الفقرة التاسعة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قال الشیخ رضی الله عنه : "إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه الله على ذلک.
أی أحوال عینه، فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نسب ذاتیة لا صورة لها. فبهذا القدر نقول إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم."
(إلا أنه)، أی الأخذ المذکور (من جهة العبد) محض (عنایة من الله) تعالى (سبقت له)، أی لهذا العبد (هی)، أی تلک العنایة الإلهیة التی أنتجت علم العبد بنفسه وبانتقالات أحواله بطریق الکشف المذکور.
(من جملة أحوال عینه الثابتة)، أی عین ذلک العبد بمعنی ذاته التی کشف الله تعالی عنها بعلمه (یعرفها)، أی یعرف تلک العنایة (صاحب هذا الکشف) أیضا وهو العبد المذکور (إذا أطلعه الله) تعالى (على ذلک)، أی على أحوال عینه، أی ذاته الثابتة من قبل وجودها المکشوف عنها بعلم الله تعالى.
فإن من جملة أحوال عینه التی یطلعه الله تعالى علیها تلک العنایة التی سبقت له المنتجة لعلمه بنفسه وبانتقالات أحواله بطریق الکشف عن ذلک وهو ثابت له قبل وجوده .
قال رضی الله عنه : (فإنه)، أی الشأن وهو بیان لقوله : عنایة من الله سبقت له (لیس فی وسع)، أی قدرة (المخلوق إذا أطلعه الله) تعالى (على أحوال عینه الثابتة) قبل وجودها کما ذکر (التی تقع صورة الوجود) بعد ذلک الثبوت (علیها).
وأما حقیقة الوجود فلیست لها مطلقا بل ذلک مخصوص بالحق تعالى (أن یطلع) ذلک المخلوق قال رضی الله عنه : (فی هذا الحال) المذکورة (على اطلاع الحق) تعالی اطلاع ذوقیا تفصیلیا لا تخییلیا إجمالیا.
(على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها) قبل الوجود فیبقى المخلوق حینئذ لما یطلعه الله تعالى على جمیع أحوال عینه الثابتة قبل أن تقع علیها صورة الوجود على هذا الاطلاع.
الذی هو من جملة أحوال عینه مشتغلا بما أطلعه الله تعالى من ذلک غیر متفرغ للاطلاع على أن الله تعالى مطلع على ذلک کله وإن کان غیر مکذب به بل هو مصدق بکل ذلک بطریق التخیل والإجمال لا الذوق والتفصیل .
(لأنها)، أی لأن تلک الأعیان الثابتة فی عدمها قبل وجودها تعلیل لاطلاع الحق تعالى علیها (نسب) جمع نسبة وهی اعتبار محض لا حقیقة ثابتة فی أمر محقق.
بحیث لو زالت تلک النسبة أو لم تزل فذلک الأمر محقق على ما هو علیه من غیر تغییر، کالقدام والخلف مثلا بالنظر إلى الکعبة .
فإذا استقبلتها بوجهک کانت قدامک، وإذا استدبرتها زالت تلک النسبة وخلفتها نسبة أخرى وهی کونها خلفک.
والکعبة لم تتغیر عما هی علیه بزوال نسبة وطرو نسبة أخرى علیها ونحو ذلک من نسبة الفوق والتحت وما أشبهه.
(ذاتیة)، أی منسوبة تلک النسب إلى ذات الله تعالى على معنى أن ذاته تعالی المطلقة المنزهة عن جمیع القیود والکیفیات والتصورات تظهر بسبب إرادتها للشیء وتوجهها علیه فی صورة ذلک الشیء، من غیر أن تتغیر هی فی نفسها.
فیبقى ذلک الشیء موجودة ما دامت مریدة له متوجهة على إیجاده، فحقیقته نسبة فقط بین ذات الحق تعالى وبین ذلک الشیء المراد لها الذی هو عدم صرف.
ظهرت تلک النسبة من توجه الذات نحو ذلک الشیء الذی لا وجد ولا یوجد ولا هو موجود البتة، فإذا زالت تلک النسبة بقیت ذات الحق تعالى على ما هی علیه من قبل ظهور تلک النسبة.
فلولا ذات الحق تعالى الموجودة وجودا حقیقیا، ولولا ذلک الشیء المعدوم عدم صرفا، الذی أرادته وتوجهت علیه ذات الحق تعالى، ما ظهرت هذه النسبة المسماة باسم الشیء الموجود باسم العالم الحادث ثم باسم السماء والأرض ونحو ذلک.
فهی نسب اعتباریة لا وجود لها حقیقة.
وإنما الوجود الحقیقی لقیومها الذی هو ذات الحق تعالى، وإلى هذا المعنى یشیر الشیخ قدس سره فیما سیأتی من أبیاته بقوله :
فلولاه و لولانا لما …. کان الذی کانا
فالموجود المحقق هو الله تعالى والکائنات کلها عدم صرف.
وهذه المخلوقات الظاهرة کلها نسب وإضافات حقیقتها ذات الحق تعالى بالنسبة إلى تلک الکائنات المعدومة والإضافة إلیها لا مطلقة.
وهذه النسبة والإضافة لم تغیر ذات الله تعالى ولا أعدمت منها ما کان لها ولا أحدثت فیها ما لم یکن لها، کما أن الکعبة فی المثال السابق ما حدث لها وصف بظهور نسبة القدامیة لها باستقبال أحد.
ولازال عنها وصف بزوال نسبة القدامیة عنها باستدبارها، وحدوث نسبة الخلفیة کما أن المرآة لم تتغیر بظهور الصور فیها لا زادت ولا نقصت .
فجمیع ما ظهر فیها نسب عدمیة بین ما قابلها وبینها هی، فلولا وجودها وفروض ما یقابلها ما ظهرت فیها هذه الصور النسبیة التی لا حقیقة لها فی المرآة أبدا، وإنما الموجود المرآة فقط کما سیذکره الشیخ قدس سره قریبا .
(لا صورة لها)، أی بتلک النسب الذاتیة، وإنما صورتها المدرکة لها مجرد نسبة عدمیة بین أمر موجود وهو ذات الحق تعالى وأمر معدوم وهو تلک الصورة المفروضة المقدرة المعدومة، یعنی أن الحق تعالى مطلع على جمیع هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها، لأنها نسب ذاتیة له لا صورة لها فی نفسها، و علمه تعالى بذاته هو علمه بهذه النسب المنسوبة إلى ذاته تعالى.
وذلک لأن ذاته تعالی مطلقة عن الانحصار لعلم أو غیره، والمطلق إذا علم إنما یعلم نسبه الذاتیة وإضافاتها، ویبقى مطلقا على ما هو علیه ولا یصیر محاطا به محصورة البتة وإلا انقلب المطلق مقیدة وهو محال، لأنه یصیر ممکنة بعد وجوبه.
وهذا معنى قول الشیخ قدس الله سره فی کتابه «عقلة المستوفز» إن الله تعالی علم ذاته فعلم العالم، یعنی لزم من علمه بذاته علمه بالعالم، ولیس علمه بذاته شیئا وعلمه بالعالم شیئا آخر.
(فبهذا القدر) الذی هو کشف الله تعالى للعبد عن عینه الثابتة فی حال عدمها وعن انتقالات الأحوال علیها (نقول إن العنایة الإلهیة سبقت) من الله تعالى فی الأزل (لهذا العبد) المذکور (بهذه المساواة) بین علمه وبین علم الله تعالى (فی) مجرد (إفادة العلم) بعینه الثابتة فی حال عدمها وبانتقالات الأحوال علیها حیث کان علم الله تعالى بالکشف أیضا عن عین هذا العبد الثابتة فی حال عدمها وعن انتقالات الأحوال علیها.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قال الشیخ رضی الله عنه: (إلا أنه) أی العلم من جهة العبد عنایة من الله تعالى (سبقت له هی) أی العنایة .
(من جملة أحوال عینه الثابتة یعرفها) أی العنایة (صاحب هذا الکشف إذا) أی وقت (أطلعه الله تعالى على ذلک) أی على أحوال عینه (فإنه) إثبات لقوله : إلا أنه من جهة العبد عنایة أی الشأن (لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله) أی وفت اطلاع الله إیاه (علی أحوال عینه الثابتة) وهی الوجود العلمی (التی یقطع صورة الوجود) أی صورة الوجود الخارجی (علیها) أی على عینه الثابتة
قال رضی الله عنه : (أن یطلع) ذلک المخلوق (فی هذه الحال) أی حال اطلاعه على أحوال عینه المعروضة لوجوده الخارجی (على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها) أی فی حال ثبوتها فی علم الله تعالى قبل وقوع صورة الموجود علیها، یعنی أن یطلع بعین اطلاع الحق.
(لأنها) أی اطلاع الحق تأنیث الضمیر باعتبار وقوع الاطلاع على الأعیان الثابتة لذلک جمع (نسب ذاتیة لا صورة لها) فی الخارج إذ لم یکن موجودة فیه بخلاف العبد فإنه مخلوق على الصورة (فلیس فی وسع المخلوق) على الصورة أن یطلع على ما لا صورة له ویجوز أن یعود إلى الأعیان الثابتة باعتبار کونها فی حال عدمها إلا أن الأنسب حینئذ أن یقول على أن یطلع على هذه الأعیان بدون قوله على اطلاع الحق ولا بد من ذکره إثبات للمساواة فلما لم یطلع العبد على ما لیس فی وسعه قال : (فبهذا القدر) من المساواة : (نقول إن العنایة الإلهیة قد سبقت لهذا العبد بهذه المساواة) مع الحق (فی إفادة) العین الثابتة (العلم) بالحق والعبد
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قوله رضی الله عنه :" إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله تعالی سبقت له من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه الله على ذلک، أی على أحوال عینه، فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطلع فی هذه الحال على اطلاع الحق تعالى على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نسب ذاتیة لا صورة لها. "
فبهذا القدر نقول: إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم
قلت: فی قوة کلامه، رضی الله عنه، هنا قوة جواب عن سؤال مقدر.
تقریره أن یقال: إذا حصل لعبد من العبید علم عینه الثابتة وعلم ما یکون علیه فی حال الوجود والحق تعالى هو یعلم الأعیان الثابتة أیضا مثل هذا العلم بعینه فما الفرق بین علم الله تعالی و بین علم هذا العبد؟
فأجاب: بأن عنایة الله تعالی سابقة لهذا العبد بأن یعلم هذا العلم فهو علم مستفاد، بخلاف علم الله تعالى فإنه ذاتی أزلی أبدی فافترق علم الله تعالی عن علم هذا المکاشف. والعنایة أیضا مستفادة من تلک العین.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قال الشیخ رضی الله عنه: « إلَّا أنّه من جهة العبد عنایة من الله سبقت له ، هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف ، إذا أطلعه الله على ذلک ، أی على أحوال عینه الثابتة ، فإنّه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على ذلک أی على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذا الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها ، لأنّها نسب ذاتیة لا صورة لها ، فبهذا القدر نقول : إنّ العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم " .
قال العبد أیّده الله به : لمّا بیّن رضی الله عنه أنّ هذا العبد الأکشف الأکمل الذی حصل علمه بنفسه وبعینه الثابتة بمنزلة المساواة لعلم الله بعینه الثابتة وأحوالها کذلک ، إنّما حصل عنایة إلهیة بهذا العبد وصدق قدم فی علم قدم ، وهذه العنایة الإلهیة به أیضا من جملة أحوال عینه الثابتة التی اقتضتها بخصوص استعدادها وقابلیتها الخاصّة أن یعلم ذلک کذلک .
فإنّ تعلَّق العنایة إنّما یکون بحسب تعلَّق الإرادة الإلهیة والمشیّة الربّانیّة ، والعنایة إرادة حبّیّة بالمعتنى به لتکمیله وتوصیله ، ثم تعلَّق المشیّة والإرادة أیضا بموجب تعلق العلم بعینه الثابتة له أزلا وأبدا ، فالخصوصیّات العینیة والقابلیات الذاتیة هی أصل العنایة الأزلیة وهی قدم الصدق .
قال الشیخ رضی الله عنه: « فإنّه لیس فی وسع المخلوق » تعقیب لکلامه الأوّل : « إمّا بإعلام الله . . . وإمّا بأن یکشف »
یعنی : لا یجمع لأحد بین الاطَّلاع على الأعیان الثابتة وأحوالها وبین الاطَّلاع على اطلاع الله بعلمه على هذه الأعیان ، لأنّه تعلَّق الشهود بأمرین فی حالة واحدة و"ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قَلْبَیْنِ فی جَوْفِه".
ولأنّ هذه الأعیان نسب ذاتیة ، فهی بالنسبة إلیها معدومة الأعیان وإن کانت ثابتة للحق ، فلا صورة لها فی أعیانها فما هی فیه ، بل هی فیه هو کما قلنا نحن فیه هو ، فاعرفنا به وهو فینا نحن ، فافهم ما نقول .
وهویة الوجود الواحد فی أعیان القوابل وإن کانت بحسبها متعدّدة ، فهی أیضا فی الهویة الواحدة الوجودیة الذاتیة کذلک بحسبها أحدیة .
فلمّا کانت هذه النسب فی العلم الإلهی ثابتة للذات بأنّها شؤونه وأحواله الذاتیة ومن حسبها "کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فی شَأْنٍ ".
لم یکن للممکن أن یطَّلع على اطلاع الحق على هذه النسب الکلیة الذاتیة التی هی مفاتیح الغیب حال عدمیّتها فی أعیانها تحت قهر الأحدیة الذاتیة ، فإنّ هذا الاطلاع أحدیّ لم یظهر بعد للمشاهد ، والمشاهدة والمشاهد الثابتة عین وجودیّ ، فإنّه إنّما یتأتّى للمکاشف أن یطَّلع علیها من حیث إنّها ثابتة فی العلم وجودا علمیا ، وحینئذ یتمکَّن المشاهد من شهودها .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قال رضی الله عنه : ( إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله سبقت له ) قبل أن یوجد عینه .
قال الشیخ رضی الله عنه: (هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف) ولم یعلمها قبل وجوده بل علم (إذا أطلعه الله تعالى على ذلک أی إلى أحوال عینه) بعد وجوده لا قبله.
کما علم الله تعالى منه قبل وجوده (فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله تعالى على أحوال عینه الثابتة التی یقع صورة الوجود علیها أن یطلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها، لأنها نسب ذاتیة لا صورة لها).
أی نسبة الذات الأحدیة إلى کل عین نسبة ذاتیة ، وهی حضور الذات لها ولما فیها من الأحوال والنقوش .
وهذا حضورها لذاتها قبل أن توجد هذه الأعیان فی الخارج ، فلا صورة لها فی الخارج والضمیر فی لأنها یرجع إلى الاطلاع أنث لمطابقة الخبر .
ولأن الاطلاع نسبة الذات إلى الأعیان ( فبهذا القدر نقول : إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم )
وهو أن تعلم أن علمه تعالى وعلم العبد واحد من معدن واحد ، إلا أن علم العبد لم یکن إلا بعد وجوده وحصول صورته .
وعلمه تعالى کان قبل وجوده وبعده ، وعلمه عنایة من الله سبقت ، وعلم الله لیس بعنایة من غیره سابق ، وظهر الفرق.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ رضی الله عنه : "ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﻘﺖ ﻟﻪ، ﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ، ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺇﺫﺍ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﻴﻨﻪ" ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ.
ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻻ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻣﺒﺘﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺑﻴﻦ ﻣﺘﺪﺭﺟﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻴﻦ.
ﻭﺍﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:
ﻗﺴﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﺎ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻬﺎ،
ﻭﻗﺴﻢ ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻻ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ، ﻓﻬﻮ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﻴﻀﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﺎ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﻬﻮ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﺍﻟﺠﺎﻋﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﺎ.
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ، ﺇﺫ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ رضی الله عنه ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ.
(ﻓﺈﻧﻪ) ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻟﻠﺸﺄﻥ.
قال رضی الله عنه : "ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ، ﺇﺫﺍ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻉ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻣﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺴﺐ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺎ".
ﻫﺬﺍ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻟﻘﻮﻟﻪ: (ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ) ﺃﻱ، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺎﻝ ﺍﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻛﺸﻔﺎ ﻭﺷﻬﻮﺩﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻬﻮﺩﺍ، ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
ﻛﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﻛﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺸﺊ، ﻧﺴﺐ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺎ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻖ.
ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻔﻰ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻣﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ: (ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ).
ﻭﻗﺎﻝ: (ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ). ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻴﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺮﻕ ﺁﺧﺮ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ.
ﻭﺿﻤﻴﺮ (ﻷﻧﻬﺎ) ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ (ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ). ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﺴﺐ ﺫﺍﺗﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺺ ﺍﻷﻭﻝ: (ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﻏﻴﺮﻫﺎ). ﺃﻋﻨﻲ، ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ. ﻓﺴﻠﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻷﻋﻴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻓﻼ ﻳﺼﺪﻕ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻭﻋﻠﻤﺎ.
ﻭﻗﻴﻞ ﺿﻤﻴﺮ (ﻷﻧﻬﺎ) ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ (ﺍﻻﻃﻼﻉ)، ﻭﺗﺄﻧﻴﺜﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﻫﻮ (ﺍﻟﻨﺴﺐ). ﻭﻓﻴﻪ ﻧﻈﺮ. ﺇﺫ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﺐ ﺫﺍﺗﻴﺔ، ﻷﻧﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻻ ﻛﻠﻬﺎ.
قال رضی الله عنه : (ﻓﺒﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻧﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺳﺒﻘﺖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ) ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻤﺎ ﻣﺮ. )
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قال الشیخ رضی الله عنه: "إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه الله على ذلک، أی أحوال عینه، فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نسب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدر نقول إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم."
(إلا أنه) أی: العلم بالعین الثابتة، وانتقالات الأحوال علیها إلى غیر النهایة (من جهة العبد)؛ لحدوثه (عنایة من الله سبقت له)، وعلم الله لقدمه لیس عن عنایة أحد؛ لکن العنایة الإلهیة أیضا (هی من جملة أحوال عینه)، فهی أیضا من العبد من هذا الوجه، وإذا کانت العنایة الإلهیة من جملة أحوال عینه.
قال رضی الله عنه : (فیعرفها) أی: العنایة من حیث کونها من جملة أحوال عینه معرفة کشفیة (صاحب هذا الکشف) الذی کوشف عن أحوال عینه الثابتة؛ (إذا أطلعه الله على ذلک).
ولما أمکن کون الإشارة إلى العنایة، وهو باطل؛ لأن الاطلاع علیها لا یستلزم الاطلاع على کونها من أحوال عینه.
وکذا إلى أحوال عینه مطلقا أی: سواء اعتبرت من حیث هی، أو من حیث وقوع صورة الوجود علیها، وهو أیضا باطل لما یذکره بعد بین بقوله أی: على أحوال عینه .
من حیث هی لا من حیث کونها مواقع صور الوجود والأحوال الأولى، هی التی لا تتوقف على الوجود بخلاف الثانیة.
وإنما قلنا: إنما یعرف العبد کون العنایة الإلهیة من جملة أحوال عینه، إذا أطلعه الله علیها من حیث هی لا من حیث کونها مواقع صور الوجود، وإن کان حال وقوعها علیها (فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه) لا من حیث هی.
بل من حیث إنها (التی تقع صورة الوجود علیها) المانعة من رؤیة الأعیان کمنع وقوع الصورة الحسیة على المرأة المحسوسة عن رؤیة تلک المرأة (أن یطلع فی هذا الحال) أی: حال اطلاعه على الأعیان من حیث تقع صورة الوجود على الأعیان نفسها فضلا عن أن یطلع على أحوالها التی لها من حیث هی، وهی التی من جملتها العنایة الإلهیة التی هی اطلاع الحق علیها.
فلذلک قلنا: لا وسع لمخلوق حال اطلاعه على الأعیان من حیث یقع علیها صورة الوجود أن یطلع فی هذا الحال (على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة) من حیث هی أی: (فی حال عدمها).
وفیه إشارة إلى إن العنایة من جملة أحوال العین إذا کانت من حیث هی، وإنما کان هذا الاطلاع من الحق علیها عنایة؛ (لأنها) أی: الأعیان باعتبار تلک الأقوال.
(نسب ذاتیة) أی: نسب ذات الحق إلى تعیناته فی المظاهر، فهو یعتنی بها.
""مجردة عن الأسماء والصفات لا صورة لها فى علم الله سبحانه ، یدرک غیر الذات ولا تمییز ولا فرق بینها وبین الذات بل هی نسب و خصوصیات لحضرة الذات تسمى باصطلاحهم شئون ذاتیة، وهی عین ذاتها فإذا اطلع العبد المعتنی به على الأعیان الذاتیة من حیث إنها شئون، فیرى شئونا ذاتیة لا صورة لها فی ذاتها، بل یرى أنها عین الذات. ""
وإنما قلنا: هی نسب ذاتیة؛ لأنها (لا صورة لها) حال ثبوتها فی العلم الإلهی، إذ لیس عبارة عن حصول صور الأشیاء فیه، والإلزام إما کونه محلا للصور المتبدلة الحادثة، أو جهله بالحوادث، وما وقع فی کلام بعضهم من أن الأعیان صور عمله تعالى.
فالمراد: أنها متمیزة عنده تمیز الصور الذهنیة، فلما کان اطلاع العبد على أحوال عینه الثابتة من حیث هی؛ بعد وقوع الصور الوجودیة، وهی مانعة عن رؤیة المرآة الحسیة فضلا عن العدمیة.
لم یکن بد من العنایة فی رفع حجابیتها؛ حتى لا یکون اطلاعه علیها من حیث هی مواقع صور الوجود، فإن ذلک مانع من رؤیتها من حیث بکل حال.
(فبهذا القدر نقول: إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد)، وإلا فهذا الاطلاع ورفع حجابتها أیضا من مقتضی عینه الثابتة، ثم إن کل ما فی العالم، وإن کان بالعنایة الإلهیة؛ فهی فی هذا العبد أتم من حیث إنها وقعت (بهذه المساواة) بین العبد وربه (فی أخذ العلم) من معدن واحد.
(ومن هنا) أی: ومن کون العنایة الإلهیة اطلاع الحق على أحوال الأعیان من حیث هی، وهی باقیة فیها مع تبدل الأحوال الوجودیة علیها؛ فالعلم أیضا یتعلق بها فتحدث له نسبة متجددة باعتبار تبدل الأحوال الوجودیة مع ثبوت تعلقه بأحوالها من حیث هی (یقول الله: "حتى نعلم" [محمد: 31]) .
أی: حتى یقع علمنا على الأمر المتجدد بعد تعلقه بأحوال الأعیان الثابتة من حیث هی، وهو مع ثبوته مطابق هذا الأمر المتجدد، فکأنه متجدد أیضا.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
(إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله سبقت لها، هی من جملة أحوال عینه ، یعرفها صاحب ذلک الکشف ، إذا أطلعه الله على ذلک ) العین وأحواله (أی على أحوال عینه) ضرورة أن هذه العنایة من جملة أحوال العین التی هی سابقة على الکل ولذلک أنتج هذه الخاتمة التی هی محیطة بالکل .
أما بیان أنه لابد للعبد فی علمه هذا من سابقة عنایة من الله (فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها) بأن یکشف له عن تلک العین فی حال وجودها ، ویعلم منه سائر ما انطوت علیه من الأحکام والأحوال ، بعد أن تقع صورة الوجود الکاشفة السائر الصور علیها ( أن یطلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها ، لأنها )- أی الأعیان فی حال عدم ها - ( یسب ذاتیة إلا صورة لها) فی نفسها ، فإنه لایخفى على الواقف بأصولهم أن الکثرة حینما کانت وبأی اسم سمیت - فإنها یسب عدمیة واعتبارات خالصة عن شائبة الوجود مطلقا، وهذه النسبة الإطلاقیة التی للأعیان قال إنها ذاتیة ، فالضمیر راجع إلى الأعیان - لاغیرا .
وإذا تقرر أن الأعیان لاحظ لها من الوجود، فلا یکون لها حکم ولا حال ولا علم أصلا، بل الکل مستهلک فی الذات، استهلاک صورتها فیها، فالحکم حینئذ للذات بإطلاقها، ولیس للعبد المحصور تحت أحکام عینه حالة الوجود سعة الإحاطة الذاتیة، فلا یمکن له الاطلاع المذکور إلا بسابقة من العنایة.
والحاصل أن العبد له طرف ضیق تخلف به عن الحق فی ذلک ، وطرف سعة به یماثله ویساویه ، (فهذا القدر) من التخلف والضیق الذی للعبد ( یقول : إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم ) .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم.)
قال الشیخ رضی الله عنه: "إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه الله على ذلک.
أی أحوال عینه، فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نسب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدر نقول إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم."
قال رضی الله عنه : (إلا أنه)، أی العلم بالعین الثابتة أو أخذ العلم منها (من جهة العبد عنابة من الله سبحانه سبقت له)، أی للعبد قبل وجوده.
(هی)، أی هذه العنایة (من جملة أحوال عینه) الثابتة التی تقتضی جریان تلک الأحوال علیها فحبیت اقتضت تعلق العنایة بها تعلقت.
(یعرفها)، أی تلک العنایة السابقة وکونها من أحوال عینه (صاحب الکشف إذا أطلعه الله على ذلک)، أی على المذکور من أحوال عینه، فإنه إذا اطلع علیها باطلاع الحق سبحانه عرف تلک العنایة التی من جملتها .
وإنما قلنا: العلم بالعین الثابتة من جانب العبد مسبوق بعنایة من الله سبحانه (فإنه) الضمیر للشأن. قال رضی الله عنه : (لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله)، أی أراد اطلاعه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود العینی لهذا المخلوق (علیها).
أی على تلک الأحوال (أن یطلع فی هذه) الأحوال اطلاع راقیة (على) طریقة (اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها) علما و عینة .
فقوله : على هذه الأعیان الثابتة یحتمل أن یکون متعلق بقوله : یطلع.
وبالاطلاع أیضا یمکن أن یقال : المراد باطلاع الحق ما یطلع علیه الحق من هذه الأعیان وحینئذ لفظة على الأولى متعلقة بیطلع والثانیة بالاطلاع .
وإنما قلنا: لیس فی وسع المخلوق اطلاع مثل اطلاع الحق (لأنها) أی تلک الأعیان یعنی الحقائق التی تلک الأعیان صورة معلومیتها (نسب ذاتیة) وشؤون عینیة مستجنة فی عین الذات قبل العلم بها.
(لا صورة لها) تتمیز بها لا فی العلم ولا فی العین لیصح تعتق علم المخلوق بها.
فإذا تعلق علم الحق سبحانه بها وحصل لها تمیز وتعین فی العلم صح تعلق علم المخلوق بها .
علما مفیدة للعلم بأحوالها مساویة لعلم الحق سبحانه فی تنک الإفادة (فبهذا القدر) من سبق علم الحق بالأعیان على علم العبد بها.
(نقول إن العنایة) من الحق سبحانه (سبقت لهذا العبد بهذه المساوات)، أی بمساراته للحق والباء متعلقة بالعنایة (فی إفادة العلم)، أی إفادة العلم بالأعیان الثابتة العلم بأحوالها الجاریة
علیها فی وجوده العینی إلى ما لا یتناهى وتحقیق ذلک أن للحق سبحانه بالنسبة إلى العبد عنایتین.
أحدهما : بحسب فیضه الأقدس ، وهی تقتضی تعین عینه الثابتة فی مرتبة العلم بحیث یصلح لأن یتعلق به علم المخلوق و استعدادها الکلی لفیضان الوجود علیها .
وأحدهما بحسب فیضه المقدس وهی تقتضی فیضان الوجود علیها فی العین واستعداداتها الجزئیة لیترتب علیها أحوالها التی من جملتها صلاحیة انکشاف عینة الثابتة وأحوالها علیه.
ولا شک أنه إذا کاشف العبد بعینه الثابتة وعلم بهذا الکشف أحوالها أنه یأخذ العلم بتلک الأحوال من عینه الثابتة .
کما یأخذ الحق سبحانه عنها نکن أخذه منها من رزق بهاتین العنایتین من جانب الحق سبحانه وإلى العنایة الأولى أشار الشیخ رضی الله عنه .
واعلم أنه قد وقع فی مواضع من القرآن ما یوهم أن علمه سبحانه ببعض الأشیاء حادث کقوله سبحانه : " وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِینَ مِنْکُمْ وَالصَّابِرِینَ "آیة 31 سورة محمد .
وقوله تعالى : " ثم بعثهم لنعلم أی الحزبین أحصى لما لبثوا أمدا" آیة 12 سورة الکهف.
وأمثال ذلک والتقصی عن هذه الأشکال، إما بما ذهب إلیه المتکلمون من أن علمه سبحانه قدیم وتعلقه حادث.
فمعنى قوله : "حتى نعلم" حتى یتعلق علمنا القدیم بالمجاهدین منکم والصابرین.
وإما بأن المراد بالعلم الشهود فإن الأشیاء قبل وجودها العینی معلومة للحق سبحانه وبعده مشهودة له فالشهود خصوص نسبة العلم.
فإنه قد یلحق العلم بواسطة وجود متعلقه نسبة باعتبارها نسمیه شهود و حضورا لا أنه حدث هناک علم.
فمعنى حتی نعلم حتى نشاهد، وإما بأن یقال المسند إلیه فی قوله: نعلم لیس هو الحق باعتبار مرتبة الجمع بل باعتبار مرتبة الفرق .
فکأنه یقول : حتى نعلم من حیث ظهورنا فی المظاهر الکونیة الخلفیة فتکون الخلقیة وقایة له عن نسبة الحدوث إلیه .
وإما بان یقال : المراد بالتأخر المفهوم من کلمة حتى التأخر الذاتی لا الزمانی حتى یلزم الحدوث الزمانی وحیث انجر الکلام ههنا إلى أن علم الحق سبحانه بأحوال العبد مأخوذ من عینه الثابتة متأخر عنها بالذات.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : (إِلا أنه من جهة العبد عنایة من اللَّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلک، أی أحوال عینه، فإِنه لیس فی وسع المخلوق إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطَّلع فی هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نِسَب ذاتیة لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إِفادة العلم. )
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : (هو العین المعلومة . إلا أنه من جهة العبد عنایة من الله سبقت له هی من جملة أحوال عینه الثابتة یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه الله على ذلک .
فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة التی تقع صورة الوجود علیها أن یطلع فی هذه الحال على إطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها نسب ذاتیة لا صورة لها . فبهذا القدر نقول: إن العنایة الإلهیة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم .)
قال الشارح رحمة الله :
( إلا أنه من جهة العبد ): أی ذلک الأخذ من جهة العبد یسمّی عنایة من الله سبقت له الحسنى من الفیض الأقدس، فلما قال رضی الله عنه: إن أخذ العبد من عینه کأخذ الله من عینه و أنّ الآخذین من المعدن الواحد و هم المساواة، فاعتذر بأن أخذ العبد بالعنایة، وهی أنّ تلک العنایة أیضا.
( من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف ): أی الذی کشف له عن عینه الثابتة رأى العنایة ذاتیة له بلا جعل الجاعل .
( إذا أطلعه الله تعالى على ذلک ): أی على أحوال عینه أنه یشاهد أنّ العنایة ذاتیة له من جملة أحوال عینه، و أمّا إطلاعه و علمه ما فی علم الله فیه من حیث أنها شئون ذاتیة لا من حیث أنها أعیان لا یکون إلا بالعنایة کقوله تعالى: "و لا یحِیطون بشیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا بما شاء" [ البقرة: 255] .
و تلک المشیئة عین العنایة التی سبقت، (فإنه لیس فی وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عینه الثابتة ): أی من حیث أنه عین ثابتة لا من حیث أنه حق و إنما قلنا ذلک لأن الأعیان لها اعتباران .
اعتبار کونه عینا من الأعیان الممکنة و حقیقة من حقائقها.
و اعتبار آخر من حیث أنها صور علمیة بلا شئون ذاتیة، و هی بهذا الاعتبار عین الذات لا صورة لها فی الوجود و لا فی العلم بخلاف الأول، فإنها صورة علمیة و لها فی الخارج صور خارجیة یتعین بها فی الخارج إذا ظهرت فی الخارج .
( و هی التی تقع صورة الوجود علیها) و ذلک لا یکون إلا من حیث أنها أعیان ثابتة لا من حیث أنها شئون ذاتیة للحق سبحانه .
فإنها عین الذات فلیس فی وسع العبد (أن یطلع فی هذا الحال ): أی حال کونه مطلعا على عینه و مقیدا بهذا الاطلاع الجزئی أن یطلع کلیا على اطلاع الحق على هذه الأعیان الثابتة فی حال عدمها لأنها: أی لأنّ الأعیان الثابتة فی حال عدمها .
( نسب ذاتیة) مجردة عن الأسماء و الصفات لا صورة لها، یدرک غیر الذات و لا تمیز و لا فرق بینها و بین الذات بل هی نسب و خصوصیات لحضرة الذات تسمى باصطلاحهم شئون ذاتیة، و هی عین ذاتها فإذا اطلع العبد المعتنی به على الأعیان الذاتیة من حیث أنها شئون، فیرى شئونا ذاتیة لا صورة لها فی ذاتها، بل یرى أنها عین الذات .
( فبهذا القدر ): أی بقدر هذا الاطلاع على الذات و ما فیها (نقول: العنایة الإلهیة سبقت فی الأزل) لهذا العبد الفرد کاشف عینه الثابتة و أخذ العلم بنفسه فی نفسه بهذه المساواة فی إفادة العلم أنه یفید من حیث أفاد الحق سبحانه و یفیض من عین ما أفاضه تقدّس و تعالى .
و إنما قلنا سبقت له بسبب هذه المساواة التی هی الأخذ من المعدن الواحد فی الإفادة و هی العلم بما فی علم الله فیه، و هی العنایة المختصة بالفرد لأنه فوق مقام عینه بل هو فی إطلاق الذات و لا عین له فی الأعیان کالحق تعالى .
و من هذا المقام و المشهد من یشهد الحکم و یراها قبل أن یکون الحق فیها، و هو الذی یشاهدها فی حال عدمها کما یشهدها الحق، و هو أعلى المدارک و أسناها و أشرفها .
قال الشیخ رضی الله عنه الصدیق الأکبر رضی الله عنه أشار فی قوله:
ما رأیت شیئا إلا رأیت الله قبله إلى هذا التجلی: أی التجلی فی لا شیء و ما فیه أحد فیما وصل إلینا على هذا الوجه، و ما یتکون منه فی قلب المعتکف على شهوده إلا أبو بکر الصدیق رضی الله عنه .
ذکر الشیخ رضی الله عنه فی الباب السادس و التسعین و ثلاثمائة من الفتوحات:
وذلک لأنّ الإدراک بهذا النمط للممکن ممکن .
وهو إدراک فی حال عدمها فإذا جاء الأمر الإلهی بالتکوین لم یجد إلا وجود الحق فظهر فیه لنفسه، فرأى الحق قبل رؤیة نفسه فلما ألبسه وجوده تعالى رأى نفسه عند ذلک.
فقال: ما رأیت شیئا إلا رأیت الله قبله: أی قبل أن یتکون فیه فیقبل الحق صورة ذلک الشیء وهذا من مقام التجلی لأنه رأى الحق قبل الکون فیرى صدور ذلک منه تعالى و تقدّس .
(و من هنا یقول الله): أی من أنه یعلم أنّ الحق لا یعطیه إلا ما أعطته عینه من العلم به فإن الأعیان عالمه مفیدة معطیة والأسماء مستفیدة، فالله تعالى العالم أزلا و أبدا لأنه تعالى عین الکل.
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 182-183
إلّا أنّه من جهة العبد عنایة من اللّه سبقت له هى من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه اللّه على ذلک، اى على أحوال عینه.
این است که شیخ به آن اشارت فرمود که: الا انه من جهة العبد عنایة من اللّه سبقت له. و این عنایت حق با بنده، که او را شناسا [و دانا] گرداند به عین خود، هم از احوال عین ثابته عبد است. و این صاحب کشف داند، و شناسد؛ چون حق تعالى او را مطّلع گرداند بر احوال عین ثابته او.
و بدان که عنایت از طرف حق با بنده منقسم بر دو قسم است:
قسمى آن است که: عین ثابته بنده و استعداد او تقاضاى آن عنایت کند.
و این عنایت از قبیل فیض مقدّس بود؛ که مترتّب است بر اعیان و استعدادات آن.
و این عنایت که شیخ فرموده: الا انه من جهة العبد عنایة [از قبیل فیض مقدّس است] بدلیل آنکه مىفرماید: هى من جملة احوال عینه.
و قسمى دیگر از عنایت، آن است که: ذات الهى- تعالت عظمته- مقتضى آن است؛ نه عین ثابته بنده [مقتضى آن است]. و آن را «فیض اقدس» گویند.
و فیض اقدس است که عین ثابته را پیدا مىکند؛ و او را استعداد مىبخشد.
فإنّه لیس فى وسع المخلوق إذا اطلعه اللّه على احوال عیّنه الثّابتة الّتى تقع صورة الوجود علیها ان یطّلع فى هذه الحال على اطّلاع الحقّ على هذه الأعیان الثّابتة فى حال عدمها لأنها بسب ذاتیّة لا صورة لها. فبهذا القدر نقول:
إنّ العنایة الإلهیّة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فى إفادة العلم.
ضمیر «فانه» ضمیر شأن است. و ضمیر در «لأنها» راجع است به «اعیان ثابته». «فبهذا القدر» اشاره است به تعلیل مذکور. «فانه لیس فی وسع المخلوق» تعلیل آن است که از پیش گفته شد که: إلا أنه من جهة العبد عنایة من اللّه.
یعنى: دلیل بر آنکه گفتیم: «علم بنده به عین ثابته خود از عنایت حق است با وى».
این است که: در وسع مخلوق نیست که چون حق تعالى او را مطّلع گردانید بر احوال عین ثابته وى: که در خارج، کسوت وجود دارد. که در این حال اطّلاع او چون اطّلاع حق باشد بر این اعیان. چرا که: اطلاع بنده بر آن، بحسب علم است؛ و اطلاع حق- جلّ جلاله- بحسب شهود. چرا که: این اعیان پیش از آنکه به وجود خارجى موجود شوند؛ یا به وجود علمى معلوم گردند، و در فضاى وجود در آیند، نسب ذاتیّه بودند. یعنى: بمثابت صور ذهنیّه بودند. حق تعالى بر ایشان مطّلع بود بدین نسب . و هنوز ایشان را وجود نبود. پس ممکن نباشد
که اطّلاع مخلوق، چون اطّلاع خالق باشد. پس به این مقدار تفاوت که اطّلاع حق، بطریق شهود است، و اطّلاع بنده بطریق علم بعد از وجود، مىگوییم: عنایت سابق گشت؛ و این بنده را مساعد شد؛ تا بر این احوال مطّلع گشت.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 183-184
إلّا أنّه من جهة العبد عنایة من اللّه سبقت له هى من جملة احوال عینه الثابتة یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه اللّه على ذلک.
یعنى این قدر هست که مشاهده عبد به طریق مکاشفه عین خویش را با جمیع احوالش کما هى عنایتى است از سوابق عنایات الهى، و عین این عنایت نیز از جمله احوال عین ثابته است و صاحب این کشف نیز چون به عنایت حق مطلع شود بر احوال عین ثابته خویش درمىیابد که این عنایت هم از جمله مقتضیات احوال عین ثابته اوست، لاجرم مىگوید: بیت:
کان قندم نیستان شکرم هم ز من مىروید و من مىخورم
امّا بدان که عنایت حق و فیض پادشاه مطلق از وجهى منقسم مىشود به دو قسم:
قسمى آن است که عین ثابته به استعداد خود اقتضاى آن مىکند و این عنایت که به حسب «فیض مقدس» است تابع است مر عین ثابته را.
و قسمى دیگر آنکه ذات الهیّه مقتضى آن است نه عین ثابته؛ و این عنایت به حسب فیض اقدس است که اعیان و استعداداتش اثرى از آثار اوست؛ و فیض مقدس نیز تابع است او را، و مراد شیخ قدس سره قسم اول است و لهذا نسبتش به احوال عین عبد کرد.
فإنّه لیس فى وسع المخلوق إذا أطلعه اللّه على أحوال عینه الثّابتة الّتى تقع صورة الوجود علیها أن یطّلع فى هذه الحال على اطّلاع الحقّ على هذه الأعیان الثّابتة فى حال عدمها لأنّها نسب ذاتیّة لا صورة لها.
یعنى چرا گفتیم که این کشف در بنده عنایتى است از سوابق عنایات الهى از آنکه در وسع بنده نیست که در آن هنگام که حق سبحانه و تعالى او را مطلع ساخته است بر احوال عین ثابتهاش که مطلع شود درین حال بر اطلاع حق بر این اعیان در حال عدمش. چه آن اعیان نسب ذاتیه است که آن را صورت نیست.
و تحقیق کلام درین مقام آن است که اعیان ثابته علمى و خارجى نفس نسب نیستند اما راجعاند به نسب ذاتیه که آن صفات الهیّه است؛ و از جهت شدت امتزاج و مناسبت اعیان را عین نسب دانست و حکم کرد به سلب صورت ازو و الا اعیان عبارت است از صور معیّنه در حضرت علمیه و اعیان ممکنات خود در خارج بىصور صورت نمىبندد.
فبهذا القدر نقول إنّ العنایة الإلهیّة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فى إفادة العلم.
یعنى علم حق سبحانه و علم عبد اگرچه از یک معدن است و ازین روى مغایرت منتفى است؛ اما این قدر هست که علم عبد نیست مگر بعد از وجود و حصول صورتش؛ و علم حق به عین عبد پیش از وجود بود و بعد از آن نیز هست، و علم عبد به سابقه عنایت است از حق؛ و علم حق به سابقه عنایت از غیر نیست.
لاجرم ازین وجه فرق در میان دو علم ظاهر مىگردد.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 531
إلّا أنّه من جهة العبد عنایة من اللّه سبقت له هی من جملة أحوال عینه یعرفها صاحب هذا الکشف إذا أطلعه اللّه على ذلک، أی على أحوال عینه. فإنّه لیس فی وسع المخلوق إذا اطّلعه اللّه على أحوال عینه الثابتة الّتی تقع صورة الوجود علیها أن یطّلع فی هذه الحال على اطّلاع الحقّ على هذه الأعیان الثّابتة فی حال عدمها لأنّها نسب ذاتیّة لا صورة لها، فبهذا القدر نقول إنّ العنایة الإلهیّة سبقت لهذا العبد بهذه المساواة فی إفادة العلم.
شرح یعنى دلیل بر آن که علم بنده به عین ثابته خود از عنایت حق است اینست که در وسع مخلوق نیست که چون حق او را مطّلع بر احوال عین ثابته وىگردانید که در خارج کسوت وجود دارد؛ درین حال چون اطلاع حق باشد بر اعیان، زیرا که اطلاع بنده بر آن به حسب علم است و اطلاع حق به حسب شهود. پس ممکن نبود که اطلاع بنده چون اطلاع خالق باشد. امّا بدین مقدار که هر دو را اطلاع مىخوانیم، مىگوییم که: عنایت سابق مساعد بنده شد، تا بدین احوال مطّلع گشت.