عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، و إِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا و إِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال الشیخ رضی الله عنه : "و من هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال و لا للإمکان، وإنما یسأل امتثالا لأمر الله فی قوله تعالى: «ادعونی أستجب لکم». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معین أو غیر معین، وإنما همته فی امتثال أوامر سیده. فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتلی أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم الله تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه الله عنهم. و التعجیل بالمسئول فیه و الإبطاء للقدر المعین له عند الله. فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة، و إذا تأخر الوقت إما فی الدنیا و إما إلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبیک من الله فافهم هذا."

ومن هذا الصنف الثانی (من یسأل) ربه حاجة (لا للاستعجال) الذی خلق علیه العبد کما فی الصنف الأول من أصناف السائلین (ولا للإمکان)، أی إمکان أن یکون حصول حاجته موقوفا على السؤال لعلمه أن ثمة أمورة لا تنال إلا بعد سؤال، فیحتاط فی حاجته لاحتمال أن تکون من هذه الأمور، وهو الصنف الثانی من أصناف السائلین (وإنما یسأل) من ربه حاجته (امتثالا)، أی لأجل الامتثال اللازم علیه (لأمر الله) تعالى (فی قوله تعالى: "أدعونی") أی اسألوا منی حوائجکم (" أستجب لکم") 60 سورة غافر .

أی أعطیکم ما سألتموه منی (فهو)، أی هذا السائل الذی إنما یسأل امتثالا لأمر الله تعالى (العبد) لله تعالى (المحض)، أی الخالص من شائبة الغرض النفسانی حیث کان سؤاله قیاما بما أمره الله تعالى به لا استعجالا بحاجته، ولا لاحتمال أن تکون حاجته موقوفة على السؤال لعلمه أن بعض الأمور کذلک، فغرضه فی الحقیقة امتثال للأمر لا حصول حاجته.

ولهذا قال: (ولیس لهذا الداعی) المذکور (همة متعلقة فیما یسأل) الله تعالى (فیه من أمر معین) عنده من الحاجة الفلانیة أو الغرض الفلانی دنیویة أو أخرویة (أو غیر معین) من ذلک (وإنما همته فی امتثال أوامر سیده) التی أمره بها من جمیع العبادات ، الدعاء بحوائجه وغیر ذلک، فإن الأمر بالدعاء أمر غیر موقت بوقت فهو موکول إلى الداعی.

(فإذا اقتضى الحال) الذی یکون فیه ذلک السائل بحسب ما یجده فی قلبه من الإقبال على السؤال بطریق الإلهام من الله تعالى (السؤال)، أی الدعاء بحاجته یکون ذلک الاقتضاء الحالی إذنا من الله تعالى له بالسؤال وتعیینا منه تعالى لوقته المطلق

(فسأل) حینئذ من ربه حاجته ولا یصبر على فقدها (عبودیة) منه لله تعالى (وإذا اقتضى الحال) فی وقت آخر (التفویض) إلى الله تعالى والصبر على فقد حاجته

بالوجدان القلبی إلهاما له من الله تعالى بذلک (والسکوت) عن السؤال بحاجته (سکت) عنها ولم یسأل الله تعالى فیها .

(فقد ابتلی) أی ابتلاء الله تعالى (أیوب) النبی علیه السلام بما ابتلاه به (و) کذلک (غیره) من الأنبیاء علیهم السلام وغیرهم (وما سألوا) الله تعالى (رفع)، أی إزالة (ما ابتلاهم الله) تعالى (به) عنهم بل اقتضاها لهم فی الغالب التفویض.

التفویض إلى الله تعالى والسکوت عن السؤال فی رفع ذلک عنهم اشتغالا منهم بالله تعالى عن التفرغ لذلک (ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر) إذا التفتوا إلى ذلک البلاء، فوجوده یقتضی إظهار الذل والافتقار والطلب من الله تعالی برفعه ومعاناتهم من (أن یسألوا) منه تعالى (رفع ذلک البلاء عنهم فسألوه) وهو قول أیوب علیه السلام: رب "أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (83)" سورة الأنبیاء.

وقول نبینا صلى الله علیه وسلم: «إن تهلک هذه العصابة فلن تعبد فی الأرض بعد هذا الیوم».

ودعاؤه علیه السلام على رعل وذکوان بعد احتمال أذاهم ودعائه على بعض المنافقین.

وکذلک قول نوح علیه السلام فی قومه بعد احتمالهم مدة طویلة: "وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْکَافِرِینَ دَیَّارًا (26)" سورة نوح. (فرفعه)، أی أزال ذلک (الله) تعالى (عنهم) إجابة لدعائهم.

(والتعجیل)، أی الإسراع من الله تعالى (بالمسؤول فیه) من حاجات العبد (والإبطاء)، أی التأخیر فی ذلک إنما هو موکول (للقدر)، أی التقدیر الإلهی المعین من الأزل (له)، أی لذلک الأمر المسؤول فیه من حاجات العبد (عند الله) تعالى فإنه تعالى یقول: " وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)" سورة الحجر.

فالسؤال لذلک الشیء من جملة ذلک الشیء عند الله، فإذا تزل الله تعالى السؤال على عبد نزل من ذلک الشیء المسؤول فیه جزء بقدر معلوم، والباقی منه له قدر معلوم آخر ینزل فیه، وذلک القدر المعلوم قد یکون قریبا وقد یکون بعیدا، والذی قدره یعلمه ولهذا سماه قدرا معلوما، وقال تعالى: "قد جعل الله لکل شیء قدرا " 3 سورة الطلاق

أی مقدارة یکون فیه لا یزید منه ولا ینقص وقال تعالى: "إنا کل شئ خلقناه بقدر" 49 سورة القمر. وقال : "وخلق کل شیء فقدره تقدیرا"2 سورة الفرقان.

إلى غیر ذلک من الآیات الدالة على ظهور الشیء بقدره الذی قدر له من الأزل لا یتأخر عنه ولا یتقدم علیه زمانا ولا مکانا ولا جسمانا.

(فإذا وافق السؤال) الصادر من العبد ذلک (الوقت) المعین له عند الله تعالی (أسرع) الله تعالى (بالإجابة) لذلک العبد فی قضاء حاجته فقضیت من غیر تأخیر، وقلوب الصالحین قد تحس بوقت الإجابة المعین فی علم الله تعالى إحساسا مستندة إلى إلهام أو غیره من نطق حرف قرآنی أو إشارة کونیة ونحو ذلک.

فلا یدعون الله تعالى إلا فی ذلک الوقت المعین فتسرع لهم الإجابة من الله تعالی لعین ما سألوه، فیقال: فلان مستجاب الدعوة، وإذا أحس ببعد ذلک الوقت المعین لا یدعو الله تعالی فیقال عنه : لو دعا الله تعالى، لأجیب ولکنه ما دعا فلم یجب، والأمر على ما ذکرنا فی نفس العارف به دون الجاهل.

(وإذا تأخر الوقت) المعین عند الله تعالی لوجود المسؤول فیه (إما فی الدنیا) بأن تأخر عن وقت السؤال بسنة أو أقل أو أکثر ثم وجد فوجد المسؤول فیه (وإما فی الآخرة) بأن تأخر عن الدنیا فکان وقت السؤال فی الدنیا ووقت الإجابة فی الآخرة

تأخرت الإجابة الفعلیة من الله تعالى عن ذلک السؤال لتأخر وقتها المقدر لها من الأزل.

فإن کل شیء له وقت معلوم عند الله تعالى لا یتقدم علیه ولا یتأخر عنه، ولا بد أن یکون ذلک الشیء فیه حکمة إلهیة أزلیة.

قال تعالى: "ما یبدل القول لدى"29 سورة ق.

وذلک لأن قوله قدیم، والقدیم لا یتغیر إذ لو تغیر کان حادثة (أی) تفسیر للإجابة التی تتأخر حصول (المسؤول فیه) الذی هو مراد السائل (لا) تتأخر

(الإجابة) القولیة (التی هی) قول (لبیک) تثنیة لب یقال : لباه إذا أجابه یلبیه لبأ وتلبیة ، یعنی إجابة بعد إجابة .

وهی الإجابة القولیة ثم الإجابة الفعلیة (من الله) تعالی لذلک العبد السائل، بل هی حاصلة منه تعالى بعد کل السؤال من غیر تأخیر البتة کما وردت به الأخبار (فافهم) یا أیها المرید (هذا الکلام)، ولا یشکل علیک بعده معنى الإجابة الموجود بها کل سائل فی قوله تعالى:" أدعونی أستجب لکم " 60 سورة غافر. وغیر ذلک من الآیات والأحادیث.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، و إِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا و إِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا).

ففی بمعنی من (ومن هذا الصنف) أی ومن الصنف الثانی من یسأل لا للاستعجال ولا للإمکان وإنما بسال امتثالا لأمر الله .

فی قوله: " ادعونی أستجب لکم " فهو (العبد المحض) التام فی العبودیة .

(ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما بسأل فیه من معین أو غیر معین) حتى یسأل للاستعجال وللإمکان (وإنما همته) بسؤاله لفظة (فی امتثال أوامر سیده).

و هیهات بین السائل للإمکان وبینه فی رتبة العلم.

(فإذا اقتضى الحال) أی التجلی الإلهی الحاکم علیه فی ذلک وقت (السؤال) اللفظی (سأل) أی طلب المأمور به (عبودیة) لا لغرض من أغراضه النفسیة .

وإذا اقتضى الحال (التفویض) أمره إلى الله فوض (و) إن اقتضى الحال (السکوت) عن طلب ما یحتاج إلیه (سکت فقد ابتلى أیوب وغیره وما سئلوا رفع ما ابتلاهم الله به) مع شدة احتیاجهم فی ذلک الزمان رفع ما ابتلاهم الله تعالی به لاقتضاء حالهم السکون فی ذلک الزمان .

(ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا) من الله (رفع ذلک) فیما ابتلی نسألوا امتثالا لأمر الله (فرفعه الله تعالى عنهم) أی أجاب الله عنهم سؤالهم .

فکانوا داخلین تحت حکومة الحال فی الوقت وتابعون إلیه فی السؤال وعدمه .

فکان سکوتهم وسؤالهم لفظة امتثالا لأمر الله لعلمهم بالحال وبما یقتضیه من أمر الله منهم .

فهم سائلون بالسؤال اللفظی وقتا وغیر سائلین وقتا .

فدل ذلک على أن أیوب ومن کان على حاله من هذا الصنف من أهل الحضور لا من الصنف الذی سیذکر .

وأما دعاء نبینا محمد علیه الصلاة والسلام بقوله: "اللهم اجعل لی فی قلبی نورا" الحدیث وهو من دخول جمیع العوالم فلا اختصاص له بصنف دون صنف.

کما قال : "أفلا أکون عبدا شکورا" (والتعجیل بالمسؤول فیه والابطاء) سواء سال استعجالا أو احتیاطا أو امتثالا وسواء کان سؤالا معینا أو غیر معین للقدر

(المعین له عند الله) أی لأجل تقدیر الله بالمسؤول فیه بوقت معین من الأوقات. الأمور مرهونة بأوقاتها : (فإذا وافق السؤال الوقت) المعین للمسؤول فیه (أسرع بالإجابة) أی وقع مسؤول فیه فی الحال.

(وإذا تأخر الوقت إما فی الدنیا وإما فی الآخرة تأخرت الإجابة أی المسؤول فیه إلى) وقت معین (لا) تأخرت (الإجابة التی هی لبیک من الله) إذا دعا العبد ربه شیئا فقال الله تعالی: لبیک یا عبدی فإن هذه الإجابة تقع فی الحال قوله : (فافهم هذا) إشارة إلى أن من دعی من الله شیئا

فقال الله : لبیک یدل على قبول مراده من الله وأن عدم مسألته الآن لعدم حصول وقته.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، و إِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا و إِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قوله رضی الله عنه : "وهم صنفان صنف یعلمون من قبولهم استعدادهم، وصنف یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه هذا أتم ما یکون فی معرفة الاستعداد فی هذا الصنف."

ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإمکان، وإنما یسأل امتثالا لأمر الله فی قوله تعالى: "ادعونی أستجب لکم" (غافر: 60).

فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معین أو غیر معین، وإنما همته فی امتثال أوامر سیده.

فإذا اقتضى الحال السؤال سأل سؤال عبودیة وإذا اقتضى التفویض والسکوت سکت فقد ابتلى أیوب، علیه السلام، وغیره وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک، فسألوا فرفعه الله تعالی عنهم.

والتعجیل بالمسئول فیه والابطاء للقدر المعین له عند الله.

وإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة، وإذا تأخر الوقت إما فی الدنیا وإما فی الآخرة، تأخرت الإجابة أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبیک من الله تعالى فافهم هذا."

قلت: یعنی أن قوما یستدلون بالأثر على المؤثر وقوما بالعکس.

قوله: "فهو العبد المحض."

قلت: یعنی أن السؤال عبادة لکن على أهل الحجاب وأما أهل الشهود، فلا یسئلون أصلا .

وقد ورد فی بعض المناجاة: «یا عبد طلبک منی وأنت لا ترانی عبادة، وطلبک منی وأنت ترانی استهزاء» وما بعد هذا فهو مفهوم إلى قوله وأما القسم الثانی.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، و إِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا و إِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال رضی الله عنه : ( ومن هذا الصنف ) أی الذین لا یعلمون حال السؤال استعدادهم ولا علم الحق فیهم

من یسأل لا للاستعجال ولا للإمکان ، وإنّما یسأل امتثالا لأمر الله

فی قوله : " ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُم" ، فهو العبد المحض .

ولیس لهذا الداعی همّة متعلَّقة فیما یسأل فیه من معیّن أو غیر معیّن ، وإنّما همّته فی امتثال أوامر سیّده ، فإذا اقتضى الحال السؤال ، سأل عبودیة ، وإذا اقتضى التفویض والسکوت ، سکت .

فقد ابتلی أیّوب علیه السّلام وغیره وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به ، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک ، فرفعه الله عنهم ) .

قال العبد : هؤلاء عبید الله الصدّیقون لا یسألون إذا سألوا معیّنا أو غیره استعجالا طبیعیا ، ولا احتیاطا رغبة فیما رغبوا به أعنی أهل الاحتیاط أن یعطیهم الله ذلک لعلمهم بأن لا ینال ذلک إلَّا بالسؤال .

بل سؤالهم امتثال لأمر الله إیّاهم فی قوله : "ادْعُونِی " ،حتى أنّ همّتهم غیر متعلَّقة بالاستجابة إلَّا إذا کان مراد الله إجابتهم والسؤال.

لکنّهم یدعون الله لمّا أمرهم أن یدعوه لا غیر ، فإن أجاب یلقوه بالشکر وبما یجب أن یتلقّوه به ، وإن لم یجبهم علموا أنّ المراد هو الدعاء .

فإن حصلت الإجابة ، علموا بالحال استعدادهم ، وإن لم یجابوا علموا تأخّر لسان الاستعداد إلى وقت آخر ، فأخّروا السؤال إلى ذلک الوقت وقدمّوه کذلک لوقته فی الحال الحاضر.

وإن کان القسم الثانی من أهل الاستعداد والعلم به والعلم بالحال من استعداده قد یسأل الله مع علمه باستعداده لما هو أهل له فی کل حال امتثالا مع علمه بوقوع المسؤول واقتران الاستعداد الحالی للسؤال .

ولکن لا یقصد الإجابة ، ولا یعلَّق همّته بالوقوع ، بل همّته امتثال أوامر الله ونواهیه ، فهو العبد المحض وهذا الصنف أکمل ممّن تقدّمه ، فافهم .

وإذا اقتضى الحال السؤال ، وأحسّ أنّ المراد الإلهی هو الدعاء والسؤال ، دعا وسأل عبودیة ورقّا وامتثالا ، وإن عرف من استعداده الحالی أنّ الابتلاء تمحیص وتکمیل ورضوان من الله ، صبر وفوّض إلى الله وسکت عالما بأنّ الله لا یبقى علیه حکم حضرة القهر والجلال دائما .

بل لا بدّ من اضمحلال آثار القهر العرضی فی اللطف والرحمة الذاتیین من قوله : « سبقت رحمتی غضبی » فیمن یغضب علیه ، ولا سیّما فی حق من سبقت رحمة الله به أزلا بکمال القیام فی حقّه ، مثل أیّوب علیه السّلام صبر ولم یسأل رفع الضیر عنه ابتداء ، لعلمه بالحال والاستعداد الحالی.

وکذلک کلّ محنة وابتلاء یبتلی به الله عباده لیس من باب القهر المحض فإنّها رحمة خاصّة ونعمة فی صورة محنة ونقمة ، لا یرغب فیها إلَّا العلماء بمراد الله وعلمه والمطَّلعون على سرّ القدر .

فإذا علموا وصول أوان انفصال الضرّاء والبأساء ، وحصول زمان اتّصال الرخاء والسرّاء ، دعووا الله تعالى ، فرفع عنهم الضرّ ، وبدّل لهم بالیسر العسر .

تبرّیا عن توهّم المقاومة والمقاواة للقهر الإلهی فی عدم السؤال والمداواة ، فکانوا فی حالتی السؤال وعدم السؤال عباد الله الأدباء الناظرین إلى أمر الله وحکمه بموجب إرادته وعلمه .

قال الشیخ رضی الله عنه : " والتعجیل بالمسؤول فیه والإبطاء للقدر المعیّن له عند الله ، فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة ، وإذا تأخّر الوقت إمّا فی الدنیا وإمّا فی الآخرة ، تأخّرت الإجابة أی المسؤول فیه ، لا الإجابة التی هی لبّیک من الله .فافهم هذا».

قال العبد : اعلم : أنّ کل سؤال یسأله العبد من الله فلا بدّ وأن یجیبه فیه لا محالة وقد أوجب على نفسه الإجابة بقوله : “ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ “ وأنّه لا أوفى من الله بعهده ووعده ، فإذا دعاه العبد ، أجابه فی الحال بلبّیک ، وذلک فی مقابلة ما یلبّى العبد إذا دعاه .

ولکنّ الله تعالى إذا علم من العبد تأخّر ظهور الاستعداد الحالی عن حصول المسؤول ، بادره الله فی الحال بما یعینه على کمال القابلیة والاستعداد ، وبعده لقبول تجلَّی الإجابة فی عین المسؤول وذلک لعدم موافقة الاستعداد وقت السؤال .

فإذا جاء الوقت المقدّر لحصول عین المسؤول ، ووافقه السؤال ، أجیب فی الحال ، فالإجابة إذن من أوّل وقت السؤال أیّ سؤال کان ، ومن أیّ سائل کان واجبة الوقوع من الله ، ولکن ظهور حکمها عند السائل بقدر استعداده وقابلیّته ، وأوان ظهور حکم الإجابة إنّما هو فی إعداده وإمداده تکمیل استعداده لظهور المسؤول المأمول .  

وإذا علم الله من العبد کمال الاستعداد فی السؤال بلسانه الحالی والذاتی والاستعدادی قبل سؤاله بلسانه الشخصی ، بعثه على السؤال ، وأجابه فی الحال ، فمن لم یعثر على هذا السرّ ظنّ أنّ سؤال بعض العبید لا تتأخّر عنه الإجابة والبعض غیر مجاب.

ولیس الأمر کما ظنّ ، بل کان دعاء کلّ داع یدعو الله فی شیء فإنّه مجاب ، ولکنّ الأمر کما أمر الله تعالى " وَما کانَ لِرَسُولٍ أَنْ یَأْتِیَ بِآیَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله " 38 سورة الرعد .

وهو الکمال الثانی والقابلیة والاستعداد ، " فَإِذا جاءَ أَمْرُ الله قُضِیَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِکَ الْمُبْطِلُونَ " 78 سورة غافر.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام وغیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، وإِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال الشیخ رضی الله عنه: " ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإمکان وإنما یسأل امتثالا لأمر الله فی قوله تعالى : " ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ " فهو العبد المحض ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما یسأل فیه من معین أو غیر معین ، وإنما همته فی امتثال أوامر سیده ، فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة وإذا اقتضى التفویض والسکوت سکت ، فقد ابتلى أیوب وغیره وما سألوه رفع ما ابتلاهم الله به ، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه الله عنهم ".

أی ومن القسم الأول الذی عطاؤه عن السؤال صنف ثالث یسأل لا للاستعجال الطبیعی أی للعجلة التی هی مقتضى الطبیعة البشریة وداعیة الهوى النفسانی .

ولا للإمکان أی لأنه یمکن أن یکون المسئول موقوفا على السؤال بأن الله علقه بسؤال بل سأل الله امتثالا لأمره ، فإن العبد مأمور بالسؤال والدعاء.

کما قال تعالى : " ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ ".

فغرض هذا العبد من السؤال لیس إلا العبادة لا المسئول ولا الإجابة .

فلا یتمنى الإجابة فهو عبد محض ، إذ لیست همته فی دعائه متعلقة بشیء معین یطلبه أو غیر معین بل امتثال أوامر سیده ، والباقی ظاهر .

إلى قوله: ( والتعجیل بالمسئول فیه والإبطاء للقدر المعین له عند الله ) أی التعجیل فی الإجابة وإنجاح المطلوب والتأخیر فیه إنما یکون للقدر المعین ، أی للأجل المسمى الذی عین وجود ذلک المطلوب عند الله فیه .

فالتعجیل مبتدأ والإبطاء عطف علیه وخبره للقدر ، أی التعجیل والإبطاء ثابت للقدر المعین والوقت المسمى عند الله .

فإن لکل حادث وقتا معینا عند الله یقارنه فی اللوح القدری ، لا یتأخر عنه ولا یتقدم علیه

( فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة وإذا تأخر الوقت ) أی وقته المقدر الذی هو فیه.

( إما فی الدنیا وإما فی الآخرة ، تأخرت الإجابة ) أی المسئول فیه إلى ذلک الوقت ( لا الإجابة التی هی لبیک من الله فافهم هذا ) .

والمراد بالإجابة الإجابة بالفعل وهو حصول المسئول ، لا الإجابة بالقول الذی هو لبیک .

فقد یکون العبد محبوبا إلى الله ویجیب سؤاله بلبیک .

ولا یجیبه بإعطاء ما سأل لما یرى له من المصلحة فی التأخیر کما قدر مع أنه یحب سؤاله ودعاءه ویزید فی قربه وکرامته ویسمع إلیه ویرضاه .

ولهذا قال فافهم هذا فقد یحب الله العبد ویجیب سؤاله ، ولا یعطیه المسئول لحبه له .

وقد یعطیه ولا یحبه بل یستدرجه.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، وإِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال رضی الله عنه :  "فی کتاب مرقوم یشهده المقربون". وهذا الکامل هو الذی یقدر على تکمیل غیره من المریدین والطالبین.

(ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإمکان، و إنما یسأل امتثالا لأمر الله فی قوله تعالى: "أدعونی أستجب لکم".

فهو العبد المحض أی، هو العبد التام فی العبودیة الممتثلین لأوامره کلها من غیر شوب من الحظوظ، لأنه بحضوره دائما یعرف استعداده وما یفیض من الحق من التجلیات بحسب استعداده علیه، فیکون سؤاله لفظا امتثالا لأمره تعالى کما مر.

(ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما یسأل منه من معین أو غیر معین، وإنما همته فی امتثال أوامر سیده) لأنه منزه عن طلب غیر الحق من المطالب الدنیاویة والأخراویة، بل نظره على الحق جمعا فی مقام وحدته، وتفصیلا فی مظاهره.

(فإذا اقتضى الحال السؤال) أی اللفظی. (یسأل عبودیة، وإذا اقتضى) أی الحال.

(التفویض والسکوت، سکت. فقد ابتلى أیوب وغیره وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به. ثم اقتضى لهم الحال) أی اقتضى حالهم.

(فی زمان آخر أن یسألوه رفع ذلک، فسألوا، فرفعه الله عنهم). ظاهر.

(والتعجیل بالمسؤول فیه والإبطاء للقدر المعین له) أی، للمسؤول فیه.

(عند الله). أی، التعجیل فی الإجابة والإبطاء فیها إنما هو للقدر، أی، لأجل القدر المعین وقته فی علم الله وتقدیره کذلک.

فقوله: (للقدر) خبر المبتدأ وهو (التعجیل.)

(فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة) أی، حصول المسؤول فی الحال.

(وإذا تأخر الوقت) أی، وقت حصول المسؤول.

(إما فی الدنیا) کالمطالب الدنیاویة إذا تأخرت إجابتها.

(وإما فی الآخرة) کالمطالب الأخراویة.

(تأخرت الإجابة، أی المسؤول فیه) إلى حصول وقتها. (لا الإجابة التی هی لبیکمن الله، فافهم هذا). إشارة إلى ما جاء فی الحدیث الصحیح: (إن العبد إذا دعاربه، یقول الله : لبیک یا عبدی). فی الحال من غیر تأخر عن وقت الدعاء. ومعنى (لبیک) من الله لیس إلا إجابة المسؤول فی الحال، لکن ظهوره موقوف إلى الوقت المقدر له.

بل الحق تعالى ما یلقى فی قلب العبد الدعاء والطلب إلا للإجابة، لذلک قال: (لا الإجابة التی هی لبیک من الله.).


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، وإِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال الشیخ رضی الله عنه: "ومن هذا الصنف" أی: صنف أهل الحضور الذین یعلمون من استعدادهم ما یقبلونه یدل على هذا التقیید مع قرب الإشارة قوله: فیما بعد فإذا اقتضى الحال السؤال سأل ووجه التخصیص بهم أن سؤالهم لما کان بالعبودیة.

فلا بد أن یعلموا ما یتعبدون به فی کل حال (من یسأل لا للاستعجال) لکونه من أهل الترکیة والحضور (ولا للإمکان) أی: إمکان توقف المسئول على السؤال؛ لأنه وافق ما یقبله من استعداده، (وإنما یسأل امتثالا لأمر الله) المخصوص بذلک الوقت باعتبار ما علم من استعداده الخاص أنه متعبد به فی ذلک الوقت، وذلک الأمر هو المذکور فی قوله: " ادعونی أستجب لکم " [غافر:60]).

وإنما خصصناه مع عمومه لما یذکر بعد (فهو العبد المحض) "أی الخالص عن شوب الربوبیة، ولیس لهذا الداعی همة داعیة متعلقة فیما یسأل فیه من معین أو غیر معین وإنما همته فی امتثال أوامر سیده."، أما کونه عبدا؛ فلان الدعاء مخ العبادة، وأما کونه محضا؛ فلانه (لیس هذا الداعی همة متعلقة فیما یسأل فیه) سواء کان مسئولة (من معین أو غیر معین) بخلاف من تقدم.

فإنه یقصد فی المعین ذلک المعین من حیث هو، وفی غیره إعانة مصلحة نفسه فهو عبد لذلک المعین ولمصالح نفسه، وهذا لیس کذلک؛ لأنه (إنما همته) فی المعین وغیره (فی امتثال أوامر سیده)، وإنما جمع لأوامر؛ لیشیر إلى وجه تخصیص الأمر بالدعاء بوقت خاص إذ لا بد من ذلک عند ازدحام الأوامر الکثیرة، ویعرف ذلک التخصیص من یعلم القبول من الاستعداد.

فلذلک قال: (فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة)، وإن علم حصوله باستعداده مع أنه لا قصد له فی الحصول أیضا، (وإن اقتضى التفویض والسکوت) عن السؤال (سکت).

قال رضی الله عنه : "فقد ابتلی أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم الله تعالى به،ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه الله عنهم.

والتعجیل بالمسئول فیه والإبطاء للقدر المعین له عند الله.

فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة، وإذا تأخر الوقت إما فی الدنیا وإما إلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبیک من الله فافهم هذا."


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». 

فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده. فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، وإِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال رضی الله عنه : (ومن هذا الصنف) أی السائلین الحاضرین (من یسأل لا للاستعجال ولا للإمکان ، وإنما یسأل امتثالا لأمر الله فی قوله: " أدعونی أستجب لکم" فهو العبد المحض) الذی لایشوب صرافة عبودته بنسبة اختیار ، ولا إرادة مطلوب أو طلب مراد.

کما قیل : سقط اختیاری مذ فنی بحبکم    ….      عنی ، فلا أرجو ولا أتطلب

لیس المحب حقیقة من یشتهی   ….    أو یشتکی ، أو یرتجی ، أو یرهب

قال رضی الله عنه : (ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه - من معین أو غیر معین  وإنما همته فی امتثال أوامر سیده ، فإذا اقتضى الحال السؤال ، سأل عبودیة ، وإذا اقتضى التفویض والسکوت ، سکت) لأن أحوال هذا العبد إنما یجری على   مقتضى إرادة مولاه ، فکل ما یقتضیه حاله فهو مراد مولاه و مأموره.

ولذلک یستلذ به ، وإن کان مما ینافر طبعه ویؤلم نفسه کما قیل :

حسب المحب تلذذا بغرامه   ….    من کل ما یهوى وما یتطلب

خمر المحبة لا یشم نسیمها    ….  من کان فی شیء سواها یرغب

وهذه المرتبة الامتثالیة للسائلین تناسب طور النبوة ، فإنها کمال مرتبة العبودیة التی هی أصل تلک المرتبة - على ما سیجیء تحقیقه - کما أن المرتبة الإمکانیة لهم تناسب طور الولایة ، لأن أصله وباعثه العلم . "" أصله الأعلی النور الأزلی الساری بالحب لله فى الله و الصدق و الإخلاص لوجه لله ""

ولذلک قال: (فقد ابتلی أیوب وغیره ، وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به ، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک ، فرفعه الله عنهم) .

قال رضی الله عنه : ( والتعجیل بالمسؤول فیه و الإبطاء) لیس إلا (للقدر المعین له عند الله ). لادخل لدعاء العبد فیه أصلا  ( فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة ، وإذا تأخر الوقت - إما فی الدنیا وإما إلى الآخرة - تأخرت الإجابة - أی المسؤول فیه ، لا الإجابة التی هی « لبیک » من الله - فافهم هنا).

فإنها لاتتخلف عن السؤال أصلا ، لأنه موعود بقوله :

" أجیب دعوة الداع إذا دعان». وقوله: "ادعونی أستجب لکم ". وقوله: " فاذکرونی أذکرکم ".

ولا یمکن له أن یخلف الوعد ، فإنه لا یقبل الحلف بالنسبة إلیه - بخلاف الوعید .

وأیضا فإن الوجود الکلامی و الصور الحرفیة هی أقرب ما ینسب إلیه صدور الآثار المسؤول عنها ، فلذلک ترى الحق إذا أراد الظهور بصورة الأثر قال : «کن» ، وبه ظهر العوالم والآثار ، فهی صاحب الأثر بالذات ، لایمکن أن یتخلف عنها ، وکأن قوله : « فافهم » إشارة إلى هذه الدقیقة .

فعلم أن أصناف السائلین - أقل ما یحصل من هذا التقسیم - خمسة ، وهم فی التقسیم الأول الحاصل من قوله : "منها ما یکون عن سؤال " ثمانیة أقسام ، فالحاصل من المجموع یکون أربعین صنفا ، لکن الکتل منهم ثلاثة :

السائل بالإمکان .

 والعبد الممتثل .

والمطلع على مؤدی الاستعدادات ، العارف من نفس الاستعداد ما یقبله من الکمال .

هذا تمام الکلام فی القسم الأول یعنی السائلین .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، وإِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا.)

قال رضی الله عنه : "و من هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال و لا للإمکان، وإنما یسأل امتثالا لأمر الله فی  قوله تعالى: «ادعونی أستجب لکم».

فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معین أو غیر معین، وإنما همته فی امتثال أوامر سیده.

فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة وإذا اقتضى التفویض والسکوت سکت فقد ابتلی أیوب علیه السلام وغیره وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه الله عنهم. والتعجیل بالمسئول فیه والإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه."

قال رضی الله عنه : (ومن هذا الصنف)، أی أهل الحضور المذکورین أو من الصنف الثانی منهم.وهو من یعلم من استعداده القبول.

فإن الصنف الأول لا سؤال له, فإن بعد العلم بقبوله المسؤول لا معقولیة للسؤال (من یسأل لا للاستعجال) الطبیعی .

فإنه لا حکم للطبیعة على أهل الحضور (ولا للإمکان)، لأنه على یقین فی حصول السؤال فی الزمان الذی هو فیه وإنما یسأل امتثالا لأمر الله .

فی قوله تعالى: "أدعونی أستجب لکم " (فهو العبد المحض) لله سبحانه لیس فیه شوب ربوبیة ولا شائبة رقیه الأمر سواه.

(ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما یسأل فیه من) مسؤول (معین أو غیر معین وإنما همته مصروفة فی امتثال أوامر سیده) غیر متجاوزة إلى مطلوب غیره.

فإنه لا مطلوب له سواه، ولا یطلب فی الدارین إلا إیاه .

قال رضی الله عنه : (فإذا اقتضى الحال السؤال) اللفظی (سال عبودیة وإذا اقتضى التفویض)، أوکله الأمر إلیه سبحانه.

(والسکوت) عن السؤال (سکت) عنه (فقد ابتلی أیوب علیه السلام وغیره) من الأنبیاء والأولیاء (وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به) أولا (ثم اقتضى لهم الحال) ثانیا .

(فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک)، أی رفع ما ابتلاهم به (فسألوا رفعه فرفعه الله عنهم والتعجیل بالمسؤول فیه)، أی الشیء الذی وقع السؤال فی شأنه (والابطاء) إنما هو (للقدر المعین له).

قال رضی الله عنه : "فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، و إِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا و إِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا."

أی: تئوقت المقدر المعین المسؤول فیه (عند الله) لا دخل لدعاء العبد ربه أصلا (فإذا وافق السؤال)، أی وقته (الوقت) المقدر عند الله للإجابة بإعطاء السؤال فیه بأن یکون واحدة (أسرع) الله (سبحانه بالإجابة إذا تأخر الوقت).

أی حصل الوقت المقدر للإجابة متأخرة عن وقت السؤال (إما فی الدنیا) کما إذا حصل الأمر المسؤول فیه فی الدنیا (وإما فی الآخرة) کما إذا حصل الأمر فیه فی الآخرة.

(تأخرت الإجابة أی المسؤول فیه) یعین إجابة (لا الإجابة التی هی لبیک من الله سبحانه).

فإنها لا تتأخر عن السؤال لما جاء فی الخبر الصحیح:

"إذا أحب الله عبدا أو أراد أن یصافیه؛ صب علیه البلاء صبا، وثجه علیه ثجا، فإذا دعا العبد قال: یا رباه!

قال الله: لبیک عبدی، لا تسألنی شیئا إلا أعطیتک، إما أن أعجله لک، وإما أن أدخره لک".أورده المنذری فی الترغیب والترهیب  وما بین الإجابتین من الالتباس، أردفه بقوله: (فافهم).


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه :  (ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال ولا للإِمکان، وإِنما یسأل امتثالًا لأمر اللَّه فی قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ».  فهو العبد المحض، ولیس لهذا الداعی همة متعلقة فیما سأل فیه من معیَّن أو غیر معین، وإِنما همته فی امتثال أوامر سیِّده.

فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إِذا اقتضى التفویض و السکوت سکت فقد ابتُلِیَ أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللَّه عنهم.

و التعجیل بالمسئول‏ فیه‏ و الإبطاء للقَدَرِ المعین له عند اللَّه. فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، و إِذا تأخر الوقت إِما فی الدنیا و إِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبَّیک من اللَّه فافهم هذا. )

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : ( ومن هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال و لا للإمکان، وإنما یسأل امتثالا لأمر اللّه تعالى فی قوله: ادْعونی أسْتجِبْ لکُمْ [ غافر: 60] فهو العبد المحض.

و لیس لهذا الداعی همة متعلقة فی ما یسأل فیه من معین أو غیر معین، وإنما همته فی امتثال أوامر سیده  .بل نظره على الحق جمعا فی مقام وحدته و تفصیلا فی مظاهره، فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة، و إذا اقتضى التفویض و السکوت سکت .


فقد ابتلى أیوب وغیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فسألوا فرفعه الله عنهم. و التعجیل بالمسئول فیه و الإبطاء للقدر المعین له عند الله .)


قال الشارح رحمة الله :

( فهو العبد المحض ): أی الخالص عن شرب الربوبیة، و لیس لهذا الداعی همة داعیة متعلقة فیما یسأل فیه من معین أو غیر معین و إنما همته فی امتثال أوامر سیده .

و رأى إنه تعالى مدح طائفة بأنهم کانوا یدعونه رغبا و رهبا، و شکرهم على ذلک و خاطب نبیه و صفیه صلى الله علیه و سلم بقوله : " قل ما یعبأ بکم ربی لو لا دعائکم".

فإذا اقتضى الحال و الوقت و السؤال سأل عبودیة، و إذا اقتضى التفویض والسکوت سکت .

قال تعالى حاکیا عن مؤمن آل فرعون: "وأفوضُ أمْری إلى اللّهِ " [ غافر: 44] .

والتفویض ردّ الأمر إلى صاحبه المدبر عند شهوده أن الحرکة والسکون صادرة  عن الحق بلا واسطة، فیرى الحرکة من اسمه الباسط و یشهد السکون من اسمه القابض، فافهم .

( فقد ابتلى أیوب علیه السلام و غیره) و ما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به، ثم اقتضى فهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفع الله عنهم .

و هنا تفصیل آخر من حیث إجابة السؤال، فإن الإجابة على ضروب شتى إجابة فی عین المسئول فیه و بذله على التعیین دون تأخیر و تراخ أو بعد مدة .

و إجابة ثمرتها التفکر، و قد نبهت الشریعة على ذلک، و إجابة بلبیک أو ما یقوم مقامه و کل دعاء و سؤال یصدر من الداعی بلسان من الألسنة المذکورة فی تقاسیم الأسئلة حسّب علم الداعی بالمسئول منه و المسئول فیه .

ولصحة التصور وجودة الاستحضار فی القبول أثر عظیم اعتبره صلى الله علیه و سلم حیث حرض علیه علیا رضی الله عنه و کرم وجهه، لما علمه الدعاء و فیه: "اللهم اهدنی و سدّدنی."

فقال له: اذکر بهدایتک هدایة الطریق، و بالسداد سداد السهم، فأمره باستحضار هذین الأمرین حال الدعاء، فافهم .

(قل یا علی اللهم اهدنی وسددنی واذکر بالهدى هدایتک الطریق وبالسداد سداد السهم) قال القاضی : أمره بأن یسأل الله الهدایة والسداد وأن یکون فی ذلک مخطرا بباله أن المطلوب هدایة کهدایة من رکب متن الطریق وأخذ فی المنهج المستقیم وسدادا کسداد السهم نحو الغرض والمعنى أن یکون فی سؤاله طالبا غایة الهدى ونهایة السداد اهـ. فتح القدیر للمناوی

فلما کانت إجابة السؤال على أنحاء شتى، فقال: و التعجیل بالمسئول فیه: أی سرعة حصوله، و الإبطاء بالمسئول فیه یکون للقدر المعین: أی بحسب القدر أو بحسب الوقت له: أی للمسئول فیه.

قال تعالى: "و إنْ مِنْ شیْءٍ إلّا عِنْدنا خزائِنهُ وما ننِّزلهُ إلّا بقدرٍ معْلوٍم" [ الحجر: 21] و هو وقته، و کذلک مقداره عند الله و لکن من حضرة المقیت فإنه سار به: أی خادم الحق و خادمه فی القدر و أحکامه، و هی حضرة تعین الأوقات و الأقوات و موازینها .

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : ( فإذن وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة، و إذا تأخر الوقت إما فی الدنیا و إما فی الآخرة تأخرت الإجابة، أی المسئول فیه لا الإجابة التی هی لبیک من الله فافهم هذا .)

قال الشیخ الشارح رضی الله عنه :

( فإذا وفق السؤال الوقت أسرع بالإجابة) کما إذا وفق الدواء الداء یرى بإذن الله، و لا یعلم تلک الموافقة إلا من أشرف على الحقائق فی موطنها و الأعیان فی عدمها ثابتة فی العلم، و لا أعیان لها فی الوجود فمن یکون بهذا الکشف و الحال فلا یسأل المحال.

(و إذا تأخر الوقت ): أی وقت الإجابة بتقدم السؤال قبل الوقت إمّا فی الدنیا و إمّا فی الآخرة تأخرت الإجابة لفوات شرط الإجابة، و هو المقابلة: أی مقابلة السؤال .


قال الشیخ صدر الدین قدّس سره فی شرح الفاتحة:

إنّ صحة التصور واستقامة التوجه حال الطلب، وهذا عند الدعاء شرط قوی فی الإجابة .

و مما ورد مما یؤید ما ذکر قوله صلى الله علیه و سلم : "لو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائکم الجبال".

"" قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: " لو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم الذی لیس معه به جهل ولو عرفتم الله حق معرفته لزالت الجبال بدعائکم , وما أوتی أحد من الیقین شیئا إلا ما لم یؤت منه أکثر مما أوتی , فقال معاذ بن جبل ولا أنت یا رسول الله , فقال رسول الله صلى الله علیه وسلم: «ولا أنا» قال معاذ: فقد بلغنا أن عیسى ابن مریم علیه السلام کان یمشی على الماء , فقال رسول الله صلى الله علیه وسلم: ولو ازداد یقینا لمشى على الهواء " رواه ابونعیم والسیوطی الجامع الکبیر

 "لو خفتم الله تعالى حق خیفته، لعلمتم العلم الذی لا جهل معه، ولو عرفتم الله حق معرفته لزالت لدعائکم الجبال". " الجامع الصغیر ""

أی (المسئول فیه ): أی تأخرت الإجابة فی السؤال فیه فإنه لم یضمن له إجابة فی عین المسئول فیه شفقة علیه و رحمة .

قال تعالى: "فیکْشِفُ ما تدْعون إلیْهِ إنْ شاء "[الأنعام: 41] لأنه قد یسأل العبد فیما لاخیر له فیه.

قال تعالى: "ویدعُ الِإنسانُ بالشِّر دُعاءهُ بالخیْر"ِ [ الإسراء: 11] .

و ورد فی الحدیث القدسی عن الله تعالى أنه قال : " إنّ من عبادی المؤمنین لمن یسألنی الباب من العبادة لو أعطیته إیاه لداخله العجب فأفسده ذلک"

وهکذا إلى أن قال : "و إنی أدبر عبادی لعلمی بقلوبهم إنی علیم خبیر"

الإجابة التی هی لفظة لبیک من الله تعالى فإنها ما یتأخر عن الدعاء بالنسبة إلى کل عبد داع.

ورد فی الخبر ما قال:" قط یا رب ثلاثا إلا قال الله لبیک عبدی فیعجل الله تعالى ما یشاء و یؤخر ما یشاء". رواه الدیلمی عن أبی هریرة رضی الله عنه. أورده السیوطی فی الکبیر و الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر العسقلانی.

"" قال رسول الله صلى الله علیه وسلم : إن الله إذا أحب عبدا وأراد أن یصافیه صب علیه البلاء صبا وثجه علیه ثجا ، فإذا دعا العبد قال یا رباه قال الله لبیک عبدی لا تسألنی شیئا إلا أعطیتک إما أن أعجله لک وإما أن أدخره لک. رواه أبو دنیا والبزار والسیوطی فی الکبیر والناوی فی فتح القدیر وغیرهم .""

قال رضی الله عنه فی الفتوحات: إنّ هذه التلبیة لا بد منها من الله تعالى فی حق کل سائل إن قضى مراده، أو لم یقض، فافهم هذا: أی أنّ شرط الإجابة المقابلة بین السؤال و وقت الإجابة .

فالإجابة بلبیک ما یفارق السؤال. و أمّا الإجابة بالمسئول فیه فبالمشیئة کما ذکره.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص79 تا 81

و من هذا الصنف من یسأل لا للاستعجال و لا للإمکان، و إنّما یسأل امتثالا لأمر اللّه فی قوله تعالى: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ فهو العبد المحض، و لیس لهذا الداعی همّة متعلقة فیما سأل فیه من معیّن أو غیر معین، و إنّما همّته فی امتثال أوامر سیّده.

فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیة و إذا اقتضى التفویض و السکوت سکت. فقد ابتلی أیوب علیه السلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال فی زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فرفعه اللّه عنهم.

 و از این صنف که از استعداد خود عالم به قبول عطایاست کسانى هستند که سؤال مى‌کنند نه به استعجال و نه به امکان و همانا سؤالش به عنوان امتثال امر خداوند است که فرمود: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (غافر: 60) و این عبد محض است.

یعنى عبد تام در عبودیت است که سؤال او مشوب به حظوظى نیست چه به حضور دائمى‌اش استعداد خود و آن چه از تجلیات حق که به حسب استعدادش بر وى فایض مى‌شود مى‌داند و مى‌شناسد پس سؤالش عنوان امتثالى دارد یعنى عبد محض ممتثل أوامر حق است.

و براى این داعى قصد و همتى در آن چه که سؤال مى‌کند از معین و غیر معین تعلق و بستگى ندارد (یعنى همتش مصروف به آن نیست.) بلکه همتش مقصور در امتثال اوامر سیدش مى‌باشد.

چه اینکه او منزه است از طلب غیر حق چه از مطالب دنیاوى و چه اخراوى بلکه نظرش مقصور بر حق است؛ به طور جمع در مقام وحدتش و به طور تفصیل در مظاهرش.

پس وقتى که حال او اقتضاى سؤال لفظى کرد به عنوان عبودیت سؤال مى‌کند و چون حال اقتضاى تفویض و سکوت کرد ساکت مى‌شود. چنانکه براى ایوب و غیر ایوب پیش آمد که مبتلا شدند و رفع ابتلا را سؤال نکردند پس در زمان دیگر رفع آن را خواستند و خداى تعالى بلا را از آنها رفع کرد.

یعنى آن وقت که سؤال نکردند حال اقتضاى تفویض و سکوت داشت و آن وقتى که خواستند حال اقتضاى سؤال لفظى داشت، چه اینکه قلب است و قلب یتقلّب. در کتاب ایمان و کفر کافى بابى در تنقّل احوال قلب است « کافى، ج 2، ص 309.» که در آن جا امام باقر فرمود: «انّما هی القلوب مرة تصعب و مرة تسهل». همان است که در سوره نوح قرآن کریم مى‌خوانیم:

ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً (نوح: 14) از معانى أطوار تحولات قلب است. خلاصه به عنوان تمثیل دل را دریا بین و حالاتى که بر او طارى مى‌شود جوش و خروش و سکون و آرامش وى و آن جوش و خروش از وزیدن بادهاى شدید و ضعیف است که نفحات گلشن قدس ربوبى است «ألا ان لربّکم فی أیام دهرکم نفحات ألا فتعرّضوا لها» «حدیث نبوی» که به وزیدن آن نسایم نفحات، انسان به جوش و خروش و تضرع و زارى و اضطراب مى‌آید که: بلبلى گل دید کى ماند خمش.

و چون آن بادها ایستاد دریا نیز آرام مى‌شود و در این باره حدیثى است از امام صادق که ان شاء اللّه در موقعش عنوان مى‌شود.

و التعجیل بالمسئول فیه و الإبطاء للقدر المعیّن له عند اللّه. فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالاجابة، و إذا تأخر الوقت إمّا فی الدنیا و إمّا فی الآخرة تأخرت الإجابة: أی المسئول فیه لا الاجابة التی هی لبیک من اللّه فافهم.

تعجیل مسئول فیه (در حصول خواسته) و إبطاء و تأخیر آن، براى قدرى است که عند اللّه براى او معین شده است. یعنى تعجیل در اجابت و تأخیر در آن از جهت قدر معین براى آن مسئول است که وقت تأخیر آن در علم اللّه است و خدا بدان عالم است پس اگر سؤال با وقت موافق شد سریعا به اجابت مى‌رسد و اگر وقت حصول مسئول به تأخیر افتاد، چه در مطالب دنیاوى و چه اخراوى این تأخیر اجابت، تأخیر اجابت مسئول فیه است تا وقت حصولش نه تأخیر اجابت لبیکى عن اللّه تعالى، فافهم.

در جوامع روایى ما از ائمه أطهار (ع) احادیث متعددى است که هیچ کس اللّه نگفت که فی الحال لبیک نشنود که اللّه گفتن عین لبیک شنیدن است و در حقیقت آن چه که از دعا فی الحال عاید مى‌شود یعنى اجابت لبیکى به مراتب شریف‌تر و بهتر است از آن چه که به انتظار آن نشسته است. پس ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ هیچ در استجابت تأخیر ندارد و همان طور که حرکات و أطوار ظاهرى حکایت از حالات باطنى ما مى‌کند و از سرّ اکثر آن بى‌خبریم و در بیان آن عاجز، چنانکه عطیه‌اى از کسى گرفتیم دست بر سر مى‌گذاریم یا بر چشم مى‌نهیم امام صادق (ع) فرمود: عن ابى عبد اللّه (ع) قال: «ما أبرز عبد یده إلى اللّه العزیز الجبار إلّا استحیى اللّه عزّ و جلّ أن یردها صفرا حتّى یعجل فیها من فضل رحمته ما یشاء فإذا دعا أحدکم فلا یردّ یده حتّى یمسح على وجهه و رأسه» « اصول کافى، کتاب الدعاء، ج 2، ص 342.» (هیچ بنده‌اى دستش را به سوى خداى عزیز جبار إبراز نکرد مگر اینکه خداى عزّ و جلّ شرم دارد که دستش را تهى برگرداند، تا اینکه در آن از فضل رحمت خود آن چه که خود مى‌خواهد بنهد پس هر گاه یکى از شما دعا کرد دست خود را به کنار نبرد تا بر سر و رویش مسح کند.)


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 168-172

و من هذا الصّنف من یسأل لا للاستعجال و لا للإمکان، و إنّما یسأل امتثالا لأمر اللّه فى قوله تعالى: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ»( س 40- 60). فهو العبد المحض؛ و لیس لهذا الدّاعى همّة متعلّقة فیما سأل فیه من معیّن، و إنّما همّته فى امتثال أوامر سیّده. فاذا اقتضى الحال السّؤال سأل عبودیّة. و إذا اقتضى التّفویض و السّکوت سکت.

و از این گروه، آخرین کس باشد که خواست او نه از جهت استعجال باشد، [چنانکه طایفه اوّل بودند از خواهندگان‏] و نه از جهت امکان باشد [چنانکه‏ طایفه دوم بودند از خواهندگان‏] بلکه خواست او، و سؤال و دعا و عرض حال او به حضرت ذو الجلال، از جهت عبودیّت و امتثال فرمان باشد؛ که این بنده دانست که: حق- عزّ اسمه- امر فرمود عموم خلایق را به آنکه: «مرا بخوانید و از من بخواهید که من اجابت ‏کننده دعاام؛ و وهّاب بسیارعطاام. «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ»( س 40- 60).

پس از جهت آنکه تا امر آمر حقیقى را:

کمرى بر میانِ جان بندد پس زبان را به خواست بگشاید

جان، کمروار بر میان بندد تا رخِ امتثال بنماید


این چنین بنده خواهنده، بنده محض تمام در بندگى باشد، که فارغ از حظوظ خود است؛ و به حضور خود دایما مى‏داند که: بحسب استعداد او، از حق تعالى به وى، چه فایض گردد؟ و در آنچه مى‏طلبد در دعا، از معیّن و نامعیّن، او را همّتى متعلّق، و زبانى متملّق نباشد. اگر حال، تقاضاى سؤال مى‏کند به زبان مى‏‌خواند، و مى‌‏خواهد. و اگر حال، تقاضاى تفویض مى‌‏کند و سکوت، کار به حق مى‏‌گذارد؛ و خاموش مى‏‌شود. و حقّا که هرچند بنده به حق عارف‌‏تر، و در مقام توحید کامل‏‌تر، احوال وى در دعا و تفویض و سکوت بود. چرا که: وى را از اغراض دنیویّه و اطماع اخرویّه نمانده است. و نظر او دایما با حق باشد در مقام وحدت؛ و در مظاهر کثیره جمعا و تفصیلا. و از اینجا گفت آن که گفت: المراد لدى المرید ترک المراد و الاختیار عند الأخیار ترک الاختیار.

فقد ابتلى أیّوب علیه السّلام و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللّه [تعالى‏] به، ثمّ اقتضى لهم الحال فى زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فسألوا فرفعه اللّه عنهم.

بیان واردات خواطر دعاکنندگان و اختلافات حالات خواهندگان مى‏‌کند و مى‏‌گوید که: از جمله آنان که دعا بحسب تقاضاى حال کردند، و ترک آن هم بموجب دواعى احوال کردند، ایوب‏ پیغمبر بود علیه السّلام و امثال وى از کاملان؛ که مبتلا به بلا شده‌‏اند. و حال ایشان مقتضى آن نبود که از حق تعالى دفع آن بلا و رفع آن ابتلا طلبند. بلکه تسلیم بلا بوده‌‏اند. چنانکه منقول است که:

کرم در وجود مبارک‏ ایوب‏ علیه السّلام افتاده بود. و اگر کرمى از وجود وى بر زمین افتادى، آن را برداشتى، و باز جایگاه مجروح خود نهادى. و وقتى دیگر حال، تقاضاى آن کرد که از حضرت حق درخواست کند؛ تا آن بلا از وى دفع کند؛ و آن مرض از وى بردارد؛ گفت: «ربّ‏ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ»( س 21- 83). زبان بگشاد؛ و به اسم أرحم الراحمین او را بخواند؛ تا دعاى وى اجابت فرمود، و همچنین بسى از اولیاء که مبتلا به بلا بوده‌‏اند و تا وقت ایشان و حالى که در آن بودند، مقتضى دعا نگشت، زبان به دعا نگشودند. بیت:

درد پنهان به تو گویم که خداوند کریمى‏ یا نگویم که تو خود واقف اسرار ضمیرى‏


حکایت حال این دو طایفه است.

و التّعجیل بالمسئول فیه و الإبطاء، للقدر المعیّن له عند اللّه. و إذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة.

قوله: «و التعجیل» مرفوع است به ابتدائیّت. و قوله: «للقدر المعیّن» مرفوع المحلّ به خبریّت وى. و این کلام جواب است از سؤالى مقدّر؛ گویا که سائلى پرسیده که: چون بنده خواهنده، حاجتى خواست از خداوند دهنده، چگونه است؟

و حکمت چیست؟ که آن حاجت و مطلوب وى، بعضى چنان مى‏افتد که زود محصّل مى‌‏گردد؟ و بعضى، خود در دنیا محصّل نمى‏‌شود؟ و بعضى در بر آمدن آن تأخیرى مى‌‏افتد، و معجّل نمى‏‌شود؟.

جواب گفته که: این امر، مربوط به امرى دیگر است.

و این سرّ مقدّر متعلّق قدر است‏ بیرون ز کفایت تو کارى دگر است‏


و آن چنان است که: برآمد هر کارى و حاصل گشتن هر مرادى در علم اللّه وقتى معیّن و زمانى مبیّن دارد؛ که تا آن وقت مقدّر نرسد، طالب به مطلوب، و سائل به مسئول، نرسد؛ پس اگر مطلوب طالبى و مراد سائلى بزودى برآید، بدان که:

طلبش موافق آن وقت مقدّر معیّن بوده است. و اگر در آن تأخیر افتد، موقوف آن وقت است.

فرشته‌‏اى است بر این بام لاجورد اندود که پیش آرزوى سائلان‏ کند دیوار


و این فرشته عبارت از «وقت نیامده» است.

و إذا تأخّر الوقت إمّا فی الدّنیا و إمّا فى الآخرة، تأخّرت الإجابة: اى المسئول فیه لا الإجابة الّتی هى لبّیک من اللّه فافهم‏.

و آن حاجتى که در برآمدن آن تأخیر است، یا دنیوى باشد، یا اخروى اگر دنیوى است؛ هرآینه آن خواهنده از دنیا نرود، تا آن مراد وى، به وى رسد هر چند در آن تأخیر باشد.

و اگر اخروى است: از مغفرت و درجات و جنّات و انوار و معارف و حقایق، پس آنچه حصول آن در حیات دنیویّه ممکن بود، خود در دنیا به آن عطیّه مشرّف گردد، به وقت معیّن مقدّر.

و اگر اخروى محض است، در آخرت به آن برسد.

پس‏ حاصل کلام‏، این باشد که: در اجابت دعا که آن لبیک من اللّه است تأخیر نیست. و این فرق دانستنى است که: اجابت دیگر است؛ و حاصل شدن مطلوب، دیگر. و تحقیق این معنى از این حدیث باید کرد که: رسول- صلعم- فرموده است که: «چون بنده خواهنده، دست به دعا بردارد؛ و زبان به طلب بگشاید؛ و در دعا گوید: «یا ربّ.»، حق- عزّ و علا- بى‏تأخیرى مى‏‌فرماید که:

«لبیک یا عبدى».

و معنى «لبّیک از حق»، اجابت کردن است؛ و دادن عطاء. لیکن ظاهر شدن آن، موقوف وقت است، و زمان ظهور؛ و تا حق- جلّ جلاله- را خواست آن نبوده باشد که چیزى به بنده دهد، در دل وى داعیه طلب آن پیدا نکند.

و این جمله که گفته شد، مفهوم این لفظ است که: شیخ- قدّس سره- فرموده: «لا الإجابة الّتى هى لبّیک من اللّه فافهم». و نصّ‏ «أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ»( س 2- 186)  عبارت از «لبّیک من اللّه». و شاید که چنین گوییم که: اجابت‏ دو نوع است:

یکى: لبّیک من اللّه. و آن در مقابل گفتن «یا ربّ» بود.

و یکى برآمدن حاجت؛ که در عرف «اجابت» آن را گویند.

اوّل، واجب الوقوع است به مقتضاى حدیث مذکور؛ و فایده آن دهد که:

برآمد مراد عاجلا و آجلا مصدّق او شود.

و ثانى ممکن الوقوع است، اگر مجیب به لبّیک، مصلحت بنده در آن داند؛ و بیند؛ و الّا ممتنع الوقوع است و عین اجابت است؛ که در رسانیدن آن به وى عین مضرّت است مر بنده را و بنده نمى‌‏داند.

خوش باش گرت نیست که بى‏مصلحتى نیست‏ زیرا که تو در مصلحت خویش ندانى‏


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 173-175

و من هذا الصّنف من یسأل لا للاستعجال و لا للإمکان، و إنّما یسأل امتثالا لأمر اللّه تعالى فى قوله: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ»، فهو العبد المحض.

و بعضى از صنف سائلان از آن قبیل است که به حضور دائمى عارف استعداد خویش است و مطلع بر آنچه فایض مى‏گردد از تجلیّات حق بر وى به حسب استعداد او لاجرم طلب او نه از براى استعجال است و نه از براى تصوّر امکان حصول مطلوب به شرط سؤال؛ بلکه براى اتصال امر حضرت ذو الجلال است که مى‏فرماید: «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ»، پس بنده محض و عبد تام در عبودیت اوست که صرف همت بر نیل مطلوب نمى‏‌کند؛ بلکه سؤال لفظى او از براى امتثال امر سیّد خویش است پس مى‏‌گوید. بیت:

چون طمع خواهد ز من سلطان دین‏ خاک بر فرق قناعت بعد ازین‏

او گدائى خواست شاهى چون کنم‏ او مذلت خواست عزّت کى تنم‏


و لیس لهذا الدّاعى همّة متعلّقة فى ما یسأل فیه من معیّن أو غیر معیّن، و إنّما همّته فى امتثال أوامر سیّده.

یعنى همت این داعى نه متعلق به مصادفت حاجات و حصول مقاصد و مرادات است؛ بلکه همت او مصروف به امتثال اوامر حضرت رفیع الدّرجات است، بیت:

مرادش مراد نگارست و بس‏          مر او را غم عشق یارست و بس‏

رضا داده بر قهر و بر لطف یار مر او را به فردوس و دوزخ چه کار


چه او مبرّاست از طلب غیر حق، و معرّاست از مشاهده غیر جمال مطلق.

نه او را میل مطالب دنیاویّه، نه رغبت مآرب اخراویّه؛

بل نظره على الحقّ جمعا فى مقام وحدته و تفصیلا فى مظاهره،

لاجرم گوید: بیت‏

دل من غیر او نمى‌‏داند چون همه اوست خود کرا داند


فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودیّة، و إذا اقتضى التّفویض و السّکوت سکت.

پس اگر حال مقتضى سؤال باشد سؤال لفظى از روى عبودیت و امتثال به تقدیم رساند، و اگر حال اقتضاى تسلیم و سکوت کند ساکت شود و گوید بیت:

در بحر صفات پاک‏(صفات ذات- خ) بى‏‌چون و چرا کشتى صفتم فتاده نى دست و نه پا

ملّاح ارادت است بر من حاکم‏                                 گر وقفه و گر سیر کنم در دریا


فقد ابتلى أیّوب‏ و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به، ثمّ اقتضى لهم الحال‏ فى زمان آخر أن یسألوا رفع ذلک فسألوا فرفعه اللّه عنهم.

ایوب در حالت ابتلا، و غیر او نیز در شداید محنت و بلا، مادام که حال ایشان مقتضى رفع بلا نبود طریق مصابرت پیش گرفتند و رفع این بلا از خدا نخواستند؛ و چون حال مقتضى سؤال گشت و ارادت دوست باعث تضرّع و ابتهال شد فریاد برآورد که: نادى‏ رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ‏ بیت:

نالم ایرا ناله‏ ها خوش آیدش‏ از دو عالم ناله و غم بایدش‏


و التّعجیل بالمسئول فیه و الإبطاء للقدر المعیّن له عند اللّه.

یعنى تعجیل در رسانیدن مطلوب و ابطاء در اعطاى مرغوب به واسطه آنست که حق سبحانه و تعالى هر امرى را مقدّر به وقتى ساخته و موقت به زمانى گردانیده.

فإذا وافق السّؤال الوقت أسرع بالإجابة و إذا تأخّر الوقت إمّا فى الدّنیا و إمّا فى الآخرة تأخّرت الإجابة، أی الإجابة لا الإجابة التى هى لبّیک من اللّه فافهم‏ هذا.

پس اگر سؤال موافق وقت باشد سرعت اجابت به حصول پیوندد و مسئول فى الحال دست دهد؛ و اگر وقت حصول مسئول نرسیده باشد چون مطالب دنیاویّه که گاه اجابت آن متأخر مى‏‌گردد یا چون مقاصد اخراویّه یعنى حصول مسئول با وصول وقت مقدر گردد، نه اجابت که به معنى لبیک گفتن حق است که به سمت تأخّر موسوم نیست چه در حدیث صحیح آمده است که:

«إنّ العبد إذا دعا ربّه یقول اللّه تعالى لبیک یا عبدى فى الحال من غیر تأخّر عن وقت الدّعاء»

و معنى لبیک از حضرت حق اجابت مسئول است فى الحال؛ و لیکن ظهور آن موقوف است به وقت مقدّر، بلکه حق سبحانه و تعالى القا نمى‏‌کند دعا و طلب را در دل بنده مگر از براى اجابت؛ و به سرّ او پیوسته این ندا در مى‏‌رساند که نظم:

نى که آن اللّه تو لبیک ماست‏          و آن نیاز و درد و سوزت پیک ماست‏

نى ترا در کار من آورده‏ام‏                  نى که من مشغول ذکرت کرده‏ام‏

حیله‌‏ها و چاره‏‌جوئى‌‏هاى تو                  جذب ما بود و گشاد آن پاى تو

ترس و عشق تو کمند لطف ماست‏  زیر هر یا رب تو لبّیک‌هاست‏

جان جاهل زین دعا جز دور نیست‏ زانکه یا رب گفتنش دستور نیست‏

بر دهان و بر دلش قفل است و بند تا ننالد با خدا وقت گزند


پس بر مقتضى‏ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ*، طلب هر طالب مشابه نیل مطلوب است و به حکم‏ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ‏، عشق هر محبّ نتیجه عشق محبوب. بیت:

اگر کسیت بگوید که خواست فایده نیست‏ بگو که خواست ازو خاست چون بود بیکار

اگر نخواست مرا پس چرام خواهان کرد که زرد کرد رخم را فراق آن رخسار


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 530

و من هذا الصّنف [ (شرح: أی الّذین لا یعلمون حال السّؤال استعدادهم و لا علم الحقّ فیهم)] من یسأل لا للاستعجال‏ و لا للإمکان، و إنّما یسأل امتثالا لأمر اللّه فی قوله- تعالى- «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». فهو العبد المحض؛ و لیس لهذا الدّاعى همّة متعلّقة فیما سأل فیه من معیّن او غیر معیّن، و إنّما همّته فی امتثال اوامر سیّده. فإذا اقتضى الحال سأل عبودیّة، و إذا اقتضى التّفویض و السّکوت سکت. فقد ابتلى أیّوب- علیه السّلام- و غیره و ما سألوا رفع ما ابتلاهم اللّه- تعالى- به. ثمّ اقتضى لهم الحال فی الزّمان الآخر أن یسألوا رفع ذلک، فسألوه فرفع اللّه عنهم. و التّعجیل بالمسؤول فیه و الإبطاء للقدر المعیّن له عند اللّه. فإذا وافق السّؤال الوقت أسرع بالإجابة.

شرح این جمله ظاهر است.

و إذا تأخّر الوقت إمّا فی الدّنیا و إمّا فی الآخرة تأخّرت الإجابة أی المسؤول فیه لا الإجابة الّتی هی لبّیک من اللّه، فافهم هذا.

شرح یعنى اجابت بر دو نوعست: یکى «لبّیک من اللّه» در مقابل گفتن «یا ربّ» بود؛ و یکى بر آمدن حاجت، که در عرف اجابت آن را گویند. اول واجب الوقوع است، به حکم حدیث، و ثانى ممکن الوقوع؛ اگر مجیب مصلحت بنده در آن بیند، و إلّا ممتنع الوقوع است به حسب تأخّر وقت، و آن هم عین اجابت است که در رسیدن آن عین مضرّت بنده است، و او نمى‌‏داند.