الفقرة السابعة:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر .)
قال الشیخ رضی الله عنه : "فهم قد هیئوا محلهم لقبول ما یرد منه و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم. "ومن هؤلاء من یعلم أن علم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم الله به من أین حصل. وما ثم صنف من أهل الله أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سر القدر"
(فهم قد هیئوا محلهم) الذی هو ذاتهم (لقبول ما یرد) علیهم (منه) تعالى فیحل فیها مما قضاه علیهم وقدره (وقد غابوا عن) شهود (نفوسهم) فی شهود ربهم عز وجل (و) عن طلب (أغراضهم) فی تنفیذ إرادة ربهم تعالى فیهم فلم یتفرغوا للسؤال منه تعالى فلم یسألوا.
(ومن هؤلاء) الطائفة أهل التفویض والتسلیم والاعتصام بالله تعالى (من یعلم) بتعلیم الله تعالى له (أن علم الله) تعالى (به فی جمیع أحواله) التی هو متقلب فیها من حین کان نطفة إلى أن یخرج من الدنیا مثلا (هو)، أی فی ذلک العلم بعینه (ما)، أی الذی (کان)، أی وجد (علیه) من الأحوال المترتبة (فی حال ثبوت).
أی استحضار (عینه)، أی ذاته مع جمیع أحواله فی حضرة الله تعالى القدیم (قبل وجودها)، أی ظهور تلک العین من علم الله إلى هذا الکون الحادث، فکلما شعر بحالة من أحواله وجدت فیه علم إنما هی التی یعلمها الله تعالى منه فی الأزل أخرجها له الآن بقدرته .
ورتبتها إرادته تعالى على حسب ما هی مترتبة فی حضرة علم الله تعالى، فهو مطمئن الذاته ولجمیع أحوالها على حسب ما کشف عنها سبحانه وتعالى بعلمه من الأزل، ثم قدرته فوجدت على ذلک المنوال السابق لا زادت علیه ولا نقصت .
(ویعلم من ذلک أن الحق) تعالى (لا یعطیه) شیئا ما مطلقة (إلا ما أعطاه)، أی أعطى الحق تعالی (عینه)، أی عین ذلک العبد (من) بیان لما (العلم به)، أی بذلک العبد (وهو)، أی العلم بذلک العبد (ما کان علیه) ذلک العبد (فی حال ثبوته)، أی استحضار العالم به فقط قبل وجوده فی ذاته .
فقد أعطى الله تعالى بعینه الثابتة فی الاستحضار قبل وجودها ما علمه الله تعالى منه، ثم إن الله تعالى أعطاه ما أخذ منه بعلمه سبحانه لا زاده ولا نقصه.
فیعلم هذا العبد حینئذ (علم الله) تعالى (به) الذی هو أصل لتعلق الإرادة والقدرة الأزلیتین بإیجاده حتى وجد على هذا الترتیب الذی هو فیه (من أین حصل الله تعالى) ذلک العلم فی الأزل بذلک العبد وبأحواله حصولا رتبیا تقتضیه رتبة العلم لا حصولا حدوثیا ترتیبیا إذ هو محال.
واعلم أن الثبوت غیر الوجود کما أن النفی غیر العدم، فالثبوت والنفی متناقضان کالوجود والعدم.
أما الثبوت: فهو عبارة عن إمکان الشیء وقابلیته للوجود وطلبه لذلک طلبا استعدادیا، وجمیع ما أوجد وهو موجود وسیوجد من الکائنات کانت ثابتة "فی علم الله" قبل وجودها فی هذا العالم الحادث من غیر وجود لها.
ومعنی ثبوتها أنها ممکنة للوجود قابلة له طالبة له طلبا استعدادیا، وهذا الثبوت الذی لها قبل وجودها ثبوت أزلی لیس بجعل جاعل، لأنه عدم صرف لا وجود فیه، والعدم لیس بجعل جاعل.
وسیأتی من الشیخ قدس الله سره قریبا بیان ما فی هذه الکائنات الثابتة قبل وجودها، ثم إن الله تعالى بعلمه القدیم کشف عن هذه الکائنات الثابتة فی إمکانها وقابلیتها للوجود وطلبها له باستعدادها کشفة لیس متأخرة عنها ولا هی متقدمة علیه.
بل تسمیته بالعلم فی لسان الشرع یقتضی هذا التأخر عنها من حیث الرتبة التی هو فیها من کونه مسمی علما لا من حیث هو قدیم، إذ لو تأخر القدیم لکان حادثة وهو محال.
ولهذا لما عرفوا العلم الإلهی قالوا : هو صفة تکشف لمن قامت به عن المعلوم کشفا حقیقیا لا یحتمل النقیض.
وتأخر صفة العالم من حیث الرتبة لا یمنع المقارنة من حیث القدم، فجمیع الکائنات الثابتة قبل وجودها قائمة بالاستحضار الإلهی لها قبل تسمیته لنا علما بها، فتسمیته علما بیان إلهی لنا على السنة الأنبیاء علیهم السلام.
وهو المسمى بالشرع وهو أحکام الله تعالى، والله یحکم لا معقب لحکمه.
ومن جملة أحکامه أن حکم بأن له علما کاشفة من الأزل عن حقائق الکائنات الثابتة قبل وجودها.
وکلام الشیخ قدس الله سره من حیثیة هذا البیان الإلهی المسمى باسم الشرع الذی هو أحکام الله تعالى، حیث ورد فیه أن الله موصوف بصفة العلم لکل شیء المقتضی ذلک تأخر هذه الصفة عما تعلقت به، وتقدم ما تعلقت به علیها وهو التنزل الإلهی .
وأما من حیث ما الأمر علیه فی نفسه فلا یعلم الله إلا الله، ولولا الإذن من الله بالتکلم على ذلک من هذه الحیثیة مما وصف الله تعالى نفسه بصفة العلم فی لسان الشرع لا سیما وقد قال رسول الله علیه السلام :"من یرد الله به خیرا یفقهه فی الدین".
أی یفهمه فیه والدین هو الشرع الذی شرعه الله تعالى لعباده، أی بینه لهم على حسبهم لا على حسبه هو فی ذاته .
ثم حیث تقرر أن صفة العلم تقتضی التأخر عن المعلوم لأنها تابعة له حیث کانت کاشفة عنه لا مؤثرة فیه، کانت جمیع الکائنات الثابتة قبل وجودها معطیة الله تعالى علمه تعالى بها على الترتیب والإجمال والتفصیل.
ثم إن إرادة الله تعالی القدیمة تعلقت بتخصیص جمیع ما علمه الله تعالى على منوال ما علمه من غیر تأخر عن العلم أیضا تأخرا زمانیا بل تأخر تقتضیه رتبة الإرادة، إذ لا إرادة لغیر معلوم فهو تعالی علم فأراد، ثم إن قدرة الله تعالى القدیمة تعلقت بإیجاد ما أراده تعالى من غیر
تأخر عن الإرادة أیضا، ولکن البیان الإلهی اقتضى هذا الترتیب فجرى حکم الفقه فی الدین على هذا البیان.
فکما أن الکائنات الثابتة قبل وجودها أعطت الحق تعالی علمه بها أعطاها هو تعالی أیضا جمیع ما علمه منها، فأوجدها على منوال ما أخذ منها من الذوات والأحوال.
فوجدت فی عینها بقدرته تعالى وتخصصت بما هی فیه من الأحوال بإرادته، وکانت ثابتة قبل وجودها مکشوفا عنها بعلمه تعالی، فهذا الفرق بین الثبوت والوجود.
فالنفی نقیض الثبوت، وهو عبارة عن عدم إمکان الشیء وعدم قابلیته للوجود وهو المستحیل.
وعن عدم طلبه للوجود طلبا استعدادیا وهو الممکن القابل للوجود من غیر مانع عن ذلک، إلا أنه لم یستعد للوجود فلم یطلب الوجود استعداده ، کالشمس الثانیة والثالثة والقمر الثانی والثالث ونحو ذلک من الممکنات الغیر الطالبة اللوجود باستعدادها، والعدم نقیض الوجود وهو شامل للثبوت و للنفی بنوعیه المستحیل والممکن.
(وما ثم)، أی هناک بین أهل الله تعالى (صنف من أهل الله) تعالى العارفین به أعلى مرتبة (وأکشف) بصیرة (من هذا الصنف) الذین یعلمون أن علم الله تعالى بهم هو ما هم علیه فی حال ثبوت أعیانهم قبل خروجها إلى هذا الوجود.
فقد أعطوا الله تعالى علمه بهم، فهو یعطیهم ما أخذه منهم من غیر زیادة ولا نقصان.
(فهم الواقفون)، أی المطلعون (على سر القدر) الإلهی والقضاء الأزلی، فإن الله تعالى ما قدر وقضى على أحد إلا ما علمه منه من خیر أو شر.
وما علم منه إلا ما هو علیه فی حال ثبوته قبل وجوده، ولهذا ورد عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه فی زمن خلافته أنه قال لسارق ما حملک على ما فعلت؟
قال : حملنی قضاء الله وقدره
فقال له : کذبت ثم أمر بحده
ثم عذره لکذبه على الله تعالى فی قوله: إن قضاء الله تعالى وقدره حمله على السرقة.
وبیان ذلک أن القضاء والقدر على منوال ما فی علم الله تعالى من ذلک السارق وعلم الله تعالى کاشف عن ذات ذلک السارق.
وجمیع أحواله فی عالم الثبوت قبل الوجود، فلم یحمل القضاء والقدر ولا العلم القدیم ذلک السارق على فعل السرقة.
بل ذلک السارق هکذا فی حال ثبوت عینه المکشوف عنها بعلم الله تعالی قبل وجودها.
ولابن کمال باشا زاده رحمه الله تعالى رسالة فی تحقیق معنى القضاء والقدر بناهما على مسألة أن العلم تابع للمعلوم، وبسط الکلام على ذلک، وقد تکلمنا على هذه المسألة بما یشفی العلیل ویبرد الغلیل فی کتابنا «المطالب الوفیة»
ولنا على مسألة تبعیة العلم للمعلوم کلام آخر فی کتابنا «الفتح الربانی».
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی :
(فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر.)
قال رضی الله عنه : (فهم قد هیئوا محلهم) أی اشتغلوا بتطهیر قلوبهم عن التعلقات بالأمور الدینیة (لقبول ما برد منه) حتى یبقى الوارد على ما کان علیه من الطهارة (وقد غابوا) بذلک عن (نفوسهم وأغراضهم) .
فکیف عن السؤال والطلب ولا سبیل علیهم حکومة الحال وهم صنف واحد ینقسم إلى صنفین واقفین على سر القدر .
وهو ما سیذکره المصنف وغیر الواقفین علیه ولم یذکره المصنف لوضوحه غایة الإیضاح ببیان الواقفین .
وتقسیمه إلى قسمین و ما منع کلا منهم عن السؤال إلا علمهم الخاص بهم لکنهم لما اتحدوا فی حد المنع الکلی .
وهو العلم بالقضاء السابق علیهم وکان بعضهم فوق بعض درجات من العلم لم یفرد بالمنع واقتصر على بیان مراتبهم فی رتبة العلم بالله فقال : (ومن هؤلاء) أی من العلماء بالقضاء السابق علیهم أو من الصنف الذی منعهم علمهم هذا عن السؤال أر من عباد الله الذین من هذا الصنف (من) أی العبد الذی (یعلم أن علم الله به) .
أی بذلک العبد (فی جمیع أحواله) ظرف للعلم أی فی إضافة جمیع الأحوال اللازمة لوجوده الخارجی (هو ما) أی علم الله بوجوده فی اتصافه بجمیع أحواله هو العلم الذی کان ذلک العبد (علیه) أی على ذلک العلم.
قال رضی الله عنه : (فی حال ثبوت عینه قبل وجودها) أی قبل وجود العین أو قبل وجود الأحوال (ویعلم أن الحق لا یعطیه) أی العبد من الواردات (إلا ما أعطاه عینه) أی أعطى عین العبد الحق (من العلم به) أی بالعبد .
(وهو ما) أی الذی أعطاه العبد (کان) العبد (علیه) أی على ذلک العلم (فی حال ثبوته) قبل وجوده.
(فیعلم علم الله به من أین حصل) أی یعلم أن علم الله به سواء کان بعد الوجود أو قبله یحمل للحق من العبد ویعلم أن العلم الذی کان علیه العبد بعد الوجود هو عین العلم الذی کان علیه فی حال ثبوته ووجوده وجمیع أحواله فعلى کل حال العلم تابع لعین العبد (وما ثمة).
أی فی صنف العالمین بالقضاء السابق (صنف من أهل الله أعلى واکشف من هذا الصنف) المعین بالعلم المذکور (فهم واقفون على سر القدر) دون غیرهم فإن غیرهم من أهل الله یعلم القضاء بأنه حکم الله والقدر بأنه تقدیر ذلک الحکم ویعلم أن التقدیر تابع الحکم والحکم تابع للعلم وهذا هو علم القدر والقضاء ولا یعلم أن علم الله تابع لعین العبد وهو سر القدر.
فعلم سر القدر أن یعلم أن علم الله به من أین حصل فلا یلزم من العلم بالقدر والعلم بسر القدر بخلاف سر القدر.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی:
(فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر.)
قوله رضی الله عنه : "ومن هؤلاء من یعلم أن علم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق تعالى لا یعطیه إلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم الله به من أین حصل. وما ثم صنف من أهل الله أعلى وأکشف من هذا الصنف فهم الواقفون على سر القدر."
قلت: یعنی ومن هؤلاء من تحقق أن العالم کان قبل إیجاده أعیانا ثابتة لا موجودة ولا معدومة من العلم الإلهی، مثل تحققه أنه کان فی علم الله لا بد أن یکون إنسانا وأن یجری علیه ومنه وبه أحوال الأناسی لا مطلقا.
بل أن یکون إما فقیها مثلا أو عامیا إما ذا حرفة کالخیاطة أو غیرها وأحواله مفصلة من رزق وغنی أو فقر وعمر وبالجملة جمیع أحواله.
وعینه الثابتة التی هی فی العلم الإلهی بجمیع أحوالها لا یمکن أن تکون فی الوجود إلا على حد ما کانت علیه فی العلم الإلهی.
وقوله: "فیعلم علم الله به من أین حصل".
یعنی به أن علم الله تعالى تابع للمعلومات التی هی الأعیان الثابتة على حد ما هی علیه فحصول العلم بعین من الأعیان إنما حصل من تلک العین المذکورة، فإن العلم لا یعطی المعلوم زیادة فی ذاته ولا فی صفاته ولا فی أفعاله ولا فی أحواله کلها.
فقوله: "من أین حصل"، یعنی إنما حصل من معلومه.
وأما قوله: "فهم الواقفون على سر القدر". فمعناه أن أحوال تلک الأعیان الثابتة لا تتبدل عما علمت علیه فهذا هو سر القدر.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی :
(فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر.)
قال رضی الله عنه : " ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها ، ویعلم أنّ الحق لا یعطیه إلَّا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته ، فیعلم علم الله به من أین حصل ، وما ثمّ صنف من أهل الله أعلى وأکشف من هذا الصنف ، فهم الواقفون على سرّ القدر " .
قال العبد أیّده الله به : ومن العلماء بسابق علم الله وقضائه وقدره بجمیع ما یجری علیهم صنف هم أکشفهم شهودا وأکملهم علما ووجودا بأنّ جمیع أحواله وأفعاله وما یصل إلیه من العطایا والمواهب الإلهیة.
إنّما یکون بحسب ما أعطته عینه الثابتة التی هی عبارة عن صور معلومیّته لله تعالى أزلا قبل وجوده العینی ، وأنّ العلم الإلهی إنّما تعلَّق بالمعلوم بحسب المعلوم .
ولا تأثیر للعلم فی المعلوم بما لیس فیه إذ العلم عبارة عن تعیّن العلم فی نفس العالم على ما هو علیه ، وکشف العالم للمعلوم کشفا إحاطیا یمیّزه عن معلوم آخر بخصوصیاته ، فلیس للحقیقة العلمیة إلَّا الکشف والتمییز على وجه الإحاطة بالمعلوم.
والمعلوم هو یعطی بکونه معلوما صورة تعیّنیة ارتسامیّة فی نفس العالم هی صورة معلومیّته لله تعالى أزلا ، وهی أزلیّة أبدیة قائمة بقیام العلم الذاتی بالذات الدیمومیّة القیّومیّة وعلى هذا لا تحکم المشیّة الإلهیة بقضاء وقدر على موجود إلَّا بموجب ما سبق به العلم الأزلی .
ولم یتعلَّق العلم الأزلی بکل معلوم إلَّا بحسب ما أعطى المعلوم من عینه الثابتة ، فإنّ لکلّ معلوم قدرا تقدّر وتعیّن وتمیّز به فی خصوصیته عن معلوم آخر ، ولم یتعیّن المعلوم فی حضرة العلم الذاتی الإلهی إلَّا بقدره عند الله وقدره الذی یخصّص به .
ومن حصّل هذا الکشف ، علم المأخذ والمعدن الذی لعلم الله بالمعلوم ، فافهم ، فهذا أعلى الکشوف والعلوم والشهود ، وأهله هم الواقفون على سرّ القدر ، جعلنا الله وإیّاک منهم ، إنّه علیم قدیر .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر.)
قال رضی الله عنه : "فهم قد هیأوا محلهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم " ظاهر وهم أهل الرضا المریدون بإرادة الله ، لا یریدون إلا ما أراد الله .
قوله: ( ومن هؤلاء من یعلم أن علم الله تعالى فی جمیع أحواله ، هو ما کان علیه فی حال
ثبوت عینه قبل وجودها ) موقوف على العلم بالأعیان الثابتة .
وهو أن الروح الأول الذی هو أول ما خلق الله تعالى المسمى بلسان أهل الحکمة.
العقل الأول هو أول متعین فی ذات الله وأول مرتبة من مراتب الممکنات متعین بسبب تعین أحدیته تعالى بعلمه بذاته محیط بحقائق الأشیاء کلها .
وهی المسماة بالأعیان الثابتة وهو نوع متشعب إلى أرواح فائتة الحصر ، منها الملائکة المقربون ومنها أرواح الکمل من نوع الإنسان .
وهی حقائق روحانیة متمایزة کل روح منها منتقش بکل ما یجرى علیه من الأزل إلى الأبد ، وهو الصف الأول من صفوف الأرواح الإنسیة ، وهی المسماة بالأعیان ، وأول تجل من تجلیات الحق وهو التجلی الذاتی فی صورة هذا المعلول الأول .
فإن الذات الأحدیة قبل الظهور فی الحضرة الأسمائیة فی عماء کما ذکر فی المقدمة .
وفی هذه الحضرة تتعدد الأسماء وهو یعلم هذا المعلول بذاته أی بعین ذلک المعلول ، کما هو منتقشا بجمیع ما فیه لا بصورة زائدة على ذاته .
وعلمه عین ذاته لیس إلا حضوره لذاته فی صورة هذا المعلول .
فعلمه بالأعیان إنما هو من جملة علمه بذاته ، والأعیان وکل ما فیها من جملة معلوماته ، ومعلوماته عین ذاته من حیث الحقیقة غیر ذاته من حیث تعیناتها .
ولکل عین من الأعیان الإنسانیة صورة نفسانیة مثالیة ینفصل ما فیها من الحقائق العلمیة ، التی هی أحوالها فی هذه الصورة ، إلى جزئیات مقدرة بمقادیر زمانیة یقارن کل منها وقتا معینا من أوقات وجوده قبل وجوده والله من ورائهم محیط فسر القدر هذه الأمور المقدرة المتقارنة لآجالها وحضور الحق تعالى لها فی ذاته علمه بها على ما هی علیها .
وهذا معنى قوله : (ومن هؤلاء )، أی ومن الذین یعلمون أن الله فیهم سابقة قضاء ، من یعلم أن علم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت یتفرق عینه قبل وجودها.
قال رضی الله عنه : ( ویعلم أن الحق لا یعطیه إلا ما أعطاه عینه من العلم به ) وکیف لا وتلک العین هو الکتاب الذی فیه أعماله وأحواله وأرزاقه " لا یُغادِرُ صَغِیرَةً ولا کَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها ".
والروح الکلى المنقسم إلى الأرواح کلها هو أم الکتاب الذی عنده تعالى ، وهو یحکم على کل أحد بما فیه فی عینه من النقش وهو الاستعداد الفطری الأول للعبد ولا یعلم الحق من هذا العبد إلا ما فی عینه .
( وهو ما کان علیه فی حال ثبوته ، فیعلم ) هذا العبد ( علم الله به من أین حصل ).
قوله: ( وما ثم صنف من أهل الله أعلى وأکثف من هذا الصنف ، فهم الواقفون على سر القدر ) ظاهر .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی :
(فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر.)
قال رضی الله عنه : "ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﻫﻴﺌﻮﺍ ﻣﺤﻠﻬﻢ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﻏﺎﺑﻮﺍ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻬﻢ".
ﺃﻱ، ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﺣﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺐ، ﻭﻣﻨﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻋﻦ ﺩﺭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ، ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﺁﺓ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﺠﻠﻮﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﺼﺒﻎ ﺑﺼﺒﻎ ﺍﻟﻤﺤﻞ، ﻓﻴﻔﻴﺪ ﻏﻴﺒﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻬﻢ، ﻓﻴﻔﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺒﻘﻮﺍ ﺑﺒﻘﺎﺋﻪ.
قال رضی الله عنه : "ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺛﺒﻮﺕ ﻋﻴﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ" ﺃﻱ، ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻦ.
قال رضی الله عنه : "ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺘﻪ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺛﺒﻮﺗﻪ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺣﺼﻞ. ﻭﻣﺎ ﺛﻢ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻛﺸﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ، ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭ".
ﻗﻴﻞ: ﺇﻥ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻨﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻓﺎﺋﺘﺔ ﻟﻠﺤﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻜﻤﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰﺓ ﻛﻞ ﺭﻭﺡ ﻣﻨﻬﺎ، ﻣﻨﺘﻘﺶ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ بـ "ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ".
ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﻘﺎﺵ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺣﻘﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻴﻦ ﻣﺘﺼﻔﺔ ﺑﺎﻟﺜﺒﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻓﺎﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻮﺻﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺸﺘﺮﻙ.
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ: ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻭﻟﻬﺎ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ. ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﻢ ﻟﻴﺘﺼﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﺜﺒﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﺃﻭﺟﺪ ﻫﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ.
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﻢ ﺇﺟﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻴﺪﺧﻠﻮﺍ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ، ﻓﻬﻮ ﻣﻈﻬﺮ ﻟﻠﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻈﻬﺮ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ، ﻓﻴﺪﺭﻛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ.
ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ "ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ" ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﻓﻲ "ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻳﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﺬﺍﺕ، ﻓﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻧﺴﺒﺔ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻫﻮ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺣﺎﻝ ﺛﺒﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ.
ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻫﻮ "ﻣﻨﻪ" ﻭ "ﻋﻠﻴﻪ" ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻌﻴﻨﻪ، ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺷﻴﺌﺎ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻄﺢ: "ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻣﻔﺼﻼ".
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر .)
قال رضی الله عنه : "فهم قد هیئوا محلهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم.
ومن هؤلاء من یعلم أن علم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إلا ما أعطاه عینه من العلم به و هو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم الله به من أین حصل.
وما ثم صنف من أهل الله أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سر القدر ".
قال رضی الله عنه : (فهم هیئوا محلهم لقبول ما یرد منه) أی: من الله الجواد العلام المحبوب (وقد غابوا عن نفوسهم، وأغراضهم) الداعیة إلى السؤال فی المعین وغیره، ولغنائهم لیس لهم سؤال العبودیة وهؤلاء، وإن عز شأنهم فلا اطلاع لهم على سر القدر لا إجمالا ولا تفصیلا.
ثم أشار إلى من له ذلک فقال: (ومن هؤلاء) أی: الممتنعین عن السؤال؛ لعلمهم بأن الله فیهم سابقة قضاء (من یعلم أن علم الله به) الموجب لعطائه (فی جمیع أحواله) المتجددة علیه ذکر ذلک لیشیر إلى أن اختلاف العطایا منوط باختلاف الأحوال، وهو إنما یطلب عطاء متجددا مخالفا لما تقدم .
(هو) مقتضى (ما کان) الشخص (علیه فی حال ثبوت عینه) فی العلم الإلهی، ولما کان عرف المتکلمین أن الثبوت: هو الوجود ربما أوهم أن المراد ذلک رفعه بقوله: (قبل وجودها) وذلک لأن الثبوت المذکور أزلی، والوجود لها
حادث، والمقصود بیان أن تجدد الأقوال الوجودیة علیه من مقتضیات عینه الثابتة قبل وجودها فلا یتغیر عن ذلک.
ومن هنا (یعلم أن الحق لا یعطیه) شیئا سواء سأله باللفظ، أو الحال، أو لم یسأل (إلا ما أعطته) أی: الحق (عینه من العلم به) أی: بما تقتضیه عینه، وهو لا یقبل التغیر لکونه أزلیا، إذ (هو ما کان علیه فی حال ثبوته) فی العلم الإلهی الأزلی الذی لا یکون محلا للحوادث.
(فیعلم) هذا العبد أن علم الله به، وإن کان أزلا؛ فهو (من أین حصل) لیس المراد: أنه انفعل عن عینه، بل إنه لما کانت معرفة الشیء على ما هو علیه، وکأنه أخذ منه فیترک السؤال من علمه أنه لا بد، وأن یصل إلیه مقتضی عینه بکل حال.
وهذا وإن کمل فقد خفی علیه أن عینه قد تقتضی أن یکون عطاؤها بعد سؤال منه بذلک، وأنه قد یطالب بالسؤال عبودیة، ومع هذا (ما ثمة) أی: فی تارکی السؤال (صنف من أهل الله) أشار بذلک إلى أنهم، وإن ترکوا العبودیة بترک السؤال فلا یخرجون بذلک عن کونهم من أهل الله
(أعلى وأکشف من هذا الصنف)، وإن کان فی غیرهم أعلى منهم، وهو ممن یعمل بمقتضى الحال فی السؤال، وترکه أو یسأل للعبودیة (فهم الواقفون) من بینهم (على سر القدر)، وإن کان غیرهم أکثر وقوفا منهم.""سر القدر: توقیت ما علیه الأشیاء فی عینها من غیر مزید من حضرة المقیت؛ فإنه یقدر أوقات الأوقات صوریة ومعنویة.
فما حکم القضاء قدره هذا الاسم تقدیر العزیز الحکیم وهذا هو عین سر القدر.
فهم الواقفون الحاضرون لهذا التوقیت على مقتضى الاستعداد، والمطلعون على أصله وفرعه، ولهذا المقام إجمال وتفصیل، منهم من یعلم ذلک تفصیلا.""
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر .)
قال رضی الله عنه : (فهم قد هیوا محلهم لقبول ما یرد منه، وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم ) لاشتغالهم بما یرد منه واستغراقهم فیه .
قال رضی الله عنه : ( ومن هؤلاء) الساکتین عن السؤال (من یعلم أن علم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه ، قبل وجودها ، ویعلم أن الحق لا یعطیه إلا ما أعطاه عینه من العالم به) لما سبق أن العطاء على وفق الإرادة ، والإرادة تابعة للعلم ، والعلم ما أعطاه العین المعلوم مما یقتضیه ذاته ویعبر عنه السا استعداده ( وهو ما کان علیه فی حال ثبوته ؛ فیعلم ) هذا العبد ( علم الله به من أین حصل ) و أن الکل من عینه ظهر علیه ، أخذ منه فرد إلیه " هذه بضاعتنا ردت إلینا " .
(وما ثم صنف من أهل الله أعلى وأکشف من هذا الصنف فهم الواقفون على سر القدر) المطلعون على مبادئ تفاصیل جزئیات أوضاع العالم ومصادر وقوع أحکامها وأفعالها ، أنه من نفس عینه الثابتة فی حال عدمه ، الکاشفة عن کل أحوالها بمقادیرها وأزمانها ، "لا یغادر صغیرة " من تلک الأوضاع "ولا کبیرة إلا أحصاها" إحصاء تفصیل وإیقان، فالعارف بسر الارتباط المذکور هو الواقف على سر القدر.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر .)
قال رضی الله عنه : "فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم. و من هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، و یعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به و هو ما کان علیه"
قال رضی الله عنه : (فهم قد هیئوا محلهم) بتطهیره عن درن التعلقات الفانیة أو تحلیته عن الانتقاش بالصور الکونیة وتفریغه عن شواغل السؤال والدعاء (لقبول ما یرد علیه).
أی على ذلک المحل من الواردات والتجلیات والحال أنهم (قد غابوا عن) حظوظ (نفوسهم وأغراضهم) فی هذه الهیئة بل فعلوها ترقیقة عشقیة تقتضی إعراضهم عن الأعراض النفسیة والتوجه إلیه بالکلیة.
(ومن هؤلاء) الذین منعهم عن السؤال علیهم بسابق قضاء الله وقدره بجمیع ما یجری علیهم (من بعلم) من عباد الله (أن علم الله به فی جمیع أحواله) بل متعلق علمه بالعبد.
(هو ما کان) العبد (علیه) من الأحوال (فی حال ثبوت عینه) فی مرتبة العلم (قبل وجودها).
أی وجود عینه الثابتة فی مرتبة العین وحاصله أن علمه سبحانه تابع لعینه الثابتة التی هی المعلوم.
قال الشیخ رضی الله عنه: (ویعلم) أیضا ذلک العبد (ان الحق لا یعطیه إلا ما أعطاه)، أی إلا مقتضى من أعطاه.
أی الحق سبحانه و ضمیر الموصرف محذوف، أو الضمیر عائد إلى الموصول والمفعول الأول.
أی الحق محذوف (عینه) فاعل أعلاه (من العلم به)، أی بالعبد بیان للموصول (وهو)، أی العلم به بل متعلق ذلک العلم (ما کان) العبد (علیه) من الأحوال
قال رضی الله عنه : " فی حال ثبوته، فیعلم علم الله به من أین حصل.
و ما ثم صنف من أهل الله أعلى و أکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سر القدر."
(فی حال ثبوته) فی مرتبة العلم قبل خروجه إلى العین. (فیعلم) أن (علم الله به) وبأحواله الجاریة علیه إلى الأبد (من أین حصل).
أی من عینه الثابتة وأن کل ما یجری علیه إنما هو بمقتضى عینه الثابتة وطلبها إیاه بلسان الاستعداد والمطلوب بلسان الاستعداد یعطیه الله الجواد المطلق سبحانه لا محالة .
فلا یحتاجون إلى السؤال اللفظی أصلا (وما ثم صنف من أهل الله أعلى) علما (وأکشف) للأمور على ما هی علیه (من هذا الصنف إنهم الواقفون على سر القدر "
أی سر القدر (مجملا ومنهم من یعلمه مفصلا والذی بعلمه مفصلا أعلى) کشفا (وأتم) معرفة من الذی یعلمه مجملا .
(فإنه)، أی الذی یعلمه مفصلا (یعلم ما تعین فی علم الله فیه)، أی فی شأنه من أحوال عینه الثابتة على سبیل التفصیل بخلاف من یعلمه مجملا، وذلک العلم التفصیلی (إما بإعلام الله إیاه)، أی الذی یعلمه مفصلا (بما أعطاه عنه من العلم به) بأن یلقى فی قلبه بواسطة أو بغیر واسطة أن عینه الثابتة تقتضی هذه الأحوال العینیة من غیر أن یطلعه على عینه کشفة.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : (فهم قد هیَّئوا مَحَلّهم لقبول ما یرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم. ومن هؤلاء من یعلم أنّ علم اللَّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، ویعلم أن الحق لا یعطیه إِلا ما أعطاه عینه من العلم به وهو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللَّه به من أین حصل. وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأکشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر. )
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : (و من هؤلاء من یعلم أن یعلم الله به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، و یعلم أن الحق لا یعطیه إلا ما أعطته عینه من العلم به و هو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم الله به من أین حصل، و ما ثمة صنف من أهل الله أعلى و أکشف من هذا الصنف فهم الواقفون على سرّ القدر .)
قال الشارح رحمة الله :
ومن هؤلاء من للتبعیض، و یظهر بالقدرة ما قضی و رفعت الدواوین و جف القلم من یعلم (أنّ علم الله به فی جمیع أحواله) و هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، و هو من أهل الحضور بالعلم و الشعور و تفصیل الأمور مع نوع من الإجمال و یعلم أنّ الحق لا یعطیه إلا ما أعطاه عینه.
أی بالاستعداد الذاتی من العلم به بنفسه، و هو ما کان علیه فی حال ثبوته: أی فی عدمه لا زائدا و لا ناقصا، فإذا علم نفسه و عرفها کما هى هى، فیعلم علم الله به: أی بالعلم بنفسه .
و قد ورد فی الخبر : " و من عرف نفسه فقد عرف ربه"
فیعلم تعلق علم الله به من أین حصل، و هذا غایة العلم بالله و بالنفس .
ذکر الشیخ رضی الله عنه فی کتابه المسمّى بالمشاهد أنه تعالى قال له فی بعض المنازلات :
أنت الأصل و أنا الفرع، انتهى کلامه .
و هو محتمل لوجوه شتى منها أن یعلّمه بنا منا لا منه، وعند أکثر النظار منه لامنا، و الکشف یعطی کما قلنا .
"" أضافة الجامع :
ذکر رضی الله عنه فی الفتوحات فی الباب الثامن وخمسمائة فی معرفة حال قطب کان منزله الله وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ من الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ:
فولایة العبد ربه وولایة الرب عبده فی قوله: "إِنْ تَنْصُرُوا الله یَنْصُرْکُمْ " .
وبین الولایتین فرق دقیق فجعل تعالى نصره جزاء وجعل مرتبة الإنشاء إلیک کما قدمک فی العلم بک على العلم به.
وذلک لتعلم من أین علمک فتعلم علمه بک کیف کان لأنه قال : "ولَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتَّى نَعْلَمَ " وقد ذکرنا فی کتاب المشاهد القدسیة أنه قال لی: "أنت الأصل وأنا الفرع" . على وجوه منها علمه بنا منا لا منه .
فانظر فإن هنا سرا غامضا جدا وهو عند أکثر النظار منه لا منا أوقعهم فی ذلک حدوثنا والکشف یعطی ما ذکرناه وهو الحق الذی لا یسعنا جهله .
ولما سألنی عن هذه اللفظة مفتی الحجاز أبو عبد الله محمد بن أبی الصیف الیمنی نزیل مکة ذکرت له أن علمنا به فرع عن علمنا بنا إذ نحن عین الدلیل یقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم : "من عرف نفسه عرف ربه". کما إن وجودنا فرع عنه ووجوده أصل .
فهو أصل فی وجودنا فرع فی علمنا به .
وهو من مدلول هذه اللفظة فسر بذلک وابتهج رحمه الله وهذا الوجه الآخر من مدلولها أیضا .
وهو أعلى ولکن ما ذکرناه له رحمه الله فی ذلک المجلس لأنه ما یحتمله ولا یقدر أن ینکره .
وما ثم ذلک الایمان القوی عنده ولا العلم ولا النظر السلیم .
فکان یحار فأبرزنا له من الوجوه ما یلائم مزاج عقله وهو صحیح .
فإنه ما ثم وجه إلا وهو صحیح فی الحق ولیس الفضل إلا العثور على ذلک فالله ولی المؤمن والمؤمن ولی الله .
سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم فقیل له من أولیاء الله؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم : "الذین إذا رأوا ذکر الله" .
فذکر وعلم وشهد برؤیتنا إیاهم فجعلهم أولیاء الله کما جاء عن الله أنه "وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا".
فالمؤمن من أعطى الأمان فی الحق أن منه یضیف إلیه ما لا یستحق جلاله أن یوصف به مما ذکر تعالى أن ذلک لیس له بصفة کالذلة والافتقار.
وهذه أرفع الدرجات أن نصف العبد بأنه مؤمن فإن المؤمن أیضا من یعطی الأمان نفوس العالم بإیصال حقوقهم إلیهم فهم فی أمان منه من تعدیه فیها ومتى لم یکن کذا فلیس بمؤمن فالولایة مشترکة بین الله وبین المؤمنین. والله یَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ.أهـ "" فافهم .
و (ما ثم صنف من أهل الله أعلى و اکشف من هذا الصنف) لأنهم أحاطوا بالعلم الإلهی بعلمهم بأنفسهم .
قال تعالى: "ولا یحِیطون بشیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا بما شاء" [ البقرة: 255]، علق الإحاطة بالمشیئة ما شاء الله، کان قد أحاط الله بکل شیء علما.
( و هم الواقفون على سر القدّر) و القدّر توقیت ما علیه الأشیاء فی عینها من غیر مزید من حضرة المقیت فأنه یقدر أوقات الأوقات صوریة و معنویة، فما حکم القضاء قدره هذا الاسم تقدیر العزیز الحکیم و هذا هو عین سر القدر .
فهمّ الواقفون الحاضرون لهذا التوقیت على مقتضى الاستعداد، و المطلعون على أصله و فرعه، و لهذا المقام إجمال و تفصیل، منهم من یعلم ذلک تفصیلا .
"" أضافة الجامع :
یقول الشیخ الأکبر رضی الله عنه : " أهل الحضور ... هم الواقفون على سر القدر" .
ویقول الشیخ الأکبر رضی الله عنه فى الحکم :" التعلق هو افتقارک إلیه لیوقفک على سر القدر وتحکمه فی الخلائق" .
یقول الشیخ الأکبر رضی الله عنه : " سر الإخلاص هو سر القدر الذی أخفى الله علمه عن العالم لا بل عن أکثر العالم ، فمیز الأشیاء بحدودها.
فهذا معنى سر القدر ، فإنه التوقیف عینه ، وبه تمیزت الأشیاء وبه تمیز الخالق من المخلوق والمحدث من القدیم .
یقول الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
" الخضر علیه السلام دخل فی الظلمة الأولى ، ووجد فیها ماء الحیاة وأخرج به علما سویا یستوی فیه الغیب والشهادة .
وذو القرنین دخل فی الظلمة الثانیة ، وأخرج بنور سواه الله تعالى فیه حتى استوى فیه اللیل والنهار .
ودخل خاتم الأولیاء فی الظلمة الأخیرة ، وأخرج بسر القدر الذی صار العلم والنور به علما ونورا فی الخلق ". أهـ ""
فقال رضی الله عنه: مریدا لإظهار مراتبهم (و هم على قسمین) منهم من یعلم ذلک مجملا: أی یعلم سر القدر على الإجمال، و منهم من یعلمه مفصّلا و الذی یعلمه مفصّلا أعلى و أتم من الذی بعلمه مجملا فإنه یعلم: أی بذلک العلمی التفصیلی ما فی علم الله فیه: أی فی نفسه و ذاته .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص83 تا 85
هم قد هیّئوا محلّهم لقبول ما یرد منه و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم.
و این گروه محل را آماده مىکنند براى قبول آن چه که بر اینها وارد مىشود و بتحقیق که از نفوس و اغراضشان غایب شدند.
یعنى به تطهیر محل مشتغلند و آنها را از درن تعلقات به امور فانیه پاک مىکنند تا جانشان طاهر گردد و جلا یابد تا اعیان حقایق به طهارتشان بر دل نشیند و زنگى نگیرد.
و من هؤلاء من یعلم أنّ علم اللّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها، و یعلم أن الحقّ لا یعطیه إلّا ما أعطته عینه من العلم به و هو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللّه به من این حصل.
و از این گروه کسانى هستند که مىدانند علم حق تعالى به این عبد در جمیع احوالش تابع اقتضاى عین ثابت اوست که آن چه عین ثابت عبد تقاضا دارد بر او فایض مىشود و از حق تعالى سؤال لفظى نمىکند (و سؤال لفظى او امتثال ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ است که عبد شکور است)
بر این مبنى است گفتار بعضى از اهل شطح « صفحه 298 جواهر الاسرار شطح به حسب لغت بیرون ریختن است «شطح البحر مائه ای خرج حین ملأ» و بعضى گویند: شطح از روزن خانه بیرون افتادن نور چراغ است و وجه مناسبت خود روشن است مانند این کلمه که سبحانى ما اعظم شأنى از عارف بسطامى و امثال آن که از اکثر مشایخ در حالت غلبه سکر سر زده است چون گفتار جنید «لیس فی جبتی سوى اللّه و نورى گفته «ان اللّه لطف نفسه و سمّاه حقّا و کثفه فسماه خلقا و »» که «الفقیر لا یحتاج الى اللّه تعالى» در جواهر الاسرار گوید: « جواهر الاسرار، ص 347، سر نوزدهم.»
مىگفت در بیابان رند دهل دریده عارف خدا ندارد او نیست آفریده
این است معناى «الصوفی غیر مخلوق»، چه آفریدن صفتى است از صفات تکوینی و در مرتبه افعال أزلی و ابدى و آفریده معدوم است، چه پیش این طایفه غیر از آفریدگار هیچ شیء موجود نیست و نسبت، عین طرفین خود است و کمال عارف آن است که بداند او تعین و اضافتى بیش نیست.
و ما ثمّة صنف من أهل اللّه أعلى و أکشف من هذا الصنف؛ فهم الواقفون على سرّ القدر.
و هیچ صنفى از اهل اللّه از این فرقه مطلع بر سر القدر «أعلى کمالا و أکشف حالا» نیست.
و این مشاهده حاصل نمىشود مگر بعد از فناء تام در حق تعالى و بقاء بعد از فناء تام به بقاء حق تعالى و تجلى حق براى بنده به صفت علمیه تا از راسخین در علم گردد چنانکه حق تعالى فرمود: وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ « مقصود از «بما شاء» تجلی صفت علمى است و غرض از استشهاد به آیه توجه به نکته إِلَّا بِما شاءَ است که تجلى صفت علمیه را از إِلَّا بِما شاءَ استفاده مىکنیم. (» (بقره: 255)
این مرتبه حاصل نمىشود مگر در سفر ثانى از اسفار اربعه که براى اهل اللّه است و آن «سفر فی الحق است بالحق.» اینها هستند که واقف بر سرّ القدرند و اما کسانى که واصل شدند و به خلق رجوع کردند مطلع بر اسرار قدر نمىشوند اگر چه خوارق عاداتى و غرایبى از آنها بروز مىکند که عقلها از ادراک آنها عاجزند. « شرح فصوص قیصرى، صص 102 و 103»
انسان به حکم وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً داراى احوال گوناگون است که به پیش آمد تجلیات اسماء و صفات الهى قبض و بسط و اختلاف اسفار براى اشخاص پیش مىآید چنانکه گفتیم:
از رحمت بىانتهاى خویش دارد وابسته دام بلا اهل و لا را
گاهى ز اشراق رخ مهر آفرینش بر آسمان جان دهد رشک ضیا را
گاهى ز زلف مشکساى دلربایش آشفته خود مىکند احوال ما را
دل در میان إصبعین اوست دائم از قبض و بسطش فهم کن این مدعا را
اللّه قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً اى قوم کیف ف لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً
از این رو مىشود که انسان گاهى در سفرى از اسفار اربعه باشد و گاهى در سفر دیگر و به اختلاف حالات اختلاف اسفار پیش بیاید نه اینکه اسفار در طول زمانى یک دیگر قرار بگیرند مثلا حضرت خاتم الأنبیاء (ص) به حکم إِنَّ لَکَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا (مزمل: 7) و به حکم «لی مع اللّه وقت» و امثال آنها اختلاف أطوار و حالات قلبیه وکشفیه و شهودیه و تصرفات در ماده کونیه و اتصال تام به عوالم الهیه به طور شدت و ضعف دارد. چون با خلق است و جان قوى است که «العارف یخلق بهمته» خوارق عادات از آنها بروز مىکند و معجزات فعلى از آنها صادر مىشود و چون سرمایه گرفتن از عالم اله را به نحو أتم و اکمل داراست هر گاه به اذن اللّه بخواهد به عالم ما وراء طبیعت و به سلسله علل جهان خلق بنگرد که از سرّ القدر عین ثابت هر چیزى آگاه شود مىتواند چنانکه جناب کلینى در کتاب شریف اصول کافى در این باره بابى دارد که «إذ شاءوا ان یعلموا علموا». « اصول کافى، ج 1، کتاب الحجة، ص 201.»
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 177-178
فهم قد هیّئوا محلّهم لقبول ما یرد منه و قد غابوا عن نفوسهم و اغراضهم. پس ما به تطهیر محل، که قابل واردات حقّانى است، مشغول گردیم؛ و باطن را از کدورات تعلّقات فانى و تخیّلات فاسد پاک کنیم؛ تا چون آینه از رنگ زنگ علایق، مجلوّ باشد. اعیان حقایق در وى جمال نماید؛ و صور تجلیّات حقّانى در وى مکشوف و معاین شود. پس این طایفه، از خود و اغراض خود، غایب شدند؛ تا از براى تجلّیات حاضر گردند؛ فانى از خود، و باقى به حق گشتند.
نامى است زمن بر من و باقى همه اوست.
و من هؤلاء من یعلم أنّ علم اللّه به فى جمیع احواله هو ما کان علیه فى حال ثبوت عینه قبل وجودها، و یعلم أنّ الحقّ لا یعطیه إلّا ما اعطاه عینه من العلم به و هو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللّه به من این حصل. و ما ثمّ صنف من اهل اللّه اعلى و اکشف من هذا الصّنف؛ فهم الواقفون على سرّ القدر.
«من» در «و من هؤلاء» تبعیض را است. و ضمیر در «قبل وجودها» عاید است به «عینه»؛ یعنى: «قبل وجود تلک العین». و فاعل «یعلم» ضمیرى عاید به «من» در «من یعلم»؛ که آن به حقیقت «عبد» است. و فاعل «لا یعطیه» «حق» است؛ و مفعول اوّل او، ضمیرى مستتر، عاید به «عبد». و مفعول دوم او ضمیر متصل به وى. و فاعل «ما اعطاه»، «عینه» است. و ضمیر در «إلّا ما اعطاه»
عاید به «حق»؛ یعنى: «إلّا ما اعطى العبد الحقّ». یعنى: «عین العبد من العلم به»؛ که «ما» اشارت به آن است. و مراد از قوله: «من أین حصل» عین ثابته در غیب است. یعنى: «حصل من عینه».
و چون حلّ الفاظ او کرده شد، مفهوم کلامش این باشد که: از این طایفه که گفتیم: علم ایشان به حکم حق در شأن ایشان به سابقه قضا، مانع ایشان شده از سؤال؛ طایفهاى هستند که مىدانند که: علم اللّه به این بنده در جمیع احوال او تابع آن است؛ که عین ثابته بنده بر آن است؛ در حالتى که: عین این بنده در غیب مطلق ثابت بود؛ پیش از آنکه این بنده را به وجود عینى موجود گردانید. و مىداند بنده که: حق تعالى هیچ چیزى به بنده نخواهد داد بحسب وجود خارجى او؛ بلکه آنچه عین ثابته بنده، آن را به حق داده باشد از علم حق [به احوال استعداد] بنده، داد حق تعالى وى را بحسب آن خواهد بود؛ پس چون چنین باشد، این سخن راست آید که: هر چه حق تعالى به بنده دهد بطریق موهبت و عطا، از عین ثابته بنده شده باشد در غیب؛ به معلوم کردن استعداد عین ثابته وى آن چیز را، به آن مقدار معیّن. و چون چنین باشد، بنده عارف به کما هى حال از حق تعالى، هیچ چیز نطلبد؛ که ناجسته، داده خود خواهد یافت؛ و یک معنى از معانى سخن اهل شطح: «الفقیر لا یحتاج الى اللّه» این باشد. و هیچ طایفه از اهل اللّه بزرگ قدرتر و صاحب کشفتر از این طایفه که گفتیم، نیستند. ایشانند که بر سرّ قدر واقف و مطّلعاند. و مشایخ بزرگ- قدس سرّهم- در کلمات خویش آوردهاند که: این مقام سایر را در السفر فی الحقّ بالحق میسّر گردد؛ و آن در «بقاى بعد از فنا» باشد.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 179-181
فهم قد هیّئوا محلّهم لقبول ما یرد منه و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم.
و باعث شد بر تطهیر محلّ تجلّیات و ارادت که قلب است از درن تعلقات به امور فانیّه و بر قطع علائق کونیّه تا آینه قلوب طاهره ایشان مجلّا گردد و اعیان حقائق در وى پیدا آید، و قابل قبول واردات تجلّیات حق شود و وارد غیبى منصبغ به صبغ محل نگردد؛ بلکه باقى باشد بر طهارتش تا ایشان را سبب غیبت از نفوس و إعراض از اغراض، و فنا در حق و بقا به ذات مطلق تواند بود، لاجرم: بیت:
اندیشه را رها کن دل ساده شو تمام چون روى آینه که به نقش و نگار نیست
چون ساده شد ز نقش همه نقشها دروست آن سادهرو ز روى کسى شرمسار نیست
چون روى آهنى ز صفا این هنر بیافت تا روى دل چه یابد کو را غبار نیست
گویم چه یابد او نه بگویم خمش به است تا دلستان نگوید کو رازدار نیست
و من هؤلاء من یعلم أنّ علم اللّه به فى جمیع أحواله هو ما کان علیه فى حال ثبوت عینه قبل وجودها، و یعلم أنّ الحقّ لا یعطیه إلّا ما أعطته عینه من العلم به و هو ما کان علیه فى حال ثبوته، فیعلم علم اللّه به من أین حصل و ما ثمّة صنف من أهل اللّه أعلى و أکشف من هذا الصّنف؛ فهم الواقفون على سرّ القدر.
بدانکه حق تعالى را اسمایى است که آن «مفاتیح غیب» است و آن را لوازم است مسمّى به «اعیان ثابته» و همه این مفاتیح و اعیان در غیب حق و حضرت علمیّه اوست؛ و این همه شئون و اسماء داخل است در تحت اسم باطن، پس چون اراده حق متعلق به ایجاد ایشان شد تا متصف شوند به وجود در ظاهر، چنانکه متّصف بودند به ثبوت در باطن، ایجاد کرد ایشان را به اسماى حسنى و این اعیان است که متعلق مىشود علم حق سبحانه و تعالى به ایشان و ادراک مىکند این اعیان و لوازم و احکامش را بر آنچه هست و بیان این معنى نیز به تقدیم رسیده است که علم در مرتبه احدیت عین ذات است مطلقا، و در واحدیّت که حضرت اسما و صفات نسبتى است مغایر مر ذات را؛ پس موجود نمىشود در علم ازین حیثیت که نسبت است مگر آنچه نفس اعیان اعطاى آن مىکنند، پس تابع باشد مر معلوم را بدین اعتبار.
چون این مقدمه ممهّد گشت شروع به شرح متن کنیم:
حضرت شیخ مىفرماید که طایفهاى ازین صنف که علم ایشان از سؤال منع مىکند آن است که یقین مىدانند که علم حق به بنده در جمیع احوال تابع است مر آن امر را که عین ثابته عبد حالة الثبوت در غیب مطلق بر آن بود پیش از اکتسابى خلقت وجود عینى؛ و به تحقیق درمىیابد که علم حق سبحانه و تعالى به عبد بىشبهه و ریب حاصل است از عین ثابته او در غیب. و چون بنده این معنى را دریافت که آنچه از منافع مرا و را حاصل است و آنچه از مضارّ بدو واصل هم ازوست حتى علم حق نیز تابع عین اوست، هیچ چیز از حق نتواند خواست. و بذوق بشناسد که قبله مخاطبه عالم ربانى کرم اللّه وجهه در این ابیات اوست که شعر:
دواؤک فیک و ما تشعر و داؤک منک و ما تبصر
و تزعم أنّک جسم صغیر و فیک انطوى العالم الأکبر
و أنت الکتاب المبین الّذى بأحرفه یظهر المضمر
بیت:
اى عین تو نسخه کتاب اوّل مشروح در آن صحیفه اسرار ازل
احکام قدر چو بوده در وى مدرج حق کرده به احکام کتاب تو عمل
لاجرم بعضى از اهل شطح ازین مقام گویند: «الفقیر لا یحتاج إلى اللّه تعالى»، و در میان اهل اللّه هیچ صنف اعلى از روى کمال و اکشف از طریق حال، ازین صنف نیست. چه ایشان به حکم:
«موتوا قبل أن تموتوا»
حدید البصر و مکشوف الغطاء عن النّظر؛ و مطّلع بر سر قدراند. و این مشاهده حاصل نمىشود مگر بعد از فناى تام در حق و بقاى کلّى به بقاى ذات مطلق، و بعد از تجلّى حقّ مرا و را به صفت علمیّه تا از زمره راسخین در علم باشد. قال اللّه تعالى: وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ و این اختصاص مر بنده را از حق به حسب عنایت سابقه است و حصول این مرتبه متوجّهان درگاه و مسافران راه را دست نمىدهد مگر در سفر ثانى از اسفار اربعه که عبارت است از سفر در حق به حق، و از اهل نظر این طایفهاند و واقف بر سرّ قدر اما همه آن طایفه که وصول یافتهاند به حق و رجوع کرده به خلق مطلع نیستند بر اسرار قدر، اگرچه خوارق عادات و غرائب حالات از ایشان به ظهور آید که عقل درّاک از ادراک آن به عجز و قصور اعتراف نماید
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 531
فهم قد هیّئوا محلّهم لقبول ما یرد منه و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم. و من هؤلاء من یعلم أنّ علم اللّه به فی جمیع أحواله هو ما کان علیه فی حال ثبوت عینه قبل وجودها و یعلم أنّ الحقّ لا یعطیه إلّا ما أعطاه عینه من العلم به و هو ما کان علیه فی حال ثبوته، فیعلم علم اللّه به من أین حصل. و ما ثمّ صنف من أهل اللّه أعلى و أکشف من هذا الصّنف؛ فهم الواقفون على سرّ القدر.
طایفهاى هستند که مىدانند که علم اللّه به این بنده در جمیع احوال او تابع آنست که عین ثابته بنده بر آن است، در حالتى که عین این بنده در غیب مطلق ثابت بود، و مىدانند که حق هیچ چیز به بنده نخواهد داد، إلّا آن چه عین ثابته بنده آن را به حق داده باشد از علم حق به احوال استعداد بنده. پس داد حق وى را به حسب آن خواهد بود. پس بنده عارف از حق هیچ نطلبد چرا که ناخواسته داد خود خواهد یافت.