الفقرة الثالثة والعشرون :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا. فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فما وصفناه تعالی بوصف) من الأوصاف مطلقا (إلا کنا نحن ذلک الوصف) الذی وصفنا الله تعالى به.
لأننا على صورته، فوصفنا له وصفنا لنا. والصورة واحدة غیر أنها إذا نسبت إلیه تعالی کانت قدیمة.
وإذا نسبت إلینا کانت حادثة. لأنها فی نفسها هی تلک الأمور الکلیة التی تقدم الکلام علیها.
وأنها واحدة لم تنفصل فی ذاتها ولم تتعدد، ولکن لها حکم وارد علیها من جهة الأعیان الموجودة فی الخارج فتتفصل وتتعدد باعتبار ذلک على حسب ما سبق بیانه (إلا الوجوب).
أی وجوب وجوده تعالى (الذاتی الخاص) به تعالى فلا حظ لنا فیه کما مر.
(فلما علمناه) تعالى (بنا)، أی بعلمنا بأنفسنا (ومنا)، أی علمنا به تعالی ناشئة منا (نسبنا إلیه) تعالى (کل ما نسبناه إلینا) من الأوصاف والأفعال والقوى الباطنة والظاهرة والأعضاء والجوارح.
ولکن على حد ما یلیق بحقیقته القدیمة وذاته العظیمة، لا على حد ما هو ظاهر لنا من ذلک حسین وعقلا .
(وبذلک)، أی جمیع ما هو منسوب إلینا من الوجود والحیاة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والکلام والحلم والغضب والرضى والرحمة والنقمة والرأفة واللطف والمکر والاستهزاء والسخریة والضحک والفرح والید والعین والأصابع والقدم والوجه.
وقد استقصینا ما أمکننا استقصائه من ذلک من کتاب الله وأحادیث رسوله صلى الله علیه وسلم فی کتاب سمیناه «قلائد المرجان فی عقائد الإیمان».
(وردت الأخبار الإلهیة على ألسنة) جمع لسان (التراجم)، وهم الأنبیاء والمرسلون صلوات الله تعالی علی نبینا وعلیهم أجمعین.
(إلینا) من الله تعالى وذلک فی الکتاب والسنة کما شرحناه فی کتابنا المذکور .
(فوصف) الحق سبحانه وتعالى (نفسه لنا بنا)، فکنا نحن أوصافه وأسماؤه عندنا على حسب علمنا بنا لا حسب علمه بنفسه.
والوصف کلام الواصف، والفهم على قدر ما یناسب حال الموصوف له ونحن إنما تکونا وځلقنا بکلام الله تعالى کما یشیر إلیه الحدیث القدسی.
قال تعالى : "عطائی کلام و عذابی کلام إنما أمری شیء إذا أردت أن أقول له : کن فیکون".
(فإذا شهدناه تعالى) إنما (شهدنا نفوسنا)، لأننا وصفه تعالی عندنا (وإذا شهدنا) هو جل وعلا فإنما (شهد نفسه) لأنه شهد وصفه الذی وصف به نفسه لنا، فشهودنا له على قدرنا.وشهوده له تعالى على قدره .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
(فلما عملناه) بنا بسبب علمنا أنفسنا (نسبنا إلیه) أی وصفناه لکل (ما نسبناه إلینا) من الأوصاف کالعلم والحیاة والقدرة وغیرها لا النقائص إلا ما ینسبه الحق إلى نفسه .
(وبذلک) أی و بوصفنا الحق بکل ما نسبناه إلینا (وردت الإخبارات الإلهیة) من الآیات والأحادیث النبویة (على ألسنة التراجم) وهی سنة الأنبیاء علیهم السلام فوصف الحق نفسه أی ذاته بکل ما نسبناه إلینا فی الإخبارات الإلهیة (لنا) لأجل استدلالنا علیه .
فیکون قوله: (بنا) متعلقة بالاستدلال لقوله: (فاستدللنا) بنا علیه أو لأجل هدایتنا إلى طریق العلم والشهود.
فیکون قوله : بنا متعلقة بوصف فإنا خلقنا على صفة الله تعالى فکنا عبارة عنها فی التحقیق .
فکان وصفه نفسه بصفة عین وصفه نفسه بنا أو معناه وصف بنفسه بنا أو بصفاتنا فإذا وصلنا بهذا الاستدلال إلى الحق شهدناه (فإذا شهدناه شهدنا فیه نفوسنا) لوجودنا فیه لکونه متصفا بنا وهو رؤیة الحد فی المحدود .
أو شهدنا نفوسنا فی التحقیق لأشهدناه لأنه من حیث اتصافه بنا عین ذواتنا لا غیرنا.
وهو رؤیة الحد متحدا بالمحدود .
یعنی الشاهد والمشهود واحد فی هذه المشاهدة وهو الاستدلال من الأثر إلى المؤثر ومشاهدة الأثر نفسه فی المؤثر او لتستره عنا بنا فلا یقع نظرنا إلا علینا .
لا علیه (وإذا شهدنا الحق) بمشاهدتنا إیاه (شهد فینا نفسه) .
لذلک قال : إنی أشد شوقا إلیه لأن هذه المشاهدة له لا نحصل بدون مشاهدتنا إیاه لأنه فینا مظهره .
وهو رؤیة المحدود فی الحد أو شهد نفسه کما مر أو رؤیة المحدود متحدة بالحد یعنی لا اثنینیة من هذا الوجه أیضا .
فانظر إلى المرآة کیف نجد فإنک إذا نظرت إلیها وشهدت فیها صورتک فقد شهدت عینک فهو قوله.
وإذا شهدنا شهد نفسه وإذا شهدت صورتک ونظرت إلیک فقد شهدت نفسک فهی عینک، وأنت عینها، فهو قوله : وإذا شهدناه شهدنا نفوسنا.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی: (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
وکأنه استشهد بقوله تعالی: "سنریهم آیاتنا فی الآفاق وفی أنفسهم حتى یتبین لهم أنه الحق" (فصلت: 53).
ثم ستر ذلک بذکر الوجوب الخاص الذاتی وهذه مصانعة منه، رضی الله عنه، للمحجوبین حتى لا ینفروا من قوله: "نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا"
وزاد ذلک بیانا بقوله: "فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا هو شهد نفسه".
ولا سیما قوله: "ولا بد من فارق".
ثم قال: ولیس إلا افتقارنا إلیه. وبالجملة فهذا کله مبنی على أن الوجود واحد والأعیان متمایزة وتسمیها الأعیان الثابتة.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
قال رضی الله عنه : " ، فلمّا علمناه بنا ومنّا ، نسبنا إلیه کلّ ما نسبناه إلینا " .
یعنی رضی الله عنه : من حیث إنّ نسبة نسبة الشیء نسبة لذلک الشیء ولازم لازمه بالوسط .
قال رضی الله عنه : "وبذلک وردت الأخبار الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا ، فوصف نفسه لنا بنا ، فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا ، وإذا شهدنا شهد نفسه".
قال العبد أیّده الله تعالى به : اعلم :
أنّ الله علم نفسه ذات نسب مستهلکة الأعیان فی أحدیة ذاته وهویّته المطلقة ، وأراد أو أحبّ أن یظهرها فی الوجود العینی ، أو یظهر هویّتها فیها بحسبها ، وکانت متمایزة الأعیان فی التعین بالعلم الذاتی کعلم الواحد العالم بأنّه ذو نسب ونسب نسب .
فلمّا تعلَّقت المشیّة بإظهار هذه النسب فی الوجود ، تجلَّى الله الجواد الرحمن المحسن الوهّاب بإفاضة الوجود من ینبوع الجود ، فأوجدها فی أعیانها لها فی عرصة الشهود.
وبعد تحقّق هذه النسب الحقیقة ، إنّ الحقائق النسبیة فما لها أن تدلّ على الحق المطلق ، أو نشهده إلَّا من خصوصها وبها ، قد ظهر الوجود فیها بحسبها .
فلولا أنّ فی الوجود صلاحیة الظهور فی کل حقیقة أو نسبة منها بحسبها وعلى صورتها ، لما ظهر بذلک کذلک ، ویضاف إذ ذاک إلى الوجود الحق الظاهر فی کل حقیقة منها على صورتها ما یضاف إلى تلک الصورة ، فافهم . إذا فهمت ، فهمت .
فاعلم أنّا نحن صور تلک النسب الذاتیة والشؤون الغیبیة ، اقتضانا بالذات من کونه إلها موصوفا بالموجدیة ، منعوتا بالربوبیة ، فلمّا وصف نفسه لنا بنا أعنی بالنسب والأسماء والصفات التی نحن صورها وأحالنا فی المعرفة والعلم به علینا بقوله الحق ، على لسان رسول الصدق :"من عرف نفسه فقد عرف ربّه ".
فعلمنا به أنفسنا ، وعلمنا من علمنا بنا علمنا به ، فما علمناه إلَّا بنا وما علمنا ما علمنا إلَّا به ، فما علمنا إلَّا إیّاه به منه فیه .
وما علمنا أنفسنا إلَّا فیه عینه ، فنحن فیه هو عینه ، وهو فینا نحن أعیاننا ، لأنّا فیه شؤونه الذاتیة ونسب نسب الإنّیّة الغیبیة ، وهی الهویة العینیة ، فإذا شهدنا فیه شهد نفسه .
وإذا شهدناه فیه أو فینا شهدنا أنفسنا ، فما نحن إلَّا وجودات تعیّنیة وتجلَّیات وجودیّة ، نفسیة ، ظاهرة بخصوصیات أعیاننا وماهیاتنا التی هی شؤونه الذاتیة ونسبه أو نسب نسبه الغیبیة الوحدانیة ، فافهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
فقال :" سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فی الآفاقِ وفی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّه الْحَقُّ ".
- فبسبب ما أحالنا استدللنا بنا علیه أی طلبنا الدلیل بأنفسنا علیه ، فما وصفناه بوصف إلا وجدنا ذلک الوصف فینا إذ لو لم یکن فینا ولم نتصف به لم یمکنا أن نصفه به .
وهو معنى قوله إلا کنا نحن ذلک الوصف أی لو لم نکن نحن ذلک الوصف لم نصف به إلا الوجوب الذاتی .
فلما علمناه ومنا نسبناه إلیه کل ما نسبناه إلینا کالحیاة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والکلام وغیر ذلک ، والتراجم هم الأنبیاء علیهم السلام .
فإنهم أخبروا بهذا المعنى فی قوله تعالى :"وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ الله ".
" وما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ ولکِنَّ الله رَمى ".
" من یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله ".
" إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَکَ إِنَّما یُبایِعُونَ الله ".
- وفی الحدیث « من عرف نفسه فقد عرف ربه » وأمثالها .
وهذا معنى قوله فوصف نفسه بنا فإذا شهدناه بوصف شهدنا نفوسنا بذلک الوصف ، إذ لو لم یکن ذلک الوصف فینا ما شهدناه به .
وإذا شهدنا بوصف شهد نفسه بذلک الوصف.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
وقوله: (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا) من الکمالات،لا النقائص، إلا ما نسبه الحق إلى نفسه منها.
وقوله: (وبذلک وردت الأخبار الإلهیة) مثل: "إن الله خلق آدم على صورته." و "لنعلم من یتبع الرسول ممن ینقلب على عقبیه". و "مرضت فلم تعدنی".
وغیر ذلک من "القرض" و "الاستهزاء" و "السخریة" و "الضحک"،
کقوله: "واقرضوا الله قرضا حسنا". و "الله یستهزء بهم ویمدهم فی طغیانهم یعمهون". و"سخر الله منهم". و "ضحک الله مما فعلتها البارحة".
وقوله: (على ألسنة التراجم) من الأنبیاء والأولیاء.
وقوله: (إلینا فوصف) أی الحق.
وقوله: (نفسه لنا بنا) أی بصفاتنا، لماکانت عائدة إلى عیننا الثابتة من وجه، کما مر، قال: (بنا).
وقوله: (فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا) لأن ذواتنا عین ذاته لا مغایرة بینهما إلا بالتعین والإطلاق.
أو شهدنا نفوسنا فیه لأنه مرآة ذواتنا.
وقوله: (و إذا شهدنا) أی الحق.
وقوله: (شهد نفسه) أی، ذاته التی تعینت وظهرت فی صورتنا. أو شهد نفسه فینا لکوننا مرآة لذاته وصفاته.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
(فلما علمناه بنا) أی: بما ظهر فینا من صفاته القابلة للظهور فینا (ومنا) أی: وعلمنا بعض أوصافه کوجوبه الذاتی من افتقارنا للزوم التسلسل على تقدیر عدمه (نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا) إما بطریق الحقیقة.
وذلک فیما یلیق به مما لا ینافی الوجوب الذاتی کالحیاة، والعلم، والإرادة، والقدرة والسمع والبصر، والکلام أو بطریق المجاز، إما بإرادة الغایة کالرضا والغضب، أو بوجه آخر کالجوع والعطش والمرض، وغیر ذلک مما وردت به الأخبار النبویة، کما قال: (وبذلک وردت الأخبار الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا)، وهم الأنبیاء علیهم السلام، مثل: " مرضت فلم تعدنی، و جعت فلم تطعمنی، وعطشت فلم تسقنی"، "الله یستهزئ بهم" [البقرة: 15] "سخر الله منهم" [التوبة: 79]، و"ضحک الله مما فعلنا البارحة"، "وأقروا الله قرضا حسنا" [الحدید: 18].
ولا حاجة إلى تأویلات من لا وقوف له على هذا المشرب مع بعدها.
وفی قوله: (إلینا) أی: الواصلة إلینا بإیصال الرسل إشارة إلى جواز إفشائها، وإن کانت شنیعة بحسب الظاهر، لکن یقال للعامة: إنها من المتشابهات التی یجب الإیمان بها، وتفویض تأویلها إلى الله تعالى، وإذا کانت الأخبار الإلهیة واردة بذلک على السنة التراجم.
(فوصف) أی: بین الحق (نفسه لنا بنا) أی: بظهوره فینا بصور أسمائه، أو آثارها، أو ما یتعلق بها إذ لولا ذلک لم یکن للحادث أن یعرف القدیم مع بعد ما بینهما من المناسبة، ولما ظهر فینا صرنا مرآته، ولما لم یکن لنا من الوجود سوى صورته الظاهرة فی أعیاننا، ولا ثبوت لها إلا فی علمه.
فهو مرآتنا (فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا) بما فیها من جمعیة أسراره؛ لأنه مرآتنا، (وإذا شهدنا) الحق (شهد نفسه) أی: صور أسمائه أو أثارها، أو ما یتعلق بها فینا؛ لأنا مرآته بعد ما کان یشهد نفسه فی نفسه.
ثم أشار إلى أن الظاهر فی الکل، وإن کان واحد فلا یلزم وحدة تلک الصور الظاهرة لذلک الواحد ولا اتفاقها.
بل یجوز تکثرها واختلافها بحسب تکثر المرایا واختلافها، وقدم لذلک التمثیل بالأمور المعقولة مع الموجودات العینیة؛ لیتوسل بذلک إلى بیان افتراق صور ظهور الحق فی أنفسها، وفیما بینها وبین الحق.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی: (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا. فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
بقوله رضی الله عنه : ( فلمّا علمناه بنا ) أی بوجودنا وحقائقنا ( ومنّا ) أی من أوصافنا ولواحق حقائقنا ( نسبنا إلیه کلّ ما نسبناه إلینا ) ، ضرورة أنّ ذلک لو لم یکن مشترکا ما علم به .
ثمّ إنّ الواقفین فی مواقف العقائد التقلیدیّة ، والعاکفین لدى الرسوم الوضعیّة والأصول الاصطلاحیّة إذ لم یتفطَّنوا لذلک الاستدلال ، قاصرین عن الوصول إلى طریقه الموصل إلى الحقّ ، جاهلین به وبحقیّته ، حائرین فی ذلک ، أرشدهم إلیه بأنّ هذا الاستدلال لیس ممّا اختلقه أهل الذوق ، إذ به نطق الزبر المنزلة السماویّة على قلوب القوابل لنا .
( وبذلک وردت الإخبارات الإلهیّة على ألسنة التراجم إلینا ) فإنّ تلک الألسنة هی صور وجوه العبید المحدثین ( فوصف نفسه لنا بنا ) حیث تبیّن أنّا نحن عین أوصافه من العلم والحیاة وما یتبعهما .
وقد ظهر من ذلک العین ما ورد فی التنزیل : " سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فی الآفاقِ وَفی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّه ُ الْحَقُّ ". " وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ الله ". و " من عرف نفسه فقد عرف ربه " .
( فإذا شهدناه ) فی مواقف قرب النوافل ( شهدنا ) فی مشاهد سمعنا وبصرنا بما ورد : « کنت سمعه الذی یسمع به ، وبصره الذی یبصر به » ( نفوسنا وإذا شهدنا ) فی مواقف قرب الفرائض ( شهد نفسه ) فی مشهد سمعه ، کما ورد : " سمع الله لمن حمده " .
وإذ قد انساق کلامه فی الجهة الارتباطیّة بین الواجب والممکن إلى موطن الاتحاد المفصح عن صرف التشبیه ، لا بدّ أن یستردفه بما ینبئ عن التنزیه ، جمعا بینهما وأداء به عن التوحید الذاتی حقّه ، على ما جرت علیه الکلمة الکمالیّة الختمیّة ، کما ستقف علیه.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قوله رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه.)
قال الشیخ رضی الله عنه : "فلما علمناه بنا و منا نَسَبْنَا إلیه کل ما نسبناه إلینا."
(فلما علمناه بنا) باعتبار معنى الإلیة أو السببیة (ومنا) باعتبار معنى المنشئیة (نسبنا إلیه تعالی کلما نسبناه إلینا) من الأوصاف الکمالیة لا ما فیه توهم نقص إلا ما نسبه الحق تعالى إلى نفسه کالمرض والقرض والاستهزاء والسخریة و غیرها
"و بذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا. "
(وبذلک)، أی بتوصیفه سبحانه کما نسبناه إلینا (وردت الأخبار الإلهیة على ألسنة التراجم) من الأنبیاء والأولیاء وانتهت "إلینا".
"فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، و إذا شَهِدَنَا شهد نفسه. "
"فوصف" الحق سبحانه (نفسه لنا بنا)، أی بصفاتنا من أتا عین الأوصاف ،
(فإذا شهدناه تعالی) بصفاته (شهدنا نفوسنا)، لأن نفوسنا عین تلک الصفات ظهرت فی مرتبة أخرى (وإذا شهدنا بالحق) سبحانه (شهد نفسه)، أی ذاته التی تعینت وظهرت بصورتنا.
وفی بعض النسخ: وإذا شهدنا نفوسنا شهدنا نفسه فکلاهما صحیح ثم اتساق کلامه رضی الله عنه فی بیان جهة الارتباط بین الواجب والممکن إلى سائرهم الإیجاد.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : (فلما علمناه بنا ومنا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا. وبذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا. فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهد نفسه. )
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [ فلمّا علمناه بنا و منا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا، و بذلک وردت الأخبار الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا، فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا و إذا شهدنا شهد نفسه .]
قال الشارح رحمة الله :
( فلما علمناه بنا ): أی بأنفسنا لأنه عیننا اعلم أولا أنه بالتحقیق الأتم و الکشف الأوسع الأعم أنه تعالى کما ترى یعلم، و کیف لا؟
إن الله تعالى خلق المعرفة المحدّثة به لکمال مرتبة العرفان و مرتبة الوجود .
و قال تعالى: "وما خلقْتُ الجِنّ والِإنس إلّا لیعْبدُونِ" [ الذاریات: 56] .
قال الراسخ فی العلم: أی إلا لیعرفون، و قال: أعلم الخلق بالله صلى الله علیه و سلم "من عرف نفسه فقد عرف ربه".
أثبت مکان هذه المعرفة، و لم تکمل تلک المرتبة، تلک المرتبة الکمالیة العرفانیة إلا بتعلق العلم الحادث بالله على صورة ما تعلق به العلم المحدث به، ما تعلق إلا بما هو المعلوم علیه فی نفسه، و الذی هو عین کل صورة فهو عالم بکل صورة من علمه بنفسه.
و لا یتصف بالعجز عن العلم به إلا من أخذ العلم عن دلیل، و إمّا من أخذ العلم به عنه تعالى لا عن دلیله، فهو لا یعجز عن حصول العلم بالله، فإنه ما حاول أمر العجز عنه، بل أنه علم موهوب من لدن حکیم علیم .
قال تعالى: "وعلّم آدم الْأسْماء کُلّها" [ البقرة: 31] و من اسم الذات فقد علم بشهادة الله تعالى لأنه عین الذات مثل الواحد و الأحد و الله عند أهل الظاهر، و قد بسطنا هذا المعنى فی شرح آیة الکرسی بسطا یعنی للمتعند الکنود، فإنی جعلته بمنزلة الکشف و الشهود .
ثم اعلم ثانیا أنه لا یصح العلم لأحد إلا لمن عرف الأشیاء بذاته لا بأمر زائد و کل من عرف شیئا بأمر زائد على ذاته هو مقلد لعلوم النظر یعنی: هو یعلم بذلک الوجه المخصوص الذی یعطیه الأمر الزائد لذلک الزائد فیما أعطاه، و ما فی الوجود من علم الأشیاء بذاته إلا واحد و کل ما سوى ذلک الواحد فعلمه بالأشیاء تقلید، فلنقلد الله و لا سیما فی العلم بالله .
ینبغی للعاقل الناصح نفسه إذا أراد أن یعرف الله ، أن یقلد الله فیما أخبر به عن نفسه فی کتبه على السنة، تراجمه صلوات الله علیهم بالوقوف على الآداب الشرعیة المشروعة عسى أن یحبه، و إذا أحبه یکون سمعه و بصره و جمیع قواه.
فیعرف الأمور کلها بالله، و یعرف الله بالله فلا یدخل فی علمه شبهة و لا ریب، و أنت قد عرفت أنه لا مزیل لهذا الداء العضال إلا أن یکون الحق عین قواه و هو سبحانه عالم بذاته و أنه لعالم بذاته لا بأمر زائد .فافهم .
فقد نبهتک على أمر ما أطرق سمعک، فإن العلماء من أهل النظر یتخیلون أنهم علماء بما أعطاهم النظر و الحس و العقل، و لیس کذلک لما فهمته إن کنت فاهما من مقدمة کتابنا أن هذا النوع من العلم خارج عن طور العقل، فلا یدرکه مستقلا فافهم .
فقوله رضی الله عنه:
(علمناه به) لأنه ظاهر بنا فعلمناه بعلمنا بأنفسنا، کما ورد فی الخبر: "من عرف نفسه فقد عرف ربه".
( ومنا ): أی من صفات أنفسنا لا من خارج عنا، فعلمنا المورد و المصدر و الأصل و الفرع .
( منا نسبنا إلیه) ذاتا و اسما من الأسماء التنزیهیة و التشبیهیة إلینا مما قبله العقل و مما لا یقبله العقل إلا بضرب من التأویل .
اعلم أن الأسماء الکونیة قد وسم الحق بها نفسه کالاستهزاء و النسیان و التعجب و الضحک و الخدعة و الغضب، والأسماء الإلهیة قد سمّاها تعالى الکون بها کالرؤف الرحیم، فأسماء الکون إذا نسبتها إلى الحق هل هی خلق أو استحقاق؟
فاعلم أن العبد من حیث أنه عبد لا یستحق شیئا لأنه من حیث عینه باطل لیس بحق أصلا، و الحق هو الذی یستحق بالحق، فجمیع الأسماء فی العالم و متخیل أنه حق للعبد هی حق الله تعالى، و أنه لیس للعبد سوى عینه، و عینه عدم فلا حق له و لا استحقاق، فافهم .
فإنه ما ثم مسمّى وجودی إلا الله و الأعیان معدومة فی عین ما ظهر فیها، فقد اندرج فی هذا الوصل إن فهمت جمیع المعارف على تقاسیمها، فافهم فإنه عظیم الجدوى عزیز المثال جدا .
و بذلک وردت الإخبارات الإلهیة على السنة التراجم إلینا، فإنه تعالى وصف نفسه فی کتابه و على السنة رسله بما وصف به المخلوقات المحدثات من المجیء والنزول والإتیان والوجه والعین و السمع و البصر و الید و القدم و الأصابع و الذراع و البشیش و التعجب و الضحک و الرضى و الکراهة و التردد مما لا یقبلها العقل إلا بضرب من التأویل .
إمّا أن تکون هذه النسب فی جنابه تعالى حقا ثم نعتنا به، و إمّا أن یکون لنا حقا، و نعت نفسه بها توصیلا لنا بها و خبره بها صدق و لا کذب، فإن کنا نحن فیه الأصل فهو مکتسب، و إن کان هو الأصل فقد کسبنا أباها، و هذا من أغمض نتائج العلم بالله فإنه أضاف نعوت المحدثات کلها بإخباره إخبارا قدیما أزلیا .
و منها قوله تعالى: "ولنبْـلوّنکُمْ حتّى نعْلم المُجاهِدِین مِنْکُمْ والصّابرین ونبْـلوا أخْبارُکمْ" [ محمد: 31] .
قال رضی الله عنه فی منصات الأعراس من "الفتوحات" فی المنصة الثالثة :
تجلی العبد فی أسماء الکون، و تجلى له فی أسمائه الحسنى، فیتخیل فی تجلیه بأسماء الکون أنه نزول من الحق فی حقّه و لم یکن ذلک فی أفقه، بل أن الکل أسماؤه الحسنى و أن العبد لا اسم له، حتى أن اسم العبد لیس له، و أنه متخلق به کسائر الأسماء الحسنى.
قال رضی الله عنه: إن هذا نهایة الکشف لربه و غایتها و کانت غایة أبی یزید قدّس سره دونها .
فإن غایته ما قاله عن نفسه أنه قال لربه: یا رب بماذا أتقرب إلیک؟
قال: بما لیس لی، قال: یا رب ما لیس لک و کل شیء لک؟
فقال: الذلة و الافتقار .
فهذا خطه قدّس سره من ربه، ورآه غایة فإنه غایته لا الغایة و هذه طریقة أخرى ما رأیتها لأحد من الأولیاء ذوقا إلا الأنبیاء و الرسل خاصة صلوات الله علیهم أجمعین، و قلیل من صفوة .
قال تعالى: " قلیلٌ مِنْ عِبادِی الشّکُورُ" [ سبأ: 13] .
قال رضی الله عنه فی الفتوحات الباب التاسع و أربعمائة:
إن الله تعالى أطلعنی على أن جمیع ما یتسمّى به العبد و یحق له النعت به و إطلاق الاسم علیه لا فرق بینه و بین ما ینعت به من الأسماء الحسنى فالکل أسماء إلهیة، و هذا علم أمنّ الله به علینا مع مشارکتنا لهم قدّس سرهم فیما ذهبوا إلیه، انتهى کلامه رضی الله عنه .
أی بإلحاق سفاسفها بها فتکون کلها مکارم لأنه ما ثم مسمّى وجود إلا الله فهو المسمّى بکل اسم، والموصوف بکل وصف، و المنعوت بکل نعت .
قال تعالى: " سُبْحان ربِّک رب العِزِّة عمّا یصِفُون" [ الصافات: 180] من أن یکون له شریک فی الأسماء و الصفات کلها، فالکل أسماء الله الحسنى و لا غیر حتى یکون له اسم أو وصف أو صفة، و الأعیان ما شمّت رائحة الوجود، فافهم .
فإن ما فوق هذه المعرفة معرفة ولا یعلم ذلک إلا العلماء الأمناء، وأن الأسماء والصفات کلها والتنبیه على ذلک قوله تعالى: "لیس لک مِن الْأمْرِ شیْءٌ" [ آل عمران: 128] فوصف نفسه لنا بنا و نحن له صفاته النفسیة .
قال تعالى على لسان عباده:" إّنک کُنْت بنا بصِیرًاً" [ طه: 35] و هو البصیر بنا .
قد ورد فی الخبر بهم أراد بعض الأولیاء : "تنصرون و هو الناصر، و بهم ترزقون و هو الرازق" .
فتعرف إلینا بنا، و أحالنا فی المعرفة به علینا فإذا علمناه بنا عرفنا نفوسنا ونحن له صفات، فلتعلم أنک ما حکمت على معروفک إلا بک، فما عرفت سواک فافهم .
وفیه سرا آخر أخفی منه وهو أن الصفات النفسیة إذا رفعتها ارتفع الموصوف بها، و لم یبق له عین لا فی الوجود العینی ولا فی الوجود العقلی حیث ما رفعتها فافهم، فإنک ما تسمع مثال هذا أبدا إلا من شخص سبل نفسه وعرضه .
کان صلى الله علیه و سلم یقول : "أیعجز أحدکم أن یکون کأبی ضمضم کان إذا أصبح یقول:
اللهم إنی قد وهبت نفسی و عرضی لک فلا یشتم من شتمه، ولا یظلم من ظلمه ولا یضرب من ضربه" رواه أنس رضی الله عنه . رواه أبو داود والبیهقی فی الشعب.
( فإذا شهدناه ): أی الحق تعالى من حیث أنه مرآة العالم، (شهدنا نفوسنا فیها) لأننا ظاهرون فی الوجود .
( وإذ شهدنا) من أن تکون له کالمرایا، (شهد نفسه فینا) لأنه الطاهر فینا فالکل مراء والکل مشهود .
قال تعالى: "و شاهِدٍ و مشْهُودٍ" [ البروج: 3] .
هذا هو شهود الخلق فی الحق و شهود الحق فی الخلق .
أو نقول: فإذا شهدناه بوصفه شهدنا نفوسنا، فإنها عین وصفه.
(و إذا شهدنا شهد) الحق تعالى (نفسه): أی ذاته التی تعینت و ظهرت بصورنا أن الله خلق آدم على صورته. فافهم .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 44
فلمّا علمناه بنا و منّا نسبنا إلیه کل ما نسبناه إلینا، و بذلک وردت الإخبارات الإلهیة على ألسنة التراجم إلینا.
پس چون او را شناختیم به شناخت خودمان، از شناخت خودمان نسبت دادیم به او آن چه را که به خود نسبت دادیم (از کمالات نه نقایص) و به این بیان و نکته اخبار الهیه به زبان تراجم انبیا و اولیا وارد شده است.
مثل اینکه «إنّ اللّه تعالى خلق آدم على صورته» و مثل «مرضت فلم تعدنی» و از این گونه اخبار.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا،
پس حق تعالى خویشتن را براى ما، وصف فرمود به واسطه و کمک صفات خودمان پس چون او را بنگریم خودمان را دیدهایم.
زیرا ذوات ما به حسب وجود عین ذات اوست و مغایرتى بین این دو نیست مگر به تعین و اطلاق که تعین در مراتب ممکنات است از عقل اول تا هیولاى اولى و اطلاق براى جناب وجود است که وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ.
یکى شمس حقیقت مىدرخشد در همه عالم
تعینهاى امکانى بود مانند روزنها
و إذا شهدنا شهد نفسه.
و چون حق را بنگریم او ذات متعینه را مىبیند و در صورت ما ظاهر شده است یا بگو خویشتن را در ما مىبیند زیرا که ما مرآت ذات و صفات اوییم.
گر به جهل آییم آن زندان اوست ور به علم آییم آن ایوان اوست
گر به خواب آییم مستان وییم ور به بیدارى به دستان وییم
ور بگرییم أبر پر زرق وییم ور بخندیم آن زمان برق وییم
ور به خشم و جنگ عکس قهر اوست ور به صلح و عذر عکس مهر اوست
ما کهایم اندر جهان پیچ پیچ چون ألف، او خود چه دارد هیچ هیچ
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 114-116
فلمّا علمناه بنا و منّا نسبنا الیه کلّ ما نسبناه الینا. و بذلک وردت الإخبارات الإلهیّة على ألسنة التّراجم إلینا.
پس چون ما حق را به خود شناختیم، و از خود شناختیم، به آنکه در خود سیر کردیم، و خود را باز یافتیم، هر چه حق- تعالى- آن را [به ما] نسبت و اضافت کرد، ما همان، به حضرت وى نسبت کردیم از اوصاف کمال؛ چون:
علم و قدرت و ارادت و حیات و امثالها؛ که خود را به آن موصوف یافتیم. پس حق را بهمان وصف بستودیم؛ و غیر اوصاف کمالى کسى را مجال نسبت آن به حضرت نباشد مگر آن چیزى که حق- تعالى- بهخودىخود [در آیات] خود را به آن بستوده و یاد فرموده. چنانکه از زبان تراجم- که اولیاء و انبیاءاند- به ما رسیده به تواتر.
از صورت؛ چنانکه رسول- صلعم- فرمود که:
«أن اللّه تعالى خلق آدم على صورته»
و از مرض: چنانکه در حدیث قدسى است که: مرضت فلم تعدنى.
و از استهزاء: چنانکه در قرآن یاد فرمود که: «اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ یَمُدُّهُمْ فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ»( س 2- 15).
و از افسوس: چنانکه فرمود:
«سخر اللّه منهم»( س 9- 79).
و از ضحک: چنانکه در حدیث وارد است که
«ضحک اللّه ممّا فعلتها البارحة»
و از قرض خواستن: چنانکه فرمود که: مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً. ( س 2- 245)
که نسبت این جمله به حق کردن اگر نه حق تعالى خود را نسبت فرموده بودى، کس را مجال گفتن نبودى؛ چرا که: این جمله با نسبت به خلق، از صفات ناقصه است؛ تا حق تعالى را در این نسبت چه مراد بوده؟ و علماى ظاهر، اگر عنان سخن در این میدان رها کنند، جز بطریق تأویل سخن نرانند؛ و ندانند. و بعضى خود جز گفتن «لا یعلم تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ»( س 3- 7) نتوانند. و در این محلّ، تأویلى که شمولى دارد، و موحّدان متألّه گفتهاند، این است که: در این عبارت «تنزّلات حق» است به احوال خلق، از غایت لطف؛ تا بنده به آن مجذوب گردد؛ و از آن طریق عارف شود. و این تنزّل و تلطّف استقبال استعدادات است. «و اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ».( س 42- 19)
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، و إذا شهدنا شهد نفسه.
فاعل «وصف» ضمیرى است عاید به حق تعالى. و مفعول «شهدنا» که صیغه واحد ماضى است؛ هم ضمیرى است عاید به حق و «شهدناه» ى اوّل، صیغه نفس متکلّم با غیر است از ماضى؛ و همچنین «شهدنا» ى دوم.
یعنى: پس از آنکه محقّق گشت که: ما موصوفیم به صفات حق- عزّ شأنه- حق تعالى وصف فرمود نفس خود را- یعنى: ذات خود را- از براى ما، به صفتهاى ما. که تا چون مشاهده حق کنیم، خود را مشاهده کرده باشیم. و چون حق تعالى ما را مشاهده فرماید، خود را مشاهده کرده باشد. از بهر آنکه: هم ما آیینه حقایم و هم حق آیینه ما است که:
«المؤمن مرآة المؤمن»
پس اگر ما او را نگریم خود را ببینیم؛ و اگر او ما را بیند خود را دیده باشد؛ که- نظرکننده در آینه خود را بیند نه آیینه. چنانکه حسین منصور- قدّس سرّه- در این معنى گوید:
فاذا أبصرتنى أبصرته و إذا أبصرته أبصرتنا
و همانا آینه از براى معاینه این سرّ است.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 139-140
فلمّا علمناه بنا و منّا نسبنا إلیه کلّ ما نسبناه إلینا. و بذلک وردت الأخبار الإلهیّة على ألسنة التّراجم إلینا.
چون او را به خویش و از خویش دانستیم، بدو نسبت کردیم هرچه او را به خویش نسبت کردیم. و بدین وارد شد به سوى ما اخبارات الهى بر زبانهاى تراجم از انبیاء و اولیاء مثل.
«إنّ اللّه خلق آدم على صورته»
و چون
«مرضت فلم تعدنى»
و غیر این از «قرض» و «استهزاء» و «سخریه» و «ضحک» چون قول بارى که مىفرماید أَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً* و اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ یَمُدُّهُمْ فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ؛ و چون خبر رسول که
«ضحک اللّه ممّا فعلتم البارحة»
(مما فعلتما- شرح قیصرى ص 85).
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا و إذا شهدنا شهد نفسه.
پس نفس خود را وصف کرد براى ما به ما؛ لاجرم چون مشاهده او کنیم مشاهده خود کرده باشیم و چون او مشاهده ما کند مشاهده خویش کرده باشد. و همانا حسین منصور از اینجا گفت:
أنا من أهوى و من أهوى أنا نحن روحان خللنا بدنا
فإذا أبصرتنى أبصرته و إذا ابصرته ابصرتنا
و این حسین را نیز ازین صهبا جامى است و بر ساحت سرمستان کلامى، و آن این است. بیت
بیا اى که جان را مداوا توئى که ما دردمند و مسیحا توئى
جهان چون تن است و تو جان جهان که چون جان نهان و هویدا توئى
چو ظاهر به باطن بیامیختى گهى ما تو باشیم و گه ما توئى
غلط مىکنم ما و تو خود کجاست در آنجا که اى جان تنها توئى
بزن آتش عشق در ما و من که ما جمله لائیم و إلّا توئى
به هر گوشهاى از تو صد فتنه است که سرمایه شور و غوغا توئى
ز عالم چو آئینهاى ساختى تماشاگر و هم تماشا توئى
فزایش نخواهم من از دیگرى که روح مرا راحتافزا توئى
ز هر ذره جلوه دهى حسن خویش به هر دیده پیوسته بینا توئى
گر آشفته آید حدیث حسین تو معذور دارش که گویا توئى
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 524
فلمّا علمناه بنا و منّا نسبنا إلیه کلّ ما نسبناه إلینا.
و بذلک وردت الإخبارات الإلهیّة على السنة التّراجم إلینا.
شرح یعنى چون ما حق را در خود شناختیم، پس هر چه حق آن را به ما نسبت کرد، از صفات کمالى چون علم و قدرت و حیات، ما همان به حضرت وى نسبت کردیم، و آن چه از إخبارات الهى به ما رسید چون «مرضت فلم تعدنی. و اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. و سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ. و ضحک اللّه ممّا فعلتها البارحة.». این جمله اگر نه آن بودى که حق- تعالى- به خود نسبت فرمود، هر آینه کس را مجال گفتن نبودى.
زیرا که این جمله، نسبت با خلق از صفات ناقصه است.
شعر
و یقبح من سواک العقل عندی و تفعله فیحسن منک ذاکا
فوصف نفسه لنا بنا فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، و إذا شهدنا شهد نفسه. شرح یعنى وصف فرمود ذات خود را براى ما به صفات ما، تا ما آینه وى باشیم و او آینه ما باشد، تا اگر ما او را ببینیم خود را ببینیم، و اگر او ما را بیند خود را دیده باشد.