صورة ، زعمت أنّ لها أهلیة هذه الکمالات کلَّها ، وأنّى لها ذلک ؟

وما لکلّ منها إلَّا مقام معلوم ، فافهم .

فإنّ هذا الکشف من أصعب العلوم الخصیصة بکشف مرتبة الکمال المحمدی الختمی ، ولا یناله إلَّا من ورث خاتم النبیین ومشکاة خاتم الأولیاء المحمدیین .

حقّقنا الله والإخوان والأودّاء الإلهیین بعلومه ومقاماته وأحواله ومشاهده ومنازلاته ومعاریجه ، إنّه علیم قدیر حکیم خبیر .

ثم اعلم : أنّ الکشف عبارة عن رفع الحجب الظلمانیة والنوریة التی بین الحقیقة وبین المدرک منّا ، فإن کان المدرک النفس أو العقل ، والمدارک قواهما النفسانیة النظریة والفکریة بطریق ترتیب المقدّمات وترتیب المبادئ والمفردات على الوجه المؤدّی إلى الغایات.

فهو طریق البرهان والاستدلال باللوازم القریبة والبعیدة على الملزومات ، فهی وإن کانت فی زعم أهلها موصلة إلى إدراک الحقائق ، فلیست موصلة إلى الحقائق من حیث هی هی فی العلم الأزلی مجرّدة عن النسب والإضافات .

بل من کونها موجودات وملزومات ومعروضات للعوارض ولوازم ، لا من حیث هی حقائق مطلقة فإنّ ذلک لا یکون إلَّا بکشف حجب هذه اللوازم والعوارض من حیث هی حجب.

کذلک فإنّ الملزومیة والعارضیة والمعروضیة نسب عارضة على الحقائق عند تلبّسها بالوجود العینی ، فإنّها فی علم الله حقائق غیبیّة معنویة عریّة عن الوجود العینی .

أو قل : هی نسب علمیة أزلیّة ، أو صور معلومیّات الأشیاء ، أو حروف الکلمات النفسیة الرحمانیة ، أو شؤون ذات اللاهوت ، أو الأعیان الثابتة فی العلم الذاتی ، أو الماهیات ، أو هویات الموجودات من شأنها أنّها إذا وجدت لأعیانها ، کان بعضها ملزومات ومعروضات ، وبعضها لوازم وعوارض ولواحق .

کلّ هذه الاعتبارات والعبارات صادقة ، ویتداولها طائفة من المحقّقین فی عرفهم الخاصّ بهم ، وهی فی عرصة العلم الذاتی متمایزة بخصوصیاتها الذاتیة یدرکها المکاشف عند رفع الأستار ، والتجلَّی والشهود متمایزة الحقائق لخصوصیاتها ، ولا یدرکها المفکَّر کذلک .

بل إنّما یدرک هذه الحقائق متلبّسة بالوجود العینی الموجب للتوحید ، والرافع للتمییز والتعدید ، ونظنّ أنّها لم تزل على هذا ، ولیس ذلک کذلک .

فإذا انشرحت العقول عن حجابیّات قیود العادات ، وانطلقت عن عقال ضمنیات الکائنات ، ویخلص السرّ الإلهیّ من أحکام التعیّن وآثار القیود الحجابیة ، وانکشفت عن بصائرها وأبصارها الأستار ، حینئذ تأتّى للمدرک أن یدرک الحقائق على ما هی علیها فی عالم الحقائق والمعانی .

وقد یظنّ العامّة من ظاهریة المتفلسفة ، أنّ علم الحقائق على ما هی علیها عبارة عن إدراکها فی هذه اللوازم والعوارض واللواحق وأنّها لا تحقّق لحقائق بدونها فی الخارج .

وهذا المتفلسف المدّعی للحکمة ما عرف الفرق بین حقائق الأشیاء وبین أعیانها فإنّه ما أدرک إلَّا أعیان الموجودات ولم یدرک الحقائق من حیث إطلاقها وباطنها الحقیقیة مجرّدة عن هذه العوارض واللوازم واللواحق ، وهو معذور لکون هذا العلم والشهود فوق طور العقل ، وراء طور الفکر ، والفرق بین المقامین بیّن ، فانظر ما ذا ترى ؟

وإذا تحقّقت ما ذکرنا ، علمت أنّ من الکشف ما هو عقلی وهو الذی یدرکه العقل بجوهره النوری المطلق عن قیود الفکر والمزاج .

ومنه ما هو نفسانیّ وهو ما یحصل للنفوس المطلقة عن قیودها المزاجیة بإدمان الریاضات والمجاهدات من النفوس الکلَّیة العالیة ، بکشف حجاب ما به المباینة والممایزة .

ومن الکشف ما هو روحانی ، وذلک بعد کشف الحجب النفسانیة والعقلیة ومطالعة الروح الإنسانی لمطالع الأنفاس الرحمانیة .

ومن الکشف ما هو ربانی بطریق التجلَّی ، إمّا بالتنزّل والتدلَّی ، أو بالمعراج والتسلَّی ، أو بالمنازلات بأسرار التولَّی والتجلَّی ، أو بالجمع والتجلَّی بعد التخلَّی من الربّ المتولَّی .

وهو متعدّد بحسب تعدّدات الحضرات الأسمائیة فإنّ للحق تجلَّیا من کل حضرة ، ومن الحضرات.

وأعلى التجلَّیات الأسمائیة هو التجلَّی الإلهیّ الجمعیّ الأحدیّ الذی یعطی المکاشفات الکلَّیة الأحدیة الجمعیة ، ولیس کلّ کشف کذلک.

وفوقها التجلَّی الذاتیّ الاختصاصیّ الذی یعطی الکشف بحقیقة الحقائق ومراتبها ، وبحقیقة النفس والعلماء ، وبالحقیقة الإلهیة ، وبحقیقة الطبیعة الکلَّیة ، فافهم واعرف قدر ما دسّیت لک من الأسرار ، والله ولیّ التوفیق والتحقیق .

ثمّ أعلم : أنّ « الحقیقة » یصدق إطلاقها على کل ما له تحقّق فی الجملة بالإطلاق العامّ ، فثمّ حقیقة تحقّقها بذاتها وهی حقیقة الحق ، وقد تکون حقیقة تحقّقها لا بذاتها .

بل تحقّقها بما هو متحقّق بذاته من ذاته ، إمّا فی العلم أو فی العین أو فی بعض مراتب الوجود أو فی جمیعها دائما أو لا دائما ، بل فی وقت دون وقت .

وعلى هذا یصدق إطلاق الحقیقة على الحق والخلق وعلى النسب والإضافات والجواهر والأعراض ، إن قلنا إنّ الخلق له تحقّق ، وقد تکون الحقیقة واحدة وکثیرة ، ومطلقة ومقیّدة ، فاعلم ذلک .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فسمّی هذا المذکور إنسانا وخلیفة . فأمّا إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلَّها .

وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر وهو المعبّر عنه بالبصر ، فلهذا سمّی إنسانا فإنّه به ینظر الحقّ إلى خلقه ، فیرحمهم ) .

یعنی رضی الله عنه : أنّ اعتبار الحقیقة الإنسانیة على وجه یکون الاشتقاق اللفظی محفوظا فیه ، إن کان بمعنى الأنس من کونها مؤنسة للحقائق ومأنوسة.

ولیس سائر الحقائق کذلک لکون کلّ حقیقة غیرها ممتازة عن غیرها بخصوصها المباین الموجب للغیریة بخلاف الحقیقة الإنسانیة فإنّها أحدیة جمع جمیع الحقائق الحقیّة والخلقیة والبرزخیة .

فما امتازت الحقیقة الإنسانیة عنها إلَّا بأحدیة جمع الجمع والإحاطة ، وبها أنست بالکلّ ، وأنس بها الکلّ بعضه بالبعض .

ولهذا لم یکن مثله شیئا لعموم نشأته جمیع النشئات ، وعدم عموم غیرها لأنّها ما من نشأة من النشآت إلَّا وفی نشأته نظیرتها .

وما من حقیقة  من الحقائق إلَّا وفی الحقیقة الإنسانیة محتدها وأصلها لأنّ العوالم کلَّها على صورة الإنسان .

کما أنّ الإنسان على صورة الله فما من عرش ولا کرسی ولا فلک ولا روحانی ولا کوکب ولا منازل ولا بروج ولا سماوات ولا أرضین ولا نار ولا هواء ولا تراب ولا ماء ولا مولَّد من معدن ونبات وحیوان ماش أو ساع أو سائح أو طائر أو ناش إلَّا وفی النشأة الإنسانیة أمثالها ونظائرها.

ولهذا قیل : الإنسان هو العالم الصغیر .

وقالوا : العالم الإنسان الکبیر .

وفیه نظر على ما سنبیّنه فی موضعه ، فهو بصورته الطبیعیة وبروحه جامع لخصائص عالم الأرواح من المهیّمة ومن العقول والنفوس والملائکة والجنّ ، وکذلک یجمع بحقیقته الإنسانیة البرزخیة بین بحریّ الوجوب والإمکان  وبین الإطلاق والتعیّن .

وقابلیته أجمع القابلیات ، ومظهریته أکمل المظهریات ، وما یخصّه من الفیض والتجلَّی أتمّ وأکمل وأعمّ وأشمل .

وبهذا استحقّ الخلافة وسجود الملائکة فإنّ السجود هو الدخول فی الطاعة والتذلَّل والانقیاد والخضوع.

فلمّا جمعت النشأة الإنسانیة الکمالیة بسعة قابلیته وحیطة دائرة استعداده جمیع الحقائق والقوى القائمة بصور العالم ، والمنتشرة والمطویّة منها فی أعلاه وأسفله ، سجدت الملائکة التی هی عبارة عن صور أرواحها لآدم هو أوّل مظهر إنسانی لافتقار العالم فی کماله إلى وجوده واستغناء الإنسان بنشأته الکاملة عن العالم وما فیه .

فهو على حدته مغن عن العالم ، أو کان فی مظهریة التجلَّی الذاتی الأحدی الجمعی والأسماء التفصیلیة الفرعیة .

والعالم بلا إنسان کامل غیر کامل ولا کاف فیما ذکر .

ولهذا ما عرفته الملائکة إلَّا أسماء حین سألهم الحق عنها بقوله : " أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ " ، أی هؤلاء النسب والحقائق الإلهیة الزمانیة ، إشارة إلى حقائق الأسماء متجلَّیة فی صورها النوریة وحقائق الموجودات القابلة لتلک التجلیات .

فلمّا لم یعرف الملائکة أسماء تلک الصورة النورانیة والحقائق المعنویة من حیث التمایز والخصوصیات التی تقوّمت بها نشأتهم .

قال الله تعالى : " یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ " أی أعلمهم وأخبرهم بأسمائهم .

أی بیّن المظاهر وأسماء الحق ، التی هم مستندون إلیها فی وجودهم فإنّ کلّ واحد منهم مظهر لحقیقة مخصوصة من حقائق أسماء الواجب الوجود ، وخادم لاسم معیّن ، وسادن لنسبة ربانیة من النسب الإلهیة ، فکلّ منهم لا یعرف الحقّ إلَّا من حیث مظهریته المعیّنة وقابلیته الجزئیة واستعداداته الخصوصیة.

فالحق المسمّى بفتح المیم وآدم المسمّى بکسر المیم والملائکة لا یعرفون الحق ولا أنفسهم ولا ما یستند إلیه من الأسماء إلَّا من وجه جزئی تعیّنیّ.

ولهذا لمّا أنبأهم آدم بأسمائهم فی الحضرات الأسمائیة ، وأظهر خصوصیات عبدانیات کلّ واحد منهم لاسم هو ربّه ، وأنبأهم بأسماء الحق ، التی هم مستندون إلیها التی لها السلطان والحکم علیها.

قالوا : " سبحانک لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ ".

فلهذا أنس بهذه الحقیقة الإنسانیة الکلّ ، وأنس بالکلّ ، فسمّی الوجود الحق المتعیّن فی هذه الحقیقة الکلَّیة المطلقة إنسانا .

وهو « فعلان » من الأنس على صیغة المبالغة .

وسمّی أیضا إنسان العین إنسانا بهذا الاعتبار لأنّ العین تأنس بکلّ ما تقع علیه ولا یناسبه أیضا نور الحق المتعیّن بالجمع فی نار الفرق .

وإیناس النور فی النور مؤنس یعطی الأنس لناظر الناظر ، ولأنّ الإنسان من عین الإنسان آلة النظر ، وإدراک ظاهریة المبصرات وإبصار کلّ ذی بصر إنّما هو بحسبه .

وکان نظر الله أحدیا جمعیا بأحدیة جمع العلم والشهود لظاهریة أحدیة جمعیات الحقائق والأشیاء ، ولم یکن فی الموجودات والحقائق حقیقة جمعیة أحدیة جامعة لجمیع الجمعیات إلَّا هذا المظهر الأعمّ الأکمل ، والمنظر الأتمّ الأجمع الأوسع الأشمل ، به نظر الله فی إبصاره لظاهریات الحقائق کلَّها ، فهو مجلى النظر الإلهی وإنسان العین المنزّهة ، فسمّاه بهذه الاعتبارات إنسانا .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

( وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکرى )

فإن العقل من الجناب الإلهی التی هی الحضرة الواحدیة فلا یدرک إلا الحقائق المتعینة الکلیة مع لوازمها فی عالمها الروحانی .

وأما الجزئیات الجسمانیة التی هی ما تقتضیه الطبیعة الکلیة التی حصرت قوابل العالم فلا یعرفها وکذلک لا یعرف الحقیقة التی تحقق الحقائق الکلیة والجزئیة أی الذات التی تحقق بفیضها الأقدس أی تجلى الذاتی حقائق الروحانیات والجسمانیات وبتجلیها الشهودى واسمها النور یظهر الکل .

فإنها لا یعرفها إلا عینها ، قوله وفی هذه النشأة الحاملة لهذه الأوصاف من القوى الروحانیة ولوازمها من الحیاة والقدرة والعلم والإرادة وأمثالها .

یشعر بأن الأوصاف المحمولة من النشأة المعنویة الروحانیة المعبر عن عالمها بالجناب الإلهی .

قوله ( بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهى منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه )

إشارة إلى أن صورة العالم أیضا حقائق وأعیان وأصل الحقائق هو الذات الأحدیة فحقیقة الحقائق کما تحقق الحقائق الروحانیة فی العالم الذی سماه الجناب الإلهی لتحقق أسماء الألوهیة فیه فهی تحقق الحقائق الجسمانیة فی العالم السفلى بتجل واحد ذاتى .

فأصل الجمیع أی الجناب الإلهی وما تقتضیه الطبیعة الکلیة الحاصرة للقوابل واحد ، وهو الذات الأحدیة الساریة فی الکل ولهذا قال علیه الصلاة والسلام « لو دلى أحدکم دلوه لهبط على الله وهو الذی فی السماء إله وفی الأرض إله » .

وکیف یدرک العقل هذا المعنى فإنه لا یدرکه إلا هو نفسه ، ولا یکشف إلا على من یأخذه من نفسه بنفسه.

( فسمى هذا المذکور إنسانا وخلیفة ، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها ) أی لأن نشأته تحوى الحقائق کلها ، وجمیع مراتب الوجود العلویة والسفلیة بأحدیة الجمع التی ناسب لها حقیقة الحقائق.

وهی الجمعیة المذکورة إذ لا شیء فی النشأتین إلا وهو موجود فیه أی لا مرتبة فی الوجود إلا وشیء منها فیه فناسب وجود الکل مؤانسا به ، فسمى إنسانا لأنه عالم صغیر ، والعالم یسمى إنسانا کبیرا ، أو باعتبار آخر ( وهو ) أنه ( للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر وهو المعبر عنه بالبصر )

لأن الله تعالى نظر به إلى الخلق فرحمهم ( فلهذا سمى إنسانا ) أیضا .

والمعنى أنه المقصود من خلق العالم لأنه الحامل للسر الإلهی وأمانته أی معرفته والمقصود من الکل معرفته ،.

کما قال « فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق »

فلو لا محبة المعرفة لم یخلق الخلق فلا یعرفه من العالم إلا الإنسان فلو لا الإنسان العارف باللَّه لم یخلق العالم فالعالم تابع لوجوده

( فإنه به نظر الحق إلى خلقه فرحمهم ) أی فهو الذی نظر به إلى الخلق الموقوف هو علیهم فرحمهم بالإیجاد.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

قوله رضی الله عنه : (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه) .

أی، هذا الأمر المذکور وتحقیقه، على ما هو علیه، طور وراء أطوار العقل، أی النظری، فإن إدراکه یحتاج إلى نور ربانی یرفع الحجب عن عین القلب ویحدبصره فیراه القلب بذلک النور، بل یکشف جمع الحقائق الکونیة والإلهیة.

وأما العقل بطریق النظر الفکری وترتیب المقدمات والأشکال القیاسیة، فلا یمکن أن یعرف من هذه الحقائق شیئا، لأنها لا تفید إلا إثبات الأمور الخارجیة عنها اللازمة إیاها لزوما غیر بین. والأقوال الشارحة لا بد وأن یکون أجزاؤها معلومة قبلها إنکان المحدود مرکبا، والکلام فیها کالکلام فی الأول.

وإن کان بسیطا لا جزء له فی العقل ولا فی الخارج، فلا یمکن تعریفه إلا باللوازم البینة، فالحقائق على حالها مجهولة.

فمتى توجه العقل النظری إلى معرفتها من غیر تطهیر المحل من الریون الحاجبة إیاه عن إدراکها، کما هی، یقع فی تیه الحیرة وبیداء الظلمة ویخبط خبطةعشواء.

وأکثر من أخذت الفطانة بیده وأدرک المعقولات من وراء الحجاب لغایة الذکاء وقوة الفطنة من الحکماء زعم أنه أدرکها على ما هی علیه، ولما تنبه فی آخر أمره، إعترف بالعجز والقصور. کما قال أبو على عند وفاته عن نفسه:

یموت ولیس له حاصل  ...  سوى علمه أنه ما علم 

وقال أیضا:

إعتصام الورى بمغفرتک  .... عجز الواصفون عن صفتک

تب علینا فإننا بشر   ..... ما عرفناک حق معرفتک

وقال الإمام:

نهایة إدراک العقول عقال  ..... وغایة سعى العالمین ضلال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا  ..... سوى أن جمعنا فیه قیل وقال

وأما الذات الإلهیة فحار فیها جمیع الأنبیاء والأولیاء، کما قال، صلى الله علیه وسلم: "ما عرفناک حق معرفتک" و "ما عبدناک حق عبادتک".

وقال أبو بکر،رضى الله عنه: "العجز عن درک الإدراک إدراک"

وقال آخر:

قد تحیرت فیک خذ بیدی   ..... یا دلیلا لمن تحیر فیکا

وقال الشیخ:

ولست أدرک من شئ حقیقته  .... وکیف أدرکه وأنتم فیه

وإنما قید قوله: (بطریق نظری فکری) لأن القلب إذا تنور بالنور الإلهی، یتنور العقل أیضا بنوره ویتبع القلب، لأنه قوة من قواه، فیدرک الحقائق بالتبعیة إدراکا مجردا من التصرف فیها، ویسلم أمره إلى الله المتصرف بالحقیقة فی کل شئ.

ویعترف اعترافه الأول بقوله: "سبحانک لا علم لنا إلا ما علمتنا إنک أنت العلیم الحکیم."

قوله: (منه یعرف)... أی، من الکشف الإلهی یعرف ما الذی ظهر على صور العالم التی قبلت لأرواحه.

وضمیر (أرواحه) عائد إلى (العالم). وإنما قید (الکشف) بـ (الإلهی) لخروج الصوری والملکی والجنی، وکشف الخواطر والضمائر وأمثالها، فإنها لا تعطى ذلک.

بل کشف الحقائق الأسمائیة والتجلیات الصفاتیة تعد القلوب للتجلیات الذاتیة المفنیة لما سواها الجاعلة لجبال الإنیات دکا، فتفنى فیها فناء یوجب البقاء الأبدی، فتطلع بحقیقتها وحقیقةغیرها بالحق، وتعلم أن الذات الإلهیة هی التی تظهر بصور العالم، وأن أصل تلک الحقائق وصورها، تلک الذات، وأنها هی التی ظهرت فی الصورة الجوهریة المطلقة التی قبلت هذه الصور کلها من حیث قیومیتها.

والمراد بـ (الصور) یجوز أن یکون الأجسام القابلة للأرواح، ویجوز أن یکون الأجسام والأجساد المثالیة والهیاکل النوریة، فیکون مشتملا على جمیع العقول والنفوس المجردة وغیر المجردة والجن وغیرها، لأن لکل منها صورة فی عالم الأرواح حسب ما یلیق بکمالاته، کما مر بیانه فی المقدمات.

(فسمى هذا المذکور إنسانا وخلیفة. فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها.

وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر، وهوالمعبر عنه بالبصر، فلهذا سمى إنسانا) أی، سمى هذا الکون الجامع إنسانا وخلیفة.

أما تسمیته (إنسانا) فلوجهین:

أحدهما، عموم نشأته. أی، اشتمال نشأته المرتبیة على مراتب العالم وحصره الحقائق، أی المفصلة فی العالم.

وذلک لأن (الإنسان) إما مأخوذ من (الأنس) أو من (النسیان).

فإن کان من (الأنس)، وهو ما یؤنس به، فهو حاصل للإنسان لکونه مجمع الأسماء ومظاهرها وتؤنس به الحقائق وتحصر فی نشئاته الجسمانیة والروحانیة والمثالیة لإحاطة النشأة إیاها.

وإن کان من (النسیان)، وهو الذهول عن بعض الأشیاء بعد التوجه إلیه بالاشتغال إلى غیره، فالإنسان

بحکم اتصافه بـ (کل یوم هو فی شأن) لا یمکن وقوفه بشأن واحد. وهذا، أیضا یقتضى العموم والإحاطة، إذ لو لم تکن نشأته محیطة بها، لکانت على منوال واحد ونسق معین کغیره من الموجودات.

وأیا ما کان سمى الإنسان إنسانا، لهذه المناسبة الجامعة بین الاسم والمسمى.

وثانیهما، أنه للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یحصل به النظر،

وهو الذی یعبر عنه بالبصر وکما أن إنسان العین هو المقصود والأصل من العین، إذ به یکون النظر ومشاهدة عالم الظاهر الذی هو صورة الحق، کذلک الإنسان هو المقصود الأول من العالم کله، إذ به یظهر الأسرار الإلهیة والمعارف الحقیقیة المقصودة من الخلق، وبه یحصل اتصال الأول بالآخر، وبمرتبته یکمل مراتب عالم الباطن والظاهر.

ففی قوله: (وهو للحق) أی، الإنسان للحق.

(بمنزلة إنسان العین) إشارة إلى نتیجة قرب الفرائض، وهو کون العبدسمع الحق وبصره ویده، الحاصلة للإنسان الکامل عند فناء الذات وبقائها به فیمقام الفرق بعد الجمع. وهذا أعلى رتبة من نتیجة قرب النوافل، وهو کون الحق سمع العبد وبصره، لأنه عند فناء الصفات فالإنسان الذی للحقبمنزلة إنسان العین من العین هو الإنسان الکامل لا غیر.

وأیضا، الکامل لکونه واسطة بین الحق والعالم باعتبار، صار بمنزلة إنسان العین من العین، لأنه أیضا واسطةبین الرائی الحقیقی وبین المرئی.

قوله: (فإنه به نظر الحق إلى الخلق فرحمهم)

تعلیل لقوله: (وهوللحق بمنزلة إنسان العین من العین)

وإشارة إلى أن الکامل هو سبب إیجاد العالم وبقائه وکمالاته أزلا وأبدا دنیا وآخرة.

وذلک إما فی العلم: فلأن الحق تعالى لما تجلى لذاته بذاته وشاهد جمیع صفاته وکمالاته فی ذاته وأراد أن یشاهدها فی حقیقة تکون له کالمرآة .

کما ذکره فی أول الفص - أوجد (الحقیقة المحمدیة) التی هی حقیقة هذا النوع الإنسانی فی الحضرة العلمیة.

فوجدت حقائق العالم کلها بوجودها، وجودا إجمالیا، لاشتمالها علیها من حیث مضاهاتها للمرتبة الإلهیة الجامعة للأسماء کلها، ثم أوجدهم فیها وجودا تفصیلیا، فصارت أعیانا ثابتة،کما تقرر فی موضعها.

وإما فی العین بحسب وجوداتهم: فلأنه جعل الوجودالخارجی مطابقا للوجود العلمی بإیجاد العقل الأول الذی هو النور المحمدی .

المعرب عنه: (أول ما خلق الله نوری) أولا، ثم غیره من الموجودات التی تضمنها العقل الأول وعلمها ثانیا.

وإما بحسب کمالاتهم: فلأنه جعل قلب الإنسان الکامل مرآة التجلیات الذاتیة والأسمائیة لیتجلى له أولا، ثم بواسطته تجلى للعالم، کانعکاس النور من المرآة المقابلة للشعاع إلى ما یقابلها، فأعیانهم فی العلم والعین وکمالاتهم إنما حصلت بواسطة الإنسان الکامل .

وأیضا، لما کان الإنسان مقصودا أولیا ووجوده الخارجی یستدعى وجود حقائق العالم، أوجد أجزاء العالم أولا لیوجد الإنسان آخرا، لذلک جاء فی الخبر: "لولاک لما خلقت الأفلاک".

وهذا الشهود الأزلی، والإیجاد العلمی والعینی عبارة عن النظر إلیهم وإفاضة الرحمة الرحمانیة المجملة والرحیمیة المفصلة علیهم، إذ جمیع الکمالات مترتبة على الوجود لازمة له.

فالوجود هو الرحمة الأصلیة التی یتبعها جمیع أنواع الرحمة والسعادة الدنیویة والأخرویة.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:قوله رضی الله عنه : 

(وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

ثم أشار إلى أنه لا یمکن إقامة البرهان العقلی على رجوع بعض ما عندها إلى الجناب الإلهی، وبعضه إلى جانب حقیقة الحقائق، وبعضه إلى الطبیعة الکلیة.

فقال: (وهذا لا یعرفه عقل)، وإن کان لا ینکره أیضا (بطریق نظر فکری) بترتیب المقدمات (بل هذا الفن من الإدراک) أی: إدراک مرجع الموجودات من الحضرات المذکورة(لا یکون إلا عن کشف إلهی) بأن ترفع حجب القلب بتصقیله، فیجاری به المبادئ العالیة المنتقشة بالعلوم بل العلم الأزلی .

(منه یعرف ما أصل صور العالم) أی: مرجعها من الحضرات المذکورة (القابلة) تلک الصور (لأرواحه) أی: أرواح العالم الکبیر والصغیر من النفوس السماویة والمعدنیةوالنباتیة والحیوانیة والإنسانیة وقواها.

ووصف الصور بذلک یشیر إلى أنه کان الواجب على القوى أن تنظر فی الصور القابلة أن لها أیضا هذه الجمعیة مع أنها لیست مقصودة بذاتها بل بأرواحها، فلا یکون لها فضل بل هذه القوى باعتبار هذه الجمعیة غایتها أن تساوی تلک الصور، فافهم؛ فإنه مزلة للقدم.

وإذا کان جمعیة ما سوى آدم وأولاده قاصرة، وإن بلغوا من العظمة ما بلغوا، ولا بد من الجمعیة الکاملة فکانت لآدم وأولاده، (فسمی هذا المذکور) أی: آدم

(إنسانا وخلیفة فأما إنسانیته) أی: کونه مسمى بالإنسان (فلعموم نشأته) أی: شمول خلقته ظهورات الأسماء والصفات الإلهیة، (وحصره الحقائق) أی: أسرار سائر الموجودات فهو مؤنس لهما، ولما تم فیه معنى الأنس اشتق منه صیغة المبالغة، وهی الإنسان.

وأیضا لتسمیته إنسانا وجه آخر، (وهو) أنه (للحق بمنزلة إنسان العین من العین) أی: بمنزلة البصر للحق، فإن إنسان العین: هو (الذی یکون به النظر) أی: إدراک المبصرات للعین (وهو) أی: الذی یکون به للعین النظر، (والمعبر عنه بالبصر) الذی هو القوة المدرکة للمبصرات، وهو إنسان العین.

فلهذا أی: فلوجود هذا المعنى فی الإنسان من حیث إنه مقصود بالذات من خلق العالم.


"" اعلم أنه لیس المراد أن الواجب فی حقه تعالی جسم له عین، وأن آدم إنسانها، فإنه لا یقوله عاقل فضلا عن عارف، وإنما أراد الله بحکمته عبدا إنسانا کاملا یکون خلیفة له سبحانه لتصریف وإدارة بعض أمور الکون التی سوف یستخلفه علیها,وأما کونه سبحانه وتعالى فی عالم القدم یرى الأشیاء قبل  ظهورها؛ فهذا منه؛ لأنه من عالم القدم حیث هذا یکون لآدم حال کونه صورة مخزونة فی العلم الإلهی، ولیس هذا له حال کونه جسما عنصریا.""


وفی تقدیم الجار والمجرور، وإعادة لفظ «سمی» إشارة إلى أن هذا الوجه الکامل الذی لا ینبغی أن یعتبر معه غیره سمی إنسائا کأنه هو بصر الحق بعینه، (فإنه به نظر الحق إلى خلقه)؛ لأن خلقه من مقدماته أو متمماته (فرحمهم) لیوقف ذاته أو کماله علیهم . فالإنسان: هو العلة الغائیة من إیجادهم.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.  فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها.  وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر.  فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

ولذلک قال تعریضا بهم : ( وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکریّ ، بل هذا الفنّ من الإدراک لا یکون إلَّا عن کشف إلهیّ ، منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه ) فإنّک قد عرفت أنّ القابل وأصله راجع إلى الفیض الأقدس عن ثنویّة القابل والفاعل والکاسب والمکتسب منه ، فهو إذن بمعزل عن أن تقتنص شوارد حقائقه بمخالب قوى العقل وجوارحه .

أو یصل إلیه أحد بسلالیم الأقیسة الفکریّة ومدارج مقدّماتها ، ضرورة أنّ الثنویّة التقابلیّة غالبة فی نشأة العقل وجبلَّته القدسیّة العالمیّة على ما یظهر من تلویحه أیضا سیما فیما یدرکه باستعانة من قواه وتوسّل إلیها . 


نعم ، یمکن له الوصول إلیه عند انطواء الأسباب والآلات التعمّلیّة والاکتسابیّة ، وانطفاء مشاعل مشاعره الجزئیّة ، عند سطوع تباشیر إصباح المکاشفات الإلهیّة ، وشروق أنوار شمس الحقیقة من مطلع الوهب والامتنان ، وافق الیقین ، الخالص عن شوائب الحجج والبرهان  .

ثمّ إنّه بعد تحقیق الحقیقة الآدمیّة وتفصیل جمعیّتها التامّة شرع فی تبیین أسامیها ، کشفا عن کنه أحکامها ولوازمها المعربة عن تمام ذلک التفصیل ، وما له من کمالیّة فی الظهور والإظهار ، فإنّک قد عرفت أنّ حقیقة کلّ شیء بخواصّها ولوازمها إنّما تستعلم من أسامیها وألفاظها المختصّة بها ، بقوله : ( فسمّی هذا المذکور « إنسانا » و « خلیفة » ) بحسب کمالیة الأوّل والآخر (فأمّا إنسانیّته : فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلَّها ) حصرا جمیعا امتزاجیّا یتعاکس فیه النسب من الکلّ على الکلّ ، ویأنس بها الکلّ إلى  الکل.


( وهو للحقّ بمنزلة إنسان العین من العین ) أی کما أنّ إنسان العین من العین الشخصی فیه مثال الشخص بعینه حاصر الجمیع أجزائه بأوضاعها وأشکالها ، کذلک الإنسان مثله من العین الوجودی ، ولیس کمثله شیء ، أو کما أن بإنسان العین ینظر على الشیء ، فکذلک بحقیقته الأصلیّة السابقة على الکلّ نظر الحقّ إلى العالم بعینه ، حسبما سمعه من ألسنة قابلیّاتهم ، فرحمهم بوجوده .

فالإنسان بحقیقته هو ( الذی یکون به النظر ، وهو المعبّر عنه بالبصر ) فی قوله : " وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ "  ( فلهذا سمّی إنسانا ، فإنّه به نظر الحقّ إلى الخلق ) .

ورآهم بصورهم التی صوّرهم بها ألسنة قابلیّاتهم فی صیغ صبغ تعیّناتهم ( فرحمهم ) بالوجود التامّ المترتّب على ما حصل من المشعرین من العلم الکامل وکأنّک قد نبّهت على سبب طیّ أحد المشعرین فی عبارته .


شرح الجامی للملا عبد الرحمن ابن أحمد ابن محمد المتوفی 898 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها. وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم.)

قوله رضی الله عنه : "وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه ."

(وهذا)، أی حصر الطبیعة قوابل العالم کله (لا بعرفه عقل بطریق نظر فکری)، بأن تتحرک من الطالب المشعور بها توجه إلى مبادیها المعلومة ومنها إلى تلک المطالب.

وذلک لأن معرفة هذا الحصر لا تحصل إلا بمعرفة الطبیعة، ومعرفتها على ما یؤدی إلیه النظر الفکری لا یتجاوز عما هو معلوم لعلماء الرسوم من اختصاصها بالأجسام السفلیة والأجرام العلویة (بل هذا الفن)، أی النور (من الإدراک) و المعرفة (لا یکون إلا عن کشف إلهی) حاصل بالتوجیه والافتقار التام إلى الله سبحانه وتفریغ القلب.

وتعریته بالکلیة من جمیع التعلقات الملکوتیة والعلوم والقوانین الرسمیة (منه)، أی من ذلک الکشف الإلهی (یعرف ما أصل صورة العالم) المنطبعة فی مواده بفعل تأثیر من ذلک الأصل (القابلة) لتلک الصورة (لأرواحه) المنفوخة فیها إن کانت من الصور المجردة.


فالمراد بأرواحها الأسماء التی هی مظاهر لها فإن نسبة الظاهر إلى المظهر نسبة الروح إلى الصورة المساواة له.

اعلم أن الطبیعة فی عرف علماء الرسوم قوة بین قوى النفس الکلیة ساریة فی الأجسام الطبیعیة السفلیة والأجرام العلویة فاعلة تصورها المنطبعة فی موادها الهیولانیة.

وفی سر من مشرب الکشف والتحقیق إشارة إلى حقیقة إلهیة فعالة للصور کلها . وهذه الحقیقة بفعل الصورة الاسمانیة بباطنها فی المادة العلمیة فإن النشأة واحدة جامعة تحقیقها للصور الحقانیة الوجوبیة والصور الخلقیة الکونیة روحانیة کانت أو مادیة أو جسمانیة بسیطة أو مرکبة.

والصور فی صور التحقیق الکشفی علویة وسفلیة ؛ فالعلویة حقیقة وهی صور الأسماء الربوبیة والحقائق الوجوبیة ومادة هذه الصور الروحانیة هی النور.

وأما الصور السفلیة فی صور الحقائق الإمکانیة .

وهی أیضا منقسمة إلى علویة وسفلیة ؛ فمن العلویة ما سبق من الصور الروحانیة، ومنها صور عالم المثال المطلق والمقید.

وأما السفلیة فمنها صور عالم الأجسام للغیر العنصریة کالعرش والکرسی ومادتها الجسم الکل ومنها صور العناصر والعنصریات.

ومن العنصریات الصور الهوائیة والناریة والمازجیة.

مادة هذه الصور الهواء والنار وما اختلط معهما من الثقیلین الباقین من الأرکان المغلوبین فی الخفیفین.

ومنها الصور السفلیة حقیقة وهی ما غلب فی نشأته

الثقیلان وهما : الأرض والماء .

على الخفیفین وهما:  النار والهواء.

وهی ثلاث صور معدنیة وصور نباتیة وصور حیوانیة وکل عالم من هذه العوالم تستعمل على صور شخصیة لا تتناهى ولا یحصیها إلا الله سبحانه. والحقیقة الفعالة الإلهیة فاعلة بباطنها الصور الأسمائیة وظاهرها الذی هو الطبیعة الکلیة تفعل ما عداها من الصور.

فالحقیقة الإلهیة أصل جمیع الصور والطبیعة الکلیة التی هی مظهرها أصل صور العالم کله

قوله رضی الله عنه : "فسمی هذا المذکور إنسانا و خلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحضرة الحقائق کلها وهو یلحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر وهو المعبر عنه بالبصر . فإنه به نظر الحق تعالى إلى خلقه فرحمهم ."

(تسمى هذه) الکون الجامع (المذکور إنسانا وخلیفة فأما إنسانیته فلعموم نشأته) المرآتیة .

فإن له ثلاث نشأت :

نشأة روحیة  -   ونشأة عنصریة  - ونشأة مرآتیة هی أحدیة جمعهما

والعموم أهل المرآتیة (وحصره الحقائق کلها) إلهیة کانت أو کونیة (وهو)، أی الکون الجامع (للحق سبحانه بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر وهو)، أی إنسان العین (هو المعبر عنه بالبصر) الذی به یبصر الشیء ویؤنس (فلهذا)، أی لمعنى الإبصار المتضمن للإنسان (سمی) إنسان العین (إنسانا) وهو فعلان من الأنس للمبالغة فیه (فإنه) الضمیر للشأن أو للکون الجامع (به)، أی بالکون الجامع المذکور (نظر الحق سبحانه إلى خلقه فرحمهم).

قوله : فلعموم نشأته مقدمة تقوله :

فإنه به نظر الحق فإنه لو لم تکن نشأته عامة حاصرة للحقائق کلها لم یمکن به النظر إلى خلفه کله.

وتوصیف إنسان العین بقوله :  الذی یکون النظر واردة فالوصف بقوله : وهو المعبر عنه بالبصر إشارة إلى وجه تسمیة إنسان العین بالإنسان وهو کونه بحیث یبصر ویؤنس به.

ولهذا فرع علیه قوله : فلهذا سمی إنسانا.

وقوله : وهو للحق بمنزلة إنسان العین إشارة إلى أن وجه التسمیة کما أنه متحقق فی إنسان العین کذلک متحقق فی الکون الجامع.

وقوله : فإنه به نظر الحق تعلیل له.

ولو حمل قوله : فلهذا سمی إنسانا على أن معناه فلکون الکون الجامع بمنزلة إنسان العین للحق سبحانه . سمی ذلک الکون الجامع إنسانا .

و جعل قوله : فإنه نظر الحق علة له لا لما ذکر فی الوجه الأول کان علة للعلیة کما لا یخفى.

وإذا تحقق وجه تسمیة إنسان العین بالإنسان الکون الجامع فکما یناسب تسمیة إنسان العین به کذلک یناسب تسمیة الکون الجامع بالإنسان بواسطة تسمیة إنسان العین به ، فإن العکس أولى کما لا یخفى وعلى هذا التقدیر هذا الکلام وجه واحد للتسمیة لا رجحان.

ویمکن أن یجعل وجهین :

أحدهما : قوله لعموم النشأة، فإن عموم النشأة وحضرة الحقائق کلها تقتضی أن یکون له مع کل حفیفة نسبة مخصوصة بها أنس بالکل وأنس الکل به ، فیتحقق معنى الأنس فیه .

وثانیها : قوله: وهو للحق بمنزلة إنسان العین لأنه یفهم منه وجه تسمیة إنسان العین به وهو متحقق بعینه فی الکون الجامع کما عرفت.

ثم اعلم أن الشیخ الکبیر رضی الله عنه أورد فی کتاب "الفکوک" أن الإنسان الکامل الحقیقی هو البرزخ بین الوجوب والإمکان والمرأة الجامعة بین صفات القدم وأحکامه و بین صفات الحدثان .

وهو الواسطة بین الحق والخلق وبه ومن مرتبته یصل فیض الحق والعدد الذی هو سبب بقائه ما سوى الحق إلى العالم کله علوا وسفلا.

ولولاه من حیث برزخیته التی تغایر الطرفین لم یقبل شیء من العالم المدد الإلهی الوحدانی لعدم المناسبة والارتباط ولم یصل إلیه . انتهى کلامه.

وکان الشیخ رضی الله عنه ما أراد بنظر الحق به إلى خلقه ورحمته علیهم إلا وصول الفیض من مرتبته إلیهم


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکری، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه. فسمی هذا المذکور إنسانا وخلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته وحصره الحقائق کلها.

وهو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی یکون به النظر، وهو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم. )

قال المصنف رضی الله عنه : ([ وهذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکریّ، بل هذا الفن من الإدراک لا یکون إلا عن کشف إلهی منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه . 

فسمی هذا المذکور إنسانا و خلیفة، فأما إنسانیته فلعموم نشأته و حصره الحقائق کلها و هو للحق بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر و هو المعبر عنه بالبصر . (فإنه به نظر الحق تعالى إلى خلقه فرحمهم . )


قال الشارح رضی الله عنه :

( و هذا لا یعرفه عقل) لأن هذه المعرفة تحتاج إلى معرفة الطبیعة، و معرفتها على ما یؤدی إلیه النظر و الفکر لا یتجاوز عمّا هو موهوم علماء الرسوم من اختصاصها بالأجسام السفلیة و العلویة، و هذا ما هو معرفة الطبیعة من حیث الحقیقة بل هی نهایة نظرهم، و غایة معرفتهم معرفة خواصها و لوازمها و عوارضها الذاتیة لأن اللوازم الذاتیة، و عوارضها لا تعرف إلا بمعرفة الذات لأنها نسب لها، فافهم . 

فما ذلک إلا الظن ، وهو لا یغنی من الحق شیئا، و أن الشی ء کان ما کان ما یدرکه بما یغایره فی الحقیقة، و قد بسطت لک فی هذا العلم قبل هذا فی الفصول . 

أما ترى أن العقول اضطربت آراؤهم فی الطبیعة حتى قالوا بتأثیرها، بل الطبیعیون اعتقدوا وحدانیة الطبیعة، فکل ما ظهر من الموجودات الطبیعة، قالوا: هذا من الطبیعیة، فوحّدوا الأمر و حصروه فی الطبیعة کما وجدنا الإله فی خلقه و کذلک الدهریة، و ما لهم بذلک من علم، بل یظنون بالله الظنون . 

و هنا مسألة أخرى و هی: إن الله تعالى تسمّى لنا بالدهر، و ما تسمّى بالطبیعة لأنها لیست بغیر من وجد عنها عینا، فهی عین کل موجود، و طبیعی بخلاف الدهر ما هو عین الکون، و رأینا الطبیعة عین الکون، فتسمّى بالدهر للمغایرة المفهومة منه فافهم، فإن هذا من غرائب "الفتوحات المکیة" . 

( بطریق نظر فکری) لأن علوم النبوّة و الولایة الصرفة، وراء طور العقل بمعنى : 

إنه لیس للعقل فیه دخول بفکر، و نظر لکن له القبول خاصة عند تسلیم العقل الذی  

لم یغلب علیه شبه خیالیة فکریة، یکون من ذلک فساد نظره لأن الله تعالى ما خلق للنفس آلة للإدراک غیر العقل .

( بل هذا الفن ): أی هذا الضرب من (الإدراک) و هو إدراک الجمعیة المذکورة فی النشأة الطبیعیة العنصریة، و إدراک حقائقها لا یکون إلا عن کشف إلهی: أی لا عن کشف صوری رحمانی، و لا عن تعریف ربانی، لهن کشف ذاتی بارتفاع حکم النسب الجزئیة و الصفات الکونیة التقلیدیة عن العارف حال تحققه بمقام قرب النوافل و بالمرتبة التی فوقها المجاوزة لها و هی مقام قرب الفرائض، و بقرب المقامین أو أدنى تنقلب کل صفة و قوة من صفات العبد و قواه إلى أخلاق إلهیة، و یبقى العبد مستورا خلف حجاب عین ربه.

فینشد لسان حقیقة لا مجازا کما قیل :تسترت عن دهری بظل جناحه    ..... فعینی ترى دهری و لیس یرانی

فلو تسأل الأیام ما اسمی ما      ...... و أین مکانی ما درین مکانی

لأنه عین الزمان و الوقت و لا وقت و لا مکان له و لا زمان، فانکشف الأمر کله له بهذا الکشف الذاتی الإلهی، (منه ): أی من هذا الکشف تعرف (ما أصل صور العالم) . 


قال الشیخ رضی الله عنه : 

انظر إلى الکون فی تفصیله عجبا     ....... و مرجع الکل فی العقبى إلى

فی الأصل متفق فی الصور .......    و لا ترى الکون إلا الله بالله

فمن الکشف الإلهی تعرف صور العالم من الأعلى إلى الأدنى إنها تطورات الفیض الأقدس و تجلیات الذات المقدّسة تجلت بصور العالم، و ظهرت بصور المظاهر و ذلک لأن الطبیعة قابل للأمر الإلهی و محل طهور الأعیان جسما و جسدا و الصور فیها تتکون، و عنها تظهر فالأمر الإلهی بلا طبیعة لا یکون و الطبیعة بلا أمر لا تکون، فالأمر فی نفس الأمر متوقف على الأمرین، و ظهوره فی الأمر بالأمر هو عین ظهوره فی المأمور لا بأمر زائد، و لکن باختلاف الصور، و اختلافها باختلاف القوابل، فافهم . 

فإن التجلی ما زال فی الأحدیة و الفیض فیض الأقدس، و ما بقى إلا حکم القابل، فإن قیل: إن الله قادر على إیجاد الأشیاء من غیر أن ینفعل شیء آخر کالطبیعة، و غیرها قلنا: ردّ الله علیک هذا النبأ . 

و قال: " إنّما قوْلنا لشیْءٍ إذا أردناهُ أنْ نقُول لهُ کُنْ فیکُونُ" [ النحل: 40] .

فإذا ظهرت الطبیعة به، ظهرت الأجسام و الأجساد، و ظهرت بها الصور و الأشکال و الأعراض فالأبعاد و جمیع القوى و الروحانیة و الجسمانیة و هو غیر المعبر عنه بلسان الشرع العماء الذی هو للحق قبل الخلق ما تحته هواء، و ما فوقه هواء، فافهم . 

فمن عرف الله بهذه المعرفة عرف نعم الله التی أسبغها علیه الظاهرة و الباطنة، فتبرأ من المجادلة فی الله بغیر علم، و هی ما أعطاه الدلیل النظری لا کتاب منیر، و لا تعریف إلهی مستنیر . 

قال تعالى عنهم: "ومِن النّاسِ منْ یجادِلُ فی اللّهِ بغیْرِ عِلْمٍ "[ الحج: 3] بمجرد الفکر المخالف للکشف، و التجلی الإلهی، و لا مرتبة أنزل من هذا فی الجهل، فافهم . 

وأمّا الصور التی فی العالم کلها نسب و إضافات و أحوال لا موجودة و لا معدومة، و إن کانت مشهودة من وجه فلیست بمشهورة من وجه آخر، و عین زمان فناء تلک الصورة عین زمان وجود الأخرى لا أنه بعد الفساد تحدث الأخرى . 

هکذا ذکر صاحب الکشف الأتم الأوفى الذی هو أولى بالتحقیق و أحرى، فماذا یرجع ما یدرکه المدرک من تحول العین الواحدة فی الصور فی نظر الناظر؟

هل هی فی نفسها على ما یدرکها البصر؟

أو هی على ما هی علیه فی نفسها لم تتقلب عینها؟ . 

وهذا راجع إلى ما یرى من الأعیان، ویحکم علیها أنها أعیان هل تکثرت بأعراض، أو بجواهر؟ فإن الصور تختلف فی النظر دائما و کل منظور إلیه بالبصر من الأجسام جسم، فالجسمیة حکم عام و یرى فیها صورا مختلفة منها ما یکون سریع الزوال، و منها ما یعطی البطء فی النظر و الجسم لا یتبدل، و لیس الموصوف بما ظهر إلا الجسم، و کذلک الصور الروحانیة و التجلی الإلهی .

قال رضی الله عنه فی الباب الرابع و الستین و ثلاثمائة من "الفتوحات ":

إن هذا علم فیه إشکال عظیم و التخلص منه بطریق النظر الفکری عسیر جدا . 

و أمّا بطریق الکشف و علم التجلی، فإن العارف یرى ما أنکره العاقل بنظره، و فکره کدخول الجمل فی سمّ الخیاط، فإن الکاشف یراه بنظر الحس و الشهادة القابلة لأرواحه . 

اختلفوا فی مسألة روح صورة هذا العالم الذی هو الإنسان الکبیر، و أرواح صور العالم العلوی و السفلی، فها أنا أبسطها لک من کلامه رضی الله عنه و على الله قصد السبیل . 

اعلم أیدک الله و إیانا بروح منه أن روح العالم الکبیر هو الغیب الذی خرج عنه، فافهم.

و یکفیک أنه المظهر الأکبر الأعلى إن عقلت، و عرفت قوله تعالى: "ألمْ تر إلى ربِّک  کیف مدّ الظِّلّ" [ الفرقان: 45] . 

و بعد أن بان لک روح العالم الکبیر، فبقى لک أن تعلم أرواح صور الأعضاء للإنسان الصغیر کالقدرة و هی روح الید و السمع روح الأذن و البصر روح العین، فاعلم أن التحقیق فی ذلک عند الشیخ الأکبر رضی الله عنه أن الأرواح المدبرة للصور کانت الموجودة فی حضرة الإجمال کالحروف الموجودة بالقوة فی المداد، فلم یتمیزه لأنفسها.

فإذا کتب القلم فی اللوح طهرت صورة الحروف مفصّلة بعد ما کانت مجملة متصلة فی الدواة و المداد، فقیل: هذه ألف، و هذه باء و هی أرواح البسائط و قیل فی أرواح الأجسام المرکبة: هذا زید، و هذا قائم . 

و یشیر إلى هذه المراتب قوله تعالى: "ن والقلمِ وما یسْطرُون" [ القلم: 1] . 

فإن النون: هی مرتبة الإجمال.

و القلم: هو الکاتب،

و ما یسطرون: مراتب الأرواح البسیطة المسطرة.

و لما سوّى الله تعالى صور العالم: أی عالم شاء کان الروح الکل کالقلم، و الیمین الکاتبة، و الأرواح کالمداد فی القلم، و الصور کمنازل الحروف فی اللوح، فنفخ الروح فی صورة ممیزة بصورها، فقیل: هذا زید، و هذا عمر، و هذا فرس فمن الناس من منع ذلک، و لکل واحد وجه یستند إلیه فی ذلک .

و الطریقة الوسطى ما ذهبت إلیه أمة وسطا کالشیخ الأکبر رضی الله عنه فی تفسیر قوله تعالى: " ثمّ أنشأناهُ خلْقاً آخر" [ المؤمنون: 14] فإنه قال فیه: و إذا سوّى الله الصورة الجسمیة، فأی صورة شاء من الصور الروحیة رّکّبها . 

قال الله تعالى: "فی أی صُورٍة ما شاء رّکبک" [ الانفطار: 8] .

إن شاء فی صورة إنسان أو حیوان أو نبات على ما قدّره العزیز الحکیم القوی العلیم، فثمّ شخص الغالب علیه البلادة، فروحه تقرب إلى روح الحمار فی أصل المزاج.

و هکذا الأمر کله فامتازت الأرواح بصورها فمن عرف کشفا أو تعریفا أن الصور المختلفة الظاهرة فی الوجود هی أحکام استعدادات أعیان الممکنات، عرف کشفا و شهودا أو تعریفا أنه عین مظاهره لا غیر . 

و بیان ذلک أنه لما أراد الله تعالى وجود الممکنات، و أمرها بالتکوین، و لم یوجد وجود یتصف به، إذا لم یکن ثمة إلا وجود الحق تعالى، فظهرت صورا فی الوجود الحق، فتداخلت الصفات الإلهیة و الکونیة.

فوصف الحق بصفات الکون، و وصف الحق بصفات الحق.

فمن قال: ما رأیت إلا الله صدق، و من قال: ما رأیت إلا العالم ما کذب.

و من قال: ما رأیت العالم إلا و رأیت الله قبله، أو بعده، أو معه صدق.

و من قال: ما رأیت شیئا صدق لسرعة الاستحالة، وعدم الثبات، وعین الوجود، و هو عین الفساد لا أنه بعد الفساد یوجد العین . 

هذه المسألة رباعیة من مسائل اجتماع الضدین فافهم،

فإذا عرفت جمیع ما ذکرته، عرفت أن الذات الأحدیة هی الساریة فی الکل بالکل .

قال صلى الله علیه و سلم مشیرا إلى هذا المقام : "لو دلی أحدکم دلوه لهبط على الله"  .

قال تعالى: "و هُو الّذِی فی السّماءِ إلهٌ وفی الْأرضِ إلهٌ "[ الزخرف: 84].

و کیف یدرک العقل المعقول هذا المطلق المجهول، بل أن الله قد أودع اللوح المحفوظ علمه فی خلقه بما یکون منهم إلى یوم القیامة، و لو سئل اللوح ما فیک؟ أو ما خطّ فیک القلم؟ ما علم . 

قال الصدّیق الأکبر رضی الله عنه: و العجز عن درک الإدراک إدراک . 


و قال الشیخ رضی الله عنه فی بعض قصائده الإلهیة و هو یناجی ربه تعالى : و لست أدرک من  شیء .....      و کیف أدرکه و أنتم فیه

فسمّی هذا المذکور: أی آدم، فإنه ذکر و لم یکن شیئا مذکورا، أو الجلاء، أو الکون الجامع، و کلها ترجع إلى معنى واحد کما قیل : 

عباراتنا شتى و حسنک       ..... و کلّ إلى ذاک الجمال یشیر

اعلم أنه لم یکن فی الأزل شیء یقدر به ما یکون فی الأبد إلا الهو، فأراد الهو أن یرى نفسه رؤیة  کمالیة أسمائیة کانت لهو، و تزول فی حقه حکم الهو، فنظر فی الأعیان الثابتة فلم یر عینا یعطی النظر إلیها هذه الرتبة الإنابیة إلا عین الإنسان الکامل، فإنه کان إنسان العین، و عین الإنسان فقدرها و قابلها به، فوفت له الحقائق إلا حقیقة واحدة نقصت عنه و هو أن یکون وجوده لنفسه، فتطابقت الصورتان من جمیع الوجوه، و قد کان قدر تلک العین على کل ما أوجده قبل وجود الإنسان من عقل و نفس و هباء و جسم و فلک، و ملک و عنصر و مولد، فلم یعط  شیء منها رتبة کمالیة أسمائیة إلا الوجود الإنسانی، فأعطاه مرتبة العقل الأول، و علمه ما لم یعلم . 

العقل الأول من الحقیقة الحقیة التی هی الوجه الخاص له من جانب الحق، و بها زاد على جمیع المخلوقات، فلم تظهر الصور الحقیة إلا به، فالعقل مع عظمته جزء من الصورة و هکذا کل موجود إنما هو فی البعضیة، فافهم .

( إنسانا) من أنست الشی ء إذا أبصرته، قال سبحانه عن نبیه علیه السلام أنه:" آنس مِنْ جانبِ الطُّورِ نارًاً " [ القصص: 29]:

أی أبصر، و إنما قلنا: أنس بمعنى: أبصر لأنه کان به بصیرا، و هو المثال الذی فی العین لغة، ذکره فی القاموس . 

فسمّی الإنسان إنسانا لکونه مثال ما فی العین الوجود، أو مثال ما فی العین الثابت، أو مثال ما فی العلم فافهم.

أو من الإنس لأنه أنس الرتبة الکمالیة الأسمائیة، و إنما قدمت الوجه الأول لأنه أوجه بمراد المصنف رضی الله عنه . 

ثم اعلم أنه تعالى قال: "هلْ أتى على الِإنسانِ حِینٌ مِن الدّهْرِ لمْ یکُنْ شیْئاً مذکُورًاً" [ الإنسان: 1] فإنه أحد الموجود، و أول المقصود، و أمّا تأخیره لأنه فی الحقیقة حضرة التصویر، و حضرة التصویر هی آخر حضرة الخلق، و لیس ورائها حضرة للخلق، و الإبداع جملة واحدة . 

أما ترى قوله تعالى: "هُو اللّهُ الخالقُ البارئُ المُصِورُ" [ الحشر: 24] .


أخّر درجة التصویر عن درجة الخلق و الإبداع فهی المنتهی و العلم أولها، و الهویة هی المنعوتة بهذا کله، فابتدأ بقوله: هو فی العلم ثم ختم بها، و قال: إن الله خلق آدم على صورته فتنبه، و على الله قصد السبیل، و هو على التحقیق . 

ألا إن التقدّم و التأخّر من مقتضى ذات الکون، و أن الأمر الإلهی الذی هو القول له وحدة العین، و الکثرة الموهومة من أعمال الوهم فی عین الخیال، و الأمر فی نفس الأمر لیس کما یتوهم فی الحق تعالى أنه لا یقول لشی ء کن إلا إذا أراده و رأیت الموجود، و یتأخر وجود بعضها عن بعض، و کل موجود لابد أن یکون مرادا بالوجود، و لا یتکون إلا بأن یقول له:

کن على جهة الأمر، فیتوهم الإنسان، أو ذو القوة الوهمیة أن الأوامر کثیرة لکل کون أمر إلهی، و لم نقل الحق إلا عند إرادة تکوینه، فبهذا الوهم عینه بتقدم الأمر الإلهی الإیجابی: أی الوجود لأن الخطاب الإلهی على لسان الرسول صلى الله علیه و سلم یقتضی ذلک العموم، فیصوّره مقدما و إن کان الدلیل العقلی لا یتصوره و لا یقول به، و لکن الوهم یحصره، و یصوره کما یصور المحال، و یتوهم صورة وجودیة ما لا یقع فی الوجود الحسّی أبدا، و هکذا الأعیان مفصّلة فی الثبوت الإمکانی، فافهم . 

إن التقدّم و التأخّر من مقتضى ذات الکون، و أن الأمر الإلهی الذی هو القول له وحدة العین، و الکثرة الموهومة من أعمال الوهم فی عین الخیال، و الأمر فی نفس الأمر لیس کما یتوهم فی الحق تعالى أنه لا یقول لشی ء کن إلا إذا أراده و رأیت الموجود، و یتأخر وجود بعضها عن بعض، و کل موجود لابد أن یکون مرادا بالوجود، و لا یتکون إلا بأن یقول له: کن على جهة الأمر، فیتوهم الإنسان، أو ذو القوة الوهمیة أن الأوامر کثیرة لکل کون أمر إلهی، و لم نقل الحق إلا عند إرادة تکوینه، فبهذا الوهم عینه بتقدم الأمر الإلهی الإیجابی: أی  الوجود لأن الخطاب الإلهی على لسان الرسول صلى الله علیه و سلم یقتضی ذلک العموم، فیصوّره مقدما و إن کان الدلیل العقلی لا یتصوره و لا یقول به، و لکن الوهم یحصره، و یصوره کما یصور المحال، و یتوهم صورة وجودیة ما لا یقع فی الوجود الحسّی أبدا، و هکذا الأعیان مفصّلة فی الثبوت الإمکانی، فافهم .


فالتقدیم و التأخیر فی قبول الوجود باعتبار السماع من العین لا باعتبار القول لأنه واحد العین . 

قال تعالى: "و ما أمْرنا إلّا واحِدةٌ کلمْحٍ بالبصر" [ القمر: 50] .

فیتعلق بالعین الحس فی الوجود الحسّی، کما تعلق به الخیال فی الوجود الخیالی، و هنا حارت الألباب هل الموصوف بالوجود المدرک بهذه الإدراکات الحسیة هو العین الثابتة انتقلت من حال العدم إلى حال الوجود؟ أو حکمها.

تعلق تعلقا خاصا ظهوریا تعلق ظهور المرائی فی المرآة بعین الوجود الحق.

و هی فی حال عدمها، کما هی ثابتة بنعوته بتلک الصفة، فتدرک أعیان الممکنات بعضها بعضا فی عین مرآة وجود الحق، أو الأعیان الثابتة على ترتیبها الواقع عندنا فی الإدراک على ما هو علیه من العدم کالمرائی، و یکون الحق الوجودی ظاهرا فی تلک الأعیان، و هی له مظاهر فیدرک بعضها بعضا عند ظهور الحق تعالى فیها، فیقال قد استفادت الوجود، و لیس إلا ظهور الحق، فصاحب الکشف الأتم الأوسع یرى الاثنین صحیحین، و من یکون دونه ینکشف واحد دون واحد، و لیس هذا الکشف إلا لأهل هذه الطریقة المثلى .


و أمّا علماء الرسوم فی هذه المسألة على قسمین : 

طائفة تقول: لا عین للممکن فی حال العدم، وإنما عینه عین وجوده کالأشاعرة رحمهم الله تعالى. 

و طائفة أخرى قالت: إن لها أعیانا ثبوتیة هی التی توجد بعد إن لم یکن، و ما لا یمکن وجوده کالمحال، و لا عین له ثابتة، و هم کالمعتزلة عفا الله عنهم .

و المحققون من أهل الله یجمعون بینهما کما سبق آنفا بیانه، یرون الأعیان فی المرآة الموجود فی المرائی الأعیان، فافهم . 

(و خلیفة) ورد فی الخبر الصحیح : "أنت الصاحب فی السفر، والخلیفة فی الأهل".  و هما اسمان من أسماء الله تعالى . 

قال تعالى: "إنِّی جاعِلٌ فی الْأرضِ خلِیفةً قالوا أتجْعلُ  فیها منْ یـفْسِدُ فیها و یسْفِکُ ِّ الدماء و نحْنُ نسبِّحُ بحمْدِک و نقِّدسُ لک قال إنِّی أعْلمُ ما لا تعْلمُون" [ البقرة: 30].

جعل آدم خلیفة، و أعطاه حکم الخلافة، و الخلیفة لفظة مؤنثة لأنها محل التکوین، و بها ظهر الکون، و من هذا قال رضی الله عنه فی بعض أشعاره : 

نحن إناث لما فینا نولده  فلیحمد الله ما فی الکون من و هی زبدة مخضة الطبیعة التی ظهرت بتحریک الأفلاک و هی روح اللبن، فإذا خرج من العالم، فالعالم یکون کالنفل لا عبرة به، فافهم . 

( و أمّا إنسانیته )، فلعموم نشأته و حضرة الحقائق کلها، و هو عین کل  شیء فبعمومه، و حصره جمیع الأشیاء و به کل شی ء، فأنس به کل  شیء من مقام کل شیء، کما ذکر خاتم النبوة إشارة إلى المقام الأسنى فی حدیث طویل : "فتجلى لی کل شیء وعرفت".  

الحدیث رواه الترمذی و قال: حدیث صحیح عن معاذ بن جبل ذکره السیوطی فی جمع الجوامع . 

و هذا حکم الولایة المحمدیة من الأسوة، فإنه ذکر رضی الله عنه فی "الفتوحات" .

و قال: لأنا توحدت بهذا المشهد دون إخوانی، و بیان ذلک أن الإنسان نسخة جامعة مختصرة من الحضرة الإلهیة و الکونیة، فکل شی ء فیها لأن التجلی وحدانی فی جمیع المواطن، و هو بکلیته یتجلى لکل  شیء، و إن لم یکن مدرکا لکل أحد للقرب المفرط، و الإدماج الذی توجبه غلبة حکم الوحدة على الکثرة، فإذا قام شی ء لشی ء فی مقام المحاذاة المعنویة، و الروحانیة کالمرآة، صار ذلک سببا لظهور صورة الشی ء و معناه المحاذی، و لا یظهر هذا إلا فی الإنسان الکامل، و کماله لخاتم النبوة أصالة، و لخاتم الولایة المحمّدیة کمالة وارثة، فافهم .


( و هو للحق تعالى بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر، و هو) : 

أی الإنسان المذکور المعبر عنه بالبصر، فیبصر بالإنسان الکامل الکمالات الأسمائیّ ة بجملتها هذا من مقام قرب الفرائض،  کما أنه بقرب النوافل یکون الحق تعالى بصره الذی به یبصر، کذلک فی هذا المقام القرب الفرائض، یبصر الحق تعالى بالإنسان الکامل، و فی الأول کان الحق بصر العبد، و فی الثانی العبد بصره، و به یبصر و یرحم، یشیر إلى هذا المقام قوله تعالى حکایة عن أعلم الخلق بالله تعالى:"  إنّک  کُنْت بنا بصِیرًاً" [ طه: 35].

و قوله تعالى: "إنّ  رّبهُ کان بهِ بصِیرًاً " [ الانشقاق:   . [15

فهذا من إشکال المسائل کیف یوجب المعنى حکمه لغیر من قام به، فتشبه هذه المسألة مسألة قرب النوافل، والوجه الجامع بین المسألتین وجود الحکم المضاف إلى المعنى فی غیر المحل الذی قام به ذلک المعنى، وهل البصر یختلف حکمه باختلاف المبصرین؟ أم هل یستویان؟ مثلا یقوم زید، ویبصر به عمرو، وهذا محال عقلا. و لکن أذکر لک مسألة متفق علیها، و هی ما ورد فی الخبر الصحیح بالتنبیه علیها، و شهد الکشف الصریح . 


فاعلم أن الحق سبحانه منزه عن الحلول ، و الحدوث، و أن الإنسان یبصر ببصره، و یسمع بسمعه لا بسمع غیره، و هذه قوى قائمة بجوارحه.



""قال الشیخ رضی الله عنه فی نفى القول بالحول و الإتحاد ""

"" قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات المکیة الباب التاسع والخمسون وخمسمائة فی معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة :

ومن قال بالحلول فهو معلول وهو مرض لا دواء لدائه ولا طبیب یسعى فی شفائه مریض الکون إذا بل أعل فإن الحدوث له لازم به وقائم فمرضه دائم لا یزال على فراشه ملقى ومن سهام نوائب زمانه غیر موقى فلا یزال غرضا مائلا وهدفا نائلا فهو الصحیح العلیل والکثیب المهیل علته صحیحه وألسن عباراتها بالحال عنها فصیحة فإن کان الحق قواه فقد بری ء من علته وقواه فإن الحق سمعه فانجبر صدعه وإنه بصره فقد نفذ نظره وإنه لسانه فقد فهم بیانه وإنه رجله فقد استقام میلة وإنه یده فما یطلب من یعضده فمن عرف هذه النحل فقد بری ء من جمیع العلل فالله شفاؤه وهو داؤه فالمتکبر مقصوم ومن کان الحق صفته فهو معصوم. أهـ""


"" قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات المکیة الباب التاسع والخمسون وخمسمائة :

وهذا یدلک على إن العالم ما هو عین الحق وإنما هو ما ظهر فی الوجود الحق إذ لو کان عین الحق ما صح کونه بدیعا کما تحدث صورة المرئی فی المرآة ینظر الناظر فیها فهو بذلک النظر کأنه أبدعها مع کونه لا تعمل له فی أسبابها ولا یدری ما یحدث فیها ولکن بمجرد النظر فی المرآة ظهرت صور هذا أعطاه الحال فما لک فی ذلک من التعمل إلا قصدک النظر فی المرآة ونظرک فیها مثل قوله" إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناهُ". ""


""وقال رضی الله عنه فى الإجابة على السؤال الحادی والخمسون فی الباب الثالث والسبعون من الفتوحات :

قال تعالى :"واعْبُدْ رَبَّکَ نسبة خاصة حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ" فتعلم من عبده ومن العابد والمعبود .

قال تعالى : "ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ "

"وأَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ". "اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ " ."أَعْطى کُلَّ شَیْءٍ خَلْقَهُ " . "صِراطِ الله الَّذِی لَهُ ما فی السَّماواتِ وما فی الْأَرْضِ " ." أَلا إِلَى الله تَصِیرُ الْأُمُورُ"." وإِنَّکَ لَتَهْدِی إِلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ". " وإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ" ." فَاعْبُدْهُ ".

لا تعبد أنت فإن عبدته من حیث عرفته فنفسک عبدت وإن عبدته من حیث لم تعرفه فنسبته إلى المرتبة الإلهیة عبدت وإن عبدته عینا من غیر مظهر ولا ظاهر ولا ظهور بل هو هو لا أنت وأنت أنت لا هو فهو قوله فاعبده فقد عبدته.

وتلک المعرفة التی ما فوقها معرفة فإنها معرفة لا یشهد معروفها فسبحان من علا فی نزوله ونزل فی علوه ثم لم یکن واحدا منهما ولم یکن إلا هما لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ." أهـ. ""



"" قال رضی الله عنه فی الباب الثانی والتسعین ومائتین الفتوحات لنفی قول الحلول والإتحاد :

کذلک الاقتدار الإلهی إذا تجلى فی العبید فظهرت الأفعال عن الخلق فهو وإن کان بالاقتدار الإلهی ولکن یختلف الحکم لأنه بوساطة هذا المجلى الذی کان مثل المرآة لتجلیه وکما ینسب النور الشمسی إلى البدر فی الحس والفعل لنور البدر وهو للشمس فکذلک ینسب الفعل للخلق فی الحس والفعل إنما هو لله فی نفس الأمر ولاختلاف الأثر تغیر الحکم النوری فی الأشیاء فکان ما یعطیه النور بوساطة البدر خلاف ما یعطیه بنفسه بلا واسطة کذلک یختلف الحکم فی أفعال العباد ومن هنا یعرف التکلیف على من توجه وبمن تعلق.

وکما تعلم عقلا إن القمر فی نفسه لیس فیه من نور الشمس شیء وأن الشمس ما انتقلت إلیه بذاتها وإنما کان لها مجلى وأن الصفة لا تفارق موصوفها والاسم مسماه .

کذلک العبد لیس فیه من خالقه شیء ولا حل فیه وإنما هو مجلى له خاصة ومظهر له وکما ینسب نور الشمس إلى البدر کذلک ینسب الاقتدار إلى الخلق حسا. أهـ. ""


"" قال الشیخ رضی الله عنه فی الباب الرابع عشر وثلاثمائة من الفتوحات :

وکیف یخرج عن إنسانیته الإنسان أو عن ملکیته الملک ولو صح هذا انقلبت الحقائق وخرج الإله عن کونه إلها وصار الحق خلقا والخلق حقا وما وثق أحد بعلم وصار الواجب ممکنا ومحالا والمحال واجبا وانفسد النظام فلا سبیل إلى قلب الحقائق وإنما یرى الناظر الأمور العرضیة تعرض للشخص الواحد وتنتقل علیه الحالات ویتقلب فیها فیتخیل أنه قد خرج عنها وکیف یخرج عنها وهی تصرفه وکل حال ما هو عین الآخر فطرأ التلبیس من جهله بالصفة الممیزة لکل حال عن صاحبه .أهـ "  ""


ثم أن هذا الشخص یعمل بعمل زائد عن الفرض الذی افترض الله تعالى علیه من نوافل الخیرات، فینتج له هذا العمل نفی بصره، و سمعه، و جمیع قواه التی کانت توجب له أحکامها، فکان ینطلق علیه من أحکامها أنه بصیر إلى هذا: أنه بصیر سمیع إلى ذلک، فصار یسمع بالله بعد ما کان یسمع بسمعه، و یبصر بالله بعد ما کان یبصر ببصره مع العلم بأن الله تعالى تقدّس أن تکون الأشیاء محلا له أو یکون هو تعالى محلا لها، فقد بصر العبد بما لم یقم به، و سمع بما لم یقم به فکان الحق سمعه، و بصره و هکذا فی مسألتنا قرب الفرائض، و المناسبة بین القربین ظاهرة، و هی منشأ القیاس بلا فارق، فافهم .


( فلهذا سمّی إنسانا ): أی لهذا الإبصار سمّی الإنسان إنسانا، و هو فعلان صیغة مبالغة للمبالغة فیه، فما کل عین ناظر لهذه المرتبة إلا عین الإنسان، و لو لا إنسان العین ما نظرت عین الإنسان، فبالإنسان نظر إلى الإنسان، کما أن المرآة إن  کانت تامة الخلق مجلیة، فلا تکمل إلا بتجلی صورة الإنسان الناظر الذی هو العلة الغائبة فافهم . 


قال رضی الله عنه فی "الفتوحات ": 

فإذا علمت أنه ما فی الوجود إلا ثلاثة أناسا :

الإنسان الأول الکل الأقدم

والإنسان العالم

والإنسان الآدمی

فانظر ما هو الأتم من هؤلاء الثلاثة ، انتهى کلامه . 


( فإنه به نظر إلى خلقه فرحمهم ): أی الحق بالإنسان نظر إلى خلقه، فرحمهم کما جاء فی الخبر الصحیح :  "فبهم یرحمون و الله الرحمن الرحیم".

أما ترى أن موسى علیه السلام و على نبینا صلى الله علیه و سلم کیف طلب شرح الصدر، و وزارة الأخ و هو رحمة، ثم أعقبه بقوله:" إّنک  کُنْت بنا بصِیرًاً " [ طه: 35].

فما رحمهما إلا بعد أن بصرهما بهما، فالعبد آله الرب للإبصار، و هذا من مقام قرب الفرائض، فأوجب المعنى کلمة لغیر من قام به . 

و من هنا برقت بارقة لمن قال من أهل النظر: إن البارئ مرید بإرادة حادثة لم تقم به تعالى لأنه لیس محل الحوادث، فخلق الإرادة لا فی محل، فأراد بها، فأوجبت الإرادة حکمها لمن لم یقم به، کما ظنت المعتزلة فی الکلام.

وأمّا الذی یرى أن المعانی لا توجب إلا لمن قامت به، طرأ علیه الغلط لکونه أثبت الصفات أعیانا متعددة وجودیة، لا تقوم بنفسها، بل تستدعی موصوفا بها، تقوم به فیوصف بها فلو علم أن ذلک کله نسب و إضافات لا عین لها فی عین واحدة، تکون تلک بالنسبة إلى کذا عالمة و إلى کذا قادرة، و إلى کذا غنیة، و إلى کذا عزیزة، هکذا سائر الصفات و الأسماء، فیهون أمثال هذا علیه .

أما سمعت خبر : "کنت سمعه و بصره".  

فالعبد هو الرائی ببصره، و البصر هویة الحق، و کذلک السمع لا حال و لا محل، فإنه تعالى لا یحل فی شیء، و لا یحل فیه شیء، و لابد من عین العبد، و لا بد من عین هویة الحق، فرأى بغیر ما قام به فافهم، فإنه من مشکلات هذا الفن، ذکرتها بالتقریب .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص۱٧

و هذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکریّ، بل هذا الفنّ من الإدراک لا یکون إلّا عن کشف إلهیّ منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.
این معنى را که درباره انسان گفتیم به طریق نظر و فکر و ترتیب مقدمات و اشکال قیاسى و بحث و استدلال عقلى فلسفى نمى‌توان دانست بلکه این قسم از ادراک و فهم، نیست مگر از کشف الهى که از این کشف اصل صور عالم که قابل أرواح عالم است شناخته مى‌شود. زیرا از مباحث فلسفى به ترتیب اشکال اقیسه دانسته نمى‌شود مگر یک سلسله از لوازم و اوصاف أشیاء. به قول میر فندرسکى:
این سخن را درنیابد هیچ فهم ظاهرى             گر ابو نصرستى و گر بو على سیناستى‏

فسمّی هذا المذکور إنسانا و خلیفة، فأمّا إنسانیّته فلعموم نشأته و حصره الحقائق کلّها.
از این روى این کون جامع را انسان و خلیفه نامید. اما انسانیتش براى عموم نشئه‌اش و در برداشتن او همه حقایق را مى‌باشد.
و هو للحقّ بمنزلة إنسان العین من العین الذی به یکون النظر و هو المعبّر عنه بالبصر.
انسان کون جامع است‏
این کون جامع یعنى انسان مر حق تعالى را به منزله انسان العین است به عین (مردمک چشم به چشم) که نظر به انسان العین تحقق مى‌یابد و أشیاء به آن دیده مى‌شود که از آن به بصر نیز تعبیر مى‌شود. (بدین جهت این کون جامع انسان نامیده شد).
چرا شیخ فرمود: «و هو للحق بمنزلة إنسان العین» که در ترجمه گفتیم (انسان مر حق را) پاسخ این که للحق اشاره به «قرب فرایض» است که بنده سمع حق، بصر حق و ید حق مى‌شود. این مقام براى انسان کامل است، هنگام فناى ذاتش و بقایش به حق، و این مرتبه از «قرب نوافل» بالاتر است. این لطیفه را که قرب فرایض است در نماز داریم که چون بنده در رکوع گفت: «سبحان ربّى العظیم و بحمده» در همان موطن «سمع اللّه لمن حمده» مى‌آید که حق سمع حامد است. بیان این نکته را از کلام عزیز نسفى در رساله شریف «مقصد اقصى» باید یافت:
اهل وحدت مى‌گویند که از تو تا به خداى راه نیست از جهت اینکه وجود یکى بیش نیست و آن وجود خداى است تعالى و تقدس و بغیر وجود خداى وجودى دیگر نیست و امکان ندارد که باشد. اهل وحدت مى‌گویند آن چه نیست خود نیست و آن چه هست خداى است تعالى و تقدس. تو مى‌پندارى که خداى وجود دارد و تو هم بغیر وجود خداى وجود دیگر دارى این سهوى عظیم است و پندارى خطاست. وجود خداى راست و بس. این پندار خطاى راه است میان بنده و خداى- سالک تا از این پندار نگذرد به خداى نرسد.
خودبین هرگز خداى بین نشود.
یک قدم بر نفس خود نه آن دگر در کوى دوست               
هر چه بینى دوست بین با این و آنت کار نیست‏

قرب فرایض:
در بیان قرب فرایض و قرب نوافل و دو قرب دیگر که در ذیل گفته مى‌شود از گفتار عارف نامى، جامى در شرح اشعة اللمعات بشنویم:
بدان که مقربان از چهار حال بیرون نیستند یا متحقق به قرب نوافلند فقط و ایشان را صاحب قرب نوافل خوانند (که در این مقام حق جل و علا مى‌فرماید: من سمع و بصر و لسان و ید و رجل بنده می‌شوم و در حدیثى قلب هم دارد) و یا به قرب فرایض فقط، و ایشان را صاحب قرب فرایض خوانند (که بنده چشم و گوش خدا مى‌شود سمع اللّه لمن حمده) و یا به جمع بین القربین بى‌تقید به أحدهما و بى‌مناوبه (نوبه به نوبه) که گاهى یکى باشد و گاهى دیگرى بلکه معا به هر دو قرب و احکام آن متحقق باشند و این را مرتبه جمع الجمع و قاب قوسین (قاب یعنى اندازه و قوسین یعنى دو کمان «قابَ قَوْسَیْنِ» دو قرب نوافل و فرایض را گویند.) و مقام کمال خوانند و آیه إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَکَ إِنَّما یُبایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ (فتح: 10) اشارت به این مرتبه است در همین یک مرتبه بیعت پیغمبر عین بیعت با خداست) و یا به هیچ یک از این احوال سه‏گانه مقید نیستند بلکه مر ایشان راست که به هر یک از قربین ظاهر شوند و به جمع بینهما نیز، بى‏تقید به هیچ یک از این احوال و این را مقام احدیت جمع و مقام «أَوْ أَدْنى‏» خوانند و اشارت به این آیه است: وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمى‏ (انفال: 17).
و این مقام، حالت خاص خاتم النبیین است- ص- و به وراثت و کمال متابعت کل اولیا را از این حظّى است.
تبصره: آن چه عرفاى شامخین در وحدت وجود و سریان او در همه موجودات فرموده‏اند- که مقصودشان را از کلام نسفى نقل کردیم- از این آیه برمى‌آید: أَلا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ مُحِیطٌ (فصلت: 54) (بدانید که ایشان درباره لقاء پروردگارشان در مراء و جدالند- یعنى در این باره تردید دارند و باور نمى‏‌کنند- بدانید که خداوند به تمام أشیاء محیط است.)
انسان براى حق به منزله مردمک دیده براى دیده است.
همه آیینه رخ آدم             آدم آیینه‌‏دار طلعت اوست‏
 زیرا انسان را انسان العین حق دانست در مقام قرب فرایض. پوشیده نیست که در
حقیقت حق جل و علا انسان العین و نور دیده است و به گفتار شیخ شبسترى:
عدم در ذات خود چون بود صافى             و زو با ظاهر آمد گنج مخفى‏
حدیث کنت کنزا را فرو خوان                   که تا پیدا ببینى گنج پنهان‏
عدم آیینه، عالم عکس و انسان                چو چشم عکس در وى شخص پنهان‏
تو چشم عکسى و او نور دیده‌‏ست            به دیده، دیده‌‏اى را دیده دیده‌‏ست‏
جهان انسان شد و انسان جهانى                از این پاکیزه‌تر نبود بیانى‏
 عدم در اصطلاح حکما مقابل وجود است یعنى نیستى و در اصطلاح ارباب عرفان اعیان أشیاء را گویند که از آنها تعبیر به اعیان ثابته (اعیان ثابته، وجود علمى أشیاء در مقام ذات حق تعالى پیش از بروز آنها در خارج مى‏‌باشند که هیچ گاه رنگ وجود، یعنى وجود بیرون از ذات حق را نمى‏‌گیرند.) مى‏کنند. حال در این اعیان ثابته صاف که در صافى چون آینه است عکس حق جل و علا در وى پدیدار شد. چنانکه حدیث کنت کنزا بیان مى‏‌کند. انسان چشم این عکس است و در این چشم شخص بیننده که حق تعالى است پنهان است. پس تو اى انسان چشم عکس و حق تعالى نور دیده است که به این چشم دیده‌اى را که حق است و نور دیده است، دیده‌‏اى را که انسان العین است دیده است. یعنى به واسطه انسان حق را دیده حق دید (خودش خودش را دید) و خود به خود بیننده خودى خود است و بیان بیت آخر به تعبیر مرحوم لاهیجى شارح گلشن راز اینکه:
«جهان با انسان، انسان کبیر شده است و انسان که خلاصه همه است جهانى است على حده چنانچه حق در انسان ظاهر گشت و دیده وى شد و به دیده خود، خود را مشاهده نمود انسان از جهان پیدا شده و دیده جهان گشته و به خود، خود را (که عالم باشد) مفصل مشاهده کرد.»
فلهذا سمی إنسانا
 اینکه گفت از این رو او را (انسان) نامیدند این است که انسان از انس است یعنى کون جامعى که تمام اسماء و صفات الهى به او انس گرفتند یعنى در او جمعند و او به آنها انس گرفته که انسانش نامند و اگر از نسیان (نسیان: اعراض از تجلیات وارده و اقبال به فیوضات و واردات دیگر الهى است که حکایت از همت عالى سالک و مظهر کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ بودنش دارد.)بگیریم باز هم صحیح است، چون نسیان ذهول‏ (غفلت) از شی‏ء بعد از توجه به او به سبب اشتغال بغیر اوست و انسان به حکم اتصافش به کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ در یک حال و شأن واحد توقف ندارد و همین معنى یعنى مظهر بودن او این اسم را نیز دلالت بر عموم و احاطه‌اش دارد چه اگر نشئه انسانى محیط نبود مى‌بایستى بر منوال واحد باشد و چون حالات او متفاوت است و در هر یوم و آن و ظهورى ادبار از گذشته و اقبال به واردات تازه دارد از نسیان بگیریم نیز صحیح است.
فإنّه به نظر الحقّ إلى خلقه فرحمهم.
چرا این کون جامع انسان العین است؟ براى اینکه حق جلّ و علا به واسطه او به خلقش نظر فرمود و بدانها رحمت دارد. یعنى افاضه رحمت به آنها فرمود.
یعنى انسان واسطه فیض است و در این مقام میدان سخن و مباحث عرفانى بسیار وسیع است، باشد تا وقتش برسد.

نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 65-78

و هذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکرىّ، بل هذا الفنّ من الإدراک لا یکون إلّا عن کشف إلهى، منه یعرف ما أصل صور العالم القائلة لأرواحه.

ضمیر «منه» راجع است به «عن کشف». و ضمیر [در «لارواحه»] عاید است به العالم. «و هذا» اشارت است به مباحث مذکوره.

معنى این سخن آن است که: آنچه یاد کرده شد [که: نشئه‏ى انسانى را به سه وجه جمعیّت حاصل است‏] و غیر آن‏ [که صور عالم قابل ارواح است‏ طورى است‏ وراى اطوار عقل نظرى و فکرى؛ که به ترکیب مقدمات و ترتیب قیاسات تحقیق آن نتوان کرد؟ و به تقریر آن مشغول نتوان شد.

سرّى که سر فرشته زان بى‏‌خبر است‏ اى عقلک بى‏‌عقل، چه جاى خبر است؟!

بلکه دانستن این فن را ادراکى باید از عین کشف برخاسته، و مدرکى باید به حلیه کشف آراسته. و آنگاه نیز نه به هر کشفى از کشوف صورى و ملکى و جنّى و خاطرى و ضمیرى به این فن عارف توان شد؛ لا، بل، کشفى باید الهى که سرپوش از این طبق بردارد؛ و یک سبق از این ورق بر تو خواند. «و کشف الهى» عبارت است از «جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثّقلین.»

گر نقش‏‌کل، از آینه دل برود دل هر نفسى، هزار منزل برود


و چون کشف الهى و لطف نامتناهى قرین حال کسى گشت، از آن کشف معلوم کند که: اصل صور عالم که قابل ارواح است، چیست؟ و مظاهر، و آن که ظاهر است در این مظاهر، کیست؟.

امّا بیان آنکه «عقل بطریق فکر و نظر مدرک این معنى نمى‏تواند بود» آن است که: عقل حکم بر صدق شى‏ء و کذب شى‏ء بعد از ترکیب اشکال و مقدّمات آن تواند کرد؛ و اشکال، اثبات امورى تواند کرد که خارج‏ باشد از آن، و لازم آن بود، لزومى غیر بیّن. و اگر تعریف شی‏ء به اقوال شارحه کند، لا بدّ است که اجزاء آن، پیش از آن تعریف، او را معلوم باشد؛ اگر آن محدود، مرکبى باشد، و اگر محدود، بسیط باشد، [که‏] خود او را جزء نباشد، نه در عقل، و نه در خارج؛ پس تعریف ممکن نگردد الّا به لوازم بیّنه؛ و چون لازم بیّن نباشد، همچنان حقایق، مجهول بماند.

پس بطریق عقل نظرى، معرفت آن میسّر نگردد؛ و فحول عقلاء و علماء و حکماء که از اقران خود قصب السّبق ربودند، به آخر کار از خود عجز نمودند؛ چنانکه از ابو على سینا- که رئیس حکماء بود- منقول است که: در حالت وفات چنین گفته است:

یموت و لیس له حاصل‏ سوى علمه أنّه ما علم‏


و هم او گفته است:

اعتصام الورى بمغفرتک‏ عجز الواصفون عن صفتک‏

تب علینا فإنّنا بشر         ما عرفناک حقّ معرفتک‏

چه جاى‏ ابو على‏، که آنان که از این خم پیاله‏اى، و از این خوان نواله‏اى داشتند، در بحث ذات متحیّر مانده، بعجز معترف شدند؛ بل، که داناى «علّمت علم الاوّلین و الآخرین» محمد عربىّ امین- صلعم- فرمود در این مقام که: «سبحانک ما عرفناک حقّ معرفتک». و ابو بکر صدیق- رض- گفت: «العجز عن‏ الادراک إدراک.» و علىّ‏ ولىّ- ع- فرمود:

قد تحیّرت فیک خذ بیدى‏ یا دلیلا لمن تحیّر فیکا


و شیخ- قدس سرّه- جایى گفته است:

و لست ادرک عن شی‏ء حقیقته‏ و کیف ادرکه و أنتم فیه‏


پس محقق شد که: جز به کشف این سرّ معلوم نگردد؛ و مشاهد نشود؛

که ذات الهى و حقیقت آن نامتناهى است- تعالى شأنه-، که به صور عالم ظاهر شده، و عالم مظهر آن حقیقت گشته؛ و آن صور، اعمّ از آنکه اجسام قابل ارواح باشد، یا اجساد مثالى، یا هیاکل نارى [که جنّ است‏] یا اشکال نورى [که ملک است‏] یا عقول و نفوس مجرّده [که هر یک در هر عالمى مناسب آن، به آن صورت که ظاهر مى‏‌شوند] مظهر حقّ‏‌اند؛ و السّلام.

فسمّى هذا المذکور إنسانا و خلیفة، فأمّا إنسانیّته فلعموم نشأته و حصره الحقائق‏ کلّها و هو للحقّ بمنزلة إنسان العین من العین الّذى به یکون النظر،و هو المعبّر عنه بالبصر فلهذا سمّى إنسانا؛ فإنّه به نظر، الحقّ الى خلقه‏ فرحمهم‏.

پیش از آنکه شروع کنیم در بیان حقایق خلقت انسان و اسرار آن و کیفیت صورت و معنى او بر این‏‌سان، شرح دهیم على طریق الاجمال قصّه آفرینش وى به لسان اهل بیان؛ چنانکه ملتزم شدیم در هر فصى، به بیان آنکه دانستن احوال مبادى و غایات حال پیغمبران، و معامله امم ایشان با ایشان؛ که ممدى است طالبان را، در مناسبت حقایق حکم هر یک، در فصّ مختصّ به وى، به لسان اهل عیان.

اکنون بدان‏: اى متعلّم مدرسه‏ «الرَّحْمنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ»!( س 55- 1 تا 4)  که: آفریننده زمان و مکان، و مبدع إنس و جان، مصوّر هیئت‏

و شکل قویم‏ «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ»( س 95- 4) - تعالى ربّنا العظیم- چون خواست که ترکیب اجزاى بدن مستقیم این لطیفه تکوین و خلیفه عرصه زمین فرماید، بعد از آنکه صداى نداى‏ «إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً»( س 2- 30)  در عالم ملکوت به اسماع ساکنان صوامع جبروت رسانیده بود، حدیث:

«إنّ اللّه خلق أبا البشر من تراب الأرض»

 یکى از مقرّبان ملک را امر فرمود که: بساط زمین را از بدایت مشرق تا نهایت مغرب به جاروب شهپر خود بروب، و در میان‏ مکه‏ و طایف‏ از براى تودیع لطائف، از آن توده‏اى برآر؛ تا ما در مدّت «اربعین صباحا» [که مفسّر است به «اربعین عاما»] آن را به باران رحمت و آب مرحمت گل سازیم؛ و خودبه‏خودى به هر دو دست قدرت و کمال [که مأوّل است به صفت جلال و جمال‏] به تخمیر طلسم جسم آدم پردازیم؛ تا در «اربعة الأطوار»: گاه «طین لازب»، گاه «حمأ مسنون»، [گاه‏ «سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ»] و گاه‏ «صَلْصالٍ کَالْفَخَّارِ. نور منوّر سماء دل؛ و ارض جسد؛ [که: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»( س 24- 35)  عبارت از آن است‏] شعاعى بر ظاهر و باطن طینت هیئت آدم انداخت؛ خمیر فطیر وجودش در تنور آفرینش [که نور دانش بشریّت فروغ اوست‏] پخته گشت؛ در لبّ نور وجودش [که قلب اشارت به او است‏] روغن معرفت اسامى پیدا شد فتیله «لکلّ احد منه إلى اللّه سبیل» از مشکات دل، سر سوى قبّه دماغ آورد؛ حالت‏ «لى مع اللّه وقت لا یسعنى فیه ملک مقرّب و لا نبىّ مرسل» روى نمود؛ از سرّ «وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی»( س 15- 29) روح روح بحکم‏ «نُورٌ عَلى‏ نُورٍ» به وى متصل شد؛ آدم در مجمره وجود از براى مهمان جان عودى بر آتش نهاد؛ بخار آن به گلشن دماغ رسید؛ قوتى از قبّه دماغ چون آب [که مدد حیات است‏] روى به انصباب آورد؛ حرکتى در آدم پدید آمد؛ عطسه‏اى [که محصّل نقد خرانه حمد است‏] بر وى غالب شد؛ آدم شکر نعمت حیات بگزارد. اوّل کلمه‏اى که بر زبان او رفت، این بود که: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ»( س 1- 1). پس بحکم «و لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ»( س 14- 7)  از حضرت عزّت تشریف خلعت «یرحمک اللّه» رسید؛ عالم دلش که عرش اعظم حقّ است مهبط رحمت رحمانى گشت؛ «لا یسعنى أرضى و لا سمائى و لکن یسعنى قلب عبدى المؤمن» بگوش هوش آدم رسید؛ از حبّة القلب آدم نبات‏ «وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها»( س 2- 31) سر برزد؛ بوى ریاحین و شکوفه‏ها در هواى ذوق او وزیدن گرفت؛ ثمره شجره نطق بر زبانش پدید آمد؛ بموجب‏ «وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ»( س 93- 11)  امر آمد که: «یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ»( س 2- 33) ؛ آدم امتثال فرمان را کمر انقیاد در بست؛ و به اتیان بدان قیام نمود.

مثال‏ «اسْجُدُوا لِآدَمَ»( س 2- 34)  بجمیع ملائکه رسید، آواز «سَمِعْنا وَ أَطَعْنا»( س 2- 285) از جان ملائکه برآمد؛ [کمر امتثال بر میان بستند.]

فرمان تو آمد و ز جا برجستم‏ پیغام چو دادند کمر مى‌‏بستم

همه ملائکه کمال اقتدا را  مبذول داشتند؛ مصنوع «یدى الحکمة و القدرة» را «لکونه مظهرا للحکیم‏ القادر و الشاهد الحاضر» سر بر زمین نهادند؛ «فَسَجَدَ الْمَلائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ»( س 15- 30) ؛ مگر ابلیس، که به سرورى خانقاه فلکى‏ مغرور بود که: «إِلَّا إِبْلِیسَ أَبى‏ وَ اسْتَکْبَرَ»( س 2- 34)  تیر تهدید، و ناوک تطرید به وى رسید که: «ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ؟( س 48- 75) ». گفت: «یا رب العزّة! عذر من، در این تخلف رنگ تکلّف ندارد؛ از نار استکبار گرد این عار نگشتم که‏:

«النّار و لا العار». موجودى که از فروغ، اشرف عناصر بود، او بود؛ و مقام رفعتش چرخ اثیر «خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ» رخت مطاوعت و انقیاد، به منزل گل، که پاى‏ساى حیوانات است، کى فرد گیرد؟؟ «خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ»؛( س 7- 12) پیرى که از شرابخانه قدم، از جام کرم، شراب ناب اوصاف و الطاف، نوش کرده باشد، درد جرعه قنینه خوان گل‏آلود را چگونه تجرّع کند؟! سالها در حلقه ساکنان صوامع علوّى ترفّع کرده‏ام، در حضیض مذلّت سجده این خاکى به چه استحقاق کنم؟.

قهّارى که رقاب دعوى داران، قراب حسام قهر او است، .. جبارى که شکستگى متکبّران، در کبریاى امر او است‏، چنانکه سواران میدان آسمان را [که سبق‏گیران مدرسه درس بیان او بودند] بفرمود که: این پیر بى‏تدبیر را، و این تیر خورده تقدیر را، چون سگ مطرود، به سنگ نفرین‏ «وَ إِنَّ عَلَیْکَ لَعْنَتِی إِلى‏ یَوْمِ الدِّینِ»( س 38- 78)  از این بساط انبساط دور کنید؛ تا روز کى چند بر وفق مراد خویش، به آرزوى‏ «فَأَنْظِرْنِی إِلى‏ یَوْمِ یُبْعَثُونَ»( س 15- 36)  رسد، و به استخوان‏ «فَإِنَّکَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ»( س 15- 37)  مشغول گردد؛ و از قرب عتبه جلال ما، معزول شود.

گلیم بخت کسى را که بافتند سیاه‏ سفید کردن آن، نوعى از محالات است‏


ابلیس، قدم در جاده معادات با آدم، محکم کرد. و چون در روزگار زندگانى خویش، مجالى یافت، گفت: «فَبِعِزَّتِکَ لَأُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ‏ إلا عبادک المخلصین»( س 38- 82)  بقایاى ملائکه که در طعن: «أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِکُ الدِّماءَ( س 2- 30)  با ابلیس موافقت کرده بودند، چون رفعت و صفوت آدم، و رتبت علم آن خلیفه عالم بدیدند، بر آدم آفرین و تعظیم کردند؛ و بر آدم آفرین، ثناء «سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا، إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ»( س 2- 32) گفتند: فضاى جنّت دار القضاء خلافت آدم شد. سریر سرورى او در دارالسّلام نهادند. مشاهیر روحانیان و جماهیر کرّوبیان بفرمان حق- تعالى- استقبال آدم کردند. ذات شریف او بر مناکب نشانده، از مغاک خاک به ذروه افلاک بر آوردند. فردوس اعلى مقرّ و مستقرّ او ساختند. آدم علیه السّلام بر تخت بخت نشسته، استراحت فرمود.

در میان خواب و بیدارى نفس نفیس حوّا علیها السّلام تا جلیس انیس او باشد، از اضلاع اعضاء آدم بحکم صانع حکیم پیدا کرده آمد. آدم چشم بگشود؛ دلبر دلربایى در پهلوى او نشسته بود؛ از جناب رب الارباب خطاب مستطاب رسید که:

جفت شایسته تست؛ که از عضو تو پیدا شد؛ هم از جهت اتصال با تو، از تواش انفصال کردیم. خطیب منبر جلال ما از زبان افضال و کمال بجهت اتصال او با تو این خطبه خواند که:

«الکبریاء ردائى و العظمة إزارى، خلقت آدم بیدىّ لیستدلّون‏ به على وحدانیتى، اشهدکم ملائکتى و حملة عرشى و سکّان سماواتى، أنّی قد زوّجته بدیع فطرتى و لطیف قدرتى حواء أمتى بمهر تسبیحى و تقدیسى»

 پس خطاب رسید که: ریاض جنت را اقطاع تو کردیم؛ «یا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُکَ الْجَنَّةَ»( س 2- 35)  چند گاه در این مهمان‏خانه بر خوان‏ «کُلا مِنْها رَغَداً حَیْثُ شِئْتُما»( س 2- 35)  بنشینید؛ و از ثمرات شجرات گوناگون الطاف ما اقتطاف کنید؛ اما گرد این درخت رخت‏انداز، و ثمره این شجره خانه‏برانداز مگردید؛ «وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَکُونا مِنَ الظَّالِمِینَ»( س 2- 35).

آدم و حوا در این اندیشه مى‌‏بودند، که آیا در این درخت، چه سرّ مودع‏ است که هیچ از این بستان‌سراى جنّت از ما دریغ نیست، و ثمره این شجره دریغ است؟؟ که ناگاه دشمن خوار، سوگند خوار، یعنى: ابلیس پرتلبیس‏ از وراى‏ استار بر مثال ناصحى دوستدار به وعاء سمع مجوف آدم و حوا آن آوازه برسانید که: «و ما نَهاکُما رَبُّکُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَکُونا مَلَکَیْنِ أَوْ تَکُونا مِنَ الْخالِدِینَ»( س 7- 20) ؛ و این خبر بتأکید قسم مؤکد گردانید: «وَ قاسَمَهُما إِنِّی لَکُما لَمِنَ النَّاصِحِینَ. فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ»( س 7- 21 و 22). بحکم:

«النّساء حبائل الشّیطان»

نصیحت پرفضیحت آن دشمن دوست روى فتنه جوى، در مذاق ذوّاق حوّا مؤثر شد. لطف طبع و نازکى جبلّت که از غلبه رطوبت بود، دستبرد خود بنمود؛ استرخاء نسیان به آن خیر النسوان مستولى گشت؛ بى‏سابقه تأمل و تدبر، به هلاهل «هل أدلّکم‏ عَلى‏ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَ مُلْکٍ لا یَبْلى‏»( س 20- 120) روى سوى شجره منهىّ عنها آورد؛ و به اجتناى ثمره آن شجره مشغول شد؛ و یک دانه که برانداز خانه بود، از آن درخت بچید؛ به نسیان، نیمه آن بدندان بگزید. و اى بسا که از پس آن لب به دندان بگزید. نیمه دیگر در دستش بماند؛ آن را از سر شفقت و مهربانى و اظهار حقوق یگانگى در دهان آدم نهاد.

آدم نیز در آن دم چنان در دام بود که از دانه و دامش خبر نبود. نسیان [که اصل اشتقاق «انسان» از آن است‏] بر آدم مستولى گشت؛ تا هر دو یک دانه را به حلقه حلق فروبردند. پس نهى ربّانى یاد آوردند؛ و در حیرت و فریاد افتادند؛ شحنه‏ «اهْبِطُوا مِنْها»( س 2- 38) بر در ایستاده دیدند؛ حلی و حلل از بر ایشان یکان‏یکان پرّان شد؛ برهنه بمانده، از هر که سترى‏ مى‏‌طلبیدند، از هیبت حق ملتفت‏ ایشان نمى‌‏گشتند؛ بجز درخت انجیر کس سر و برگ‏ ایشان نداشت‏. تا به چند برگ ایشان را بپوشانید.

مدّت تنعم و تلذّذ ایشان در بهشت بقول‏ عبد اللّه بن عباس‏- رض- شش ساعت که نیمروز آن‏جهانى‏ باشد بیش نبود- یعنى: پانصد سال این جهانى-.

و چون ایّام تلذّذ بسر آمد، نوبت زن ایام تذلّل به در آمد؛ صورت زوجیّت طاق شد؛ هر یک از آدم و حوّا مبتلاى فراق شدند. هر دو از جنّت و مقام اعلى روى سوى نشیمن دنیاى ادنى آوردند. آدم در زمین‏ هند [در بقعه‌‏اى که آن را «نود» خوانند] بر کوهى [که آن را «واسم» گویند] بر زمین افتاده، دوست از دوست‏ جدا افتاده، و از زهاب چشم‏ چشمه‏اى گشاده، فریاد: «رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ»( س 7- 23)  از نهاد او برآمد؛ چند وقت در مقام اعتذار به زبان استغفار قیام مى‏‌نمود؛» و از جویبار دیده کشتزار دشت هند آب مى‏‌داد؛ وحوش و طیور و دد و دام و بهایم و انعام را بر زارى آدم رحمت آمد. در این تک و پوى و جست‏وجوى جوهر نفیس‏ «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ»( س 2- 37) بدست آورد. چون در توبه گشاده‏ دید، دریافت که نوبت مرحمت و تلطّف و مکرمت و تعطّف رسید.

اول- حوّا را در مقام عرفات بازیافت.

دوم- از بستانسراى جنّت آدم صفىّ را آلت زراعت جهت انتظام امور معاش فرستاد.

سوم- نهال نسل او بر کنار جویبار ایّام وصل پیدا گردید. در چند گاه او را هفت بطن از اولاد پیدا شد؛ و حکم ازدواج و مناکحت میان ایشان نفاذ یافت.

چهارم- سرّ «إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً»(س 2- 30) ابتدا از او، و انتها هم به نسل او، در عالم پدید آمد؛ جمله، مظاهر حق و مفاخر به حق گشتند؛ خلقى متخلق به خلق الهى‏ فدم در کوچه شاهى نهادند؛ «انسان» نام ایشان و «خلیفه» نشان ایشان‏.

پس شیخ- قدس سره- به بیان اشتقاق نام و نشان او مشغول شد؛ و علوّ مقامات انسان به احسن عبارت و الطف اشارت با مستعدان یافت این معنى در میان نهاد؛ و گفت: «فسمّی هذا المذکور إنسانا و خلیفة»؛ یعنى: این کون جامع و مصنوع صانع را «انسان» نام کردند؛ و «خلیفه» خواندند. اما نام کردن وى به «انسان» و خواندن وى به این‏سان از دو وجه بود:

یکى، آنکه مرتبه نشئه‏ى او مشتمل بود بر مراتب عالم، و حصر جمله حقایق مفصّله او کرد؛ به آن معنى که: نشئه‏ى انسانى مجمع اسماء و مظاهر اشیاء گشت- خواه جسمانى و خواه روحانى-؛ و در وى دیده مى‏شود، هم ظواهر و هم معانى؛ و از این جهت است که با همه کس و همه چیز انس مى‏گیرد بظاهر؛ و باین اعتبار اشتقاق انسان از انس باشد؛ و هذا لحصره الحقائق‏. و شاید که اشتقاق او از«نسیان» باشد؛ که چون ببعضى از آنچه شامل است، مشغول مى‌‏شود، و از بعضى دیگر غافل مى‏‌گردد؛ و هذا ایضا لعموم نشأته؛ که اگر ته آن بودى که نشئتش محیط بر اشیاء مختلفه بودى، دایما بر یک حال و منوال بودى؛ پس به هر دو تقدیر اشتقاق از جهت شمول نشئه و حصر حقایق مناسب است که: نامش «انسان» باشد.

و یک وجه دیگر در تسمیه او به «انسان» این است که «هو للحق بمنزلة انسان العین من العین.»

و «انسان العین» آن است که: در چشم، نگریستن به او است؛ و آن را «بصر» خوانند. و مراد از این سخن آن است که: انسان مر حضرت حق را- تعالى عن التّشبیه- همچون آن مردمک چشم است مر چشم را؛ تا همچنان‏که خلاصه چشم از چشم «مردمک چشم» مى‏دانى [که بینایى به او است و ظواهر عالم به او مى‏بینى‏] خلاصه وجود عالم «آدمى و آدم» دانى؛ که اسرار الهى و معارف حقیقى هم به او ببینى.

و اگر سائلى برسد که: چگونه «بنده» انسان العین حق باشد؟؟

جواب گوییم که: در حدیث آمده است که: بنده به بسیارى گزاردن نوافل چنان شود که حق- جل جلاله- سمع و بصر و دست و زبان او شود. و به گزاردن فرائض و مداومت بر آن چنان گردد که سمع و بصر حق گردد.

و این مرتبه اعلى است از مرتبه اول. چرا که در گزاردن نوافل، بنده به جایى مى‏رسد که از صفات خود منسلخ مى‌‏گردد؛ و صفات او در صفات حق فانى مى‏شود؛ و در گزاردن فرائض ذات بنده در ذات حق‏ فانى مى‏‌گردد. و هرگاه که صفات بنده فانى شد، حق تعالى از صفات خود او را صفات دیگر بخشد.

و هرگاه که ذات بنده فانى شود، بجز حق نماند؛ و این سخن را به مثلى و نظیرى ضبط توان کرد؛ مثلا: قطره چون بدریا رسد، و کم شود، ظهور قطره به خود، نباشد؛ ولى دریایى، قطره نباشد. و در این مقام، مقام بنده آن باشد که «انسان العین حق» باشد؛ و به این مقام جز انبیاء و کمّل اولیاء نرسیدند. و دلیل بر این که «انسان کامل» به‏منزله «انسان العین حق» است، آن است که:

حق- جل و علا- بسبب انسان کامل به خلق نظر کرد؛ و رحمت فرمود بر ایشان؛ تا ایشان را از عدم به وجود، و از غیب به شهادت‏ آورد. پس لفظ «فإنّه به» از براى تعلیل گفته.

و این معنى به عبارتى دیگر ادا کنیم، که به فهم اقرب باشد. بدان که:

حق- جل جلاله- چون از ذات خود به ذات خود تجلّى فرمود، و جمیع کمالات و صفات خود در ذات خود مشاهده فرمود، و خواست او تقاضاى آن کرد که:

این مجموع در حقیقتى چون مرآت مشاهده فرماید؛ چنانکه در اوّل فصّ گفتیم که: حقیقت محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلّم که انسان کامل بود ایجاد کرد در حضرت علم خود؛ و به نظر لطف خود به وى نگریست. و حقایق عالم بطریق اجمال در وى بدید، پس رحمت فرمود، و خواست، تا همچنان‏که در حضرت علم او را پیدا کرد، در حضرت عین- که عالم شهود است- او را و آنچه تبع وجود اوست از حقایق عالم وجودى، تفصیلى ببخشد. پس جمله اعیان ثابته گشتند. و وجود محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلّم عین اوّل بوده: «أوّل ما خلق اللّه- تعالى- نورى». پس معلوم گشت که: انسان کامل همچون «إنسان العین» آمد، که همه به او دیده شد؛ و او سبب وجود همه گشت.

و اگر سایلى پرسد که: چون موجود اوّل وجود محمّدى بود علما و عینا، سبب رحمت شد، تا دیگر موجودات تبع وجود او گشتند، چگونه است که اجزاء عالم‏ از عرش تا فرش و از ثریا تا ثرى‏ اوّلا ظاهر شدند، و انسان ثانیا موجود گشت؛ و در خارج بظهور پیوست؟؟

جواب گوییم که: در علم و در عین، وجود کامل مقدّم بود؛ و بواسطه اضافت رحمت رحمانى که آن در خارج به صفت عموم و اجمال موصوف است، همه تبع وجود او شدند؛ و لیکن به اضافه رحمت رحیمى، که آن صفت خصوص و تفصیل دارد، اجزاء عالم را بصورت، تقدیم فرمود، تا تهیئه امکنه و ترتیب ازمنه ظهور آن کند در عالم خود؛ که: «لولاک لما خلقت الأفلاک [و بروایة: لما خلقت الکون‏] بیان تقدیم وجود او است صلّى اللّه علیه و آله و سلّم. پس رحمت اجمالى اصل بود که: «وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ.» (س 21- 107)  و رحمت تفصیلى فرع باشد که: «رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا».(س 3- 191).. پس، این معنى محقّق گشت که: نظر الحقّ الى الخلق فرحمهم.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 105-110

 و هذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکریّ، بل هذا الفنّ من الإدراک لا یکون إلّا عن کشف إلهیّ منه یعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.

یعنى این امر مذکور تحقیق آن، وراى طور عقل و طریق نظر فکرى است، بلکه ادراک این معانى محتاج است به فیضان نور ربّانى تا بصر بصیرت جلا پذیرد و حجب از دیده دل مرتفع شدن گیرد تا او را بدان نور بیند و جمیع حقایق کونیّه و الهیّه بدو منکشف شود و الّا ممکن نیست که عقل به نظر فکرى و ترتیب مقدمات و اشکال قیاسیّه چیزى ازین حقایق تواند دریافت. چه شأن عقل در قضایا اثبات امور خارجه است از ماهیّات و لازمه به لزوم غیر بیّن و در اقوال شارحه اگر محدود مرکّب باشد چاره نیست از دانستن اجزاى او پیش از معرفت محدود و معرفت حقیقت آن اجزا نیز چنانکه دانستى متعذر. و اگر محدود بسیط باشد که او را جزو نباشد نه در خارج و نه در عقل، تعریف او جز به لوازم بیّنه صورت نبندد. چون عقل نظرى متوجّه شود به معرفت حقایق بى‏تطهیر محلّ از ریون حاجبه از ادراک‏ در تیه حیرت و بیداء ظلمت فروماند؛ و قناع جهالت از وجوه حقایق مرتفع نشود:

آرى. بیت:

حق را به حق‏شناس که در قلزم عقول‏ در مى‏کشد نهنگ تحیّر من و ترا


و مهره علماء و سحره عقلاء که غایت فطانت دستگیرى ایشان کرد تا به شدّت ذکاء و قوّت فطنت از وراى حجاب جمال، شاهد معقولات را مشاهده نمودند و مى‏‌پنداشتند که غایت مقصود دریافتند و به نهایت مقصد رسیدند تا در اوان کشف غطاء که هنگام حدّت بصر است چون متنبّه شدند، به عجز و قصور اعتراف نمودند. چنانکه ابو على‏ در وقت وفات از نفس خود خبر داد که: شعر

یموت و لیس له حاصل‏ سوى علمه أنّه ما علم‏


و نیز مى‏فرماید:

اعتصام الورى بمغفرتک‏ عجز الواصفون عن صفتک‏

تب علینا فإنّنا بشر         ما عرفناک حقّ معرفتک‏


و امام مى‏فرماید: شعر

نهایة ادراک العقول عقال‏                 و اکثر سعى العالمین ضلال‏

و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فیه قیل و قال‏


و امّا ذات جمیع انبیاء و اولیاء در وى حیرانند چنانکه‏

خیر البشر صلى اللّه علیه و سلّم فرمود: «ما عرفناک حقّ معرفتک و ما عبدناک حقّ عبادتک»

 و صدیق رضى اللّه عنه مى‏فرماید: «العجز عن درک الادراک إدراک»، و دیگرى مى‏گوید: شعر:


قد تحیّرت فیک خذ بیدى‏ یا دلیلا لمن تحیّر فیکا


و شیخ نیز رحمه اللّه کشف این حال مى‏‌کند که شعر:

و لست أدرک من شى‏ء حقیقته‏ و کیف أدرکه و أنتم فیه‏


و از آن جهت عدم عرفان را به طریق نظر فکرى مقصور داشت که چون قلب به نور الهى منوّر گردد عقل نیز که یکى از قواى اوست انارت پذیرد و به تبعیّت دل ادراک حقایق کند، ادراکى مجرّد از شائبه تصرف در وى، و تسلیم امر بارى تعالى کند که متصرّف حقیقى در هر چیزى به حقیقت اوست. و چون حال اوّل بدین مقال اعتراف نماید که: سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ‏، و در خطاب آن جناب گوید: شعر:

اگر نه نور تو گردد دلیل اهل طلب‏ میان وادى حیرت شوند جمله هلاک‏

اساس معرفت ذات از آن رفیع‏تر است‏ که عقل با نظر فکرتش کند ادراک‏


منه یعرف‏

یعنى از کشف الهى شناخته مى‏شود که اصل صور عالم که استعداد قبول ارواح دارد چیست، و محقق گردد که ذات الهیّه است که ظاهر شده است به صور عالم و اصل همه حقایق و صورش به غیر یک ذات نیست، اما ع‏: این یک نه آن یک است که هرکس بداندش.

فسمّى هذا المذکور إنسانا و خلیفة، فأمّا إنسانیّته فلعموم نشأته و حصره الحقائق کلّها و هو للحقّ بمنزلة إنسان العین من العین الّذی به یکون النّظر و هو المعبّر عنه بالبصر.

یعنى مسمّى گشت «کون جامع» به اسم «انسان و خلیفه»، اما تسمیه او به اسم انسان از دو جهت است یکى عموم نشأت و حصر او حقایق مفصله را در عالم، چه انسان یا مأخوذ باشد از انس یا از نسیان، اگر مأخوذ از انس بود این معنى در انسان حاصل است چه او مجمع اسماء و مظاهر اسماست و از او ایناس حقایق اعنى ابصارش میسّر است در نشأت جسمانیّه و روحانیّه و مثالیّه براى احاطه نشأت او مر مذکورات را.

و اگر از نسیان مأخوذ باشد به حکم اتّصاف او به وصف: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ‏ ممکن نباشد وقوف‏ او در شانى واحد، بل که بعد از توجّه به بعضى اشیاء چون اشتغال به غیر او نماید وصول (ظهور- خ) از اوّل به حصول پیوندد که معبرست به «نسیان» و این نیز مقتضاى عموم و احاطه نشأت اوست که اگر محیط نبودى چون دیگر موجودات، منوال واحد و نسق معیّن داشتى، و بر هر وجهى «کون جامع» را «انسان» خواندن از براى مناسبت است در میان اسم و مسمّى.

وجه دوم در تسمیه او به «انسان» آنکه این «کون جامع» مر حق را به منزله «انسان عین» است، اعنى نسبت او با حق چون نسبت مردمک چشم است با چشم، و نظر بدو حاصل است و اوست که معبّر است به «بصر»، و چنانکه مقصود اصلى از چشم انسان «عین» است چه نظر بدوست و مشاهده عالم ظاهر که صورت حق است ازوست، همچنین انسان نیز که مقصود اوّلى از همه عالم اوست، چه بدو ظاهر مى‏شود اسرار الهیّه و معارف حقیقیّه که مقصود حقیقى است از خلق؛ و به واسطه او اتصال مى‏یابد اوّل به آخر؛ و کمال مى‏پذیرد مراتب عالم باطن و ظاهر.

و درین کلام که انسان را به منزلت انسان عین حق داشت اشارت است به نتیجه قرب فرائض که بدین قرب انسان سمع و بصر حق شود و حصول این سعادت «انسان کامل» را بعد از فناى اوست از ذات خویش و بقاى او به حق در مقام «فرق بعد الجمع»، و رتبت این عالى‏ترست از نتیجه قرب نوافل که حق سمع و بصر عبد شود چون صفات عبد فانى گردد.

پس انسانى که حق را به منزله «انسان عین» باشد غیر انسان کامل نتواند بود و هم ازین روى که انسان کامل به اعتبارى واسطه است در میان حق و عالم به منزلت انسان عین است که واسطه [است‏] در میان «رائى» و «مرئى».

و هرآینه ازین تقریرات سرّ «حسنات الأبرار سیئات المقرّبین»، بر تو منکشف گردد و لمّیت معاتب شدن آدم به اندک زلّت روشن شود. آرى بیت:

بود آدم دیده نور قدیم‏                 موى در دیده بود کوه عظیم‏

گرچه موئى بد گنه کو جسته بود لیک آن مو در دو دیده رسته بود

فإنّه به نظر الحقّ تعالى إلى خلقه فرحمهم.

چون بیان این معنى به تقدیم رسید که «انسان کامل» حق را به منزله «انسان عین» است لمّیت آن را بیان مى‏‌کند که: بدین انسان کامل نظر کرد حق سبحانه و تعالى به سوى خلق، پس رحم آورد بر ایشان. و درین کلام اشارت است بدان که سبب ایجاد عالم و بقاى او و واسطه ظهور کمالاتش در ازل و ابد و دنیا و آخرت «انسان کامل» است.

اما در علم چون حق تعالى تجلّى کرد به ذات خود مر ذات خود را، و مشاهده کرد در ذات خویش جمیع صفات و کمالات خود را؛ خواست تا صفات و کمالات خویش را مشاهده کند در حقیقتى که او را به منزله آیینه باشد، چنانکه در اوّل فص مذکور شد، پس ایجاد کرد «حقیقت محمّدیه» را که حقیقت نوع انسانى است در «حضرت علمیّه». پس همه حقایق عالم به وجود او در علم وجود اجمالى یافت به واسطه اشتمال حقیقت محمدیّه مر حقایق عالم را از روى مشابهت او مر مرتبه الهیّه را که جامع همه اسماست بعد از آن ایشان را در «حضرت علمیّه» وجود تفصیلى داد تا «اعیان ثابته» گشتند.

اما در عین به حسب وجودات این حقایق، اوّل موجودى که کسوت ایجاد پوشید «عقل اوّل» بود که «نور محمّدى» است، چنانکه خبر

«اوّل ما خلق اللّه نورى»

از آن خبر مى‌‏دهد. و این خلق (و این عقل- خ) متضمن جمیع موجودات بود و حق را علم بدان متعلّق؛ لاجرم بعد از «عقل اول» این موجودات معلومه متضمّنه را از علم به عین آورد تا وجود خارجى مطابق وجود علمى باشد.

امّا به حسب کمالات این حقایق، چون حق سبحانه قلب انسان کامل را آیینه تجلّیات ذاتیّه و اسمائیّه گردانید تا اوّل برو تجلّى کند و به واسطه او بر «عالم آثار» تجلّى فایض گردد؛ و چنانکه نور بر آینه افتد و به طریق انعکاس شعاع آن نور، آنچه در مقابل آینه است مستفیض شود. لاجرم بدین تقریر مقرر شد که اعیان خلق عالم و کمالاتش در علم و عین به واسطه «انسان» کامل است. و چون مقصود اولى و مراد اصلى و به منزله علت غائى از مکوّنات، وجود «إنسان» بود و وجود خارجى او مستدعى ایجاد حقایق بود، لاجرم اجزاى عالم اوّل ایجاد کرده شد تا انسان در آخر به وجود آید و حدیث قدسى ازین معنى خبر مى‏دهد که:

«لولاک لما خلقت الأفلاک»

و این «شهود ازلى» و «ایجاد علمى و عینى» عبارت است از نظر به سوى ایشان و معبّر است به افاضه رحمت رحمانیّه مجمله و رحیمیّه مفصّله بر ایشان.

چه همه کمالات مترتب است بر وجود و تابع است مر او را پس «رحمت اصلیّه» وجود است و جمیع انواع رحمت و سعادات دنیویّه و اخرویّه تابع او.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 518

و هذا لا یعرفه عقل بطریق نظر فکرىّ، بل هذا الفنّ من الإدراک لا یکون إلّا عن کشف إلهىّ منه یعرف ما اصل صور العالم القابلة لأرواحه.

شرح ضمیر «أرواح» عاید به عالمست، یعنى ازین وجوه مذکور، و دانستن آن صور عالم قابل أرواح است، طوریست وراى طور عقل، و این معنى را ادراک باید از عین کشف الهى، نه کشف صورى و ملکى و جنّى و خاطرى و ضمیرى، تا، بدان ‏معلوم کند، که اصل صور عالم که قابل ارواحست چیست؟ و ظاهر درین مظاهر کیست؟ امّا عقل حکم بر صدق و کذب شی‏ء بعد از ترکیب مقدمات و ترتیب قیاسات تواند کرد؛ و اگر تعریف شی‏ء کند، لا بد اجزاى آن شی‏ء پیش از آن تعریف باید، که او را معلوم باشد؛ اگر آن محدود مرکب بود و اگر بسیطى بود، یعنى فرد، و او را جزو نباشد، نه در عقل، و نه در خارج، تعریف ممکن نگردد، إلّا به لوازم بیّنه؛ و چون لوازم بیّنه نباشد، حقایق مجهول بماند. و از ابو على نقلست، در حالت وفات، که گفته است: «یموت و لیس له حاصل سوى علمه انّه ما علم». و هم او گفته است:

اعتصام الورى بمغفرتک‏ عجز الواصفون عن صفتک‏

تب علینا و إنّنا بشر         ما عرفناک حقّ معرفتک‏


اینجا بدانى که، جز به کشف الهى مشاهده نگردد، که، ذات الهیست- عزّ شأنه- که به صور عالم ظاهر شده، و عالم مظهر آن حقیقت گشته.

فسمّى هذا المذکور إنسانا و خلیفة؛ أمّا انسانیّته فلعموم نشأته و حصره الحقائق کلّها. و هو للحقّ بمنزلة إنسان العین من العین الّذی به یکون النّظر، و هو المعبّر عنه بالبصر فلهذا سمّى إنسانا؛ فإنّه به نظر الحقّ إلى الخلق فرحمهم.

شرح یعنى این کون جامع را انسان و خلیفه نام شد، از دو وجه:

یکى آن که مرتبه نشأت او مشتمل بود بر مراتب عالم، و حصر جمله حقایق‏مفصّله او کرد، و جمیع اسماء و مظاهر روحانى و جسمانى در وى دیده شد. و از این سبب است که با همه چیز در مظاهر انس مى‏گیرد. امّا وجه دوم، حق- جلّ و علا- چون از ذات خود به ذات خود تجلّى فرمود، جمیع اسماء و صفات خود در ذات خود مشاهده کرد. خواست تا مجموع را در حقیقتى چون مرآت مشاهده فرماید، حقیقت محمّدى را که انسان کامل بود، ایجاد کرد در حضرت علم خود، و به نظر لطف در وى نگریست، و حقایق عالم را به طریق اجمال بدید؛ و باز در حضرت عین که عالم شهود است او را و آن چه تبع وجود او بود- از حقایق عالم- وجودى مفصّل بخشید. پس جمله اعیان ثابته گشتند، و وجود محمّد- صلّى اللّه علیه و سلّم- عین اول بود که «اول ما خلق اللّه نورى». اینجا بدانى که چرا انسان کامل همچو انسان عین آمد، که همه بدو دیده شد، و او سبب وجود همه گشت.