عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثامنة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ  :

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

(فهو الإنسان) من حیث جمعیته المذکورة (الحادث) من حیث ظهوره فی هذا العالم بجمیع ما تشتمل علیه حقائق هذا العالم (الأزلی) من حیث انمحاقه فی الحقیقة الإلهیة الممدة له باطنا وظاهرا بالروح الأمری المنفوخ فیه زیادة على أرواح جمیع العالم.

(والنشء الدائم) من الدنیا إلى الآخرة ومن الآخرة إلى ما لا نهایة له (الأبدی) بتأیید الله تعالى وجمیع من هو دونه من العوالم، معدوم زائل لا یبقى غیر من قاربه من الحیوان.

ولم یظهر فیه الروح الأمری بکماله، فإنه محبوس فی جنسهم إلى أمد مخصوص إن تقارب کماله.

أو محبوس دائما إن ضعف تقارب کماله .

(والکلمة) الإلهیة (الفاصلة) بین الحق والباطل (الجامعة)، لمعانی جمیع الکلم کما قال علیه السلام : «أوتیت جوامع الکلم» وغیره من بقیة العالم کلمات الله غیر التامات.

کما قال تعالى : "مثل کلمة طیبة کشجرة طیبة " 24 سورة إبراهیم.

وقال: "ومثل کلمة خبیثة کشجرة خبیئة " 26 سورة إبراهیم: 26.

ثم قال : "یثبت الله الذین آمنوا بالقول الثابت " 27 سورة إبراهیم.

وهو راجع إلى الکلمة الطبیة وقال: " ویضل الله الظالمین" 27 سورة إبراهیم.

وهو راجع إلى الکلمة الخبیثة (فتم)، أی کمل (العالم کله) أعلاه وأسفله (بوجوده)، أی هذا الإنسان الکامل .

(فهو من العالم) کله (کفص الخاتم من الخاتم)وهو وجه آخر فی تسمیته فصوص الحکم غیر ما ذکرنا فیما سبق.

(وهو)، أی الإنسان الکامل الذی هو من العالم کفص الخاتم من الخاتم (محل)، أی موضع (النقش)، أی الکتابة المقصودة من وضع الخاتم وصیاغته، ومعلوم أن المنقوش فی فص الخاتم اسم صاحب الخاتم.

وهنا الله هو صاحب الخاتم، فاسمه الأعظم هو المنقوش على هذا الفص .

کما قال تعالى : " بل هو آیات بینات فی صدور الذین أوتوا العلم" 49 سورة العنکبوت.  وهو خاتم سلیمان علیه السلام الذی ملک به ما ملک.

(و) هو محل (العلامة التی بها یختم الملک)، أی السلطان وهو الحق تعالی (علی خزائنه)، التی هی کل شیء.

کما قال تعالى: "وإن ممن شیء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" 21 سورة الحجر.

والختم هو منع الإمداد لشیء من العالم إلا من حقیقة هذا الإنسان الکامل وتنزیله بقدر معلوم هو الإمداد الحاصل للأشیاء من هذا الکامل کما ذکرنا .

(وسماه)، أی سمی الحق تعالى هذا الإنسان الکامل (خلیفة)

فی قوله تعالى : "وإذ قال ربک للملائکة إنی جاعل فی الأرض خلیفة" 30 سورة البقرة.

وقوله : "یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض " 26 سورة ص .

وقوله :" جعلکم خلائف الأرض" 165 سورة الأنعام.

"وأنفقوا مما جعل مستخلفین فیه" 7 سورة الحدید. والخطاب کله للإنسان الکامل.

(من أجعل هذا)، المعنى المذکور وهو کونه ختم به على خزائنه (لأنه)، أی الإنسان الکامل هو (الحافظ خلقه)، أی خلق الله تعالى بظهور اسم الله تعالى الحفیظ فیه.

(کما یحفظ الختم الخزائن)، إذا طبع به على الشمع الموضوع فوق القفل ونحوه فلا یجسر أحد أن یحتال لفتح ذلک القفل خوفا من تغیر صورة ذلک الطبع فی الشمع فیشعر الملک بذلک .

(فما دام ختم الملک علیها)، أی على تلک الخزائن (لا یجسر أحد على فتحها)، بفک ختمها (إلا بإذنه) وکذا هذا .

(فاستخلفه فی حفظ العالم) جسمانیه بجسمانیه روحانیه بروحانیه .

(فلا یزال العالم محفوظا) لا یقدر أحد على فتح خزائنه شیء من الأشیاء واستخراج ما فیها من الأسرار إلا باستئذان الملک .

وفک هذا الختم وهو مفتاح کل خزانة مقفلة والمفتاح لا یفتح بغیر ید محرکة.

والید المحرکة إنما تتحرک بالله تعالى، فالفاتح هو الله لا غیره.

(ما دام فیه)، أی فی هذه العالم (هذا الإنسان الکامل) المذکور.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

(فهو الإنسان)، لکونه سببا النظر الحق به إلى خلفه (الحادث) بالحدوث الذاتی لعدم اقتضاء ذاته الوجود (الأزلی) لکونه غیر مسبوق بالعدم الزمانی.

(والنشأ الدائم الأبدی فلا انتهاء له) بحسب المستقبل کما لا ابتداء له بحسب الماضی هذا باعتبار النشأة الروحانیة وإما باعتبار النشأة الجسمانیة لا أزلی ولا أبدی.

(والکلمة) لکونه مرکبا من الحروف العالیات بالنشأت الروحانیات (الفاصلة) الحافظة من التلاشی بین حضرتی الوجود والإمکان (الجامعة) بجمیع الحقائق الإلهیة والکونیة(فتم العالم بوجوده) أی بالإنسان لکونه آخر العمل منه یدل علیه قوله الذی هو محل النقش.

(فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم الذی هو محل النقش والعلامة التی بها)

لا بغیرها (یختم الملک على خزائنه وسماه) الله تعالى (خلیفة) بقوله تعالى : " إنی جاعل فی الأرض خلیفة " 30 سورة البقرة.

(من أجل هذا) أی من أجل کونه من العالم کفص الخاتم من الخاتم أو من أجل کونه منصفا بالصفات المذکورة (لأنه) تعلیل لقوله فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم.(الحافظ خلقه کما یحفظ الختم الخزائن فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ العالم)

وکان هو الحافظ قبله (فلا یزال العالم) أی عالم الدنیا محمولة ما دام فیه (هذا الإنسان الکامل) لأنه من أکمل کمالاته تدبیر العالم بالمعالم.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن. فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

و قوله رضی الله عنه: "فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشاء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، فتم العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم الملک على خزائنه وسماه خلیفة لأجل هذا، لأنه الحافظ خلقه کما یحفظ الختم الخزائن. فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ العالم فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل."


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فهو الإنسان الحادث الأزلی ، والنشء الدائم الأبدی ) .

قال العبد أیّده الله به : أمّا حدوثه فهو من جهة صورته العنصریة خاصّة فإنّ له صورا علویّة فیما فوق العنصریات فقدیمة ، علمیة ونوریة ، نفسیة وروحیة ، عقلیة ونفسیة ، ومثالیة وطبیعیة ، عرشیة وملکیة .

فالعلمیة أزلیة قائمة بقیام العلم ودائمة بدوام العالم الحق المشاهد الناظر بهذا الإنسان .

معنى قولهم : " الإنسان أزلی " وأمّا أزلیّته فلأنّه العلَّة الغائیّة من التجلَّی الإیجادی.

وبه کمال الجلاء والاستجلاء ، والظهور الکلی المطلق بالإظهار والإنباء .

فهو أزلیّ بأزلیّة علم العالم ، کما أنّ العلم عین العالم ، فیصدق علیه أنّه أزلیّ نسبة إلى الأزل ، وهو الضیق والضنک الذی کان لحقائق المعلومات حین استهلاکها فی عین الذات العالم بها .

وأمّا کونه نشئا دائما أبدا فلأنّ الحقیقة الإنسانیة هی المرآة الکلَّیة الإلهیة الأحدیة ، والنشأة الدائمة الأبدیة . وکما أنّه أحدیة الجمع الأوّل الأزلیّ .

فکذلک هو تفصیل ذلک الجمع وأحدیة جمع جمع التفصیل والجمع ، وما ثمّ إلَّا هو ، فهو النشء الدائم الذی لا أوّل له إذ هو الأوّل والأبدی الذی لا آخر له إذ هو الآخر بعین ما هو الأوّل ، فهو الدائم . والنشء الذی هو الارتفاع فی النموّ ، والازدیاد والربوّ باعتبار أنّ العین الواحدة بتعیّنها فی جمیع مراتبها فرع زاد على اعتبار الأصل .

الذی هو عین الذات الواحدة التی اندمجت وتوحّدت فیها التعیّنات غیر المتناهیة لعدم تناهی التجلَّیات ، فبظهور ما کان کامنا فی العین من أعیان النسب غیر المتناهیة تتحقّق حقیقة البشر لتلک العین الواحدة المنفصلة ، فی مراتب الأعداد ، وکمال نشئها بکمال النشأة الإنسانیة .

بل جمیع مراتب النشء له فهو النشء الدائم ، وأوّل مراتب النشء الذاتیّ الدائم مرتبة النفس الرحمانی بالنور الوجودی والفیض الجودی المنبعث من باطن قلب التعیّن الأوّل ، حاویا محیطا بجمیع ما ینطوی علیه التعیّن الأوّل .

وینفعل انبعاث النفس الأحدی الجمعی وامتداده وتعالیه إلى الغایة المطلوبة التی تعلَّق بها التعیّن الأوّل الذی هو تاء الکنایة فی قوله :

" أردت " أو " أحببت " ، وهو کمال الجمع بین کمال الظهور وکمال البطون ، والکمال الذاتی والأسمائی ینشئ مراتب الوجود وذلک لأنّ النفس بخار هوائی أو هواء بخاری خارج من بطن المتنفّس إلى ظاهر الهواء .

هذا فی الأنفاس المعهودة الجسمانیة ، فاعلم فی النفس الرحمانی مثل ذلک فإنّ القلب الذی هو التعیّن الأوّل منطو على حقائق المظهریة والظاهریة والانفعالیة التی هی الأجزاء الأرضیة نظائرها .

وعلى خصائص النسب الوجودیة وحقائق أسماء الربوبیة التی بها ومنها حیاة الحقائق المظهریة ولبنها ، وهی ضرب مثل للأجزاء المادیّة فی نشء النفس والبخار لکون کل بخار أحدیة جمع الأجزاء :

الهوائیة ، والمائیة ، وما تشبّث بهما من الأجزاء الأرضیة المحلولة ، والناریة المذیبة الحلَّالة لتلک الأجزاء .

فامتدّ النفس الرحمانی جامعا لحقائق الفعل والانفعال فی حق حضرة الإمکان مقیّدة ، عقده برودة القوابل الأرضیة المظهریة التی فی عین الجوهر النفسی فإنّ فیها الفاعل والقابل .

فانعقدت الصور العمائیة فی هذا البخار المعنوی النوری ، فظهر النشء العمائی الأکبر ، فامتدّ النشء بسبب حقائقة الثلاث الذاتیة على أنحاء ثلاثة فی جهات ثلاث معنویة ، علوا وسفلا ووسطا ، جمیعا أحدیا برزخیا .

وتعیّن فی عین النفس جمیع الحقائق الفعلیة والانفعالیة ، فتعیّنت فی النفس المتعالی الحقائق الإلهیة المؤثّرة الفعّالة المنوّرة الشریفة صورا إلهیة ربانیة وتعیّنات وجوبیة حقّانیة ، وامتدّ النشء النفسی الممتدّ المنطوی على الحقائق المظهریة الأرضیة الانفعالیة إلى التحت والسفل بالطبیعة لما تقتضیه مرتبة الانفعال والتأثّر المظهری الکیانی .

فملأ العماء بصورة المذکورة محیط فلک الإشارة ، وعقدها برودة جوّ الإمکان ، وانعقدت صور کیانیة ، وتعیّنات وجودیة إمکانیة ، وتنوّعات تجلَّیات تقییدیة روحانیة ، وجسمانیة ملکیة وملکوتیة ، غیبیة وعینیة وجبروتیة .

فانتشأ النشء الکونی والعالم الخلقی ، وأوّل هذا النشء الکونی العقل والقلم واللوح والعرش والکرسی ، ثم طبقات السماوات ، ثم الأرضیّات على الترتیب المذکور.

حتى حصلت النشأة البشریة الإنسانیة ، وجمیع هذه النشآت نشأة هذا المسمّى إنسانا ومع قطع النظر عن الإنسان ، فإنّ الذات المطلقة مع تجلّ عن النشء والانتشاء 

فالإنسان الحقیقی هو النشء الدائم الأزلی الأبدی ، فما ثمّ إلَّا نشأة الإنسان فی عالم الفرقان ، وفی مقام الجمع والقرآن .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( والکلمة الفاصلة الجامعة ) .

یشیر رضی الله عنه إلى ما بیّنّا فیما تقدّم أنّ الکلام  ثلاث :

کلمة جامعة لحروف الفعل والتأثیر وأخرى جامعة لحروف الانفعال والتأثّر

وکلمة جامعة لحروف الجمع البرزخی الرابط بین الأعلى والأسفل ، والظاهر والباطن .

وهذه الحقائق والحروف والکلمات البرزخیة جامعة بین حقائق الوجوب وحقائق الإمکان من وجه ، وفاصلة بینها أیضا باعتبار .

ومع کونها جامعة وفاصلة لیست لها عین زائدة ممتازة عن الطرفین امتیازا خارجا مخرجا عن کونها أحدیة جمعها ، فهو الجامع الفاصل بهذا الاعتبار .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فتمّ العالم بوجوده ، فهو من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم وهو محلّ النقش والعلامة ) .

یشیر رضی الله عنه إلى ما سلف آنفا أنّه لولا الإنسان فی العالم ، لم یحصل کمال الجلاء والاستجلاء ، الذی هو العلَّة الغائیة من الإیجاد .

وأمّا قوله : « تمّ العالم بوجوده » ولم یقل «به» فلأنّ الإنسان له تعیّن أزلی علمی وبانسحاب الفیض الجودی العینی علیه تکمل مراتب ظهوره ونشره.

وأمّا کونه فصّ الخاتم فلأنّه محلّ نقش الحکمة الکلیة المنقوشة بأحدیة جمع نقوش الفصوص الحکمیة کلَّها ، کما سبق ، فتذکَّر .


قال الشیخ رضی الله عنه : ( هو محلّ النقش ، والعلامة التی بها یختم الملک على خزانته وسمّاه خلیفة من أجل هذا لأنّه تعالى الحافظ خلقه کما یحفظ الختم الخزائن ، فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلَّا بإذنه ، فاستخلفه فی حفظ العالم ، فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل ) .

قال العبد أیّده الله به : « نقش الفصّ » هو الکلام المحتوی على الحکمة التی اقتضت وجود العالم على الترتیب المشهود والنظام الموجود .

و « العلامة » هی خصوص المقام المحمدی من تلک الحضرة التی منها بحسبها تنزل الحکمة الخاصّة بذلک الفصّ فإنّ قلب کل نبیّ کامل هو محلّ نقش الحکمة والعلامة هی خصوص الحکمة المحمدیة الإلهیة من ذلک الاسم الذی تستند إلیه حکمته المنزلة علیه ، وعلامة هذه الحکمة الإلهیة أحدیة جمع جمیع التجلَّیات الأسمائیة .

وبها یختم الملک بقوّته وشدّته ، فما یسدّ الخلل الذی تقتضیه التفرقة المباینة التی فی حقائق العالم من الخصوصیات التی بها یتمیّز بعضها عن بعض إلَّا بأحدیة الجمع الجامع لصدعها ، والموجود لتفرقة جمعها .

وبها یقوى على حفظ خزائن العالم فیها ، وبها سرى سرّ أحدیة الجمع النفسی الرحمانی بالتجلَّی الوجودی الإحسانی ، وجمع بین الحقائق المتبوعة وتوابعها .

والنسب الملزومة ولوازمها وعوارضها ولواحقها بعد التمییزات الذاتیة التی لها فی عالم المعانی من حضرة العلم الذاتی ، فإذا جمعها الوجود الواحد فی هذه المثانی والمعانی ، وراب صدعها ، وشعب شعثها وجمعها .

انحفظت العوالم کلَّها ما دامت الخزائن مختومة بختم علامة أحدیة الجمع الخصیص بالحکمة التی هی معنویة النقش المحیط بجمیع النقوش الحکمیة التفصیلیة فتلک العلامة عبارة عن الإنسان الکامل الذی هی أحدیة جمع جمیع الجمعیات لأنّه الاسم الأعظم .

والاسم الأعظم هو العلامة على مسمّاه ، فهو ظاهریة الإنّیّة الإلهیة ، والله هویّته وباطنه ، ولهذا سمّاه خلیفة إذ الخلیفة ظاهر بصورة مستخلفه فی حفظ خزائنه.

والله تعالى هو الحافظ لخلقه بختمه على خزائنه ، فما دام هذا الختم الأحدی الجمعی علیها لا تتسلَّط على فتحها الحقائق المباینة والمتمایزة التی فی حقائق خزائن العالم إلَّا بإذن الله .

فإذا أذن لهذا الخاتم الإنسانی الکمالی الأحدی الجمعی بالخروج عن الدنیا ، وأمره بالانفکاک عن جزئیتها إلى الأخرى ، انتهت الجزئیة وخرجت عنها السکینة .

وأمّا تسمیة العالم بالجزئیة فلما ذکرنا فی شرح الخطبة أنّ حقائق العالم القابلة لتعیّنات التجلَّیات الوجودیة بخصوصیاتها هی التی تحقّقت بها حقائق الأسماء والصفات التی هی خزائن الآلاء والهبات ، ومنها ومن حضراتها تتنزّل البرکات .

فحقائق العالم خزائن هذه الخزائن الأسمائیة ، فلا تزال خزائن العالم محفوظة ما دام فیها الإنسان الکامل ، فافهم .

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

( فهو الإنسان الحادث ) بجسده ( الأزلى ) بروحه ( والنشء الدائم الأبدى ) بحقیقته الجامعة بجسمانیته وروحانیته لأنه إذا انتقل من هذا العالم إلى الآخرة یعمر الآخرة فی النشأة الثانیة

( والکلمة الفاصلة ) أی الممیزة للحقائق ( الجامعة ) لعموم نشأته کما ذکر ( فتم العالم بوجوده ) لمظهریته أسماءه کلها .

قوله ( فهو من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم الملک على خزائنه ) معلوم من المقدمة الثالثة

( وسماه خلیفة لأجل هذا ) أی لأن نقش اسمه الأعظم وهو الذات مع الأسماء کلها منقوش فی قلبه ، الذی هو فص الخاتم فیحفظ به خزانة العالم بجمیع ما فیه على النظام المعلوم والفسق المضبوط

( لأنه الحافظ خلقه کما یحفظ بالختم الخزائن ) أی لأن الإنسان الکامل هو الحافظ خلق الله بالحکمة الأحدیة والواحدیة الأسمائیة البالغة التی هی نقش قلبه وهی العدالة أعنى صورة الواحدة فی عالم الکثرة الذی هو خزانة القوابل والآلاء کلها کما یحفظ الختم الخزائن

( فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه ) لأن الختم صورة الجمعیة الإلهیة والعلامة التی هی نقش الفص هو الاسم الأعظم فلا یجسر أحد من خصوصیات طبائع العالم التی هی الأسماء الفاصلة على فتحها إلا بإذن خاص من الله على مقتضى حکمته

( فاستخلفه فی حفظ العالم ) لأنه مظهر الأحق الأعظم والله باطنه فیحفظ بإذنه وما جعل فی یده من المفاتیح الأسمائیة صورة العالم

( فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل ) لأن الخلیفة ظاهر بصورة مستخلفه فی حفظ خزائنه والله یحفظ صور خلقه فی العالم بصورته فإنها طلسم الحفظ من حیث مظهریته لأسمائه وواسطة تدبیره بظهور تأثیرات أسمائه فیها.

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

قوله: (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی والکلمة الفاصلة الجامعة) نتیجة لما ذکر.

أی، إذا کان به نظر الحق إلى خلقه فرحمهم بإعطاء الوجود، فهو الحادث الأزلی: أما حدوثه الذاتی فلعدم اقتضاء ذاته من حیث هی هی الوجود.

وإلا لکان واجب الوجود، وأما حدوثه الزمانی فلکون نشأته العنصریة مسبوقة بالعدم الزمانی، وأما أزلیته فبالوجود العلمی، لأن العلم نسبة بین العالم والمعلوم وهو أزلی، فعینه الثابتة أزلیة، وبالوجود العینی الروحانی، فلأنه غیر زمانی متعال عنه وعن أحکامه مطلقا.

وإلیه أشار النبی، صلى الله علیه وسلم، بقوله: (نحن الآخرون السابقون).

والفرق بین أزلیة المبدع إیاها أن أزلیة الحق تعالى نعت سلبی ینفى الأولیة بمعنى افتتاح الوجود

عن العدم لأنه عین الوجود، وأزلیتها دوام وجودها بدوام الحق مع افتتاح الوجودعن العدم لکونه من غیرها.

وأما دوامه وأبدیته، فلبقائه ببقاء موجده دنیا وآخرة وأیضا، کل ما هو أزلی فهو أبدى وبالعکس.

وإلا یلزم تخلف المعلول عن العلة، أو التسلسل فی العلل، لأن علته إن کانت أزلیة لزم التخلف، وإن لم یکن کذلک، لزم استنادها أیضا إلى علة حادثة بالزمان.

وحینئذ إن کان للزمانفیها مدخل، یجب أن یکون معلولها غیر أبدى لکون أجزاء الزمان متجددة متصرمة بالضرورة والفرض بخلافه، وإن لم یکن له فیها مدخل، فالکلام فیها کالکلام فی الأول، فیتسلسل.

والتسلسل فی العلل التی لا مدخل للزمان فیها باطل، وإلا یلزم نفى الواجب.

فالأبدیات مستندة إلى علل أزلیة أبدیة، کما أن الحوادث الزمانیة مستندة إلى علل متجددة متصرمة.

والنفوس الناطقة الإنسانیة حدوثها بحسب التعلق إلى الأبدان لا بحسب ذواتها.

والصور الأخراویة کما أنها أبدیة، کذلک أزلیة حاصلة فی الحضرة العلمیة والکتب العقلیة والصحف النوریة وإن کانت ظهورها بالنسبة إلینا حادثا بالحدوث الزمانی فلا تردد وأماکونه کلمة فاصلة، فلتمیزه بین المراتب الموجبة للتکثر والتعدد فی الحقائق، بل هو المفصل لما تحویه ذاته بظهوره بحسب غلبة کل صفة علیه فی صورة تناسبهاعلما وعینا، وإلیه الإشارة بکونه، علیه السلام: (قاسما بین الجنة والنار).

إذ هذه القسمة واقعة أزلا، والآخر مطابق للأول. وأما کونه کلمة جامعة، فلإحاطة حقیقته بالحقائق الإلهیة والکونیة کلها علما وعینا.

وأیضا، هو الذی یفصل بین الأرواح وصورها فی الحقیقة، وإن کان الفاصل ملکا معینا لأنه بحکمه یفصل، وکذلک هو الجامع بینهما، لأنه الخلیفة الجامعة للأسماء ومظاهرها.

قوله: (فتم العالم بوجوده) أی، لما وجد هذا الکون الجامع، تم العالمبوجوده الخارجی لأنه روح العالم المدبر له والمتصرف فیه.

ولا شک أن الجسد لا یتم کماله إلا بروحه التی تدبره وتحفظه من الآفات.

وإنما تأخر نشأته العنصریة فی الوجود العینی لأنه لما جعلت حقیقته متصفة بجمیع الکمالات جامعة لحقائقها، وجب أن یوجد الحقائق کلها فی الخارج قبل وجوده حتى تمر عند تنزلاته علیها فیتصف بمعانیها طورا بعد طور من أطوار الروحانیات والسماویات والعنصریات، إلى أن یظهر فی صورته النوعیة الحسیة.

والمعانی النازلة علیه من الحضرات الأسمائیة لا بد أن تمر على هذه الوسائط أیضا، إلى أن یصل إلیه وتکمله.

وذلک المرور إنما هو لتهیئة استعداده للکمالات اللائقة به، ولاجتماعما فصل من مقام جمعه من الحقائق والخصائص فیه، وللإشهاد والاطلاع على ماأرید أن یکون خلیفة علیه، ولهذا لا تجعل خلیفة وقطبا إلا عند انتهاء السفر الثالث، ولولا هذا المرور لما أمکن العروج للکمل، إذ الخاتمة مضاهیة للسابقة وبه تتم الحرکة الدوریة المعنویة.

وما یقال: (إن علم الأولیاء تذکری لا تفکری).

وقوله، علیه السلام: "الحکمة ضالة المؤمن" . إشارة إلى هذا المعنى، لا إلى أنه وجد فی النشأة العنصریة مرة أخرى، ثم عرض له النسیان بواسطة التعلق بنطفة أخرى ومرور الزمان علیه إلى أوان تذکره، کما على رأى أهل التناسخ.

وأیضا، لما کان عینه فی الخارج مرکبا من العناصر المتأخر عن الأفلاک وأرواحها وعقولها، وجب أن توجد قبله لتقدم الجزء على الکل بالطبع.

قوله: (فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم الذی هو محل النقش والعلامة التی بها یختم الملک على خزائنه وسماه (خلیفة) من أجل هذا) شروع فی بیان تسمیته بـ(الخلیفة).

شبه حال الإنسان باعتباریة:

إعتبار کونه من العالم، واعتبار کونه عالما آخر برأسه، له شأن آخر بالفص، لأن الفص أیضا قد یکون جزء من الخاتم وهو محل النقش، وقد یکون مرکبا علیه.

وإنما یرکب فی الخاتم لیکون جزء منه عند الفراغ من عمله فهو آخر العمل، کذلک الإنسان نوع من الحیوان وآخر ما ینتهى به دائرة وجود العینی.

وکما أن الفص له شأن آخر وهو کونه محل النقوش التی بها یختم ویحفظ الخزائن، کذلک الإنسان هو محل جمیع نقوش الأسماء الإلهیة والحقائق الکونیة التی یتمکن بها من (الخلافة). وبهذاالاعتبار سماه الحق (خلیفة) بقوله: "إنی جاعل فی الأرض خلیفة"

قوله: (لأنه الحافظ خلقه کما یحفظ بالختم الخزائن، فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه.

فاستخلفه فی حفظ العالم ، فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل) تعلیل لتسمیته بالخلیفة .

وذلک لأن الملک إذاأراد أن یحفظ خزائنه عند غیبته عنها، یختم علیها لئلا یتصرف فیها أحد فیبقى محفوظة، فالختم حافظ لها بالخلافة لا بالأصالة.

فکذلک الحق یحفظ خلقه بالإنسان الکامل عند استتاره بمظاهر أسمائه وصفات عزه، وکان هو الحافظ لها قبل الاستتار والاختفاء وإظهار الخلق، فحفظ الإنسان لها بالخلافة، فسمى بـ (الخلیفة) لذلک.

وحفظه للعالم عبارة عن إبقاء صور أنواع الموجودات على ما خلقت علیها الموجب لإبقاء کمالاتها وآثارها باستمداده من الحق التجلیات الذاتیة والرحمة الرحمانیة والرحیمیة بالأسماء والصفات التی هذه الموجودات صارت مظاهرها ومحل استوائها.

إذ الحق إنما یتجلى لمرآة قلب هذا الکامل، فینعکس الأنوار منقلبه إلى العالم، فیکون باقیا بوصول ذلک الفیض إلیها، فما دام هذا الإنسان موجودا فی العالم یکون محفوظا بوجوده وتصرفه فی عوالمه العلویة والسفلیة.

فلا یجسر أحد من حقائق العالم وأرواحها على فتح الخزائن الإلهیة والتصرف فیها إلا بإذن هذا الکامل، لأنه هو صاحب الاسم الأعظم الذی به یرب العالم کله.

فلا یخرج من الباطن إلى الظاهر معنى من المعانی إلا بحکمه، ولا یدخل من الظاهر فی الباطن شئ إلا بأمره، وإن کان یجهله عند غلبة البشریة علیه، فهو البرزخ بین البحرین والحاجز بین العالمین.

وإلیه الإشارة بقوله: "مرج البحرین یلتقیان بینهما برزخ لا یبغیان ".


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

فالإنسان: هو العلة الغائیة من إیجادهم، وإذا کان هو العلة الغائیة (فهو الإنسان الحادث الأزلی) إذ العلة الغائیة متأخرة فی الواقع عن سائر العلل متقدمة علیها فی ذهن الفاعل کالجلوس على السریر متقدم فی ذهن النجار على سائر علل السریر، ومتأخر عن تمامه فی الواقع.

فالإنسان من حیث تأخره فی الواقع عن سائر الموجودات حادث قریب الحدوث، ومن حیث تقدمه فی العلم الإلهی رتبة علیها أقدم منها. "اعلم أنه لا إشکال فی هذا ولا کفر، ولا زلل ولا خلل.

أما أزلیة هذا الإنسان : فباعتبار صورة حقیقته العلمیة فى أراده الله خلقه وإیجاده لیکون خلیفته ویدیر ما یوکله الیه  .

وأما حدوثه : فباعتبار وقت خلقه وإظهاره إلى العالم المحسوس عالم الشهود .

فلا زلل ولا خلل فی قوله: الحادث الأزل فهو الحادث بخلقه وإظهاره الأزل فى علم الله سبحانه."

(والنشؤ الدائم الأبدی)؛ لأن الحکیم إذا ظفر بمطلوبه بعد ترتیب مقدمات کثیرة لا یعدمه بالکلیة.

بل غایة ما یفعل به أن ینقله من مقام إلى آخر، (والکلمة الفاصلة الجامعة)، فإنه من حیث جمعیته الأسرار الإلهیة والکونیة أشبه الکلمة فی جمعها للحروف.

ومن حیث إنه مقصود بالذات انفصل عما عداه مع أنه جمع مقاصد کل ما عداه فصارت فاصلة جامعة.

وإذا کان هو المقصود من خلق العالم وروحه، (فتم العالم لوجوده)، إذ ما لیس بمقصود بالذات لا یتم بدونه، وکذا الجسم لا یتم بدون الروح.

وإذا کان تمام العالم به (فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم) به یتم الخاتم، وإذا کان کفص الخاتم، وفص الخاتم محل النقش (الذی) به یعلم الملک ما یختم من خزائنه.

(فهو) أی: الإنسان (محل النقش والعلامة) أی: محل النقش صورة الجمعیة الإلهیة التی یعلم بها ما یختم من خزائن العالم المملوء بصور أسمائه الحسنى کما أن فص الخاتم الملک محل العلامة (التی بها یختم الملک على خزائنه) لیحفظها.

وکذلک الحق حفظ بعلامة نقش جمعیته خزائن العالم.

(وسماه) أی: المذکور وهو آدم (خلیفة من أجل هذا) أی: من أجل حفظه الخزائن العالم مع احتجاب الحق عنها کحفظ الحق إیاها بدون الحجاب، وهذا هو فعل الخلیفة فی حفظ المدینة عند غیبة الملک عنها.

وإلیه الإشارة بقوله: (لأنه) أی: المذکور، وهو آدم (الحافظ به خلقه) الذی هو صدر تجلیات أسمائه بکونه مقصودا منها، وهو یحتاج إلیها من حیث إنها مقدماته أو متمماته .

(کما یحفظ الختم) أی: ختم الملک بنقش فص خاتمه (الخزائن) لا من حیث إنه ختم بل من حیث إنه قائم مقام حضور الملک .

(فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها)، لإخراج ما فیها من المخزونات (إلا بإذنه).

فکذلک ما دام ختم الحق على خزائن العالم لا یجسر أحد من الأسماء القهریة، ومظاهرها على فتح خزائن العالم لإخراج ما فیه إلا بإذن الاسم الأعظم الذی هو رب الإنسان الکامل.

فلما کان له استعداد الختم على خزائن العالم (فاستخلفه فی حفظ العالم) بتدبیره إیاه بما تحقق به من حقائق الأسماء الإلهیة اللطیفة.

(فلا یزال العالم) الدنیوی (محفوظا) عن الهلاک الکلى، (ما دام فیه هذا الإنسان) الذی هو ختم على خزائن عالم الدنیا.

""فکما أن الفص محل النقش، کذلک الإنسان الکامل محل ظهور صور الأسماء الإلهیة، وکما أن فی الفص علامة تدل على صاحب الخاتم، کذلک العالم بمنزلة الخاتم، وفصه الإنسان الکامل، وفیه علامة تدل على الحق تعالی؛ لظهور جمیع أسمائه فیه الدالة علیه.""

وقد ورد: "لا تقوم الساعة ما دام یقال فی الأرض: الله الله".  وهو اسم الذات المستجمع جمیع الصفات فلا ینطق به على ما هو علیه إلا الإنسان (الکامل) بقدر الطاقة البشریة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته.  وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

ثمّ إنّ المثلیة والتمامیّة فی المظهریّة إنّما تستدعی استیعاب الأوصاف المتقابلة والأحکام المتناقضة من أوّل الأزل إلى آخر الأبد ، مع الکلیّة الجمعیّة التی هی الفاصلة بین الکلّ فی جمعه ، فأشار إلى ذلک

قائلا رضی الله عنه : ( فهو الإنسان الحادث الأزلی ) بحسب أوّلیّته بالحقیقة ، وسابقیّته بها ، ومسبوقیّته بالظهور ، وتحقّقه بتمامه ( والنشء الدائم الأبدیّ ) بحسب آخریّته فی قبول تمام الکمال وانتهائه فی أمد الإظهار ، وترتیبه الامتزاجیّ الجمعیّ ، فإنّ « الإنشاء » لغة هو الإیجاد مع الترتیب .

واعلم أنّ الآخریّة ذلک لیست آخریّة انقطاع وانتهاء انصرام ، کما أنّ الأوّلیّة المذکورة لیست أولیّة إحداث وإبداء . 

( والکلمة الفاصلة ) بین الأوّل والآخر ( الجامعة ) بین الظاهر والباطن بحسب کلیّة أمره وأحدیّة جمع نشأتیه الفاصلة فی عین الجمع ، الجامعة فی عین الفصل .

واعلم أنّ هذه ثلاثة أسامی له بحسب ما اشتمل علیه من الأجزاء المذکورة آنفا على الترتیب ، إلَّا أنّ الاسم لکونه کاشفا عن کنه المسمّى قد انطوى کلّ منه على ثلاث مراتب من الأوصاف إعرابا عن السعة التمامیّة الإطلاقیّة ، فلذلک حمل الکلّ على "هو".

وهو أنّ السعة الإطلاقیّة التسعیّة المنطوی علیها آدم ، قد فصّلت فی الإنسان بمثلیّته المظهرة ثلاث جمل تامّات ، کلّ منها إشارة إلى نشأة من تلک النشآت التی له .

وأنّ البرزخ الواقع بمنزلة کلمته الکاملة ورتبته الجامعة ، تفرقته عین الجمع ، وکثرته عین الوحدة ، حیث أنّ اسمه عین مسمّاه ، فلهذا قد اختصّ بین الحروف بأنّه قلب القرآن  .

وإذ قد ظهر من احتواء الإنسان للأطراف بحسب أطواره ونشآته ما یتبیّن به. 

أنّه الواصل من الجمعیّة إلى أقصى مراتبها وهو المراد بالتمام ( فتمّ العالم بوجوده ) .

هذا کلَّه بحسب کماله الأوّل ، الذی به یسمّى « إنسانا » وأمّا بحسب کماله الآخر الذی به یسمّى « خلیفة » : ( فهو ) أنّه وقع ( من ) دائرة ( العالم کفصّ الخاتم من الخاتم) ، حیث أنّه المتمّم لأمره ، المخصّص له بین الدوائر والحلق بالخاتمیّة ، وحیث أنّه به یتّصل قوس الظاهر بالباطن ویجمع به الفرق ویتّحد الکلّ ، فأصبح به مراتب تنزّلات الوجود دائرة واحدة کاملة على ما سبق تحقیقه فی المقدّمة .

ثمّ إنّ من أجلّ وجوه المناسبات وأجلاها ، أنّ الفصّ محلّ نقش الملک وعلامته الخاصّة التی بها یختم الخزائن ، ویکتم نفائسها عن نظر العامّة واحتظائهم منها ، فإنّه ممّا یوجب الفساد فی الملک والاختلال فی نظام أمره .

إذ الحکمة البالغة حاکمة بأنّ الاطلاع على خصائص خزائن الملک وذخائر جواهره العزیزة محرّمة ، الَّا للندر من خلَّص أخصّائه المأذونین فی ذلک من المؤتمنین  . 

وکذلک الإنسان محلّ نقوش الحروف المنزلة والعلامة العلمیّة الخاصّة بالحقّ وهی التی بها یحفظ نظام خلقه عن تطرّق الاخترام وطریان الفساد والانصرام .

فإنّ لتلک النقوش ظاهرا وهی المفهومات الوضعیّة والحقائق العرفیّة التی علیها مبانی أصول الشرایع وبها تستفاد من تلک النقوش والعلامات الأحکام الظاهرة من العقائد الأصلیّة والأحکام الفرعیّة التی بها تنضبط صور العالم وتنحفظ عن تطرّق الاختلال ، فهی الختم على خزانة صورة الدنیا ، التی فی صدد الزوال ، وهذا للإنسان بحسب کماله الأوّل .

وباطنا وهی اللطائف الذوقیّة والحقائق الکشفیّة التی تستفاد من تلک النقوش والعلائم بدون توسّط تلک النسب الوضعیّة والامتزاجات الترکیبیّة الجعلیّة ، وبها تنضبط حقائق المعانی والحکم فی سلک التبیان ، وتنطبق أصول الإجمال والجمع منها على فروع التفرقة والتفصیل .

ومنها ینحفظ نظام استقامته عن طروّ الفساد وانحراف المیزان ، وهی الختم على خزانة معانی الآخرة التی لا تقبل الفناء ، وهذا له بحسب کماله الآخر .

فکما أنّ الإنسان جزء من العالم ، وهو محل النقش والعلامة اللتین هما الختمان لملک الملوک على الخزانتین .

کذلک الفصّ جزء من الخاتم ( وهو محلّ النقش والعلامة التی بها یختم الملک على خزانته وسمّاه خلیفة من أجل هذا ، لأنّه الحافظ خلقه به ، کما یحفظ الختم الخزائن ، فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها ) أی فتح خزائن تلک الصور الوضعیّة ورفع أقفالها الرسمیّة الجعلیّة ، والاستکشاف عن وجوه اللطائف الذوقیّة المخزونة تحت أراضی تلک

الصور فی خبایاها - ( إلَّا بإذنه ) المختصّ بخلَّص أخصّائه فعلم أنّ من تلک اللطائف والنفائس ما یمکن أن یحتظی به المأذونون من المؤتمنین والمحارم .

( فاستخلفه فی حفظ العالم فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل ) بکمالیه ، الذی بیدیه أمر الختم على الخزانتین .


شرح الجامی للملا عبد الرحمن ابن أحمد ابن محمد الجامی 898 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته. وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

"هو الإنسان الحادث الأزلی و النشؤ الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعه . تم العالم بوجوده ."

(فهو)، أی (الإنسان) هو (الحادث) بوجوده العینی العنصری بالذات والزمان.

أما حدوثه الذاتی فلعدم اقتضاء ذاته الوجود.

وأما حدوثه الزمانی فلکون نشأته العنصریة مسبوقة بالعدم الزمانی (الأزلی) المتقدم على سائر الأعیان باعتبار وجوده العلمی فی عینه الذاتیة .

وأما بحسب وجوده الغیبی الروحی فإن کان من الکمل فهو أیضا أزلی فإن نفوس الکمل کلیة أزلیة مساویة فی الوجود للعقل الأولى.

وأما من کان نفسه جزئیة یستحیل علیه ذلک، لأن النفوس الجزئیة لا تتعین إلا بعد حصول المزاج وبحسبه، ولا وجود لها قبل ذلک.  کذا قال الشیخ الکبیر فی بعض رسائله .

والفرق بین أزلیة الأعیان الثابتة وبین بعض الأرواح المجردة وبین أزلیة المبدع إیاها أن أزلیة المبدع تعالی نعت سلبی ینفی الأولیة بمعنى افتتاح الوجود من العدم، لأنه عین الوجود وأزلیة الأعیان والأرواح دوام وجودها مع دوام مبدعها مع افتتاح الوجود من العدم لکونه من غیر ما (والنشاء الدائم الأبدی) النشاء النمو والارتفاع والازدیاد والمراد به ذو النشاء.

أی الذی ینمو ویزداد دائما ابدا فی المراتب هو الإنسان الکامل فإن أول مراتبه :

التعیین الأول الذی هو الحقیقة المحمدیة

ثم التعیین الثانی الذی هو صورته التفصیلیة

ثم العقل الأول

ثم النفس الکلی

وهکذا إلى آخر المراد الذی هو نشأته العنصری لا یزال یزداد وینمو بحسب التجلیات الإلهیة والشؤونات الربانیة دائما أبدأ دنیا وآخرة.

(والکلمة الفاصلة الجامعة)، الکلم ثلاث:

کلمة جامعة لحروف الفعل والتأثیر التی هی حقائق الوجوب .

و کلمة جامعة لحروف الانفعال التی هی حقائق الإمکان .

وکلمة برزخیة جامعة بین حروف حقائق الوجوب وبین حروف حقائق الإمکان فاصلة متوسطة بینهما .

وهی حقیقة الإنسان (بوجوده) العنصری ووصوله إلى الکمالی الجدعی فإنه لو لم یوجد هذا الإنسان فی العالم لم یحصل کمال الجلاء والاستجلاء الذی هو العلة الغائیة من اتحاد العالم .

وإنما قال بوجوده ولم یقل به لأن وجوده منفی نفیا أزلیا علما وظهورات فی المراتب و بانسحاب القبض الوجودی العین علیه بحسب نشأته العنصریة یتم العالم ویکمل کما عرفت.

"هو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، الذی هو محل النقش والعلامة التی بها یختم الملک على خزانته، وسماه خلیفة من أجل هذا."

(فهو)، أی الإنسان (من العالم کفص الخاتم من الخاتم) وکما یکون تمامیة الخاتم وکماله بالفص ونقصانه بعده .

کذلک تمامیة العالم وکماله بالإنسان ونقصانه بعدمه (وهو)، أی الفص (محل النقش) أی نقش اسم صاحب الخاتم وغیره مما ینقش على الفصوص (والعلامة التی بها) یتمیز بعض عن بعض وبها (یختم الملک على خزائنه) لئلا یتصرف فیها أحد فیبقى محفوظة .

وکذلک الإنسان الکامل هو محل نفوس الأسماء الإلهیة وعلامة أحدیة جمعها التی بها تستحق أن یختم به على خزائنه الدنیا والآخرة

(وسماه) الحق سبحانه (خلیفة) حیث قال تعالى : "إنی جاعل فی الأرض خلیفه" آیة 30 سورة البقرة.

(من أجل هذا)، المعنى الذی هو الختم (لأنه) أی الإنسان الکامل لکونه ختمة أو الحق سبحانه بالإنسان الکامل الختم

"لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن فما دام ثم الملیک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه ، فاستخلفه فی حفظ العالم لا یزال العالم محفوظة ما دام فیه هذا الإنسان الکامل."

(هو الحافظ خلقه) وإلى الأول ینظر قوله : (کما یحفظ الختم الخزائن) من التصرف فیها (فما دام ختم الملک علیها لا یجسر)، أی لا یجترئ (أحد على فتحها)، أی فتح تلک الخزائن والتصرف فیها (إلا بإذنه) أی الملک.

وکذلک ما دام الإنسان الکامل فی العالم لا یتسلط حقائق المباینة التی فی حقائق خزائن العالم على فتحها والتصرف فیها إلا بإذن الحق سبحانه (فاستخلفه) أی الحق سبحانه الإنسان الکامل (فی حفظ العالم) من الخلل الذی تقتضیه التفرقة والمباینة التی فی حقائق العالم من الخصوصیات التی بها یتمیز بعضها عن البعض (فلا یزال العالم محفوظة)من هذا الخلل (ما دام فیه هذا الإنسان الکامل) وکان قائما بخلافة الحق سبحانه فی حفظ العالم .

فإذا أذن لهذا الإنسان الکامل بالخروج عن الدنیا وأمره الانفکاک عن خزینتها إلى الأخرى خربت الخزینة وانتهب ما فیها.

وحفظ العالم عبارة عن بقاء صون أنواع الموجودات على ما خلفت علیها الموجب لبقاء کمالاتها وآثارها باستمداده من الحق التجلیات الذاتیة و الرحمة الرحمانیة والرحیمیة بالأسماء والصفات التی هی الموجودات صارت مظاهرها و محل استوائها.

اعلم أن النشأة الدنیویة الحسیة بمنزلة خزانة إختزن الحق سبحانه فیها الحقائق الإمکانیة المظهریة والحقائق الأسمائیة الإلهیة الظاهرة بها .

ولا شک أن کل واحدة من تلک الحقائق الإمکانیة عبارة عن أحدیة جمع حقائق بسیطة متباینة متمایزة.

مقتضیة بذاتها الافتراق فی الامتیاز کما کانت فی الرتب العلمیة متحدة بالوجود الواحد الذی یقتضی بذاته الوحدة وزوال الکثرة .

وباعتبار هذا الوجود الواحد ظهر بعضها متبوعة وبعضها تابعة، وبعد اتحادها بالوجود الواحد صارت حقیقة مظهریة تظهر فیها الأسماء الإلهیة بحسب قابلیتها واستعدادها وجمعیتها، ولما کان الکون الجامع والإنسان الکامل أحدیة جمع جمیع الحقائق الإمکانیة المظهریة.

وکان المقصود الأصلی والغایة القصوى من إیجادها وجوده العنصری.

الذی هو مظهر أحدیة جمیع الحقائق الإلهیة کان وصول الإمداد الإلهی والتجلی الوجودی إلى الحقائق المظهریة کلها قبل وجوده العنصری بواسطته ومن مرتبته.

وبعد وجوده العنصری فوض ذلک الإمداد إلیه بأن وقع التجلی الأحدی الوجودی الجمعی أولا على حقیقته الأحدیة الجمعیة وبرقیقة المناسبة التی بینه وبین حقیقة سری إلیها ثانیة.

فما دام کان ذلک الکامل مقصودة إیجاده أو بقاؤه فی النشآت الدنیویة ووصل قبض التجلی من مرتبنه أو وجوده إلیها.

بقیت تلک الحقائق محفوظة من الخلل الذی تقتضیه التفرقة والمباینة التی کانت عنها قبل إیجادها بالوجود الواحد .

والوحدة الذاتیة لذلک التجلی وکان کالختم علیها لئلا یفتحها تسلط تلک التفرقة والمباینة علیها واقتضى التجلی التقلص والانسلاخ عنها .


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فهو الإنسان الحادث الأزلی والنشیء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم بها الملک على خزانته.

وسماه خلیفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن.

فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه فی حفظ الملک فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل. )

قال المصنف رضی الله عنه : [فهو الإنسان الحادث الأزلی و النشؤ الدائم الأبدیّ، و الکلمة الفاصلة الجامعة .  فتم العالم بوجوده]


قال الشارح رحمة الله :

(فهو الحادث ): أی من حیث صورته، و تعینه (الأزلی ): أی من حیث عینه و ذاته . 

أمّا الأزل نفی الأولیة، و نسبة الأزل للحق کنسبة الزمان الماضی للخلق، فلهذا یقال: کان ذلک فی الأزل، فحدوثه باعتبار نشأته الظاهرة الجسمانیة، و أزلیته باعتبار الحقیقة و الروحانیة

قال رضی الله عنه : 

حقق بعقلک إن فکرت    ...... نفیا لنفی و إثباتا لإثبات

من أعجب الأمر أنی لم أزل  ..... و إننی مع هذا محدث الذات

و سرّ ذلک أن الإنسان الکامل منخلعا عن نفسه، مختلعا بخلعة الصور الإلهیّة .

وهو کالظل للشخص الذی لا یفارقه على کل حال غیر أنه یظهر الحس تارة و یخفى تارة أخرى، فإذا خفی فهو معقول فیه، و إذا ظهر فهو مشهود بالبصر لمن یراه، فالإنسان الکامل فی الحق معقول فیه کالظل إذا خفی فی الشخص، فلا یظهر فلم یزل الإنسان أزلا، فلهذا کان مشهودا للحق من کونه موصوفا بأن له بصرا و هو الإنسان، فإنه معبر عنه کما ذکر فی المتن . 

و على الجملة أن فی العلم الأول لما تمیزت عنده الحقائق المعنویة فهی: أی تلک الحقائق المجردة للحق معلومات و للخلق معقولات و لا وجود لها فی الوجوب الوجودی و لا فی الوجوب الإمکانی، فیظهر حکمها فی الحق، فتنسب إلیه، و سمّیت أسماء إلهیة، فینسب إلیها من نعوت الأزل ما ینسب إلى الحق تعالى، و ینسب أیضا إلى الخلق ما یظهر من حکمها فیه، فینسب إلیها من نعوت الحدوث ما ینسب إلى الخلق فهی: أی الحقائق المذکورة هی الحادثة القدیمة، و الأبدیة الأزلیة فافهم .


قال رضی الله عنه فی الباب السادس و الأربعین و ثلاثمائة: 

إن الإنسان الکل الکامل الکلی لم یزل مع الله، فلا یزال مع الله، فهو باق ببقاء الله، و ما عدا الإنسان الکامل، فهو باق بإبقاء الله تعالى . 

و هنا مسألة أخرى أذکرها لتعریف الفرق بین الأزلین و هی:

إن الموصوفین بالأزل نفیا، أو إثباتا لا بتقدم أحدهما على الآخر لأن الأزل لا یصح فیه التقدّم و التأخّر، و لکن الفرق بینهما أن أزلیة الأعیان هی دوام وجودها بدوام الحق مع افتتاح الوجود عن العدم بکونها من غیرها، و أزلیة المبدع نعت سیی ینفی الأولیة بمعنى افتتاح الوجود عن العین لأنه عین الوجود، فافهم . 

( و النشؤ الدائم الأبدی) و الأبد نفی الآخریة و عدم انتهائها، و کل أزلی أبدی و لا بالعکس، و أمّا النشؤء هو إنما أعم من أن یکون من النشأة الدنیویة، أو الأخرویة . 

أمّا فی النشأة الدنیویة فنشؤه ظاهر بدنا و روحا، إمّا بدنا فی النشأة الدنیویة فلأنه دائم التحلیل، فدائم الغذاء لبدل ما تحلل منه، فدائم الزیادة و النشأ و النمو . 

أمّا باعتبار الروح فی النشأة الدنیوّیّة، فلأن غذاؤها العلوم و المعارف، و هما على الدوام و إن لم یظهر لکل أحد . 

قال رضی الله عنه: إن الإنسان فی زیادة علم أبدا دائما من جهة ما تعطیه حواسه و تقلبات أحواله فی نفسه و خواطره، فهو مزید علوم . 

و أمّا النمو البدنی من جهة الآخرة، فإن الغذاء قد ثبت بالأخبار الصحیحة و الغذاء هو ما یصیر جزء للمتغذی . 

و أمّا ما سمّی غذاء أما ترى أن الخبر الصادق کیف عین مخارج الفضلات فی النشأة الأخرویة إنما تخرج عرقا، و لو لا الغذاء المعتاد فی دار الآخرة ما عین هذا فافهم . 


و إنما نموّه  و زیادته فی الآخرة من حیث الروحانیة والعلم، فقد ورد فی الأخبار ما یدل علیه کحدیث الرؤیة: " وإن لنا فی الآخرة ما لا عین رأت، ولا أذن سمعت "الحدیث ، و یحصل هذا من غیر تقدم علم به، هذا زیادة فی العلم . 

و قوله صلى الله علیه و سلم : "إنه یحمد الله فی یوم القیامة عند سؤاله فی الشفاعة بمحامد لم یعلمها الآن".

لأنها یقتضیها الموطن، و هذا کله نشأ و نما، و زیادة فی الباطن و الظاهر فی الدنیا و الآخرة، فافهم . 

( و الکلمة) و هی مجموع من الحروف العالیات، و هی روح الکامل تسمّى کلمة لأثرها فی العالم، سمّی بذلک عیسى علیه السلام کلمة الله الفاصلة بین الحق و الباطل، یتمیز الفرق بینهما تارة بنظر الجمع، و تارة برؤیة الفرق، و تارة بالجمع بینهما .

فلهذا قال رضی الله عنه: (الجامعة) بین الحق و الباطل برؤیة الجمع فی الکل، و هو جمع الجمع .

ومن هذا الذوق ما حکی عن بعض المشایخ، أو الشیخ أبی مدین قدّس سره  قال رضی الله عنه :

لا تنکر الباطل فی طوره   ...... فإنه بعض ظهوراته

فسدّ جفاء الفرق، و الفصل بلطف الجمع و الوصل، فافهم . 

( فتمّ العالم بوجوده) بأتم ما یکون إذ لا أکمل من صورته . 


قال الإمام الغزالی رحمه الله من هذا المشهد: ما فی الإمکان أبدع ما کان، فدار العالم، و ظهر الوجود الإمکانی بین نور، و ظلمة، و طبیعة، و روح، و غیب، و شهادة، و سنن، و نفی، و إثبات . 

فما ولی من الوجود المحض کان نورا، و روحا، و ما ولی من العدم المحض، کان ظلمة، و جسما، و بالمجموع تکون الصورة، و به تحقق الکون الجامع، و المجلى المجلو الساطع، و لا ینظر الله إلا إلیه و هو الحجاب الأعلى، و الستر الأزهى، و القوام الأبهى فلما حذاه حذوا معنویا على حضرة الأسماء الإلهیة بعد ما حصلت فیه قواها، فظهر بها فی روحه، و باطنه، فظاهر الإنسان خلق، و باطنه حق . 

قال المصنف رضی الله عنه :  ( فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، الذی هو محل النقش و العلامة التی بها یختم الملک على خزانته، و سماه خلیفة من أجل هذا . 

لأنه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه، فاستخلفه فی حفظ العالم فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.)

قال الشارح رضی الله عنه : 

( فهو من العالم) لما وجّه وجه کونه إنسانا، أراد رضی الله عنه أن یوجّه کونه خلیفة .

و قال : إن الإنسان الکامل من العالم (کفص الخاتم للخاتم و هو محل النقش و العلامة) . 

کما أن الفص محل النقش، کذلک الإنسان الکامل محل ظهور صور الأسماء الإلهیة، وکما أن فی الفص علامة تدل على صاحب الخاتم، کذلک العالم بمنزلة الخاتم، و فصّه الإنسان الکامل، وفیه علامة تدل على الحق تعالى لظهور جمیع أسمائه فیه الدّالة علیه . 

فمن هذا ورد فی الخبر: "من عرف نفسه فقد عرف ربه".


قال رضی الله عنه فی الفصل الثامن و مائة من "الفتوحات ": 

إن الإنسان الکامل یدل بذاته من أول البدیهة على ربه لأنه على الصورة، انتهى کلامه رضی الله عنه . 

و قال أبو یزید قدّس سره: من هذا الذوق إما دلّ على هویته من کلمة الله علیها، و کذلک سمّانی کلمة، انتهى کلامه رضی الله عنه . 

وقال صلى الله علیه و سلم : "إن أولیاء الله الذین إذا رأوا ذکر الله". فالکامل من أعلى العلامات التی تدل علیه.

"سئل رسول الله - صلى الله علیه وسلم -: من أولیاء الله -تعالى-؟ 

قال: الذین إذا رأوا ذکر الله حنت قلوبهم إلیه". المطالب العلیة للحافظ أحمد بن حجر العسقلانی

حدیث عبد الرحمن ابن غنم: " خیار عباد الله الذین إذا رأوا ذکر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنمیمة ، المفرقون بین الأحبة ". أخرجه أحمد ابن حنبل و فی إتحاف المهرة للحافظ أحمد بن حجر العسقلانی

( التی بها یختم الملک على خزائنه): أی العلامة التی تحفظ الملک بالختم بها ما فی الخزائن من نفائس الجواهر، والعروض . 

یرید رضی الله عنه أن یمثل تمثیلا یناسب الإنسان الکامل، بل الأکمل الفرد الختم مع العالم، و یتبین فیه نسبته معه :

و عنی بالتلویح مفهم ذائق      ...... غنى عن التصریح للمتعنت

فإن نسبته الأکمل الکل مع العالم نسبة الختم على الخزانة، فکما تختم الخزانة المشحونة بنفائس الجواهر التی فیها عن تناول أیدی النفود و الفناء، و لا یجسر کل أحد أن یتصرف فیها . 


کذلک الإنسان الکامل الکل، فإنه ختم به على خزائن العالم على النفاد، و لا تجسر أیدی الحوادث، و أیدی الزمان على فکّ هذا الختم بالتغیر و الإنسان . 

( و سمّاه خلیفة من أجل هذا ): أی من أجل أنه استخلفه، یحفظ ما فی خزائن العالم و الوجود أنه حفیظ علیم، سمّاه خلیفة، و الخلیفة صورة مستخلفة، فما حفظ إلا بنفسه، فاحتفظت نفسه بنفسه، فبنفسه عین العلامة على نفسه، فافهم . 

( لأنه سبحانه الحافظ) خلقه من حفظ  الشیء نفسه لأن الوجود عینه، و ما فی العالم سواه . 

( کما یحفظ الختم الخزائن) بالعلامة التی فی الختم، و هی صورة اسمه، و الاسم عین المسمّى، و بالعین یحرس العالم . 

و الختم ثلاثة :

ختم الولایة العامة الظاهرة فی هذه الأمة، و هو المهدی . 

و ختم الولایة المطلقة و هو عیسى علیه السلام . 

و ختم الولایة المحمّدیة، فأمّا ختم الولایة المحمّدیة، و هو الختم الخاص، فیدخل فی ضمنه الختمان السابقان، و إن کان مطلقین و عامین.

فهما مختومان، و تحت الختم المحمّدی، و له التحقق بالبرزخیة الثابتة بین الذات و الألوهیة لأن ختمیة النبوّة تختص بحضرة الألوهیة، و له جمع الجمع لا جامع بعده مثله و لا حائز لکل الموارث غیره، و له کمال الآخریة المستوعبة، فله حکم الکل دون سواه، فلهذا لا یعرفه غیر مولاه، و هو أعلم الخلق بالله، لا یکون فی زمانه، و لا بعد زمانه، أعلم بالله، و بمواقع الحکم منه، فهو و القرآن إخوان، کما أن المهدی و السیف إخوان . 


قال رضی الله عنه: علمت حدیث هذا الختم المحمّدی بـ "فاس" من بلاد المغرب، و هو شعرة واحدة من جسده صلى الله علیه و سلم.

و لهذا یشعر به إجمالا، و لا یعلم تفصیلا إلا من أعلمه الله، أو من صدّقه أن عرّفه بنفسه دعواه، ذکره رضی الله عنه فی الباب الثانی و الثمانین و ثلاثمائة من "الفتوحات" .

( فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه) فالختم دائما أبدا دنیا و آخرة، فإن الختمیة ثابتة غیرمزالة، فافهم الإشارة تکن من أولی الألباب فإن هذا التمثیل خلاصة الخلاصة، و لباب هذا الباب فإن توهّمت فرض الإزالة فی النشأة الدنیویة فهی ثابتة من وجه آخر لا محالة و هو النشأة الأخرویة، فالختم دائما أبدا، فافهم . 

( فاستخلفه فی حفظ العالم فلا یزال العالم محفوظا فیه ما دام فیه هذا الإنسان) الذی هو الختم الدائم الجامع السرمدی، و ذلک العبد هو المقصود من العالم النائب عن العالم کله الذی لو غفل العالم کله أعلاه، و أسفله زمنا عن ذکر الله، و ذکره هذا العبد، قام فی ذلک الذکر عن العالم کله، و حفظ به على العالم وجوده، و لو غفل العبد الإنسانی المذکور عن الذکر زمنا فردا لم یقم العالم مقامه فی ذلک و خرب منه . 

و قال صلى الله علیه و سلم : "لا تقوم الساعة و فی الأرض من یقول الله الله"  .

إشارة إلى ذلک الذکر، قال رضی الله عنه فی الباب الثالث و السبعین من "الفتوحات ": 


إن فی العالم قطبا ینظر الحق تعالى إلیه، فیبقى به هذا النوع الإنسانی فی هذا الدار، و لو کفر الجمیع و هو ذا جسم طبیعی، و روح موجود یجسّده، و حقیقته یتغذى بجسمه و روحه، و هو مجلى الحق من آدم إلى یوم القیامة .

کما أبقى الله بعد الرسول صلى الله علیه و سلم أربعة من الرسل أحیاء فی هذه الدار الدنیا:

و هو عیسى، و إدریس، و إلیاس، و خضر علیهم السلام، و هذه المعرفة التی أبرزنا عینها للناظرین لا یعرفها من أهل طریقتنا إلا منا، فیبقى الأمر محفوظا بهؤلاء الأحیاء و ثبت الدین قائما بحمد الله ما انهدم منه رکن إذا کان له حافظ یحفظه، و إن ظهر الفساد فی العالم إلى أن یرث الأرض و من علیها، و هذه نکتة فاعرف قدرها، فإنک لست تراها فی کلام أحد أبدا، و لو لا ما ألقى عندی فی إظهارها ما أظهرتها لسرّ یعلمه الله ما أعلمنا به، و لا یعرف ما ذکرناه إلا نوّابهم خاصة لا غیرهم من الأولیاء . 

فاحمدوا الله یا إخواننا حیث جعلکم الله ممن قرع سمعه أسرار الله المخبؤة فی خلقه التی اختصّ الله بها من یشاء من عباده، انتهى کلامه . 


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص٢١

فهو الإنسان الحادث الأزلیّ و النش‏ء الدائم الأبدیّ، و الکلمة الفاصلة الجامعة؛ فتمّ العالم بوجوده،
پس انسان حادثى أزلی و منشئى (ایجاد شده‌‏اى) دائم و ابدى و کلمه فاصله (ممیز حقایق) جامعه است (براى عموم نشئه‌‏اش.)
اما حادث است براى اینکه ما سوى اللّه همه حادثند. یا به حدوث ذاتى(حدوث مقابل واجب بالذات، یعنى واجب بالغیر. حادث ذاتى مجردات را شامل مى‌‏شود که مسبوق به زمان نیستند.) که کلا وطرا به این فقر امکانى موصوفند و به قول شیخ شبسترى:
 سیه رویى ز ممکن در دو عالم             جدا هرگز نشد و اللّه اعلم‏
 یا به حدوث زمانى (که مسبوق به زمان مى‌‏باشند) که در عالم جسم و جسمانى و مادى است یعنى مربوط به نشئه عنصرى که مسبوق به عدم زمانى است. امّا أزلی بودنش به وجود علمى‌‏اش در حق تعالى است و هر چیزى که أزلی است ابدى است و نفوس ناطقه انسانیه حدوثشان به حسب تعلق به أبدان یعنى حدوث بدان است نه به حسب ذواتشان، چون ازلى‏اند، ابدى‏اند و فاصل و جامع بودنش باجمال اشاره شد. و بتفصیل در مباحث بعد گفته مى‌‏شود.
تنبیه: اینکه شیخ پیشتر فرمود این بیان در خلقت عالم و آدم به کشف الهى دانسته مى‌‏شود نه به طریق نظر فکرى (که پاى استدلالیان چوبین بود) قید الهى آوردن براى این است که کشف در صقع نفس ناطقه به وجوهى است: کشف صورى و ملکى و جنى و کشف خواطر و ضمائر و مانند آن، که هر یک به موقعش دانسته مى‌‏شود.
فهو من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم، الذی هو محل النقش و العلامة التی بها یختم الملک على خزائنه. و سمّاه خلیفة من أجل هذا، لأنّه الحافظ به خلقه کما یحفظ بالختم الخزائن. فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلّا بإذنه فاستخلفه فی حفظ العالم فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.
 پس عالم به وجود آدم کامل و تمام شد پس انسان مر عالم را چون نگین انگشتر است به انگشتر که آن نگین محل نقش و علامتى است که به آن نقش و علامت پادشاه بر خزاینش مهر مى‌‏زند، تا دیگرى در آن تصرف نکند. از این رو کون جامع را خلیفه نامید.
زیرا حافظ خلقش مى‌‏باشد چنانکه خزاین به ختم یعنى مهر حفظ مى‏‌شود که تا مهر ملک بر آن خزاین است کسى جرأت و جسارت گشودن خزینه‌‏ها را ندارد مگر به اذن ملک پس حق جلّ و علا انسان را خلیفه خود گردانید در این جهت یعنى در حفظ عالم. پس همواره، عالم تا این انسان کامل در او وجود دارد، محفوظ است.
عزیز نسفى در کتاب شریف انسان کامل گوید:
چندین گاه است که مى‏شنوى که در دریاى محیط آیینه گیتى نماى نهاده‌‏اند تا هر چیز که در آن دریا روانه شود، پیش از آن که به ایشان برسد عکس آن چیز در آیینه گیتى نماى پیدا آید و نمى‏‌دانى که آن آیینه چیست و آن دریا کدام است. آن دریا عالم غیب غیب است و آن آیینه، دل انسان کامل است هر چیز که از دریاى عالم غیب غیب روانه مى‌‏شود تا به ساحل وجود رسد، عکس آن بر دل انسان کامل پیدا مى‌‏آید و انسان کامل را از آن حال خبر مى‌‏شود.

نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 79-83

فهو الحادث‏ الازلىّ و النشأة الدّائم الأبدىّ و الکلمة الفاصلة الجامعة.

این سخن نتیجه مقدمات سابقه است؛ یعنى: چون سبب وجود خلق نظر رحمت حق است؛ که بسبب انسان کامل به ایشان نگریست؛ و ایجاد ایشان کرد.

پس خلق را چهار صفت ثابت باشد: هم حادث ازلى باشند؛ و هم دایم ابدى گردند؛ و هم کلمه جامعه؛ و هم کلمه فاصله‏ باشند.

و اما بیان این، بدان که: حدوث او واضح است، که وجود او، به خود، نیست؛ و إلّا واجب الوجود بودى ... و امّا ازلیّت او بسبب وجود علمى است؛ که ازلا در ذات حق بود. علم نسبتى است میان عالم و معلوم. و علم صفت حق؛ و صفت عین ذات است؛ پس عین ثابته خلق هم ازلى باشد، به اعتبار حصول و حضور او در علم حق.

و نزد این طایفه باعتبار وجود عینى روحانى هم، ازلى باشد؛ چرا که روح زمانى نیست؛ بل، امرى است که: «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی».(س 17- 58)  و نیز سید کونین صاحب قاب قوسین صلّى اللّه علیه و آله و سلّم به این معنى اشارت‏ فرموده [در حدیث‏] «نحن الآخرون السّابقون.»

و اگر سؤال کنند که: پس فرق میان ازلیّت حق- تعالى- که مبدع ارواح و اعیان، و منشئ اشباح عالمیان است، و ازلیّت ارواح، چه باشد؟؟

جواب گوییم که: لا اوّل له؛ یعنى: وجود او را افتتاح از عدم، نیست.

و ازلیّت ارواح و اعیان مر ایشان را صفتى ایجابى است؛ که فایده دوام وجود، او دهد، به دوام حق؛ و اولا افتتاح وجود او از وجود موجد باشد. پس فرق ظاهر گشت.

اما دوام و ابدیت او: بسبب آنکه او باقى است تا موجد او باقى است. و موجد او- تعالى شأنه- باقى است؛ که فنا به سرادق عزّ او راه ندارد. و نیز گفته‏اند که: هرچه ازلى است، ابدى باشد؛ و بعکس. و امّا کلمه فاصله باعتبار آن که: او را مراتب وجود است: از وجود علمى، و وجود عینى؛ چنانکه در مرتبه عین؛ و در مرتبه غیر. و در مرتبه‏اى از مراتب به صفت یگانگى موصوف است؛ و در مرتبه‏اى به سمت کثرت معروف است .. و رسول صلّى اللّه علیه و آله و سلّم باین معنى اشاره فرموده که:

«أنا القاسم بین الجنّة و النّار.»

و اما کلمه جامعه: باعتبار آنکه محیط است بر حقایق علمى و عینى؛ و جامع روح است و جسد؛ و خلیفه حق است.

و خلیفه، جامع آن چیز باشد که در خزاین مستخلف باشد.

فتمّ العالم بوجوده‏.

یعنى‏: چون این کون جامع که «انسان» نام او است در خارج موجود گشت، عالم به وجود او تمام شد؛ چرا که: عالم همچون کالبدى بودى بى‏روح، و روحش انسان شد؛ و کالبد بى‏روح بلا شکّ ناقص باشد. و تأخیر نشئه‏ى عنصرى، این لطیفه را سبب، گویى همین بود؛ تا به نزد تنزّلات در هر طورى از اطوار روحانى و سماوى و عنصرى او را استعداد کمالى از کمالات، و اطلاع بر حالى از حالات، حاصل گردد؛ و آنچه جامع آن بود، مجملا بطریق تفصیل مشاهده کند؛ تا جهت تکمیل غیر، در حرکت دورى معنوى [که آن سیر کردن است گرد دایره وجود او] بر بصیرتى تمام باشد؛ که رسول الثقلین صلّى اللّه علیه و آله و سلّم در حدیث:

«کلمة الحکمة ضالّة کل حکیم»

اشارت به این اجمال و تفصیل فرمود؛ و در سخن مشایخ است- قدست اسرارهم- که «علم الأولیاء تذکّرى لا تفکّرى»؛ تا کسان در گمان نیفتند که در این نشئه او را چیزى حاصل مى‏گردد، که پیش از این او را قطعا نبوده است؛ کلّا: بل، که او در عالم علم و عین جامع همه بوده اجمالا؛ و در این نشئه جامع‏ است تفصیلا.

و اگر به این عبارت گوییم، هم، شاید، که: چون عین خارجى انسان مرکب است از عناصر و ارکان، [که متأخّرند از ارواح و عقول و افلاک‏] واجب است که قبل از وجود عالم [که شامل این مجموع است‏] بوده باشد؛ از بهر آنکه جزء بر کلّ، مقدّم است، طبعا.

فهو من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم، الّذى‏ هو محلّ النّقش و العلامة الّتى بها یختم الملک‏ على خزانته و سمّاه خلیفة، من أجل هذا.

چون از پیش گفتیم که: این کون جامع را «انسان» نام کرد؛ و خلیفه خواند. و شرح دادیم که: او را، چرا انسان، نام کردند؟ این ساعت بیان کنیم که چرا خلیفه خواند او را؟؟

بدان، که: انسان به دو اعتبار دو حال دارد:

یکى آنکه- به اعتبارى او از عالم، بعضى است؛

و به اعتبارى دیگر- او خود برأسه عالمى است؛ پس تشبیه او کردن به چیزى که او را نیز دو حال و دو اعتبار باشد، مناسب بود؛ از آن جهت تشبیه انسان کرد به فصّ خاتم؛ یعنى: چون نگین انگشترى است؛ که نگین به اعتبارى بعضى از انگشترى است؛ که خاتم مرکّب است از فصّ و مادّه خاتم. و به اعتبارى دیگر او را حالتى است، که بعد از فراغ از عمل خاتم، او را، در آن ترکیب کنند؛ تا بدانند که: خاتم به او تمام شده؛ که محلّ نقش است؛ و ملک به آن، خزینه‌‏هاى خود ختم کند.

همچنین انسان را نیز دو حالت است:

یکى آنکه- جزئى از عالم است، که عالم به او تمام مى‏شود؛ و متمّم‏ دایره وجود عینى او است.

و یکى دیگر آنکه- او خود به سرّ خود، عالم است، که محلّ نقش اسماء الهى و حقایق کونى است؛ تا هر چه در عالم علوى و سفلى و ملکوتى و ملکى است، در وى، از وى، نمودارى هست؛ و باین سبب او را «خلیفه خود» نام فرمود. چنانکه در کلام مجید از آن خبر فرمود که: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً. ( 2- 30) »

لأنّه- تعالى- الحافظ خلقه‏ کما یحفظ بالخاتم الخزائن‏ فما دام ختم الملک علیها، لا یجسر احد على فتحها إلّا باذنه، فاستخلفه فى حفظ العالم‏ فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل.

تعلیلى است مر آن قول را [که گفته بود که: انسان را خلیفه خواند] مى‏گوید: از براى آنکه: قاعده چنان است که: هر ملکى از ملوک، که خواهد که خزینه خود را محفوظ گرداند، تا هیچ‏کس در آن تصرّف نکند، مهرى بر آن نهد؛ تا آن مهر در محافظت خزاین خلیفه‏ آن ملک باشد، و دست تصرّف غیر از آن کوتاه گردد. همچنین اللّه- تعالى- که نگاهدارنده خلق خود است، چون خواست که به مظاهر اسماء و صفات، از جهت عظمت و عزّت مستتر گرداند، انسان کامل را مهر خزاین موجودات ساخت؛ تا به خلافت حق خزائن موجودات را محافظت کند و این محافظت از «انسان کامل» به این معنى تواند بود که: چون حق- جلّ جلاله- به جمیع اسماء و صفات به‏ آینه دل انسان کامل تجلّى مى‏‌فرماید، عکسى از انوار تجلّیات الهى از دل انسان کامل به جمله عالم مى‏افتد؛ و این کامل از رحمت رحمانى- که عمومى دارد- و از رحمت رحیمى- که خصوصى دارد- استمداد فیضى مى‌‏کند؛ که آن سبب بقاى عالم و انواع موجودات مى‏‌گردد؛ تا هر یک از موجودات جهت آن کمال که آفریده شده است، به حال خود بماند؛ و رحمت رحمانى و رحیمى، از وى منقطع نگردد.

مادام که این انسان در این عالم باشد، این عالم که خزاین الهى است، محفوظ باشد؛ و هیچ کس نتواند که جسارت نماید؛ و فتح این خزاین کند؛ مگر به دستورى این کامل. چرا که: صاحب اسم اعظم است؛ و ما را بر این مدّعا از حدیث نبوى این دلیل بس است که فرمود- صلعم-: «لا یقوم السّاعة إلى أن لم یبق على وجه الأرض أحد یقول اللّه».


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 111-114

فهو الإنسان الحادث الأزلىّ و النّش‏ء الدّائم الأبدىّ، و الکلمة الفاصلة الجامعة.

پس او انسان حادث است به جسد که نشأت عنصریه او مسبوق به عدم زمانى است، و ازلى است به روح و حقیقت که عین او در علم حق ازلى است و پیدا شده دائم و ابدى است از آنکه باقى به بقاى موجد خود است در دنیا و آخرت. و کلمه فاصله است که تمیز مى‏کند حقایق را و تفصیل مى‌‏نماید آنچه را ذات او محتوى است به ظاهر شدن در علم و عین، به حسب غلبه هر صفتى در صورتى که مناسب اوست. و کلمه جامعه است در میان محیط حقایق الهیّه کونیّه؛ و نیز جامع است از روى باطن و ظاهر در میان اسما و مظاهرش.

فتمّ العالم بوجوده.

پس تمام شد عالم به وجود خارجى این «کون جامع» از آنکه روح عالم است و مدبر او و متصرف در وى و شک نیست که کمال تن تمام نمى‌‏شود مگر به روحى که تربیت او کند و از آفاتش نگاه مى‏‌دارد.

و تأخّر نشأت عنصریّه او در وجود عینى خارجى از آن جهت است که چون او حقیقت متصفه به جمیع کمالات و جامع جمیع حقایق بود واجب شد که همه حقایق پیش از وجود او در خارج ایجاد کرده شود تا در حالت تنزلاتش برین حقایق مرور واقع شود تا متّصف گردد به معانى آن حقایق در هرطورى (در همه طورى- خ) از اطوار روحانیات و سماویات و عنصریّات تا غایتى که ظاهر شود در صورت نوعیّه حسیّه‏اش؛ و معانى نازله را نیز از حضرات اسمائیه چاره نیست از مرور برین وسائط تا غایتى که واصل شود به انسان و تکمیل کند. و این مرور از براى تهیّه استعداد اوست مر کمالاتى را که لایق او باشد، و از براى اشهاد و اطلاع او بر هرچه خلافت او بر آن خواسته شده است. و اگر این مرور نبودى کاملان را عروج میسّر نگشتى، چه خاتمه مشابه سابقه است و بدین مرور و عروج تمام مى‏شود «حرکت دوریّه معنویه».

فهو من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم، الّذى هو محلّ النّقش و العلامة الّتى بها یختم الملک على خزانته، و سمّاه خلیفة من أجل هذا.

پس انسان به نسبت با عالم چون فص است به نسبت با خاتم که این فص محلّ نقش و علامت است و ملک بر خزانه خویش بدو ختم مى‏‌کند.

و بیان مشابهت آنکه فص گاهى جزوى از خاتم مى‏باشد که آن محلّ نقش‏ است، و گاه جوهرى دیگر ترکیب کرده شده در خاتم تا بعد الفراغ جزوى گردد ازو و آخر عمل او بود. و همچنین انسان نیز به اعتبارى از عالم است و به اعتبارى دیگر عالمى على‏حده و او را شانى خاصّه. چه انسان اگرچه نوعى از حیوانات است‏ و آخر آنچه دایره وجود بدو منتهى شود اوست امّا جوهر گرانمایه خزانه وجود و مفتاح ابواب کرم وجود و قبله هر شاهد و مشهود اوست، و محلّ نقش جمیع اسماى الهیّه و حقایق کونیّه است، و خزائن الهى را ختم و حفظ به واسطه‏ اوست، و بدین اعتبار حق سبحانه و تعالى او را خلیفه خواند که: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً. بیت:

لعلى است بى‏نهایت در روشنى به‏غایت‏  آن لعل بى‏بها را کانى و چیز دیگر

آن چشم احوال آمد در گام اول آمد          کو گفت اولى را ثانى و چیز دیگر


لأنّه تعالى الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلّا بإذنه، فاستخلفه فى حفظ العالم فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الانسان الکامل.

تعلیل خلیفه بودن انسان کامل مى‏کند که ملک چون خواهد که در حالت غیبت خویش حفظ خزانه خود کند ختم بر آن خزانه نهد تا هیچ احدى در او تصرّف نتواند کرد و خزانه محفوظ ماند؛ و این مهر محافظت خزانه به خلافت کند نه به اصالت. همچنین حق سبحانه و تعالى در حالت استتار به مظاهر اسماء و صفات خویش از روى غیرت حفظ خلق به انسان مى‏‌کند و پیش از استتار و اختفا و اظهار خلق حافظ خود بود و از براى محافظت انسان عالم را به وجه خلافت تسمیه کرده شد به خلیفه.

و معنى حفظ او عالم را آنست که حق تعالى در آینه دل این کامل تجلّى مى‌‏کند و عکس انوار تجلیّات از آینه دل او بر عالم فایض مى‏‌گردد و به وصول آن فیض باقى مى‏ماند؛ و تا این کامل در عالم باقى است استمداد مى‏‌کند از حق «تجلیّات ذاتیّه» و «رحمت رحمانیّه و رحیمیّه» به واسطه اسما و صفاتى که این موجودات مظاهر و محل استواى اوست.

پس عالم بدین استمداد و فیضان تجلّیات محفوظ مى‏‌ماند مادام که در وى این انسان کامل هست. پس هیچ احدى از حقایق عالم و ارواح بر فتح خزائن الهیّه تجاسر نتواند نمود و تصرف در وى نتواند کرد مگر به اذن این کامل که او صاحب‏«اسم اعظم» و رابطه تربیت عالم است. پس هیچ معنى‌‏اى از معانى از باطن به ظاهر بیرون نیاید مگر به حکم او، و هیچ‏چیز از ظاهر به باطن نه برآید مگر به امر او. اگرچه این کامل در حالت غلبه بشریّت نداند؛ لاجرم او برزخ است در میان بحرین و حاجز بین العالمین و قول او سبحانه که مى‌‏فرماید: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ. بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ‏، اشارت است بدین. آرى، بیت:

جهان را بلندى و پستى توئى‏ ندانم چه‏اى هرچه هستى توئى‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 519

فهو الإنسان الحادث الأزلیّ و النّش‏ء الدّایم الأبدىّ- و الکلمة الفاضلة الجامعة.

شرح امّا ازلیّت او به اعتبار وجود علمیست که ازلا در ذات حق بود، لیک ازلیّت حق را صفتى سلبی است، که نفى اولیّت کند از وجود حق. یعنى وجود او را افتتاح از عدم نیست، و ازلیّت مرا رواح را صفتى ایجابیست که فایده دوام وجود آن دهد به دوام حق. و امّا [کلمه‏] «فاصله» به اعتبار آن که او را مراتب است در مرتبه‌‏اى به صفت یگانگى موصوف، و در مرتبه‏اى به سمت کثرت معروف. و امّا کلمه «جامعه»، به اعتبار آن که محیط است بر جمیع حقایق علمى و عینى. فتمّ العالم بوجوده؛ فهو من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم الّذی هو محلّ- النّقش و العلامة الّتی بها یختم الملک على خزانته. و سمّاه خلیفة من أجل هذا؛ شرح یعنى چون این کون جامع که انسانست در خارج موجود گشت، عالم به وجود او تمام شد. و چون فصّ به اعتبارى بعضى است از خاتم، و به اعتبارى دیگر او را حالتیست که بعد از فراغ از عمل خاتم او را در آن ترکیب کنند، تا بدانند که خاتم بدان تمام شد که محلّ نقش است و ملک بدان ختم خزانه‏هاى خود مى‏کند، همچنان انسان را دو حالتست: یکى آن که جزوى از عالم است، که عالم به او تمام مى‏‌شود، و متمّم دایره وجود عینى اوست؛ دیگر آن که او خود برأسه‏ عالمیست، که محلّ نقوش اسماى الهى و حقایق کونیست، و به این سبب او را خلافت مسلم است.

لأنّه- تعالى- الحافظ به خلقه کما یحفظ الختم الخزائن. فما دام ختم الملک علیها لا یجسر أحد على فتحها إلا بإذنه. فاستخلفه فی حفظ العالم. فلا یزال العالم محفوظا ما دام فیه هذا الإنسان الکامل. 

شرح ضمیر در «الا تراه» عاید است به انسان کامل، و مراد از «التحاق»، التحاق مراتب ظاهر وجود است به باطن، که اصل است. امّا دلیل بر آن که، انسان کامل، ختم خزانه آخرت باشد، آنست که در حدیث آمده است که: «القرآن یرفع إلى السماء»، و رفع قرآن از آنست که: خلق انسان کامل است، و هر جا که او بود، خلق با وى بود؛ چنانچه از عایشه پرسیدند، از خلق رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم-، گفت: «کان خلقه القرآن»؛ و امیر المؤمنین- علیه السّلام- فرمود «و أنت الکتاب المبین الّذی بأحرفه یظهر المظهر»؛ و شیخ درین معنى گفته است:

أنا القرآن و السبع المثانی‏ و روح الرّوح، لا روح الأدانى‏

فؤادی عند مشهودى مقیم‏ یشاهده، و عندکم لسانى.


و دلیل بر ان که ختم دنیا به مفارقت انسان کامل خواهد بود، آن که رسول فرمود که: لا تقوم السّاعة و على وجه الأرض من یقول: اللّه، اللّه.