عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان:  صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم. وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف. )

قال الشیخ رضی الله عنه : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد. و هم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم، و صنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

(فغایة) أمر (أهل الحضور) مع الله تعالى (الذین لا یعلمون) من قبل حصول ما استعدوا له فیهم (مثل هذا) الاستعداد الذی فیهم أو فی غیرهم:

لحصول السؤال والحصول معا.

أو السؤال فقط.

أو الحصول فقط.

أو السؤال فقط فی وقت والحصول فقط فی وقت آخر.

أو السؤال فقط فی وقت والحصول مع السؤال فی وقت آخر.

أو السؤال فقط بلا حصول مطلقا.

أو السؤال مکررا.

أو الحصول بعده فقط من غیر سؤال.

أو بسؤال (أن یعلموه)، أی الاستعداد على ما ذکرنا (فی الزمان الذی یکونون)، أی یوجدون فیه) سبب قبولهم لما أعطاهم الله تعالى من السؤال والحصول معا أو شیء مما ذکرنا فیطلعون على استعدادهم بقبولهم ذلک .

(فإنهم)، أی أهل الحضور (لحضورهم) مع الله تعالى فی جمیع أحوالهم مراقبین له تعالی به لا بأنفسهم یعلمون من أنفسهم جمیع (ما)، أی الذی (أعطاهم الحق) تعالى (فی ذلک الزمان) الفرد من المنح الربانیة والمواهب الرحمانیة (و) یعلمون أیضا (أنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد) الذی فیهم لقبوله فی ذلک الزمان، ولولا ذلک الاستعداد فی ذلک الزمان ما قبلوه سواء سبق علمهم به على علمهم بالاستعداد القبوله، أو سبق علمهم بالاستعداد لقبوله على العلم به ولهذا قال :

(وهم)، أی أهل الحضور المذکورون (صنفان: صنف یعلمون من قبولهم) لما أعطاهم الحق تعالی استعدادهم لذلک فعلمهم بالاستعداد مأخوذ من القبول، لأنه فرع الاستعداد ووجود الفرع دلیل على وجود الأصل (وصنف) آخر (یعلمون من استعدادهم) الذی یجدونه فیهم ویکشفون عنه ببصائرهم المنورة (ما) أی الذی (یقبلون) مما یعطیهم الحق تعالی، فعلمهم بالقبول مأخوذ من الاستعداد استدلالا بالأصل على الفرع.

وهذا الصنف الثانی (أتم ما)، أی شیء (یکون فی معرفة الاستعداد) الذی هو فی هذا الصنف الثانی، فإن الصنف الأول استدلوا بوجود قبولهم لما أعطاهم الحق تعالى على وجود استعدادهم لذلک، فقد تأخر علمهم باستعدادهم إلى أن ظهر قبولهم لما استعدوا له، فعلموا استعدادهم من قبولهم، فهم أنقص مرتبة فی معرفة استعدادهم.

والصنف الثانی اطلعوا على استعدادهم أولا لما یعطیهم الحق تعالی باطلاع الله تعالى لهم على ذلک، فلما عرفوا استعدادهم عرفوا قبولهم لما استعدوا الله، فقد تقدم علمهم بالاستعداد على علمهم بالقبول، فعلموا قبولهم من استعدادهم وهی أکمل مرتبة فی معرفة استعدادهم.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان: صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم. وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

فلیس له نصیب فی معرفة الاستعداد الأعلى الإجمال (فغایة أهل الحضور) فی نهایة علمهم فی الاستعداد (الذین لا یعلمون) استعدادهم (مثل هذا) أی فی کل فرد وکان عطاؤهم من سؤال وإنما فیدنا به فإن أهل الحضور الذی کان عطاؤهم لا عن سؤال.

یذکر أحوالهم و مراتبهم فی القسم الثانی (أن یعلموه) أی استعدادهم (فی الزمان الذی یکونون فیه) ویعلمون أیضا فی ذلک الزمان قبول استعدادهم (فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان) الذی یکونون فیه (وإنهم) لحضورهم یعلمون (ما قبلوه) أی لم یقبلوا ذلک الأمر الواصل إلیهم.

قال الشیخ رضی الله عنه: (إلا بالاستعداد) الجزئی الخاص بذلک الزمان (وهم) أی أهل الحضور الذین وصفناهم بقولنا أن یعلموه.

(صنفان صنف یعلمون من قبولهم) ذلک الأمر (استعدادهم) أی قابلیة ذواتهم واستحقاق أو هم بذاک الأمر (وصنف یعلمون من استعدادهم ما) أی الذی (یقبلونه وهذا) أی الصنف الذین یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه (أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف) أی من الصنف الذین یعلمون من قبولهم استعدادهم


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد. و هم صنفان: صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم. وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

و قوله رضی الله عنه : "فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق تعالى فی ذلک الزمان وأنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد."

قلت: یعنی بالاستعداد، التهیؤ للأمر ومن جملة الأمور السؤال، فلو لا أن السائل مستعد للسؤال ما سأل.

لکن من الناس من یعلم الاستعدادات ویعلم ما یقتضیه ومنهم من لا یعلم ذلک وهم الأکثرون.

فأما الذین یعلمون مقتضیات الاستعدادات تماما فهم الذین قطعوا السفر الثانی.

وذلک هو تفصیل التوحید، و أکملهم معرفة فی ذلک قطب الأقطاب وهو الذی شهد الشهود الذاتی المحیط وهذا الشخص هو الخلیفة فی الأرض عند الله تعالى سواء عرف أو لم یعرف لأنه

لا یعرف حقیقة أصلا، إذ لا یعرفه إلا من هو مثله فیجمعهم المرتبة، فیکونان واحدا فی المرتبة وإن کانا إثنین فی العدد بل لو کانوا آلافا. وأما من دون هذا المقام، فلا یعرفون من الاستعدادات إلا بقدر قرب مراتبهم من هذ الکامل وهذا الکامل هو الذی یصلح أن یکون رسولا فیما کان من الزمان قبل مبعث رسول الله، صلى الله علیه وسلم.

وأما من بعده، فهم المشایخ الذین وردت الآیة بالإخبار عنهم فی قوله تعالى: "قل هذه سبیلی أدعوا إلى الله على بصیرة أنا ومن اتبعنی " (یوسف: 108).

وهم الکمل أو من کان تابعا بالتقلید بخلاف الکامل، إذ هو من یلقی السمع وهو شهید.

وأما الذین لا یعلمون الاستعدادات، فلا یصلح لهم أن یکون مشایخ یرشدون طالبی الحق تعالی.

وأما طالبوا ثواب الله تعالى، فیجوز أن یکون المرشد لهم من لا یعرف الاستعدادات لکن یجب أن یکون عالما بالشرع الشریف أعنی ما یخص العبادات إذ هی المهم.

وقوله: "فی کل زمان فرد"، إشارة إلى تنقل الاستعدادات فی الزیادة والنقص الواقع فی الأزمنة فإن لم یمیز الانتقال المذکور فما یتهیأ له أن یعرف الاستعدادات تماما.

وقوله: "أنه یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه."

قلت: یعنی حالة وصول العطاء إلیهم یعلمون أنهم کانوا مستعدین لذلک العطاء.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان: صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم.

وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

قال رضی الله عنه : "فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا" أی لا یعلمون بعلم الله وباستعداد السائل للمسئول.

" أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه ، فإنّهم بحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان وأنّهم ما قبلوه إلَّا بالاستعداد

وهم صنفان : صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم ، وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه ، هذا أتمّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف " .

قال العبد : من السائلین الذین لا علم لهم بالاستعداد إذ کانوا أهل حضور ومراقبة ، فغایتهم إذا بالغوا فی المراقبة واستکملوا مراتب الحضور أن یعلموا فی کل آن من الزمان أحوالهم وما یعطیهم الحق من الواردات والتجلَّیات والعلوم والأخلاق ، فإذا تجدّد لهم حال ، وتحقّقوا الحقیقة أخلق إلهی أو أمر کونیّ ؟ أو ورد علیهم وارد ، علموا ذلک ، وعلموا مجملا أنّهم ما قبلوها إلَّا بالاستعداد .

وأهل الحضور والمراقبة على صنفین أیضا : صنف لم یکشفوا عن عالم المعانی والأعیان الثابتة ، فهم لا یعلمون استعداداتهم على التفصیل ، بل یعلمونها مجملا من أحوالهم ووارداتهم ، وصنف اقترن بحضورهم ومراقبتهم الکشف عن عوالم الغیب والحضرات العالیة ، فعلموا أعیانهم الثابتة فی العلم الأزلی الإلهی القائم بذات الحق ، فعلموا استعداداتهم من خصوصیاتهم وقابلیاتهم الأصلیة الأزلیة على وجه الإجمال ، ثم بتعیّن الحال یعلمون اقتران ألسنة استعداداتهم بالحضور والسؤال فی الحال ، فیقع ما یسألون فی الحال أو بعد تأخّر ، والصنف الثانی أکشف من الأوّل .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : ( فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان: صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم. وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

قال رضی الله عنه : " فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه ، فإنهم بحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان ، وأنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد وهم صنفان : صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم ، وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه ، هذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف " .

أهل الحضور مع الله هم الذین یرون کل ما یصل إلیهم سواء کان على أیدى العباد أو لا على أیدیهم من الله ، ولا یرون غیر الله فی التأثیر ولا فی الوجود الذین یعلمون مثل هذا أی أن استعدادهم فی کل وقت أی شیء یقبل فإنه لا یسعه إلا علم الله المحیط بکل شیء فغایة علمهم فی حضورهم أن یعلموا ما أعطاهم الحق فی الزمان الحاضر الذین یکونون فیه ، وإنهم ما قبلوه إلا باستعدادهم الفطری العینی .

وهؤلاء صنفان :

صنف یعلمون من قبولهم العطاء أنهم کانوا یستعدون له وهم کثیر.

وصنف یعلمون الاستعداد قبل القبول فیعلمون من استعدادهم أنهم أی شیء یقبلون .

وهذا أتم معرفة الاستعداد وهم قلیل .

ولما قسم العطایا إلى ما یکون عن سؤال وإلى ما یکون عن غیر سؤال .

وقسم القسم الأول إلى ما یکون عن سؤال فی أمر معین

وإلى ما یکون عن سؤال فی غیر معین .

ثم قسم السائلین بحسب الباعث على السؤال على قسمین .

وفرغ من بیان القسمین قال:


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : ( فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان: صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم.وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

قال رضی الله عنه : "فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا" أی، فی کل وقت معین.

"أن یعلمون فی الزمان الذی یکونون فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان" أی، غایة أهل الحضور والمراقبة الذین لا یعلمون استعدادهم فی کل زمان من الأزمنة، أن یعلموااستعدادهم فی زمان حضورهم بما أعطاهم الحق من الأحوال.

(وأنهم ما قبلوهإلا بالاستعداد). أی، ویعلمون أنهم ما قبلوا ذلک إلا بالاستعداد الجزئی فیذلک الزمان.

(وهم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم) وهم کالمستدلین من الأثر على المؤثر إلى الأثر. (وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه) کالمستدلین من المؤثر.

(وهذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف) لأنهم طلع بعینه الثابتة وبأحوالها فی کل زمان، بل بأعیان غیره أیضا وأحوالهم.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی :  (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان:  صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم. وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

قال رضى الله عنه : "فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان وأنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد.

وهم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم، وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه.

هذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف."

(فغایة أهل الحضور) أی: الذین یحضرون مع الله تعالى بتزکیة أنفسهم، فیکاشفون بما یجری علیهم من الله من أین هو (الذین لا یعلمون مثل هذا) أی: استعدادهم لما یقبلونه فی کل زمان فرد.

(أن یعلموه) أی: ذلک الاستعداد (فإنهم لحضورهم) الکائن بعد التزکیة (یعلمون ما أعطاهم الحق) بجوده العام (فی ذلک الزمان، وإنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد) الحاصل لهم فی ذلک الزمان.

وإلا لوجب أن یحصل لکل أحد کل شیء؛ لعموم الجود فإن رأوا فی ذلک نقصا أحالوه على قصور استعدادهم الذی هو مقتضى أعیانهم الثابتة.

وإن رأوا کمالا أحالوه على عموم الجود، وکمال الفضل الإلهی إذ لا یجب علیه شیء.

فلذلک ورد: "من وجد خیرا؛ فلیحمد الله، ومن وجد غیر ذلک؛ فلا یلومن إلا نفسه".

(وهم) أی أهل الحضور الذین یعلمون بالکشف أن کل ما یجری على العبد بحسب استعداده (صنفان: صنف یعلمون من قبولهم) عند حصوله (استعدادهم) له، وهم الذین ذکر غایتهم فیما بعد، (وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه) قبل أن یقبلوه؛ لکنه فی بعض الأحیان وبعض الأمور، (وهذا أتم فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف) أی: الذین لا یعلمون ما یستعد له الشخص فی کل زمان فرد.

وإنما قال فی هذا الصنف؛ لأن معرفة ما یذکرهم فی القسم الثانی من العطایا التی لا تکون عن سؤال بالاستعداد أتم؛ لاطلاعهم على أحوال الأعیان الثابتة تفصیلا.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد. و هم صنفان:  صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم.وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)القادمین من مسالک أهل البعد وأقاصی المقامات (فغایة أهل الحضور  ,الذین لا یعلمون مثل هذا) قبل ورود وقته - فإن من أهل الحضور من یعلم ذلک على غایة موضه - ( أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه ، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان وأنهم ما قبلوه الا بالاستعداد ) لأن موطن الاستعداد و موقف القابلیة أقدس من أن یکون هناک لحجاب البعد حکم ، أو القهرمان الغیبة نفاذ أمر .

(وهم صنفان ) أی الواقفون من السائلین الحاضرین : ( صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم ، و صنف یعلمون من استعدادهم مایقبلونه ) فإن الاستعداد معدن نفائس العلوم والمعارف وسائر ما یستخرج من القوة إلى الفعل .

(هذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف ) یعنی صنف السائلین الحاضرین ، لأنه قادر على استعلام ما یؤول إلیه کل استعداد وما ینتهی إلیه مال کماله .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون‏ فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان و أنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.

و هم صنفان:  صنف یعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم.وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتَمُّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.)

قال رضی الله عنه : " فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه، فإنهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان وأنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد. و هم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم، و صنف یعلمون من"

قال رضی الله عنه : (فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا)، أی مثل العلم الذی یحصل للکمل الندر.

بما فی علم الله وبما یعطیه الاستعداد فی جمیع الأزمنة والأوقات على أن یکون مفعولا مطلقا.

ومثل ما فی علم الله وما یعطیه الاستعداد فیکون مفعولا به ویکون لفظ المثل مقحمة (أن یعلموه فی الزمان الذی یکون فیه) ویرد علیهم فیه ما یعطیهم الحق (فإنهم الحضورهم) مع ما یرد فی کل زمان و مراقبتهم ذلک الزمان.

(یعلمون ما أعطاهم الحق فی ذلک الزمان) الذین هم فیه (و) یعلمون أیضا (أنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد) لما أعطاهم (وهم)، أی أهل الحضور الذین یعلمون ما أعطاهم الحق فی الزمان الذی یکون فیه.

(صنفان : صنف یعلمون من قبولهم) لما أعطاهم (استعدادهم) له فإنهم إذا وقفوا على ما أعطاهم الحق رجعوا إلى أنفسهم فوجدوا فیها استعداده الخاص و عرفوه حق المعرفة لأنهم یعلمون أن لهم أستعداد ما لذلک فإن أهل الحضور وغیرهم فی هذا العلم سواء.

قال رضی الله عنه : "استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف. ".

(وصنف یعلمون من معرفة خصوص استعدادهم ما یقبلون) العطایا فإنهم إذا علموا حصول کمال استعدادهم الخاص لأمر ما حصل نهم یحصل من ذلک الأمر والتیقن بوجوده.

(هذا)، أی کون العلم بالاستعداد سابقا على العلم بما یقبلون (أتم ما یکون)، أی أکمل ما یکون (فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف). أی أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا فإنه بمنزلة الاستدلال من المؤثر الى الأثر أو بمنزلة الاستدلال من الأثر إلى المؤثر.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه : (والسائلون صنفان، صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبیعی فإن الإنسان خلق عجولا.  والصنف الآخر بعثه على السؤال لِمَا علم أنَّ ثَمَّ أموراً عند اللَّه قد سبق العلم بأنها لا تُنَال إِلا بعد السؤال‏، فیقول: فلعل‏ ما نسأله فیه‏ سبحانه یکون من هذا القبیل، فسؤاله احتیاط لما هو الأمر علیه من الإمکان: وهو لا یعلم ما فی علم اللَّه ولا ما یعطیه استعداده فی القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف فی کل زمانٍ فرد على استعداد الشخص فی ذلک الزمان. )

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه :  [و السائلون صنفان: صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبیعی، فإن الإنسان خلق عجولا .  و الصنف الآخر بعثه على السؤال لما علم أن ثمة أمورا عند الله قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد السؤال فیقول: فلعل ما نسأله منه سبحانه یکون من هذا القبیل فسؤاله احتیاط لما هو الأمر علیه من الإمکان و هو لا یعلم ما فی علم الله و لا ما یعطیه استعداده فی القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف فی کل زمان فرد على استعداد الشخص فی ذلک الزمان،]


قال الشارح رضی الله عنه :

فقال: (و السائلون صنفان) و ما تم إلا السائلون کما فهمته سابقا من أن الحق لا یعطی شیئا بلا سؤال، فإذا علمت أن الأعطیات فی الخزائن، و مفتاحها السؤال و لا بد منه .

فاعلم أنه رضی الله عنه لما أراد أن یفصل مراتب السائلین من حیث البواعث، لأن التمییز بین السائلین ما یمکن إلا بمعرفة البواعث لأنه قد یسترک الکامل و العامی فی صورة السؤال و الرغبة فیما یتمیز إلا الباعث إنه یتمیز به کل أحد عن صاحبه .

فقال رضی الله عنه: (صنف بعثه) و (البعث) إنما یکون من الاسم الباعث، فهو الذی یبعث إلى البواطن رسل الخواطر بما نطقوا به أو طلبوا فی بواطنهم کما یبعث فی أمیین رسولا، فإذا وفق الرسول الرسول فلنحمد الله على ذلک .

و قد یکون البعث على السؤال الاستعمال الطبیعی، فإن باعثهم الشوق .

قال تعالى: "وما أعْجلک عنْ قوْمِک یا موسى قال هُمْ أولاءِ على  أثری وعجِلْتُ إلیْک رب لترْضى"  [ طه: 83، 84] .

نعوت على قوله: "قال فِإنّا قدْ فتنّا قوْمک مِنْ بعْدِک وأضلّهُمُ السّامِری" [ طه: 85] .

و حکی الشیخ رضی الله عنه فی الباب الخامس و الثمانین و أربعمائة من الفتوحات فقال:

" فاعلم إن نیة العبد خیر من عمله والنیة إرادة أی تعلق خاص فی الإرادة کالمحبة والشهوة والکرة فالعبد تحت إرادته فلا یخلو فی إرادته إما أن یکون على علم بالمراد أو لا یکون فإن کان على علم فیها فلا یرید إلا ما یلائم طبعه ویحصل غرضه وإن کان غیر عالم بمراده فقد یتضرر به إذا حصل له...

فإن الله تعالى وصف نفسه بأنه لا یبخس أحدا فی مراده کان المراد ما کان ومعلوم أن الإرادة الطبیعیة ما قلناه وهی الأصل وأرجو من الله مراعاة الأصل لنا ولبعض الخلق ابتداء وأما الانتهاء فإلیه مصیر الکل...

فإنه إذا تألم مثلا بقرصة برغوث إلى ما فوق ذلک من أکبر أو أصغر فإن کان مؤمنا فله علیه ثواب فی الآخرة فیکون لهذا المرید الحیاة الدنیا یعطیه الله ذلک الثواب فی الدنیا معجلا فینعم به کما کان یفعل الله تعالى بأبی العباس السبتی بمراکش من بلاد الغرب رأیته وفاوضته فی شأنه فأخبرنی عن نفسه أنه استعجل من الله فی الحیاة الدنیا ذلک کله فعجله الله له فکان یمرض ویشفی ویحیی ویمیت ویولی ویعزل ویفعل ما یرید کل ذلک بالصدقة وکان میزانه فی ذلک سباعیا إلا أنه ذکر لی قال خبأت لی عنده سبحانه ربع درهم لآخرتی خاصة فشکرت الله على إیمانه وسررت به وکان شأنه من أعجب الأشیاء لا یعرف ذلک الأصل منه کل أحد إلا من ذاقه أو من سأله عن ذلک من الأجانب أولی الفهم فأخبرهم غیر هذین الصنفین لا یعرف ذلک وقد یعطی الله ما أعطى السبتی المذکور لا من کونه أراد ذلک ولکن الله عجل له ذلک زیادة على ما ادخره له فی الآخرة .أهـ فافهم .

ثم أراد رضی الله عنه أن یعتذر عنهم فی استعجالهم فقال: فإن الإنسان خلق عجولا یطلب الأمور قبل أوانها و إلا.

قال تعالى: "منْ کان یرجُوا لقاء اللّهِ فِإنّ أجل اللّهِ لآتٍ وهُو السّمِیعُ العلیمُ" [ العنکبوت: 5]:

أی لا تستعجل هذا من أحسن تأدیب أدب الله به حبیبه حیث أنه ذکر له ما جرى قبله، و منهم قصصنا علیک . فافهم .

و (الصنف الآخر: بعثه على السؤال) رجم بالغیب لأنه لما علم أن ثمة أمورا عند الله فی غیبه قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد سؤال، فیقول هل ما یسأله فیه سبحانه یکون من هذا القبیل؟ فسؤاله احتیاط لما هو الأمر علیه من الإمکان .

فـ (الأول) صاحب استعجال، و (الثانی) راجم بالغیب بمجرد الاحتمال .

و لکن صاحب هذا السؤال إذا تصوّر المنادی المسئول عنه تصوّرا صحیحا عن علم و رؤیة سابقین أو حاضرین حال الدعاء، ثم سأله و دعاه عسى أن یستجاب له .

و أما من یقصد مناداة زید و یطلب منه و هو یستحضر عمروا و یتوجّه إلیه، ثم لم یجد الإجابة فلا یلومنّ إلا نفسه، فإنه ما نادى القادر على الإجابة والإسعاف لأنه توجّه إلى ما استحضره فی ذهنه و خیاله، و هو مثله عاجز عن الإجابة، و إن أثمر سؤاله على هذا فإنما أثمر بشفاعة حسن ظنه بالله، و شفاعته المعیة الإلهیة فإنه مع کل شی ء .

ورد فی الخبر : " ما کان الله لیفتح لعبد الدعاء فیغلق عنه بال الإجابة الله أکرم من ذلک"

و هو لا یعلم ما فی علم الله و العلم بما فی علم الله من أعلى العلم بالله، و لا یکون إلا بسبق العنایة .

قال الله تعالى: "و لا یحِیطون بشیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا بما شاء" [ البقرة: 255]، و ما شاء الله کان و لا ما یعطیه استعداده فی القبول، فإذا لم یعلم ما فی نفسه من الاستعداد فهو بغیره أجهل .

قال تعالى عن عیسى علیه السلام یخاطب ربه و یناجیه: "تعلمُ ما فی نفْسِی ولا أعْلمُ ما فی نفْسِک" [ المائدة: 116] .

أشار علیه السلام إلى نفسه فإنها ملک له تعالى، قال تعالى:"تعلمُ ما فی نفْسِی و لا أعْلمُ ما فی نفْسِک "[ المائدة: 116] .

( فیها) لأن من أغمض المعلومات الوقوف فی کل زمان فرد على استعداد الشخص فی ذلک الزمان و لا یکون ذلک العلم إلا لمن أشرف على الأعیان الثابتة أو أحاط بکل  شیء علما .

أما من مقام ما ورد فی الخبر : "من عرف نفسه فقد عرف ربه و من عرف علم ما فی نفسه فعلم العالم بعلمه بنفسه"

قال رضی الله عنه فی الوصل الخامس عشر من الخزائن من الفتوحات:

من أدرک الحق علما لم یفته من العلم الإلهی مسألة، کما أنه رأى الحق ببصره رأى کل  شیء من العالم لا یفوته من أنواعه شیء: أی إذا رأى الحق فی غیر مادة، فافهم .

و أما من مقام قرب النوافل، فإنه علم الحق بالحق، فإنه عین قواه، و من کان هویته عین قواه لا یعزب عنه مثقال ذرة .

قوله رضی الله عنه: (فی کل زمان فرد ): أی غیر منقسم، و هو الآن الذی لا یتجزأ .

و من کان بهذا الکشف أدخل السؤال الاستعجال و الاحتمال فی الکمال، لأنه

علم أنه لو لا ما أعطاه لاستعداد السؤال ما سأل، لأن کل طلب فی العالم من کل طالب إنما هو طلبیّ و أتی ما به طلب عارض لا یکون بالذات، فإن هذا لا یکون أبدا بل إنما یعرض للشخص أمر ما لم یکن عنده .

فهذا الأمر الذی حصل عنده هو الذی یکون له الطلب الذاتی للمطلوب و انحجب الناس من قام به ذلک الأمر العارض بحیث یسمونه طالبا، و لیس الطالب إلا ذلک الأمر .

فالطلب له ذاتی، و الشخص الذی قام به هذا الأمر مستخدم فی أمر ما أوجبه علیه هذا الأمر الذی حلّ به .

فالطلب ذاتی لذلک الأمر، و قد استخدم فی تحصیله هذا الشخص الذی نزل به و لا شعور للناس بذلک.

ذکره رضی الله عنه فی الباب السبعون وثلثمائة فی معرفة منزل المرید وسر وسرین

من أسرار الوجود والتبدل وهو من الحضرة المحمدیة من الفتوحات :

وإن کل طلب فی العالم أو من کل طالب إنما هو طلب ذاتی ما ثم طلب عارض لا یکون بالذات هذا لا یکون وإنما یعرض للشخص أمر ما لم یکن عنده فهذا الأمر الذی حصل عنده هو الذی یکون له الطلب الذاتی للمطلوب وانحجب الناس بمن قام به ذلک الأمر العارض وهو الذی یسمونه طالبا ولیس الطالب إلا ذلک الأمر فالطلب له ذاتی والشخص الذی قام به هذا الأمر مستخدم له إذ قد کان موجودا وهو فاقد لهذا الطلب فعلمنا أنه طلب مستخدم فی أمر ما أوجب علیه هذا الأمر الذی حل به فالطلب ذاتی لذلک الأمر الملکیة ومن الملک الذی یسدده ومن الوجه الخاص الإلهی بارتفاع الوسائط وأن یکون الحق عین قوله. أهـ

فإذا کان الأمر هکذا، فما ثم سؤال و طلب إلا عن اقتضاء ذاتی، فما یقع الاستعجال و لا الطلب و السؤال بمحض الاحتمال بل کل سؤال فی وقته و هو مبذول، و لکن تمیز مراتب الأسئلة و الأجوبة و معرفتها على قدر العلم بالله، و معرفة حقیقة نفسه نهایة أهل الحضور .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 76 تا 79

فغایة أهل الحضور الذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزمان الذی یکونون فیه، فإنّهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحقّ فی ذلک الزمان و انّهم ما قبلوه إلّا بالاستعداد.

 پس غایت اهل حضور و مراقبه که استعداد خودشان را در هر زمانى نسبت به گرفتن عطایا نمى‌دانند این است که در آن زمانى که در آن هستند عالمند که حق تعالى به آنان در آن زمان چه عطا فرموده است چه آنان نپذیرفتند مگر به استعداد.

و هم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم و صنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه و هذا أتمّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف.

 و این اهل حضور دو صنفند، صنفى از قبولشان به استعدادشان پى مى‏برند. (چون‏ کسانى که از اثر به مؤثر استدلال مى‌کنند) و صنفى از استعدادشان به آن چه که قبول مى‌کنند پى میبرند. (مثل کسانى که از مؤثر پى به اثر مى‌برند) و این قسم أتم و اکمل است در معرفت استعداد.

چه این فرد به احوال عین حقیقت وجودى خود در هر زمانى که هست مطلع مى‏باشد. یعنى احوالشان کِتابٌ مَرْقُومٌ. یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (مطففین: 20- 21) و این کاملى است که قادر است بر تکمیل دیگران، یعنى کامل کسى است که واجد کتاب مرقوم باشد.

حق تعالى در سوره مطففین مى‌‏فرماید: إِنَّ کِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ. وَ ما أَدْراکَ ما سِجِّینٌ. کِتابٌ مَرْقُومٌ. وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ (مطففین: 7- 10) تا اینکه مى‌فرماید:

کَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ. کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (مطففین: 14- 15)، تا اینکه مى‌فرماید: کَلَّا إِنَّ کِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ. وَ ما أَدْراکَ ما عِلِّیُّونَ (مطففین: 18- 19) و علیون از علو است، آن جان فجار است و این جان أبرار.

همان طور که سجین غلیظ سجن است. علیین قوىّ علو است چنانکه این لطیفه از گفتار باقر علوم الأولین و الآخرین علیه السلام مستفاد است.

جناب فیض در تفسیر صافى آورده و عن الباقر علیه السلام «السجّین الأرض السابعة و علّیّیون السماء السابعة».

اینکه در کتاب علّیّین فرمود: یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ و در سجین نیاورد بلکه فرمود:

وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ براى این است که شهود حضور تام و کشف عینى حقیقى است به دیده بصیرت و این کشف و شهود به تجرد و صفا میسر است که با حجب جرمانى ظلمانى نفسانى حاصل نخواهد شد پس آوردن شهود با اغطیه و حجب صحیح نیست.

و این که فرمود یَشْهَدُهُ نه یعلمه و یطلع علیه و یصل الیه و یشرف علیه و ینظر الیه و یرآه و یبصره و امثال اینها براى این است که یَشْهَدُهُ وجدان عین حقیقت وجودى شی‏ء است نه از دور دیدن و بدان خبر داشتن یعنى کتاب وجود او علّیّین شده که این روح مجرد بدون حجب ظلمانى بلکه متصف و مستضى‏ء به انوار ملکوتى اسماء و صفات الهى و نایل به مقام قرب و هم جوارى عالم اله در سماء سابعه است. چنانکه امام باقر فرمود.

امّا سجینى‏ها در حجابهاى نفسانى چنان در ارض سابعه افتاد که ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَل سافِلِینَ. (تین: 5) و کارشان به جایى کشیده که کَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ و این رین، چرک گناه است که بر روى صفحه دل نشسته و به منزله تراخم چشم دل است که بالاخره اعمى خواهند شد و از دیدار ربشان باز مى‌مانند چنانکه فرمود: کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ و چون اینجا اعمى بودند، آن جا هم اعمى مى‌باشند وَ مَنْ کانَ فِی هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمى‏ (إسراء: 72) و علّیّین چون در اینجا آسمانى بودند بلکه از کثرت ارتقاى مقامشان به سماء سابعه رسیدند در آن جا نیز به مشاهده جمال دوست ملتذّند که «المعرفة بذر المشاهدة و الدنیا مزرعة الآخرة»

جناب فیض در تفسیر فوق الذکر در همین سوره گفتارى دارد که خلاصه و عصاره‌اى است از مضمون آیات و روایات به زبان تعلیم و تفهیم:

افعال متکرره انسانى و اعتقاداتى که در نفوس رسوخ کرده به منزله نقوش کتابى است، یعنى کلمات نوشتنى بر لوحها. پس هر که معلوماتش امور قدسیه و اخلاق زکیه و اعمال صالحه باشد کتاب او یعنى حقیقت وى که منتقش از آن علوم است، از جانب یمین او به او داده مى‏شود چه یمین جانب اقواى روحانى است و این جهت علّیّین است چون کتاب او از جنس الواح عالیه و صحف مکرمه بلند مرتبه پاک و پاکیزه در دست سفراى بزرگوار نیکو کار است که یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ و اگر معلوماتش مقصور (محدود) بر جرمیات باشد و اخلاقش بد و اعمالش ناپاک، کتابش از جانب شمال یعنى جانب أضعف جسمانى که سجّین است مى‌آید چه کتاب او از جنس اوراق سفلیه و صحیفه‏هاى حسّیه است که قابل و در خور سوزاندن است ناچار به نار، معذب مى‌شود.

و چون انسان مطابق عالم عینى و نظام کیانى است مى‏شود که در گرفتن کتب صحیفه پاکان از جانب راست بر ایشان به تمثّل درآید. چنانکه ناپاکان از جانب چپ که یمین، اقوى الجانبین است و عوالم ملکوت اقوى از ناسوت مى‌باشند و در این بحثى که راجع به کتاب فجار و أبرار و تمثّل نامه اعمال و احتراق صحایف فجار و بخصوص تعبیر امام باقر در بیان کردن سجّین و علّیّون و تعبیر حق تعالى گناه را به رین و اسناد شهود به مقربین و حجاب شدن رین، نکته‌ها و دقایقى صاحب بصیرت استفاده مى‌کند و مطلب‏ بسیار گفته شد تا تو چه خوانى و چه دانى.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 167

 فغایة أهل الحضور الّذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فى الزّمان الّذى یکونون فیه، فإنّهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحقّ فى ذلک الزّمان، و أنّهم ما قبلوه إلّا بالاستعداد، و هم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم، و صنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه. هذا أتمّ ما یکون فى معرفة الاستعداد فى هذا الصّنف.

معنى این سخنان در غایت وضوح است؛ به بسط، حاجت نیست. امّا بجهت آنکه تا خرم قاعده التزام لازم نگردد. بگوییم که‏ مقصود و مفهوم، این است‏ که؛ طایفه‌‏اى از اهل حضور [را] [که نمى‌‏دانند که: در هر وقتى و زمانى استعداد ایشان مقتضى چیست؛ تا سؤال بر منوال استعداد کنند] غایت، آن باشد که: چون از اهل حضوراند در هر وقتى از اوقات، و زمانى از ازمنه، مصروف مراقبت بجهت دانستن استعداد خود هر امرى را از امور کردند، آن معنى بر ایشان مکشوف گردد که:

حق تعالى در آن زمان ایشان را چه عطا فرموده است؟ و این را «استعداد جزئى» گویند، در زمانى معیّن، از بهر امرى معیّن. و دانند که: قابل آن چیز نگشتند، الّا به آن استعداد جزئى در آن زمان.

و اهل حضور دو گروه‌‏اند: طایفه‏‌اى، از قبول خود و آنچه قابل آن گشته‏‌اند بدانند که: استعداد ایشان در ازل، چه بوده؟ و این از آن طایفه‏‌اند که از اثر به مؤثّر سفر کنند.

و طایفه دیگر، از استعداد خود بدانند: آنچه قابل آن خواهند بود؛ و به ایشان خواهد رسید. و این طایفه از آن قبیل‏‌اند که: از مؤثر سوى اثر آیند.

و این گروه آخرین که از استعداد خود بدانند که: چه چیز را قابل‌‏اند، اتمّ و اکمل و اجلّ و افضل‏‌اند از گروه اوّل. چرا که: چنین کس را تا دو معرفت حاصل نگردد، به این مقام واصل نشود: یکى آنکه معرفت عین ثابته خود حاصل کند.

و دوم آنکه احوال خود در هر زمانى بداند، و چنین کامل، به تکمیل غیر مشغول تواند شد؛ که اعیان غیر و احوال غیر نیز هم مطالعه تواند کرد. که: «فی‏ کِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ»( س 83- 28).


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 172

فغایة أهل الحضور الّذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فى الزّمان الّذى یکونون فیه، فإنّهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحقّ فى ذلک الزّمان و أنّهم ما قبلوه إلّا بالاستعداد.

پس غایت اهل حضور و مراقبه که استعداد خود را در هر زمانى از ازمنه نمى‌‏دانند آنست که آنچه در زمان حاضر بر ایشان طارى شود دریابند و به حضور خود بدانند که به حسب استعداد درین زمان حق سبحانه و تعالى ایشان را از احوال چه عطا خواهد داد؛ و ادراک این معنى نیز کنند که قبول این میسّر نمى‏شود مگر به واسطه استعداد. آرى:

به استعداد یابد هرکه زان شه چیزکى یابد نه اندر بدو فطرت پیش ازین کان الفتى طینا؟


و هم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم؛ و صنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه.

و ایشان دو گروه‌‏اند: یکى آنکه به واسطه قبول حال استعداد خویش دانند چون اهل استدلال از اثر به مؤثر؛ و دیگر آنکه از استعداد خویش ندانند که چه چیز قبول خواهند کرد چنانکه استدلال کنند از مؤثر به اثر.

هذا أتمّ ما یکون فى معرفة الاستعداد فى هذا الصّنف.

و تمام‏ترین ادراک در معرفت استعداد، معرفت صنف اخیر است. که از استعداد راه به سرحد قبول برند. چه صاحب این ادراک را اطلاع به عین ثابته خویش و به احوال آن مى‏باید بلکه به اعیان دیگران و احوال ایشان؛ تا به مشاهده اعیان و مطالعه اقوال آن در علم حق از جمله مقرّبانى باشد که فى‏ کِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏، بیان کمال قرب ایشان مى‏کند، و این طایفه‌‏اند که فوج طالبان را از حضیض نقصان به اوج کمال توانند رسانید.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 530

فغایة أهل الحضور الّذین لا یعلمون مثل هذا أن یعلموه فی الزّمان الّذی یکونون فیه، فإنّهم لحضورهم یعلمون ما أعطاهم الحقّ فی ذلک الزّمان و إنّهم ما قبلوه إلّا بالاستعداد و هم صنفان: صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم، و صنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه؛ هذا اتمّ ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصّنف.

شرح مى‌‏گوید: قومى از اهل حضور که نمى‏‌دانند که در هر زمان استعداد ایشان مقتضى چیست تا سؤال به حسب استعداد کنند، در هر امرى مراقب گردند تا حقیقت استعداد از آن حضرت منکشف گردد، و این استعداد جزویست، که ظهور به حسب هر امرى معیّن بود. و اهل حضور دو طایفه‌‏اند، چنانکه بیان کرد.