الفقرة الثانیة والعشرون :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ:
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
(ثم لنعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره)، أی ظهور واجب الوجود لذاته الذی هو الحق تعالى لنا (بصورته) التی هی مجموع صفاته وأسمائه کما ذکرنا لا بذاته العاریة عن جمیع ذلک من حیث الغیب المطلق.
فإن الظهور لا یکون إلا باسمه الظاهر کما أن البطون باسمه الباطن .
وذاته من حیث هی غنیة عن الظهور والبطون لأنهما من الأوصاف والأسماء هی الحضرة البرزخیة الفارقة بین الطالب والمطلوب کما ذکرنا .
ثم إن صورته تعالى المذکورة التی ظهر بها من حیث حضرة الطالب ظهرت له أیضا من حیث حضرة المطلوب.
فکانت هی هذا الإنسان الحادث کما مر، فکان الإنسان الحادث على صورة الحق تعالى من أنه هو المطلوب، والمطلوب على صورة الطالب.
لأنه هو الطالب والذات واحدة ، لکنها الما اقتضت حضورها عندها انقسمت إلى طالب ومطلوب کما بیناه فیما مر.
(أحالنا) الحق (تعالى فی العلم به على النظر فی) هذا الإنسان (الحادث) الکبیر الذی هو مجموع العالم کله .
حیث قال تعالى: "قل انظروا ماذا فی السموات والأرض" 101 سورة یونس.
وقال: " أَوَلَمْ یَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْءٍ یَتَفَیَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)" النحل.
وفی هذا الإنسان الحادث الصغیر الذی هو ابن آدم
قال تعالى: "وفی أنفسکم أفلا تبصرون " 21 سورة الذاریات.
(وذکر) تعالى فی القرآن العظیم (أنه أرانا آیاته)، أی علاماته المظهرة له (فیه)، أی فی هذا الإنسان الکبیر والصغیر حیث قال تعالى :
" سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الْآفَاقِ وَفِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ یَکْفِ بِرَبِّکَ أَنَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ (53)" سورة فصلت. وقد أرانا ذلک بفضله ومنه، وتبین لنا.
وقال تعالى فی غیرنا : " مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا کُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُدًا (51) " سورة الکهف.
(فاستدللنا)، أی أقمنا الدلیل (بنا)، أی بأنفسنا (علیه تعالی)، کما قال سبحانه : "من اهتدى" ، أی وصل إلینا "فإنما یهتدى لنفسه" ، أی یصل إلیها .
"ومن ضل فإنما یضل علیها" 15 سورة الإسراء.أی على نفسه فلا یهتدی إلیها .
وقال النبی علیه السلام : "من عرف نفسه فقد عرف ربه".
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
(ثم لیعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره) أی الحادث (بصورته) أی بصفة الحق (احالنا تعالى فی العلم به) أی بالحق (على النظر) أی على طریق الاستدلال(فی الحادث) من الآفاق والأنفس لامتناع العلم به إلا بالنظر إلیه.
(وذکر أنه أرانا آیاته) وهی آثار أسمائه وصفاته (فیه) أی فی الحادث فکان الاستدلال واجبا علینا بالأمر الإلهی فأطعنا أمره لتحصیل معرفه (فاستدلنا) استدلالا من الأثر إلى المؤثر (بنا) بسبب نظرنا فینا (علیه) أی على الحق فحینئذ لا بد لنا أن نحکم علیه بوصف على ما یقتضیه طریق الاستدلال قوله علیه یتعلق بالاستدلال.
(فما وصفناه) أی فما حکمنا علیه (بوصف) من الأوصاف (إلا کنا نحن) وجدنا فینا ووصفنا أنفسنا.
(ذلک الوصف إلا الوجوب الذاتی الخاص) بالحق فإنه لا یوجد فینا ولا نومف أنفسنا به فإذا استدللنا علیه على هذا الطریق علمناه بنا وما.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی: (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
قلت: هو، رضی الله عنه، قد قصد التوطئة لأن یجعل صفات الخلیفة هی صفات المستخلف لیرد الأمر کله إلى عین واحدة هی وجوده تعالى وکأنه استشهد بقوله تعالی: "سنریهم آیاتنا فی الآفاق وفی أنفسهم حتى یتبین لهم أنه الحق" (فصلت: 53).
ثم ستر ذلک بذکر الوجوب الخاص الذاتی وهذه مصانعة منه، رضی الله عنه، للمحجوبین حتى لا ینفروا من قوله: "نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا"
وزاد ذلک بیانا بقوله: "فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا هو شهد نفسه".
ولا سیما قوله: "ولا بد من فارق".
ثم قال: ولیس إلا افتقارنا إلیه. وبالجملة فهذا کله مبنی على أن الوجود واحد والأعیان متمایزة وتسمیها الأعیان الثابتة.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
یعنی رضی الله عنه :
لمّا قرّر أنّ الخلیفة ظاهر بصورة المستخلف فیما استنابه فیه ، ونسبه إلیه ، وملَّکه إیّاه ، لا جرم أنّه تعالى أحاله فی العلم به على النظر فی الحادث فی کل ما نسب إلیه من صورة على صورة القدیم.
فإذا عرفنا المخلوق على الصورة بنسبه ولوازمه الثبوتیة کمالیّها وغیر کمالیّها استدللنا بکمالاتنا الثبوتیة التی أعطانا الکامل بالذات على ثبوت الکمالات له على الوجه الأکمل .
واستدللنا أیضا بنقائصنا ونسبنا غیر الکمالیة على أنّها منتفیة عن موجدنا وثابتة له نقائض تلک
النقائص من الکمالات ، وفی الحقیقة ما وصفناه بوصف إلَّا کنّا نحن ذلک الوصف .
والتحقیق یقتضی أنّه لیس لنا من الأمر شیء ، بل کل ما لنا فمنه ، کما قال : "وَما بِکُمْ من نِعْمَةٍ فَمِنَ الله " فما وصفناه بنا إلَّا من حیث کوننا به فیه منه له.
یعنی رضی الله عنه : من حیث إنّ نسبة نسبة الشیء نسبة لذلک الشیء ولازم لازمه بالوسط .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
معناه لما ظهر الحادث بصورته أحالنا فی معرفته على النظر فی الحادث
فقال :" سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فی الآفاقِ وفی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّه الْحَقُّ ".
- فبسبب ما أحالنا استدللنا بنا علیه أی طلبنا الدلیل بأنفسنا علیه ، فما وصفناه بوصف إلا وجدنا ذلک الوصف فینا إذ لو لم یکن فینا ولم نتصف به لم یمکنا أن نصفه به .
وهو معنى قوله إلا کنا نحن ذلک الوصف أی لو لم نکن نحن ذلک الوصف لم نصف به إلا الوجوب الذاتی .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
وقوله: (ثم لیعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته) أی، ظهور هذا الحادث، وهو الإنسان الکامل، بصورة الحق.
وضمیر "أنه" للشأن. و"من" بیان "ما".
وقوله: (أحالنا تعالى فی العلم به) أی بالحق.
وقوله: (على النظر فی الحادثات) بقول نبیه، صلى الله علیه وسلم: "من عرف نفسه فقد عرف ربه.".
وقوله: (وذکر أنه أرانا آیاته فیه) أی، فی الحادث بقوله: "سنریهم آیاتنا فی الآفاق وفیأنفسهم".
وقوله: "وفی أنفسکم أفلا تبصرون."
وإنما قدم (إراءة الآیات فی الآفاق) لأنها تفصیل مرتبة الإنسان، وفی الوجود العینی مقدم علیه. وأیضا رؤیة الآیات مفصلا فی العالم الکبیر للمحجوب أهون من رؤیتها فی نفسه وإن کان بالعکس أهون للعارف
وقوله: (فاستدللنا بنا علیه) کالاستدلال من الأثر إلى المؤثر.
(فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف) أی، کنا نحن متصفا بذلک الوصف.
ولما کانت الصفات الحقیقیة عین هذه الأعیان الحادثة، على ما قررنا من أنالذات مع صفة تصیر اسما وعینا ثابتة والعالم من حیث الکثرة لیس إلا مجموع الأعراض، وقوله: (کنا نحن ذلک الوصف) وفی بعض النسخ: (إلا کنا ذلک الوصف).
وقوله: (إلا الوجوب الذاتی الخاص) أی بالحق.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
(ثم) أی: بعد العلم بالارتباط بین الحق والخلق من الجانبین أعنی: افتقار الحادث إلى المحدث، وظهور المحدث بصورته المعنویة فی الحادث؛ (لیعلم أنه لما کان الأمر) أی: أمر الارتباط من جانب الحق (علی ما قلناه من ظهوره) أی: الحق (بصورته المعنویة فی الحادث.
(أحالنا تعالى فی العلم به) أی: بذاته وصفاته (على النظر فی الحادث)، فإنه یدل بذاته من حیث افتقاره إلى الواجب على ذات الواجب، وعلى صفاته التی بها تعلقه بالعالم.
ویدل أیضا بصفاته بحیث إنها مظاهر صفات الحق على صفاته کما دل بوجوده من حیث صورة وجوده الحق على وجوده، وذلک أنه (ذکر) فی کتابه الکریم (أنه أرانا آیاته)أی: دلائل ذاته وصفاته (فیه) أی: فی الحادث حیث قال: "سنریهم آیاتنا فی الآفاق وفی أنفسهم" [فصلت: 53].
(فاستند بنا) أی: بذواتنا وصفاتنا من حیث حدوثنا، وکوننا على صورته (علیه) أی: على کل واحد من ذاته وصفاته، (وما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف) أی: مظاهره (إلا الوجوب الذاتی) فإنا وإن وصفنا الحق به فلسنا مظاهره لکونه الوصف (الخاص بالحق، وإن علمنا اختصاصه به من افتقارنا إلیه مع استحالة التسلسل اللازم على تقدیر عدم کونه واجبا بالذات.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی: (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
فقال رضی الله عنه : ( ثمّ لتعلم أنّه لمّا کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته ) أی ظهور الحادث بصورة الواجب ( أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث ) نظر تدبّر وتفکَّر ( وذکر أنّه أرانا آیاته فیه ) آفاقا وأنفسا ( فاستدللنا بنا علیه ) استدلال شهود وتیقّن ، ( فما وصفناه بوصف إلَّا کنّا نحن ذلک الوصف ) بعینه ، ضرورة أنّ الأوصاف الکلیّة موجودة بوجود الحوادث الجزئیّة - کما سبق بیانه (إلَّا الوجوب الخاص الذاتی) لما عرفت أنّه لیس للممکن فیه حظَّ أصلا .
ثمّ هاهنا دقیقة لا بدّ لمستکشفی رموز الکتاب من الوقوف علیها ، وهی أنّ من امّهات الأوصاف المشترکة بین الواجب والحادث - الظاهر بصورته الذی هو مثله السمع والبصر، لقوله تعالى : "لَیْسَ کَمِثْلِه ِ شَیْءٌ وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ".
فلذلک بعد تحقیق معنى المثلیّة أشار إلى ذینک الوصفین على طریق الاستدلال کما هو مسلک هذا الفصّ
شرح الفصوص الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قوله رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
قوله : "ثم لنعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث و ذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. "
ولما فرغ من بیان کرن الحادث على صورته شرع فی بیان ما یتفرع علیه من إحالة الحق إبانا فی معرفته على النظر فی الحادث.
فقال : (ثم لنعلم أنه) الضمیر للشأن (لما کان الأمر)، أی الشأن (علی ما قلناه من ظهوره) بیان لما أی ظهوره الحادث (بصورته).
أی الحق سبحانه (احالنا) الحق (تعالى فی العلم به)، أی بالحق (على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته) الدالة علیه ذات وصفة (فیه).
أی فی الحادث لیستدل به تعالى کما قال تعالى : "سنیرهم آیاتنا فی الآفاق وفی أنفسهم "آیه 53 سورة فصلت .
(فاستدللنا بنا)، أی بأنفسنا والنظر فیها کما قال تعالى: " وفی أنفسکم أفلا تبصرون " آیة 21 سورة الذاریات. "علیه تعالی"
قوله : "فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی. "
"فما وصفناه" تعالى (بوصف) وما عرفناه به "إلا کنا عن ذلک الوصف"، أی متصفین بذلک الوصف أو عینه بناء على ما سبق من أن کل موجود عبارة عن مجموع أعراض اجتمعت فی عین واحدة.
وفی بعض النسخ إلا کنا نحن ذلک الوصف ومعناه ظاهر (إلا الوجود الذاتی الخاص) لا العام الذی یعم الوجوب الذاتی والوجوب بالغیر فإنه یتصف به الحادث أیضا.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : (ثم لتعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث وذکر أنه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتی.)
قال المصنف رضی الله عنه : [ثم لیعلم أنه لما کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث و ذکر أنه تعالى أرانا آیاته فیه] .
قال الشارح رحمه الله :
( ثم لتعلم) لما ذکر رضی الله عنه الرابطة التی هی من المناسبة الصوریة، و أی مناسبة أعلى و أتم أن یکون على الصورة، فأراد أن یذکر لوازمها .
( إنه لما کان الأمر على ما قلنا من ظهوره بصورته) أما ترى الحق تعالى ما تسمّى باسم، و لا وصف نفسه بوصف إلا و الخلق یتصف بهما بحسب ما تعطیه حقیقة الموصوف .
و إنما تقدّمت فی الحق بالوجود، و تأخّرت فی الخلق لتأخره فیه، فیقال فی الحق: إنه ذات توصف بأنه حی عالم قادر، و یقال فی العالم: إنه حی عالم قادر بلا خلاف من أحد، و العلم و الحیاة و القدرة على حقیقة فی العقل .
( أحالنا الله تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث) آخر علمنا به عن علمنا بالحوادث لنعلم أن علمنا بالحوادث أصل للعلم بالأصل، فافهم .
أما ترى قوله صلى الله علیه و سلم : "من عرف نفسه فقد عرف ربه".
فیه إشارة خفیة إلى ذلک و هو لب المعارف الإلهیة، حیث جعل الأصل فرعا و الفرع أصلا، فافهم و لا یمکننی إظهاره أکثر من هذا .
قال صلى الله علیه و سلم : "أعرفکم بنفسه أعرفکم بربه".
فجعلک دلیلا علیه، و جعل معرفتک بک دلیلا على معرفتک به إمّا بطریق وصفک بما وصف به نفسه، و إمّا بطریق الافتقار الذی أتت علیه فی وجودک، و إمّا بالأمرین لا بد من ذلک، فافهم .
قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الخامس و السبعین و ثلاثمائة:
و قد ذکرت هذه المسألة فی محل آخر، و لکن أذکرها هنا بضرورة داعیة إلیها، و هی أن الأصل التقیید لا الإطلاق فی محل، فإن الوجود مقید بالضرورة .
و لذلک کل ما دخل فی الوجود مثناة، فالإطلاق الصحیح إنما یرجع لمن فی قوته أن یتقید بکل صورة، و لا یطرأ علیه ضرورة من ذلک التقیید، و لیس هذا إلا لمن تحقق بالمداراة .
و الله یقول: "وهُو معکُمْ أین ما کُنْتُمْ " [ الحدید: 4]، و هو أشرف الحالات لمن عرف میزانها، و هو واحد فرد، و أین ذلک الواحد الفرد؟ فافهم، انتهى کلامه رضی الله عنه .
ورد فی الحدیث : "بعثت لمداراة الناس". رواه البیهقی عن جابر رضی الله عنه .
و فیه إشارة إلى ما ذکرناه من المداراة، فلمّا أحالنا فی العلم به تعالى على النظر فی الحادث، فعلمنا أنا مطلوبون له لا لأنفسنا و أعیاننا لأن الدلیل مطلوب للمدلول لا لنفسه، و لهذا لا یجتمع الدلیل و المدلول أبدا، فلا یجتمع الحق و الخلق أبدا فی وجه من الوجوه إذا جاء الحق زهق الباطل، فالعبد عبد لنفسه، و الرب ربّ لنفسه، فالموجود موجود، و المعدوم معدوم .
و ذکر أنه أرانا آیاته فیه: أی فی الحادث، و هو قوله تعالى: "سنریهِمْ آیاتنا فِی الْآفاقِ وفی أنْـفُسِهِمْ حتّى یتبیّن لهُمْ أنّهُ الحق أو لمْ یکْفِ بربِّک أنّهُ على کُل شیْءٍ شهِیدٌ" [ فصلت: 53]،
فأحالنا على الآفاق وهو ما خرج عنا من الحوادث وعلى أنفسنا، وهو ما نحن علیه وبه من حیث الحدوث .
قال تعالى: "وفی أنْـفُسِکُمْ أفلا تُـبْصِرُون" [ الذاریات: 21]، فإذا وقفنا، وعثرنا على الأمرین معا حینئذ عرفناه، فتبین لنا أنه الحق .
قال صاحب ذوق :
فی کلّ شیء له آیة ..... تدلّ على أنه واحد
و العارف یقول فی هذا المقام: ففی کل شیء لذاته تدل على أنه عینه، و لکن دلالة الأمرین: أی الآفاق والأنفس مجموعا أتم و أعلى لحکمة سیظهرها لک إن شاء الله تعالى .
و هی: أنا إذا نظرنا فی نفوسنا ابتداء لم نعلم هی یعطی النظر فیها ما یعطی النظر فی الآفاق علما بالله أم لا یعطیه نفوسنا، فإذا نظرنا فی نفوسنا حصل لنا من العلم به ما یحصل للناظر فی الآفاق، فإذا نظرنا جمیعا ظهرت لنا حقیقة الأمر بلا مراء و شک، فافهم .
و أما الشارع صلى الله علیه و سلم فلما علم أن النفس جامعة لحقائق العلم فإنها مختصّة و منتخبة منه فجمعک علیک حرصا منه على کمال أمته کما شهد الله تعالى .
فقال تعالى: "حریصٌ علیْکُمْ" [ التوبة: 128] حتى تقرب الدلالة فتقول معجلا بالعلم بالله، فتستعد لمعرفته بک .
فقال صلى الله علیه و سلم : "من عرف نفسه فقد عرف ربه وأعرفکم بنفسه أعرفکم بربه".
فإنه علیه السلام أحالک على نفسک لما علم أنک ستکون من المتبعین المحبین المحبوبین فیکون الحق قوّاک، فتعلمه به لا بک .
وهذا السوق من ذوق قوله صلى الله علیه وسلم : "لا ألفین أحدکم متکئا على أریکته یأتیه الخبر عنی، فیقول: اتل علیّ به قرآنا إنه والله بمثل القرآن وأکثر" .
ذکره رضی الله عنه فی باب تاسع عشر و خمسمائة من الفتوحات :
و قال رضی الله عنه: أو أکثر فی رفع المنزلة، و فی روایة: "أیحسب أحدکم متکئا على أریکته أن الله تعالى لم یحرم شیئا إلا ما فی هذا القرآن إلا و أنی و الله قد أمرت و وعظت و نهیت عن أشیاء إنها کمثل القرآن أو أکثر" الحدیث رواه أبو داود، و البیهقی عن العرباض بن ساریة رضی الله عنه .
و أما الحق تعالى فذکر الآفاق حذرا علیک ما ذکرناه أنه قد بقی فی الآفاق ما یعطی من العلم باللّه ما لا تعطیه نفسک، فأحالک على الآفاق .
فإذا عرفت عین الدلالة منه على الله تعالى ثم نظرت فی نفسک من العلم بالله فلم یبق لک شبهة تدخل علیک فتطابق الأصلین، و تقرأ الکتابین فلا یخرج شیء من البین، فافهم .
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [ فاستدللنا بنا علیه فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الذاتی الخاص،]
قال الشارح رحمه الله :
و لیس إلا افتقارنا إلیه فی الوجود و توقف وجودنا علیه لإمکاننا و غناه عن مثل ما افتقرنا إلیه .
فاستدللنا بنا علیه، قال الله تعالى: "وفی أنْـفُسِکُمْ أ فلا تُـبْصِرُون" [ الذاریات : . [21
و قال صلى الله علیه و سلم : "من عرف نفسه فقد عرف ربه".
فاستدللنا بأنفسنا علیه فإنه ما ظهر إلا بنا، و ما بطن إلا بنا، و ما صحّت الأولیة إلا بنا، و ما ثبتت الآخریة إلا بنا، فإنا کل شیء وهو بنا علیم.
ذکره رضی الله عنه فی الخزائن من "الفتوحات".
إن من أعجب العجاب أن بالإنسان استتر الأمر فلم یشهدوا وبالإنسان ظهر حتى عرف فجمع الإنسان بین حجاب وظهور، فهو المظهر الساتر المعروف المتنکّر.
قال الشیخ عبد الله الأنصاری قدّس سره فی بعض مناجاته: إلهی ما فعلت فی أولیائک کل من طلبهم وجدک، و من لم یرکما عرفهم صیرتنی مرآة من یبغیک، من یرانی یراک و أرباب الحجاب .
قلت فیهم: "وتراهُمْ ینْظرُون إلیْک وهُمْ لا یـبْصِرُون" [ الأعراف: 198] انتهى کلامه قدّس سره.
قال رضی الله عنه: إن أصل وجود العلم بالله العلم بالنفس، فالعلم بالله حکم العلم بالنفس الذی هو أصله، و العلم بالنفس بحر لا ساحل له عند العلماء بالنفس، فلا یتناهى العلم بالله .
أما ترى قوله صلى الله علیه و سلم : "من عرف نفسه فقد عرف ربه" .
إمّا أحال المحال على المحال، و إمّا حقق أنه من عرف الأصل فقد عرف الفرع و هما محتملان من محتملات معانی کلمة جوامع الکلم، فافهم هذا الذی أحلناه یعطیک استعداد الکشف الإلهی .
قال رضی الله عنه: ذهب بعض أصحاب الأفکار إلى أن العلم بالله أصل فی العلم بالنفس و لا یصح ذلک أبدا فی علم الحق خاصة و هو مقدم، و أصل بالمرتبة لا بالوجود فإنه بالوجود عین علمه بنفسه عین بالعالم إلا بأمر زائد، و إن کان بالرتبة أصل فما هو بالوجود .
کما یقول صاحب النظر العقلی فی تقدم العلة على المعلول: إذا تساویا فی الوجود کحرکة الید و حرکة المفتاح، فمعلوم أن رتبة العلة مقدّم على رتبة المعلول عقلا لا وجودا.
و کذلک المتضایفان من حیث ما هما متضایفان و هو أتم فیما یزید فإن کل واحد منهما علة و معلول لمن قامت به الإضافة، فکل واحد علة لمن هو له معلول، و معلول لمن هو له علة، و من حیث أعیانهما لا علة و لا معلول، فافهم .
( فما وصفناه بوصف) و إنما قال رضی الله عنه: بوصف، و ما قال: بصفة للنکتة التی قد ذکرناها سابقا و هی: إن الصفة یعقل منها أمر زائد و عین زائدة، و الوصف لیس کذلک بل هو نسبة خاصة لا عین لها هکذا ذکره رضی الله عنه فی »الفتوحات« .
( إلا کنا نحن ذلک الوصف) لأن ذواتنا أوصاف قائمة على عین واحدة .
قال تعالى إشارة إلى ذلک المقام: "هُمْ درجاتٌ عِنْد اللّهِ" [ آل عمران: 163]
و لم یقل: لهم درجات، فجعلهم أعیان الدرجات لأنهم کلمات الکمالات الذاتیة و اعیانها .
قال رضی الله عنه: إنی رأیت الشیخ أبا أحمد قدّس سره بمرسیه، و سأله إنسان عن اسم الله الأعظم، فرماه بحصاة یشیر إلیه أنک اسم الله الأعظم.
فإذا رأیت المدّعی یثنی على الله بأسمائه التنزیهیة و التشبیهیة و لا شاهدها و لا حسّ آثار الحق فیه، و من عمی عن نفسه التی هی أقرب إلیه، فهو عن غیره أعمى و أضل سبیلا فافهم.
ذکره رضی الله عنه فی الباب الثامن و الثلاثین و مائتین من "الفتوحات" .
( إلا الوجوب الخاص الذاتی) لا العام الشامل للوجوب بالصبر، فإنه یتصف الحادث و الصفات فإنه ما وصفنا به و ما کنا بذلک لأنه ذاتی و للکون و الجعل لیس فیه محال.
فافهم هذا المبهم حتى تفرق بین الیهم و المبهم، أظهر و أخفى، عرا و کسا، حسبنا الله و کفى کما هو عادة الأمناء الأدباء یفهمه من یفهمه، و یجهله من یجهله .
لأننا من حیث عیاننا ما نظهر بهذا الوصف، فإنه وصف خاص ذاتی للقدیم الذی له الغناء الذاتی و الممکن فی کل حال عدمه و وجوده.
مفتقر محتاج احتیاج الفرع إلى الأصل، أصل الوجود مرة و افتقار استمراره أخرى، فلا یزال فقیرا محتاجا فی حال عدمه و وجوده، بل الإمکان حکم وهمی لا معقول لا فی الإلهیات، و لا فی المسمّى ممکنا فإنه لا یعقل هذا المسمى أبدا ألا من حجاب حالة اختیار لا یعقل إلا و لا ترجیح .
و هذا غیر واقع عقلا لکن یقع وهما و الوهم حکم عدمی فما ثم إلا واجب بذاته و واجب به، فمشیئة الأشیاء واحدة و إذا زال الإمکان زال الاختیار، و ما بقى سوى عین واحدة و ما عندها إلا أمر واحد فی الأشیاء کلمح البصر.
ذکر هذه المسألة فی الباب الثامن و الستین و ثلاثمائة من "الفتوحات" فافهم .
فإنی أردفت لک أصلا بعد أصل، أرداف رمز بعد رمز، و إشارة بعد إشارة و سوقنا فی سوق البیان و على أرض العبارة ممهدة "لا ترى فیها عوجا و لا أمتا" حرجا "فارجع البصر هل ترى من تفاوت، ثم ارجع البصر کرتین هل ترى من فطور" فافهم .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 43
ثم لیعلم أنّه لمّا کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فی العلم به على النظر فی الحادث و ذکر أنّه أرانا آیاته فیه
دیگر دانسته شود که چون امر این طور است که ممکن به صورت واجب ظهور کرده است (بخصوص که انسان کامل صورت حق است) ما را در دانستن ذاتش حواله داد به نظر کردن در حادث. (چنانکه پیامبرش فرمود: «من عرف نفسه فقد عرف ربه») و خود فرمود که آیاتش را به ما در حادث ارائه داده است.
سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ (فصلت: 53) و در جاى دیگر فرمود وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ (ذاریات: 21)
انسان براى خود روشنتر و به خود نزدیکتر از دیگر أشیاء است. بنا بر این باید انفس را بر آفاق مقدم داشت. ولى چون آفاق تفصیل مرتبه انسان است و در وجود عینى مقدم بر اوست، از جهت دیگر رؤیت آیات آفاقى به طور تفصیل در عالم کبیر براى شخص محجوب آسانتر است از رؤیت آن آیات در نفس خود- اگر چه براى غیر محجوب که عارف است عکس این اهون و اسهل است- لذا آیات آفاقى را بر انفسى مقدم داشت. و چون اکثر محجوبند، کتاب وجود خویش را نمىخوانند و بیرون از خود را مطالعه مىکنند. این نکته را قیصرى در شرح آورده است. «شرح فصوص قیصرى، ص 84.»
فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلّا کنا نحن ذلک الوصف.
پس ما به خودمان بر او استدلال کردیم. (یعنى خودمان را دلیل شناسایى او قرار دادیم. که از اثر به مؤثر راه یافتیم.) پس حق تعالى را به هیچ وصفى نستودیم مگر اینکه خودمان همان وصفیم.
ملا جلال دوانى گوید:
تکلیف بر معرفت خداى متوقف و مبتنى به حسب وسع و طاقت مکلف است که لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و همانا مردم مکلفند که او را به صفاتى که در خود مىیابند و آن صفات را در خود مشاهده مىکنند بشناسند که نقایص صفات را که از انتساب صفات به مکلفین ناشى شده از واجب الوجود نفى کنند یعنى سمیع در موطن مکلف محدود است. نقص را که از تعین امکانى و حد محدود مرتبه وجودى پیدا شده است که از آن حدود تعبیر به نقایص مىشود رفع کرده و اصل صفت مطلق به ذات غیر متناهى واجب الوجود اسناد داده مىشود که کلمه سمع و کذلک کلمه بصر و کلمه وجه و کلمه بهاء و کلمه ید، اى جود، و چون انسان واجب به غیر خود است عالم است، قادر است، مرید وحى و متکلم و سمیع و بصیر است تکلیف شد که این صفات را چون واجب به غیر است و اینها را دارد در حق آن غیر، که واجب تعالى است معتقد باشد به اینکه نقایصى را که ناشى از انتساب آن صفات به انسان است از مبدأ واجب سلب کند. به اینکه بداند و معتقد باشد که او واجب لذاته است نه بغیره، عالم به جمیع معلومات است، قادر بر جمیع ممکنات است، و همچنین در دیگر صفات و تکلیف نشد به اعتقاد داشتن صفتى براى خداى متعال که مثال آن صفت را و مناسب آن صفت را به یک وجهى در خود نداشته باشد و اگر با نداشتن آن صفت تکلیف شود به تعقل آن صفت در حق بارى ممکن نیست و این توجیه یکى از معانى قول رسول اللّه است که «من عرف نفسه فقد عرف ربّه».
غرض دوانى این است که آن چه را نفس دارد راهنماى ربش مىباشد.
إلّا الوجوب الذاتی الخاص.
جز وجوب ذاتى خاص به حقّ که از اسماء مستأثره آن مقام است.
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 113
ثمّ لتعلم أنّه لمّا کان الامر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا- تعالى- فى العلم به على النّظر فى الحادث و ذکر انّه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف الّا کنّا نحن ذلک الوصف. إلّا الوجوب الذاتىّ الخاصّ.
ضمیر [در «انه»] از براى شأن و قصّه است. و «من» [در «من ظهوره»] از براى بیان. و «ما» [در «ما قلناه»] و ضمیر [در «به»] راجع است به حق. و ضمیر [در «فیه»] راجع است به «حادث».
یعنى: چون شأن و قصّه این است که: حادث- که آن انسان کامل است- به صورت حق- عزّ اسمه- و صفات وى- تعالى ذاته- ظاهر شد؛ حق- تعالى- ما را حوالت فرمود در شناختن او- عزّ شأنه- به آنکه: نظر کنیم در محدثات؛ و از مخلوقات محدثه عارف گردیم به حقّ قدیم. چنانکه فرمود که: «سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»( س 41- 53).
و جاى دیگر فرمود که: «وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ لِلْمُوقِنِینَ وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ».( س 51- 21).
پس بدانستیم که: نظر کردن به «اثر» مؤدّى مىگردد به معرفت «مؤثّر» یکى از طرق معرفت حق این است که: استدلال کنند از «خلق» به «خالق»، و از «محدث» به «قدیم» و از «مربوب» به «ربّ»، و از «عبد» به «اله».
ففی کلّ شیء له آیة تدلّ على انّه واحد
پس چون ما موصوف به صفات حق گشتیم؛ و مظهر او شدیم. و صفات حق اعیان ما باشد. پس ما وصف حق- تعالى- نکرده باشیم به صفتى؛ الّا آنکه ما خود عین آن صفت بوده باشیم. اللّهمّ، صفت وجوب ذاتى خاص است که ما را نیست؛ بلکه آن حق- تعالى- را است؛ وحده لا شریک له.
مولانا جلال الحق رومى- سلام اللّه علیه- در این معنى که ما خود عین صفت حقایم، غزلى گفته؛ که مطلعش همانا این است:
هر که ز ماه پرسدت، بام برآ که همچنین هر که ز حور پرسدت، رخ بنما که همچنین
در بعضى نسخهها چنین یافتیم که: الا لنا ذلک الوصف؛ و معنى آن چنین باشد که: هر وصفى که حق- تعالى- به آن موصوف است، و ما او را بدان وصف یاد کردیم، همان وصف ما را نیز حاصل است؛ الّا وجوب ذاتى. که خاصّ حق را است- تعالى شأنه-.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 138
ثمّ لیعلم أنّه لمّا کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى فى العلم به على النّظر فى الحادث و ذکر أنّه تعالى أرانا آیاته فیه.
بعد ازین بباید دانست که چون امر بر آن نهج بود که بیان فرمودیم که ظهور حادث اعنى انسان کامل به صورت واجب است. حق تعالى ما را در معرفت خود حواله بر نظر در حادث فرمود و بدین قول نبیه تنبیه نمود که
«من عرف نفسه فقد عرف ربّه»
آرى! نظم.
منم با جمال و تو مرآت من پذیرنده پرتو ذات من
مصقّل کن آئینه از زنگ غیر زمانى به خویش آ مکش ننگ غیر
ز خود بگذر و چهره یار بین صدف بشکن و درّ شهوار بین
برون آور آئینه را از غلاف ببین اندرو روى شه بىخلاف
نخستین ز آئینه بزداى زنگ پس آنگه درو چهره بین بىدرنگ
چو آئینه زینسان بگیرى به کف شوى آگه از نکته من عرف
ز آئینه خود بینى اینجا رواست که اینجا خودى اندر و جمله لاست
چو آئینه از هستى خود برست کنون هستیش هستى دلبرست
تو بىتو شو آنگاه خود را شناس که این است مر معرفت را اساس
اگر زین اساست بباید نشان برو نکته من عرف را بخوان
و ذکر کرد که حق سبحانه و تعالى بنمود آیات را درین حادث چنانکه گفت: سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ بیت:
در آفاق و انفس چو آیات اوست چه جا باشد آن کاندرو نیست دوست
و نیز مىفرماید: وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ و ارائت آیات را در آفاق براى آن تقدیم کرد که آفاق تفصیل مرتبه انسان است و در وجود عینى مقدم است، و دیدن آیات به طریق تفصیل در عالم کبیر محجوب را آسانتر است از رؤیت آیات در نفس خویش اگرچه حال عارف برعکس این است.
فاستدللنا بنا علیه فما وصفناه بوصف إلّا کنّا نحن ذلک الوصف إلّا الوجوب الذاتى الخاصّ.
پس دلیل ما بر واجب هم ما باشیم. پس او را به هرچه وصف کنیم آن وصف ما باشد مگر وجوب ذاتى که آن اختصاص به حق دارد.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 523
ثمّ لتعلم أنّه لمّا کان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، احالنا- تعالى- فی العلم به على النّظر فی الحادث و ذکر أنّه أرانا آیاته فیه فاستدللنا بنا علیه. فما وصفناه بوصف إلّا کنّا نحن ذلک الوصف إلا الوجوب الخاصّ الذّاتىّ.
شرح این همه روشن است. و ضمیر در «فیه» راجع است به حادث.