عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الأربعون :


کتاب المفاتیح الوجودیة والقرآنیة لفصوص الحکم عبد الباقی مفتاح 1418هـ:

المرتبة 01 لفص حکمة إلهیة فی کلمة آدمیة من الاسم البدیع ومرتبة القلم الأعلى وحرف الهمزة ومنزلة الشرطین من الحمل

کل الأسماء المنبعثة بالباعث لا ظهور لها إلا بوجود المخلوق المبدع الأول.

فالبدیع هو الاسم الأصلی فی الظهور من نفس الرحمان.

فله المرتبة الأولى بتوجهه على إیجاد المبدع الأول أی العقل الأول.

وأنسب الکمل لهذه الأولیة هو الإنسان الخلیفة الأول أبونا سیدنا آدم علیه السلام فله الفص الأول.

وقد سبق القول أن للعمل الأول أسماء مختلفة باعتبار ما له من الوجوه والوظائف فهو الحقیقة المحمدیة والقلم الأعلى والروح الکلی وروح الأرواح والحق المخلوق به والعدل والإمام المبین والعرش المجید والدرة البیضاء والعقاب المالک.

وقد تکلم الشیخ عن علاقة البدیع بالعقل فی الفصل 11 والفصل 37 من الباب 198 وفیه یقول ما خلاصته.

"فنظر الاسم الإلهی الذی یقتضی أن یکون له الأثر فی العالم ابتداء فنجده البدیع لأنه لم یتقدم العالم عالم یکون على مثاله فالبدیع له الحکم فی ابتداء العالم على غیر مثال، ولیس المبدئ کذلک فالبدیع حیث کان حکمه ظاهر نفی المثال، وما انتفى عنه المثال، فهو أول فأعطیناه أول الزمان الیومی وهو الذی ظهر بوجود الشمس فی الحمل وأوله الشرطین.

وأعطیناه من الحروف الهمزة فإنها أول حرف ظهر فی المخرج الأول فهی أول مبدع من حروف نفس الإنسان، کالعقل أول مبدع فی أول درجة من نفس الرحمان. وللهمزة من الوجوه والأحکام مثل ما للعقل فی النفس).

ولهذا کانت حکمة هذا الفص إلهیة لأن الاسم الله هو أول الأسماء وأول حروفه الهمزة المناسبة للقلم وآخرها الهاء المناسبة للوح النفس فمدار هذا الفص حول الأصول الثلاثة الجامعة: "الله البدیع" والعقل الأول وآدم علیه السلام .

وفصل الشیخ العلاقات بین هذه الثلاثة. فلنذکر أمثلة الکلامه حولها یقول (صفته أی أدم- الحضرة الإلهیة) وإن شئت مجموع الأسماء الإلهیة وإن شئت قول النبی صلى الله علیه وسلم : (إن الله خلق آدم على صورته) فهذه صفته فإنه لما جمع له فی خلقه بین یدیه علمنا أنه قد أعطاه صفة الکمال فخلقه کاملا جامعا ولهذا قبل الأسماء کلها. "فتوحات الجزء الثانی باب 73 جواب عن سؤال الترمذی رقم: 40 ص 67"

ویقول: (... ولهذا ثبت العالم فإن الله لا ینظر إلى العالم إلا یبصر هذا العبد. فلا یذهب العالم للمناسبة. فلو نظر إلى العالم ببصره لاحترق العالم بسبحات وجهه فنظر الحق العالم ببصر الکامل المخلوق على الصورة فهو عین الحجاب الذی بین العالم وبین السبحات المحرقة "فتوحات ج الأول باب 178 ص 354").

ویقارن الشیخ بین مرتبتی العقل الأول والإنسان فیقول:

الصورة الإلهیة لا تخلو إما أن تکون جامعة فهی صورة الإنسان أو غیر جامعة فهی صورة العقل.

فإذا سوى الرب الصورة العقلیة بأمره وصور الصورة الإنسانیة بیدیه توجه علیهما الرحمان بنفسه فنفخ فیهما روحا من أمره.

فأما صورة العقل فحملت فی تلک النفخة بجمیع علوم الکون إلى یوم القیامة وجعلها أصلا لوجود العالم، وأعطاه الأولیة فی الوجود الإمکانی.

وأما صورة الإنسان الأول المخلوق بالیدین فحملت فی تلک النفخة علم الأسماء الإلهیة ولم تحملها صورة العقل فخرج على صورة الحق وفیه انتهى حکم النفس إذ لا أکمل من صورة الحق.

ودار العالم وظهر الوجود الإمکانی بین نور وظلمة وطبیعة وروح وغیب وشهادة وستر و کشف... "فتوحات ج الأول باب 198 فصل 11: العقل الأول").

ویقول: (وأقام سبحانه هذه الصورة الإنسانیة بالحرکة المستقیمة صورة العمد الذی للخیمة فجعله لقبة هذه السماوات، فهو سبحانه یمسکها أن تزول بسببه، فعبرنا عنه بالعمد.

فإذا فنیت هذه الصورة و لم یبق منها على وجه الأرض أحد متنفس انشقت السماء فهی یومئذ واهیة لأن العمد زال وهو الإنسان.

ولما انتقلت العمارة إلى الدار الآخرة بانتقال الإنسان إلیها وخربت الدنیا بانتقاله عنها علمنا قطعا أن الإنسان هو العین المقصودة الله من العالم وأنه الخلیفة حقا وأنه محل ظهور الأسماء الإلهیة وهو الجامع لحقائق العالم کله "فتوحات باب 7 ص 125"

ویقول: (فإن الکامل من الرجال بمنزلة الاسم الله من الأسماء فتوحات باب 554 ص 194".

ولعلاقة هذا الباب بالعقل الأول تکررت فیه الألفاظ المشتقة من العقل مثل: معقولة، معقولیة عقل نحو 14 مرة خصوصا فی الفقرة التی بدأها بقوله: "ثم نرجع إلى الحکمة فنقول.. الح".

وبعدها انتقل إلى الحدیث حول التماثل بین الإنسان والعقل الأول فی الحدوث والإمکان الذاتی

والافتقار.

ثم تکلم عن الجمع بین الضدین عند الحق والخلق والمتمثل فی خلق الإنسان بالیدین والمتمثل فی العقل الأول بإقباله على الله تعالى استمدادا وإدباره نحو النفس الکلیة إمدادا.

ثم ذکر الآیة التی فیها ذکر الأب الأول وزوجته وما بث منهما من رجال ونساء، إشارة إلى أن العلاقة الزوجیة الإنسانیة صورة العلاقة القلم الأعلى باللوح المحفوظ، أو العقاب المالک بالورقاء المطوقة.

فهما أول ناکح ومنکوح وما تولد منهما من صور کونیة حاملة ومحمولة الرجال الأرواح والعقول ونساء النفوس والطبائع...

وقول الشیخ: (ما أودع فی هذا الإمام الوالد الأکبر) یعنی بهما فی نفس الوقت الإمام المبین أی العقل الأول وادم الوالد الأکبر ...

ثم ذکر ترتیب أبواب الفصوص داخل الکلمة الآدمیة إشارة إلى جمعیة آدم لأبنائه من الکمل جمعیة بالقوة تظهر تفاصیلها بالفعل فی بقیة الأبواب، کجمعیة العقل الأول لکل المراتب الکونیة المحملة فی علمه الإجمالی المعبر عنه بالنون ثم یفصلها مسطرة فی اللوح لتنتشر عبر مدارج النفس الرحمانی...

وما العقل وآدم إلا أول مظاهر الإنسان الکامل على المستوى الکون والمستوى الإنسانی...

وختم الفص بذکر أم الکتاب إشارة وتمهیدا للدخول إلى فص شیث الموالی الذی له مرتبة اللوح المحفوظ الذی من أسمائه أم الکتاب.


01  : سورة فص آدم علیه السلام

سورة هذا الفص الأول للإنسان الأول والعقل الأول هی أول سورة أنزلت أی "العلق" التی سمی الشیخ منها فی الباب 288. من الفتوحات "منزل التلاوة الأولى" وسماه فی الباب 22: منزل التعلیم، وفی الفصل التاسع عشر من الباب 369: خزانة التعلیم، وفی الباب "559 الجزء الرابع ص 388" "الحکم فی اللوح والقلم".

فمناسبتها لآدم هی أنه هو أول متحقق من البشر بأیاتها الأولى التی هی أول ما نزل من القرآن وهی: "اقرأ باسم ربک الذی خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربک الأکرم الذی علم بالقلم علم الإنسان ما لم یعلم".

فأدم هو أول إنسان تعلقت القدرة الإلهیة بخلقه وأول من تعلم من ربه الأسماء کلها. وقد تکررت کلمة "خلق" فی الآیتین الأولى والثانیة مرتین متتالیتین: خلق العالم ثم خلق آدم أو الخلق التقدیری ثم الخلق الإیجادی.

وتکررت کلمة "إنسان" فی السورة ثلاث مرات...

- فما ذکره الشیخ فی هذا الفص حول آدم والإنسان مرجعه لکلمات "إنسان" من السورة...

-وما ذکره حول المعقولات حتى تکررت مشتقات کلمة "عقل" نحو 14 مرة مرجعه الکلمة فی "علم بالقلم " 4  سورة العلق .

والقلم الأعلى هو العقل الأول.

وقد توسع الشیخ فی معنى هذه الآیة فی الوصل 19 من الباب "369" وهو الوصل المتعلق بسورة العلق.

- ومن کلمة "اقرأ" التی هی مفتاح السورة وکلمتها العاشرة استمد الشیخ کلامه الطویل حول الجمعیة الآدمیة والکلیات المعقولة والأدب، لأن القرء هو الجمع، ولأن الأدب هو جماع الخیر کله .

ولهذا نجد الشیخ فی الباب "298 فتوحات" الذی هو منزل سورة العلق یبدأ بذکر الجمع والأدب فیقول مشیرا الأولیة نزول السورة: "أول ما أمر الله به عبده الجمع وهو الأدب وهو مشتق من المادیة وهو الاجتماع على الطعام کذلک الأدب عبارة عن جماع الخیر کله"

وفی هذا الفص یقول: (لما شاء الحق سبحانه من حیث أسماؤه الحسنى أن یرى عینه فی کون جامع بحصر الأمر کله) ثم توسع فی بیان هذه الجمعیة بحیث تکررت مشتقات کلمة "جمع" أکثر من 12 مرة زیادة على کلمات "کل - کلیات" فهو یقول مثلا: (... فهو الکلمة الفاصلة الجامعة.) ولیس للملائکة جمعیة آدم... لکونه الجامع لحقائق العالم ومفرداته ... فما فاز إلا بالمجموع “.

ویذکر الأدب فیقول: ...(فهذا التعریف الإلهی مما أدب به الحق عباده الأدباء مفاتیح فصوص الحکم الأمناء الخلفاء) وقال: (... وتعلم الأدب مع الله تعالى ...) وفی آخر الفص ( ...واجعلوه وقایتکم فی الحمد تکونوا أدباء عالمین).

وحیث أن جمعیة آدم مقرونة باسم الرب فی " اقرأ باسم ربک " 1 سورة العلق.

جعل الشیخ حکمة هذا الفص منسوبة للاسم الجامع لأسماء الرب وهو "الله".

وعن العلاقة بین آدم والله یتکلم فی متل العلق "أی الباب 288 فی" فیقول: (ولقیت الشیخ أبا أحمد بن سیدیون بمرسیة وسأله إنسان عن اسم الله الأعظم فرماه بحصاة یشیر إلیه أنک اسم الله الأعظم .

وذلک أن الأسماء وضعت للدلالة فقد یمکن فیها الاشتراک وأنت أدل دلیل على الله وأکبره فلک أن تسبحه بک. إلى آخر ما فصله.

وقد افتتح هذا المنزل بأبیات فیها إشارة إلى کلمات السورة و لمسائل هذا الفص، وهی: |

کن للاله کبسم الله للبشر ..... من اسمه الرب رب الروح والصور

فالخلق والأمر والتکوین أجمعه ..... له فلا فرق بین العقل والحجر

کالزاهد المتعالی فی غناه به ..... فلا یمیز بین العین والمدر

والعارف المتعالی فی نزاهته ..... له التمیز بین العین والبصر

إذ الرجوع إلى التحقیق شیمة من ..... یرى المنازل فی الأعلام والسور

قوله: (غناه به یشیر للآیتین 6 و7  " إن الإنسان لیطغى ، أن رءاه استغنى"  و منهما قال فی هذا الفص: (فکل قوة منها محجوبة بنفسها لا ترى أفضل من ذاتها وأن فیها، فیما تزعم، الأهلیة لکل منصب عال ومنزلة رفیعة عند الله، لما عندها من الجمعیة الإلهیة) .

ومنه أیضا قوله فی أواخر الفص: (فالکل مفتقر ما الکل مستغن).

والبیت الأخیر السابق مناسب لقوله فی هذا الفص: (وإنما کان آخرا لرجوع الأمر کله إلیه) وهذا المعنى مرجعه للآیة -8  "إن إلى ربک الرجعى " کما أن کلامه فی آخر الفص عن التقوى مرجعه للآیة -12 " أو أمر بالتقوى".

وفی البیتین الأخیرین ذکر العین والبصر وفعل: بری لتکرار فعل الرؤیة فی السورة: (کما فی الآیات) " 7 - 9 - 11 - 13 .

و" یرى"  فی الآیة -12  " ألم تعلم بأن الله یرى " التی خصص الشیخ لها الباب "507" من الفتوحات وقد بدأ هذا الفص بهذه الرؤیة الإلهیة فقال:

لما شاء الحق سبحانه... أن یرى أعیانها وإن شئت قلت أن یرى عینه... فإن رؤیة الشیء نفسه بنفسه ما هی مثل رؤیة نفسه فی أمر آخر...)

وقال: (... ولهذا سمی إنسانا فإنه به ینظر الحق إلى خلقه فیرحمهم...)

وقال: (وذکر أنه أرانا آیاته... فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا وإذا شهدنا شهد نفسه...) وإلى هذه الرؤیة بشیر فی قصیدة من دیوانه: (من روح سورة العلق)

یرى الحق أعمالی بما هو ذو بصر ..... وما عندنا من ذاک علم ولا خبر

ولما أتى الشرع الذی خص بالهدى ..... به نحو ما قلنا به مثل ما أمر

ولا تک ممن قال فیه بأنه ..... مزید وضوح العلم فی عالم البشر

فذلک قول لا خفاء بنقضه ..... وإن کان مدلولا علیه بما ذکر

علاقة هذا الفص بفصی سیدنا محمد صلى الله علیه وسلم و شیث علیه السلام

ملاحظة هامة:

نظرا لتسلسل مراتب الوجود فی رباط محکم، فکذلک أبواب الفصوص.

ولهذا فهناک ارتباط و تناسب بین کل فص وسابقه ولاحقه.

ومن عادة الشیخ فی أواخر کل باب أن یمهد ویقدم ویشیر إلى الدخول فی الباب الذی یلیه.

فإذا کان هذا الباب الأول للعقل الأول فالباب الثانی الموالی للنفس الکلیة أی اللوح المحفوظ المشار إلیه فی الآیة التی ذکرها" وخلق منها زوجها " 1 سورة النساء.

أی خلق النفس من العقل کحواء من آدم... وختم الباب بذکره لأم الکتاب أی اللوح المحفوظ فی المقام الشیثی.

فإذا علمنا أن البنیة الکلیة للفصوص هی دائریة کفلک المنازل حسب التناسب بین کل فص مع متلته الفلکیة کما سبق بیانه، فالباب السابق لهذا الفص الآدمی الأول هو الفص المحمدی الأخیر الحاکم علیه الاسم الجامع المتوجه على إیجاد الإنسان وحرف الجمعیة المیم وسنرى أن سورته فاتحة الکتاب التی أشار إلیها بذکر "أم الکتاب" فی آخر هذا الفص الآدمی.

فالاسم "الجامع" و "الإنسان" مناسبان تماما للجمعیة الآدمیة...

ولتأکید العلاقة بین الفصین نجد الشیخ فی فص محمد صلى الله علیه وسلم یتکلم عن آدم وحواء وشفیعة الرجل لوتریة الحق وشفعیة المرأة للرجل.

وهذا التناسب بین الفصین مرجعه للعلاقة بین الاسمین الحاکمین علیهما أی "الله البدیع" و"الفرد الجامع" وللتناسب بین سورتیهما "العلق" و"الفاتحة".

فالفاتحة هی أول سور القرآن ترتیبا، والعلق أولها نزولا.

ومرجع الفاتحة لبسملتها التی نجد موقعها فی بدایة العلق " اقرأ باسم ربک " 1 سورة العلق .  و حروف البسملة 19 لها نسبة معروفة مع

الزبانیة التسعة عشر المذکورین فی العلق "تنظر أهمیة العدد 19 عند الشیخ فی کتابه مثل المنازل الفهوانیة وفی أواخر الباب 22 من الفتوحات ومدار الفص المحمدی حول الفاتحة روح الصلاة الجامعة بین العبد وربه المناسبة للأیتین 10 و19 من العلق "عبدا إذا صلى.. واسجد واقترب".