عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السابع والعشرین :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فالعالم) الذی هو الإنسان الکبیر کله (شهادة) بالنسبة إلى جمیع ما فیه. (والخلیفة) وحده الذی هو هذا الإنسان الصغیر (غیب ) عن أهل الشهادة الذین هم جمیع العالم.

فلا یعرفه أحد من جملة العالم إلا بما هو علیه ذلک الأحد من الکمال أو النقصان، وأما هو فیعرف نفسه ویعرف ربه ویعرف غیره من أهل الکمال ومن أهل النقصان ولیس معه فی رتبته غیره. لأن الخلیفة واحد غیر متعدد فی هذا العالم.

والمراد الخلیفة الکامل على جمیع العالم الذی على قدم آدم علیه السلام، وإلا فکل واحد من بنی آدم مستخلف فی الأرض على طرف من الأشیاء ولو ثوبه الذی یلبسه وداره التی یسکنها کما قال تعالى: "وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه " 7 سورة الحدید.

وغیر الکامل من الخلفاء قاصرون عنه ولو بشیء واحد من العالم یمسک عنه مفتاح ذلک الشیء، فلا یملکونه لتحفظ على ذلک الکامل رتبته.

وهو واحد فی کل زمان إلى یوم القیامة، وجمیع الخلفاء فی مشارق الأرض ومغاربها عاملون على ما تحت یدیهم مما هم مستخلفون فیه من جهة هذا الخلیفة الواحد الکامل.

فإذا مات تولی بعد مرتبته من قاربه فی المقام، وله العزل لجمیع عماله، وله التولیة على کل حال.

وذکره الله قالا وحالا، ولا یخرج عن التبعیة له إلا الأفراد من أهل الله، لأن ذکرهم هو، فهم المستغرقون فی الهویة الإلهیة.

فإذا رجعوا إلى حسهم وصحوا من جمعهم دخلوا تحت حکمه وتصرف فیهم بحسب ما استعدوا له من کمال أو نقصان کباقی الخلق.

ولا یعرفه من جمیع الخلق أحد، وإنما یستمدون منه من غیر معرفة له على حسب مراتبهم الکمالیة والنقصیة.

وفی ظنهم أنهم یستمدون من الحق تعالی بلا واسطة، وهو جهل منهم بما الأمر علیه، وربما عرف استمداده منه بعض أهل الله تعالى أصحاب المقامات، وربما جهل ذلک بعضهم وإن کان فی مقام القرب.

ولو شئنا لشرحنا کیفیة إمداده لجمیع العالم، وبنیا ما به الإمداد منه، وفرقنا بینه وبین سائر أهل الله تعالی أصحاب المناصب:

کالأقطاب والأئمة والأوتاد والأبدال والنجباء والنقباء، وذکرنا رقائقهم المتصلة به اتصال الشعاعات فی أقطار الأرض بقرص الشمس.

إلى غیر ذلک من أحواله ومقاماته ومکانه وزمانه، واسمه ورسمه، ولکن نخرج بذلک عن صدد ما نحن بصدده من هذا الشرح المختصر.

وإن فسح الله فی الأجل ویسر فی العمل جعلت ذلک فی کتاب حافل و ببیان أکثر مما ذکرت کافل.

(ولهذا)، أی لکون الخلیفة الکامل فی رتبة الخلافة غیب عمن سواه (یحجب السلطان) من سلاطین الدنیا بالوزراء والعمال والأعوان والجنود والعساکر (ووصف الحق) تعالى(نفسه بالحجب الظلمانیة) على أهل الغفلة .

(وهی)، أی الحجب الظلمانیة (الأجسام الطبیعیة الکثیفة) المرکبة من الطبائع الأربع المتکاثفة إلى

العناصر الأربعة (و) بالحجب (النوریة) أیضا ف عن أهل الیقظة .

(وهی)، أی الحجب النوریة (الأرواح اللطیفة والعقول والنفوس وعالم الأمر والإبداع) المنبعثة عن النور الأول بلا واسطة.

وهذه الحجب وردت فی الحدیث عن رسول الله صلى الله علیه وسلم أنه قال : «إن الله سبعین حجابا من نور وظلمة لو کشفها لأحرقت سبحات نور وجهه ما أدرکه بصره من خلقه».

وورد فی حدیث آخر : قال رسول الله صلى الله علیه وسلم : «سألت جبرائیل: هل ترى ربک قال : إن بینی وبینه سبعین حجابا من نور لو رأیت أدناها لاحترقت».

وفی حدیث آخر: «إن دون یوم القیامة سبعین ألف حجاب».

وحقیقة الحجاب فی حق الله تعالى کمال النور الحقیقی فإن الخفافیش إذا نظرت إلى نور الشمس لم تدرک منها غیر الظلمة فی بصرها فتحجب عنها الشمس بما أدرکته من الظلمة.

والشمس غیر محجبة عنها فی الحقیقة بل هی منحجبة عن الشمس بضعف بصرها کما قال تعالى : "إنهم عن ربهم یومئذ لمحجوبون" 15 سورة المطففین .

وانقسمت الحجب إلى ظلمانیة ونورانیة باعتبار قرب الحجب إلى الله تعالی وبعدها عنه .

فعالم الأنوار الذی هو عالم الأرواح حجبه قریبة إلى الله تعالى لظهوره عنه تعالی بلا واسطة بینه وبینها سوى الأمر الأقدس.

کما قال تعالى : "ویسألونک عن الروح قل الروح من أمر ربی " 85 سورة الإسراء.

و عالم الظلمات الذی هو عالم الأجسام بعید عن الله تعالى لظهوره عنه تعالی بواسطة عالم الأنوار .

(و) قد خلق الله تعالى (العالم)، أی الإنسان الکبیر (بین کثیف) جسمانی (و لطیف) روحانی واللطیف حجاب الکثیف.

(وهو)، أی العالم الجامع الکثیف واللطیف (عین الحجاب على نفسه) التی هی من ورائه کثیفة ولطیفة وهی حقیقة الحضرة من حضرات ربه المتجلی بها علیها (فلا یدرک الحق) تعالی أبدا مثل (إدراکه نفسه) إن أدرک نفسه.

لأن ربه محجوب عنه بنفسه، فلو زال الحجاب زالت نفسه، ولو زالت نفسه زال المذرک ، فلا مدرک فمن یدرک الحق غیر الحق.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فالعالم) بجمیع حقائقه ومفرداته (شهادة) أی ظاهر الخلیفة وصورته (والخلیفة) أی الإنسان الکامل (غیب) أی باطن العالم وروحه المدبر له وهی أی الخلیفة وإن کان موجودة فی الخارج لکنه بحسب الحقیقة یکون غیبة وروحا مدبرة للعالم الکبیر الروحانی والجسمانی فالعقل الأول أول ما یربه الخلیفة من عالم الأرواح فالخلیفة سلطان العالم کله .

(ولهذا) أی ولأجل کون الخلیفة غیبة (بحجب السلطان) عن الخلائق لوجود نوع من معنى الخلافة فیه، لما فرغ عن بیان الارتباط

الذی یحصل العالم لنا به شرع فی بیان الارتباط الذی احتجب الحق عنا به.

فقال : (ووصف) أی وستر (الحق نفسه) وإنما فسرنا الوصف بالستر لأنه لا یقال فی کل لسان من الأنبیاء والأولیاء الله جسم طبیعی أو جسم نوری.

بل قال رسول الله صلى الله علیه وسلم  : "إن الله سبعین ألف حجاب" ولم یقل ألف صفات فلا حظ للوجوب الذاتی فی هذه الأشیاء على الوصفیة کما لا حظ لنا فی الوجوب الذاتی .

فظهر أن مراد الشیخ بالوصف الستر أو غیر ذلک من المعنى المناسب الحضرة الحق واللائق به لا ما اصطلح علیه القوم .

وإنما اختار لفظ الوصف لیجانس ما قبله وینظم کلامه فی مسألة الارتباط فی سلک واحد وهو نوع من البلاغة أو المعنى وصف نفسه (بالحجب الظلمانیة) أی وصف نفسه بالأسماء التی هی مظاهر لها أو المعنى وصف نفسه بصفات الحجب الظلمانیة.

کما قال : "جعت ومرضت" وغیر ذلک مما ورد به الإخبارات الإلهیة (وهی الأجسام الطبیعیة و ) وصف نفسه بالحجب (النوریة وهی الأرواح اللطیفة فالعالم) دائر (بین کثیف) طبیعی (ولطیف) روحانی ولما وصف نفسه بالحجب الظلمانیة والنوریة وکنا بین کثیف ولطیف احتجب ذاته تعالى عنا بنا .

فحجابنا علینا فی الحلق عین وجودنا وهو معنى قوله : (وهو) أی العالم (عین الحجاب على نفسه) أی على العلم فإذا کان وجود العالم عین الحجاب على نفسه.

(فلا یدرک) العالم (الحق إدراکه) أی العالم نفسه، فإنه لما اتصف بالعالمیة فلا یقع نظره على ذوق وشهود إلا إلى العالم لا إلیه تعالى.

(فلا یزال) العالم (فی حجاب لا یرفع) وإلا لانعدم العالم .

کما قال : "إن الله تعالی سبعین ألف حجاب من نور وظلمة لو کشفها لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه".

(مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره) یعنی أن هذا الحجاب لا یمنع علمه بأن الله واجب بالذات وغنی عن العالم والعالم بذاته مفتقر إلیه تعالى.

قوله : (ولکن لا حظ له) أی لا علم للعالم علم ذوق (فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق) استدراک عن قوله مع علمه فإذا لم یکن له حظ فی الوجوب الذاتی (فلا یدرکه أبدا) .

أی فلا یدرک العالم الحق تعالی أبدأ . علم ذوق من هذا الوجه. فإن ذوق الشیء شیئا فی غیره فرع ذوقه ذلک الشیء فی نفسه . فإذا لا یدرکه من هذه الحیثیة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

قوله رضی الله عنه : "ووصف الحق نفسه الکریمة بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة، فالعالم بین لطیف وکثیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق أحد إدراکه نفسه.

فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی وجوب الوجود الذاتی الذی لوجود الحق تعالی، فلا یدرکه أبدا."

قلت: یعنی ما ورد من قوله صلى الله علیه وسلم وعلیه السلام: "إن الله تعالى سبعین ألف حجاب من نور وظلمة لو کشفها لأحرقت سبحات وجهه کل ما انتهى إلیه بصره من خلقه " فذکر تعالى أن حجبه من نور وظلمة وهی الأرواح والأجسام وحقیقتهما أنهما کثیف ولطیف.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

قال الشیخ رضی الله عنه : " فعالم شهادة والخلیفة غیب ، ولهذا احتجب السلطان ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام العنصریة الکثیفة والنورانیة وهی الأرواح والعقول والنفوس وعالم الأمر والإبداع ، والعالم بین لطیف وکثیف ، فهو عین الحجاب على نفسه فلا یدرک الحق إدراکه نفسه ولا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنّه متمیّز عن موجده بافتقاره و لکن لا حظَّ له فی وجوب الوجود الذاتی الذی للحق ، فلا یدرکه أبدا ".

قال العبد أیّده الله به :

خلق الله آدم على صورة الرحمن ، کما نطق به الصادق الذی ما ینطق عن الهوى لأنّ الخلیفة على صورة مستخلفه فیما استخلف فیه واستنیب ، وإن لم یظهر بصورة مستخلفه فما هو بخلیفة .

ثم خلق الله العالم على صورة آدم لما ذکرنا أنّ العالم صورة تفصیل النشأة الإنسانیة ، والإنسان صورة جمعها الأحدیة فهو غیب العالم .

والعالم شهادته وظاهره لکون الکثرة والتفرقة حجابا ظاهرا ، والجمعیة الأحدیة غیبا باطنا ، فالإنسان روح العالم وقلبه وسرّه الباطن ولبّه .

ولهذا السرّ وجد احتجاب السلاطین والخلائف ضرب مثال للأمر ، حتى یکون غیبا ، کما أنّ اللبّ غیب فی القشر ، وذلک ألیق بعزّة الخلیفة وعظمته ، کما أنّ الله تعالى وصف نفسه على لسان رسولنا بالحجب .

فقال صلَّى الله علیه وسلَّم : " إن لله سبعین ألف حجاب من نور وظلمة " ، فالاحتجاب بالحجب من مقتضیات السلطنة والخلافة .

ولمّا کان العالم بین لطیف وکثیف ، جسم وروح ، قد تعیّن الوجود الحق عامرا لعوالمهما وکثراتهما غیر المتناهیة ، وکلّ من العالمین حجاب على الآخر ، فتحجّب اللطیف بالکثیف ، والکثیف باللطیف ، واللطیف باللطیف والکثیف .

فالعالم عین حجابه على نفسه ، فلا یدرک الحق أبدا إلَّا من وراء هذه الحجب الکثیفة واللطیفة وذلک لأنّه لا حظَّ له فی الوجوب الذاتی ولأنّه مفتقر فی الوجود إلى من یتوهّم أنّه غیره ، فلا یزال فی حجاب الغیریة ما بین کثیف نسمّیه جسما ، ولطیف نسمّیه روحا أو عقلا أو نفسا أو معنى ، وهی فیما بینها أغیار لوجود المغایرة بین التعیّنات الحقیقیة والخصوصیات الذاتیة ، فلو شهد العالم العین المحتجبة بحجب الغیریة عن أعین أعیان الأغیار أنّها بالحقیقة عین هذه الأغیار ، لزال عن عینها الغین والحجاب ، ولکنّ العزّة والغیرة أوجبتا الغیریة ، ولا بدّ ،" وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَکَشَفْنا ما بِهِمْ من ضُرٍّ لَلَجُّوا فی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ "..


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

ولهذا قال ( فالعالم شهادة والخلیفة غیب ) لأنه من حیث الصورة داخل فی العالم ، ومن حیث معناه خلیفة الله ورب وسلطان للعالم

( ولهذا المعنى یحجب السلطان کما ذکر ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة والنوریة وهی الأرواح اللطیفة ، فالعالم بین کثیف ولطیف وهو عین الحجاب على نفسه ) فالظلمانیة أجساد العالم والنورانیة أرواحه .

ولیس العالم إلا هذه الأجسام الکثیفة والأرواح اللطیفة فهو حجاب على نفسه

( فلا یدرک الحق إدراکه نفسه ) لأن الشیء لا یدرک إلا ما فیه ولیس فی العالم إلا الحجب ، فلا یدرک إلا الحجاب دون المحجوب.

( فلا یزال فی حجاب لا یرفع ) من هذا الوجه ( مع علمه ) أی مع أنه محجوب بحجاب آخر وهو علمه .

( بأنه متمیز عن موجده بافتقاره ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق فلا یدرکه أبدا ) أی ولکن لا یعلم من علمه بافتقاره الوجوب الذاتی الذی للحق إذ لا حظ له منه بوجه ، وما لیس فیه شیء منه لم یدرکه إدراک ذوق وشهود.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

(فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولهذا تحجب السلطان) أی، العالم ظاهر والخلیفة باطن.

وإنما أطلق (الشهادة) علیه، مع أن بعضه غیب کعالم الأرواح المجردة، مجازا بإطلاق اسم البعض على الکل.

فالمراد بـ (العالم) هنا العالم الکبیر الروحانی والجسمانی، لأنه صورة الحقیقة الإنسانیة وهی غیبه. ولما کان الإنسان الکامل مظهرا لکمالات هذه الحقیقة وخلیفة ومدبرا للعالم، جعله غیبا باعتبار حقیقته التی لا تزال فی الغیب وإن کان الخلیفة موجودا فی الخارج.

وکون الخلیفة غیبا أیضا اتصاف بصفة إلهیة، فإن هویته لا تزال فی الغیب. وإنما جعلنا الخلیفة غیب الأرواح أیضا، لأن ما یفیض على العقل الأول وغیره من الأرواح أیضا إنما هو بواسطة الحقیقة الإنسانیة لأنه أول مظاهرها.

کما قال صلى الله علیه وسلم: "أول ما خلق الله نوری". أی، نور تعینی وحقیقتی الذی هو العقل الأول الذی ظهر فی عالم الأرواح أولا.

ولا شک أن المظهر مربوب لما ظهر فیه، وإن کان باعتبار آخر هو یرب ما دونه من الأرواح وغیرها، لذلک یبایع القطب هو ومندونه ویستفید منه.

الظلمانیة والنوریة، کما قال: "إن لله سبعین ألف حجاب من نور وظلمة، لوکشفها، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه".

ولما کانت الأجسام الطبیعیة مظاهر لصفات تستر الذات سترا لا تکاد تظهر بها، جعلها حجبا ظلمانیة للذات بقوله: (وهی الأجسام الطبیعیة).

وکذلک جعل الأرواح حجبا نورانیة مع أنها حجب هی مظاهر للصفات المظهرة للذات

بوجه، کما أنها ساتره لها بوجه. ألا ترى أن الشعاع وإن کان یستر الشمس لکن یدل علیها ویظهرها أیضا.

(فالعالم بین لطیف وکثیف) أی، کما أن الحق موصوف بالحجب الظلمانیة والنورانیة، کذلک العالم موصوف بالکثافة واللطافة، فهو دائر بین الکثیف واللطیف.

(وهو عین الحجاب على نفسه) أی، العالم هو عین الحجاب على نفسه، أی، تعینه وإنیته التی بها تمیز عن الحق وتسمى بالعالم هو عین حجابه، فلو رفعت الإنیة ینعدم العالم.

وإلیه أشار الحلاج (رض) بقوله:

بینی وبینک إنی ینازعنی  ... فارفع بلطفک إنیی من البین.

ویجوز أن یعود الضمیر إلى الحق. أی، الحق من حیث أنواره عین الحجاب على نفسه کما قیل: "ولیس حجابه إلا النور ولا خفاؤه إلا الظهور."

(فلا یدرک الحق إدراکه لنفسه) أی، فلا یدرک العالم الحق کما یدرک نفسه ذوقا ووجدانا، لأن الشئ لا یدرک غیره بالذوق إلا بحسب ما فیه منه، ولیس فی العالم، من حیث إنه عالم وسوى، إلا الحجب النورانیة والظلمانیة، فلا یدرک بالذوق إلا إیاها.

فضمیر (إدراکه) و (نفسه) عائد إلى (العالم). ویجوز أن یعود الضمیر إلى (الحق). أی لا یدرک العالم الحق کما یدرک الحق نفسه. فإن العالم من حیث إنه مظهر للحق مشتمل علیه، فیدرکه فی الجملة، لکن لا یمکن أن یدرکه على الحقیقة کما هی.

(فلا یزال فی حجاب لا یرفع) أی، فلا یزال العالم فی حجاب لا یرفع، بمعنى أنه محجوب عن الحق بإنیته، ولا یقدر على حق معرفته ولا على معرفة نفسه، فإنه لو عرف نفسه لعرف ربه، لأن ذاته عین الذات الإلهیة وما فاز بهذه المعرفة إلا الإنسان الکامل، لذلک صار سید العالم و

خلیفة علیه.

(مع علمه بأنه متمیز عن موجده بسبب افتقاره إلیه) أی، لا یزال العالم فی الحجاب، مع علم العالم بأنه متمیز عن موجده بسبب افتقاره إلیه.

والعلم بامتیازالشئ عن غیره یوجب العلم بهما، فالعالم عالم بالحق من حیث إنه غنى وواجب بالذات. ولما کان العالم مفتقرا إلیه ومتصفا بالإمکان، وإن کان متصفا بالصفات الإلهیة.

استدرک بقوله: (ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق) أو استدراک من قوله: (فأوجد العالم غیب وشهادة لندرک الباطن بغیبنا والظاهربشهادتنا).

أی، العالم متصف بصفاته، إلا بالوجوب الذاتی الذی لوجود الحق.

(فلایدرکه أبدا) أی، فلا یدرک العالم الحق أبدا من حیث وجوبه الذاتی، لأن المدرک ما یدرک شیئا بالذوق والوجدان إلا بما فیه منه، ولیس له حظ فی الوجوب الذاتی، فلا نسبة بینهما.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

فلذلک قال: (فالعالم) أی: الکبیر من حیث اشتماله على صور الأسماء المتقابلة متفرقة منفصلة (شهادة)؛ لأن العلم التفصیلی یشاهد فیه أجزاء المعلوم، وصفاته واحدة بعد واحدة .

والخلیفة من حیث اشتماله على صور الأسماء المتقابلة مجتمعة محملة غیب إذ لا یشاهد فی العالم الإجمالی أجزاء المعلوم، ولا صفاته واحدة بعد واحدة؛ ولهذا أی: هو لأجل أن(و الخلیفة) الحقیقی (غیب یحجب) عن نظر العامة (السلطان) الذی هو: الخلیفة الظاهر لتکون الصورة على نهج الأصل، ولهذا لا یعرف الخلیفة الحقیقی من لم یبلغ مرتبته إلا باعتبار ظاهر صورته.

وإنما کان الخلیفة غیبا لیناسب به الحق، إذ (وصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة، وهی الأجسام العنصریة)، قید الأجسام بها لکمال معنى الحجابیة فیها؛ لأن تبدل الصور فیها یدل دلالة واضحة على أن لها مادة استترت بصورتها، فلما صار بعضها حجابا على بعضها فهی أولى بکونها حجابا على غیرها والسماوات السبع عنده من الأجسام العنصریة بخلاف تلک المنازل وتلک البروج والعرش والکرسی.

ثم وصفها بقوله: (الکثیفة)؛ لأن الکثافة تدل على الظلمة ووصف نفسه أیضا بالحجب النورانیة: (وهی الأرواح اللطیفة) فإنها لما کانت أنوارا قریبة منا حجبت ما وراءها من الأنوار عن العقل واللطافة تدل على نورانیتها.

وهذا إشارة إلى قوله صلى الله علیه وسلم: "إن لله سبعین ألف حجاب من نور وظلمة، لو کشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه" .

فجعل رضی الله عنه قوله صلى الله علیه وسلم بمنزلة قول الله تعالى؛ لأنه لا "ینطق عن الهوى إن هو إلا وحی یوحى" [النجم: 3، 4].

ومعنی احتجاب حق بها أنه تعالى أظهر صورها وآثارها، وأخفى من ورائها أفعاله وصفاته وأسماءه، وهذه الحجب لا بد من تحققها فی حق الخلیفة أیضا؛ فإنه یتصرف أیضا بهذه الأجسام والأرواح کأنها جسمه وقواه؛ فهو محتجب وراءها احتجاب روح الإنسان وراء أعضائه وقواه؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.

(فالعالم بین کثیف ولطیف) وإذا کانت الکثافة ظلمة واللطافة نورا، وهما حجابان فالعالم کله حجاب لا متردد بطریق الحصر بین کثیف هی أجسام العالم کله عنصرا أو غیره، وإن کان بعضه اللطف من بعض ولطیف هی أرواحه.

وهذا الحجاب لیس بالنسبة إلى الحق یمنعه من إدراک ما فی العالم أو ما وراءه، لو فرض بل )وهو عین الحجاب على نفسه( یمنعه من إدراک الحق الإدراک الکامل، ولا ینبغی أن یعرض بینه وبین الحق حجاب آخر، کما هو المتعارف فی الحجب الظاهرة من الأجسام، )فلا یدرک العالم الحق مثل إدراک نفسه(؛ لأنه إنما یتم إدراکه برفع الحجاب، وهو نفسه فإذا رفع نفسه فمن یدرک الحق منه.

(فلا یزال) العالم فی (حجاب) عن الحق (لا یرفع) عنه؛ لأنه ما بقی فهو فی حجاب نفسه، وإذا رفع فهو فی حجاب العدم هذا (مع) حجاب آخر لمن یعلم منه هو حجاب(علمه بأنه متمیز عن موجده)، والتمییز مباینة توجب البعد الموجب للجهل، مع أن ذلک التمیز (بافتقاره إلیه)، فلا یدرکه ما لم یرتفع عنه حجاب افتقاره إلیه بالوجوب الذاتی.

(ولکن لاحظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق)، وإن فنی وجوده فی وجود الحق، وبقی به (فلا یدرکه أبدا) لا حال الفناء والبقاء، ولا بدونهما.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

قال رضی الله عنه : ( فالعالم شهادة ) بالنسبة إلیه (والخلیفة غیب ولهذا یحجب السلطان) لیظهر قهرمان حکمه بنفوذ الأمر .

( ولهذا وصف الحقّ نفسه بالحجب الظلمانیّة ، وهی الأجسام الطبیعیّة والنوریّة ، وهی الأرواح اللطیفة ) .

فیما روی عن النبی صلَّى الله علیه وسلَّم : "إنّ لله سبعین ألف حجاب من نور وظلمة ، لو کشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه" .

( فالعالم بین کثیف ولطیف ) لا یخلو أمره عنهما ( وهو عین الحجاب على نفسه ) ضرورة أنّه هو الحاجب ، ولا محجوب به غیره (فلا یدرک) العالم حینئذ (الحقّ إدراکه نفسه) ضرورة أنّه إنّما یدرکه من وراء الحجاب ، وذلک هو الأوصاف المشترکة بین الحقّ والعالم ، التی هی عین العالم کما سبق بیانه .

(فلا یزال فی حجاب لا یرفع) لامتناع رفع الشیء عن نفسه، فالعالم أبدا فی حجاب نفسه (مع علمه بأنّه متمیّز عن موجده بافتقاره) إلیه واستغنائه عنه .

وهذا معنى تسبیح الأشیاء للحقّ، فهو إنّما یعلم الموجد بصفة الاستغناء من وراء حجاب الکبریاء، فعلمه به من حیث الأوصاف العدمیّة، لا غیر .

( لکن لا حظَّ له فی وجوب الوجود الذاتی الذی ) هو من الأوصاف الثبوتیّة ( لوجود الحقّ ) لما نبّهت علیه أن علمه إنّما یتعلَّق بالأوصاف التنزیهیّة ، ولا دخل له فی الأوصاف الثبوتیّة أصلا (فلا یدرکه أبدا ) .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قوله رضی الله عنه :  (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان. ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة. فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه. فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره. ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.)

قوله : "فالعالم شهادة و الخلیفة غیب، و لذا تحجَّبَ السلطان."

وإذا عرفت هذا (فالعالم) بوجوه کثیرة تظهر بالتأمل شهادة بالنسبة إلى الإنسان الکامل (و) الإنسان الکامل الذی هو (الخلیفة غیب) بالنسبة إلیه .

(ولا) یخفى أن عالم الملک شهادة مشهودة والخلیفة بحسب نشأته العنصریة أیضا غیب .

لکن من حیث خلافته لا مطلقا فإنه لا یعرفه من هذه الحیثیة الا بعض الخواص من أولیاء الله سبحانه .

(ولهذا)، أی لکونه الخلیفة غیبا (تحجب) السلطان، لأنه مظهر الخلافة الغیبیة فی الملک لذلک وجب الانقیاد والمطاوعة له.

ولما انساق الکلام إلى ذکر الحجاب أراد أن ینبه على المراد بالحجب الإلهیة الواقعة فی الکلمات النبویة.

قوله : "و وصف الحق نفسه بالحُجُب الظلمانیة و هی الأجسام الطبیعیة، و النوریة و هی الأرواح اللطیفة. "

فقال : (ووصف الحق نفسه) شأن نبیه صلى الله علیه وسلم : (بالحجب الظلمانیة)، أی بأن له حجبة ظلمانیة.

(وعن الأجسام الطبیعیة) عنصریة کانت أو غیر عنصریة (و) بالحجب (النوریة)، أی بأن له حجبة نوریة (وهی الأرواح اللطیفة) مثالیة کانت أو روحیة.

حیث قال صلى الله علیه وسلم:" إن لله تعالى سبعین ألف حجاب من نور وظلمة".

"رواه ابن أبی حاتم فی تفسیره، حدیث رقم 1957 [2/273] وابن حبان الأصبهانی فی العظمة ، حدیث رقم 246  [2/668]."

قوله : "فالعالم بین کثیف و لطیف، و هو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحقَّ إدراکَه نَفْسَه."

(فالعالم) الذی هو عین تلک الحجب دائر (بین کثیف) هو الحجب الظلمانیة (و) بین (لطیف) هو الحجب النوریة .

(وهو)، أی العالم (عبن الحجاب على نفسه)، أی الحاجب إیاها عن شهود الحق وإن کان عینه.

لأن الحجاب لیس إلا الأجسام الطبیعیة والأرواح النوریة التی هی عین العالم أو هو عین الحجاب على نفسه.

أی على نفس الحق وذاته بحجبه عن إدراک الحق ذوقا وشهودا .

وإذا کان العالم عین الحجاب فهو یدرک نفسه بلا حجاب .

ویدرک الحق من وراء حجاب (فلا ندرک) أی العالم (الحق) إدراکا یماثل (إدراک)  أی إدراک العالم (نفسه) .

فإن إدراکه نفسه إدراک ذوقی شهودی من غیر حجاب.

وإدراکه الحق من وراء الحجاب الذی هو عینه أو إدراکا یماثل إدراک الحق نفسه.

فإن إدراک الحق نفسه إنما هو بذاته من غیر حجاب.

"فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره."

وإدراک العالم إیاه من وراء الحجاب (فلا یزال) العالم (فی حجاب).

أی فی حجاب تعینه وأنیته عن إدراک الحق (لا یرفع) ذلک الحجاب عنه بحیث لم یصر مانعة عن الشهود ولم یبق له حکم فیه.

فإنه وإن أمکن أن یرتفع تعینه عن نظر شهودی لکن یکون حکمه باقیة فیه ویکون شهوده بحسبه لا بحسب ما هو المشهود علیه .

فلا یرفع الحجاب بالکلیة (مع علمه)، أی العالم (بأنه متمیز عن موجده بافتقاره) إلیه وعدم افتقار موجده إلیه لغناه ووجوبه الذاتی .

فیعلم موجده بعدم افتقاره ووجوبه الذاتی

قوله : "و لکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا."

(ولکن لا حظ له)، أی للعالم فی الوجوب الذاتی الذی الوجود الحق سبحانه (فلا یدرکه).

أی العالم الحق من حیث وجوبه ، أو لوجوب إدراک شیء.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : (فالعالم شهادة والخلیفة غیب، ولذا تحجب السلطان.

ووصف الحق نفسه بالحجب الظلمانیة وهی الأجسام الطبیعیة، والنوریة وهی الأرواح اللطیفة.

فالعالم بین کثیف ولطیف، وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه.

فلا فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره.

ولکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا. )


قال المصنف رضی الله عنه : [فالعالم  شهادة، والخلیفة غیب، ولهذا یحجب السلطان]

قال الشارح رحمه الله :

فالعالم و هو ما سوى الله تعالى على اختلاف أنواعه و أشخاصه روحا و مثالا و جسما شهادة لأنها من أحکام الظاهر، و الخلیفة من حیث أنه خلیفة لا من حیث أنه إنسان غیب حقیقیّ من أحکام الباطن لأنه سرّ العالم.

والسر من ثنائه أن یکون غیبا. فلو ظهر لم یکن سرا حقیقیا، و قد قلنا أنه سرّ العالم و هو أحدیة جمعه و هو روح العالم و مدبره و هویته لا تزال غیبا "فلا یظهِرُ على غیْبهِ أحداً" [ الجن: 26] أبدا .

هذا وهنا إشارات لا یمکن إظهارها، وأسرار لا یقبل إبرازها، ومن هذا المقام ما ورد عن بعض المجاذیب العقلاء: إنه سکر و باح و قال: أما عرفته؟ وأمّا هو ما أعرفه هل عرفنی أم لا؟

یشیر إلى هذا الغیب المطلق، فافهم .

فهو یعلم غیب ربه، یعلم غیبه بنفسه، فمن عرف نفسه فقد عرف ربه .

قال تعالى: "عالمُ الغیْبِ فلا یظهِرُ على غیْبهِ أحداً . إلّا منِ ارتضى مِنْ رسُولٍ فِإنّهُ یسْلکُ مِنْ بیْنِ یدیهِ ومِنْ خلْفِهِ رصداً" [ الجن: 26، 27] .

قال تعالى: "وعلّم آدم الْأسْماء  کُلّها" [ البقرة: 31] و منها (الاسم الباطن) 

و هو الغیب، و لهذا: أی لأجل عزة المرتبة بحجب السلطان لأن المرتبة أمر اعتباریّ لا عین لها فی الخارج، فهو مستور عن أعین الشهادة لعزة المنصب بالمشاکلة .


"" إضافة الجامع : یقول أ. نهاد خیاط  عن االخلیفة :

" إِنِّی جَاعِلٌ فِی الأَرْضِ خَلِیفَةً " والمراد بالخلیفة آدم ـ علیه السلام ـ وهو یرمز إلى الإنسان الکامل الذی تجمعت فیه الأسماء الإلهیة التی لا یبلغها الإحصاء.

وهو بهذه الصفة قد جمع بین صورة العالم وصورة الحق.

وهما ـ الصورتان ـ یدا الحق تعالى المشار إلیهما فی مخاطبة الله تعالى لإبلیس بقوله " مَا مَنَعَکَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِیَدَیَّ " [ص: 75].

یقول الشیخ الأکبر:

ولهذا کان آدم خلیفة، فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها ـ لأن استنادها إلیه فلابد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه ـ وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى، ولذلک قال فیه " کنت سمعه ... ، وبصره .. الخ)

(إشارة إلى حدیث قرب النوافل الذی سوف نذکره فیما بعد) .

ما قال کنت عینه وأذنه: ففرَّقَ بین الصورتین وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود ولکن لیس لأحدٍ مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع.

لکن ما الغایة من خلق الإنسان الخلیفة؟

یجیب الشیخ الأکبر :

هی أن یرى الله تعالى عینه فی کونٍ جامع یحصر الأمر کله لکونه متصفاً بالوجود.

ویظهر به سره إلیه: فإن رؤیة الشیء لنفسه بنفسه ما هی مثل رؤیته نفسه فی أمرٍ آخر یکون له کالمرآة.

فإنه یظهر له نفسه فی صورة یعطیها المحل المنظور فیه مما لم یکن یظهر له من غیر وجود هذا المحل ولا تجلیه له .أهـ ""

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [ و وصف الحق نفسه الحجب الظلمانیة و هی الأجسام الطبیعیة الکثیفة و النوریة و هی الأرواح اللطیفة و العقول و النفوس و عالم الأمر و الإبداع . فالعالم بین کثیف و لطیف، فلا یدرک الحق إدراکه نفسه . فلا یزال فی حجاب لا یرفع، مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره إلیه، و لکن لا حظ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا].


قال الشارح رحمه الله :

(و وصف الحق نفسه بالحجب) . کما ورد فی الخبر الصحیح : "إن لله تعالى سبعین ألف حجاب أو سبعین حجابا من شک الراوی من نور و ظلمة لو کشفها لأحرقت، سبحان وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه"  .

اعلم أن الحجب منها: (حجب عنایة) مثل قوله صلى الله علیه وسلم: " إن لله سبعین ألف حجاب  الحدیث" .

ومنها (حجب نقمة و عذاب) مثل قوله تعالى : "کلّا إنّـهُمْ عنْ ربِّهِمْ یوْمئذٍ لمحْجُوبون" [ المطففین: 15] .

و إن اللّه تعالى لما خلق الحجب، و لا بد فلو لم یحجب لما کانت حجبا، و خلق الله تعالى هذه الحجب على نوعین معنویة و مادیة .

و خلق (الحجب المادیة) على نوعین کثیفة و لطیفة .

و (الحجب اللطیفة) على نوعین شفافة و غیر شفافة .

فـ (الحجب الکثیفة) لا یدرک البصر سواها ما فیها و ما ورائها، و یحصل له الالتباس إذا أدرک ما فیها و یقول کما قیل :

رقّ القلوب و رقت الخمر   .... فتشاکلا فتشابه الأمر

فکأنما خمر و لا قدح     ..... و کأنما قدح و لا خمر

و أمّا المرئی فی الأجسام الصقیلة فلا یدرک موضع الصور منها، و لا یدرک ما ورائها، و یدرک الصور الغائبة عن أعین المدرک بها لا فیها .

فـ (الصور المرتبة) حجاب بین البصر و الصقیل و هو صور لا یقال فیها لطیفة و لا کثیفة، و تشهدها الأبصار کثیفة، و تتغیر أشکالها بتغیر شکل الصقیل، و یتموج بتموّجه، و یتحرک بتحرکه بل بحرکته، و یسکن بسکونه فما فی الجود إلا حجب مسدلة، و الإدراکات متعلقها الحجب، و لها الأثر فی صاحب العین المدرک لها، و أما الحجب المعنویة فأعظم الحجب حجابان حجاب الجهل و حجاب حسیّ، وهو رؤیتک أنانیتک، فما جعل حجابا علیک سواک و هو أکثف الحجب.


فأنت حجاب القلب عن سرّ ....   و لولاک لم یطبع علیه ختامه  

فافهم فإن الأمور کلها أمثال و عبر .

قال تعالى:" فاعْتبرُوا یا أولی الْأ بصارِ" [ الحشر: 2] فافهم .

فـ (الحجب الظلمانیة) و هی الأجسام الطبیعیة یشیر رضی الله عنه إلى بیان الحدیث المذکور حیث جعل صلى الله علیه و سلم الحجب من نور و ظلمة،

و (النوریة ): أی الحجب النوریة و هی الأرواح اللطیفة و الأجساد اللطیفة النوریة

أی (الحجب النوریة) و هی الأرواح اللطیفة و الأجساد اللطیفة النوریة .

فهذه هی الحجب التی وردت فی الحدیث أنهما من نور و ظلمة.

فمن الظلمة وقع التنزیه، فنفینا عنه صفات المحدثات فلم نره.

فنحن جعلنا الحجب على أعیننا بهذا النظر، ومن النور هو ظهوره لنا حتى نشهده وننکر أنه هو کما وقع التجلی فی القیامة. فیشهده العارف فی صور الممکنات وینکره المحجوب.

فهو الظاهر للعارف والباطن للمحجوب دنیا وآخره، وکون الحجاب نورا من أعز المعارف؛ إذ لا یتمکّن النور أن یکون حجابا مستورا، فإنه لذاته یخرق الحجب و یهتک الأستار .


فـ (العالم) الذی هو عین السرّ على نفسه بین (حجاب کثیف) و (حجاب لطیف ).

و لیس العالم سوى هذه الأجسام و الأجساد کثیفها و لطیفها و هو عین الحجاب على نفسه، و انحجب بعینه و تقیده عن الأصل المطلق الذی لا یتقید بالتقیید، کما لا یتقید بالإطلاق، فافهم . 


فلا یدرک الحق سبحانه: أی العالم لا یدرکه تعالى من حیث إطلاقه إدراکه تقسه: أی مثل إدراکه تعالى نفسه، وذاته تعالى و هو مطلق لأن المقید لا یدرک المطلق لعدم المناسبة، فلا یدرک المطلق إلّا المطلق، و العالم مقید فلا یدرک الحق المطلق، فلا یزال أی العالم فی حجاب لا یرفع: 

منحتها الصفات و الأسماء  ..... أن ترى دون برقع اسما

قد تسمّت بهم و لیسوا    ...... فالمسمى أولئک الأسماء

و ذلک لتقیید العالم و عدم إطلاقه، و إطلاق الحقّ تعالى و عدم تقیده، و المقید لا یدرک المطلق أبدا . 

قال تعالى: " وما مِنّا إلّا لهُ مقامٌ معْلومٌ" [ الصافات: 164] لأن الإطلاق مشرف على التقیید لا بالعکس، فیعلمنا و لا نعلمه، و یدرکنا و لا تدرکه.

و أیضا أن ( المطلق) له أن یقید نفسه إن شاء . ومن هذا المقام أوجب على نفسه الرحمة، فیدرک المقید بإدراکه لنفسه بخلاف المقید لا یصح أن یرجع مطلقا بوجه من الوجوه ما دامت عینه، فإن القید صفة نفسه له فلا یفارقها أبدا . 

هذا حکم العالم من حیث أنه عالم لا حکم الإنسان الکامل فإنه مخلوق على الصورة یا أهل یثرب لا مقام لکم، فافهم . 


( مع علمه بأنه متمیز عن موجده بافتقاره) فـ (الحجاب) مسدل مع العلم بالتمیز لأن علمه ما تعدى نفسه من حیث لوازمه الذاتیة، فلا أفاد فی إدراک الحق تعالى شیئا، و لکن أی و إن کان له العلم بالتمیز عن موجده بافتقاره.

و لکن لا حظّ له فی (الوجوب الذاتی لوجود الحق سبحانه ): أی و لو میزه لم یمیزه إلّا بما هو علیه فی نفسه لا بما فی نفس الحق و هو الوجوب الذاتی .  الذی لوجود الحق، فلا یدرکه أبدا.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 52

فالعالم شهادة و الخلیفة غیب،

عالم شهادت است (یعنى عالم ظاهر است) و خلیفه غیب است (یعنى خلیفه باطن و سرّ است)

مراد از عالم، عالم کبیر است که مجموعه روحانى و جسمانى است. زیرا عالم کبیر صورت حقیقت انسانیه است، و خلیفه غیب است. یعنى چون انسان کامل مظهر کمالات حقیقت انسانیه است، مظهر کمالات مجموعه عالم کبیر است و مدبر عالم است و همیشه حقیقتش در غیب است و متصف به صفات الهیه، و این هویت حق همیشه در غیب است. همچنین خلیفه واسطه فیض است. چه بر أرواح و چه غیر آنها که آن چه بر آنها فایض مى ‏شود به واسطه حقیقت انسانیه است. زیرا واسطه در فیضان، عقل اول است و عقل اول، اولین مظهر حقیقت انسانیه است. چنانکه رسول اللّه (ص) فرمود: «أول ما خلق اللّه نوری» از این روى خلیفه غیب است و عالم ظاهر و شاهد. خلیفه به منزله جان عالم است که غیب است (همان طور که جان براى بدن غیب است)

و لذا یحجب السلطان.

 اینکه گفت سلطان در حجاب است و محجوب است، بیان تنظیر و مثال و مظهرى براى این معنى است. یعنى چنانکه سلطان در این نشئه پنهان است و دیگران آشکار، این سلطان نمونه و شباهتکى از آن سلطان خلیفة اللّه است.

یعنى چنانکه در این نشئه افراد یک مملکت به منزله اعضاى پیکرى هستند که به فرمان سلطان هر کس به دنبال کارى است و نظام مملکت مى‏ گردد و دایر است و شخص سلطان از نظر همگان محجوب و غیب است. سلطان خلیفة اللّه نیز نسبت به اعضا و جوارح پیکردار وجود این حکم را دارد.

این که علت غایى وجودا و حصولا بعد از فعل و رتبه قبل از فعل است که به فاعل علت، صفت علیت مى‏‌دهد، این مطلب را تأیید مى ‏کند و توضیح مى‌دهد. به قول عارف رومى:

ظاهرا آن شاخ اصل میوه است             باطنا بهر ثمر شد شاخ هست‏

گر نبودى میل و امید ثمر                     کى نشاندى باغبان بیخ شجر

بهر این فرموده است آن ذو فنون         رمز نحن السابقون الآخرون‏

مصطفى زین گفت کادم و انبیا              خلف من باشند در تحت لوا

گر بظاهر من ز آدم زاده ‏ام                  من به معنى جدّ جدّ افتاده ‏ام‏

کز براى من بدش سجده ملک              وز پى من رفت تا هفتم فلک‏

پس ز من زایید در معنى پدر                 پس ز میوه زاد در معنى شجر

حق تعالى فرمود: ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (ذاریات: 56) یعنى یعرفون، که در حدیث قدسی فرمود: «خلقت الخلق لکی أعرف» و چون هیچ موجودى جامعیت انسان کامل را که خلیفه است ندارد، پس هیچ موجودى هم به قدر انسان کامل معرفت به اللّه تعالى ندارد. پس انسان غرض از آفرینش است که:

تو اصل وجود آمدى کز نخست         دگر هر چه باشد همه فرع توست‏

اینکه شیخ گفت: پس عالم شهادت است و خلیفه غیب از این روست که خلیفه را به دو دست خود آفرید و دیگر موجودات این چنین نبودند.


اقسام حجاب‌هاى نور و ظلمت‏

و وصف الحقّ نفسه بالحجب الظلمانیة و هی الأجسام الطبیعیة، و النوریة و هی الأرواح اللطیفة، فالعالم بین لطیف و کثیف.

حق تعالى خویشتن را به حجب ظلمانى و حجب نورانى وصف فرمود که حجب ظلمانیه أجسام طبیعیه‏‌اند و حجب نوریه أرواح لطیفه. پس عالم بین لطیف و کثیف است.

یعنى عالم موصوف به کثافت و لطافت است که دایر بین کثیف و لطیف مى‏ باشد.

خلاصه عالم چون آدم داراى مرتبه‌‏اى لطیف است که نشئه مجرد روحى اوست و مرتبه‌ اى کثیف که ناسوت جسمانى اوست و هر دو مرتبه در عالم حجاب حقند.

قال النوری: إنّ اللّه لطّف نفسه فسمّاه حقّا و کثّفه فسمّاه خلقا.

اما اینکه حق تعالى خویشتن را به حجب، وصف فرمود این است که به زبان پیغمبرش فرمود: (إنّ للَّه سبعین ألف حجاب من نور و ظلمة لو کشفها لا حرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه). خلاصه ترجمه اینکه: وجه اللّه را هفتاد هزار حجاب‏ از نور و ظلمت است و اگر آن حجابها را از رویش کنار زند انوار رویش به هر خلقى که رسد او را مى ‏سوزاند. به قول ابوسعید ابوالخیر:

دى شانه زد آن ماه خم گیسو را             بر چهره نهاد زلف عنبر بو را

پوشید بدین حیله رخ نیکو را                تا هر که نه محرم نشناسد او را

 حال که دانستیم آن چه در دار وجود است، اوست و از کثرت ظهور، حجاب خود است، معناى گفتار شیخ ابو العباس قصاب آملى معلوم مى‏ شود که گفته است: «لیس فی الدارین الّا ربّی و ان الموجودات کلها معدومة»

تبصره: بدان هر اسمى از اسماء الهیه را مظهرى است از موجودات، به اعتبار غلبه ظهور صفتى که آن اسم مشتمل است بر آن صفت در آن مظهر و آن مظهر اسم اللّه است به اعتبار دلالتش بر اللّه از جهت اتصافش به آن صفت. به این بیان که اللّه، همان خالق و مدبر هر نوعى از انواع خلایق است به اسمى از اسمائش و آن اسم رب آن نوع است و اللّه سبحانه رب ارباب است و به این معنى کلام اهل بیت علیهم السلام در ادعیه‏ شان اشاره دارد که فرمودند: «بالاسم الذی خلقت به العرش و بالاسم الذی خلقت به الکرسی و بالاسم الذی خلقت به الأرواح»، و غیرها و از امام صادق (ع) است که فرمود: «قسم به خدا ماییم اسماى حسنى که از بندگان عبادتى قبول نمى ‏شود مگر به معرفت ما»، زیرا ائمه علیهم السلام وسایل معرفت ذات حق و وسایط ظهور صفات او و ارباب انواع مخلوقاتش هستند و علم به همه اسماء حاصل نمى‏ شود مگر براى کسى که مظهر همه اسماء باشد و مظهر همه اسماء نیست مگر آن کسى که در جبلّت و سرشت او استعداد قبول همه آن اسماء باشد و آن کس نیست مگر آدم (انسان کامل) وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها.

و هو عین الحجاب على نفسه،

عالم عین حجاب بر نفس خود است. یعنى تعیّن عالم و انیّت او که به آن تعیّن و انیّت از حق تمیز یافت و عالم نامیده شد. آن تعین عین حجاب اوست (یعنى عالم عین حجاب است). امیر علیه السلام فرمود: «توحیده تمییزه عن خلقه و حکم التمییز بینونة صفة لا بینونة عزلة» و به عبارت دیگر خاتم أوصیاء فرمود: و مقاماتک التی لا تعطیل لها فی کل مکان یعرفک بها من عرفک لا فرق بینک و بینها إلّا أنّهم عبادک و خلقک و به قول شیخ شبسترى:

ز احمد تا احد یک میم فرق است         جهانى اندر این یک میم غرق است‏

 پس اگر انیّت از عالم گرفته شود عالم منهدم مى‏شود و به این معنى حسین بن منصور حلاج اشاره کرده است به قول خود:

بینی و بینک إنِّیِّی ینازعنی             فارفع بلطفک إنِّیِّی من البین‏

 یعنى میان من و تو انیّت من با من در جنگ است به لطف خود انیّت مرا از میان بردار.

توضیح اینکه این گفتار حلاج در مقام سرّ است که عارف در این مقام سرّ الهى را در همه موجودات مشاهده مى ‏کند و شرح آن مبتنى است به بیان هفت إقلیم یا هفت شهر عشق یا هفت آسمان رفیع که از مراحل و عوالم نفس‏ اند که:

هفت شهر عشق را عطار گشت             ما هنوز اندر خم یک کوچه ‏ایم‏


مراحل و عوالم نفس‏

آنها عبارتند از: 1- طبع 2- نفس 3- قلب 4- روح 5- سرّ 6- خفىّ 7- اخفى.

 (1) طبع: عبارت است از قواى طبیعى که مرحله نازله حقیقت انسانى است یعنى قواى نباتى و آثار و افعال آن، چون اکل و شرب و امثال آنها که خلاصه در این مرتبه طبیعت، بدن در مقام حیات نباتى است.

 (2) نفس: بالاتر از مرتبه طبع است که عبارت است از قواى حیوانى و إدراکات حس و خیال و وهم، خلاصه مقام و مرتبه حیات حیوانى.

 (3) قلب: که توجه به عالم غیب است و لیکن آمیخته است با نظر به عالم شهادت و این مقام به مراتب از مقام نفس عالى‌‏تر و برتر است.

 (4) روح: که آن مرتبه و مقام نفس ناطقه است که از چنگ قواى بدن و آثار طبع و نفس به کلّى مستخلص شده و به روحانیون عالم قدس پیوسته است.

 (5) سرّ: در این مقام است که عارف به معرفت حق و جمال الهى آشنا و بینا مى ‏شود و سرّ الهى را در همه موجودات مشاهده مى‏ کند و به زبان ذات مى‏ گوید: «ما رأیت شیئا الّا و رأیت اللّه فیه» و به قول عارف عریان:

به صحرا بنگرم صحرا تُ وینم             به دریا بنگرم دریا تُ وینم‏

به هر جا بنگرم کوه و در و دشت             نشان از قامت رعنا تُ وینم‏

 که در این مقام سرّ، این و آن، دریا و صحرا هنوز مشاهدند و گفتار حلاج از شعر فوق‏ مربوط به این مقام است.

 (6) خفیّ: که در این مرتبه تنها خدا را مشاهده مى ‏کند نه چون مقام سرّ که خدا را در دریا و صحرا مشاهده مى‏ کرد.

 (7) اخفى: که در این مقام فناى در حق است. منتها التفات به فنا هم در این مقام نیست چنان‌که در مقام خفى بود. عارف رومى در این دو مقام خفى و اخفى بسیار بلند فرمود که:

در خدا گم شو کمال این است و بس‏ ( یعنی مقام خفی و فناء فی اللّه)
گم شدن گم کن وصال این است و بس‏ (یعنی فناء از فنا)

در مصراع اول که مقام خفى است اگر چه در مرتبه فناست ولى هنوز عارف به وصال نرسید اگر چه کمالى تحصیل کرد و وصال در مقام اخفى است و هر یک از این مراتب سبعه به ترتیب از مرتبه دانى به مقام عالى مى‏‌رسد و از شهر کوچکى به شهر بزرگى، تا در مقام اخفى به کشور پهناور هستى مطلق قدم مى‌‏گذارد.

فلا یدرک الحقّ إدراکه نفسه.

یعنى عالم چون عین حجاب بر نفس خود است پس ادراک نمى‌‏کند حق تعالى را مانند ادراک خودش خودش را. یعنى عالم نفس خویش را زیرا ادراک عالم نفس خود را ذوقى و وجدانى است چون که شی‏ء مدرک، غیر خود را به ذوق و وجدان ادراک نمى‌‏کند مگر به حسب حقیقت و مقدار حصّه وجودى که در اوست و در عالم از آن جهت که عالم است و ما سوى اللّه است نیست مگر حجب نورانى و ظلمانى پس عالم به ذوق ادراک نمى ‏کند مگر آن حجب را یعنى خودش را. این در حالى است که ضمیر «إدراکه نفسه» را به عالم برگردانیم.

و اگر به حق برگردانیم معنى روشن است زیرا که در این صورت معنى این است که عالم حق را ادراک نمى‏ کند آن چنان که حق مدرک خودش است. چون که عالم مظهر حق است و مظهر مصدرش را که مظهر اوست فی الجملة ادراک مى ‏کند و نمى‌تواند بر حقیقت مصدر آگاه بشود.

این است که فرمودند: معلول معرف ناقص علت است و حد ناقص اوست و علت حد تام معلول است. از این کلام علم مخلوق به خالقش نیز دانسته مى‏شود که هر مخلوق اعم از مادى و مجرد به اندازه بهره وجودى‏ اش علم به خالقش دارد.

فیلسوف عرب یعقوب بن اسحاق کندى مى‏ گوید:

«إذا کانت العلّة الأولى متّصلة بنا لفیضه علینا و کنّا غیر متّصلین به إلّا من جهته، فقد یمکن فینا ملاحظته على قدر ما یمکن للمفاض علیه أن یلاحظ المفیض، فیجب أن لا ینسب قدر إحاطته بنا إلى قدر ملاحظتنا له لأنّها أغزر و أوفر و أشدّ استغراقا.

یعنى: چون که علت اولى (بارى تعالى) متصل به ماست زیرا فیض او بر ماست و ما متصل به او نیستیم مگر از جهت او (موج از نظر آب بودن آب است) پس ممکن است درباره ما ملاحظه کنیم او را یعنى مفیض را به قدر فیضى که به ما افاضه فرمود (یعین اضافه اشراقیه) پس قدر و اندازه احاطه او به ما نسبت قدر ملاحظه ما او را برتر و فراتر است.

خلاصه نظر کندى این است که علم به علت براى معلول به قدر ظرف معلول است سعة و ضیقا و علم به معلول علم به علت است من وجه، و ما سوى اللّه همه فیض حقّند و فیض از مفیض جدا نیست چون اضافه اشراقیه است و جدایى ‏شان در حد و نقص است چنانکه سید اوصیا و خاتم اولیا در عبارت بالا (بینونة صفة لا بینونة عزلة) فرموده بودند. مثلا در نظر بگیریم موج را و دریا را که موج از آن جهت که آب است با دریا متصل است که بینونت عزلت « بینونت، یعنى جدایى و عزلت، یعنى بر کنار بودن.» نیست و از آن جهت که موج است از دریا جداست یعنى موج است و دریا نیست که بینونت صفت است. پس موج دریا را به اندازه بهره وجودى ‏اش از آب عالم است. در این باره جناب بابا افضل شیرین فرموده است:

گفتم همه ملک حسن سرمایه توست     خورشید فلک چو ذره در سایه توست‏

گفتا غلطى، ز ما نشان نتوان یافت         از ما تو هر آن چه دیده ‏اى پایه توست‏

فلا یزال فی حجاب لا یرفع‏

پس عالم همیشه در حجاب است.

یعنى به سبب انیّت خود از حق محجوب است و حقّ معرفت و کمال معرفت را درباره بارى تعالى قدرت ندارد و نیز قدرت بر معرفت نفس خویش ندارد. 

چون که ذات او از حیث حقیقت و طبیعت وجود عین ذات الهى است و اگر این را مى ‏شناخت آن را نیز مى‌‏شناخت و کسى فائز به این معرفت نشده است مگر انسان کامل از این روى سید عالم و خلیفه بر عالم شده است. « شرح فصوص قیصرى، ص 89 و 90.»

مع علمه بأنّه متمیز عن موجده بافتقاره.

 با اینکه عالم به حق است. زیرا مى‏‌داند از موجود خود متمیز است. چون به موجد مفتقر است. (علم به امتیاز شی‏ء از غیر خود ایجاب مى ‏کند علم به خود و غیر را. پس عالم، عالم به حق است)

و لکن لا حظّ له فی الوجوب الذاتی الذی لوجود الحقّ؛

 لکن چون مفتقر به حق و متصف به امکان است براى او حظّ علم وجوب ذاتى که براى وجود حق است نیست.

وجوب ذاتى از اسماء مستأثره حق است و انسان اگر چه به شهادتش عالم شهادت را ادراک مى‌کند و به غیبش عالم غیب را ولى غیبى را که وجوب ذاتى است ادراک نمى‌‏تواند بکند. ف لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً و عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ (طه: 111) و از این روى حضرت رسول (ص) فرمود: «إنّ الملأ الأعلى یطلبونه کما تطلبونه أنتم.»

فلا یدرکه ابدا. 

پس ابدا عالم حق را ادراک نمى‏‌کند.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 126-131

فالعالم شهادة و الخلیفة غیب، و لهذا یحجب‏ السّلطان.

بدان که: در این سخن لطائف بسیار است و مراد از عالم، در این مقام، عالم کبیر است؛ یعنى ما یطلق علیه اسم العالم، خواه روحانى و خواه [جسمانى؛ که‏] این مجموع، صورت حقیقت انسانى است.

و مراد از شهادت، ظاهر است. و مراد از خلیفه، انسان کامل است؛ که او است مدبّر در عالم باسره. و غیبیّت او به اعتبار او است؛ که همیشه در غیب است؛ و از نظر پنهان؛ و لهذا علت احتجاب سلطان ملکى است؛ که او مظهر خلیفه غیبیّه است در عالم ملک. اطلاق اسم شهادت بر عالم کبیر- که شامل روحانیّات و جسمانیّات است- کردن [با آنکه بعضى از وى غیب است، و محسوس ما نیست، و آن ارواح مجرده است‏] بر سبیل مجازات؛ و از قبیل اطلاق اسم بعض بر کلّ.

و در اینکه خلیفه را غیب عالم گردانیده، متّصف گردانیدن او است به صفت الهى، که هویّت حق لا یزال در غیب است، و محسوس و مبصر هیچ [نظر و] بصر نیست و در این که خلیفه را «غیب عالم ارواح» نیز گفت، اشارتى است بر آنکه: هر فیضى که از ذات متعالیه یا از اسماء و صفات نامتناهیه بر ارواح فایض مى‏گردد بر عقل اوّل و غیره، جمله بواسطه حقیقت انسانیّه است. چرا که: اوّل مظهرى از مظاهر حقیقت انسانیه عقل اوّل است؛ و ارواح باسرها به تبعیّت او. هرآینه عقل سلیم حکم مى‏کند که مظهر مربوب آن چیزى باشد که در وى ظاهر شده است؛ اگر چه من وجه ما ظهر فیه، مربوب مظهر است.

و اگر گویى که‏: دلیل بر این که حقیقت انسانیه واسطه فیض است بر عقل و سایر ارواح، و آنکه عقل مظهر حقیقت انسانیه است، چیست؟؟

گوییم که‏:

«اوّل ما خلق اللّه تعالى روحى‏، یا نورى» یعنى: اوّل تعیّنى و حقیقتى که در عالم ارواح پدید آمد نور تعیّن من بود. و نیز شیخ- قدّس سرّه- در فتوحات‏ در باب بحث «اقطاب» گفته که، چون «قطبیت» به بنده‏اى مخصوص مى‏‌گردد، میان او و اهل عالم باسرهم مبایعتى مى‌‏رود. و اوّل کسى که با قطب مبایعت مى‏‌کند، و در تحت حیطه حمایت او در مى‌‏آید، «عقل اوّل» است. پس به «ولاء» هر که مرتبه او به «عقل اوّل» نزدیکتر، [او به قطب نزدیکتر باشد.] و شیخ را کتابى است که نام وى‏ «مبایعة القطب‏» است؛ در آنجا یاد کرده که: «در مبایعتى ‏که میان عقول و ارواح رفت با قطب وقت، من حاضر بودم؛ و مکالمتی که میان ایشان رفت، من شنودم. و بر التماسات ارواح، و استمداد ایشان از قطب و آنچه قطب در جواب ایشان گفت، واقف گشتم.» و این جمله دلالت مى‏کند بر آنکه‏ عقول و ارواح، فیض از حقیقت انسان کامل مى‏‌گیرند.

در حاشیه منقوله از «تلمسانى»- رحمه اللّه علیه- چنین یافتم و وجهى نیکو است که او گفته که: عالم را «شهادت» از آن جهت خواند که: او عین آن است که دیده مى‏شود از وى. و هرچه از وى در نظر مى‌‏آید، همان است. و انسان را «غیب» از آن سبب گفت که: از وى جز جسم و جسدى که آن نیز از عالم کبیر است، دیده نمى‌‏شود و باطن وى [که معنى وى است و حقیقت وى، که این ظاهر صورت وى است‏] دیده نمى‏‌شود. و آن است که جامع اسماء و صفات الهیّه و حائز اسرار نامتناهیه است؛ و آن از قبیل محسوسات و مبصرات نیست.

و قوله: «و لهذا یحجب السلطان» شاید که مراد این باشد که: از جهت غیبیّت خلیفه حقیقیّه است که سلطان ملکى- که مظهر اوست- از نظرها غالبا در احتجاب‏ مى‏‌باشد؛ و از منعت او هرکسى دیدن او نمى‏‌تواند.

و «تلمسانى» قدّس سره گفته است که: از آن سبب که سلطان در نفس خود احساس کمال خلیفه حقیقیه- که مظهر اوست- مى‏‌کند، و ادراک آن معانى از خود مى‌‏تواند کرد، به تبعیّت آن محتجب فیه‏ او نیز جسم خود را غالبا محتجب مى‌‏دارد.

و آنچه‏ این ضعیف‏ را در این معنى روى نمود این است که: غرض از احتجاب نه محتجب بودن نفس صورت جسمانى سلطان است [حالة السّلطنة که در واقع مى‏بینیم که او را مى‏توان دید] بلکه مراد آن است- و اللّه اعلم- که: سرّ سلطنت [که نفس سلطان ملکى به آن سلطان مى‏‌گردد] چون مأخوذ است از خلیفة حقیقیّه، و او دائما در غیب است، این سرّ سلطنت نیز هم در غیب مى‏باشد؛ و کسی نمى‏‌داند، که در کدام نفس بظهور خواهد رسید؛ بلکه آن شخص نیز که سلطان خواهد بود، نمى‏‌داند که آن سرّ سلطنت با وى است. تا آن زمان که او به سلطانى، ظهور مى‏‌کند؛ و سلطنت به وى مقرّر مى‏گردد؛ و به وى مى‏‌رسد.

و هم مرا چنین مى‏نماید که: اگر در قوله: فالعالم شهادة و الخلیفة غیب، چنین گوییم که: مراد از عالم شهادت «ظاهر انسان» است که هر چه به صورت تعلّق دارد و کمال آن در وى مشاهد است. و مراد از خلیفه غیبیّه، آن «حقیقت انسانیّه» است که مدبّر عالم، صورت او است. و این صورت او، مظهر او است. و چون گفته شده است که: ما از انسان، در چنین مقام، انسان کامل مى‏خواهیم- نه هر فردى از افراد انسان- که خلافت او به نسبت با جمیع عالم باشد؛ و مدبّر همه باشد، از جسمانى و روحانى، به غیب خود.

و در «و لهذا یحجب السلطان» اشارت است به آنکه سلطان مظهر خلیفه غیبیّه در عالم ملک؛ و انقیاد مردم و مطاوعت امر او کردن از این جهت واجب گشته.

و وصف الحقّ نفسه بالحجب الظلمانیّة فهى الأجسام الطّبیعیّة، و النوریّة و هى الأرواح اللّطیفة. فالعالم بین کثیف و لطیف؛ و هو عین الحجاب على نفسه.

قوله: «و النوریّة» عطف است بر «الظلمانیّة». و قوله: «و هو» شاید که عاید به «عالم» باشد؛ و شاید که: به حق [عاید] باشد.

یعنى‏: حق- جل جلاله- نفس خود را [که ذات مقدّسه اوست‏] وصف فرمود به زبان نبىّ عربى به حجب ظلمانى نورانى؛ آنجا که رسول فرمود- صلعم-:

«إن للّه تعالى سبعین الف حجاب من نور و ظلمة لو کشفها لاحترقت سبحات وجهه‏ ما انتهى إلیه بصره من خلقه.»

پس تفسیر حجب ظلمانیّه، به اجسام طبیعیّه کرد؛ که آن مظاهر صفاتى‏اند که آن صفات، ساتر ذات‏اند؛ چنان سترى که امکان ظهور ذات در وى نیست؛ و از این جهت فرمود که‏ «لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ»( س 6- 103)  و تعبیر از حجب‏ نورانیّه به ارواح لطیفه کرد، که آن مظهر صفاتى‏اند که آن صفات مظهر ذات‏اند از وجهى؛ چنانکه ساتر ذات‏اند از وجهى. و قوله- صلعم-

«سترون ربّکم کما ترون القمر لیلة البدر»

اشارت به حجاب نورانى است.

و اگر خواهى که در هر یکى مثالى بدانى در محسوس، نظر کن که سایه، حجابى است کثیف ظلمانى؛ که قطعا به وى آفتاب نتوان دید، در محلّ وى. و شعاع، حجابى است لطیف نورانى؛ که اگر چه مانع دیدن آفتاب است من وجه امّا دلیل است بر وجود آفتاب من وجه چنانکه گویى آفتاب به وى ظاهر است. پس بجهت تحقیق مناسبت میان مظهر و مظهر گفت: «فالعالم بین کثیف و لطیف».

پس عالم نیز که نسخه‏اى است موصوف است به کثافت و لطافت. کثافت او:

از جسمانیّات! و لطافت وى: از روحانیّات. چنانکه «حق» موصوف است به حجب نورانى و ظلمانى؛ آن روز که‏ «یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ»؛( س 14- 48)  یعنى:

جسمانیّات سفلیّه و روحانیّات علویّه را صورت هستى نماند؛ و روزنامه‏ «یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ کَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْکُتُبِ»( س 21- 104)  درنوردند؛ و حجب بکلّى مرتفع گردد؛ «وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ»( س 14- 48)  حق، به‏خودى‏خود ظهور فرماید، و نداى‏ «لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ»( س 40- 16)  در دهد. و به هیچ حجب، واحدیّت او محتجب نگردد. و هم خود جواب فرماید که:

«لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ»( س 40- 16) تا بدانى که: عالم بود که به تعیّن خود و انیّت خود، حجاب خود بود. و به حقیقت تمیز عالم از حق به انیّت و تعیّن عالم است؛ و چون انیّت عالم مرتفع گردد، هرآینه عالم منعدم شود. و از کلمات‏ شیخ حسین منصور حلاج‏- رحمه اللّه علیه- این بیت است:

بینی و بینک إنّیّ ینازعنی‏ فارفع بلطفک إنّیّی من البین‏


و در این سخن اشارتى است که: عالم است که حجاب نفس خود است. و به آن تقدیر که «هو» عاید باشد به حق جلّ ذکره، معنى این باشد که: حق تعالى من حیث انواره عین حجاب خود بود؛ چنانکه رسول- صلعم- فرموده که: «لیس حجابه إلّا النّور و لا خفاؤه إلّا الظهور.» پس باین معنى حاجب و محجوب و عارف و معروف، خود او باشد. و هرگز رفع این حجاب نشود. چرا که: مغایرت نیست؛ و رفع حجاب، وقتى باشد که حاجب، غیر محجوب باشد. و در این معنى اشارتى است به عین توحید.

فلا یدرک الحقّ ادراکه نفسه. فلا یزال فى حجاب لا یرفع مع علمه بأنه متمیّز عن موجده بافتقاره. و لکن لا حظّ له فى الوجوب الذّاتى الذى لوجود الحقّ؛ فلا یدرکه ابدا.

ضمیر مستتر [در فلا یدرک، که فاعل او است‏] عاید به عالم است. و ضمیر [در «ادراکه نفسه»] همچنین. یعنى: إدراکا مثل إدراکه لنفسه، و شاید که ضمیر در هر دو عاید به حق باشد.

و در این تقدیر بود که: «لا یدرک العالم الحقّ کما یدرک الحقّ نفسه».

یعنى که‏: عالم از آن روى که عالم است، و اطلاق «سوى» بر وى کنند، و در وى جز حجب نورانى و ظلمانى نیست، پس ادراک حق نتواند کرد به ذوق؛ الّا به حجب. چرا که: هر چیزى ادراک غیر خود بحسب آن چیز تواند کرد که در وى باشد. پس عالم، ادراک حق نتواند کرد؛ چنانکه ادراک نفس خود به ذوق و وجدان مى‏کند. این معنى بتقدیر اوّل است.

امّا بتقدیر دوم- یعنى که: عالم از آن روى که مظهر حق است، خود مدرک‏ حق باشد. امّا ادراک حق نتواند کرد. چنانکه حق تعالى ادراک ذات خود کند؛ که اگر عالم را این قوّت ادراک و استعداد این یافت، بودى که خود را بشناختى، ربّ خود نیز بشناختى. لیکن این معرفت، خاصّ، انسان را است. و به این معرفت به خلعت خلافت مخصوص گشته؛ «و من عرف نفسه فقد عرف ربّه» طراز اعزاز او است و بس.

و قوله: «مع علمه بانّه متمیّز» را معنى این باشد که: لا یزال عالم در حجاب است؛ با آنکه عالم عالم است، به آنکه او را موجدى است که او در وجود محتاج است به آن موجد، و به تمیز خود از موجد، عارف است.

و قوله: «و لکن لا حظّ له فی الوجوب» چنان دانسته‏‌ام که: استدراک است از قوله: «فأوجد العالم عالم غیب و شهادة». یعنى: عالم اگر چه متّصف به صفات مذکوره و مستجمع بسیارى از صفات است، امّا متّصف به صفت وجوب ذاتى نیست؛ که آن، خاصّ وجود حق را است و بس. پس عالم ابدا ادراک حق نتواند کردن. چرا که: مدرک هر چیزى ادراک آن چیز به حسب ذوق و وجدان نتواند؛ الّا به آن چیزى که در وى باشد از مناسبت. و چون در عالم صفت وجوب ذاتى نیست، چگونه واجب الوجود الذاتى را ادراک تواند کرد؟ «ما للتّراب و ربّ الأرباب» حکایت از این مقام دان.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 147-150

فالعالم شهادة و الخلیفة غیب، و لهذا یحجب السّلطان.

پس عالم ظاهر است و خلیفه باطن که متّصف است به صفت الهیّه که هویت‏

او زائل نمى‏شود از غیب. و اینجا مراد از عالم عالم کبیر روحانى و جسمانى است که صورت حقیقت انسانى است؛ و حقیقت انسانى غیب او. و انسان کامل چون مظهر کمالات این حقیقت بود و خلیفه و مدبّر عالم به اعتبار حقیقتش که در غیب زائل نمى‏شود او را غیب داشت، اگرچه این خلیفه موجود است در خارج. و به واسطه آنکه این حقیقت خلیفه حق است و چون هویّت حق احتجاب و کمون وظیفه او، سلطان عالم ملک که مظهر این خلیفه، غیبیّه است در عالم شهادت حجب کرده مى‏شود، و حاجبان نمى‏گذارند که هرکس شرف دیدار او دریابد و از براى همین معنى انقیاد و مطاوعت او واجب است.

و وصف الحقّ نفسه بالحجب الظّلمانیّة و هى الأجسام الطّبیعیّة الکثیفة؛ و النّوریّة و هى الأرواح اللّطیفة و العقول و النّفوس و عالم الأمر و الإبداع.

یعنى وصف کرد حق سبحانه و تعالى خود را به لسان حبیب خود علیه السلام به حجب ظلمانیّه و نورانیّه چنانکه گفت:

«إنّ للّه تعالى سبعین الف حجاب من نور و ظلمة لو کشفها لأحرقت سبحات وجهه‏ ما انتهى إلیه بصره من خلقه»

و «حجب ظلمانى» اجسام طبیعیه کثیفه است که این‏ها اگرچه مظاهر صفات‏اند امّا ساتر ذات‏اند.

و حجب نورانى ارواح لطیفه و عقول و نفوس و عالم امر و ابداع که این‏ها مظاهر صفات‏اند و از وجهى مظهر و از وجهى ساتر ذات‏اند چنانکه شعاع آفتاب اگرچه ستر شمس مى‏کند و حاجب ابصار از ابصار مى‏گردد امّا مظهر شمس‏ اوست و دلالت بر ذات آفتاب از اوست.

به آفتاب توان دید کآفتاب کجاست.

فالعالم بین کثیف و لطیف،

یعنى چنانکه حق موصوف است به حجب ظلمانى و نورانى عالم نیز موصوف است به کثافت و لطافت. پس او دایر است میان کثیف و لطیف و هو عین الحجاب على نفسه، و عالم عین حجاب است بر نفس خود اعنى بنیت و انیّت او که بدان متمیّز است از حق و مسمّاست به عالم عین، حجاب ویست. پس اگر انیت او مرتفع شود عالم منعدم گردد، و منصور حلاج بدین اشارت کرد آنجا که گفت:

شعر:

بینى و بینک إنّى ینازعنى‏ فارفع بلطفک إنّیّی من البین‏


همام الدین تبریزى رحمه اللّه مى‏گوید: بیت:

در میان من و معشوق همام است حجاب‏ باشد آن روز که این پرده به یکسو فکنم‏


و مى‏شاید که ضمیر «هو» عاید با حق باشد؛ و معنى آن بود که حق از آن روى که انوارست عین حجاب است ذات خود را، کما قیل: «و لیس حجابه إلّا النّور و لا خفاؤه إلّا الظّهور». بیت:

حجاب روى تو هم روى تست در همه حال‏ نهانى از همه عالم ز بس که پیدائى‏

خواجه قدّس اللّه سرّه مى‏فرماید: بیت:

اى آنکه تو عقل عقل و جان جانى‏ چه جاى چنین سخن که صد چندانى‏

چون روى تراست نور روى تو حجاب‏ زان روى ز پیدائى خود پنهانى‏


فلا یدرک الحقّ إدراکه نفسه،

پس عالم ادراک نمى‏‌کند حق را چنانکه ادراک مى‏‌کند نفس خود را به ذوق و وجدان. از آنکه مدرک گشتن چیزى به حسب ذوق مر غیر خود را بدان‏قدر است که از این چیز در آن غیر باشد؛ و در عالم از آن روى که عالم است و غیر حق است چیزى از حق نیست مگر حجب ظلمانیّه و نورانیّه؛ لاجرم ادراک او به ذوق مدرک نشود (متعلق نشود- خ) مگر به حجب. و برین تقدیر ضمیر ادراکه و نفسه عائد با عالم بود. و مى‏‌شاید که عائد باشد با حق، و معنى چنان باشد (چنان بود- خ) که عالم ادراک نمى‏‌کند حق را چون ادراک کردن حق نفس خود را، چه عالم از آن روى که مظهر است مشتمل حق است؛ پس فى‏الجمله ادراک او مى‏کند اما ممکن نیست که او را چنانکه اوست بشناسد، لاجرم در مخاطبه حق بگوید، بیت:

جمال روى خود را هم تو بینى‏ کمال ذات خود را هم تو دانى‏

جهان پرآیت حسن تو لیکن‏ چنین آیات را خواندن تو تانى‏


فلا یزال فى حجاب لا یرفع،

پس همیشه محجوب است عالم از حق به انیّت خود و قادر نیست بر حق معرفت حق و بر حق معرفت نفس خویش؛ که اگر نفس خود را شناختى پروردگار خود را نیز شناختى و گفتى- ع-: بیگانگیى نیست تو مائى و ما تو. و فائز نیست‏

برین معرفت مگر انسان کامل و لهذا خلیفه و سید عالم گشت.

مع علمه بأنّه متمیّز عن موجده بافتقاره إلیه،

یعنى عالم همیشه در حجاب است با آنکه تمیز خود را از موجد خویش مى‌‏داند و افتقار خویش بدو مى‏شناسد و غناى واجب را بالذات مى‏داند و علم به تمیز چیزى از غیر مقتضى علم است به متمیّزین.

و لکن لا حظّ له فى الوجوب الذاتى الذى لوجود الحق‏

یعنى عالم مفتقر است به موجد و متّصف است به مکان. و اگرچه او را اتصاف به صفات الهیّه هست و لیکن او را هیچ حظّى نیست در وجوب ذاتى که وجود حق است.

فلا یدرکه أبدا، پس ادراک نمى‌‎‏کند عالم حق را ابدا از حیثیّت وجوب ذاتى، چه مدرک ادراک نمى‏‌کند چیزى را به ذوق و وجدان مگر بدان‏قدر که در وى است از آن چیز، و او را حظى از وجوب ذاتى نیست، لاجرم نسبت از میان ایشان ازین روى مرتفع است.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 525

فالعالم شهادة و الخلیفة غیب، و لذا تحجّب السّلطان.

امّا حجاب سلطان از جهت آن که او نایب خلیفه حقیقت است در شهادت و مظهر او از نظرها غالبا در حجاب مى‏باشد، و از منعت او همه کس دیدن او نمى‏تواند.

دیگر آن که سرّ سلطنت که نفس سلطان به آن سلطان مى‏‌گردد، مستفیض از خلیفه حقیقت است، و او دایما در غیب است، این سرّ سلطنت هم در غیب مى‏‌باشد و کس نمى‏داند که در کدام نفس به ظهور خواهد آمد.


و وصف الحقّ نفسه بالحجب الظّلمانیّة و هی الأجسام الطّبیعیّة و النّوریّة، و هی الأرواح اللّطیفة. فالعالم بین کثیف و لطیف؛ و هو عین الحجاب على نفسه.

شرح ضمیر در «و هو» شاید که عاید به عالم باشد، و شاید که عاید به حق باشد. امّا از جهت آن که عاید بود به عالم روشن است از لفظ. امّا از جهت آن که عاید به حق بود حدیث نبوى که: «لیس حجابه إلّا النّور و لا خفاءه إلّا الظّهور».

فلا یدرک الحقّ إدراکه نفسه. فلا یزال فی حجاب لا یرفع مع علمه بأنّه متمیّز عن موجده بافتقاره. و لکن لا حظّ له فی الوجوب الذّاتیّ الّذی لوجود الحقّ؛ فلا یدرکه ابدا.

شرح ضمیر در «فلا یدرک» و در «إدراکه نفسه» عاید به عالم است، و شاید که در هر دو عاید به حق باشد؛ یعنى «لا یدرک العالم الحقّ کما یدرک الحقّ نفسه»؛ و به تقدیر اول این بود که: عالم از آن روى که عالمست و اطلاق سوى بروى کنند و در وى جز حجب نورانى و ظلمانى نیست، ادراک حق نتوان کرد به ذوق إلّا به حجب، با آن که عالم است به آن که او را موجدى هست، که او در وجود محتاج است به آن موجد. و لکن چون متّصف به صفت وجوب ذاتى نیست، ابدا ادراک حق واجب الوجود نتواند کرد؛ زیرا چه ادراک هر چیزى نتوان کرد مگر به آن چیز که در وى بود از مناسبت.