عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثلاثون:

جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین. وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع. ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

(ولذلک)، أی لکون صورته الباطنة على صورة الحق تعالى (قال) تعالى فی الحدیث القدسی الوارد عن النبی صلى الله علیه وسلم  (فیه)، أی فی هذا الإنسان الکامل : "لا یزال عبدی یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته

کنت سمعه الذی یسمع به (وبصره) الذی یبصر به" إلى آخر الحدیث .

"قال رسول الله : إن الله قال: من عادى لی ولیا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلی عبدی بشیء أحب مما افترضت علیه، وما یزال عبدی یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته کنت سمعه الذی یسمع به، وبصره الذی یبصر به، ویده التی یبطش بها، ورجله التی یمشی بها، وإن سألنی لأعطینه، ولئن استعاذنی لأعیذنه، وما ترددت عن شیء أنا فاعله ترددی عن نفس المؤمن یکره الموت وأنا أکره مساءته. رواه البخاری"

ولا شک أن السمع والبصر من الصورة الباطنة، لأن ذلک من شعاع الروح فی الدماغ لا من الصورة الظاهرة .

والأذن والعین من الصورة الظاهرة والله تعالى (ما قال کنت عینه و) لا کنت (أذنه)، فإن قلت ورد أیضا فی تمام الحدیث : "کنت یده التی یبطش بها ورجله التی یمشی بها ولسانه الذی یتکلم به" ولا شک أن الید والرجل واللسان من جملة الصورة الظاهرة قلت : المراد بالید والرجل واللسان هنا القوة الباطنة فی هذه الأعضاء لا حقیقة هذه الأعضاء.

ولکن لما لم یکن لهذه القوة المودعة فی هذه الأعضاء أسماء مستقلة غیر هذه الأعضاء، عبر عنها باسم هذه الأعضاء، بخلاف الأذن والعین فإن للقوة المودعة فیهما اسمین مخصوصین هما : السمع والبصر، فعبر بذلک دون التعبیر بهذین العضوین.

أو یقال هذا الحدیث مشتمل على الفرق بین الصورتین فی ذکر السمع والبصر، والجمع بینهما فی ذکر الید والرجل واللسان.

مثل قوله علیه السلام فی بعض الأحادیث بعد ذکر الید الیمنى وکلتا یدیه یمین، ففرق وجمع یشیر إلى هذا قوله: (ففرق)، أی الله تعالى (بین الصورتین)، أی صورة العالم وصورته تعالى فی ذکر السمع والبصر فقط وإن جمع فی باقی الحدیث.

(وهکذا هو)، أی الأمر والشأن (فی کل موجود من) موجودات (العالم) العلوی والسفلی، فإن الله تعالى خلقه بإحدى الیدین إما الیمین وإما الشمال (بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود) .

من الاستعداد الموضوع فیها بالتجلی الأول (لکن لیس الأحد) من العالم (مجموع ما للخلیفة)، من الیدین الإلهیتین اللتین هما صورة الحق تعالی وصورة العالم.

وإن شئت قلت : صفات الله تعالى المتقابلات (فما فاز) الخلیفة (إلا بالمجموع) دون غیره من العالم.

(ولولا سریان الحق) تعالى (فی) جمیع (الموجودات) العلویة والسفلیة بالصورة التی هی منه تعالى الید الیمین، ومن العالم الید الشمال.

والذی من العالم منه تعالى، فکلتا یدیه یمین عند أهل الجمع لا أهل الفرق.

وهذا السریان هو قیومیة الحق تعالى لجمیع العالم، وهو قیام العالم بأمر الله تعالى کما قال تعالى : " ومن آیاته أن تقوم السماء والأرض بأمره" 25 سورة الروم. وهذا القیام بالروح الکل الساری فی حقائق الموجودات کلها سریان الخشب فی جمیع صور ما جعل منه من صندوق وباب وکرسی ونحو ذلک.

والروح من الأمر قال تعالى: "وقل الروح من أمر ربی " 75 سورة الإسراء.

(فما کان للعالم وجود) البتة قال تعالى: "وکل شیء هالک إلا وجهه"88 سورة القصص. فوجه الله تعالى هو ذلک السریان المذکور فی جملة الموجودات.

وأما الموجودات من جهة نفسها فلا وجود لها لأنها هالکة، أی فانیة معدومة فلولا وجهه تعالى الساری فی حقائقها کلها ما کانت موجودات ولا تعین لها ماهیة أبدا.

(کما أنه لولا تلک الحقائق المعقولة)، أی الموجودة فی العقل فقط (الکلیة) کما سبق بیان ذلک (ما ظهر حکم) الاختصاص بالجمادیة والنباتیة ونحو ذلک (فی الموجودات العینیة) الجزئیة المتشخصة فی الخارج.

فإن تلک الکلیات ساریة فی حقائق جزئیاتها بحیث لم تزد تلک الجزئیات علیها غیر الوجود العینی الخارجی.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین. وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع. ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

(ولذلک) أی ولأجل إنشائه على صورته (قال فیه) أی فی حق آدم (کنت سمعه وبصره) .

وهما من صفات الله تعالى (وما قال کنت عینه وأذنه) وهو من جوارح الصورة البدنیة.

(ففرق بین الصورتین) صورة الباطن والظاهر فظهر أن هویة الحق بصفته ساری فی الخلیفة (هکذا) أی کما أن الحق ساری فی الإنسان الکامل .

کذلک (هو) أی الحق ساری (فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة فما فاز) أی فما ظفر إلا الإنسان الکامل بالخلافة .

یدل علیه قوله : بعد وهی المجموع الذی به استحق الخلافة (إلا بالمجموع) أی بسببه لا بدونه . فکان الحق ساریا فی کل موجود من الخلیفة وغیره .

(ولولا سریان الحق تعالى) أی وجود الحق (فی الموجودات بالصورة) أی بالصفة .

وهو بمعنى الإحاطة لا بمعنى الحلول والاتحاد وهو باطل عند أهل الحق بالاتفاق وقد ذکر بطلانه فی کثیر من الکتب الصوفیة.

(ما کان للعالم وجود) لأنه بنفسه معدوم فافتقر العالم إلى الحق فی وجوده.

(کما أنه) أی کما أن الشأن (لولا تلک الحقائق المعقولة الکلیة) من الحیاة والعلم والقدرة وغیر ذلک (ما ظهر حکم) وأثر کما ذکر من قبل (فی الموجودات العینیة) فلزم منه أنه لولا تلک الموجودات العینیة ما ظهر حکم.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین. وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع. ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

ولذلک قال فیه: «کنت سمعه وبصره»، ما قال: کنت عینه وأذنه.

ففرق بین الصورتین وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود.

قلت: یعنی بصورة الحق الباطنة، حقائق الأسماء الإلهیة والکلیات التی هی صور علمه أزلا وأبدا.

قال: ولما کان باطن آدم على صورة حقائق الأسماء من العلم والحیاة  والإرادة والقدرة والسمع والبصر.

قال تعالى: «کنت سمعه وبصره» ولو کان ظاهر جسم آدم على صورة الحق تعالى لقال «کنت عینه وأذنه»، ففرق بین الصورتین.

قال فی جمیع الموجودات أی هو سمع کل سامع وبصر کل مبصر وفی بعض المناجاة أنه تعالى قال: «لولای ما أبصرت العیون مناظرها، ولا رجعت الأسماع بمسامعها»

قوله:  لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع.

فلولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود کما أنه لولا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.

ومن هذه الحقیقة کان الافتقار من العالم إلى الحق فی وجوده یعنی شعر:

فالکل مفتقر ما الکل مستغن     …… هذا هو الحق قد قلناه لا نکنی

فإن ذکرت غنیا لا افتقار به    …… فقد علمت الذی فی قولنا نعنی

فالکل بالکل مربوط فلیس له   …… عنه انفصال خذوا ما قلته عنی

قلت: یعنی أن حقائق أسمائه تعالی موجودة فی کل موجود وسمی وجودها فی کل موجود سریانا.

فقال: ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة الأسمائیة لانعدم العالم دفعة واحدة بل ما کان یوجد أبدا کما أنه لولا تلک الکلیات المعقولة ما ظهر فی الموجودات حکم.

قال: ومن هذه الحقیقة کان افتقار العالم إلى الحق تعالى فی وجوده، لأن الکلیات هی صور علمه فطلبت بلسان الحال من الحق تعالى وجودها بلسان الفقر والشیخ قد أسر هنا سرا إلهیا لکن أشار إلیه إشارة مبهمة فی هذه الأبیات.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین. وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع. ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

قال رضی الله عنه :  "فما صحّت الخلافة إلَّا للإنسان الکامل فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره ، وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ."

ولذلک قال : « کنت سمعه وبصره »

ولم یقل : کنت عینه وأذنه ، ففرّق بین الصورتین .

والظاهر مجلى ومرآة للباطن ، والباطن متعیّن فی الظاهر وبه بحسبه کما عیّن رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فیما أسنده إلى الله تعالى أنّه قال :

"کنت سمعه وبصره " ولم یقل عینه وأذنه ، ففرّق بین صورته الظاهرة وصورته الباطنة .

یرید رضی الله عنه فی هذا ، الحدیث ، وإلَّا ففی غیره التعمیم والشمول على صورتیة الظاهرة والباطنة ، ولا تظنّنّ قولنا : " صورته الظاهرة " جسمانیة فقط فلیس المراد ذلک .

بل خلیقته من جسم وروح ، وقوى وعقل ، ومعان وصفات وغیرها ممّا یصدق إطلاق الخلیقة وما سوى الله علیه ، فالهیئة الجمعیة من جمیع ما ذکرنا هی صورته الظاهرة .

فبهذا کان الإنسان الکامل بظاهره صورة العالم الأحدیة الجمعیة .

وقیل : فیه العالم الصغیر ، أی من حیث الصورة .

والذی یتضمّن هذا الحدیث من الفرق بین الصورتین والتخصیص فهو أنّ السمع والبصر حقیقتان ملکوتیّتان وإلهیّتان للنفس أو للروح کیف شئت وأمّا العین والأذن فهما آلتا إدراک المبصرات والمسموعات بالنسبة إلى من إدراکه مقیّد بالآلات ما دام کذلک .

وأمّا سمع الحق وبصره اللذان تسمّى بهما فغیر متوقّف على الآلة والجارحة ، فذکر فی هذا الحدیث الألیق بجنابه تعالى لأهل العموم بلسانهم .

وإلَّا فإنّ الإدراکات بالآلات والجوارح کلَّها ، وقد یسری النور فی باطن المحقّق المتحقّق بهذا المقام إلى ظاهره وأعضائه وجوارحه ، کما جاء فی الید والرجل واللسان والقدم والطریق ، والله ولیّ التوفیق .

قال رضی الله عنه : " وهکذا هو فی کل موجود فی العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود ، ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة ،فما فاز إلَّا بالمجموع ".

یعنی رضی الله عنه :

أنّ الحق متعیّن فی کل جزء جزء من العالم بحسب خصوصیته لا غیر ، فاشترک الکلّ فی مطلق المظهریة ، وافترقت فی الخصوصیات .

ففاز الإنسان بخصوص الجمع بین جمیع الخصوصیات المظهریة ، ففاز بظاهره بالاسم « الظاهر » من جمیع الوجوه ، وبباطنه بالاسم " الباطن " کذلک ، وکان الجامع لأحدیّة جمعها على الوجه الأجمع الأحسن .

قال رضی الله عنه : " ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ، ما کان للعالم وجود ، کما أنّه لولا تلک الحقائق المعقولة الکلَّیة المذکورة ، ما ظهر حکمها فی الموجودات العینیة ."

قال العبد أیّده الله به :

قد أعلمناک فیما تقدّم أنّ الله خلق آدم على صورته وعلى صورة الإنسان العالم ، وأنّ الصورة التی خلق آدم علیها صورة معقولیة أحدیة جمع جمیع الأسماء ، وأنّ العالم بجمیع أجزائه جمعا وفرادى مظاهر الأسماء ، التفصیلیة ، وأنّه الصورة الإنسانیة الفرقانیة ، وأنّ صورة الإنسان الکلی على صورة العالم أو حقائقه تماما ، وأنّ صورة باطنه صورة الله .

فتذکَّر جمیع هذه الأصول ، واعلم أنّه ما من موجود من الموجودات ولا شیء من الأشیاء إلَّا وهو مظهر ومرآة ومحلّ ظهور للوجود الحق الظاهر فیها والساری بأحدیة جمع الصور الإلهیة فی الکلّ.

إذ النفس الرحمانی یقتضی  النور الوجودی الإلهی الفائض على المظاهر الکیانیة بالصورة الربانیة الأحدیة الجمعیة .

ولکن ظهورها فی کلّ مجلى وتعیّنها فی کلّ مظهر إنّما یکون بحسب القابل لا بحسب الصورة کظهور النور الکبیر فی المرآة الصغیرة .

فإنّه صغیر ومتشکَّل بشکلها ، وکان المراد الأوّل الأولى والمقصد الإلهی الأعلى الأجلى من الإیجاد هو التجلَّی الإلهیّ بصورته فی أحدیة جمع النفس الساری فی حقائق العالم .

ولولا هذا السریان النوری الوجودی بالصورة المقدّسة الأحدیة الجمعیة الإلهیة فی حقائق هذا المجلى المشهود الموجود ، ما وجد موجود ، ولا شهود مشهود.

فافتقار العالم إلى الموجد من أهل هذه الحقیقة ، حتى یحصل له شرف المظهریة لصورته تعالى فإنّ المخلوق على الصورة التی هی مخلوقة على الصورة الإلهیة یکون على الصورة الإلهیة یکون على الصورة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین. وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع. ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

( ولذلک قال فیه « کنت سمعه وبصره » وما قال کنت عینه وأذنه ففرق بین الصورتین ) أی صورة العالم وصورة الحق .

قوله ( وهکذا هو فی کل موجود ) أی وکما أن الحق فی آدم ظاهر بصورته کذلک فی کل موجود ( من العالم ) یظهر ( بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود ) أی عینه باستعداده الأزلى ( لکن لیس لأحد ) أی لشیء من العالم ( مجموع ما للخلیفة )

فإنه مظهر الذات مع جمیع الصفات ، بخلاف سائر الأشیاء وإلا لکان الکل مظهرا له ( فما فاز من بینهم إلا بالمجموع ) وإلا فکان الکل مظهرا له بقدر قبوله.

قوله ( ولو لا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ) أی بصورته ( ما کان للعالم وجود ) فإن أصل الممکن عدم والوجود صورته تعالى ووجهه الباقی بعد فناء الکل ، فلو لم یظهر

بصورته التی هی الوجود من حیث هو وجود بقی الکل على العدم الصرف .

وقوله ( کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة ) تشبیه لاستناد وجود العالم إلى صورة وجوده تعالى باستناد الأمور العینیة من الصفات إلى الحقائق الکلیة . کما ذکر فی الحیاة والعلم .

کما کان وجود العلم فی زید مثلا مستندا إلى العلم المطلق الکلى ولولاه لما وجد عالم وما صح الحکم بالعالمیة على أحد کذلک کل موجود معین عینى مستند إلى وجود الحق الذی هو وجهه وصورته ولولاه لما وجد موجود وما صح الحکم على شیء بأنه موجود .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین.

وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود.

ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع.

ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

"ففرق بین الصورتین" أی، لأجل أنه تعالى أنشأ صورته الباطنةعلى صورته تعالى، قال فی حق آدم: "کنت سمعه وبصره". فأتى بـ (السمع) و (البصر) اللذین من الصفات السبعة التی هی الأئمة.

"وما قال: کنت عینه وأذنه" الذین هما من جوارح الصورة البدنیة وآلتان للسمع والبصر.

"ففرق بین الصورتین" أی صورة الباطن أو الظاهر، وإن کان الظاهر مظهرا للباطن.

قوله : "وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود" أی،کما أن الحق وهویته سار فی آدم، کذلک هو سار فی کل موجود من العالم.

لکن سریانه وظهوره فی کل حقیقة من حقائق العالم إنما هو بقدر استعداد تلک الحقیقة التی لذلک الموجود وقابلیته.

(لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة) استدراک منقوله: (وهکذا هو فی کل موجود).

(فما فاز إلا بالمجموع) أی، فما فاز بالمجموع إلا الخلیفة.

لأن المراد حصر الفوز بالمجموع فی الخلیفة، وهو الحصر فی المحکوم علیه لا الحصر فی المحکوم به، کما هو ظاهر الکتاب، إذ یلزم منه أن الخلیفة ما فاز بشئ مما فاز به العالم إلا بالمجموع، وهذا غیر صحیح.

فإنه فاز بکل ما فاز به العالم مع اختصاصه بالزائد، وهو الفوز بالمجموع.

قوله : (ولولا سریان الحق فی الموجودات والظهور فیها بالصورة ما کان للعالم وجود) أی، لولا سریان ذات الحق وهویته فی الموجودات وظهوره فیها بالصورة، أی بصفاته تعالى، ما کان للعالم وجود ولا ظهور لأنه بحسب نفسه معدوم.

واکتفى بذکر (الصورة) من الذات لکونها عینها، أو لاستلزام الصورة إیاها. (کما أنه) الضمیر للشأن.

قوله : (لولا تلک الحقائق المعقولة الکلیة، ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة) أی، کما أنه لو لا تلک الحقائق الکلیة، التی فی القدیم قدیم وفی الحادث حادث، ومعروضاتها من الحقائق العینیة، ما ظهر حکم من أحکام أسماء الحق وصفاته فی الموجودات العینیة.

فکما أن وجود العالم بسریان الحق فی الموجودات بذاته وصفاته، کذلک ظهور أحکام أسمائه وصفاته بالحقائق المعقولة التابعة والمتبوعة.

فارتبط العالم بالحق ارتباط الافتقار فی وجوده والحق بالعالم من حیث ظهور أحکامه وصفاته. فافتقر کل منهما إلى الآخر لکن الجهة غیر متحدة.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین.

وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود.

ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع.

ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

(ولذلک) أی: ولأجل اختصاص الباطن بصورة الحق (قال فیه: «کنت سمعه وبصره») یعنی سمعه و بصره فی الکمال بحیث یسمع حاجات الکل، ویری استحقاقاتهم کأنه عین سمعی، وبصری اللذین لیس غیری، فکأنی سمعه وبصره، فنسب صورة سمعه وبصره اللذین هما من الصورة الباطنة إلى ذاته؛ لکون صورته تعالى معنویة.

(وما قال: "کنت عینه وأذنه") اللذین هما من الصور الظاهرة (ففرق بین الصورتین) اللتین جمعهما فی أدم بنسبة إحداهما إلى ذاته دون الأخرى؛ لیحصل فیه مع الجمعیة الافتراق؛ لیناسب الحق والخلق جمیعا، وهذا کالصریح بأن الأجسام من حیث هی أجسام لیست صورة الحق، وإن کانت من حیث الوجود، وبعض المعانی القائمة بها صور الحق وأسمائه، کما أشار إلیه بقوله: (وهکذا) أی: کما ظهر الحق فی آدم بصورته المعنویة کذا (هو) ظاهر بصورته المعنویة من جهة الذات والأسماء فی کل موجود من العالم الکبیر (بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود)، وإن لم تکن أجسامه وأعراضها المحسوسة صورا لذاته وأسمائه، بل باعتبار وجودها و بعض المعانی القائمة بها، لکن تلک الصور الإلهیة فیها لا تکفی فی استفاضة الفیض؛ لأنه منوط بالجمعیة، ولیست لغیر الإنسان الکامل.

وإلیه الإشارة بقوله: (ولکن لیس لأحد) من العالم (مجموع ما للخلیفة) من صورة الحق ذاته وأسمائه، وإذا کان جمیع ما فی العالم مع اشتماله على صورة الحق، ومناسبته إیاه بها لا یصلح للاستفاضة، مع أنه لا بد من الفیض؛ لعموم الجود الإلهی، ولا بد من المناسبة التامة التی للخلیفة الذی هو الإنسان الکامل.

(فما فاز) برتبة الخلافة على الکل (إلا بالمجموع)، إذ لو جاز استفاضة من کمل صورة اسم بذاته، لجاز الفیض بالأصالة على ما لیس بمقصود بالذات.

واستدل على أن الحق ظاهر بصورته المعنویة فی کل موجود من حیث الوجود. ومن حیث بعض المعانی القائمة به بقوله: (فلولا سریان الحق فی الموجودات) أی: سریان إشراق نوره على بواطن الموجودات.

بحیث (یظهر فیها بالصورة) سریان نور الشمس فی المرآة بظهور صورتها فیها من غیر أن ینفصل من الشمس شیء، ولا یحل منه فی المرأة (لما کان للعالم وجود)، إذ أصله العدم.

وهو وإن کان ممکنا یستوی الوجود والعدم بالنسبة إلیه، فیکفی عدم ترجیح الوجود مرجحا لعدمه، کما أنه لا نور فی المرأة بدون إشراق نور الشمس علیها، وإلیه الإشارة بقوله تعالى: "الله نور السموات والأرض" [النور: 35].

وهذا ما قاله الإمام حجة الإسلام الغزالی فی «مشکاة الأنوار وحقیقة الحقائق»، ومن هاهنا ترقی العارفون من حضیض المجاز إلى بقاع الحقیقة، واستکملوا معارجهم فرأوا بالمشاهدة العینیة أن لیس فی الوجود إلا الله سبحانه وتعالى، وأن" کل شیء هالک إلا وجهه" [القصص: 88].

لا أنه یصیر هالک فی وقت من الأوقات، بل هو هالک أزلا وأبدا، ولا یتصور إلآ کذلک.

فإن کل شیء سواه إذا اعتبرت ذاته من حیث ذاته فهو عدم محض، وإذا اعتبرت من الوجه الذی سرى الوجود إلیها من الأول الأحق، وأی موجود إلا فی ذاته بل من الوجه الذی یلی موجده، فیکون الموجود وجه الله فقط.

ثم شبه ظهور الحق فی الموجودات بظهور الحقائق الکلیة فی الموجودات العینیة .

إشعارا بأنه لا یستلزم الحلول والاتحاد، وأن وجود الموجودات متوقف على وجوده تعالى وظهوره فیها توقف أحکام الموجودات العینیة على تلک الحقائق الکلیة.

فقال: (کما أنه لولا تلک الحقائق المعقولة) کالحیاة والعلم (ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة) لامتناع الحکم على شیء بأنه حی عالم بدون تصور الحیاة والعلم.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین. وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع. ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

ولذلک قال فیه رضی الله عنه : « کنت سمعه وبصره » . وما قال : « کنت عینه واذنه » ففرّق بین الصورتین ) تمییزا للیدین وتفصیلا لما یتعلَّق بهما من الأحکام المتقابلة والأوصاف المتناقضة . وهذا إنّما هو من سعة قابلیّته الذاتیّة .

( وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة ، فما فاز إلَّا بالمجموع ) أی الَّذی فاز به الإنسان إنّما هو المجموع - لا غیر - فإنّ غیر ذلک مشترک بینه وبین العالمین - فالحصر على ظاهره .

وأمّا بیان عموم سریانه للعالم فهو أنّه موجود ( ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود ، کما أنّه لولا تلک الحقائق المعقولة الکلَّیة ) کالعلم والحیاة ( ما ظهر حکم فی الموجودات العینیّة ) منها .

فلا یکون فی الأعیان ما له حیاة وعلم ، فکما أنّ ظهور أحکام تلک الحقائق من الأعیان یستدعی عموم سریانها فیها فکذلک ظهور حکم الوجود من العالم یقتضی عموم سریانه فیه .

وقوله : « بالصورة » - متعلَّق بـ « السریان » فیه تنبیه على أنّ نسبة السریان المذکور إلى قوسی الإلهی والکیانی والصور .

والمعنى متساویة ، لا أنّ ذلک للمعنى أوّلا ، ثمّ للصورة به  على ما هو المتبادر إلى أفهام الأکثرین فالوجود لتلک الحقائق من الجهات الاتحادیّة بین الحقّ والعالم والوجوه الاشتراکیّة بینهما ، إلَّا أنّ الوجود للعالم لیس ذاتیّا له بخلاف الحق .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قوله رضی الله عنه :  (ولذلک قال فیه «کنت سمعه وبصره» ما قال کنت عینه وأذنه: ففرق بین الصورتین.

وهکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. ولکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع.

ولولا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة.)

قال رضی الله عنه : "و لذلک قال فیه «کنت سمعه و بصره".

(ولذلک)، أی لإنشاء صورته الباطنة على صورته تعالى (قال فیه)، أی فی الإنسان الکامل وشأنه (کنت سمعه وبصره) فأتی بالسمع والبصر اللذین هما من الصفات الباطنة .

"ما قال کنت عینه و أذنه: ففرق بین الصورتین."

(وما قال : کنت عینه وأذنه) اللتین هما من الجوارح الظاهرة مع أنه صحیح أبیض لسریانه بهویته فی جمیع الموجودات .

(ففرق) فی هذه العبارة (بین الصورتین) صورته الظاهرة وصورته الباطنة حیث أخبر أنه سمعه وبصره ولم یفل عینه وأذنه

"و هکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود."

(وهکذا). أی کما أن الحق سار بهویته فی سمع العبد وبصره کذلک (هو) سار (فی کل موجود من) موجودات (العالم بقدر ما یطلبه حقیقة ذلک الموجود) بحسب استعداده فی قابلیته

"و لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة، فما فاز إلا بالمجموع."

(لکن لیس لأحد من أفراد) العالم (مجموع ما للخلیفة) فإنه لا یظهر فی کل واحد واحد إلا بعض أسمائه دون بعض ویظهر فی الخلفیة مجموعها .

(فما فاز) الخلیفة (إلا بالمجموع) دون البعض على انفراده بحیث لا یکون معه غیره .

ویحتمل أن تکون الباء للسببیة لا صلة للفوز أی ما فاز الخلیفة بالخلافة إلا بسبب المجموع.

وفی بعض النسخ :

فما فاز إلا هو بالمجموع وکأنه إلحاق من المتصرفین لتصحیح المعنى فإن فی کل من شرحی الجندی والقیصری وأکثر نسخ المتن التی رأیناها أو قریء بعضها على الشیخ رضی الله عنه وقعت العبارة کما ذکرنا أولا

"و لو لا سریان الحق فی الموجودات بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة."

(ولولا سریان) الوجود (الحق فی الموجودات بالصورة)، أی بصورة جمعیة الأسماء (فما کان للعالم وجود) و ظهور فإنه فی حد ذاته معدوم لا یوجد إلا بالسریان المذکور.

ثم إنه رضی الله عنه شبه توقف ظهور حکم الوجود فی الموجودات على سریان الوجود الحق .

بتوقف ظهور أحکام الموجودات العینیة على سریان الأمور الکلیة فیها.

فقال : (کما إنه) الضمیر للشأن (لولا تلک الحقائق المعقولة الکلیة) وسریانها فی الموجودات العینیة (ما ظهر حکم فی الموجودات العینیة) .

لأنه ما لم یسر الحیاة أو العلم مثلا فی موجود عینی لم یصح الحکم علیه بأنه حی أو عالم کما سبق.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص61

و لذلک قال فیه کنت سمعه و بصره ما قال کنت عینه و أذنه:

از این روى حق تعالى درباره انسان کامل فرمود: «کنت سمعه و بصره» و نفرمود «کنت عینه و اذنه».

زیرا سمع شنوایى است و این حقیقت که سمع است باطن است و اذن مظهر این باطن است که گوش است و همچنین بصر باطن است که بینایى است و عین مظهر او که چشم است و جسمانى. اذن و عین را همه حیوانات دارا هستند و حق تعالى سمع و بصر انسان است.

ففرّق بین الصورتین.

 پس بین این دو صورت ظاهرى و باطنى فرق بگذار.

که چگونه نفرمود من عین و اذن انسانم زیرا آن دو از جوارح صورت بدنیه و دو آلت سمع و بصرند. بلکه فرمود من سمع و بصر او هستم که از صفات سبعه هستند که ائمه و امهات صفاتند و آن هفت صفت، حیات، علم، اراده، قدرت، سمع، بصر و کلام مى‌باشند.

و هکذا هو فی کل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. و لکن لیس لاحد مجموع ما للخلیفة؛ فما فاز إلّا بالمجموع.

و همچنان که حق تعالى و هویت او سارى در آدم است و همچنین در هر موجود عالم نیز به قدر آن مقدارى که حقیقت آن موجود به حسب استعداد و قابلیتش طالب است سارى است لکن براى هیچ یک از افراد عالم مجموع آن چه که براى خلیفه هست، نیست پس انسان است که به مجموع فائز آمد.

و لو لا سریان الحقّ فی الموجودات و الظهور فیها بالصورة ما کان للعالم وجود، کما أنّه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیّة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیّة.

 و اگر سریان حق در موجودات و ظهور او در آنها به صورتش (یعنى به صفاتش) نباشد براى عالم وجود و ظهورى نیست.

به محض التفاتى زنده دارد آفرینش را             و گر نازى کند از هم فرو ریزند قالب‌ها

 نانکه اگر آن حقایق معقوله کلیه نمى‌بودند حکمى در موجودات عینى ظاهر نمى‌شد.

یعنى چنانکه اگر این حقایق کلیه‌اى که در قدیم، قدیم است و در حادث، حادث است و معروضات این حقایق کلیه که حقایق عینیه باشند نمى‌بود. حکمى از احکام اسماء حق و صفات او در موجودات عینیه ظاهر نمى‌شد. پس همچنان که وجود عالم به سریان حق است در موجودات به ذاتش و به صفاتش همچنین ظهور احکام اسماء و صفات الهى به حقایق معقوله است.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 138-141

و لذلک قال فیه: «کنت سمعه و بصره» و ما قال: کنت عینه و اذنه ففرّق بین الصّورتین.

یعنى‏: حق تعالى در حقّ آدم و سایر عباد از اولاد او، در حال تقرّب ایشان به حضرت، در اداى نوافل عبادت‏ چنانکه در [حدیث‏] تقرب، مذکور و مشهور است چنین فرمود که: «من سمع و بصر او باشم.» که این دو صفت است از صفات سبعه حق تعالى، که اسم السمیع و البصیر دلالت مى‏کند [بر وى‏]. و «سمع» باطن اذن است. «بصر» باطن عین، و نفرمود که: «من عین و اذن او گردم» که اگر آدم به ظاهر مخلوق بودى به صورت حق، چنین فرمودى که:

«کنت عینه و اذنه»

که آن هر دو از صورت ظاهریّه خارجیّه‌‏اند؛ و چنین نفرمود. بلکه فرمود:

«کنت سمعه و بصره»

که آن (دو) از صورت باطنه معنویه ‏اند.

پس معلوم شد که: جهت فرق میان ظاهر و باطن چنین تعلیم فرمود بندگان را؛ و فی الحقیقة محقّق مى‏‌گردد که: هویّت حق است، که سارى است در آدم؛ که گه به صفت بطون و گه به سمت‏ ظهور حق- جل جلاله- وحى فرمود به داود علیه السّلام که:

«لولاى ما بصرت العیون مناظرها و لا رجعت الأسماع لمسامعها»

و هکذا [هو] فى کلّ موجود من العالم بقدر ما تطلبه‏ حقیقة ذلک الموجود. لکن‏ لیس لأحد مجموع ما للخلیفة؛ فما فاز إلّا هو بالمجموع‏.

یعنى‏: و همچنین که به هویّت ذاتیّه سارى است در آدم؛ و عین حقایق اوشده در جمیع موجودات بأسرها؛ و در کلّ واحد بانفراده، همین سریان و ظهورات دارد؛ و در حقیقتى‏ از حقایق عالم ظاهر مى‏‌گردد؛ امّا بقدر استعداد آن حقیقت موجود، و قابلیّت آن چیز مر ظهور او را.

و قوله «لکن» استدراک است از قوله «و هکذا» یعنى: هیچ یکى از موجودات را چندین استعداد و قابلیّت ظهور هویّت و اسماء و صفات، ظاهرا و باطنا نیست، که این خلیفه را است. بیان قابلیّت و کمال استعداد او در کلام مجید این فرموده که:«إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ».( س 33- 72) و چون [این‏] کمال معلوم اهل کمال گشت، بدانستند که: فما فاز إلّا الخلیفة بالمجموع؛ فاعل «فاز» خلیفه است؛ و تقدیر سخن این است: «فما فاز الا الخلیفة بالمجموع» تا حصر در «محکوم علیه» باشد- که آن خلیفه است- نه حصر در «محکوم به»، که آن مجموع است؛ تا معنى سخن این باشد که: از جمله موجودات و ما یطلق علیه اسم العالم این خلیفه بود؛ که بر مجموع صفات کمالیّه فوز یافت؛ و جامع همه گشت؛ لاجرم آینه جمال جهان‏‌نماى حق گشت. چنانکه در صفت اکملیّه مى‌‏نماید.

و خود، این خلیفه آمد؛ که ظاهرش مظهر اسماء و صفات، و باطنش مظهر حقایق‏ لازمه ذات گشت؛ تا هر چه همه عالم را بود، حاصل او شد با چیزهاى دیگر که‏ عالم را نبود.

و لو لا سریان الحقّ فی الموجودات بالصّورة ما کان للعالم وجود، کما أنّه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیّة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیّة.

مراد از «صورة» در این محل ذات است با صفات. و از آنکه صورت، عین ذات است یا مستلزم ذات، اکتفا به ذکر «صورت» کرد و «ذات» نگفت.

و ضمیر [در «انّه»] شأن را است.

یعنى‏: اگر نه آن بودى که حقّ- عزّ شأنه- بذاته و هویّته و صفاته، در سایر موجودات بحکم معیّت سارى بودى، عالم بأسره از کسوت وجود و ظهور عارى بودى. چرا که: عالم بذاته مجهول و معدوم است؛ و به موجد خود معلوم و موجود است. همچنان‏که اگر نه این حقایق کلّیّه و مفروضات عینیّه بودى، که بدان «قدیم» قدیم دانى، و «محدث» محدث خوانى‏، و هیچ حکمى از احکام اسماء و صفات حق در موجودات عینیه‏ ظاهر نگشتى، پس عالم مرتبط است به حق- جلّ جلاله- [به آنکه در وجو مفتقر است به حق- تعالى- مرتبط است‏] به آنکه‏ ظهور احکام و صفات با او است. پس هر یکى از هر دو، به یکدیگر مفتقر باشند. امّا جهت‏ افتقار متحد نباشند؛ که افتقار عالم به حق از جهت وجود است؛ و ارتباط حق به عالم از جهت ظهور است. و هرگاه که افتقار را به این عبارت‏ [تفسیر و] تقریر کنیم، اگر شخص عارف باشد، هیچ اعتراضى‏ نکند. چرا که: عالم از جهتى غیر است؛ و از جهتى عین. امّا [از] جهت عینیّه:

مراتب تنزلات و ظهور در [مظاهر] مکوّنات [دان‏]؛ تا عین غیریّت او از عین غیریّت تو برخیزد. و امّا غیریّت؛ این که گفته است:


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 154

و لذلک قال فیه:

«کنت سمعه و بصره»

و ما قال: «کنت عینه و اذنه»، ففرّق بین الصّورتین.

یعنى از براى آنکه حق سبحانه و تعالى صورت باطنه آدم را بر صورت ظاهره خویش آفرید، در حق آدم فرمود من بینائى و شنوائى اویم و نگفت چشم و گوش اویم. و سمع و بصر را که از صفات سبعه است که ائمه سبعه‏‌اش خوانند ذکر کرد و عین و اذن که از جوارح صورت بدنیّه است و آلت سمع و بصر است یاد نکرد.

پس فرق کرد در میان صورت ظاهر و باطن، اگرچه ظاهر مظهر باطن است.

و هکذا هو فى کلّ موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود.

یعنى چنانکه حق و هویت او سارى است در آدم علیه السلام، همچنین سارى است در هر موجودى از موجودات عالم، و لکن سریان و ظهور او در هر حقیقتى از حقائق عالم به قدر استعداد و قابلیّت آن حقیقت است که هر موجود راست.

بیت:

به استعداد یابد هرکه از ما چیزکى یابد نه اندر بدو فطرت پیش ازین کان الفتى طینا؟


لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة.

و لکن مجموع آنچه خلیفه راست غیر او را نباشد.

فما فاز الّا بالمجموع.

مراد آنست که فائز نشد به مجموع مگر خلیفه.

و لو لا سریان الحقّ فى الموجودات و ظهوره فیها بالصّورة ما کان للعالم وجود، کما أنّه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلیّة ما ظهر حکم فى الموجودات العینیّة.

یعنى اگر سریان هویت حق در موجودات و ظهور او در ایشان به صورت یعنى به صفات نبودى، عالم را نه وجود بودى نه ظهور. چنانکه اگر این حقائق کلّیّه در قدیم قدیم است و در حادث حادث و معروضات او از حقایق عینیه نبودى هیچ‏‌ حکمى از احکام اسما و صفات حق به ظهور نه پیوستى. لاجرم چنانکه عالم را بى‏سریان حق در موجودات به ذات و صفات وجود نیست احکام و صفات حق را نیز بى‏‌حقایق عالم که اعیان معقوله کلّیّه است ظهور نیست. بیت:

گر دوست بى‏‌نظیر است ما نیز ناگزیریم‏ ما را وجود از وى او را ظهور از ما


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 526

و لذلک قال فیه «کنت سمعه و بصره» و ما قال کنت عینه و اذنه: ففرّق بین الصّورتین.

شرح روشن است.

و هکذا هو فی کلّ موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقیقة ذلک الموجود. و لکن لیس لأحد مجموع ما للخلیفة؛ فما فاز إلّا بالمجموع.

شرح یعنى، چنانکه هویّت ذاتیّه ساریست در آدم، و عین حقایق او شده در جمیع موجودات بأسرها و در کل واحد بإنفراده همین سریان و ظهورات دارد، امّا به قدر استعداد آن فرد موجود و قابلیّت آن، و هیچ یکى از موجودات را چندین استعداد و قابلیّت ظهور هویّت و اسماء و صفات نبود که این خلیفه را.

و لو لا سریان الحقّ فی الموجودات بالصّورة ما کان للعالم وجود، کما أنّه لو لا تلک الحقائق المعقولة الکلّیّة ما ظهر حکم فی الموجودات العینیّةشرح یعنى، اگر نه سریان هویّت حق بودى در سایر موجودات، عالم ازکسوت وجود و ظهور عارى بودى. زیرا که بذاته مجهول و معدوم است، و به موجد خود معلوم و موجود است. همچنانچه اگر این حقایق کلیّه در قدیم، قدیم و در حادث، حادث نبودى، هیچ حکم از احکام اسماء و صفات در موجودات عینیّه ظاهر نگشتى. پس عالم مرتبط است به حق، زیرا که در وجود مفتقر است به حق، و حق به عالم مرتبط است به آن که ظهور اسماء و صفات به اوست. پس هر یک از هر دو به یک دیگر مفتقر باشند.