عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ  :

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فلا) یصح أن (تنسب إلیه) تعالى (الأولیة). لأنه تعالى لا افتتاح لوجوده (مع کونه) تعالى هو (الأول) فهذا الاسم له تعالى لا یدل على افتتاح الوجود، (ولهذا قیل فیه) تعالی أیضا أنه هو (الآخر)، فإن الأول بمعنى المفتتح وجوده قبل کل موجود لا یکون أیضا هو الآخر إلا بعد اختتام جمیع الموجودات والله تعالى هو الأول والآخر من الأزل قبل افتتاح الوجود واختتامه .

(ولو کانت أولیته) سبحانه وتعالى المشتقة له من اسم الأول (أولیة وجود) عالم (التقیید) على معنى أنه أول کل موجود حادث (لم یصح) له تعالى (أن یکون) مع ذلک هو(الآخر) أیضا .

(للمقید) الذی هو هذا العالم الحادث (لأنه لا آخر للممکن) الحادث (لأن الممکنات) الحادثة (غیر متناهیة).

فإن أمر الدنیا إذا انتقل إلى الآخرة کان أهل الجنة مخلدین فی الجنة إلى ما لا نهایة له وأهل النار کذلک مخلدون فی النار بلا نهایة (فلا آخر لها)، أی الممکنات الحادثة.

فلا تتحقق حینئذ آخریة الحق تعالی و آخریته متحققة ثابتة له تعالى فی الأزل کما ذکرنا من اسمه وإنما کان سبحانه وتعالى (آخرا لرجوع الأمر) فی هذا الوجود الحادث والوجود القدیم.

(کله) روحانیة وجسمانیة (إلیه) تعالى لا یشارکه فیه غیره.

کما قال تعالى لأفضل خلقه محمد علیه السلام : "لیس لک من الأمر شیء" 128 سورة آل عمران. وقال: "لله الأمر جمیعا " 31 سورة الرعد.

وقال :"وإلى الله ترجع الأمور" 210 سورة البقرة.

(بعد نسبة ذلک) الأمر (إلینا)، فی قوله تعالى: "وقل اعملوا فسیرى الله عملکم" 105 سورة التوبة.

وقوله :" بما کنتم تعملون" 105 سورة المائدة.

و تسمیتنا أولی الأمر فی قوله : " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولی الأمر منهم" 83 سورة النساء.

وقوله: "أطیعوا الله وأطیعوا الرسول وأولی الأمر منکم" 59 سورة النساء.

وقوله علیه السلام: "کل أمر ذی بال لا یبدأ فیه بحمد الله فهو أقطع" الحدیث.

فهو تعالى (الأول) قبل نسبة ذلک إلینا. وهو الآخر أیضا بعد سلب تلک النسبة عنا.

وتلک النسبة مسلوبة عنا فی حال نسبتها إلینا (فهو) تعالى (الآخر فی عین أولیته و) هو أیضا (الأول فی عین آخریته) لأن أسماءه تعالى کلها قدیمة أزلیة.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فلا ینسب إلیه هذه الأولیة مع کونه الأول) . بمعنی مبدأ کل شیء کما ینسب إلیه الآخریة بمعنی منتهی کل شیء ومرجعه .

(ولهذا) أی ولأجل انتفاء الأولیة عنه بمعنی افتتاح الوجود عن العدم (قیل فیه الآخر) فلما قیل فیه الآخر لم یکن له الأولیة بهذا المعنى .

(فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید) أی افتتاح الوجود من العدم.

(لم یصح أن یکون آخرا للمقید) أی للممکن بمعنی رجوع الکل إلیه لأنه حینئذ یکون من الممکنات والممکن لا یرجع إلیه شیء فکانت آخریته حینئذ بمعنی الانتهاء والانقطاع وهذا لا یصح أیضا (لأنه لا آخر للممکن لأن الممکنات غیر متناهیة) أی غیر منعدم بانتفاء لعینه بحیث تفوته تعالى .

قال الشیخ رضی الله عنه فی آخر نص یونسیة وإلیه برجع الأمر کله ، فإذا أخذه إلیه سوى له مرکبة غیر هذا المرکب من جنس الدار التی ینتقل إلیها .فالکل فی قبضته فلا فقدان فی حقه.

تم کلامه فکانت الممکنات غیر متناهیة بهذا المعنى وهو المراد منا فلا ینافیه الانتهاء بحسب الدار الدنیا فإذا کانت غیر متناهیة (فلا آخر لها) فلا یتصف بالآخریة للمنافاة بینها وبین الآخریة فکان الحق آخرا ومنتهى لها.

(وإنما کان) الحق (آخرا لرجوع کل الأمر إلیه بعد نسبة ذلک) الأمر إلینا، فإذا کان الرجوع بعد النسبة إلینا فکنا نحن نتصف بالرجوع إلیه تعالی فی کل آن بحسب کل یوم هو فی شأن وإذا کان الأمر کذلک.

(فهو الآخر فی عین أولیته والأول فی عین آخریته) بحیث لا یسبق ولا العالم لنا به شرع فی بیان الارتباط الذی احتجب الحق عنا به.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

قوله: "فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر المقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها.

وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، "فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته."

قلت: یعنی لو کانت له أولیة اتصفت بها بالوجود بعد اتصافه بالعدم إذ کانت هذه الأولیة هی أولیة خاصة مقیدة.

فکأنه یقول: إن هناک أولیة أخرى یصح معها أن تکون أولا مع کونه آخرا وأما تلک الأولیة المذکورة فلا یصح أن یسمى من کان بها أولا أن یکون آخرا أیضا وإلا اجتمع الضدان لشیء واحد .

لکن الشیخ ما علل باجتماع الضدین بل علل بإن من کان له الأولیة بافتتاح الوجود کان کالممکنات فی وجودها، فإن لها الأولیة بافتتاح الوجود لکن مع هذا القید لا یصح أن یکون لها الآخریة إذ الممکنات لا نهایة لها وفی قوة کلامه فی قوله: لأن الممکنات لا نهایة لها، أنها ستوجد إلى غیر نهایة وصرح بأن هذه الأولیة لیست للحق تعالی.

فلا جرم صح مع أولیته تعالى أن یکون له آخریة فی عین أولیته و أولیته فی عین آخریته .

بخلاف الممکن وأما کیف ذلک؟ ولم ذلک؟

فما ذکره ولعمری أن الحاجة داعیة إلى بیانه فإنه مهم

وأما قوله: وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه، فذلک غیر واضح فی تسمیته بالآخریة، فإنه إن کانت أولیته بابتداء إیجاد العالم فکان الحال یقتضی أن یکون آخرا باعتبار انتهاء ایجاد العالم .

وقد قال: إن العالم لا آخر لإیجاده، فکیف یکون هو آخرا بهذا التقدیر، فإذن له معنى آخر نحتاج نحن أن یعرفنا إیاه.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

قال رضی الله عنه : "فلا تنسب إلیه الأوّلیة مع کونه الأوّل . ولهذا قیل فیه :

الآخر ، فلو کانت أوّلیته أوّلیة وجود التقیید ، لم یصحّ أن یکون الآخر للمقیّد لأنّه لا آخر للممکن لأنّ الممکنات غیر متناهیة ، فلا آخر لها .

وإنّما کان آخرا لرجوع الأمر کلَّه إلیه بعد نسبة ذلک إلینا " .

ولهذا السرّ صحّ له الأزل والقدم ، یعنی نفی الأوّلیة والمسبوقیة عن وجوده الذاتی ، فلا أوّل له سابقا علیه ، بل هو الأوّل السابق بوجوده المطلق الذاتی على التعینات الوجودیة التقییدیة .

ولیس متعلَّق الحدوث والقدم حقیقة الوجود ، بل تعیّنه بحسب الأزمان والأوقات والمواطن والمراتب لا غیر ، والتعیّن نسبة عدمیة أیضا مع قطع النظر عن المتعیّن .

فسبحان الذی وسع بجوده ورحمته وعلمه وحکمته کلّ شیء حتى النسب العدمیة ، أحدثها وأعطاها ضربا من الوجود ، وأظهرها موجودة للشهود المعهود .

فلو کانت أوّلیة الحق من حیث الوجود العینی المقیّد ، لم یصحّ أن یکون هو الآخر لأنّه لا آخر للممکنات لأنّها غیر متناهیة ، فلو کانت متناهیة ، صحّ أن یکون لها آخر .

فلیست أوّلیّته تعالى بمعنى أوّلیة وجود التقیید ، ولا آخریّته بمعنى أنّه إذا انتهت الممکنات غیر المتناهیة ، کان هو آخرها .

فکان آخر وجود التقیید ، بل أوّلیّته وآخریته بمعنى أنّه لا موجود إلَّا هو ، فالکلّ منه إلیه " لا إِله َ إِلَّا هُوَ إِلَیْه ِ الْمَصِیرُ " .

بمعنى أنّه المطلق غیر المتعیّن فی عین کونه عین الکلّ أوّلا بدایة ، والمتعیّن فی عین لا تعیّنه وإطلاقه بتجلَّیات غیر متناهیة آخرا لا إلى غایة ونهایة .

قال رضی الله عنه : " فهو الآخر فی عین أوّلیّته ، والأوّل فی عین آخریّته " .

یعنی رضی الله عنه :

أنّ الوجود المطلق هو الأوّل على الإطلاق ، ثم إن تعیّن وتقیّد الوجود بتنوّع التجلَّی فی مراتب تعیّناته فهو فی حقیقته على أوّل الإطلاق الأصلی .

لأنّ التعین والتقید نسبتان لا تقدحان فی إطلاقه الحقیقی الذی لیس فی مقابلة التقیید ، بل هو معنى ذاتیّ للذات .

نعم ، الإطلاق والتعیّن یستلزم تعقّلهما انتفاء البدایة والنهایة ، والافتتاح والاختتام ، شمل بنور هویّته وإنّیّته المطلق والمقیّد .

فإنّ العین المطلق عین المطلق اللامتعیّن وعین المتعیّن غیر المتناهی فی تعیّنه ، لا إلى أبد أبدا الأبد ، فهی هی فی اللاتعیّن الأوّل الباطن وفی التعیّن الآخر الظاهر .

فما ثمّ إلَّا هو هو ، فهو الأوّل فی عین آخریته والآخر فی عین أوّلیته .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

فقال (ولا شک أنا أی المحدثات کثیرون بالشخص کأشخاص الإنسان مع اتحادهم فی حقیقة الإنسان من حیث هو إنسان ، فإنه حقیقة واحدة ، وبالنوع کالإنسان والفرس المتحدین فی حقیقة الحیوان ، التی هی حقیقة واحدة وبالجملة أشخاص الموجودات المحدثة والموجودات المتعینة فإنها متمیزة متعینة متشخصة ومتنوعة "الآخر فی عین أولیته"، مع اتحادها فی حقیقة الوجود ، ولو لا ذلک لما کان الکثرة فی الواحد ، فکذلک ، وإن وصفنا الحق بما وصف به نفسه من جمیع الوجوه فلا بد من فارق ولیس إلا افتقارنا إلیه وغناه عنا ، فإن الوجود المشخص مطلق الوجود مع قید ، فذلک القید الذی هو به غیر المقید الآخر ، وهو افتقار المقید إلى المطلق وغنى المطلق عن المقید " فبهذا صح له الأزل والقدم الذی انتفت عنه الأولیة التی لها افتتاح الوجود عن عدم فلا تنسب إلیه مع کونه الأول " أی فبالغنى الذاتی الصمدى القیومى لکل ممکن وکونه سند مقوم لکل مقید صح له الأزل والقدم ، وانتفت عنه الأولیة بمعنى افتتاح الوجود عن العدم ، فإنه محال فی حقه مع کونه الأول

( ولهذا قیل فیه الآخر ) أی ولأن أولیته بالغنى الذاتی وعدم الاحتیاج فی وجوده إلى الغیر قیل فیه الآخر ، لا بمعنى أنه آخر کل ممکن إذ الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها.

" فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید لأنه لا آخر للممکن لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها ، وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا فهو الآخر فی عین أولیته والأول فی عین آخریته "

أی فلو کانت أولیته بأن یکون وجودا مقیدا واحدا من الموجودات المقیدة فابتدأ منه المقیدات لزم أن یکون آخریته بأن یکون آخرا للمقیدات لکنه لا آخر لها ولو کان لها آخریة ینتهى به الوجود لم یصح أن یکون الآخر عین الأول فآخریته برجوع الأمر کله إلیه بعد نسبته إلینا کما ذکر فی دائرة الوجود .

فکذلک أولیته بابتداء الکل منه بنسبته إلینا فالنسب والإضافات ممکنة والحقیقة من حیث هی هی واجبة وذلک معنى قولهم التوحید إسقاط الإضافات ولا إله إلا هو کل شیء هالک إلا وجهه.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

قوله : "فلاتنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول" أی، بسبب هذا الغناء صح له أن یکون أزلیا وأبدیا وقدیما فی ذاته وصفاته.

(فبهذا صح له الأزل و القدم الذی انتفت عنه الأولیة التی لها افتتاح الوجود عن عدم.

فلا تنسب إلیه الأولیة  مع کونه الأول. و لهذا قیل فیه الآخر.)

وإنما وصف (الأزل) و (القدم) بقوله: "انتفت عنه الأولیة" بمعنى "افتتاح الوجود عن العدم" لأن الأعیان والأرواح أیضا أزلیة، لکن أزلیتها وقدمها زمانیة لا ذاتیة، وأزلیة الحق ذاتیة، لغنائه فی وجوده عن غیره.

فانتفت (الأولیة) منه بمعنى افتتاح الوجود عن عدم، فلا تنسب إلیه الأولیة بهذا المعنى، کما تنسب به إلى الأرواح والأعیان.

کما قال، صلى الله علیه وسلم: "أول ما خلق الله العقل". أی، أول ما افتتح من العدم إلى الوجود العقل، لکونه مسبوقا بالعدم الذاتی، وإن کان غیر مسبوق بالعدم الزمانی.

بل ینسب "الأولیة" إلیه بمعنى آخر وهو کونه "مبدأ" کل شئ، کما أن آخریته عبارة عن کونه منتهى کل شئ ومرجعه، أو کونه فی مقام أحدیته بحیث لا شئ معه.

کما قال علیه السلام: "کان الله ولم یکن معه شئ".

وهذا المعنى یجتمع مع الآخریة. لذلک قال الجنید، قدس الله روحه،عند سماعه لهذا الحدیث: "والآن کما کان". أی، لم یتغیر هذا المقام عن حاله، وإن کان فی المرتبة الواحدیة معه أسماء وصفات وأعیان ثابتة للأکوان.

ویظهر هذا المقام للعارف عند التجلی الذاتی له، لتقوم قیامته الکبرى فیفنى ویفنى الخلق عند نظره، ثم یبقى ویشاهد ربه بربه. رزقنا الله وإیاکم.

قوله : (ولهذا قیل فیه الآخر).

قوله : (فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید، لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها.)

قوله : (وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا. فهو الآخر فی عین أولیته والأول فی عین آخریته).

أی، ولأجل أن أولیته لیست عبارة عن افتتاح الوجود عن عدم، قیل فیه الآخر، کما قال الله تعالى: (هو الأول والآخر.)...

فلو کانت أولیة الحق تعالى مثل أولیة الموجود المقید، بمعنى افتتاح الوجود عن العدم، لم یصح أن یکون آخرا، لأن الآخریة عبارة حینئذ عن انتهاء الموجودات المقیدة والممکنات غیر متناهیة، فلا آخر لها.

وهذا الکلام إنما هو بحسب الدار الآخرة. وأما بحسب الدنیا فهی متناهیة فلا ینبغی أن یتوهم أنه رضی الله عنه قائل بقدم الدنیا،

لذلک قال: "إذا زال وفک" أی الخاتم.

قوله : "وینتقل الأمر إلى الآخرة، فیکون ختما أبدیا على خزانة الآخرة".

وقال فی نقش الفصوص: "تخرب الدنیا بزواله وتنتقل العمارة إلى الآخرة من أجله".

وفی جمیع کتبه إشارة إلى هذا المعنى. ولولا مخافة التطویل، لأوردت ذلک بألفاظه. بل آخریته عبارة عن فناء الموجودات ذاتا وصفة وفعلا فی ذاته وصفاته وأفعاله بظهور القیامة الکبرى ورجوع الأمر إلیه کله.

وإنما قال: (بعد نسبته إلینا) لأن هذه الأشیاء کانت لله تعالى أولا، ثم نسبت إلینا، فعند الرجوع إلى أصلها تفنى فیه.

کفناء القطرة فی البحر وذوبان الجلید فی الماء، فلا ینعدم أصلا، بل ینعدم تعینها وتستهلک فی التعین الذاتی الذی منه تفرعت التعینات، لأن أصله کان عدما، فیرجع إلى أصله. لذلک قیل: "التوحید إسقاط الإضافات."

وقد یحصل رجوع الأمر إلیه قبل القیامة الکبرى بالقیامة الدائمة المشاهدة للعارفین. وهو نوع من أنواع القیامات.

وذلک لأن الحق تعالى فی کل آن یخلق خلقا جدیدا، کما قال: (بل هم فی لبس من خلق جدید). ویمد الأکوان بأنواع التجلیات الذاتیة والصفاتیة، ویصل ذلک الفیض إلى الإنسان الذی هو آخرالموجودات، ثم یرجع منه بالانسلاخ المعنوی إلى ربه.

وقد جاء فی الحدیث أیضا: "إن ملائکة النهار ترجع إلى الحضرة عند اللیل، وملائکة اللیل ترجعإلیها عند النهار، ویخبرون الحق بأفعال العباد وهو أعلم بها منهم".

وإذا کان الأمر کذلک، فهو أول فی عین آخریته وآخر فی عین أولیته.

وهما دائمتان أزلا وأبدا.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

فقال: (فلا تنسب إلیه الأولیة) بمعنی: افتتاح الوجود عن عدم (مع کونه الأول) بمعنی: استناد الکل إلیه فی البدایة، أو یعنی سبق وجوده على الکل .

إلا أن الشیخ لم یعنی ما ذکرت، لکنه لم یصرح بمنعه لصحته، وقد صرح بمنع کونه أول بمعنی افتتاح الوجود لبطلانه من کل وجه؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.

(وهذا) أی: ویکون أولیته لیست افتتاح الوجود عن عدم (قیل: فیه الآخر) وآخریته حینئذ لیست بمعنى انتهاء وجوده بعد انتهاء وجود الممکنات بل آخریته بمعنی: بقاء وجوده بعدما فنی ما فنی إلى الأبد.

ولکن هذا المعنى لیس على الإطلاق، فلذا لم یعتبره الشیخ رضی الله عنه و بمعنى: أنه یستند إلیه الکل فی النهایة أی: فی البقاء ثم استدل على أن أولیته و آخریته لیست بمعنی افتتاح الوجود عن عدم واختنامه به .

بقوله: (فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید) أی: بمعنى أن وجوده فی الماضی مقید بزمان مخصوص سابق على زمان افتتاح وجود سائر الموجودات کانت آخریته أیضا أخریة وجود التقیید، وهو أن وجوده فی المستقبل مقید بزمان مخصوص ینتهی عنده، ویأتی ذلک الزمان بعد زمان انقطاع وجود سائر الموجودات لکن کونه آخر بهذا المعنى باطل.

لأنه (لم یصح أن یکون الحق هو الآخر المقید) أی: للممکن الذی تقید وجوده بزمان مخصوص ینقطع بانقطاعه؛ لأنه إنما یتحقق عند انقطاع زمان جمیع الممکنات لکنه محال؛(لأنه لا آخر للمکن؛ لأن الممکنات غیر متناهیة) لاتفاق أهل التحقیق على أن الأمور الأخرویة لا تتناهى.

وقد دلت الأدلة العقلیة والنقلیة على بقاء الأرواح الإنسانیة على الأبد، وإذا کانت الممکنات غیر متناهیة کان زمانا غیر منقطع حتى یأتی بعد انقطاعه زمان ینقطع فیه زمان الحق.

وإنما استدل بهذا الدلیل؛ لیشیر إلى إن الحق على تقدیر کونه ممکنا لا یصح فی شأنه هذا المعنى؛ فکیف عند کونه واجب الوجود؛ فافهم فإنه مزلة للقدم.

(وإنما کان آخرا لرجوع الأمر) أی: أمر الوجود (کله إلیه) أما وجوده، فلأنه لذاته، وأما وجودنا؛ فلأنه ظله وصورته، ولا قیام له بذاته فهو بالحقیقة منسوب إلیه (بعد نسبته إلینا)، والظاهر، واعتبر رضی الله عنه فی الآخر معنى البقاء بعد فناء ما فنی؛ لأنه لیس على الإطلاق، ولا هو مخصوص بالفناء الذاتی على نسب.

وإذا کان أولیته وأخریته بمعنی کونه مستند إلیه لکل فی الماضی والمستقبل مع أنه لا یجرى علیه الزمان، ولا ماض فی حقه، ولا مستقبل؛ (فهو الأول فی عین آخریته، والآخر فی عین أولیته) فاتحد فیه الأبد بالأزل، وصدق فی حقه السرمد، وهو اتصال الأزل بالأبد.

والحاصل أن الوجوب الذاتی أوجب له الفناء الذاتی، والأزل والقدم، والأزلیة بمعنی: کونه مستند إلیه للکل فی البدایة والأخرویة بمعنی: کونه مستند إلیه فی النهایة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

لا یقال : "الأوّلیّة إنّما تقتضی السابقیّة على الکل ، لا المسبوقیّة" .

لأنّ الأوّلیّة مفهومها مرکب من نسبة وجودیّة هی السابقیّة المذکورة ، ومن أخرى عدمیّة ، هی اللامسبوقیّة بآخر ، وبیّن أنّ الأوّل على ما اعتقدوه فی تلک الصور إذا لم یکن بحسب الزمان على ما اتّفقوا علیه - لا بدّ وأن یکون بحسب الذات والوجود ، وهو معنى الافتتاح المذکور . هذا ما یلزم أرباب العقائد العقلیّة المحصورة.

بخلاف ما انکشف لأولی الألباب من الانشراح الصدریّ العلمیّ ، فإنّه یتصوّر فیه الأوّلیّة بالمعنى الذی یستلزمه الغناء والوحدة الذاتیّة ، من استناد افتقار الممکنات فی الوجود إلیه وتقدّم الواجب فی انتساب الوجود له .

فقال رضی الله عنه : ( فلا ینسب إلیه ) الافتتاح المذکور ، ( مع کونه الأوّل ) ضرورة أنّ الغناء المطلق یأبى اعتبار النسبة فیه مطلقا .

( ولهذا قیل فیه : الآخر ) جمع بین المتقابلین بوحدته الإطلاقیّة ( فلو کانت أوّلیّته أوّلیّة وجود التقیید ) بأن یکون افتتاح سلسلة الأعیان الممکنة فی الوجود منه على ما علیه مسلک أرباب العقائد العقلیّة مطلقا تقلیدیّة أو برهانیّة نظریّة .

( لم یصح أن یکون الآخر للمقیّد ، لأنّه لا آخر للممکن ، لأنّ الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها ) أصلا ، لا دنیا ولا آخرة ، إذ الحوادث الیومیّة غیر متناهیة اتفاقا ، وظاهر أنّه لا یستلزم ذلک قدم الدنیا - کما توهّمه البعض - فإنّ نسبة الزمان بمعزل عن هذه الأولیّة والآخریّة کما لا یخفى .

( وإنّما کان آخرا لرجوع الأمر کلَّه إلیه بعد نسبة ذلک إلینا ) ، کما أنّه إنّما کان أوّلا لبدء ذلک الأمر منه قبل نسبته إلینا ، ( فهو الآخر فی عین أوّلیّته ، والأوّل فی عین آخریّته ) ضرورة أنّ بدء الأمر فی الافتقار المذکور منه إنّما هو عین رجوع الأمر کلَّه إلیه کما أنّ رجوع أمر الانتساب إلیه هو عین البدء منه ، ومن هاهنا تبیّن ظهور الکثرة فی الواحد ببدئها منه ورجوعها إلیه .

وصورة ذلک هی الدائرة الکاملة ، المبتدأ فیها بالنقطة المنتهیة إلیها ، ولذلک إذا استقصیت الحروف وجدت ما اشتمل منها على تلک الصورة رقما هو الهاء ، ولفظا هو الواو ، والمرکب منهما « هو » المحمول علیه الاسمان تنبّه .

ثمّ إذ قد بیّن من الأسماء الأربعة المذکورة الأولین منها الدالین على التنزیه حان أن یبیّن الآخرین، الدالَّین منها على التشبیه، إتماما لما هو بصدد بیانه .

ولمّا کان مبنى أمر التشبیه على الجهة الارتباطیّة کما عرفت، وهی على ضروب :

منها ما هو بنفسه مشترک اشتراک اتحاد وذلک إنّما یکون فی الأسماء الأول الذاتیّة - کما سبق فی العلم والحیاة وهما اللذان مؤدّاهما فی هذا السیاق الباطن والظاهر، وذلک إنّما یکون على ما تقرّر بصدقه على أفراده وجزئیّاته العینیّة ب « هو هو » ، کالغیب والشهادة من العالم بالنسبة إلى الباطن والظاهر منه .

ومنها ما هو بآثاره المترتّبة وأحکامه التابعة هی الرابطة ، کالخوف والرجاء من العالم بالنسبة إلى الغضب والرضا منه ، وذلک إنّما یکون فی الأوصاف والأسماء الأخیرة .

ومنها ما هو بصورة وأمثلته التی هی أنهى غایات تلک الآثار رابطة ، کالهیبة والانس من العالم بالنسبة إلى الجلال والجمال منه . وذلک إنّما یکون فی الأسماء الجامعة الإلهیّة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته.)

قوله : "فلا تُنسَبُ إلیه الأولیّة مع کونه الأول." (فلا تنسب إلیه تعالى الأولیة) بهذا المعنى. فإنها من سمات الحدیث "مع کونه الأول" بالأولیة التی هی عبارة عن کونه مبدأ لما سواه کما أن آخریته عبارة عن کونه مرجع کل شیء ومنتهاه قوله : "و لهذا قیل فیه الآخِر."

(ولهذا). أی لأن أولیته لیست، بمعنى افتتاح الوجود عن العدم (قیل فیه الآخر) المقابل للأول

قوله : "فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخِرَ للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. "

(فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید) وافتتاح وجود المقید عن عدم (لم یصح أن یکون آخرا للمقید) بأن ینتهی إلیه وجود المقبلات الممکنة ولا یوجد بعده ممکن لا آخر (لأنه آخر للممکن لأن الممکنات غیر متناهیة) .

وإن کان بحسب النشأة الأخرویة (فلا آخر لها) وإذا لم یکن لها آخر فکیف یکون سبحانه آخرا لها

قوله : "وإنما کان آخراً لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أوّلیته، و الأول فی عین آخریّته."

(وإنما کان سبحانه آخرا لرجوع الأمر کله). أی أمر الموجود وتوابعه (إلیه سبحانه) بفناء الموجودات ذات وصفة وفعالا فی ذاته وصفاته وأفعاله بظهور القیامة الکبرى أو القیامة الدائمة المشاهدة للعارفین.

(بعد نسبة ذلک) الأمر (إلینا). لأن الوجود وتوابعه کان لله اولا ثم نسب إلینا ئم بعد هذه النسبة مرجع الکل إلیه (فهو الآخر فی عین أولیته الأول فی عین آخریته) بهویته بین الأضداد وهو ظاهر بها أزل الآزال و أبد الآباد.

وکما أشار رضی الله عنه فیما تقدم إلى الأوصاف المشترکة بیننا وبین الحق سبحانه خص بالذکر منها الأوصاف المتقابلة ههنا لیفرع علیها بیان المراد من الیدین اللتین توجهتا من الحق على خلق آدم و بنیه على أن فی جمیع الیدین تشریفا له و لیس لإبلیس هذه الجمعیة.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : (فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر.

فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها.

وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته. )

قال المصنف رضی الله عنه : [فلا تنسب إلیه الأولیة مع کونه الأول ولهذا قیل فیه الآخر.]


قال الشارح رضی الله عنه :

(فلا ینسب إلیه ): أی الأولیة بهذا المعنى فهو افتتاح الوجود عن العدم مع کونه الأول و لکن بمعنى آخر، و هو کونه مبدأ لما سواه، کما أنّ آخریته عبارة عن  کونه یرجع إلیه عواقب الأمور .

قال تعالى: "إنّ إلى ربِّک ُّالرجْعى"  [ العلق: 8] . و قال: "وأنّ إلى ربِّک المُنْتهى"  [ النجم: 42] .

اعلم أنّ معقولیة الأولیة للواجب المطلق نسبة وصفیة لا یعقل لها العقل سوى استناد الممکن إلیه، فیکون أولا بهذا الاعتبار، و لو قدّر عدم وجود الممکن قوة و فعلا لانتفت هذه النسبة الأولیة إذ لا تجد متعلقا .

و أمّا معقولیة الأولیة للواجب الوجود بالغیر نسبة سلبیة عن وجود کون الوجوب المطلق، فهو أوّل بکل مقید إذ یستحیل أن یکون هناک قدم لأحد فافهم .

( و لهذا ): أی لأن أولیته لیست أولیة افتتاح الوجود من العدم .

قال المصنف رضی الله عنه : [فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها.  وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أولیته، والأول فی عین آخریته. ]


قال الشارح رحمه الله :

( قیل فیه: الآخر فلو کانت أولیته أولیة وجود التقیید لم یصح أن یکون الآخر للمقید لا أنه لا آخر للممکن لأنّ الممکنات غیر متناهیة) لعدم تناهی الحقائق، و عدم تناهیها لعدم تناهی أعیانها الثابتة، وهی المعلومات الإلهیة، والتناهی فی المعلومات محال .

قال رضی الله عنه فی الباب الثالث و الثمانین و ثلاثمائة من "الفتوحات ":

إنی علمت أنّ فی العالم من  یقول بانتهاء علم الله تعالى فی خلقه، و إنّ الممکنات متناهیة وأنّ الأمر لا بد أن یلحق بالعدم و الدّثور، و یبقى الحق حقّا لنفسه ولا عالم.

و رأیت بهذا قائلا بمکة المشرفة معتقدا له من أهل السوس من بلاد المغرب، حجّ معنا و خدمنا، و کان یصر على هذا المذهب حتى صرّح عندنا و لا قدرت على ردّه و لا أدری بعد فراقه هل رجع أو مات علیه؟

و کان لدیه علوم جمة و فضل إلا أنه لم یکن له دین، و إنما کان یقیمه صورة عصمة لدمه و لیس فی الجهل أعظم من هذا الجهل، عصمنا الله و إیاکم منه .


"" إضافة الجامع : قال الشیخ رضی الله عنه  فی الفتوحات باب فی فهرست أبواب الکتاب ولیس معدودا فی الأبواب:

أعلم الممکنات لا یعلم موجده إلا من حیث هو. فنفسه علم ومن هو موجود عنه غیر ذلک لا یصح .

لأن العلم بالشیء یؤذن بالإحاطة به والفراغ منه.  وهذا فی ذلک الجناب محال.

فالعلم به محال ولا یصح أن یعلم منه لأنه لا یتبعض فلم یبق العلم إلا بما یکون منه وما یکون منه هو أنت . فأنت المعلوم

فإن قیل علمنا بلیس هو ، کذا علم به ، قلنا نعوتک جردته عنها لما یقتضیه الدلیل من نفی المشارکة .

فتمیزت أنت عندک عن ذات مجهولة لک من حیث ما هی معلومة لنفسها.

ما هی تمیزت لک لعدم الصفات الثبوتیة التی لها فی نفسها .فافهم.

ما علمت وقل رب زدنی علما ، لو علمته لم یکن هو .

ولو جهلک لم تکن أنت .

فبعلمه أوجدک وبعجزک عبدته .

فهو هو لهو لا لک وأنت أنت لأنت وله .

فأنت مرتبط به ما هو مرتبط بک .

الدائرة مطلقة مرتبطة بالنقطة .

النقطة مطلقة لیست مرتبطة بالدائرة .

نقطة الدائرة مرتبطة بالدائرة .

کذلک الذات مطلقة لیست مرتبطة بک .

الوهیة الذات مرتبطة بالمألوه کنقطة الدائرة. ""


( فلا آخر لها ): أی دنیا و أخرى، إنما قلنا ذلک حتى لا یلزم الفساد المتوهم علینا فافهم .

و إنما کان آخر الرجوع الأمر کله إلیه) قال تعالى: "ألا إلى اللّهِ تصِیرُ الْأمُورُ" [ الشورى: 53] "و إلیْهِ تُـرجعون" [ البقرة: 245] عمّ هذا النص الشریف ما حمد، و ما ذمّ و ما ثمّة إلا محمود، قال تعالى: "للّهِ الْأمْرُ مِنْ قبْلُ و مِنْ بعْدُ" [ الروم: 4] و هکذا الأمر، فافهم .

( بعد نسبة ذلک ): أی الأمر کالصفات على ما قررناه أنها تؤخذ بعد نسبة تلک الصفات (إلینا )، و بهذا یتحقق معنى الرجوع لأن الوجود و توابعه له تعالى بالأصالة .

( فهو الآخر فی عین أولیته و الأول فی عین آخریته ): أی إذا کان الأول و الآخر لهذین الاعتبارین المذکورین صحّ عند العقل أن یقول: إنه الأول فی عین آخریته، و الآخر فی عین أولیته، و لا جمع للأضداد التی لم تجتمع فإنّ له شروطا حتى یحکم العقل علیه بعدم الاجتماع منها: وحدة العین و  وحدة النسبة و الاعتبار من جمیع الوجوه، و فی مسألتنا هذه أنه أوّل بمعنى: إنه مبدأ کل  شیء و آخر کلّ شیء بمعنى رجوع کلّ شیء إلیه، فجمع الأولیة فی عین الآخریة بالاعتبارین و لا ضد فافهم، فإذا عرفت هذا اعلم أنه .


قال الشارح الجامی قدّس سره فی بیان هذا المتن:

جمع بإطلاق هویته بین الأضداد، و هو ظاهر بها أزل الآزال و أبد الآباد، انتهى کلامه .

کأنه أعطی هذا القول حکم النص حیث قال: هو الأول و الآخر و الظاهر الباطن أنه الأول فی عین الأول، فی عین الآخریة، فی عین الأولیة، من جمیع الأضداد التی یرمیها العقل، و یراها صاحب الکشف بالشهود .


و من هذا المذاق ما نقل عن الخراز قدّس سره:

عرفت الله بجمع الأضداد لأنه لو کانت معقولیة الأولیة و الآخریة إلى الحق تعالى کمعقولیة نسبتهما إلینا، لما کان ذلک مدحا فی الجناب الإلهی و لا استعظمه العارف بالله و بحقائق الأسماء حتى قال: عرفت الله به ثم تلا: "هُو الْأوّلُ والْآخِرُ والظّاهِرُ والباطِنُ وهُو بکُل شیْءٍ علیمٌ" [ الحدید: 3] .

فإنّ العبد یصل إذا تحقق بالحق إلى أن ینسب الأضداد من عین واحدة و نسبة واحدة کالحق تعالى و لا یختلف النسب، و هذا المدرک عزیز المنال، صعب الارتقاء، یتعذّر تصوّره على من لا أنس له بالعلوم الإلهیة التی یعطیها الکشف و التجلی، ولا یخفی أنّ هذا ذوق غیر الذوق الذی نحن فی معرض بیانه .

فإنّ الأولیة فی عین الآخریة اللتین نحن بصدد بیانهما لیس من عین واحدة و نسبة واحدة، حتى یکون من محالات العقل بل إنما ذکرها رضی الله عنه لتأنیس العاقل وصاحب النظر والفکر، فإنه ما یخالف ذوقهم وأصلهم .


"" أضافة الجامع :  یقول أ. نهاد خیاط :

" هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ " فالأولیة التی یتصف بها الحق تعالى لیست بمعنى أنه أول الممکنات .

إذ لو کان کذلک لم یکن هو الآخر ، لکنه الآخر لا بمعنى آخر الممکنات بل بمعنى رجوع الأمر إلیه کله .ی

یقول الشیخ الأکبر فی هذا المعنى :

فبهذا صح له الأزل والقدم ، وانتفت عنه الأولیة التی لها اتتاح الوجود عن العدم ، فلا تنسب إلیه مع کونه الأول . ولهذا قیل فی الآخر .

فلو کانت أولیته أولیة وجود التقید ( باعتبار الموجودات مقیدة بشروط وجودها ) ، لم یصح أن یکون الآخر للمقید ، لأنه لا آخر للممکن ، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها .

وإنما کان آخراً لرجوع الأمر کله إلیه بعد نسبة ذلک إلینا ، فهو الآخر فی عین أولیته ، والأول فی عین آخریته .

" وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " . کل خلق فله ظاهر وباطن ، وبما هو انعکاس لتجلیاته الأسمائیة تعالى : فللقرآن الکریم ظاهر وباطن ، کما مرّ معنا قبل قلیل .

وکذلک للإنسان ظاهرٌ وباطن . وکذلک کل شیء .

فالإنسان ظاهره خلق وباطنهُ حق .

لکن ظاهره هو صورة اسمه تعالى " الظاهر " ، والحق هو باطن هذه الصورة .

وفی هذا المعنى یقول الشیخ الأکبر :

فالحق هو الظاهر فی کل مفهومٍ ( مدرک ) وهو الباطن عن کل فهم إلا عن فهم من قال أن العالم صورته وهویته ، وهو الاسم الظاهر . کما أنه بالمعنى روح ما ظهر ، فهو الباطن . فنسبته لما ظهر من صور العالم نسبة الروح المدبر للصورة ویقول أیضاً : فأنت له ( للحق ) کالصورة الجسمیة لک ، وهو ( الحق ) لک کالروح المدبر لصورتک بعبارة أخرى ، إن الحق تعالى من العالم بمنزلة الروح من الجسد .

والشیخ عندما قال :" أن العالم صورة الحق وهویته "إنما عُرف العالم بالحق .

وعندما قال أن الحق روح ما ظهر قد عرف الحق بالعالم . ولکن باطن العالم لا یتناهى ،

ولذلک لا یتناهى الحق . " أهـ ""


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 45

فلا تنسب إلیه الأوّلیّة مع کونه الأول و لهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أوّلیّته أوّلیّة وجود التقیید لم یصحّ أنّ یکون الآخر للمقیّد، لأنّه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها و إنّما کان آخرا لرجوع الأمر کلّه إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فی عین أوّلیّته، و الأول فی عین آخریّته.


پس اوّلیّت به این معنى به او نسبت داده نمى‏شود با اینکه اول است و از این جهت درباره او آخر گفته شد پس اگر اوّلیّت او اوّلیّت وجود تقیید باشد صحیح نیست که آن را آخر دانست یعنى آخر مقید زیرا که براى ممکن آخر نیست تا خدا پایان آنها شود، براى اینکه ممکنات غیر متناهیند پس آخر براى او (خدا) نیست و حق تعالى را از این جهت آخر مى‏گوییم که بازگشت کل امر به اوست پس از نسبت آنها به ما. پس او آخر است در حین اوّلیّتش و اول است فی عین آخریتش. « وقتى در عالم رؤیا یکى از اساتیدم به من گفت: «التوحید ان تنسى غیر اللّه» که همان است که گویند «التوحید اسقاط الإضافات»



نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 119-121

فلا تنسب إلیه الأوّلیّة مع کونه‏ الأوّل.

و با وجود آنکه او- تعالى شأنه- اوّل است، این چنین اوّلیّتى به وى نسبت نکنند. و این قید از آن ‏جهت کرده شد که: اعیان ثابته و ارواح را نیز ازلیّتى‏ هست؛ لیکن ازلیّت‏ ارواح و اعیان و قدم آن، زمانى است، نه ذاتى؛ بخلاف قدم حق تعالى، و ازلیّت او؛ که: آن ذاتى است نه زمانى؛ چرا که: وجود او- تعالى- از غیر نیست. و این قید که کرده: «فلا ینسب الیه الاوّلیّة» یعنى: آن‏چنان اوّلیّتى که [اعیان و] ارواح را است- یعنى که: مسبوق باشد بر عدم؛ و افتتاح وجود او از عدم باشد- آن حضرت را نیست؛ و این قید از آن خاست که: چند چیز است که بخبر معتبر، آن را اوّلیّتى اثبات فرموده، مثل:

«أوّل ما خلق اللّه العقل»

«أوّل ما خلق اللّه القلم»

«أوّل ما خلق اللّه روحى»

و در این اوّلها، معنى آن است که: اوّل چیزى که از این نوع- که از عدم به کسوت وجود درآمد- این‏ها بود؛ که مسبوق بودند بعدم ذاتى؛ و اگر چه مسبوق بعدم زمانى نبودند. و حق- جلّ جلاله- اوّل است؛ به ‏آن معنى که: اوّل‏ همه اشیاء او است همچنان‏ که آخر است؛ به ‏آن معنى که: منتها و مرجع همه اشیاء، او است.

یا خود چنین گوئیم که: اوّلیّت حق عبارت از بود او است در مقام احدیت به حیثیتى که او بود، و هیچ با او نبود. و آخریّت او- تعالى- عبارت باشد از آنکه او باشد، و هیچ با او نباشد [و چون‏] حق- جلّ جلاله- به تجلّى ذاتى بر عارف متجلّى گردد، و کشف غطاء شود [اگرچه حق در مرتبه واحدیّت، به اسماء و صفات ظهور کرده باشد، و اعتبار کثرات کونیّه‏ و مظاهر وجودیّة [خارجیّه‏] توان کرد] عارف همچنان بیند که خداوند است وحده، و با وى هیچ نیست. آخر شنوده باشى که: چون این حدیث نبوى در حضور شیخ الطایفة جنید بغدادى‏ قدّس سرّه بر خواندند که:

«کان اللّه و لم یکن معه شی‏ء»

که حکایت از اوّلیّت حق است؛ شیخ اوّلیّت را در عین آخریّت، و آخریّت را با عین اوّلیّت جمع یافت؛ گفت: «الآن کما کان». که عارف نزد کشف غطاء و تجلّى عظمى، خلق در نظر وى، و وى در حق، فانى مى‏‌گردد. پس از حق، خلعت بقا مى‏‌یابد و مشاهده حق به حق مى‏‌کند. بلغنا اللّه الى درجاته.


و لهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أوّلیته اوّلیّة وجود التقیید لم یصحّ أن یکون آخرا للمقیّد، لأنه لا آخر للممکن، لأن الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. و إنّما کان آخرا لرجوع الأمر کلّه إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فى اوّلیّته، و الأوّل فى عین آخریّته.

«و لهذا» اشارت داد به بحث سابق در اوّلیّت. و ضمیر مرفوع منفصل عاید به حق.

یعنى‏: از بهر آنکه اوّلیّت او- تعالى شأنه- از افتتاح وجود از عدم نیست آخریّت او اثبات کردند. چنانکه گفته است و هو أصدق القائلین که: «هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ».( س 58- 3) که اگر اولیّت او چون اولیّت موجودات مقیده بودى [یعنى که: افتتاح وجودش از عدم بودى‏] اطلاق اسم «الآخر» به او درست نیامدى. چرا که: هرچه اولیت او، به ‏آن معنى باشد، آخریت او نیز مثل اولیت او باشد. پس [آخریت او] عبارت از انتهاى موجودات مقیّده باشد و موجودات مقیّده که ممکنات ‏اند، غیر متناهیه ‏اند. پس او را آخر نباشد. و در این سخن که شیخ فرموده، جاى توهّم است که کسى گوید: مگر شیخ به «دهر» قایل است و قدم دنیا را.

حاشا که شیخ را این اعتقاد باشد. و دفع این توهّم‏ به این باید کرد که این «لا نهایة لها» بحسب دار آخرت است، که ممکنات متقلبه‏ [که از اوّل تا آخر در خلق جدیداند] در دنیا متناهیه‏اند؛ که هرآینه ایام دنیویه بسر آید و باز تقلبى بحسب دار آخرت باشد؛ و آن هرگز متناهى نگردد. و مؤیّد این قول که شیخ به دهر قایل نیست، این است که: هم در این فصّ فرموده که: «إذا زال و فکّ‏ اى الخاتم ینتقل الأمر الى الآخرة فیکون ختما أبدیّا على خزانة الآخرة.» و در دیگر کتب شیخ تصریح به این فرموده. چنانکه در کتاب‏ «نقش الفصوص» گفته است که: «یخرب الدنیا و ینتقل الامر الى الآخرة» پس آخریت حق تعالى عبارت باشد از فناى موجودات، ذاتا و صفة و فعلا، در ذات و صفات و افعال حق تعالى؛ و رجوع امر به آن حضرت به کلّیت. «و إلیه یرجع الأمر کلّه» شرح آخریت او دان.

و امّا قید «بعد نسبة ذلک إلینا» اشارت است به آنکه: همه افعال و صفات به اصالت، حضرت حق را است؛ و به تبعیت‏ وجود ما را. و چون رجوع به آن حضرت شد، همه به اصل خود باز گردد؛ که: «التّوحید إسقاط الاضافات.» و تعیّنات مقیّدات منعدم گردد و به اصل خود که عدم بود، باز گردد. و لیکن وجود من حیث هو الوجود، اصلا منعدم نگردد. و در این بحث مثالى روشن‏تر از این نمى‏بینم بحسب محسوس که: فناى تعیّنات و مقیّدات مانند فناى قطره در بحر و جلید در حال گداختن وى در آب است. که هر دو در آب [که اصل وجود او بودند] چنان شوند که تمایز برخیزد؛ و تعیّن نماند: «البحر بحر، و الماء ماء، و القطرة رسم، و الجلید اسم» و عارف را این قیامت، پیش از قیامت کبرى حاصل گردد، نزد تجلیّات ذات و صفات و افیاض انوار متوالیات.

هر که امروز معاینه رخ یار ندید طفل راه است اگر منتظر فردا شد


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 142-144

فلا تنسب إلیه الأوّلیّة مع کونه الأوّل.

لاجرم اولیّت بدین معنى نسبت کرده نمى‏شود به حق، چنانکه اولیّت بدین معنى نسبت کرده مى‏‌شود به اعیان و ارواح کما

قال علیه السلام: «أوّل ما خلق اللّه العقل»

یعنى اوّل آنچه از عدم به وجود آمد عقل است، چه آن مسبوق به عدم ذاتى است اگرچه مسبوق نیست به عدم زمانى، امّا اوّلیتى که به حق نسبت کرده مى‏شود به معنى مبدئیّت اوست کلّ اشیا را، چنانکه آخریّتش به معنى منتهى کل شى‏ء بودن است یا اولیّت به معنى بودن اوست سبحانه در مقام احدیّت بدان حیثیّت که هیچ‏‌چیز با او نباشد کما

قال علیه السّلام: «کان اللّه و لم یکن معه شى‏ء».

و این معنى با آخریّت جمع‏ مى‏شود چنانکه جنید علیه‌‏الرحمه، در حالت استماع حدیث مذکور گفت:

«و الآن کما کان»، یعنى متغیّر نشده است این مقام از حال خود، عالم هنوز کما لم یکن برقرار خود است و حق کما لم یزل برقرار خود است. بیت:

پیش ازین دیدى جهان چون بود در کتم عدم‏ هم بر آن حال است حالى همچنان انداخته‏


اگرچه در مرتبه «واحدیّت» ملاحظه اسما و صفات و اعیان ثابته کائنات با او هست؛ اما عارف را در حالت تجلّى ذاتى که اوان قیام قیامت کبراى او است و زمان فناى خلق در پیش نظر جمال‏‌نماى او و مقام مشاهده ربّ هم به ربّ است چون من و ما ریخته و اولیّت به آخریت آمیخته باشد.


و لهذا قیل فیه الآخر فلو کانت اولیّته اوّلیّة وجود التّقیید لم یصحّ أن یکون الآخر للمقیّد لأنّه لا آخر للممکن لأنّ الممکنات غیر متناهیّة فلا آخر لها. و إنّما کان آخرا لرجوع الأمر کلّه إلیه بعد نسبة ذلک إلینا، فهو الآخر فى عین أوّلیّته و الأوّل فى عین آخریّته.

یعنى از براى آنکه اولیّت او عبارت از افتتاح وجود از عدم نیست آخر گفتن را سزاوار آمد کما قال تعالى‏ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ، پس اگر اولیّت او چون اولیّت موجود مقید بمعنى افتتاح وجود از عدم بودى درست نیامدى آخر بودن، بدین معنى. چه آخریّت برین (بدین- خ) تقدیر عبارت باشد از انتهاى موجودات مقیّده بدو (به او- خ) و حال آنکه ممکنات متناهى نیستند.

باید که ازین سخن گمان برده نشود که شیخ قدّس سرّه قائل به قدم دنیا و عدم انقراض ظواهر اشیاست، بلکه در جمیع کتب تصریحات دارد به خرابى دنیا ,

انتقال امر به آخرت کما قال فى هذا الکتاب: «إذا زال و فکّ أى الخاتم ینتقل الأمر إلى الآخرة فیکون ختما أبدیّا على خزانة الآخرة». و در نقش فصوص مى‏فرماید:

«یخرب الدّنیا و ینتقل الأمر إلى الآخرة» و در فتوحات نیز برین معنى تصریحات دارد. بلکه آخرت او عبارت است از فناى ذات و صفات و افعال موجودات در ذات و صفات و افعال حق و ظهور قیامت کبرى و رجوع همه امر به سوى حق تعالى بعد از نسبت کردن امر به ما، چه این اشیا اوّل حق را بود بعد از آن به ما نسبت کرده آمد (کرده شد- خ) پس چون راجع شود به اصل خود فانى گردد در وى چون فناى قطره در دریا و ذوبان سنگچه در ماء. )سنگچه یعنى تگرگ و یخ که ترجمه جلید در عبارت قیصرى است که گوید:« کفناء القطرة فی البحر و ذوبان الجلید فی الماء»( شرح قیصرى بر فصوص الحکم- چاپ اول سنگى- ص 86) (و منعدم نمى‌‏شود اصلا بلکه انعدام تعین او راست و او مستهلک مى‏‌گردد در تعین ذاتى که تعینات ازو متفرع شده بود و راجع مى‏‌گردد به اصل خود و لذلک قیل التّوحید إسقاط الإضافات، و رجوع امر به سوى حق پیش از قیامت کبرى نیز حاصل است از آنکه حق در هرآنى خلق جدیدى آفریند؛ اما کسى که چشم بصیرت او مکحّل به کحل عنایت نیست نمى‏‌بیند که‏ بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ و مدّ اکوان (و مدد اکوان- خ) مى‏کند به انواع تجلیّات ذاتیّه و صفاتیّه. و این فیض و اصل مى‏شود به انسان که آخر موجودات است و ازو رجوع مى‏‌کند به انسلاخ معنوى به سوى ربّ. و در حدیث آمده است که:

«إنّ ملائکة النّهار ترجع الى الحضرة عند اللّیل و ملائکة اللّیل ترجع إلیها عند النّهار»

الحدیث.

و تمثیل تجدّد عالم در هر لمحه‏اى به نور چراغى توان کرد که هر نفسى آن چراغ را وجودى دیگر متجدّد شود و کسى که عقل او قاصر است چون نور چراغ را بر یک نسق مشتعل بیند پندارد که شعله او از ابتدا تا انتها یک شعله است بعینه؛ و عقلا دانند که هر لحظه او را صورتى متجدد مى‏شود. بیت:

هم امر محققى و هم صرف خیال‏ جوینده آنچه نزد عقل است محال‏

هر لحظه شود وجود و حال تو جدید با آنکه همانى ابدا در همه حال‏


و چون امر چنین باشد حضرت حق اوّل بود در عین آخریّت؛ و آخر باشد در عین اولیت و ازلا و ابدا این دو صفت دائم باشد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 525

فلا تنسب إلیه الأوّلیّة مع کونه الأوّل. 

این چنین اولیت به وى نسبت نکنند، بلکه [اولیّت‏] حق عبارت از بود اوست در مقام احدیّت. حینى که او بود و هیچ با او نبود. و و آخریّت آن که او بود و هیچ با او نبود. و چون حق- عزّ و علا- به تجلّى ذاتى بر سالک متجلّى شود اگر چه حق در مرتبه اسماء و صفات ظهور کرده باشد، و اعتبار کثرت کونیّه و مظاهر وجودیّه توان کرد، امّا این سالک چنین بیند که خداوندست وحده، با وى هیچ نیست.


و لهذا قیل فیه الآخر. فلو کانت أوّلیّته اوّلیّةوجود التّقیید لم یصحّ أن یکون الآخر للمقیّد، لأنّه لا آخر للممکن، لأنّ الممکنات غیر متناهیة فلا آخر لها. و إنّما کان آخر الرّجوع الأمر کلّه إلیه بعد نسبة ذلک إلینا. فهو الآخر فی عین أوّلیّته، و الأوّل فی عین آخریّته.

شرح یعنى به جهت آن که اوّلیت او- تعالى- عبارت از افتتاح وجود از عدم نیست، آخریّت خود ثابت کرد که‏ «هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ»؛ که اگر اولیت او چون اولیت موجودات مقیّده بودى یعنى مفتتح از عدم، اطلاق آخر برو درست نیامدى. زیرا که آخریّت هر چیز مثل اولیّت آن چیز خواهد بود. پس اگر اولیت وى اولیت وجود مقیّد بودى، آخریت او انتهاى موجودات بودى.

و ممکنات غیر متناهیه‏‌اند. بلى منتقل شود ظهور مظاهر اعیان از نشأت دنیوى به نشأت اخروى، و آخریّت حق عبارت بود از فناى موجودات ذاتا و صفة و فعلا در ذات و صفات و افعال حق- عزّ شأنه- و رجوع امر به آن حضرت به کلّى، و «إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ» شرح آخریّت او دان.

و أمّا قوله «بعد نسبة ذلک إلینا»، اشارتست که همه افعال و صفات، به اصالت، حضرت حق راست،

و به تبعیّت وجود ما را، و چون رجوع به آن حضرت شد، همه به اصل خود باز گردد که: البحر بحر و الماء ماء و القطرة رسم، و الجلید اسم.