عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة والعشرون:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولهذا کان آدم) علیه السلام (خلیفة الله)، تعالى فی الأرض دون إبلیس علیه اللعنة لجمعه بین الیدین وإبلیس لم یجمع بینهما.

(فإن لم یکن) آدم علیه السلام (ظاهرا بصورة من استخلفه) وهو الحق تعالى (فیما استخلفه فیه) وهو العالم ویکون ظاهرة بصورة العالم أیضا.

(فما هو خلیفة)، لأن الخلیفة یجب أن تکون صورته صورة الذی استخلفه، لیمد هو کما یمد أصله بما یمد به أصله، وأن تکون صورته صورة من استخلف علیهم أیضا حتى یعلم کیفیة إیصال الإمداد إلیهم .

(وإن لم یکن فیه)، أی فی الخلیفة أیضا (جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف)، أی استخلفه غیره (علیها) من جمیع الحوائج والمصالح الروحانیة والجسمانیة جلیة، ودفعها ضرا ونفع.

(لأن استنادها)، أی الرعایا بمعنى نسبتها (إلیه) فی الخیر والشر، فإذا کانت فی خیر نسب إلیه أو فی شر کذلک.

(فلا بد أن یقوم)، أی ذلک الخلیفة (بجمیع ما تحتاج إلیه) الرعیة من الحوائج والمصالح کما ذکرنا (وإلا فلیس بخلیفة علیهم)، لعدم وجود ما یحتاجون إلیه عنده ، فإذا لم توجد عنده جمیع حوائجهم ومصالحهم کان مثلهم محتاجة مفتقرة إلى من عنده جمیع ذلک.

فما هو بخلیفة حینئذ، کما أن السلطان إذا لم تکن عنده القدرة على فصل الخصومات بین رعیته وقطع المنازعات عنهم فلیس بسلطان علیهم.

إذ لا سلطنة له، والسلطان مشتق من السلطة وقد وجد فیه العجز عن ذلک، فشارکهم فیه، فکان مثلهم من جملة الرعایا.

وکذلک خلیفة الحق تعالى یخلف الحق فی وجود جمیع الحوائج والمصالح التی للمخلوقات کلهم عنده .

کما أن جمیع ذلک له وجود للمخلوقات عند الحق تعالى على التمام من غیر عجز عن شیء من ذلک.

فیلزم أن یکون کذلک عند الخلیفة موجودة على التمام من غیر عجز عن شیء منه وإلا لم یکن خلیفة، لأنه لم یخلف الحق تعالى فی جمیع ذلک، فهو حینئذ مثلهم من جملة الرعایا .

(فما صحت الخلافة) التامة الکاملة من الحق تعالى على جمیع المخلوقات إلا للإنسان الکامل الذی غلبت إنسانیته على حیوانیته.

وأما الإنسان القاصر الذی غلبت حیوانیته على إنسانیته، فهو خلیفة على بعض المخلوقات.

ویسمى عاملا حینئذ لا خلیفة کاملا وذلک کجمیع بنی آدم المؤمن منهم والکافر والصغیر منهم والکبیر والعاقل والمجنون.

فإنه لا بد من استخلافه عن الحق تعالى الذی هو مالک للعالمین ولو على یده ورجله وسمعه وبصره.

فیقبل شیئا من ذلک بطریق النیابة عن الحق تعالى فی الظاهر، وقد جعل الله تعالى الملک حکمة منه تعالى لکل أحد من بنی آدم.

ولو على ثوبه الساتر لعورته نیابة على المالک الحقیقی وهو الحق تعالى.

حتى قال تعالى : "لمن الملک" 16 سورة غافر. وهم الأموال وأوجب علیهم فیها الزکاة ونحوها "وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه" 7 سورة الحدید. 

یعنی عنه تعالى، لأنه تعالى أخبر أن الملک له یوم القیامة 

فقال عز من قائل: " والأمر یومئذ لله" 19 سورة الانفطار.

وقال تعالى : "الملک یومئذ الحق للرحمن " 26 سورة الفرقان. 

وقال: "مالک یوم الدین" 4 سورة الفاتحة.

وقال بعد زوال نسبة الأعمال والأملاک عن جمیع بنی آدم یوم القیامة بسبب موتهم الذی هو عزلهم من استخلافه لهم فیما استخلفهم فیه " إنا نحن نرث الأرض ومن علیها وإلینا یرجعون" 40 مریم. ولا مناقضة بین هذا وبین قوله تعالى :"أن الأرض یرثها عبادی الصالحون" 105 سورة الأنبیاء. لأن العباد الصالحین ما وضعوا بالعبودیة وبالصلاح إلا لرجوعهم إلى الله تعالى من حیث وجود ذواتهم، وجمیع أعمالهم فی الباطن والظاهر.

فکان الله تعالى ظاهرة بهم عندهم، وهم ظاهرون به تعالى عند غیرهم.

وقد ورد أن: "الناس یحشرون على نیاتهم" فهم عند غیرهم غیر الله تعالى، وهم عند أنفسهم ظهور الله تعالى.

فإذا ورثوا الأرض یوم القیامة ، فإنما الله تعالى هو الذی ورثها، وزاد الله تعالى علیهم بأن ورث على الأرض أیضا، وهم لم یرثوا إلا الأرض فقط، لأنهم لله تعالى من حیث ظهوره لهم، لا من حیث ظهوره له تعالى.

فإن ظهوره له تعالى فی جمیع حضراته وظهوره لکل واحد منهم إنما هو فی حضرة من حضراته دائما.

وإن تقلبوا فی جمیع أطوار حضراته تعالى على الأبد لا یسعون إلا حضرة بعد حضرة من تلک الحضرات.

(فأنشأ) الحق تعالى (صورته) , أی صورة الإنسان الکامل الذی هو خلیفة الله

تعالى على جمیع العالم (الظاهرة) وهی حقیقة جسمه ونفسه التابعة للجسم، وصورته المرسومة فی هذا الوجود.

(من حقائق العالم) کله، فجسمه من جسم العالم، ونفسه من نفوس العالم (و) من (صوره)، أی صور العالم کله، فصورته صورة العالم کله سماواته وأرضه وأفلاکه وأملاکه إلى غیر ذلک.

(وأنشأ) الحق تعالی أیضا (صورته الباطنة)، وهی حقیقة روحه وعقله التابع للروح، ومعلوماته المرسومة فی وجوده (على) طبق (صورته).

أی صورة الحق تعالى التی هی مجموع صفاته تعالى وأسمائه وأفعاله وأحکامه کما تقدم، فروحه من صفاته وأسمائه تعالى وعقله من أفعاله تعالى ومعلوماته المرسومة فیه من أحکامه تعالى .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (التی لآدم ولهذا) أی ولأجل حصول هذه الجمعیة لآدم (کان آدم خلیفة) .

فإذا کان خلیفة فلا بد أن یکون ظاهرة بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه (فإن لم یکن) آدم (ظاهرة بصورة من استخلفه فیه) أی فی العالم (فما هو خلیفة) لامتناع التدبیر والتصرف حینئذ.

وکذلک لا بد أن یکون نائبا فیه جمیع ما تطلبه الرعایا (وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها ) فلیس بخلیفة .

حذف الجواب للعلم به وإنما وجب أن یکون فیه جمیع ما تطلبه الرعایا.

(لأن استنادها) أی استناد الرعایا (إلیه) أی إلى آدم لا إلى غیره .

فإذا کانت مستندة إلیه (فلا بد أن یقوم) علیهم (بجمیع ما یحتاج إلیه وإلا) أی وإن لم یقم بجمیع ما یحتاج إلیه (فلیس بخلیفة علیهم) .

فإذا کان الأمر کذلک (فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل) لا لغیره من المخلوقات.ولما فرغ عن ذکر الخلافة شرع فی تصریح بما علم

التزام بقوله: (فأنشأ صورته) أی صورة الإنسان الکامل (الظاهرة) الموجودة فی عالم الشهادة وهی صورة الجسدیة (من حقائق العالم وصوره) أی ومن صورة العالم.

(وانشأ صورته الباطنة) وهی صورته الروحیة الموجودة فی عالم الغیب وهو المراد من قوله خلق الله آدم (على صورته تعالى) أی على صفات الله وأسمائه.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم. فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

قلت: یعنی ما ورد من قوله، علیه السلام: "إن الله تعالى سبعین ألف حجاب من نور وظلمة لو کشفها لأحرقت سبحات وجهه کل ما انتهى إلیه بصره من خلقه " فذکر تعالى أن حجبه من نور وظلمة وهی الأرواح والأجسام وحقیقتهما أنهما کثیف ولطیف.

ثم أشار إلى التوحید بقوله: "وهو عین الحجاب على نفسه، فلا یدرک الحق أحد إدراکه نفسه" فهو العارف والمعروف کما أنه الحجاب والمحجوب

وإذا کان کذلک "فلا یزال فی حجاب لا یرفع"، لأن رفع الحجاب إنما یتحقق عند کون الحجاب غیر المحجوب وأما إذا لم یکن هناک تغایر فلا یتحقق رفع الحجاب."

و قوله: (مع علمه).

قلت: یعنی أن العالم أو الإنسان یعلم أنه ممتاز عن موجده فقد عاد إلى إشارته إلى تمایز الأعیان الثابتة التی هی الممکنات المفتقرة.

وما بعد هذا ظاهر مما سبق إلى قوله: "فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ."


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

"ولهذا کان آدم خلیفة ، فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه ، فما هو خلیفة ، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها لأنّ استنادها إلیه ، فلا بدّ أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه وإلَّا فلیس بخلیفة علیهم ".

فلمّا جمع الله لآدم بین الصورتین  صورة الحقّ وصورة الخلق .

فکان له مرتبة جمع الجمع ، فهی على صورة الله ضرورة کون الحقیقة الإلهیة أحدیة جمع الحقائق الوجوبیة کلَّها المقتضیة بالذات لجمع جمیع الحقائق الکونیة.

وبهذه الجمعیة صحّت له الخلافة ، کما نطقت الحقیقة على لسان بعض تراجم الحقائق ، شعر :

أتته الخلافة منقادة      .... إلیه تجرّر أذیالها

فلم تکن تصلح إلَّا له      .... ولم یکن یصلح إلَّا لها

ولو رامها أحد غیره      .... لزلزلت الأرض زلزالها

فالإنسان حامل الأمانة التی هی الصورة الإلهیة التی حذی آدم علیها .

فإن لم یظهر الخلیفة بصورة المستخلف فی الرعایا ، لم یطیعوه ، وکان قاصرا عن درجة الخلافة ، فلم یصلح لها ، وإذا لم یکن عنده جمیع ما تطلبه الرعایا ، لم یطیعوه ولم یوصل ذلک إلى الجمیع جمعا وفرادى ولم یکن خلیفة .

وإذ قد جمع الله لآدم بین یدیه المبسوطتین بجمیع الآلاء والنعماء التی یطلبها الکلّ واستوت الحقیقة الأحدیة الجمعیة والوجوبیة الإلهیة على عرش الحقیقة الأحدیة الجمعیة الإنسانیة الکمالیة ، ظهر بصورة الله تعالى .

فأوصل نعم الله وآلاءه المخزونة فی خزائنه عنده وفیه التی هی حضرات الأسماء وخزائن خزائنة التی هی حقائق القوابل والمظاهر إلى العالم الأعلى الربّانی والعالم الأسفل الکیانی ، روحانیّتها وجسمانیّتها ، سماویّها وأرضیّها .

وظهرت جمیع الحقائق الوجوبیة والنسب الإلهیة والربوبیة فی مظاهرها تماما ، وظهرت أیضا بها الحقائق الخلقیة المظهریة فی جمیع مرائیها ومراتبها ومناظرها ومجالیها الروحانیة والمثالیة والطبیعیة تماما ظهورا فرقانیا تفصیلیا .

وکان ظهورها فی الخلیقة ظهورا جمعیا أحدیا کمالیا لیس کظهور کلّ منها فی کلّ من المظاهر إذ لیس کلّ منها کلّ کلّ منها من کلّ وجه ، فما فی بحری الوجوب والإمکان حرف ولا کلمة إلَّا وهی فی الإنسان الکامل الفاضل أفضل وأکمل منه ، خارجا عنه .

مع حصول فضیلته الخصیصة به له ، فافهم إن کنت تفهم ، والله الملهم والمعلم .

فما أکمل الإنسان لو عرف قدره ، وملک أمره ، وکمّل سرّه ، ولم یتعدّ طوره ، ولزم مرکزیة حقیقة الاعتدال ، وتحقّق بحقیقة الإطلاق فی الجمع والکمال ! .

حقّقنا الله وإیّاکم معاشر المستعدّین الطالبین لهذه الحقیقة ، والمسترشدین إلى هذه الطریقة بفضله وطوله وقوّته وحوله .

وأمّا استناد العوالم التی کنى عنها الشیخ رضی الله عنه بالرّعایا إلى هذا الخلیفة .

وهی الخلیقة : فمن حیث إنّ کلّ حقیقة من حقائق ذات الخلیفة ونشأته برزخ من حیث أحدیة جمعها بین حقیقة ما من حقائق بحر الوجوب وبین حقیقة مظهریة لها من حقائق بحر الإمکان هی عرشها ، وتلک الحقیقة الوجوبیة مستویة علیها .

فلمّا ورد التجلَّی الکمالی الجمعی الإلهی على المظهر الکمالی الإنسانی ، تلقّاه بحقیقة الأحدیة الجمعیة الکمالیة ، وسرى سرّ هذا التجلَّی فی کل حقیقة من حقائق ذات الخلیفة ، ثم فاض نور التجلَّی منها على ما یناسبها من العالم .

فما وصلت الآلاء والنعماء الواردة بالتجلَّی الرحمانی على حقائق العالم إلَّا بعد تعیّنه فی الإنسان الکامل بمزید صبغة لم تکن فی التجلَّی قبل تعیّنه فی مظهریة الإنسان الکامل .

فحقائق العوالم وأعیانها رعایا للملک الحقیقی المالک لهم .

وعلى الخلیفة رعایة رعایاه على الوجه الأنسب والألیق والأفضل ، وفیه تتفاضل الخلائف بعضهم على بعض ، فاجهد واشهد واکشف ، تشهد ، والله الهادی .

قال رضی الله عنه : "فما صحّت الخلافة إلَّا للإنسان الکامل فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره ، وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى."

ولذلک قال : « کنت سمعه وبصره » ولم یقل : کنت عینه وأذنه ، ففرّق بین الصورتین" .


بیان إیجاد الحق صورة ظاهر الإنسان

قال العبد : أمّا إنشاء صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره فمن حیث إنّ ظاهریة الإنسان أحدیة جمع جمیع الحقائق الکونیة وصورها .

فما من ذرّة من ذرّات الوجود من العقل الأوّل إلى آخر نوع من أنواع الموجودات الکونیة إلَّا وفی نسخة ظاهر الإنسان الکامل نظیرتها ومندوحتها ، ونسبتها إلیه کنسبة الأصل إلى الفرع .

ونسبة حقائق ذات الإنسان وصورها إلى حقائق العالم وصورها نسبة الأصل إلى الفرع ،

ولقد ذکرنا نظائر حقائق العالم وصورها من الإنسان الکامل فی الشرح الکبیر ، وربما یحشو حشو حواشی هذا المختصر شیء من ذلک ، حتى یکون الکتاب کافیا وافیا. والله الموفّق والمؤیّد والمعین .


بیان إظهار صورة باطن الإنسان الکامل

وأمّا إنشاء الله تعالى صورة باطن الإنسان على صورته تعالى فهو أنّ الإنسان الکامل حاو ، جامع لجمیع الأسماء الإلهیة الفعلیة الوجوبیة وجمیع نسب الربوبیة فإنّه أعنی الإنسان الکامل واجب الوجود بربّه.

عرش لله بقلبه ، فهو حق ، واجب الوجود ، حیّ ، عالم ، قدیر ، مرید ، متکلَّم ، سمیع ، بصیر وهکذا جمیع الأسماء ، ولکن بالله على الوجه الأجمع الأکمل .

وصورة الله التی خلق الله آدم علیها هی أحدیة جمع جمیع هذه الحقائق الربانیة الإلهیة على الإطلاق ، لا غیر ، فباطن الإنسان على صورة الله ، وظاهره على صورة العالم وحقائقه.

والظاهر مجلى ومرآة للباطن ، والباطن متعیّن فی الظاهر وبه بحسبه کما عیّن رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فیما أسنده إلى الله تعالى أنّه قال : "کنت سمعه وبصره " ولم یقل عینه وأذنه ، ففرّق بین صورته الظاهرة وصورته الباطنة .

یرید رضی الله عنه فی هذا ، الحدیث ، وإلَّا ففی غیره التعمیم والشمول على صورتیة الظاهرة والباطنة ، ولا تظنّنّ قولنا : " صورته الظاهرة " جسمانیة فقط فلیس المراد ذلک .

بل خلیقته من جسم وروح ، وقوى وعقل ، ومعان وصفات وغیرها ممّا یصدق إطلاق الخلیقة وما سوى الله علیه ، فالهیئة الجمعیة من جمیع ما ذکرنا هی صورته الظاهرة .

فبهذا کان الإنسان الکامل بظاهره صورة العالم الأحدیة الجمعیة .

وقیل : فیه العالم الصغیر ، أی من حیث الصورة .

والذی یتضمّن هذا الحدیث من الفرق بین الصورتین والتخصیص فهو أنّ السمع والبصر حقیقتان ملکوتیّتان وإلهیّتان للنفس أو للروح کیف شئت وأمّا العین والأذن فهما آلتا إدراک المبصرات والمسموعات بالنسبة إلى من إدراکه مقیّد بالآلات ما دام کذلک .

وأمّا سمع الحق وبصره اللذان تسمّى بهما فغیر متوقّف على الآلة والجارحة ، فذکر فی هذا الحدیث الألیق بجنابه تعالى لأهل العموم بلسانهم .

وإلَّا فإنّ الإدراکات بالآلات والجوارح کلَّها ، وقد یسری النور فی باطن المحقّق المتحقّق بهذا المقام إلى ظاهره وأعضائه وجوارحه ، کما جاء فی الید والرجل واللسان والقدم والطریق ، والله ولیّ التوفیق .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

کما قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولهذا کان آدم خلیفة ، فإن لم یکن ) أی آدم ظاهرا ( بصورة من استخلفه ) أی الحق ( فیما استخلفه فیه ) من العالم وأجزائه ( فما هو خلیفة ) أی لم یکن خلیفة لأن الخلیفة یجب أن یعلم مراد المستخلف وینفذ أمره فلو لم یعرفه بجمیع صفاته لم یمکنه إنفاذ أمره ( وإن لم یکن فیه جمیع ما فی العالم ) من الأسماء والصفات ( وما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها ) یعنى أجزاء العالم المستخلف هو علیها لم یکن خلیفة علیهم .

إذ لیس حینئذ عنده ما یحتاج إلیه الرعایا ویطلبونه منه فلم یمکنه تدبیرهم ، فقوله فلیس بخلیفة علیهم جواب الشرط الثانی فی الحقیقة لکن لما اعترض تعلیل الشرط وهو قوله : ( لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما یحتاج إلیه ) بینه وبین الجزاء فانجر الکلام إلى توسط شرط آخر وهو قوله وإلا اکتفى بجواب أحدهما عن جواب الآخر لاشتراکهما فی الجواب فیکون جواب الأول محذوفا لدلالة جواب الثانی علیه .

تقدیره وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا من الأسماء التی یرب الحق تعالى بها جمیع من فی العالم من الناس والدواب والأنعام وغیرها فلیس بخلیفة علیهم ، والاعتراض لبیان أن فیه مطالب جمیع أجزاء العالم لأنها مقتضیات الأسماء الإلهیة فیطلب ما فی خزائن الأسماء من المعانی التی هی کمالاتها والأسماء کلها فیه کما مر فاستندت إلیه فلا بد أن یقوم بکل ما یحتاج إلیه ویعطیها مطالبها کلها ( وإلا ) أی وإن لم یقم بجمیع ما یحتاج إلیها ( فلیس بخلیفة علیهم )

ومن هذا ظهر معنى قوله ( فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل فأنشأ صورته الظاهرة ) أی لما ثبت أن استحقاق آدم للخلافة إنما یکون بالصورتین أنشأ صورته الظاهرة ( من حقائق العالم وصوّره )

حیث جمع فیه الحقائق الکونیة ، فلم یبق من صور العالم وقواه شیء إلا وفیه نظیر ( وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ) فإنه سمیع بصیر عالم ، فیکون متصفا بالصفات الإلهیة مسمى بأسمائه


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولهذا کان آدم، علیه السلام، خلیفة). أی، ولأجل حصول هذه الجمعیة لآدم، صار خلیفة فی العالم.

(فإن لم یکن آدم ظاهرا بصورة من استخلفه) وهو الحق.

(فیما استخلف فیه وهو العالم) أی، إن لم یکن متصفا بکمالاته متسما بصفاته قادرا على تدبیر العالم.

(فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلفه علیها،لا یکون استنادها) أی، استناد الرعایا. (إلیه). أی، إلى آدم الذی هو الخلیفة، فلیس بخلیفة. وحذف الجواب لدلالة الجواب الأول والذی یأتی بعده علیه.

وإنما کان العالم مسندا إلیه، لأنه رب للعالم بحسب مرتبته، وعبد للحق بحسب حقیقته، وإذا کان العالم مستندا إلیه (فلا بد أنیقوم بجمیع ما یحتاج إلیه  وإلا فلیس بخلیفة علیهم، فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل).

أی، وإذا کان الأمر کذلک، فما صحت هذه المرتبة إلا له.

واعلم، أن لکل فرد من أفراد الإنسان نصیبا من هذه الخلافة یدبر به ما یتعلق به، کتدبیر السلطان لملکه وصاحب المنزل لمنزله. وأدناه تدبیر الشخص لبدنه. وهو الحاصل للأولاد بحکم الوراثة من الوالد الأکبر، والخلافة العظمى إنما هی للإنسان الکامل.

واعلم، أن الشیطان أیضا مربوب لحقیقة آدم وإن کان أخرجه من الجنة وأضله بالوسوسة، لأنها تمد من عالم الغیب مظاهر جمیع الأسماء، کما أن ربه یمد الأسماء کلها.

فهو المضل بنفسه فی الحقیقة لنفسه، لیصل کل من أفراده إلى الکمال المتناسب له، ویدخل الدار الطالبة إیاه من الجنة والنار ولولا ذلک الإمداد، لا یکون له سلطنة علیه.

ومن هنا یعلم سر قوله تعالى: "فلا تلومونی ولوموا أنفسکم". وبه قامت الحجة علیهم، لان أعیانهم اقتضت ذلک. فإضلاله لآدم وإخراجه من الجنة الروحانیة لا یقدح فی خلافته وربوبیة.

(فأنشأ صورته الظاهرة) أی، صورته الموجودة فی الخارج من جسمه و روحه من حقائق عالم الملک والملکوت.

لذلک قال: (من حقائق العالم وصوره) وما اکتفى بذکر الصور.

(وإنشاء صورته الباطنة على صورته تعالى) أی، وإنشاء صورته الموجودة فی العلم، وهی عینه الثابتة متصفة بصفات الحق تعالى وأسمائه.

ولما کانت الحقیقة یظهر بالصورة فی الخارج، أطلق (الصورة) على الأسماء والصفات مجازا، لأن الحق بها یظهر فی الخارج.

واعلم، أن کلا من (الظاهر) و (الباطن) ینقسم على قسمین: باطن مطلق، وباطن مضاف، وظاهر مطلق، وظاهر مضاف.

فأما الباطن المطلق فهوالذات الإلهیة وصفاته والأعیان الثابتة.

والباطن المضاف هو عالم الأرواح.

فإنه ظاهر بالنسبة إلى الباطن المطلق، باطن بالنسبة إلى الظاهر المطلق، وهو عالم الأجسام، لذلک جعل صورته الظاهرة، أی صورة الإنسان، من حقائق العالم وصوره.

ویجوز أن یراد بـ (الصورة الظاهرة) جسمه وبدنه، فإنه مرکب من حقائق عالم الکون والفساد. ویؤیده قوله آخرا: (فقد علمت حکمة نشأة جسد آدم،أعنی صورته الظاهرة).

وبـ (الصورة الباطنة) روحه وقلبه والقوى الروحانیة المتصفة بصفات الحق وأسمائه.

(ولذلک قال فیه: کنت سمعه وبصره. وما قال: کنت عینه وأذنه.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (وهذا) أی: ولأجل تشریف الحق آدم بالجمع بین یدیه اللتین هما صورتا الحق والخلق (کان آدم خلیفة) للحق على الخلق.

ثم بین کون الخلافة منوطة بذلک بقوله: (فإن لم یکن) أی: آدم (ظاهرا بصورة من استخلفه)، وهو الحق تعالى لا فی کل ما فی الحق حتى الوجوب الذاتی.

بل (فیما استخلفه فیه) أی: فی الأمر الذی جعله خلیفة فیه، وهو أن یتحقق بالأسماء الظاهرة فی العالم، وسائر ما یقبل الظهور من الأسماء؛ لیستفیض بذلک من الحق، فیفیض إلى الخلق (فما هو خلیفة)، إذ لا یقوم مقام الأصل بدونه، کما لا تقوم المرأة مقام الشمس فی إفاضة النور على الجدار بدون أن یتصور بصورة الشمس، هذا بیان وجوب ظهوره بصورة الأصل.

وأما بیان وجوب ظهوره بصورة من استخلف علیه؛ فهو قوله: (وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها) بوجود حقائقها فیه الطالبة لکمالاتها مع قصور مناسبتها مع الحق تعالى، فما هو خلیفة علیها، حذف هذا الجواب بقرینة ما بعدها لأنه لولا تلک الحقائق فیه، لم یستحق أو الفیض الذی یفیض علیها؛ لأن الفیض منوط بالقابل، وتلک الحقائق هی القابلة.

ولکنها قاصرة عن تحصیل ذلک الفیض بأنفسها؛ لأنها غیر مقصودة بالذات فتطلب فیضها من الخلیفة؛ (لأن استنادها إلیه) من حیث هو مقصود بالذات.

وهی مقصودة لأجله، وهو کامل المناسبة مع الحق، ومعها أیضا لما فیه من الجمعیة مع شائبة التفرقة من جهة ما فیه من الإجمال بعد التفصیل؛ ولذلک اختص کل قوة منه بأمر خاص لا یوجد فی غیره، وإذا کان استناد الکل إلیه فی أنواع الفیض المختلفة التی یختص کل نوع بحقیقة تطلبه،(فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج) الرعایا (إلیه) بتحقق حقائقها فیه حتى یستفیض ما یستحق کل حقیقة منها، ثم یفیض على کل منها ما یستحق.

(وإلا) أی: وإن لم یقم بجمیع ما تحتاج إلیه الرعایا (فلیس بخلیفة علیهم)، بل إنما تتصور خلافته على من یقوم بحاجته دون غیره؛ لکنه یکون قاصرا على ذلک التقدیر؛ فلا تتم مناسبته مع الحق، فإن استفاض بتلک المناسبة القاصرة فحقائق العالم کذلک فلا یحتاج

إلى الخلیفة، وإذا کان کذلک (فما صحت الخلافة) الموصلة للفیض الإلهی (إلا للإنسان الکامل) الجامع لما تحتاج إلیه الرعایا، وما تشتمل علیه خزائن الأسماء الإلهیة.

وإذا کانت الخلافة تتم بمناسبة الطرفین، ومناسبة الحق تتم بالجمعیة، ومناسبة الخلق بالتفرقة، جمع فیه بین الصورتین مع التفرقة بینهما.

(فأنشأ صورته الظاهرة) أی: الجسمیة (من حقائق العالم)، أی: کلیاته وصوره لا من حیث هی صور للأسماء الإلهیة، فإن الأجسام هی أجسام لیست صورا للأسماء الإلهیة.

إذ لیس لها صورة حسیة، وإن کانت صورا لها من حیث الوجود، وبعض المعانی القائمة بها، فالصورة الظاهرة للإنسان من حقائق العالم، (وصوره) من حیث هی آثار الأسماء الإلهیة، أو ما یتعلق بها، وأخذ الإنسان صور الأسماء الإلهیة لیس بواسطة العالم بل بالذات.

(وأنشأ صورته الباطنة) الروحیة، وما یفیض منها من القوى المدرکة، والمحرکة (على صورته تعالی)، وهی الصورة المعنویة، وفیها الجمعیة إذ جعله حیا، عالما، مریدا، قادرا، سمیعا بصیرا، متکلما


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم. فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

فقال رضی الله عنه : ( فلهذا کان آدم خلیفة ، فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه ) . 

من وضع الصور وإظهارها ، والکشف عن کنه مراده منها ( فما هو خلیفة ) ضرورة أنّ الخلیفة هی المنفّذة لأحکام المستخلف إلى أن ینساق إلى غایتها المراد منها .

فلزم من هذه الشرطیّة الأمر الأوّل وهو اشتماله على صورة الحق .

کما لزم الثانی من قوله : (وإن لم یکن فیه جمیع ما یطلبه الرعایا التی استخلف علیها ) فما هو خلیفة أیضا وحذف التالی اکتفاء بما سبق منه وبیان الشرطیّة واضح ( لأنّ استنادها ) أی الرعایا ( إلیه ، فلا بدّ أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه ، وإلَّا فلیس بخلیفة علیهم ) .

( فما صحّت الخلافة إلَّا للإنسان الکامل ) باشتماله الصورتین ، واحتوائه النشأتین ( فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره . وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ، ولذلک قال فیه : « کنت سمعه وبصره » .

وما قال : « کنت عینه واذنه » ففرّق بین الصورتین ) تمییزا للیدین وتفصیلا لما یتعلَّق بهما من الأحکام المتقابلة والأوصاف المتناقضة . وهذا إنّما هو من سعة قابلیّته الذاتیّة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم.

فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.)

قال الشیخ رضی الله عنه :"و لهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه و إلا فلیس بخلیفة علیهم. "

(ولهذا)، أی لحصول هذه الجمعیة (کان آدم خلیفة) من الله على العالم (فإن لم یکن) آدم (ظاهرا بصورة من استخلفه) وهو الحق سبحانه متصفا بصفاته متسما بکمالاته لیتصرف بهما.

(فیما استخلفه فیه) وهو العالم (فما هو خلیفة وإن لم یکن فیه).

أی فی آدم (جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف) آدم (علیها) من مقتضیات الأسماء الإلهیة وآثارها.

(لأن استنادها) تعلیل للطلب أی ذلک الطلب إنما یقع منهم، لأن استناد الرعایا فی تحصیل حاجاتهم (إلیه) لکونه خلیفة علیهم (فلا بد أن یقوم) آدم (بجمیع ما تحتاج الرعایا إلیه وإلا).

أی وإن لم یقم آدم بجمیع ما تحتاج إلیه الرعایا .

وإذا کان ذلک فی قوة قوله : وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا کان کأنه أثر له فاقتصر فی الجواز على قوله: (فلیس بخلیفة علیهم)، ولم یصرح بالجزاء فی الأول "فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم و صوره و أنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى."

(فما صحت الخلافة) من أفراد العالم (إلا للإنسان ومن أفراد الإنسان إلا للإنسان الکامل).

لأن فیما عدا الکامل لم تحصل شرائط الخلافة بالفعل وفیما عدا الإنسان بالقوة أیضا (فأنشأ صورته).

أی صورته الجسمانیة العنصریة (الظاهرة من حقائق العالم)، أی من الموجودات المتحققة فی العالم (و صوره)، أی صور العالم التی هی تلک الموجودات المتحققة فهی معطوفة على الحقائق عطف تفسیر.

أو من أعیانه الثابتة وصوره الخارجیة بأن أفاض على أعیانه الثابتة الوجود فصارت صورة خارجیة فأنشأ صورة الإنسان منها .

"وأنشأ صورته الباطنة" أحدیة جمع روحه وقلبه وقواه الروحانیة "على صورته تعالى" أحدیة جمع صفاته وأسمائه.

کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، وإن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- وإلا فلیس بخلیفة علیهم. فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى. )

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [ ولهذا کان آدم خلیفة. فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها، لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه و إلا فلیس بخلیفة علیهم ] .


قال الشیخ الشارح رضی الله عنه :

(ولهذا ): أی لحصول هذه الجمعیة، و هی جمع النسبتین .

( کان آدم خلیفة) وأعطاه الله تعالى من القوة بحیث أنه ینظر فی النظرة الواحدة إلى الحضرتین، فیتلقّى من الحق، و یلقی إلى الخلق من حیث أنه حق خلق فی مقام جمع الأضداد و منزله، و یکون بین هاتین النسبتین کالبرزخ یقابل کل نسبة منها بذاته.

فإنه لا ینقسم فی ذاته فیقابل بعینیه التی قابل بها أحدهما الأخرى، و ما ثمة إلا ذاته کالجوهر الفرد بین الجوهرین أو الجسمین یقابل کل واحد منهما بذاته لأنه لا ینقسم، فلا یکون له جهتان مختلفان فی حکم العقل.

و إن کان الوهم یتخیل ذلک لأن حقیقة البرزخ ألا یکون فیه برزخ و هو الذی یلتقی أمرین بینهما بذاته، فإن التقى الواحد منهما بوجه غیر الوجه الذی یلتقی به الآخر، فلا بد أن یکون ما ینهما برزخ حتى یفرّق بین الوجهین حتى لا یلتقیان فإذا لیس ببرزخ .

قال تعالى: "بینهُما برْزخٌ لا یبْغِیانِ" [ الرحمن: 20] إشارة إلى ما ذکرناه، فإذا کان اللغة الوجه الذی یلتقی به الآخر فذلک هو البرزخ الحقیقی، فیکون فاصلا بین الشیئین مع وحدة الوجه .

فـ (البرزخ) یعلم بالحواس لأن ما له عین فی الخارج و لا یدرک و یعقل و لا یشهد .

ذکره رضی الله عنه فی الباب الثانی و الثمانین و ثلاثمائة من »الفتوحات« .

فهکذا رتبة الإنسان الکامل من حیث حقیقته و لطیفته یقابل بوجه الحقّ من حیث نسبة التنزیه، و بذلک الوجه بعینه یقابل نسبة الحق من حیث نسبة التشبیه.

و کما أن الحق الذی هو الموصوف بهاتین النسبتین واحد فی نفسه، و أحدیته و لم یحکم علیه هاتان النسبتان بالتعداد و التکاثر فی ذاته.

کذلک العبد الکامل الخلیفة فی مقابلة الحق واحدة، و العین من العبد واحدة، و لکن عین العبد ثبوتیة ما برحت من أصلها لأن الأعیان ما شمت رائحة الوجود، و لکن کساها الحق حلة وجوده فحینها باطن وجوده، و وجودها موجدها، فما ظهر إلا الحق تعالى و لا غیر حتى یظهر، فافهم .


( فإن لم یکن ظاهرا بصورة ما استخلفه فیما استخلفه فیه ما هو خلیفة) . اعلم أن الحکم فی الأشیاء کلها و الأمور جمیعها، إنما هو للمراتب لا للأعیان، و لها النصب و العزل کانت ما کانت، وأعظم المراتب و أعلاها هو (الألوهیة).

أنزلها العبودیة فما ثمة الأمر ثبتان، فما ثمة إلا ربّ و عبد، و لکن للألوهیة أحکام مختصة به لا یقتضی الغیر، بل بنفسه لنفسه و هی کوجوب ذاته لذاته، و الحکم بغناه عن العالم، و نعوت الجلال کلها، و نفی المماثلة و أحکام ما یقتضی بذاتها عین الغیر کالکرم و الجود و الرحمة.

فلا بد من عین عبد، و العبد فی المرتبة العبودیة فمرتبة العبد تطلب أحکامها من کونه عبدا العبد من طینة مولاه، فلا بد أن یکون ظاهرا بصورته خصوصا إذا استخلفه.

فلا بد أن یخلع علیه من استخلفه من صفاته ما تطلبه مرتبة الخلافة لأنه إن لم یظهر بصورة من استخلفه فلا یتمشّى له حکم فی أمثاله، و لیس ظهوره بصورة من استخلفه سوى ما تعطیه مرتبة السیادة فأعطته رتبة الخلافة و رتبة العبودیة لا یمکن أن یصرفها إلا فی سیده الذی استخلفه کما أن له أحکاما لا یصرفها إلا فیمن استخلف علیه.

و الخلافة صغرى و کبرى فـ (أکبرها) التی لا أکبر منها الأمانة الکبرى على العالم.

و(أصغرها) خلافة الشخص على نفسه و التی بینهما ینطلق علیها صغرى بالنسبة إلى ما فوقها و هی بعینها کبرى بالنظر إلى ما تحتها، و أما تأثیر العبد من کونه عبدا فی سیده فهو قیام السید بمصالح عبده لینفی علیه حکم السیادة، و أما التأثیر الذی  یکون للعبد من کونه خلیفة فیمن استخلفه کان المستخلف من کان فهو أن یبقى له عین من استخلفه لینفد حکمه فیه أیضا، فإن لم یکن کذلک فلیس بخلیفة .


هذا قوله رضی الله عنه: (فإن لم یکن ظاهرا بصورته فما هو خلیفة) .

قال رضی الله عنه: فإذا أراد الله تعالى تعظیم عبد من عباده عدل به عن منزلته، و کساه خلعته، و أعطاه أسماه، و جعله خلیفة فی خلقه، و ملکه زمام الأمر، و کمل الغاشیة بین یدیه، و أعطی الحکم له لیعطی مرتبة حقها، فإن الحضرة فی الوقت له، و الوقت وقته، و الحکم للوقت فی کل حاکم  کان من کان .

ألا ترى الحق أنه یقول عن نفسه أنه: "کُلّ  یوْم هُو فی شأنٍ" [ الرحمن: 29] فهو یحسب الوقت لأنه لا یعطی إلا بحسب القابل فالقبول وقته حتى تجری الأمور على الحکمة .

قال صلى الله علیه و سلم : " لا یؤمن الرجل فی سلطان أحد و لا یعقد على کریمته إلا بإذنه" .

فإن الخلیفة إذا دخل أحد من رعیته، فـ (الأدب الإلهی) المعتاد یحکم علیه بأن یقبل حکم صاحب الدار، فحیث ما أقعده یقعد ما دام فی سلطانه.

و ذلک من حکم المنزل علیه، و جعل الرئیس مرؤوسا، أما ترى وجود العالم ما ظهر إلا بإظهار الحق إیجاده، ثم تأخّر المتقدم، و تقدّم المتأخر، فلم یظهر للعلم بالله عین حتى أظهر به العلم بالعالم، قال صلى الله علیه و سلم : "من عرف نفسه فقد عرف ربه" .

فإن الأمر لا یظهر إلا بما تواطئوا علیه، و إذ ظهر لهم فعلا، فلم یظهر لهم إلا بما ألفوه فی عادلتهم، و هذا من عاداتهم، و هذا من عاداتهم.

ذکره رضی الله عنه فی الباب الحادی  و الثلاثین و أربعمائة من "الفتوحات" :

و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا و من ( الرعایا) العقل الأول: و هو الوجود الأول الإبداعی .

و کذلک النفس: هو الوجود الانبعاثی فلهما وجوب الوجود بالغیر فیزیلان الاستناد إلى الوجوب الذاتی، فکیف یکون؟

و إن لم یکن الخلیفة بهذا الوصف، فأنی یمکنه ذلک.

فافهم أن الخلفاء کالحبوب من الحبة، و النوى من النواة، فیعطی کل حبة ما أعطت الحبة الأصلیة لاختصاصها بالصورة على الکمال، و هذا من لباب العلم بالله الذی أعطاه کشف أهل الکشف و الشهود، فمن کان عارفا بمواقع خطاب الإلهیین و تنبیهاتهم و إشارتهم فقد عرفوه حقیقة الأمر لأنهم یدعون إلى الله على بصیرة و لهم فصل الخطاب .

قال تعالى: "و على اللّهِ قصْدُ السّبیلِ " [ سورة النحل: 9] .

فإذا عرفت ما أوردناه فی هذا المبحث، وقفت على الأسرار الإلهیة وعلمت مرتبة عباد الله الذین هم بهذه المثابة أین تنتهی المرتبة بهم؟ فافهم .

( التی استخلف علیها) لأن استنادها إلیه فلا بد أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه و احتیاج الوجوب بالغیر للاستناد إلىالوجوب الذاتی ظاهر، فافهم .

و یشیر إلى هذا المعنى قوله رضی الله عنه فی الباب الأربعین من الفتوحات :

و عندی أن العالم هو عین العلة و المعلول و ما أقول إن الحق علة له کما انتصر له بعض النظار یعنی: الإمام الغزالی فإن ذلک غایة الجهل بالأمر.

فإن القائل بذلک ما عرف الوجود و لا من هو الموجود فلا بد أن ینتهی الأمر إلى واجب الوجود الذی هو نهایة العلل.

وإلا یلزم الدود و التسلسل على رأیهم و إلا فلیس بخلیفة علیهم فخلق على صورته و مکّنه بالصورة من إطلاق جمیع أسمائه فردا فردا أو بعضا بعضا.

ولا ینطلق علیه مجموع الأسماء معا فی الکلمة الواحدة، یتمیز الرب من العبد الکامل فما من اسم من الأسماء الحسنى و کل أسماء الله الحسنى ألا و للعبد الکامل أن یظهر بها، کما له أن یدعو سیده بها بلا تخصیص ولا تخصص .

أمّا وجوب الوجود فقد أظهرت لک شأنه إن کنت فاهما غیر مرة، و أما الغنى الذاتی .


فاعلم أنه رضی الله عنه قال فی الفنوحات الباب التاسع و السبعین و ثلاثمائة:

إنه فی الخبر الصحیح و النص الصریح أن العبد یصل إلى مقام یکون الحق تعالى من حیث هویته جمیع قواه، و هو سبحانه الغنیّ لذاته الذی یمکن إزالته عنه فإذا أقام الله عبده فی هذا المقام فقد أعطاه صفة الغنىّ عن کل شیء لأن هویته هو عین قوی هذا العبد .

و لیس ذلک من تقاسیم الأعطیات إلا الإیثار فقد أثر بما هو له لهویته التی هی عین العبد، و هذا من بعض محتملات ما ذکر من القوم و هو أن الفقیر لا یحتاج إلى الله لأنه فان فی نفسه باق بالغنى على الإطلاق .


قال رضی الله عنه: و هذا من علوم الأسرار التی لا یمکن بسط التعریف فیها إلا بالإیماء لأهلها أشجعهم للعمل علیها فإنه فی غایة من الخوف لقبولها و کیف الاتصاف بها ؟ فافهم و تحفّظ .

فإنها أخت مسألة وجوب الوجود فی الغرابة و الندرة التی لا تجدها فی کتب الصوفیة لأنها دون ذوق المحققین المتصفین بالإطلاق فافهم .

"" أضاف الجامع عن آدم علیه السلام عند الشیخ الأکبر وفی الإصطلاح الصوفی :

قال الشیخ فرید الدین العطار: " آدم : هو کنز من کنوز الذات الإلهیة . کان خفیا فی هذا الکنز ، فلما ظهر بدت معه أسرار کثیرة من الحقیقة الإلهیة ، وثارت ثائرة العالم.

یقول  الشریف الجرجانی آدم علیه السلام : آدم هو أحدیة جمع جمیع الصور البشریة " .

یقول الشیخ عبد الکریم الجیلی : " آدم : هو مظهر لاسم الله ".

یقول الشیخ مصطفى بالی زادة أفندی: " آدم: هو الروح الکلی المحمدی لا آدم الذی خلق من طین ، وهو الخلیفة وهو العقل الأول ".

یقول الشیخ إسماعیل حقی البروسوی آدم :  محل ظهور صفة اللطف الإلهی .

یقول الشیخ عبد الرحمن بن عبد الله السویدی: " آدم: هو الإنسان الحادث الأزلی، والنشئ الدائم الأبدی، والکلمة الفائضة الجامعة، والحکمة البالغة البارعة ".

یقول الشیخ أبو العباس التجانی: " آدم: هو الموجود الأخیر من الموجودات، وهو المعبر عنه عند العارفین بالتجلی الأخیر واللباس الأخیر ".

یقول الشیخ عبد القادر الجزائری: " آدم علیه السلام : هو مجمع جمیع الأسماء الإلهیة التی توجهت على العالم، فإن الحق تعالى توجه على کل مخلوق باسم خاص، وتوجه على آدم بجمیع الأسماء التی تطلب العالم، فهو یدل على جمیع الأسماء " .

تقول الدکتورة سعاد الحکیم: " إن (آدم) عند الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی هو تلک الشخصیة التی سبق الکلام علیها فی القرآن. وأنه رمز للحقیقة الإنسانیة، وللإنسان الکامل، الذی جمع فی حقیقته کل الحقائق المنتشرة فی الأکوان .

فهو ( الکون الجامع ) وهو ( روح العالم ) وهو (خلیفة الله فی الأرض) وهو النفس الواحدة التی خلق منها هذا النوع الإنسانی.

یقول الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:

" لما شاء الحق سبحانه من حیث أسماؤه الحسنى التی لا یبلغها الإحصاء أن یرى أعیانها، وإن شئت قلت: أن یرى عینه فی کون جامع یحصر الأمر کله ، أوجد العالم کله وجود شبح مسوى لا روح فیه، فکان کمرآة غیر مجلوة .

فآقتضى الأمر جلاء مرآة العالم، فکان آدم عین جلاء تلک المرآة وروح تلک الصورة فسمی هذا المذکور (آدم) إنسانا وخلیفة " .

ویقول: " فآدم هو النفس الواحدة التی خلق منها هذا النوع الإنسانی " .

ویقول: " آدم : هو صفة الذکوریة الفاعلة فی مقابل الأنثى المنفعلة (حواء)، ومحل الإجمال بالنسبة لمحل التفصیل (حواء).

ویقول: " آدم:  لجمیع الصفات، وحواء لتفریق الذوات، إذ هی محل الفعل والبذر ".

ویقول: " فی حین یتبوأ (آدم) فی المعنى السابق مرتبة الإجمال فی مقابل (حواء) مرتبة التفصیل، نرى هنا أنه یظهر فی مرتبة التفصیل فی مقابل (محمد) الذی له الجمع.

ویقول: آدم الأرواح : هو سیدنا محمد.

ویقول آدم الحقیقی: هو النفس الناطقة الکلیة التی تتشعب عنها النفوس الجزئیة.

ویقول : " محمد للجمع، وآدم للتفریق ".

کما یفرد الشیخ الأکبر الصفحات فی کلامه على البسملة، لیبین کیف أنها تبدأ بآدم وتنتهی بمحمد، فآدم بدایة الأمر ومحمد نهایته.

ویقول: " (فالرحیم) هو محمد و (بسم) هو أبونا آدم، واعنی مقام ابتداء الأمر ونهایته " .

وواضح من کلمة ابتداء الأمر ونهایته: أن آدم هو أول ظاهر بمجموع الحقائق، ومحمد خاتم الظاهرین بمجموع الحقائق.

وتضیف الدکتورة سعاد الحکیم من نوادر الفکر الصوفی، وهی ما یتعلق بوجود أکثر من آدم فی الوجود فتقول:

ینوه شیخنا الأکبر بوجود مائة ألف آدم، وإن کانت الفکرة غیر جلیة إلا أننا من خلال نصین سنوردهما نستطیع أن نتبین مراده من وجود مائة ألف آدم وعلاقة ذلک بالخلق. فإن الله لم یزل ولا یزال خالقا، والآجال فی المخلوق لا فی الخلق فیقول:

" لقد أرانی الحق تعالى فیما یراه النائم وأنا طائف بالکعبة مع قوم من الناس لا أعرفهم بوجوههم.

فقال لی واحد منهم وتسمى لی باسم لا أعرف ذلک الاسم، ثم قال لی: أنا من أجدادک.

قلت له: کم لک منذ مت.

فقال لی: بضع وأربعون ألف سنة.

فقلت له: فما لآدم هذا القدر من السنین.

فقال لی: عن أی آدم تقول؟! عن هذا الأقرب إلیک أو عن غیره؟

فتذکرت حدیثا عن رسول الله:" إن الله خلق مائة ألف آدم "."

کما یروی الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی هذه الرؤیا للنبی إدریس {علیه السلام} فی معراجه، یقول:

" قلت (ابن العربی الطائی الحاتمی للنبی إدریس): رأیت فی واقعتی ، شخصا بالطواف أخبرنی أنه من أجدادی وسمى لی نفسه فسألته عن زمان موته.

فقال لی: أربعون ألف سنة، فسألته عن آدم لما تقرر عندنا فی التاریخ لمدته.

فقال لی: عن أی آدم تسأل عن آدم الأقرب؟

فقال إدریس {علیه السلام}: صدق، إنی نبی الله ولا أعلم للعالم مدة نقف عندها بجملتها إلا أنه بالجملة لم یزل خالقا ولا یزال دنیا وآخرة، والآجال فی المخلوق بانتهاء المدد لا فی الخلق ..

قلت: فعرفنی بشرط من شروط اقترابها (الساعة)؟

فقال: وجود آدم من شروط الساعة .

الدکتورة سعاد الحکیم ترى إن للفظة (آدم) عند الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی لها ثلاثة معانی اصطلاحیة إضافة إلى المعنى العام الوارد الإشارة إلیه فی القرآن الکریم وهو الشخصیة النبویة. وتلک المعانی الاصطلاحیة هی:

1. أنه یمثل الحقیقة الإنسانیة، أو ما یعرف بـ (الإنسان الکامل).

2. أنه یمثل مرتبة الإجمال فی مقابل (حواء) التی تمثل مرتبة التفصیل.

3. أنه یمثل صفة التفصیل فی مقابل سیدنا محمد الذی یمثل مرتبة الإجمال.

أقوالا أخرى للشیخ الأکبرابن العربی :

ویقول آدم: هو الإنسان الکامل الذی لا یزال العالم به محفوظا.

ویقول آدم: هو الإنسان الحادث الأزلی والنشء الدائم الأبدی، والکلمة الفاصلة الجامعة، قیام العالم بوجوده، فهو من العالم کفص الخاتم من الخاتم، وهو محل النقش والعلامة التی بها یختم الملک على خزانته ".

ویقول آدم: هو الحق الخلق ، هو النفس الواحدة التی خلق منها هذا النوع الإنسانی.

وهو قوله تعالى: "یا أیها الناس اتقوا ربکم الذی خلقکم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا کثیرا ونساء ".

ومن حیث المعنى الثانی یقول:

یقول " آدم: هو کنایة عن الکتاب الجامع، فهو للعالم کالروح من الجسد، فالإنسان روح العالم، والعالم الجسد.

فـ بالمجموع یکون العالم کله هو الإنسان الکبیر، والإنسان فیه، وإذا نظرت فی العالم وحده دون الإنسان وجدته کالجسم المسوى بغیر روح ".

ویقول آدم: هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال ".

ویقول: " إن الله اختصر من هذا العالم مختصرا مجموعا یحوی على معانیه کلها من أکمل الوجوه سماه آدم وقال: إنه خلقه على صورته ".

ویقول الشیخ أبو الحسن الشاذلی یقول: " ابن آدم: هو طلسم لا یدرى به إلا من اجتباه الله، وأطلعه على سره الغامض فیه.

فمن السر: أنه مرقوم على کفه الأیمن رقم 18، وعلى کفه الأیسر رقم 81، ومجموع الرقمین 99 أعنی: أسماء الله الحسنى، یتجلى بها علیه على حسب استعداده من الأزل". أهـ

یقول الشیخ رضی الله عنه :

رأیت الحق فی الأعیان حقا ... وفی الأسما فلم أره سوائی

ولست بحاکم فی ذاک وحدی ... فهذا حکمه فی کل رائی

وعند المثبتین خلاف هذا ... هو الرائی ونحن له المرائی.  ""


قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.]

قال سیدنا الشارح رضی الله عنه :

( فما صحت الخلافة إلا للإنسان الکامل) فإن له الجمع بین الصورتین، فهو الأول من حیث الصورة لأنه خلق على صورته و الآخر من حیث الصورة لأنه خلق على صورته و الآخر من حیث الصورة الکونیة، و الظاهر بالصورتین من حیث الخلافة و الباطن من حیث صورته لأنه على صورة الرحمن بخلاف العالم فإنه لا یقبل هذه الجمعیة فافهم .

( فأنشأ صوریة الظاهرة من حقائق العالم و صوره) و هی الحقائق الکلیة و مقر ذاته فإن الصورة للأعیان الخارجیة من حیث الأفراد و الأشخاص .

قال رضی الله عنه: إن جمیع العالم برز من العدم إلى الوجود إلا الإنسان الکامل وحده،

فإنه ظهر من وجود إلى وجود، من وجود فرق إلى وجود جمع.  فتغیر الحال علیه من افتراق إلى اجتماع.

و العالم تغیر علیه الحال من عدم إلى وجود، فبین الإنسان والعالم کبین الوجود و العدم .

فلهذا قال تعالى: "لیس کمِثلهِ شیْءٌ" [ الشورى: 11] من العالم فافهم .

( و أنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى) .

ورد فی الحدیث الصحیح الذی رواه الشیخان البخاری و مسلم رحمهما الله : "إذا قاتل أحدکم أخاه فلیتجنب الوجه إن الله خلق آدم على صورته" .

بإعادة الضمیر إلى آدم لم یبطل المعنى المراد یعنی: خلق آدم على صورته: أی صورة آدم التی کانت فی العلم بمعنى طابقت صورته الحسیة صورته العلمیة .

لأن المثال الذی وجد العالم علیه هو العلم القائم بنفس الحق، فإنه سبحانه علمنا بنفسه و أوجدنا على حد ما علمنا و نحن على هذا الشکل المعین.

و لا شک أن مثل الشکل هو القائم بعلم الحق تعالى و لو لم یکن الأمر هکذا إلا أخذنا هذا الشکل بالاتفاق لا عن قصد و لیس کذلک.

ولو لا الشکل فی نفسه تعالى ما أوجدنا علیه و لو لم یأخذ هذا الشکل من غیره لأنه ثبت کان الله ولا شیء معه إلا أن یکون ما برز علیه فی نفسه من الصورة علمه.

فعلمه بنا علمه بنفسه، و علمه بنفسه أزلا عن عدم فعلمه بنا کذلک، فنحن کذلک.

فمثالنا الذی عین علمه بنا قدیم بقدم الحق لأنه وصف له و لا تقوم بنفسه الحوادث جلّ الله عن ذلک فافهم .

فإنه له من لباب العارف، فلمّا أنشأ صورته على صورته فللإنسان فی کل حضرة إلهیة نصیب لمن عقل و عرف لأنه صورته .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص60

لهذا کان آدم خلیفة فان لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلف فیه و هو العالم فما هو خلیفة؛

 و چون آدم واجد این جمعیت است خلیفة اللّه در عالم شده است پس اگر آدم به صورت کسى که او را خلیفه خود قرار داد (یعنى حق تعالى) در آن چه خلیفه او شده است ظاهر نباشد خلیفه نیست.

یعنى اگر آدم متصف به کمالات حق و متّسم به صفات الهى و قادر بر تدبیر عالم نباشد خلیفه نخواهد بود. خلاصه اینکه خلیفه باید به صفت مستخلف باشد تا بتوان گفت جانشین اوست و خداى متعال متصف به صفات کمالیه و مدبر عالم است. پس خلیفه او نیز باید متصف به کمالات او باشد و قادر بر تدبیر عالم، تا جانشین او گردد.

إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً (بقره: 30)

و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا التی استخلف علیها- لأنّ استنادها إلیه فلا بدّ أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- و إلّا فلیس بخلیفة علیهم. فما صحت الخلافة إلّا للإنسان الکامل،

 و اگر در آدم جمیع آن چه رعایا مى‌خواهند، رعایایى که خداوند وى را بر آنان خلیفه گردانید نباشد خلیفه نیست. پس ناچار باید آن چه را که بدان نیاز است واجد باشد و گر نه بر ایشان خلیفه نیست. پس صحیح نیست خلافت مگر براى انسان کامل.

بدان براى هر فردى از افراد انسان از این خلافت نصیبى است که به مقدارنصیبش آن چه را که متعلق به اوست تدبیر و اداره مى‌کند. مثل تدبیر سلطان ملک خودش را و صاحب منزل منزلش را و پایین‌ترین حدش تدبیر شخص است بدن خود را و این نصیب خلافت براى اولاد به حکم وراثت از والد أکبر حاصل است. ولى خلافت عظمى براى انسان کامل است. « شرح فصوص قیصرى، ص 91.»

فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم و صوره و أنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى،

پس حق تعالى صورت ظاهرى انسان را که موجود است در خارج انشا و ایجاد فرمود از حقایق و صور عالم و انشا فرمود صورت باطنى انسان را بر نحوه صورت خودش.

جامى عبارت را این طور معنى کرده است: «ایجاد کرده است صورت انسانى را که آن صورت ظاهر شده است از حقایق عالم و صور عالم.» یعنى صورت عطف تفسیرى حقایق عالم است و مراد از حقایق، موجودات متحققه در عالمند که من، بیان ظاهرة مى‌شود. یعنى صورت ظاهرى انسان را این طور ایجاد فرمود که از جنس حقایق عالم و صور عالم است. لفظ صور اشعار به عالم ظاهر جسمانى دارد. خلاصه اینکه حق تعالى صورت ظاهرى انسان را به وزان حقایق عالم صورى و ظاهرى آفرید و صورت باطنى انسان را به وزان صورت خودش.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 136-138

و لهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة؛ فإن لم‏ یکن فیه جمیع ما تطلبه‏ الرّعایا الّتى استخلف علیها- لانّ استنادها إلیه فلا بدّ ان یقوم بجمیع ما یحتاج الیه‏-

و إلّا فلیس بخلیفة علیهم. فما صحّت الخلافة إلّا للانسان الکامل.

«و لهذا» اشارت است به حصول این جمعیّت مر آدم را. و اسم «لم یکن» آدم است. و مراد از «من استخلفه» حق است- تعالى شأنه-. و مراد از «فیما استخلفه فیه» عالم است. و ضمیر [در «استنادها»] عاید به «الرعایا»؛ و استناد «رعایا» [که آن عبارت از عالم است‏] از آن به خلیفه است [که آن آدم‏ است‏] که بحسب مرتبه، ربّ عالم است و بحسب حقیقت، عبد حق است. و این‏‌چنین خلیفه [که جامع جمیع کمالات باشد و خلافت را لایق و سزاوار باشد] نیست الّا انسان کامل.

اگر سایلى گوید که‏: چون چنین گفتى که: انسان کامل- که آن آدم است؛ بحسب مرتبه، ربوبیّت عالم او را است؛ و شیطان در عالم داخل است؛ پس لازم آید که: شیطان نیز مربوب آدم باشد. پس چگونه توانست که اضلال آدم کند [به وسوسه‏] و اخراج او کند از جنّت؟؟؟

جواب گوییم که‏: بلى، حقیقت آدم، بحسب مرتبه خلافت، تربیت مى‏کند همه عالم را؛ و مدد مى‏دهد مظاهر جمیع اسماء و صفات را؛ چنانکه حق تعالى مى‏فرماید همه اسماء را؛ و شیطان- که مظهر اسم المضل است- هم تربیت از حقیقت آدم مى‏یابد. پس حقیقت آدم، خود مضل نفس خود بوده باشد در حقیقت به مظهر اسم المضلّ؛ و خود را از بهشت به زمین آورده باشد؛ تا هر کس از افراد خود [را] به کمالى- که لایق او باشد- برساند. و به یکى از این دو خانه- که بهشت و دوزخ نام وى است- برسد، چنانکه مقتضاى استعداد او است. و اگر نه آن بودى که شیطان مدد از آدم یافته بودى، بر آدم، کسى سلطنت میسّرش شدى‏؟

و اگر خواهى که به این سرّ واقف گردى؛ در آیت‏ «فَلا تَلُومُونِی وَ لُومُوا أَنْفُسَکُمْ»( س 14- 22) نگر، در قیامت کبرى. که شیطان را حاضر گردانند. و از راه افتادگان بسبب وسوسه و شیطنت او، و حواله به دوزخ کرده شود. زبان به ملامت شیطان دراز کنند. شیطان گوید که: «مرا ملامت مکنید. نفس خود را ملامت کنید».

چرا که: اعیان ایشان اقتضاى آنچه کرد، و استعداد آنچه داشت، به آن رسید.

پس معلوم شد که: اضلال او آدم را، و اخراج او، از جنّت، قادح در خلافت و رتبت آدم نیست.

فأنشأ صورته الظّاهرة من حقائق العالم و صوره، و أنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.

شاید که مراد از «انشاى صورت ظاهر» ابداع جسم و بدن او باشد که آن مرکّب است از عناصر اربعه؛ چنانکه ترکیب صورت عالم کون و فساد است از اسطقسّات؛ و مراد از «صورت باطن» روح و قلب و قواى روحانى او باشد؛ که آنها موصوفند به صفات قدسیّه قدّوسیّه و اخلاق ملکیّه [فلکیه‏]که مظاهر اسماى مالکیّه‏ اند و مؤیّد این مراد آن که بعد از این به چند کلمه خواهد گفت:

فقد علمت حکمة نشأة جسد آدم‏ أعنى صورته الظّاهرة، و قد علمت نشأة روح آدم. أعنى صورته الباطنة.

و شاید که مقصود از صورت ظاهر، جسم و روح آدم باشد؛ که [آن‏] صورت موجود وى است در خارج: جسم از حقایق ملک، و روح از حقایق ملکوت. و «عالم» عبارت از ملک و ملکوت است. و غرض از «صورت باطنه» آن صورت موجود آدم است در علم حق- که «عین ثابته» عبارت از آن است- و آن متّصف است به اسماء و صفات حق- جلّ جلاله- ما خود چنین [گوییم که این‏] اوثق‏ و اوفى. و لفظ صریحا دالّ است بر این معنى که: انشاى‏ صورت باطن آدم علیه السّلام بر صورت باطن حق تعالى بود؛ که آن حقایق اسماء الهیّه است؛ و آن صورت علمیه حق باشد- تعالى شأنه- چنانکه هست ازلا و ابدا؛ تا معنى‏

«انّ اللّه خلق آدم على صورته»

در ظاهر و باطن، درست گردد؛ و قوله «و لذلک» خود بصریح مؤیّد این معنى است.

و اگر کسى گوید که‏: اطلاق صورت بر وجود علمى و بر اسماء و صفات چگونه توان کرد؟

جواب گوئیم که‏: چون ظهور حقیقت در ظاهر و خارج‏ بواسطه صورت است، اطلاق صورت بر اسماء و صفات به مجاز توان کرد؛ که حق- عزّ شأنه- به اسماء و صفات، در خارج ظهور مى‏فرماید. و ما در مقدمه این کتاب گفته‌‏ایم که:

هر یک از ظاهر و باطن به اصطلاح قوم منقسم مى‏شود به دو قسم: باطن مطلق و باطن مضاف؛ و ظاهر مطلق و ظاهر مضاف.

باطن مطلق ذات الحقّ است‏، و صفات آن و اعیان ثابته.

و باطن مضاف عالم ارواح، که آن به نسبت با باطن مطلق، ظاهر است. و به نسبت با ظاهر مطلق، باطن است.

و ظاهر مطلق عالم اجسام است؛ از آن جهت که: صورت ظاهره خارجیّه [آدم‏] از حقایق عالم و صورت آن پیدا کرد. و اشارتى دیگر بدان که صورت باطنه آدم از صورت باطنه حق و صفت او پیدا کرده‏ این است‏:


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 152-153

و لهذا کان آدم خلیفة.

یعنى از براى حصول این جمعیت در آدم، آدم خلیفه عالم گشت.

فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرّعایا الّتى استخلف علیها- لأنّ استنادها إلیه فلا بدّ أن یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه- و إلّا فلیس بخلیفة علیهم.

یعنى اگر ظاهر نباشد به صورت آنکه او را استخلاف کرد؛ و اگر درو نباشد جمیع آنچه طلب کنند رعایا که او را بر ایشان استخلاف کرد؛ و قائم نباشد به جمیع آنچه ایشان را بدان احتیاج باشد خلیفه نتواند بود بر ایشان.

فما صحّت الخلافة الّا للانسان الکامل.

پس خلافت درست نباشد مگر بر انسان کامل. و هر فردى را از افراد انسانیّه نصیبى ازین خلافت هست که بدین نصیبه به تدبیر آنچه بدو متعلق است قیام مى‌‏نماید، چون تدبیر سلطان در مملکتش و تدبیر صاحب منزل در منزلش؛ و ادناى آن تدبیر شخص است در بدن خویش. و این نصیب‏ها اولاد را به طریق وراثت از والد اکبر حاصل است و خلافت عظمى انسان کامل راست، آرى، بیت:

از پشت پادشاهى مسجود جبرئیلى‏         ملک پدر بجوئى اى بینوا چه باشد

تو گوهرى نهفته در کاهگل گرفته‏         گر رخ ز گل بشوئى اى خوش‏لقا چه باشد

بى‏سر شوى و سامان از کبر و حرص خالى‏ و آنگه سرى بر آرى از کبریا چه باشد


فأنشأ صورته الظّاهرة من حقائق العالم و صوره و أنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.

پس انشاء کرد صورت ظاهر او را که موجود است در خارج از حقایق و صور عالم، و انشاء کرد صورت باطن او را که موجود است در علم؛ و آن عین ثابته‏ اوست بر صورت خویش یعنى متّصف به صفات و اسماى خود


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 527

 و لهذا کان آدم خلیفة فإن لم یکن ظاهرا بصورة من استخلفه فیما استخلفه فیه فما هو خلیفة، و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرّعایا الّتی استخلف علیها لأنّ استنادها إلیه فلا بدّ ان یقوم بجمیع ما تحتاج إلیه و إلّا فلیس بخلیفة علیهم. فما صحّت الخلافة إلّا للإنسان الکامل.

شرح و اینجا بحثیست، و آن آنست که چون آدم خلیفه و رب عالم است وابلیس از عالم، پس مربوب آدم باشد، چگونه إضلال آدم توانست کرد؟ گوییم:

همچنانچه در تسویه و ترکیب آدم، طبایع و خواص است که ماده اقامت بدن اوست، و چون به مقتضاى تقلّب مزاج یکى ازین طبایع و خواص غالب مى‏شود، سبب مرض و وجع انسان مى‏‌گردد؛ همچنین حقیقت اسم مضل بود که در آدم غلبه کرد و سبب إضلال او شد در صورت شیطانى. و اشارت‏ «فَلا تَلُومُونِی وَ لُومُوا أَنْفُسَکُمْ» شاهد اینست.

فأنشأ صورته الظّاهرة من حقایق العالم و صوره، و أنشأ صورته الباطنة على صورته- تعالى- شرح مراد از «صورة الظّاهرة» إبداع جسم او باشد که آن مرکّب است از عناصر اربعه، چنانکه ترکیب عالم کون و فساد است؛ و مراد از «صورة باطنة» قواى روحانى. یا مراد از صورت ظاهره جسم و روح آدم باشد، که آن صورت موجوده وى است در خارج؛ و عالم عبارت از ملک و ملکوت است. و غرض از صورت باطنه، صورت موجوده ویست در علم حق که عین ثابته عبارت از آن است، و متّصف است به اسماء و صفات.

یا خود انشاى صورت باطنه آدم، بر صورت باطنه حق بود- عزّ شأنه- که آن حقایق اسماى الهیّه است. و چون ظهور حقیقت در خارج به واسطه صورت است، اطلاق صورت بر اسماء و صفات‏به مجاز توان کرد که حق- تعالى- به اسما و صفات در خارج ظهور مى‏‌فرماید.