عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

 الفقرة الثامنة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق. وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

(فلا یزال) العالم (فی حجاب) عن الحق تعالى (لا یرفع) عنه أبدا ما دام العالم.

فإذا زال العالم زال الحجاب والمدرک معا، وأما مع بقاء المدرک فالحجاب باقی لا یزول أبدا .

(مع علمه)، أی علم العالم (بأنه متمیز) فی ذاته وصفاته (عن موجوده تعالى بافتقاره) إلیه.

وإن وقعت المضاهاة بینه تعالى وبین العالم فی جمیع ما ذکر (ولکن لا حظ له)، أی للعالم (فی وجوب الوجود الذاتی الذی لوجود الحق تعالى) کما سبق ذکره.

(فلا یدرکه)، أی لا یدرک العالم الحق تعالى (أبدا)، لأنه محجوب عنه بنفسه الإلهیة فلو أدرکه أدرک نفسه التی فی علم الحق تعالى الممدة له فی هذا العالم وهی ربه .

کما قال علیه السلام: «من عرف نفسه فقد عرف ربه»، ولم یقل : فقد عرف الله. (فلا یزال الحق) تعالى (من هذه الحیثیة) التی هی وجوب الوجود الذاتی (غیر معلوم)للعالم دائما فی الدنیا والآخرة (علم ذوق) کشفی (وشهود).

بل معلوم علم خیال غیبی، لأنه لیس فینا من ذلک ما تعلم به ذوق وشهودة وإنما عندنا تخیل ذلک تخیلا ممحوا بالتسلیم للغیب المطلق .

ولهذا قال : (لأنه لا قدم)، أی لا مشارکة (للحادث) مطلقا (فی ذلک) الأمر المخصوص بالحق تعالی وهو وجوب الوجود الذاتی.

(فما جمع الله) تعالى (لآدم) علیه السلام (بین یدیه) سبحانه وتعالى القدیمتین فی خلقه له بهما معا (إلا تشریفا) لآدم علیه السلام وتعظیما له.

إذ ورد أنه تعالى خلق جنة عدن بیده الیمنى، وغرس شجرة طوبى بیده الیمنى، ولم یرد فی شیء أنه خلقه بیدیه غیر آدم علیه السلام، فقط على وجه التشریف والتعظیم له .

(ولهذا قال) جل وعلا فی کلامه القدیم (إبلیس) علیه اللعنة (وما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی ) 75 سورة ص. بالتشدید تثنیة ید .

(وما هو)، أی خلقه له بیدیه معا (إلا عین جمعه) تعالى له حین خلقه (بین الصورتین) اللتین هما فی الحقیقة کنایة عن تلک الصفتین المتقابلتین على حسب ما سبق بیانه.

(من صورة العالم)، وهی الظاهرة بالحضرتین معا :

حضرة الجلال وحضرة الجمال، وحضرة الغضب وحضرة الرضاء، وحضرة الظاهر وحضرة الباطن، وحضرة الأول وحضرة الآخر، إلى آخره.

ولکن الغالب فی هذه الصورة حضرة الجلال على حضرة الجمال، وحضرة الغضب على حضرة الرضى، وحضرة الظاهر على حضرة الباطن، وحضرة الأول على حضرة الآخر.

ولهذا کانت هی الید الشمال الغلبة ما لا یلائم فیها على ما یلائم.

وقد طرد إبلیس عن الحضرة الإلهیة إلى هذه الحضرة . فقال له تعالى: "فأخرج منها فإنک رجیم " 34 سورة الحجر.

فخرج على هذه الحضرة فهی محل الرجم وموضع اللعن والطرد، فیها خلق الله النار، ویخلق کفة السیئات من المیزان.

وخروج آدم علیه السلام إلیها یسمى هبوطا لا طردا کما قال تعالى له . وفقال له و لحواء: "اهبطا منها جمیعا " 123 سورة طه.

وأشار تعالى إلى نوح علیه السلام بالخروج إلیها من سفینته فقال له : " یا نوح أهبط بسلام " 48 سورة هود.  وذلک لأن آدم ونوح علیهما السلام لهما عودة إلى حضرتهما الأولى وصعودا إلیها بعد هبوطهما منها إلى هذه الحضرة الشمالیة، ولیس الإبلیس علیه اللعنة عود ولا صعود .

وهی محل الغین الذی کان یقول علیه السلام عنها : "إنه لیغان على قلبی، وإنی لأستغفر الله فی الیوم سبعین مرة". وفی روایة : "مائة مرة" وهی أسفل سافلین التی قال تعالى : "ولقد خلقنا الإنسان فی أحسن تقویم ثم رددناه أسفل سافلین فی إلا الذین آمنوا" آیة 4 - 6 سورة التین.

(وصورة الحق) تعالى وهی الظاهرة بالحضرتین أیضا معا، حضرة الجلال وحضرة الجمال، وحضرة الغضب وحضرة الرضى، وحضرة الظاهر وحضرة الباطن، وحضرة الأول وحضرة الآخر إلى غیر ذلک.

ولکن الغالب فی هذه الصورة حضرة الجمال على حضرة الجلال، وحضرة الرضاء على حضرة الغضب، وحضرة الباطن على حضرة الظاهر، وحضرة الآخر على حضرة الأول.

ولهذا کانت هذه الصورة هی الید الیمنى لغلبة ما یلائم فیها على ما لا یلائم، ومنها کان هبوط آدم وحواء وإلیها رجوعهما، وفیها خلق الله تعالى الجنة .

وإلیها رفع إدریس علیه السلام کما قال تعالى عنه : "ورفعناه مکانا علیا " 57 سورة مریم.

وإلیها رفع عیسى ابن مریم علیه السلام وهو حی کما قال تعالى عنه "بل رفعه الله إلیه " 158 سورة النساء . وفیها عندیة الله تعالى.

کما قال تعالى: «إن الذین عند ربک لا یستکبرون عن عبادته " 206 سورة الأعراف.

ومنها خلق الله تعالى الجنة، وفیها یخلق تعالی کفة الحسنات من المیزان.

(وهما بدا الحق) تعالى، أی هاتان الصورتان هما الیدان الإلهیتان، الأولى صورة العالم، والثانیة صورة الحق تعالى.

مع أن صورة العالم هی صورة الحق تعالى، لکن إما أن تکون صورة الحق تعالی بواسطة صورة العالم أو بلا واسطة صورة العالم، ولهذا ورد: «کلتا یدیه یمین»، فصورة الحق تعالی بواسطة هی الید الشمال.

وأهلها المقبوض علیهم بها هم الأشقیاء، لأنها بعیدة عن الحق تعالى بسبب الواسطة، وصورة الحق تعالى هی الید الیمین، وأهلها المقبوض علیهم بها هم السعداء، لأنها قریبا من الحق تعالی لعدم الواسطة .

(وإبلیس علیه اللعنة جزء من) أجزاء (العالم)، کما أن الملائکة جزأ من أجزاء العالم أیضا کما تقدم، ومثل ذلک کل شیء ما عدا آدم علیه السلام وبنوه الکاملون.

وحیث کان إبلیس جزء من العالم (لم یتحصل له هذه الجمعیة) بین الیدین الإلهیتین کما حصلت لآدم علیه السلام.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

(فلا یزال الحق من هذه الحیثیة غیر معلوم علم ذوق وشهود لأنه لا قدم) بفتح القاف أی فی الاتصاف (للحادث فی ذلک) الوجوب الذاتی حتى یعلم الحادث الحق علم ذوق وشهود من هذه الحیثیة ولو کان ذلک الحادث من أهل الله تعالى .

فقد لزم من هذا الکلام مسالة مهمة لم تجیء بیانها فی الکتاب وهی أنه کما لا حظ له فی الوجوب الذاتی .

کذلک لا حظ له فی الصفات القدیمة إذ لا یتصور قدم الصفات مع حدوث الموصوف فلا یدرک العالم الحق أبدأ فلا یزال الحق من حیث القدم غیر معلوم علم ذوق وشهود .

لأنه لا قدم للحادث فی القدم فعلم الحادث للقدیم من حیث القدم لیس من المعلوم الذوقیة بل بمجرد الاطلاع.

فإذا لم یکن للحادث قدما فی الوجوب الذاتی لم یکن جامعة لجمیع الصفات الإلهیة. وقد کان الله جمع لآدم بین یدیه.

(فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا) على سائر المخلوقات لا لشرفه فی حد ذاته فلو لم یشرفه الله تعالى فهو کسائر الموجودات.

کما أن مکة المشرفة بتشریف الله تعالى . وإلا فهو واد کسائر الأودیة فلا یکون جمعیة الإنسان الکامل علة تامة الجمعیة الیدین بل لابد فی التشریف من تشریف الحق.

(ولهذا) أی ولکون الجمع للتشریف (قال الله تعالى : "قال یا إبلیس ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی" 75 سورة ص .

فإنه مستحق أن تسجد له لشرفه علیک لکونک مخلوقة بید واحدة .

وهذا التشریف أی تشریف جمع الیدین مختص لآدم (وما هو) ولیس جمع الیدین لآدم (إلا عین جمعه) أی إلا عین جمع الله لآدم .

(بین الصورتین صورة العالم) وهی مجموع الحقائق الکونیة (وصورة الحق) وهو مجموع الحقائق الإلهیة من الأسماء والصفات .

فآدم عبارة عن الصورتین والیدین (وهما) أی الصورتین (ید الحق) باعتبار اتحاد" سریان السر الإلهی" الظاهر والمظهر إذ بهما یتصرف الحق فعبر عنهما بالیدین کما عبر عن الجلال والجمال .

فما أمر الملائکة إلا لأن یسجدوا لله تعالی . فکانت سجدتهم لله وقبلتهم آدم . وأبی إبلیس عن أمر به لعدم علمه "جهله " بذلک.

(و ابلیس جزء من العالم) فکان جزءا من جزء آدم (لم تحصل له هذه الجمعیة) .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا. ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق. وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

قوله رضی الله عنه : "فلا یزال الحق تعالى من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا."

ولهذا قال تعالى لإبلیس : "ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی" (ص: 70) وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.  وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة"

قلت: یعنی ما ورد من قوله، علیه السلام: "إن الله تعالى سبعین ألف حجاب من نور وظلمة لو کشفها لأحرقت سبحات وجهه کل ما انتهى إلیه بصره من خلقه " فذکر تعالى أن حجبه من نور وظلمة وهی الأرواح والأجسام وحقیقتهما أنهما کثیف ولطیف.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

قال الشیخ رضی الله عنه : " "فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود لأنّه لا قدم للحادث فی ذلک " .

فما جمع الله لآدم بین یدیه إلَّا تشریفا ،

"ولهذا قال لإبلیس : " ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ ".

وما هو إلَّا عین جمعه بین الصورتین : صورة العالم وصورة الخلق ، وهما یدا الحقّ . وإبلیس جزء من العالم ، لم تحصل له هذه الجمعیة ."

وذلک لأنّ الکمال فی أحدیة جمع الجمع ، ثم الکمالات کلَّها إنّما تفیض من أحدیة جمع هاتین الیدین المبارکتین الإلهیتین .

فوجب أن تکون الکمالات المنبعثة من الیدین مجتمعة فیه مع أضعافها إذ الهیئة الجمعیة الأحدیة تعطی فی الجامع أن یظهر فیه کلّ حقیقة من حقائق الیدین بهیئة الجمع .

ولهذا توجّهت المطالبة والمؤاخذة على إبلیس الذی هو جزء من العالم فی امتناعه عن سجود آدم لکون الواجب على کلّ قوّة من القوى الروحیة والقوى الطبیعیة جمعا وفرادى .

هو الإذعان والانقیاد والطاعة والدخول تحت حکم صاحب الجمعیة بین الیدین اللتین فی قبضتهما عالم الأرواح اللطیفة وعالم الطبیعة الکثیفة ، وإبلیس فی إحداهما .

ولکنّ حقیقة إبلیس منافیة لحقیقة آدم بالحقیقة والطبع لأنّ حقیقة آدم علیه السّلام صورة ظاهریة أحدیة جمع الجمعیات الإلهیة والجمعیات الکونیة .

وإنّما جمع الله له بین الیدین لأنّ الإنسانیة التی هی حقیقته تقتضی الاعتدال وکمال الجمع بین التعین والإطلاق ، والکثرة والوحدة ، وعدم الانحصار فی تعیّن جزئی .

بخلاف حقیقة إبلیس ، فإنّها صورة الانحراف التعیّنی الحجابی إلى الأنانیة الجزویة المتقیدة بالاستعلاء والاستکبار ، والظهور والعلوّ على حقیقة العین إذ التعیّن یکفر العین ویحجبه ویعلو علیه .

وهذه الحقیقة تقتضی التفرقة الناریة المعتلیة على باقی العناصر .

فلمّا تباینت الحقیقتان ، وقعت المضادّة والمحادّة والمعاداة فی عالم الصورة بسبب المضادّة الحقیقیة فی الحقیقة وبحسبها .

ولأنّ نشأة کلّ واحد منهما تضادّ نشأة الآخر فی الجزء الأعظم فإنّ الجزء الأعظم فی نشأة الإنسان الماء ، ثم الأرض ، وهما یعطیان بحقائقهما وصورهما وقواهما وروحانیاتهما اللین والإذعان والطاعة والقبول والانقیاد والإیمان والثبات والوقار والتّؤدة والسکینة والخشوع والاستکانة والعبودیة والتذلَّل والعلم والحلم والإناءة وما شاکل ذلک .

والجزء الأعظم فی نشأة إبلیس والشیاطین النار ، وهی بحقیقتها وصورتها وروحانیتها تعطی الاستعداد والاستکبار والخفّة والطیش والسفوف والکبر والخیلاء والتسلَّط والجبروت والکفر والجحود والحقد والحسد لأنّه صورة الانحراف العنصری التعیّنی 

کما قلنا : إنّ التعیّن یعلو على المتعیّن فیه ، ویطغو ویکفره أی یستره وما له ثبات فإنّ نور العین المتعیّنة فی حجابیة کلّ تعیّن یخرقه ویحرقه ، ومن حق التعیّن أن یلعن ویطرد وینفی عن وجه العین المتعیّنة فی ذلک التعین.

لکونه حجابا على من تعیّن به وفیه من وجه وإن کان دالَّا علیه من وجه آخر ، فمن کان مشهوده أنّ وراء التعیّن أمرا هو منه یشاهد الحقیقة فی الحجاب .

ومن لم یشاهد إلَّا حجابیة التعیّن ، حجب به ، والتعیّن حجاب على نفسه ، فلا یرى العین المحتجبة به أبدا ، کظهر المرآة لا یظهر فیه مثال صورة الرائی المنطبع فی باطنه إلَّا أن یلعن حقیقة الحجاب عن وجه المحتجب .

ولهذا کلّ تعیّن یدّعی أنانیّة هو بها محجوب عن غیره وعن عینه وعین الکلّ التی بها قیام الکلّ وهو قیّام الکلّ وقد أشرنا إلى هذا السرّ فی الغرّاء الرائیة واللامیة أیضا بقولنا : شعر :

لا یحجبنّک  أشکال یشاکلها   ..... عمّن یشکَّل فیها فهی أستار

وکن به فطنا فی أیّ مظهره   ..... بدء ففی الأمر إظهار وأسرار

کالبحر بحر على ما کان فی قدم   ..... ثمّ الحوادث أمواج وأنهار

ومن حجب بالتعیّن ، طلب الاستبداد والتفرّد بتعیّنه الجزئی إذ لا قدم له فی الکلَّیة والأحدیة الجمعیة الإلهیة.

ولعن الحضرة الإنسانیة لإبلیس إذ الجزئیة التعیّنیة حجاب على العین الکلَّیة الأصلیة ، والتعیّن طار ولا یکون إلَّا من جهة غلبة جزء من أجزاء ظاهریة المتعیّن أو المعیّن ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فلا یزال الحق من هذه الحیثیة ) أی من هذا الوجه ( غیر معلوم ) أبدا ( علم ذوق وشهود لأنه لا قدم ) ولا سابقة ( للحادث فی ذلک ) أی فی الوجوب الذاتی البتة .

قوله ( فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا ، ولهذا قال لإبلیس ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدیّ ) لما ذکر أن الصفتین المتقابلتین ید الحق اللتان توجهتا منه على خلق الإنسان الکامل.

وکان قد مثل بصفات الله تعالى متقابلة مشترکة فی أنها مؤثرة فکانت أیادى معطیة متقابلة ، وقد أومأ إلى صفات العالم متقابلة مشترکة فی أنها انفعالیة .

فکانت أیادى قابلة آخذة وسوانا فیها مع العالم فأراد أن یثبت لنا التشریف من الله بالجمع بین یدیه المتقابلتین فی الإعطاء والقبول أیضا ، فإن لله تعالى یدین متقابلات معطیة کالرضا والغضب ، ومتقابلات آخذة قابلة ألا ترى إلى قوله تعالى :" أَلَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ الله هُوَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِه ویَأْخُذُ الصَّدَقاتِ ".

ولهذا وبخ إبلیس وذمه على ترک السجود لآدم ، حیث رأى منه صفات العالم من الانفعالات القابلة کالخوف والرجاء ، ولم یر الصفات الفعلیة ولم یعرف أن القابلة أیضا صفات الله فإنها من الاستعداد الفائض عن الفیض الأقدس .

وقال ( وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین صورة العالم وصورة الحق وهما ید الحق ) یعنى کما أن المتقابلات المعطیة ید الحق .

فالمعطیة والقابلة والآخذة أیضا یدان متقابلتان للحق .

فلو لم یکن لآدم تلک القوابل لم یعرف الحق بجمیع الأسماء ولم یعبده بها ( وإبلیس ) لم یعرف ذلک لأنه ( جزء من العالم لم یحصل له هذه الجمعیة ) فما عرف إلا ما هو من العالم فاستکبر وتعزز لاحتجابه عن معرفة آدم .

إذ لم یکن له جمعیة فلم یعرف منه إلا ما هو من جنس نشأته ،فاستوهنه ونقص به وما عرف أن الذی حسبه نقصانا کان عین کماله.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

قوله رضی الله عنه : "فلا یزال الحق من هذه الحیثیة" أی، من حیث الوجوب الذاتی. "غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک".

وإنما قید بقوله: (علم ذوق وشهود) لأن الذوق والشهود یقتضى اتصاف الذائق بما یذوقه حالا، بخلاف العلم التصوری، فإنه بمجرد الاطلاع على الوجوب الذاتی وماله ذلک، یقدر على الحکم بأنه متصف به.

(فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا) أی، ما جمع الله فی خلق آدم بین یدیه اللتین یعبر عنهما بالصفات الجمالیة والجلالیة إلا تشریفا وتکریما.

کما قال: "ولقد کرمنا بنى آدم وحملنا هم فی البر والبحر". فصار جامعا لجمیع الصفات الإلهیة وکانت عینه متصفة بجمیع الصفات الکونیة، فحصل عنده جمیع الأیادی المعطیة والأخذیة.

قوله رضی الله عنه : (ولهذا قال لإبلیس: "ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی؟" وما هو) أی، ولیس ذلک التشریف أو لیس ذلک الخلق.

(إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم) وهی الحقائق الکونیة.

(وصورة الحق) وهی الحقائق الإلهیة. (وهما یدا الحق.)

وإنما جعل صورة العالم (یدا الحق) لأنهما مظاهر الصفات والأسماء، لذلکعبر عن الصفات الجمالیة والجلالیة بالیدین کما مر.

وعبر هنا عن الصورتین بـ (الیدین) تنبیها على عدم المغایرة بینهما فی الحقیقة إلا فی الظاهریة والمظهریة.

وأیضا، لما کان الفاعل والقابل شیئا واحدا فی الحقیقة ظاهرا فی صورة الفاعلیة تارة والقابلیة أخرى، عبر عنهما بالیدین: فیمنا هما الصورة الفاعلیة المتعلقةبحضرة الربوبیة، ویسرا هما الصورة القابلیة المتعلقة بحضرة العبودیة، ویجمع المعنیین تفسیرهما بالصفات المتقابلة.

(وإبلیس جزء من العالم، لم تحصل له هذه الجمعیة) لأنه مظهر اسم "المضل" وهو من الأسماء الداخلة فی الاسم (الله) الذی مظهره آدم، فلا یکون له جمعیة الأسماء والحقائق.

قیل: "إبلیس هو القوة الوهمیة الکلیة التی فی العالم الکبیر، والقوى الوهمیة التی فی الأشخاص الإنسانیة والحیوانیة. إفرادها لمعارضتها مع العقل الهادی طریق الحق". وفیه نظر.

لأن (النفس المنطبعة) هی الأمارة بالسوء و (الوهم) من سدنتها وتحت حکمها، لأنها من قواها، فهی أولى بذلک، کما قال تعالى: "ونعلم ما توسوس به نفسه". وقال: "إن النفس لأمارة بالسوء".

وقال، صلى الله علیه وسلم: "أعدى عدوک نفسک التی بین جنبیک". وقال: "إن الشیطان یجرى من ابن آدم مجرى الدم".

وهذا شأن(النفس). ولو کان تکذیبه للعقل موجبا لکونه شیطانا، لکان العقل أیضا کذلک، لأنه یکذب ما وراء طوره مما یدرک بالمکاشفات الحقیقیة، کأحوال الآخرة وأیضا، إدراکه للمعانی الجزئیة وإظهاره لها حق ونوع من الهدایة للاهتداء به فی الجزئیات التی هی نهایة المظاهر.

قال الشیخ فی "الفص الإلیاسی": "فالوهم هو السلطان الأعظم فی هذه الصورة الکاملة الإنسانیة وبه جاءت الشرائع المنزلة فشبهت ونزهت، والشیطان مظهر الإضلال والإغواء لا للاهتداء، وفی باقی الحیوانات فهو بمثابة العقل.

ومن أمعن النظر، یعلم أن القوة الوهمیة هی التی إذا قویت وتنورت  تصیر عقلا مدرکا للکلیات وذلک لأنه نور من أنوار العقل الکلى المنزل إلى العالم السفلى مع الروح الإنسانی، فصغر وضعف نوریته وإدراکه لبعده من منبع الأنوار العقلیة فتسمى بـ (الوهم).

فإذا رجع وتنور بحسب اعتدال المزاج الإنسانی، قوى إدراکه وصار عقلا من العقول.

کذلک یترقى العقل أیضا ویصیرعقلا مستفادا."


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

(فلا یزال الحق من هذه الحقیقة)  أی: من هذا الوجه الذی هو الوجوب الذاتی (غیر معلوم علم ذوق وشهود) بل غایته أن یعلم بعلم التصور الذی هو حجاب، وإن علم بالذوق والشهود من وجه آخر کان الفناء، والبقاء لکن لا یمکن من هذا الوجه أعنی: الوجوب الذاتی.

(لأنه لا قدم للحادث فی ذلک) الوجه، ولا یعرف أحد ذوقا وشهودا ما لیس فیه؛ لوجوب اتصاف الذائق بصفة المذوق، وانتفاش محل الشهود من الشاهد بصورة المشهود.

ولما کان العالم حجابا عن الحق یمنع عن ظهوره بأفعاله الدالة على أسمائه ، وصفاته الدالة على ذاته، ولا فاعل غیره فهو یفعل بالعالم أجسامه، وأرواحه فی الظاهر کما یفعل بأسمائه وصفاته فی الباطن.

فهما أیضا یدان للحق بینهما تقابل مثل التقابل بین الأسماء الإلهیة، والحقائق الکونیة ولیده من الأسماء المتقابلة، لما توجهت على خلقة أدم صار جامعا الحقائق العالم المتقابلة ومفردات.

کذلک فقد اجتمعت فیه هاتان الیدان أیضا، وهما أشل مما تقدم، فحمل القرآن علیه أولى (فما جمع) ابنه (لآدم بین یدیه إلا تشریفا) أی: لأعضاء الخلافة التی هی غایة الشرف؛ لأنه ناسب بهما الحق، والخلق فصار مستعدا؛ لأن یستفیض من الأول، ویفیض على الثانی.

ولهذا التشریف فضل آدم على التحمل، وصار مستحقا لسجود الملائکة له حتى الزم حجبة الحق على إبلیس حیث قال لإبلیس: "ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی " [ص: 75].


(وما هو) أی: التشریف الملزم حجة الحق على إبلیس (إلا عین جمعه بین الصورتین صورة العالم، وصورة الحق)؛ لیناسبهما فیستحق خلافة الحق على الخلق.

(وهما) أی: الصورتان (یدا الحق)، إما صورة الحق: وهی أسماؤه فهی المؤثرة فی الباطن، وإما صورة العالم؛ فهی المؤثرة فی الظاهر حتى أن المنفعل منه فاعل للقبول، وهو نوع من التأثیر والتقابل بینهما أتم؛ لشمولهما تقابل الأسماء الإلهیة، والحقائق الکونیة مع اعتبار تقابل آخر بین تلک الأسماء والحقائق.

(وإبلیس جزء من العالم) فلیس له من الفضیلة ما یتمسک بها من الإباءة عن السجود، ولم یطلع على هذه الجمعیة.

إذ (لم تحصل له هذه الجمعیة)، فاعتبر نفسه جزءا من العالم وهو النار، وآخر لأدم، وهو التراب؛ فقال: "خلقتنی من نار وخلقته من طین» [ص: 76].


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا. ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟

وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق. وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

قال رضی الله عنه : (فلا یزال الحقّ من هذه الحقیقة) یعنی الوجوب الذاتی وما یستتبعه من الأوصاف الثبوتیّة المختصّة بالحق (غیر معلوم) للعالمین ، (علم ذوق وشهود) فإنّه إنّما یعلم إذا علمه علم تقلید واستدلال ، ومن ثمّة یرى العقل من حیث هو هو لا یجاوزهما ، فإنّ العالم من حیث هو عالم لا یمکن له استحصال العلم الذوقی (لأنّه لا قدم للحادث فی ذلک) ، فمن علم منهم تلک الحقیقة فإنّما یعلمها بالحق من نوره الفائض من صورته ، لا من صورة العالم .

وإذ قد ظهر معنى الیدین وشمولهما لصنوف المتقابلین ( فما جمع الله لآدم بین یدیه إلَّا تشریفا ) له بکمال خلقته وترشیحا لشجرة رتبته ببلوغها لاستجماع الثمرة معها ، ( ولهذا قال لإبلیس ) توبیخا له وتعریضا بنقصان خلقته منه : (" ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ ").

 عند ظهور الإباء ، الذی هو مقتضى نشأته الناقصة عن إدراک کمال جمعیّة آدم والانخراط فی سلک کلیته والانقهار تحت قهرمان سلطانه .

فقال رضی الله عنه : ( وما هو إلَّا عین جمعه بین الصورتین : صورة العالم ) المشتمل علیها نشأة تفرقته الظاهرة (وصورة الحق ) المشتمل علیها نشأة جمعیّته الباطنة ( وهما یدا الحق . وإبلیس جزء من العالم لم یحصل له هذه الجمعیّة ) یعنی جمعیّة اشتمال الیدین ، إذ لیس له نصیب إلَّا من أحد الیدین ، أعنی صورة العالم ولهذا غلب علیه الأوصاف العدمیّة ، کالإباء والإغواء ، والقسم بالعزّة ، والاستغناء . وأمّا آدم فهو مشتمل على الصورتین.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.

ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟ . وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة.)

قال الشیخ رضی الله عنه : "فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق و شهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک.

فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا." (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة).

أی الوجوب الذاتی أو من أجل هذا الحکم الحقیقی الذی هو أن العالم لا حظ له فی الوجوب الذاتی (غیر معلوم علم ذوق وشهود لأنه لا قدم للحادث فی ذلک)

یعنی الوجوب فلا یدرکه إدراک ذوق وشهود نعم یدرکه إدراکا تصوریة یکفی فی الحکم به على الحق سبحانه .

وإذ قد عرفت المعنى المراد من الیدین وجمعهما فی خلق آدم (فما جمع الله سبحانه لآدم) حین خلقه (بین یدیه إلا تشریفا) وتکریما له من بین سائر الموجودات . "و لهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟"

(ولهذا) أی لأن هذه الجمعیة لیست إلا للتشریف.

(قال سبحانه لإبلیس) توبیخا له: " قَالَ یَاإِبْلِیسُ مَا مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِیَدَیَّ أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنْتَ مِنَ الْعَالِینَ (75) " سورة ص .

وجعل رضی الله عنه الیدین فیما سبق عبارة عن نوعین متقابلین من الصفات الوجوبیة الفعلیة کما هو الظاهر وجعلهما هنا إشارة إلى معنى آخر.

"و ما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم و صورة الحق، و هما یدا الحق."

بقوله: (وما هو)، أی الجمع بین یدیه لآدم (إلا) عین (جمعه)، أی الله تعالی أو آدم (بین الصورتین صورة العالم)، وهی أحدیة جمع الحقائق الکونیة القابلة.

(وصورة الحق)، وهی أحدیة جمع الحقائق الإلهیة الوجوبیة الفاعلة.

(وهما)، أی هاتان الصورتان : (یدا الحق) إحداهما الید القابلة الآخذة وهی الیسرى،

وثانیهما الید الفاعلة المعطیة، وهی الیمنى وکلتا یدیه یمین مبارکة.

وإنما جعلهما یدی الحق لأن کل واحد منهما صورة من صورة تجلیاته بها یتم أمر الوجود.

لأنه الذی یتجلى بصورة القابل بأمره والفاعل أحرى، والفرق بین المعنیین أن الصفات المتقابلة لو خصت هناک بالصفات الفعلیة الوجوب کما هو الظاهر یکون المراد بمجموع الیدین هناک بما أراده بالیمنی ههنا.

ولو عمت الصفات الإمکانیة أیضا یکون المعنى فإن من جزئیات المعنى الأول خص بالذکر دونها لما یرد بعده .

"وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة."

أعنی قوله : (و إبلیس هو جزء من العالم) الذی هو جزء من أدم.

لأنه حقیقة مظهریة للاسم المضل الداخل تحت الاسم الجامع "الله"  للأسماء الظاهرة فی مظاهر العالم کلها ظهورا قرآنیا وفی آدم ظهورا جمیعا.

ولهذا قال : (لم یتحصل له)، أی إبلیس (هذه الجمعیة)، أی جمعیة أدم.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : (فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک.

فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا.  ولهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی»؟

وما هو إلا عین جمعه بین الصورتین: صورة العالم وصورة الحق، وهما یدا الحق.

وإبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة. )

قال المصنف رضی الله عنه : [فلا یزال الحق من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قدم للحادث فی ذلک. ].

ذکر الشارح رحمه الله  :

فلا یدرک الحق سبحانه: أی العالم لا یدرکه تعالى من حیث إطلاقه إدراکه تقسه.

أی مثل إدراکه تعالى نفسه، وذاته تعالى و هو مطلق لأن المقید لا یدرک المطلق لعدم المناسبة، فلا یدرک المطلق إلّا المطلق، و العالم مقید فلا یدرک الحق المطلق، فلا یزال أی العالم فی حجاب لا یرفع: 

منحتها الصفات و الأسماء  ..... أن ترى دون برقع اسما

قد تسمّت بهم و لیسوا    ...... فالمسمى أولئک الأسماء

و ذلک لتقیید العالم و عدم إطلاقه، و إطلاق الحقّ تعالى و عدم تقیده، و المقید لا یدرک المطلق أبدا . 

قال تعالى: " وما مِنّا إلّا لهُ مقامٌ معْلومٌ" [ الصافات: 164] لأن الإطلاق مشرف على التقیید لا بالعکس، فیعلمنا و لا نعلمه، و یدرکنا و لا تدرکه.


"" إضافة الجامع : ذکر الشیخ عبد الکریم الجیلی فی الباب الثانی والستون فی کتاب الإنسان الکامل عن تجلی القدیم للحادث:

" فطلبت البقاء فی مقام اللقاء، ومحال أن یثبت المحدث الظهور القدیم، فنادى لسان سری مترجما عن ذلک الأمر العظیم.

فقلت: ربی "أرنی أنظر إلیک" آیة 143 سورة الأعراف.

فأدخل بأنیتی فی حضرة القدس علیک، فسمعت الجواب من ذلک الجناب و"لن ترانی" ولکن انظر إلى الجبل وهی ذاتک المخلوقة من نوری فی الأزل.

"فإن استقر مکانه "بعد أن أظهر القدیم سلطانه. 

"فسوف ترانی. فلما تجلى ربه للجبل" وجذبتنی حقیقة الأزل وظهر القدیم على المحدث "جعله دکا" فخر موسى لذلک صعقا، فلم یبق فی القدیم إلا القدیم.   ولم یتجلى بالعظمة إلا العظیم، هذا على أن استیفاؤه غیر ممکن وحصره غیر جائز." أهـ ""


"" إضافة الجامع : قال الشیخ أبو المعالی صدر الدین القنوی فی إعجاز البیان فی تأویل ام القرآن :

فان ادعی احد معرفة هذا الاسم بطریق الشهود من حیث احدیة التجلی والخطاب؟!

فنقول الذوق الصحیح التام افاد ان مشاهدة الحق تقتضی الفناء الذی لا یبقی للمشاهد فضلة یضبط بها ما ادرک.

وفی التحقیق إلاتم انه متی شهد احدا الحق فانما یشهد بما فیه من الحق وما فیه من الحق عبارة عن تجلیه الغیبی الذی قبله المتجلی له باحدیة عینه الثابتة المتعینة فی العلم التی یمتاز بها عن غیره من الوجه الخاص دون واسطة فاستعد به لقبول ما یبدو له من التجلیات الظاهرة فیما بعد بواسطة المظاهر الصفاتیة والاسمائیة.

وبهذا حصل الجمع بین قولهم ما یعرف الله إلا الله، وقولنا لا یمکن ادراک شیء بما ینافیه وبین دعوی العارف انه قد عرف الله معرفة ذوق وشهود.

ومن عرف سر قرب الفرائض والنوافل وما بینا فی ذلک تنبه لما أومأنا إلیه.

وعلی کل حال فنحن مقیدون من حیث استعدادنا ومراتبنا واحوالنا وغیر ذلک فلا نقبل إلا مقید مثلنا وبحسبنا کما مر والتجلیات الواردة علینا ذاتیة کانت أو اسمائیة وصفاتیة فلا تخلوا عن احکام القیود المذکورة .

ومن التقط ما قدمنا من التنبیهات وجمع النکت المبثوثة مستحضرا الهمه استغنی عن مزید البیان والتقریر فانه قد سبق ذکر ما یستنتج منه مثل هذا وغیره من إلأسرار الجلیلة. أهـ ""


"" إضافة الجامع : کتاب إیقاظ الهمم فی شرح الحکم العطائیة لابن عجیبة الحسنی یقول :

" القدیم والحادث لا یلتقیان فإذا قرن الحادث بالقدیم تلاشی الحادث وبقی القدیم" .

قال رجل بین یدی الجنید رضی الله عنه: الحمد لله ولم یقل رب العالمین

فقال له الجنید کمله یا أخی .

فقال له الرجل وأی قدر للعالمین حتى یذکروا معه.

فقال الجنید قله یا أخی: "فإن الحادث إذا قرن بالقدیم تلاشی الحادث وبقی القدیم" اهـ.

فقد تقرر أن الأشیاء کلها فی حیز العدم إذ لا یثبت الحادث مع من له وصف القدم .

فأنتفى القول بالإتحاد إذ معنى الإتحاد هو إقتران القدیم مع الحادث فیتحدان حتى یکونا شیئاً واحداً وهو محال.

إذ هو مبنی أیضاً على وجود السوی ولا سوی .

وقد یطلقون الإتحاد على الوحدة کقول ابن الفارض

وهامت بها روحی بحیث تمازجا ... إتحاداً ولا جرم تخلله جرم

فأطلق الإتحاد على إتصال الروح بأصلها بعد صفائها ولذلک قال بعده ولا جرم تخلله إلخ فتحصل أن الحق سبحانه واحد فی ملکه قدیم أزلی باق أبدی منزه عن الحلول والإتحاد مقدس عن الشرکاء والأضداد کان ولا أین ولا مکان وهو الآن على ما علیه کان .

ومما ینسب لسیدنا علی کرم الله وجهه :رأیت ربی بین قلبی ... فقلت لا شک أنت أنت

أنت الذی حزت کل أین ... بحیث لا أیبن ثم أنت

فلیس للأین منک أین ... فیعلم الأین أین أنت

ولیس للوهم فیک وهم ... فیعلم الوهم کیف أنت

أحطت علماً بکل شیء ... فکل شیء أراه أنت

وفی فنائی فنا فنائی ... وفی فنائی وجدت أنت .أهـ ""


قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [ فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفا. و لهذا قال لإبلیس: "ما منعک أنْ تسْجُد لما خلقْتُ بیدیّ" [ص : 75]  و ما هو إلا عین جمعه ین الصورتین، صورة العالم و صورة الحق و هما یدا الحق . و إبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیة .]

قال الشیخ الشارح رضی الله عنه :

( فما جمع الله لآدم بین یدیه ): أی یدی تنزیه و تشبیه، و إن شئت قلت: یدی وجوب و إمکان، و قدم و حدوث .

( إلا تشریفا و تکریما له) فإنه جاز الشرف بکلتا یدیه، و إنه حادث أزلیّ .

( و لهذا ): أی و لهذا التشریف قال تعالى لإبلیس توبیخا و زجرا: "ما منعک أنْ تسْجُد لما خلقْتُ بیدیّ " [ ص: 75]: أی یدی تنزیه و تشبیه من حیث التشریف بقرینه الحال حین عرفه بذلک لإبلیس لما ادعى الشرف على آدم بنشأته قال: " قال یا إبلیسُ ما منعک أنْ تسْجُد لما خلقْتُ بیدیّ  أسْتکْبرْت أمْ کُنْت مِن العالین" [ صّ : 75] .

فلا بد من النسبتین بحیث یصحّ بهما التشریف لخلافتی و إلا ذلک سائغ فی غیره کالإنسان الحیوانی (و ما هو ): أی لیس هذا التشریف، و هو الخلق إلا عین جمعه بین الصورتین (صورة العالم) و (صورة الحق) و تحقّقه بهما و هما: یدا الحق ید تنزیه و ید تشبیه .


أحدهما فاعلة معطیة، و أحدهما قابلة آخذة، و کلتا یدیه یمین مبارکة، فافهم .

یقول الشیخ رضی الله عنه :

فلیس عینی سواه ... فما أبیت إیاه

فمن یشاهد بعین ... الوجود یشهد إیاه

فنحن فیه سواء ... کما یرانی أراه

و (إبلیس) و کان اسمه حارث فأبلسه الله تعالى و طرده من رحمته، و طرد رحمته منه، فسمّی إبلیسا: أی طریدا .

( جزء من العالم لم یحصل له هذه الجمعیة) لأنه مظهر اسم المضل، و آدم علیه السّلام مظهر لاسم الله الجامع لجمیع الأسماء الظاهرة فی المظاهر المسمّاة بالعالم، و الاسم المضل من جملة تلک الأسماء، و اللبس على إبلیس حقیقة الأمر لجهله بنفسه، فظنه أنه الشرف من حیث النشأة العنصریة، ثم ظن أن أشرف الاستقصات النار فرتب بالفکر الفاسد على هذا الوهم الکاسد الأقیسة الباطلة و المقدمات العاطلة فی نفسه و توهّم منها النتیجة، و امتنع عن السجود حین أمره الله تعالى و ما اکتفى بمجرد الامتناع و کان أستر له بل فضح نفسه عند العلماء بإظهار استدلاله، و جمع بین الجهل و سوء الأدب لخفته و طیشه .


و قال تعالى: "قال أنا خیْـرٌ مِنْهُ خلقتنی مِنْ نارٍ و خلقْتهُ مِنْ طِینٍ" [ الأعراف :  . [12

و هذه أول معارضة ظهرت من إبلیس فی صنعة الجدال، فإنه جادل ربه و ما أحسن فی جداله لأنه ما أعطی حقه إن الحق تعالى  أراد بقوله: "ما منعک أنْ تسْجُد لما خلقْتُ بیدیّ"  [ صّ : 75]: أی ید تنزیه و تشبیه، و إن شئت قلت ید وجوب و إمکان، أو ید بخلاف سائر العالم ملکا و فلکا .

قال تعالى: "إذا أ راد شیْئاً أنْ یقُول لهُ کُنْ فیکُونُ" [ یس: 82] فهو مجموع العالم أجزاءه و له شرف الکلیة على الأجزاء، و على الأجزاء أن یطیعوه و لا یعصوا له أمرا، فأمر بهذه الحکم البالغة له سجدة إلا طاعة، و الانقیاد له إظهارا لشرفه على الخلق المخلق سیما الملائکة علیهم السلام لأنه کل الوجود، فما فهم اللعین هذه المقدمات المطویة و  الأسرار الوجودیة، و حمّل الخطاب على غیر محله حسدا من عنده فجادل و عارض و تطاول.


و ذلک أنه لما فهم من لحن المخاطبة و القول إثبات الشرف لآدم، و ما علم أیّ شرف یوجب أن یطاع، و ینقاد بهذه السجدة، فادّعى بطریق المعارضة لنفسه الشرف، و استدلّ بأنه خلق من نار، و ظنّ أنه أعلى الاستقصات من حیث المکان.

و لم یعلم أن الطین أشرف الاستقصات فإن له الثبات و القرار، و للنار الطیش و التهتک و الاستکبار، و ما أعتبر أن التبن فی الماء فوق التبر فی المکان، فغفل عن المکانة أو استکبر وعاند و استکثر من الحسد، فعوتب .


استکبرت و عاندت أم کنت من العالین فی الاحتجاج، و لک حجة فی قولک و دعواک، فهذا لسان تبکیت و تعریض، و کان الأمر کما قلنا ظهر من آدم التمکین و الثبات والتوجّه فی الأمور والأناة، و التدبر و إصابة الفکر و النظر فی العواقب، و ظهر منه قلة الأدب و الجهل و التهتک و الطیش و الخفة، فإنه من مارج و هو نار مختلط بالهواء فله الخفة و عدم القرار و الاستکبار .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص58

فلا یزال الحقّ من هذه الحیثیّة (الحقیقة- خ) غیر معلوم علم ذوق و شهود، لأنّه لا قدم للحادث فی ذلک.

و لا یزال حق تعالى از جهت وجوب ذاتى به علم ذوقى و شهودى براى کسى معلوم نیست چون حادث را در آن راه نیست، زیرا قدم ذاتى ندارد تا به علم ذوقى و وجدانى و شهودى وجوب ذاتى را ادراک کند.

اینکه علم ذوقى و وجدانى و شهودى گفتیم براى این است که علم تصورى به وجوب ذاتى براى قوه عاقله حاصل مى‌شود. این علم تصورى به مجرد اطلاع بر معنى و مفهوم وجوب ذاتى حاصل است ولى درک ذوقى و شهودى یافتن عین حقیقت مورد نظر است نه مفهوم.

خلاصه بحث اینکه عالم با تفاوت مراتب غیر متناهیه‌اش، هر مرتبه از آن به ذات خود عالم است، ذوقا و شهودا و وجدانا ولى چون عالم عین حجب نورانیه و ظلمانیه‏ است و این حجب تعیّنات و انیّات آنهاست پس علم آنها به خودشان علم حضورى و شهودى است که علم به همان مرتبه حجاب است و علم‌شان به حق تعالى از ماوراى حجاب است که ماوراى خودشان مى‌باشد پس عالم ادراک نمى‌کند حق تعالى را آن چنان که خود را ادراک مى‌کند پس هیچ‌گاه حق را به ذوق شهودى ادراک نمى‌کند.

فما جمع اللّه لآدم بین یدیه إلّا تشریفا.

پس اللّه تعالى جمع نفرمود در آدم صفات جمالى و جلالى‌اش را که تعبیر به یدین شده بود مگر براى تشریف و تکریم آدم.

چنانکه حق جلّ و علا فرمود: لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ (إسراء: 71) (برّ مظهر صفت جمال و بحر مظهر صفت جلال) پس آدم جامع جمیع صفات الهیه است و عینش متصف است به جمیع صفات کونیه پس در نزد او حاصل است جمیع ایادى معطیه و آخذه « معطیه: قوا و ایادى فعلیه‌اند (که مى‌بخشند) و آخذه: قوا و ایادى انفعالیه‌اند (که مى‌پذیرند) معطیه قواى ما وراى طبیعتند که مفیضند و آخذه قواى عالم ماده (ناسوت)اند که هر نقش و فیض از ایادى معطیه هبه شد و افاضه گردید مى‌پذیرند.»

آسمان، مرد و زمین، زن در خرد             هر چه آن انداخت این مى‏‌پرورد


و لهذا قال لإبلیس: ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ و ما هو الّا عین جمعه بین صورتین صورة العالم و صورة الحقّ، و هما یدا الحقّ.

چون آدم جامع یدین است. خداى متعال به ابلیس فرمود: ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ « سوره ص به نهر و آب و خلاصه مطهر تعبیر شده که خوب است سوره نافله عشا باشد.» (ص: 75) و این تشریف نیست مگر عین جمع و در برداشتنش هر دو صورت را هم صورت عالم را که حقایق کونیه است و هم صورت حق را که حقایق الهیه است که این دو صورت دو دست حقّند. « یمین اقوى الجانبین است. یمین، یمن و برکت از راست است که اقوى الجانبین است.»

چون فاعل و قابل در حقیقت شی‏ء واحدند که گاهى در صورت فاعلیت ظاهر مى‌شوند و گاهى به صورت قابلیت. از آن دو تعبیر به یدین شد. پس یمین آن دو صورت فاعلیه است (که ایادى معطیه‌اند) و متعلق به حضرت ربوبیت و یسراى آن دو (چپ) صورت قابلیت است که متعلق به حضرت عبودیت است و کلمه‌اى که جامع هر دو است این است که بگوییم صفات‏ متقابله. « شرح فصوص قیصرى، ص 90.»

إشارة: اینکه در اخبار آمده است حوا سلام اللّه علیها از «ضلع ایسر» (دنده چپ) آدم خلق شده است. شاید در آن سرّى باشد. که از این بحث بتوان پیاده‌اش کرد.

و ابلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیّة.

 و ابلیس جزء عالم است (که عالم، جزء آدم است) براى ابلیس این جمعیت نیست زیرا که ابلیس مظهر اسم مضل است و این اسم از اسمائى است که داخل در اسم اله است که آدم مظهر اسم اله است پس براى ابلیس جمعیت اسماء و حقایق نیست « (2) شرح فصوص قیصرى، ص 90 و 91، اما ابلیس کیست و چیست؟ این زمان بگذار تا وقت دگر که بحث از شیطان بحث شیطانى است.»


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 132-134

فلا یزال الحقّ من هذه الحقیقة غیر معلوم علم ذوق و شهود، لأنّه لا قدم للحادث فى ذلک.

[یعنى‏: از حیثیّت وجوب ذاتى غیر معلوم علم ذوق و شهود باشد] چرا که:

علم ذوق و شهود اقتضاى آن کند که: «ذایق» متّصف باشد به «ما یذوقه» از جهت حال.

فما جمع اللّه لآدم بین یدیه إلّا تشریفا. و لهذا قال لإبلیس: «ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدىّ»؟ و ما هو إلّا عین جمعه بین الصّورتین، صورة العالم و صورة الحقّ، و هما یدا الحقّ.

یعنى‏: حق- جل و علا- طینت آدم را که صفت جمعیّت داد او را، و او را «بین یدى الجمال و الجلال» به صفت جمالیّت و جلالیّت موصوف گردانید، نبود الّا از جهت تشریف و تکریم او. و چون آدم [را] جامعیّت صفات الهیّت حاصل شد حق تعالى هم از جهت کرامت وى با ابلیس عتاب فرمود که: «و ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ».( س 38- 75) و به حقیقت آن تشریف او، جمع گردانیدن آدم بود میان صورت عالم؛ [که حقایق کونیّه عبارت از آن است‏] و صورت حق [که حقایق الهیّه اشارت بدان است‏] و این هر دو صورت معبّر است به «یدى الحقّ».

و اگر کسى گوید که‏: از این پیش‏تر تعبیر از صفات جمالیّه و جلالیّه به یدین کرد، و در این موضع تعبیر از صورتین به یدین مى‌‏کند.

جواب گوییم که‏: در این تعبیر عبارت از تنبیه است به عدم مغایرت در حقیقت میان صورت و صفت؛ که به حقیقت هر دو یکى‌‏اند؛ مگر در ظاهریّت و مظهریّت.

و ابلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیّة.

«و ابلیس»، اگر چه جزوى از عالم است، او را این جمعیّت آدم، از آن جهت نیست که ابلیس مظهر اسم «المضلّ» است؛ که اسم المضلّ داخل است در تحت اسم اللّه؛ که مظهر او آدم است. پس جهت آنکه استعداد قبول جمعیّت اسماء و حقایق نداشت، شیطان شد؛ و «شطن» دورى است.

و در این بحث بودیم که‏ کسى سؤال کرد که‏: ابلیس عبارت از چیست؟ یکى از فحول حکما حاضر بود. و در جواب سبق نمود؛ و گفت: «ابلیس» عبارت است‏ از قوّه وهمیّه کلّیّه که در عالم کبیر است؛ و قواى وهمیّه که در اشخاص انسانیّه و حیوانیه است. افراد آن کلّیّه‏‌اند. و او از آن جهت مطرود شد، و نامش «شیطان» گشت، که با عقل [که او راهنماى خلق است بحق‏] معارضه کرد؛ لاجرم از جناب ربّ الارباب دور افتاد.

شیخ این ضعیف‏ در این فنّ قدّس سرّه با آن بزرگ در این مسئله بحثى مستوفى کرد؛ و او را ملزم ساخت.

شیخ فرمود که: اگر بگویى: ابلیس عبارت از نفس منطبعه است که به صفت‏ «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ»( س 12- 53). 

موصوف است؛ و در قرآن به نعت‏ «وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ»( س 50- 16)  معروف؛ و رسول- صلعم- او را به عداوت منسوب گردانیده، که:

«أعدى عدوّک نفسک الّتى بین جنبیک»

و جاى دیگر فرموده که:

«إنّ الشیطان یجرى من ابن آدم مجرى الدّم»

و این از شأن نفس است» همانا اولى و اقرب باشد. و آنچه گفتى از: تکذیب و معارضه او با عقل [که موجب بعد او شد و سبب شیطنت او گشت‏] اگر آن، موجب و مستلزم بعد بودى، عقل نیز مى‏‌یابیم که تکذیب ماوراى طور [ظهور] خود [که آن مکاشفه است‏] مى‏‌کند؛ و از احوال آخرت [آنچه کشف حقیقى اثبات مى‌‏کند] او تکذیب مى‏‌کند. پس اگر تکذیب سبب بعد بودى، بایستى که شیطنت نیز لاحق عقل شدى. و نیز وهم، ادراک معانى جزئیّه مى‌‏کند؛ و اظهار کردن آن، این معانى را، نوعى است از هدایت؛ و از شیطان هدایت نیاید.

و این ضعیف‏ از زبان یکى از مشایخ [که هم عالم علوم ظاهر بود؛ و هم عارف [بود به‏] علوم باطنه‏] چنین استماع دارم که: «وهم» نورى است از انوار عقل کلّى. که با روح انسانى منزل شده‏ به عالم سفلىّ. و چون او را بعدى از انوار عقلیّه حاصل شد، متصغّر گشت؛ و نوریّت او ضعف پذیرفت؛ و نامش «وهم» نهادند. پس چون بحسب اعتدال مزاج انسانى، ادراک او قوّت گیرد، و نوریّت او در رجوع و عود به مبدأ زیاده شود، باز روى‏ به کمال اوّلى خود آورد؛ و عقلى گردد از عقول؛ و مدرک کلّیّات شود؛ چنانکه عقل را نیز از عقول‏ ممکن است که در ترقّى «عقل مستفاد» گردد. پس چنین نورى را «شیطان» نتوان گفت که «شیطان» مظهر اضلال است و اغواء؛ و او واسطه تنوّر به نور اهتدا.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 151

فلا یزال الحقّ من هذه الحیثیّة غیر معلوم علم ذوق و شهود، لأنّه لا قدم للحادث فى ذلک.

پس همیشه حضرت حق از روى حیثیّت وجوب ذاتى غیر معلوم است به علم و ذوق و شهود که این دو اقتضاى حال مى‏‌کنند زیاده بر مجرد اطلاع بر وجوب ذاتى.

فما جمع اللّه لآدم بین یدیه إلّا تشریفا. و لهذا قال لإبلیس: ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَ‏ و ما هو إلّا عین جمعه بین الصّورتین، صورة العالم و صورة الحقّ و هما یدا الحق.

پس جمع نکرد حق عز و جلّ از براى خلق آدم میان یدین خود که معبّرست به صفات جمالیّه و جلالیّه مگر از براى تشریف و تکریم او کما قال اللّه تعالى:

وَ لَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ و ازین روى جامع جمیع صفات الهیّه گشت، و عین او متّصف شد به جمیع صفات کونیّه. پس حاصل شد نزد او همه أیادى معطیه و آخذه‏ )یعنى ایادى فعلیه و انفعالیه( و از براى این حضرت الهى ابلیس را گفت: چه چیز منع کرد ترا از سجده کردن پیش آنکه او را به دو دست خویش آفریده‏ام؟ و نیست این تشریف مگر از براى جامع بودن آدم در میان صورتین یعنى صورت عالم که آن حقایق کونیّه است، و صورت حق که آن حقایق الهیّه است. و این دو عبارت است از یدین حق سبحانه و تعالى.

و صورت عالم را از آن جهت ید حق خواند که مظاهر اسما و صفات است و پیش ازین از صفات جمالیّه و جلالیّه تعبیر به یدین کرده بود، و اینجا تعبیر به یدین از صورتین کرد؛ تا تنبیه باشد بر آن معنى که در میان صفات جمالیّه و جلالیّه و در میان صورتین که حقائق کونیّه است. در حقیقت مغایرتى نیست مگر در ظاهریّت و مظهریّت.

و ابلیس جزء من العالم‏ لم تحصل له هذه الجمعیّة.

و ابلیس جزویست از عالم که حاصل نیست او را این جمعیت چه او مظهر اسم مضلّ است؛ و این اسم از اسماى داخله است در تحت اسمى که آدم مظهر اوست. لاجرم او را جمعیت اسما و حقائق نباشد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 526

فلا یزال الحقّ من هذه الحقیقة غیر معلوم علم‏ذوق و شهود، لأنّه لا قدم للحادث فی ذلک.

شرح چرا که علم ذوق و شهود اقتضاى آن کند که ذایق متّصف باشد به (ما یذوقه) از جهت حال.

فما جمع اللّه لآدم بین یدیه إلّا تشریفا. و لهذا قال لإبلیس: «ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ»؟

و ما هو إلّا عین جمعه بین الصّورتین: صورة العالم و صورة الحقّ، و هما یدا الحقّ.

شرح مراد از صورت عالم، حقایق کونیّه است و از صورت حق، حقایق اسماء و صفات.

و إبلیس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعیّة.

شرح زیرا که ابلیس مظهر اسم مضل است، و اسم مضل داخل است در تحت اسم «اللّه» که آدم مظهر آنست.