عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الحادیة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق ولا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال الشیخ رضی الله عنه : "ثم نرجع إلى الأعطیات فنقول: إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة.

فأما المنح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبدا إلا عن تجل إلهی.

والتجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلی له و غیر ذلک لا یکون.

فإذن المتجلی له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق، و ما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه."

(ثم نرجع) من الکلام على أصناف السائلین وعلى مسألة العلم الإلهی (إلى) الکلام على (الأعطیات) الإلهیة للعبد وبیانها .

(فنقول) بمعونة الله تعالى (إن الأعطیات) کما تقدم (إما ذاتیة وإما أسمائیة)، فهی منسوبة إلى ما صدرت عنه من الذات أو الأسماء.

قال رضی الله عنه : (فأما المنح) جمع منحة (والهبات) جمع هبة (والعطایا) جمع عطیة (الذاتیة)، أی المنسوبة إلى ذات الله تعالى (فلا تکون أبدا) من ذات الله تعالى للعبد (إلا عن تجلی)، أی ظهور (إلهی) خاص.

وذلک التجلی الإلهی الخاص هو الاسم من أسماء الله تعالى، فالفرق بین العطایا الذاتیة والأسمائیة من جهة العبد فی التلقی والعطایا الذاتیة تفید معرفة بذات الحق تعالى والأسمائیة تفید معرفة بأسمائه تعالى والتجلی من الذات الإلهیة على العبد.

(لا یکون) ذلک التجلی (أبدأ إلا بصورة استعداد)، أی تهییء (العبد المتجلى له)، فعلى حسب قوة استعداده لقبول فهم أنوار التجلی الغیبیة یکون انکشاف المتجلی الحق عنده ولهذا تختلف التجلیات لاختلاف الاستعدادات (غیر ذلک) المذکور (لا یکون) أبدا.

قال رضی الله عنه : (فإذن)، أی حینئذ (المتجلى له) وهو العبد (ما رأى) من الحق تعالى الذی تجلى له (سوى صورته) وهی استعداده لقبول إدراک مقدار ما أدرک من المتجلی علیه الذی هو الحق تعالى (فی مرآة الحق) تعالى التی تعطی کل من تجلت علیه صورته فتظهر له بصورته ویرى منها صورته فقط فی حال تجلیها علیه.

(وما رأى) ذلک العبد المتجلى له (الحق) تعالی أبدا من حیث ما هو فی ذاته سبحانه وتعالى، وإنما تجلی علیه فما قدر أن یرى إلا قدر استعداده فرأى قدر استعداده هو صورة هذا الرائی، فرأى صورته فقط لا الحق تعالى.

ولا یمکن هذا الرائی لصورته فی مرآة الحق تعالى (أن یراه)، أی یرى الحق تعالى المتجلی علیه بصورته أبدا (مع علمه)، أی علم ذلک الرائی (أنه ما رأی صورته)، الظاهرة له (إلا فیه)، أی فی الحق تعالى المتجلی علیه بها


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال رضی الله عنه : (ثم نرجع إلى) تفصیل (الأعطیات) التی ذکرت أولا إجمالا (لنقول إن الأعطیات إما ذاتیة أو اسمائیة فاما المنح والهبات والعطایا الذائیة) الظاهرة فی الوجود الخارجی (فلا تکون أبدا إلا عن نجلی إلهی) أی عن التجلی الذی یحصل من حضرة الاسم الجامع من حیث الاسم الظاهر .

فالمراد به تجلی الفیض المقدس لا الأقدس یدل علیه قوله : (والتجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلی له) فإن التجلی بصورة استعداد المتجلی له لا یکون إلا فی الفیض المقدس.

فإذا کان المتجلی له قابة لتجلی الذات من حضرة الاسم الجامع تجلی الذات من حضرة الجامعة.

فذلک هو المسمى بالتجلی الإلهی الحاصل عنه العطایا الذاتیة .

وهو قوله : فلا یکون أبدا إلا عن تجلی إلهی وإذا کان قابلا لتجلی الذات من حضرة من حضرات الأسماء .

تجلی عن تلک الحضرة فذلک هو المسمى بـ التجلی الصفاتی والأسمائی التی یحصل منه العطایا الأسمائیة.

قال رضی الله عنه : (غیر ذلک لا یکون) تأکید (فإذن المنجلی له ما رأی سوی صورته فی مرآة الحق) أی فعلی تقدیر کون التجلی بصورة استعداد المتجلی له ما رأى المتجلی له فی أی تجلی کان إلا صورة نفسه فی وجه مرآتیة الحق له فی رؤیة صورة نفسه فإضافة المرآة إلى الحق بیانیة لذلک قال: (وما رأى الحق) ولم یقل وما رأی مرآة الحق (ولا یمکن أن یراه) لاختفائه واستتاره بصورة استعداد الرائی فاحتجب نظر الرائی عن الحق بصورة نفسه.

(مع علمه أنه ما رأی صورته إلا فیه) لعلمه أن صورته لا یقوم بذاته بل یقوم بذات الحق فکان عالما بالحق برؤیة صورته فیه فلا یحجب صورته عن علمه بالحق کما یحجب عن رؤیة الحق.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قوله رضی الله عنه : "ثم نرجع إلى الأعطیات" فنقول: إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة.

قوله رضی الله عنه : "فأما المنح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبدا إلا عن تجل إلهی.

والتجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلى له وغیر ذلک لا یکون.

فإذن المتجلى له ما رأی سوى صورته فی مرآة الحق تعالى، وما رأى الحق ولا یمکن أن یراه."

قلت: الأعطیات والعطایا والهبات والمنح کلها بمعنى واحد هنا، فالشیخ ذکر أن هذه الهبات إما ذاتیة وإما أسمائیة، فشرع فی ذکر الهبات الذاتیة فنسبها إلى ذات العبد فی الحقیقة لا إلى ذاته تعالى

وذلک فی قوله: "والتجلی من الذات المقدسة لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد العبد المتجلى له"، فرد الأمر إلى العبد و استعداد العبد هو من جملة ذاته.

فکأنه قال: إن تجلی الحق تعالی یکون مطلقا غیر مقید ولا یرى العبد منه إلا ما قیده له استعداده.

فإذن ما یمکن للعبد أن یرى إطلاق الحق تعالى من جهة أن العبد لا یکون إلا مقیدا ولا یرى المقید إلا ما هو مقید باستعداده فما رأى الحق تعالی أحد ولا یمکن أن یراه فی حضرة إطلاقه.

أما کون نور التجلی یصیر العبد کالمرآة، فیرى فیه ذاته، فهو أمر قد صح عند أهل الله

ولذلک قالوا: "انتهى سفر الطالبین إلى الظفر بنفوسهم".


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)قال رضی الله عنه : " ثم نرجع إلى الأعطیات فنقول : إنّ الأعطیات إمّا ذاتیة أو أسمائیة . وأمّا المنح والهبات والعطایا الذاتیّة فلا تکون أبدا إلَّا عن تجلّ إلهی .والتجلَّی من الذات لا یکون أبدا إلَّا بصورة استعداد المتجلَّی له ،وغیر ذلک لا یکون".قال العبد أیّده الله به : إنّ العطایا والمنح والهبات سواء کانت معانی وحقائق وعلوما ومشاهدات وتجلَّیات إلهیّة کانت أو ربانیة أو روحیة أو عقلیة أو نفسیة أو طبیعیة أو عنصریة أو مثالیة على اختلاف طبقاتها ودرجاتها فإنّها إمّا ذاتیة أو أسمائیة ، ونعنی بالذاتیة بحت الوجود ومحض الوجود والجود ، وبالأسمائیة ما تکون مخصوصة بصورة حضرة من الحضرات الإلهیة .ثم الأسمائیة لا تکون إلَّا بحجاب وهو حجابیّة التعیّن الاسمی بما به یمتاز عن الآخر ویغایره لا غیر .وأمّا الذاتیة فإنّها لا تکون إلَّا عن تجلّ إلهی .ولا تکون أبدا عن الذات الأحدیة ، لما عرفت أن لا حکم ولا رسم ولا تجلَّی ولا غیر ذلک فی الأحدیة الذاتیة ، فیکون تعیّن التجلَّی الذاتی من حضرة الألوهیة ، فیضاف التجلَّی لهذا السرّ إلى ذات الألوهة ، لا إلى مطلق الذات ، فافهم هذا الفرق ، حتى لا یشتبه علیک الحقائق .ثم إنّ هذه العطایا والمنح الحاصلة بالتجلَّی لا تتعیّن أبدا إلَّا بصورة استعداد المتجلَّی له لأنّ الاستعدادات والقابلیّات فی الأعیان هی المستدعیة للتجلَّیات الذاتیة والأسمائیة ، والمتجلَّی ، له صورة علمیة أزلیة على هیئة معنویة مخصوصة بتخصّص التجلَّی الوجودی وبتخصّص الفیض الجودی بموجب ما تعیّن وتخصّص فی النور العلمی الأزلی الشهودی بحسب خصوص المتجلَّى له ، فافهم .

قال رضی الله عنه : " فإذن المتجلَّى له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق ، وما رأى الحقّ ، ولا یمکن أن یراه مع علمه أنّه ما رأى صورته إلَّا فیه)

فلن ترى الحق الذی هو عین الکلّ المطلق عن قید التعیّن فی الکلّ وبالکلّ ، وعن الجمع بین القید والإطلاق ، فکیف أنت تعلم أنّک متعیّن بصورتک الأزلیة الأصلیة العلمیة فی عین صورتک العینیة الفصلیّة الوصلیة الأبدیة فی مرآتیة الوجود الحق والحقّ المطلق ، فکما أنّ الرائی صورته أو صورة غیره فی المرآة لا یرى سوى صورة الناظر .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال رضی الله عنه : ( ثم نرجع إلى الأعطیات ) لما قسم العطایا بحسب السؤال انجر الکلام إلى بحث الاستعداد والأعیان .

فبحث عن ذلک بقدر ما احتاج إلیه هاهنا ، ثم رجع إلى المقصود من بیان القسمین الأولین واستأنف القسمة لطول الکلام بقوله:

( فنقول : إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة ، فأما المنح والهبات والعطایا الذاتیة ، فلا تکون أبدا إلا عن تجل إلهى ) أی ذاتى مطلق لا من الذات وحدها بلا صفة .

فإنها لا تتجلى وحدها لشیء بل الذات باعتبار الرحمانیة لأن الله اسم الذات المطلقة .

وتجلى الذات من حیث هی هی لا یکون إلا لذاته ، أما للعبد فلا یکون إلا بصورة استعداد من تجلى له لا غیر .

کما قال رضی الله عنه : ( والتجلی من الذات لا یکون إلا بصورة استعداد المتجلى له غیر ذلک لا یکون ، فإذا المتجلى له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق وما رأى الحق ولا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى سوى صورته إلا فیه ) ومثله بالمرآة فی قوله


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال رضی الله عنه : (ﺛﻢ ﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ، ﻓﻨﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ ﺇﻣﺎ ﺫﺍﺗﻴﺔ، ﺃﻭ ﺃﺳﻤﺎﺋﻴﺔ) ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻭﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺗﺠﻠﻰ ﺇﻟﻬﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻻ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ. ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﻖ).

(ﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ) ﺟﻤﻊ (ﺃﻋﻄﻴﺔ) ﻭﻫﻲ ﺟﻤﻊ (ﻋﻄﺎﺀ)، ﻓﻬﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻊ. ﻭ (ﺍﻟﻤﻨﺢ) ﺟﻤﻊ (ﻣﻨﺤﺔ) ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ. ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻔﺺ: (ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎﺋﻴﺔ) ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﺑﺎﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻘﺴﻤﻴﻦ ﻭﻓﺮﻉ ﻋﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ، ﺷﺮﻉ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ،

ﻓﻘﺎﻝ: (ﺇﻣﺎ... ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ... ﺇﻻ ﻋﻦ ﺗﺠﻠﻰ ﺇﻟﻬﻲ) ﺃﻱ، ﻋﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺇﻻ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺑﺎﻗﻴﺎ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ، ﺑﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺎ ﺑﻪ ﺗﻌﻴﻨﻪ، ﻓﻼ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﺷﻬﻮﺩﻩ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺼﻘﻴﻠﺔ، ﻓﺈﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﻓﻴﻬﺎ، ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺇﻻ ﻓﻴﻬﺎ.

ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﺍﺳﻢ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻙ (ﺍﻟﻐﻨﻰ) ﻭ (ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ) ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ.

ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﻈﻬﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ، ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺑﺤﺴﺐ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﺎ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ، ﺇﺫ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻲ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﺰﺋﻲ ﻭﺻﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ.

ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻋﻦ ﺭﻕ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺸﺨﺼﺔ ﻭ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﻪ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻻ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻗﻪ، ﺇﺫ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻫﻮ.

ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻠﺺ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ، ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﻭﻻ ﻳﺮﻯ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﺤﻖ.

ﻭﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻹﺛﻨﻴﻨﻴﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺑﺼﻔﺔ (ﺍﻟﻘﻬﺮ) ﻭ (ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ) ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺔ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻐﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻧﻘﻬﺎﺭﻫﺎ،

ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ: (ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ) ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ).

ﺃﻭ ﻧﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻪ ضی الله عنه  ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ بـ (ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ) ﻫﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻠﺼﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺪﻭﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻻ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ، ﻭﺇﻻ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﺍﻷﻣﺮ.

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻋﻦ ﺭﻕ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺎ ﻻ ﺭﺣﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ.

قال رضی الله عنه : (ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺇﻻ ﻓﻴﻪ، ﻛﺎﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ: ﻻ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻚ ﺃﻧﻚ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺗﻚ) ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﻤﻞ، ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻞ ﺭﺃﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻴﻨﻪ، ﻓﻼ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﻈﻬﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ.

ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺑﺤﺴﺐ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﺎ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ، ﺇﺫ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻲ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﺰﺋﻲ ﻭﺻﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻋﻦ ﺭﻕ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺸﺨﺼﺔ ﻭ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﻪ.

ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻻ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻗﻪ، ﺇﺫ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻫﻮ. ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻠﺺ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ، ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﻭﻻ ﻳﺮﻯ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﺤﻖ. ﻭﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻹﺛﻨﻴﻨﻴﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺑﺼﻔﺔ (ﺍﻟﻘﻬﺮ) ﻭ (ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ) ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺔ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻐﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻧﻘﻬﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ: (ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ) ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ". ﺃﻭ ﻧﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻪ رضی الله عنه ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.

ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺏ (ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ) ﻫﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻠﺼﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺪﻭﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻻ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ، ﻭﺇﻻ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﺍﻷﻣﺮ.

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻋﻦ ﺭﻕ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺎ ﻻ ﺭﺣﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.

ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ.

(ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺇﻻ ﻓﻴﻪ،)

ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﻤﻞ، ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻞ ﺭﺃﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻴﻨﻪ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻟﺘﻘﻴﺪﻩ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻟﻪ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال رضی الله عنه : "ثم نرجع إلى الأعطیات فنقول: إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة.

فأما المنح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبدا إلا عن تجل إلهی.

و التجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلی له و غیر ذلک لا یکون.

فإذن المتجلی له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق، و ما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه:"

(ثم) أی: بعد الفراغ مما عرض من بحث المشبه به أی: کون العطایا عن سؤال أو عن غیر سؤال؛ (نرجع إلى) بحث ما کنا بصدده، وهو المشبه أعنی: تقسیم (الأعطیات) أی: الذاتیة والأسمائیة (فنقول: الأعطیات إما ذاتیة، أو أسمائیة).

ثم أشار إلى أن الذاتیات أیضا من الأسماء؛ فقال: (وأما المنح) أراد بها إعطاء المنافع وحدها، (والهبات) أراد بها إعطاء الأعیان مع المنافع، بحیث لا یطلب معه شکرا، ولا عبادة، (والعطایا الذاتیة) أراد بها أعم من ذلک، وإنما أورد ذلک یشیر إلى أنها لیست على نهج واحد، وقد مر ما یشیر إلى ذلک من کونها على أیدی العباد، وعلى غیر أیدیهم، فیستدل بذلک على أنها لیست من الذات وحدها.

ولذلک قال: (فلا تکون إلا عن تجلی إلهی) أی: عن حضرة الأسماء؛ لأن الذات من حیث هی غنیة عن العالمین؛ فلذلک لم یفسر العطایا الذاتیة بما یکون بلا واسطة أصلا؛ بل بما لا یکون عن واسطة اسم معین، أو مما یغلب فیه نور الذات على الاسم.

ثم استشعر سؤالا بأن من العطایا الجلیلة تجلی الذات الإلهیة فی الدنیا والآخرة، وقد اشتهر القول بذلک عن القوم والغنی الذاتی لا ینافی ذلک.

فقال: (والتجلی من الذات) موجب لسیر الذات بما یظهر فی مرآتها من صورة الرائی، فیصیر حجابا عن رؤیة المرأة، وذلک لأن التجلی من الذات (لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلى له)، وهو أن یشرق النور الذاتی على العین الثابتة من المتجلى له، وعلى روحه وقلبه؛ فلیستنیر بقدر استعداده؛ فیصیر صورة مقیدة باستعداد المتجلى له.

ثم تنعکس هذه الصورة إلى مرآة الحق فیحجب عن رؤیة المرأة (غیر ذلک لا یکون)؛ إذ الرؤیة للحق لا تکون بدون تجلیه للرائی بإشراقه على عینه الثابتة، أو روحه، أو قلبه وإشراقه على کل شیء بقدر استعداده على ما یقدر.

ولکن ذلک لا یوجب رؤیته ما لم یر فی أمر آخر؛ فإن العین لا تبصر نفسها إلا فی مرآة.

وأتم ما یکون ذلک فی مرآة الذات؛ فتنعکس الصورة من أحد هذه الثلاثة إلى مرآة الحق، (فإذن المتجلى له ما رأی) فی تجلی الذات (سوى صورته) التی فاضت علیه من الحق حال الرؤیة، انعکست منه إلى مرآة الحق، ولا یمکن أنه یرى بصورة استعداد غیره، وإن انعکست إلى مرآة الحق، ما لم تحصل تلک الصورة فی أحد الثلاثة من الرائی.

فهو إذن صورة استعداد الرائی، وإذا رأى صورته (فی مرآة الحق، ما رأى الحق الذی هو المرأة من حیث ذاته؛ وذلک لأنه لا یمکن أن یراه) أی: الحق من حیث ذاته (مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه)؛ لأن رؤیة الصورة فی المرأة المعقولة یمنع من دونه المرآة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

وإذ قد ابتنی هذه التقسیمات کلها على تقسیم الأعطیات أولا ، و انشعب هذه التفاریع من ذلک الأصل ، لابد أن یسترجع إلى تحقیقه حتى یتبین منه جمیع الأقسام ، فلذلک قال : (ثم نرجع إلى الأعطیات فنقول : إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة)

وإذ قد عرفت أن العطایا قد تکون بلا واسطة و قد تکون بواسطة ، و الواسطة إما صفة أو فعل .

فصلها بقوله : ( فأما المنح والهبات والعطایا الذاتیة فلا یکون أبدا إلا عن تجل إلهی).

حتى یمکن أن یظهر الأثر المسمى بالمنح و الهبة والعطاء بصرافة أحدیة جمعیته الذاتیة .

فإن التجلی فی کل اسم إنما یظهر بحسب حکمه الخاص و خصوصیته الامتیازیة الفارقة ، بخلاف الاسم « الإله » فإن خصوصیته إنما هو الإطلاق وأحدیة الجمع الإحاطی ؛ وعبارة « الألوهی » منها مشعرة بهذا الطرف من الجمعیة .


ثم لما بین حکم التجلی الذاتی وما یقتضیه باعتبار المتجلی ، أراد أن یبین أمره باعتبار المتجلى له بقوله : ( والتجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلى له ؛ غیر ذلک فلا یکون ) ضرورة أنه لو کان له ما یزید على تلک الصورة لم یکن التجلی بصرافته الذاتیة .

( فإذن المتجلى له ما رأی سوى صورته فی مرآة الحق ) إذ ما تصور فیها شیء غیره (وما رأى الحق ، ولا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه) فیلزم أن یکون مرئیا ، ضرورة أن رؤیة الصورة تستلزم رؤیة ما ترى فیه و هذا من مقتضیات الذات وأحکام هویتها الجامعة للأضداد والأطراف المتعانقة کلها فیها ، أنها یرى ولا یرى ، وعلمت وما علمت ، کما سیشیر إلیه الشیخ .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة. فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی. والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال رضی الله عنه : "ثم نرجع إلى الأعطیات فنقول: إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة.

فأما المنح و الهبات و العطایا الذاتیة فلا تکون أبدا إلا عن تجل إلهی.

و التجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلی له و غیر ذلک لا یکون.

فإذن المتجلی له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق، و ما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه:

کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها."

قال رضی الله عنه : (ثم نرجع) فیما انجر الکلام فی قسم العطایا باعتبار السؤال وعدمه إلیه من بحث الأعیان واستعداداتها وبیان حکمها (إلى) بحث (الأعطیات) المقصود بالبیان ولطول ما وقع فی البین استأنف القسمة علیه.

(فنقول إن الأعطیات) بفتح الهمزة وتخفیف الیاء جمع أعطیة جمع عطاء کأغطیة وغطاء أو بضم الهمزة وتشدید الیاء جمع أعطیة کأمنیة (إما ذاتیة وإما اسمائیة) وقد عرفتهما.

فأما المنح والهبات والعطایا الذاتیة من الواردات والأذواق والمواجید والعلوم والمعارف (فلا تکون ابدأ) واردة على القائلین الذین هیئوا محلها (إلا عن تجلی إلهی).

أی من تجلی حضرة الاسم الجامع جمیع الصفات والأسماء من الذات إلا به .

فإنه لا اسم ولا رسم ولا حکم ولا تجلی ولا غیر ذلک فی الذات الأحذیة فیکون تعین التجلی الذاتی من الحضرة الإلهیة .

فلهذا أضیف التجلی إلیها لا إلى مطلق الذات ، فإذا وقع التجلی من هذه الحضرة أستتبع تلک العطایا الذاتیة (والتجلی من الذات) الإلهیة (لا یکون أبدأ إلا بصورة استعداد العبد المنجلی له)، أی بصورة یقتضیها استعداده .

(غیر ذلک)، أی غیر کون التجلی بصورة استعداد لنعبد المتجلى له (لا یکون) أبدا (فإذن) العبد (المتجلى له ما رأی سوی صورته فی مرآة) الوجود (الحق).

وسوى الوجود المتعین فی هذه الصورة بحسبها ، لأن الذات الإلهیة لیس لها فی حد نفسها صورة متعینة تظهر بها وهی مرآة الأعیان فتظهر صورة المتجلى له فیها بقدر استعداده .

کما أن الحق یظهر فی مرایا الأعیان بحسب استعداداتها وقابلیتها لظهور أحکامه (وما رأى) العبد المجتلى له (الحق) من حیث إطلاقه.

(ولا یمکن أن یراه) من تلک الحیثیة (مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه)، فهو سبحانه (کالمرأة فی الشاهد) فإنک (إذا رأیت الصور).

أو صورتک (فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت) تلک الصور أو صورتک إلا فیها


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه :  ( ثم نرجع إِلى الأعطیات فنقول: إِن الأعطیات إِما ذاتیة أو أسمائیة.   فأما المِنَح والهبات والعطایا الذاتیة فلا تکون أبداً إِلا عن تجل إِلهی.   والتجلی من الذات لا یکون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّی‏ له وغیر ذلک لا یکون. فإِذن المتجلَّی له ما رأى سِوَى صورته فی مرآة الحق، وما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فیه.)

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه :  (ثم نرجع إلى الأعطیات فنقول إن الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة . فأما المنح و الهبات و العطایا الذاتیة فلا تکون أبدا إلا عن تجل إلهی . و التجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلی له، غیر ذلک لا یکون، فإذا المتجلی له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق . و ما رأى الحق و لا یمکن أن یراه مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه )


قال الشارح رضی الله عنه :

فقال: (ثم نرجع إلى الأعطیات) بفتح الهمزة و تخفیف الیاء جمع الأعطیة جمع عطاء، فیکون جمع الجمع کأغطیة و غطاء، أو بضم الهمزة و تشدید الیاء المثناة التحتانیة جمع أعطیة کأمنیة.

( فنقول أنّ الأعطیات إما ذاتیة أو أسمائیة، فأما المنح و الهبات و العطایا الذاتیة فلا تکون إلا عن تجل إلهی ): أی لا یکون إلا عن تعریف و لا عن نظر و فکر .

فإذا کانت منحصرة فی التجلی فقط، و التجلی من الذات لا یکون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلى له لأنّ تجلیه تابع مشیئته، و مشیئته تابع عمله، و عمله تابع استعداد المعلوم المتجلی له، و ذلک لأرباب المقامات و المقیدین بها .

فأمّا الوارث المحمدی الذی أتاه الله جوامع الکلم، و علم الأسماء کلها، و علم علم الأولین و الآخرین، فکل الصید فی جوف الفراء فقد خلص من حکم المقامات علیه، فهو یحکم بها بحسّب ما تعطیه الأحوال، فإنه العلیم الحکیم، و هذا مقام من لا مقام له و هو قابل التجلی الذاتی لا یتبع الاستعداد أو یتبعه، فافهم .

ذکر رضی الله عنه هذه المسألة فی الباب العشرین و أربعمائة من الفتوحات:

وقد قال بعضهم شهود الحق فناء ما فیه لذة لا فی الدنیا ولا فی الآخرة فلیس التفاضل ولا الفضل فی التجلی وإنما التفاضل والفضل فیما یعطی الله لهذا المتجلی له من الاستعداد وعین حصول التجلی عین حصول العلم لا یعقل بینهما بون کوجه الدلیل فی الدلیل سواء بل هذا أتم وأسرع فی الحکم وأما التجلی الذی یکون معه البقاء والعقل وإلا لالتذاذ والخطاب والقبول فذلک التجلی الصوری ومن لم یر غیره ربما حکم على التجلی بذلک مطلقا من غیر تقیید والذی ذاق الأمرین فرق ولا بد.

وبلغنی عن الشیخ المسن شهاب الدین السهروردی ابن أخی أبی النجیب أنه یقول بالجمع بین الشهود والکلام فعلمت مقامه وذوقه عند ذلک.

فما أدری هل ارتقى بعد ذلک أم لا وعلمنا أنه فی مرتبة التخیل وهو المقام العام الساری فی العموم.

وأما الخواص فیعلمونه ویزیدون بأمر ما هو ذوق العامة وهو ما أشار إلیه السیاری ونحن ومن جرى مجرانا فی التحقیق من الرجال.أهـ


أشار إلى هذا الفناء أبو العباس قدّس سره حیث قال:

ما التذّ عاقل بمشاهدة قط لأنها فناء . و أمّا من قال بجمع الکلام و الشهود کأنه أشار إلى الأول الذی نحن بصدد بیانه الآن کما نقل عن الشیخ شهاب الدین السهروردی فإنه قال بجمعهما غیر ذلک لا یکون لأنّ الحکمة أعطت الحکیم ذلک .

قال الله تعالى لموسى علیه السلام: "لنْ ترانی" [ الأعراف: 143].

أی أبدا لأنّ الرائی ما یرى منه إلا قدر منزلته و رتبته فما رآه بل ما رأى إلا نفسه، و لو لا کذلک ما وقع التفاضل فی الرؤیة أصلا، و قد وقع التفاضل فیها کالرؤیة المحمدیة و هی أکمل رؤیة یرى فیها الحق و بها، فیرفعه بها منزلا لا یناله إلا المحمدیون، و هو منزلة الهویة .

( فإذن المتجلی له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحق) و هو مجلی رؤیته نفسه، و ما رأى الحق اشتغل الرامی برؤیة نفسه عن رؤیة المجلی .

الذی هو المجلی الحق، فلو لم تبد للرأی صورته أو صورة کون ربما کان یراه فما حجبنا عنه إلا نفوسنا فیه فلو زلنا عنه أیضا ما رأیناه لأنه ما کان یبقى ثمة بزوالنا من یراه .

فنحن لم نزل ما نراه بل نرى فیه نفوسنا، و لا یمکن أن یراه لأننا مقیدون بعدة قیود و الله تعالى مطلق لا یتقید، فلا مناسبة بل لا یرى المطلق إلا المطلق و لکن المطلق قد یتقید بحسب الاعتقاد، فلا یکون مطلقا فما رأیته مطلقا بل رأیت نفسک .


فإذا رأیت نفسک عرفت من أنت فتعلم عند ذلک هل أنت هو أو لست هو ؟

فإنه هنا یحصل لک العلم الصحیح فإنّ الدلیل قد یکون خلاف المدلول و قد یکون عین المدلول، فلا  شیء أول على الشیء من نفسه. " من عرف نفسه فقد عرف ربه" ، ثم تبعد الدلالة بقدر المناسبة و أقرب الشیء إلى الشیء نفسه .

قال تعالى: "تعلمُ ما فی نفْسِی و لا أعْلمُ ما فی نفْسِک" [ المائدة: 117] .

لأنها لک ولا أعلم ما فیها مما أخفیت من قرة أعین لأنه غیب عنه صلى الله علیه و سلم وذلک من بعد المناسبة بین العبد وبین ربه مع علمه .

( بأنها رأى صورته إلا فیه) و الذی رأى فیه صورته لا غیر و ذلک لأنه رأى الوجود کالمرآة لم یکد یراه و رأى عینه فیه محصورة بحکم .

کما قال الله تعالى: "وما مِنّا إلّا لهُ مقامٌ معْلومٌ " [ الصافات: 164] .


فالحصر عمّ الوجود و محصور یحصر ما، مع أنه یعلم أنه عینه من حیث کونه عدما له إطلاق صرف، و لکن یحکم الاتصاف بالوجود و الظهور فیه، أعطی للعین الحصر و انحصرت فیه لأنّ الحصر من لوازم أحکام الوجود، فیعلم أن التی رآها لیست صورته، فیحکم الأمر أنّ المتناقضان المتضادان فی آن واحد .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص87 تا 89

ثم نرجع إلى الاعطیات فنقول: إنّ الأعطیات امّا ذاتیة أو أسمائیة. فأمّا المنح و الهبات و العطایا الذاتیة فلا تکون أبدا إلّا عن تجلّ الهیّ و التجلّی من الذات لا یکون أبدا إلّا بصورة استعداد المتجلّى له و غیر ذلک لا یکون، فإذن المتجلّى له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحقّ.

برمى‌گردیم به عطایا و مى‌گوییم: عطایا یا ذاتى است یا اسمائى. منح و هبات و عطایاى ذاتیه نیست مگر از تجلیات الهى (یعنى از حقیقت این اسم جامع) و تجلى ذات نمى‌باشد مگر به صورت استعداد متجلى له (که عبد است) و جز این نیست. یعنى جز اینکه تجلى به صورت استعداد متجلى له باشد. پس متجلى له ندید مگر صورت خود را در مرآت حق.

قیصرى گوید:

همچنان که متجلى که خداى متعال است وجود مطلق غیر مقید به اسم جزئى یا به صفت معینه است ناچار متجلى له هم باید از رقیّت قیود مشخصه و عبودیت اسماء جزئى (مثل قهار و منتقم و علیم و حکیم و امثال آنها رها گردد تا سنخیت تحقق پیدا کند و قرب حاصل شود) ... جز اینکه از قیدى که به آن قید از رب خود تمیّز پیدا کرد، هیچ گاه تخلّص پیدا نمى‌کند، و چون از آن قیود مشخصه و عبودیت اسماء جزئیه خالص شد و رهایى یافت، بین او و بین ربش از این حیثیت مناسبتى حاصل مى‌شود. که به آن مناسبت تجلى ذاتى نیز حاصل مى‌گردد و جز صورت عین خودش را در مرآت حق نمى‌بیند (یعنى در وجود متعین در این صورت.) «شرح فصوص قیصرى، صص 105 و 106»

خلاصه اینکه همّش را واحد شود که به گرفتن رنگ وحدت، واحد به وحدت حقه حقیقیه را که ذات حق تعالى است بهتر مى‌یابد و به او قرب پیدا مى‌کند.

چنانکه اشعار به این نکته را از کریمه لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (غافر: 16) مى‌یابیم و در جوامع روایى از وسایط فیض الهى روایات بسیار نقل شده که همّ خود را واحد کنید یعنى از تشتت و تفرقه خاطر به در آیید که این را به إخلاص هم تعبیر مى‌کنند.

اى نه دله ده دله هر ده یله کن             صراف وجود باش و دل یک دله کن‏

یک صبح به إخلاص بیا بر در ما             گر کام تو بر نیامد آن گه گله کن‏

 ابن رشد در تلخیص الخطابة گوید:

پیران دلشکسته‌اند، در احترام و تجلیل آنها سفارشات اکیده شد آدمى را در زمان پیرى همّ واحد است، که این حسن بیشتر در پیرى است چه در جوانى خاطرات بسیارند و خواهشها گوناگون، و جمع پراکنده‌ها دشوار اگر چه در جوانى نیز حسنى است که هنوز صفات دنیاوى در او رسوخ نکرده و تجرید از آنها آسان است.

ذات الهى ممکن نیست دیده شود مگر حین تجلى اسمائى از وراى حجب نورانیه صفاتیه چنانچه در حدیث است.

ابن اثیر در اسد الغابة در شرح حال جریر بن عبد اللّه بجلى از او نقل مى‌کند: در شب بدرى ما با پیغمبر بودیم، رسول اللّه (ص) فرمود: «إنّکم ترون ربّکم یوم القیامة کما ترون هذا لا تضامون فی رؤیته» قیصرى حدیث را این طور نقل کرد: «سترون ربّکم کما ترون القمر لیلة البدر». و این اسماء و صفات براى ذات به منزله ابرهاى رقیقند که تعبیر به حجب شدند و باز چون حجاب جز وجود نیست و وجود نور است حجب نورانیه گفته شد. عارفى گوید:

کالشمس یمنعک اجتلاءک وجهها             و إذا اکتست برقیق غیم أمکنا

 چون خورشید که روى او تو را از اجتلائش یعنى نیک جلوه دادنش و هویدا دیدنش باز مى‌دارد اما چون روى او را أبر نازکى گرفت دیدنش میسور است.

و ما رأى الحقّ و لا یمکن أن یراه مع علمه أنّه ما رأى صورته إلّا فیه: 


چون دانستیم که تجلى ذاتى نیست مگر به صورت استعداد متجلى له و متجلى له ندیده است مگر صورتش را در مرآت حق پس بدان که چون عبد متجلى له مقید است و حق مطلق است و بزرگتر از آن که به صورت معینى محدود شود، تعالى اللّه عن ذلک، عبد حق را به طور اطلاق ندیده و نمى‌تواند ببیند، با اینکه مى‌داند که صورت خود را ندیده مگر در حق.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص:186-188

ثمّ نرجع إلى الأعطیات فنقول: إنّ الأعطیات إمّا ذاتیّة أو اسمائیّة.

چون در اوّل فص، عطایا را منقسم گردانید به دو قسم: عطایاى ذاتیّه؛ و عطایاى اسمائیّه، در اینجا شروع کرد در بیان فرق میان عطایاى ذاتى و اسمائى.

و «أعطیات» جمع «أعطیه» است. و اعطیه جمع عطا. و «عطا» و «منحه» که جمع وى «منح» است، هر دو به یک معنى آید.

فامّا المنح و الهبات و العطایا الذّاتیّة فلا تکون‏ ابدا الّا عن تجلّ‏ الهى. و التّجلى من الذّات لا یکون ابدا إلّا بصورة استعداد المتجلّى له و غیر ذلک لا یکون. فإذن المتجلّى له ما رأى سوى صورته فى مرآة الحقّ.

یعنى‏: عطاهاى گوناگون و فیض‌هاى افزون موزون که از ذات بى‏‌چون به بنده رسد، از تجلّى اسم جامع اللّه باشد؛ نه از دیگر اسماء صفات و افعال. و آن را «اسم جامع» از آن جهت گویند که: به اعتبارى اسم ذات است فقط، و به اعتبارى‏ اسم ذات است با جمیع صفات. و تجلّى که از ذات بود، نباشد، الّا بر صورت متجلّى له؛ که آن بنده است بحسب استعداد وى. از بهر آنکه ذات بى‏مثل حق تعالى منزّه است از آنکه او را صورتى معیّنه بود؛ تا چون تجلّى فرماید به آن صورت فرماید.

پس، حاصل سخن این باشد که: حق- عزّ شأنه- چون از ذات خود به بنده تجلّى کند، بمثابت آینه بود برابر شخصى؛ تا چنانکه صورت آن شخص بود از خوبى و زشتى، در آینه نموده شود.

و اگر بدین عبارت ادا کنیم، به فهم اقرب باشد که: انسان چون کامل شد، آن حصّه که وى را است از وجود مطلق، بر وى متجلّى گردد؛ و آن حصّه، عین ثابته وى است؛ پس صورت عین ثابته خود دیده باشد، نه حق. که حق- عزّ شأنه- از صورت معیّنه محدوده محصوره متعالى است؛ بنده مقید به صورت معیّنه چگونه حق را تواند دید؟ از آن جهت شیخ- قدّس سرّه- مى‏‌فرماید که: غیر ذلک لا یکون.

و شاید که تفسیر «غیر ذلک لا یکون» بدین وجه کنند، به سبیل تأکید، شیخ- قدّس سرّه- مى‏فرماید که: غیر ذلک لا یکون؛ یعنى: جز اینکه گفتیم که:

تجلّى به صورت متجلّى له بود، صورت نمى‏‌بندد. از بهر آنکه: میان متجلّى و متجلّى له مى‌‏باید که مناسبتى بود. و در این صورت مناسبت میان حق و بنده آن است که: حق تعالى، متجلّى است، به آن اعتبار که: چون وى مطلق است؛ و مقیّد به اسم و رسم نیست. و بنده نیز از رقّ قیود مشخّصه، مطلق و معرّا گشته.

و از عبودیّت اسماء جزئیّه مخلّص و مبرّا شده. چرا که: بنده اللّه است و بس.

با همگى وى فانى شده؛ افعال در افعال حق؛ و صفات در صفات حق؛ و از بنده جز آنکه به آن متمیّز است از حق، که آن وجود شخصى وى است، نمانده. پس چون مناسبت میان عبد و ربّ حاصل شد، تجلّى متواصل شد بدین صفت که: بنده جز خود را در آینه حق نبیند.

و اگر سایلى گوید که: وقت هست که نفس متجلّى مى‏‌گردد بر سالک دربعضى از مقامات؛ و به ربوبیّت ظهور مى‏‌کند، آن را «تجلّى شیطانى» گویند. و چون سالک از رقّ قیود خلاص نیافته باشد، از راه مى‏‌افتد؛ و دعوى ربوبیّت مى‏‌کند.

فرق میان تجلّى شیطانى و تجلّى رحمانى به چه چیز توان کرد؟.

جواب گوییم‏ که: فرق میان تجلّى شیطانى و تجلّى رحمانى آن است که:

شیطان، تجلّى به استعداد جزئى شخص، تواند کرد. و اشتباهى که مى‏‌افتد از آن است.

امّا حضرت عزّت- جلّ جلاله- چون تجلّی فرماید، بر استعداد کلّی بنده فرماید، که آن عین متجلّى له است؛ و شبهت و غلط را در آن، راه نیست؛ آن است تجلّى رحمانی.

پس بنا بدین مقدّمات، محقّق گشت که: متجلّى له- که بنده است- در حالت تجلّى حق بر وى، بجز صورت خود در آینه حق- جلّ جلاله- نبیند، که رسول- صلعم- از آن معنى، بدین عبارت خبر فرمود که: «المؤمن مرآة المؤمن».

و مؤمن اوّل، اسم حقّ است. و مؤمن ثانى، اسم بنده. از آن جهت که: چون مى‏‌بیند، خود مى‏‌بیند. هر دو را بنام «مؤمن» خواند. فهم من فهم.

و ما رأى الحقّ و لا یمکن أن یراه مع علمه أنّه ما رأى صورته إلّا فیه:

یعنى‏: این بنده که حقّ- جلّ و علا- بر وى متجلّى شد، حق را دیده؛ و ممکن نیست که حق را چنانکه حق است، ببیند. از براى آنکه: تا مناسبت تمام میان بنده و حق حاصل نشود، رؤیت محال باشد. و این بنده اگر چه از قیود نفس به ریاضت خلاص یافته، و متخلّق به اخلاق اللّه گشته، و از جهت حق، مناسبت حاصل کرده، امّا آنچه بنده به آن متعیّن گشته از وجود شخصى، هنوز باقى است. پس مناسبت تمام، او را حاصل نشده؛ پس رؤیت ممکن نباشد. و در چنین حال بنده رامحقق است که: صورت خود، چنانکه خود او است، ندیده، الّا در حق؛


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:187-189

ثمّ نرجع إلى الأعطیات فنقول إنّ الأعطیات إمّا ذاتیّة أو أسمائیّة. فأمّا المنح و الهیات و العطایا الذّاتیة فلا تکون أبدا إلّا عن تجلّ الهى. و التّجلّى من الذّات لا یکون أبدا إلّا بصورة استعداد المتجلّى له، غیر ذلک لا یکون، فإذا المتجلّى له ما رأى سوى صورته فى مرآة الحقّ.

أعطیات جمع اعطیه است و اعطیه جمع عطا؛ و منح جمع منحه و منحه نیز به معنى عطاست. چون شیخ در اوّل فص ذکر کرد که آن عطایا بعضى ذاتیّه است و بعضى اسمائیّه؛ و این انقسام به قسمین را تشبیه کرد به انقسام سؤال به قسمین.

و کلام منجر شد به بحث استعداد و اعیان و مباحث آن را به قدر احتیاج استیفا کرد، پس رجوع کرد به مقصود از بیان قسمین اولین و استیناف قسمت کرد از براى طول کلام و جمله معترضه بین المرام، و در مقام بیان فرق فرمود:

اما عطایاى ذاتیه را تحقق به تجلّى الهى است و چون حق سبحانه و تعالى به ذات خود تجلّى کند تجلّى او جز به صورت متجلّى له که عبد است نباشد و جز به حسب استعداد تجلّى نکند: بیت:

به قدر روزنه افتد شعاع در خانه‏ اگرچه جمله جهان پر ز نور خورشید است‏


از آنکه ذات الهى را صورتى متعیّن نیست تا بدان صورت تجلّى کند و میان متجلّى و متجلّى له از مناسبتى چاره نیست. چه استفاضه از مبدأ فیاض، بى‏وجود مناسبت صورت نبندد. و چون متجلّى ذاتیست مطلق که به اسمى و صفتى معین مقیّد نیست پس متجلّى له را، اعنى بنده را، چاره نباشد از آنکه رقبه خویش را از ربقه قیود مشخصه خلاص سازد و از عبودیت اسماى جزئیّه و تفرقه صفات به کمال اخلاص پردازد و طلب مقام شهود به اضمحلال رسوم و نفى قیود کند مگر قیدى که بدان متمیزست ذات او از ذات پروردگارش، از آنکه ممکن نیست که چیزى از ذات خود خلاص شود مگر به فنا و بر تقدیر فنا بنده معدوم شود و سخن در حال وجود اوست. پس این قید در اطلاق او قادح نیست از آنکه او به این قید اوست. خواجه قدس سره در بیان این مقام در نثر الجواهر آورده‏ اند:

بر عقل چو کشف پرده‏ها بود محال‏ عقل از پس پرده کرد از عشق سؤال‏

تا هست رونده هستى اوست حجاب‏ ور نیست شود که بهره یابد ز وصال؟

بنگر که چه گفت عشق با عقل سلیم‏ من خضر زمانم و تو موسى کلیم‏

خواهى که شوى ز صحبتم برخوردار یک سوى نه اعتراض و بنما تسلیم‏


پس وقتى که بنده از قیود خلاص یابد ازین حیثیت میان او و پروردگار مناسبتى حاصل شود، پس به تجلّى ذاتى مشرّف شود و عین صورت خود را در مرآت‏ حق بیند. بیت:

اى دل ز قیود چون فنا بگزینى‏                 و اندر طمع شهود حق بنشینى‏

چون پرده عزّت (غیرت- خ) از میان برخیزد در آینه خداى خود را بینى‏


و اما آنچه در میان طایفه مشهور است که «تجلّى ذاتى» موجب «فنا» و ارتفاع «اثنینیت» است، آن وقتى است که تجلّى ذاتى به صفت قهر و وحدت باشد که اقتضاى ارتفاع غیریت و از روى غیریت استدعاى انتفاى اثنینیت مى‌کند؛ و از براى این معنى حق سبحانه و تعالى در کلام مجید واحد قهار گفت آنجا که فرمود: لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ. و مى‏شاید که آنچه از کلام شیخ قدس سره مفهوم مى‏شود که تجلّى ذاتى مستلزم فنا نیست محمول باشد بر حال بقا بعد از فنا، و برین تقدیر تجلّى دیگرباره موجب فنا نیست: بیت:

چون عشق ترا کند ز هستى اخراج‏   باقى به بقاى حق شوى در معراج‏

آنگاه فنا راه نیابد در تو                   شه برده ویران ننهد هیچ خراج‏


و مراد ازین استعداد استعداد جزوى است که عین متجلّى له راست بعد از تخلص از مقتضیات نفس و طهارت از کدوراتش و إلا امر مشتبه گردد از آنکه نفس در بعضى احوال متجلى مى‏‌گردد و صاحبش ذوق ربوبیّت مى‌‏چشد و پیش از خلاص شدن از رق عبودیت سر به کبریا مى‌‏کشد و لمّه شیطانى از لمّه رحمانى در نمى‏‌یابد؛ و چون تمییز دشوار است و قائد توفیق در کار، گاه مى‌‏باشد که مدّعى اظهار ربوبیّت مى‏‌کند و دم از مقام طایفه‏‌اى مى‏‌زند که از قیود موهوم هستى رسته‏‌اند و به کلیّت وجود در دوست پیوسته، آن مدعى در طریق کبریا و نخوت پویان و عشق حقیقى در مخاطبه او گویان: بیت:

اى مرده‌‏اى که در تو ز جان هیچ بوى نیست‏ رورو که عشق زنده‌‏دلان مرده‌‏شوى نیست‏

ماننده خزانى و هر روز سردتر                         در تو ز سوز عشق یکى تار موى نیست‏

هرگز خزان بهار شود هین مجو محال‏                 حاشا بهار همچو خزان زشت‏خوى نیست‏

گیرم که سوز و آتش عشاق نیستت‏                 شرمت کجا شدست ترا هیچ روى نیست‏

عاشق چو اژدهاست تو یک کرم نیستى‏         عاشق چو گنجهاست ترا یک تسوى نیست‏


و ما رأى الحقّ و لا یمکن أن یراه مع علمه أنّه ما رأى صورته إلّا فیه 

یعنى آن‏کس که تجلّى ذاتى او را حاصل است با آنکه داند که صورت خود را در آیینه حق بیند حق را نبیند و ممکن نباشد که بیند


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 531-532

ثمّ نرجع الى الأعطیّات فنقول: إنّ الأعطیّات إمّا ذاتیّة أو أسمائیّة. فأمّا المنح و الهبات و العطایا الذّاتیّة فلا تکون ابدا إلّا عن تجلّ إلهىّ. و التّجلّی من الذّات لا یکون أبدا الّا بصورة استعداد المتجلّى له و غیر ذلک لا یکون. فإذن المتجلّى له ما رأى سوى صورته فی مرآة الحقّ؛ شرح یعنى چون حق- عزّ شأنه- از ذات خود به بنده تجلى کند، آن تجلى به مثابت آینه بود برابر شخصى‏ تا چنانچه صورت شخص بود، از خوبى و زشتى، در آینه نموده شود.

و ما رأى الحقّ و لا یمکن أن یراه مع علمه أنّه ما رأى‏صورته إلّا فیه: 

شرح یعنى ندید حق را، و ممکن نیست که بیند ما دام که قید تعیّن او باقیست، اگر چه متخلق به اخلاق الهى گشته است. و درین حال بنده را محقق است که صورت چنانچه خود است ندید مگر در مرآت حق.