عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانی عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها. فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلى له أنه ما رآه.  و ما ثم مثال أقرب و لا أشبه بالرؤیة و التجلی من هذا.

و أجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى إن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی و بین المرآة.)

(کالمرآة) من الفولاذ والزجاج (فی الشاهد) المحسوس. (إذا رأیت) أیها الإنسان (الصور فیها) سواء کانت صورتک أو صورة غیرک فإنک (لا تراها)، أی لا ترى ذات المرآة لاحتجابها عنک بالصور التی ظهرت لک فیها (مع علمک) من غیر شبهة (أنک ما رأیت)، تلک الصور أو صورتک أنت (إلا فیها)، أی فی تلک المرآة .

(فأبرز)، أی أظهر (الله) تعالى (ذلک) الذی هو والمرآة والصور التی فیها (مثالا نصبه) سبحانه وتعالى لک (لتجلیه)، أی ظهوره (الذاتی)، أی المنسوب إلى الذات العلیة (لیعلم المتجلى له) وهو العبد (أنه ما رآه)، أی ما رأى الله تعالى، وإنما رأى صورته التی هی مقدار استعداده لإدراک ذات الحق المتجلیة علیه .

رآها فی مرآة الذات العلیة وما رأى الذات العلیة.

(وما ثم)، أی هناک فی عالم الخلق (مثال) لهذا التجلی الذاتی (أقرب) للفهم (ولا أشبه بالرؤیة) للذات العلیة.

قال رضی الله عنه : (و) أشبه بنفس (التجلی)، أی الظهور (من هذا) المثال المذکور (واجهد فی نفسک) أیها الإنسان (عندما ترى الصورة)، التی ظهرت لک (فی المرأة أن ترى) بعینک (جرم المرآة) الذی هو نفس الفولاذ أو الزجاج فإنک (لا تراه أبدأ البتة).

أی قطعة من غیر شک ولا شبهة، وذلک لأن الصورة الظاهرة فی المرآة تحجب المرأة عنک برؤیتک لها، فلا تری جرم المرأة إلا إذا محیت تلک الصورة منها .

مع أن جرم المرأة أقرب إلیک من الصورة الظاهرة فیها، على قول من یجعل ذلک انطباعا فی صقالة وجه المرآة، لا فی نفس جرم المرآة .

ومن یجعل شعاع البصر یصک وجه المرآة ثم ینعکس على حقیقة الشیء الذی ظهرت صورته بالمرآة، فالصورة التی فی المرآة لیست فیها بل فی ذات ذلک الشیء، وإنما انعکس شعاع البصر بسبب صقالة وجه المرآة (حتى أن بعض من أدرک) بنفسه (مثل هذا الأمر المذکور فی صور المری) جمع مرآة "المرایا"حیث استتر جرم المرآة عن بصر الرائی بسبب ظهور تلک الصورة فی المرآة (ذهب) اجتهاده منه (إلى أن الصورة المرئیة) فی المرآة لیست منطبعة فی صقالة وجه المرآة ولا انعکس شعاع البصر بصقالة وجه المرآة إلى نفس تلک الصورة والمقابلة للمرآة ، بل تلک الصورة منطبعة فی الهواء الکائن (بین بصر الرائی وبین) جرم (المرآة هذا)  الأمر المذکور.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب ولا أشبَه بالرؤیة والتجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال رضی الله عنه : (کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصور فیها لا تراها) لمنع رؤیة الصورة عن رؤیة المرآة (من علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها) وذلک ظاهر.

(فابرز الله) أی أظهر الله (ذلک) الموجود المشاهد (مثالا نصبه) أی أقامه حجة (لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلی له أنه ما رآه) أی الحق کما لم یر المرأة إذ کل ما فی الشهادة دلیل على ما فی الغیب (وما ثمة) أی ولیس فی عالم الشهادة مثال أقرب ولا أشبه مثالا (بالرؤیة والتجلی من هذا) المثال (واجهد فی نفسک) بکلیتک (عندما نرى) .

أی عند رؤیتک (الصورة فی المرأة أن نرى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى أن بعض من أدرک مثل هذا) أی أدرک عدم رؤیة المرایا (فی صور المرایا ذهب إلى أن الصورة المرئیة) حاصلة (بین بصر الرائی وبین المرآة) لا فی المرآة.

لذلک حاجبة عن رؤیة المرآة فقد أصاب هذا البعض فی إدراک عدم رؤیة المرآة عند رؤیة الصورة لکن أخطأ فیما ذهب إلیه.لأنه لم یدرک أنه مثال لتجلیه الذاتی.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قوله: "مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فیه کالمرأة فی الشاهد إذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها. فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیة الذاتی لیعلم المتجلى له أنه ما رآه. وما ثم مثال أقرب ولا أشبه بالرؤیة والتجلی من هذا. وأجهد فی نفسک عندما ترى الصورة فی المرأة أن ترى جرم المرأة لا تراه أبدا ألبتة حتى أن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین نظر الرآئی و بین المرآة. "

قلت: یعنی به علم العبد المتجلی له، أنه ما رأى صورته إلا فی الحق تعالی وشبه ذلک بالمرآة فإن الإنسان إذا شاهد الشکل الذی فی المرآة لا یکون مشاهدا الجرم المرآة وکأنه یقول إن ذلک قد جرب وهو أن جرم المرآة وهو الصیقل

منها الذی یرى الشکل لا یراه أحد حین مشاهدته للشکل لکن یعلم أن الشکل ما ظهر لک إلا فی المرآة وبها

قوله: واجهد أنک إذا رأیت الشکل فی المرآة أن ترى جرم المرآة فهو إرشاد منه، تعالی و تقدس، إلى أدب أهل الله تعالى فی الشهود، فإنهم یجتهدون أن یروا المرآة أکثر من اجتهادهم أن یروا الشکل الذی فیها أی یرون الحق تعالی أقرب إلى شهودهم من رؤیة نفوسهم التی ظهرت فی مرآة تجلیه تعالى وأما جرم المرآة فقد  قال: "إنک لا تراه أبدا مع جواز إرادته"، 

رضی الله عنه أن یقول لک: جرب أنت ما قلناه، هل ترى جرم المرآة فی تلک الحالة؟

فإنک تعلم أنک لا تراه أصلا.

قال: ومن جملة ما ألجأ بعض الناس أن یقول: إن الشکل الظاهر فی المرآة هو بین البصر وبین الجرم الصیقل من المرآة، ما جربوه من أن جرم المرآة المذکور لا یرى، فتوهموا أن الشکل المذکور هو الذی حجب أبصارنا عن إدراک جرم المرآة لما عجزوا عن رؤیته.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال رضی الله عنه : " کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنّک ما رأیت الصورة أو صورتک إلَّا فیها ، فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلَّیه الذاتیّ لیعلم المتجلَّى له أنّه ما رآه ، وما ثمّ مثال أقرب ولا أشبه بالرؤیة والتجلَّی من هذا .

وأجهد فی نفسک عندما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة ، لا تراه أبدا البتّة " .

قال العبد أیّده الله به : اعلم : أنّ أهل التجلَّیات من أصحاب النبوّات وأرباب الولایات إنّما ترد علیهم بحسب استعداداتهم وخصوصیة قابلیاتهم الوجودیة ، وکذلک استعداداتهم فی عرصة الوجود العینی إنّما تکون بموجب استعداداتهم الغیبیّة غیر المجعولة فی حضرة العلم الذاتی .

 وقد أسلفنا لک من قبل أنّ صورة معلومیّة کلّ أحد لله تعالى أزلا قبل وجوده العینی هی حقیقته وعینه الثابتة وأنّها من حیث هی کذلک لیست أمورا وجودیة مغایرة للعلم مغایرة حقیقیة ، ولا زائدة على ذات العالم زیادة توجب الکثرة فی وحدته العلمیة .

بل هی صورة نسبه ومتعلَّقاته المظهریة وأحواله الغیبیّة وشئونه العینیة ، إذ لا معیّة لغیره معه أزلا وأبدا دائما وسرمدا « کان الله ولم یکن معه شیء » وهو الآن على ما هو علیه کان .

والعلم الذاتی أوجب تعیّن المعلومات فی حضرة العلم على ما هی علیها ، فهی إذن نسبة ونسب نسبة : کالعلم والعالمیة والمعلومیة ، والربوبیة والمربوبیة ، والظاهریة والمظهریة ، والظهور والبطون ، والقید والإطلاق ، والتعیّن واللا تعین وغیر ذلک .

 جمیع هذه الحقائق نسبه وأحواله النفسیّة ولا توجب کثرة فی عین الأحدیة ، کما لا توجب النصفیّة والثلثیة والربعیّة والخمسیة وغیرها من النسب کثرة قادحة فی وحدة الواحد .

وإنّما الکثرة فی عرصة العلم والتعقّل عندنا لا غیر ، فمهما حصل تجلَّی المتجلَّی له فی حضرة الوجود العینی ، فإنّما یحصل على صورة استعداد العین الثابتة الأزلیة التی لهذا المتجلَّى له أزلا لتعیّن التجلَّی من الشأن الذاتی الذی هو عینه .

وذلک استعداد ذاتی لهذا القابل الأزلی ، غیر مجعول ، لأنّ الفرض قبل الإیجاد وقبل الوجود فی حضرة الغیب ، فالتجلَّی الغیبی یتعیّن فی الذات فی غیب قابلیة المتجلَّى له أزلا أوّلا بحسب صورة ذلک الاستعداد الغیبیّ غیر المجعول .

ثم یظهر فی کل وقت وحال للمتجلَّى له فی عرصة الوجود العینی على تلک الصورة التی هی صورة الحق فی عینه العینّیة أو صورة عینه الغیبیة فی الحق کیف قلت فإنّک فی الکلّ مرآته من وجه وباعتبار .

وهو مرآة الکلّ من وجه وباعتبار ، فمهما تجلَّى لک فما رأیت فی تجلَّی الحقّ لک إلَّا صورتک الغیبیّة الأزلیة إن کان تجلّ ذاتی أو صورة نسبیة ذاتیة من النسب ، فما رأیت الله من کونه عین الکلّ ظاهرا بصورة الجمع والإطلاق الذاتی أبدا ، وإذا لم تره کذلک ، فما رأیته ، وما دمت أنت أنت ، ولم تکن عین الکلّ.

 فلن ترى الحق الذی هو عین الکلّ المطلق عن قید التعیّن فی الکلّ وبالکلّ ، وعن الجمع بین القید والإطلاق ، فکیف أنت تعلم أنّک متعیّن بصورتک الأزلیة الأصلیة العلمیة فی عین صورتک العینیة الفصلیّة الوصلیة الأبدیة فی مرآتیة الوجود الحق والحقّ المطلق ، فکما أنّ الرائی صورته أو صورة غیره فی المرآة لا یرى سوى صورة الناظر .

ولا یمکن أن یرى جرم المرآة حال استغراق الشهود والرؤیة بالصورة المثالیة المرئیّة ، إذ الشهود التعیّنی والإبصار الشخصی التشخّصی لا یسع فی کل وقت واحد معیّن إلَّا مشهودا واحدا معیّنا کذلک وصورة واحدة شخصیة ، مع علمه بأنّ تعیّن الصورة المشهودة وحصول الرؤیة وتعلَّق الشهود بما لیس إلَّا فی المرآة ، ولهذا تکسب الصورة صفتها ، فافهم .

قال رضی الله عنه : " حتى أنّ بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرئیّ ذهب إلى أنّ الصور المرئیّة بین بصر الرائی وبین المرآة:بیان الأقوال فی الإبصار

قال العبد : اختلفت الأقوال فی کیفیّة تعلَّق الرؤیة بالصورة المرئیّة فی المرآة :

فمن قائل : إنّ مثال الصورة منطبع فی المرآة ، ویتعلَّق به الشهود والرؤیة فی المرآة .

ومن قائل : إنّ الجسم الصقیل الصلب یوجب انعکاس النظر إلى ما یحاذی المرآة ، فیدرکه البصر خارجا عن المرآة .

وقیل له : لو کان ذلک کذلک ، لما أدرک الیمین شمالا ، ولا الصورة على شکل المرآة ، بل أدرکها کما هی خارجة عن المرآة .

وأجیب عن هذا : أنّ انعکاس النظر والقوّة الباصرة عن الجسم الصلب الصقیل یوجب ذلک فی مرآة البصر ، لأنّه انعکس بحسب المرآة فأدّى الصورة منصبغة بموجب محلّ انعکاس النظر أوّلا .

وقال بعضهم : الصورة غیر منطبعة فی المرآة ، ولکنّها بین بصر الرائی وبین المرئیّ.

وذلک مبلغه من العلم .

وقیل : إنّ الصورة مدرکة بعد انعکاس النظر عن الجسم الصقیل فی عالم المثال .

والحق أنّ الصورة لو لم تکن منطبعة فی المرآة ، لما تکیّفت بکیفیّتها من الاستدارة والاستطالة ، ولم تنعکس أیضا على قول القائلین بالانعکاس کذلک أیضا  فإنّها إن انعکست إنّما تنعکس بعد الانطباع .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال رضی الله عنه : ( کالمرآة فی الشاهد فی أنه إذا رأیت الصور أو صورتک فیها لا تراها ) أی جرم المرآة حیث ترى الصورة.

( مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها ) ثم ذکر أن مشاهدة الصور فی المرآة مثال نصبه الله تعالى لتجلیه الذاتی لیعلم المحقق أنه ما رأى ذاته تعالى بل رأى عینه فیه .

فقال رضی الله عنه : "فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلى له أنه ما رآه وما ثم مثال أقرب ولا أشبه بالرؤیة والتجلی من هذا واجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى أن بعض من أدرک مثل هذا فی صورة المرآة ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة".

یعنى أن المرئی فی مرآة الحق هو صورة الرائی لا صورة الحق .

وإن تجلى له ذات الحق بصورته لا بصورتها ، ولیس الصورة المرئیة فی ذاته تعالى حجابا بین الرائی وبینه سبحانه .

بل هی الذات الأحدیة المتجلیة له بصورته لا کما زعم من ذهب فی المرآة إلى أن الصورة حجاب بینها وبین الرائی فإنه وهم.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال رضی الله عنه : "ﻛﺎﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ: ﻻ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻚ ﺃﻧﻚ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺗﻚ" ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﻤﻞ، ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻞ ﺭﺃﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻴﻨﻪ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻟﺘﻘﻴﺪﻩ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻟﻪ.

قال رضی الله عنه : (ﻓﺄﺑﺮﺯ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﺎﻻ ﻧﺼﺒﻪ ﻟﺘﺠﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ﻟﻪ، ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ). ﺫﻟﻚ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﺫﻛﺮﻩ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻫﻮ (ﻣﺜﺎﻻ) ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺫﻟﻚ ﻣﺜﺎﻝ ﺃﺑﺮﺯﻩ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: (ﻧﺼﺒﻪ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ: ﻧﺼﺒﻬﺎ. ﺃﻭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺮﻡ. ﻭ (ﻣﺎ) ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ. ﺃﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ. ﻭﻫﻮ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﻳﻌﻠﻢ. ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﺊ ﺭﺁﻩ. ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻣﻴﺔ.

قال رضی الله عنه : (ﻭﻣﺎ ﺛﻤﺔ ﻣﺜﺎﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﻻ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﻲ) ﺃﻱ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. (ﻣﻦ ﻫﺬﺍ) ﺃﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ. (ﻭﺃﺟﻬﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ). (ﻣﺎ) ﻣﺼﺪﺭﻳﺔ. ﺃﻱ، ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ. (ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺟﺮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻟﺒﺘﺔ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ) ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ. (ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ).

ﺃﻱ، ﻫﻲ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﻭﻫﻲ ﺣﺎﺟﺒﺔ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال رضی الله عنه : "کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها. فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلى له أنه ما رآه. وما ثم مثال أقرب ولا أشبه بالرؤیة والتجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عندما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى إن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة. "قال رضی الله عنه : (کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصورة)، أی: صورة شیء (فیها لا تراها) أی: نفس المرأة (مع علمک بأنک ما رأیت الصور، أو صورتک إلا فیها) فالمرآة من حیث هذا العلم متجلیة ظاهرة، ومن حیث ستر الصورة لها إیاها باطنة.

 وإذا کانت رؤیة الصورة فی المرأة مانعة من رؤیة المرأة نفسها، (فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیة الذاتی) رؤیة الذات فی الدار الآخرة أو الدنیا .

کما قیل فی حق نبینا صلى الله علیه وسلم للتنبیه على أنها لا تکون إلا بانعکاس صورة استعداد المتجلى له فی مرآة الحق.

قال رضی الله عنه : (لیعلم المتجلى له أنه ما رآه) حین تجلى له، فهذا هو الحکمة فی خلق المرایا فی الشاهد؛ لأنه (ما ثمة) أی: فی الواقع (مثال أقرب) لحقیقة رؤیة الذات، (ولا أشبه بالرؤیة والتجلی من هذا المثال.

ثم بالغ فی شأن کمال هذا المثال لما یتوهم بعض الجهال من رؤیة المرأة عند رؤیة الصورة فیها، فقال: (واجهد فی نفسک عندما ترى الصورة فی المرأة أن ترى جرم المرآة) من المحل الذی ترى فیه الصورة (لا تراه البتة) لحجب الصورة عن رؤیته کأنها متوسطة بین الرائی والمرآة (حتى أن بعض من أدرک مثل هذا) المنع من رؤیة الجرم (فی صور المرایا، ذهب إلى أن الصورة المرئیة) فی المرأة ثابتة (بین بصر الرائی، وبین المرآة) لیست فی جرم المرآة، وإلا لم تحجب عن رؤیة ظاهر الجرم هذا البیان.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

مثال المرآة:وأمر هذا التجلی ورؤیة الصورة فیه وخفائه بعینه (کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصور فیها ، لاتراها) أی المرآة ضرورة أنه من شأنها أن یختفی بنفسها فی الصورة المرئیة .

ثم إنه یمکن أن یقال هاهنا بحسب الأنظار السخیفة وقواعدها : «إن ذلک لعدم إمکان توجه العقل بآلته الواحدة فی حالة واحدة نحو أمرین متغائرین ».

فقال : عدم رؤیة المرآة (مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلآ فیها) دفعا لذلک الوهم أولا إذ لو کان المانع ذلک لما أمکن له رؤیة الصور فیها أصلا۔

وتحقیقا لوجه المماثلة ثانیا ، فإن المرأة بهذا الوجه صارت مماثلة للحق .

( فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتی ) فی عالم المثال ( لیعلم المتجلى له ما رآه ؛ وما ثم مثال أقرب ) نسبة ( ولا أشبه ) حکما ( بالرؤیة والتجلی من هذا ) ؛ فإنها أظهرت صورة الرائی کما هی له مختفیا فیها ، بحیث لایرى منها صورة أصلا ، مع علمه أنه لا یرى الصورة إلآ فیها .

وهکذا سبیل الحقائق بالنسبة إلى الوجود عند أرباب النظر ، فإن بدیهة العقول شاهدة بأن سائر الماهیات بدیهیة کانت أو مکتسبة إنما یتحقق ویعلم فی الوجود مع عجزهم عن إدراک الوجود ، حتى ذهب بعضهم إلى أنه من الاعتبارات العقلیة التی لا وجود لها فی الخارج .

(واجهد نفسک عندما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة ، لا تراه أبدا ألبتة ) إلا عند إعراضک وصرف النظر عن الصورة الظاهرة والتفاتک نحوها وتحدیق النظر فیها .

فعلم من هذا أن الظاهر لدى الحش هاهنا هی الصورة، والجرم مختف فیها فهو کالباطن لها، ولا یخفى أن الصورة لوکانت ظاهرة فی الجرم أو به لکان الأمر بالعکس.

ومن ثمة وقع التحیر لأرباب العقول (حتى أن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة) بناء على ما ذهبوا إلیه من أن الصور المتجسدة إنما یتکون فی عالم المثال، لکن شرط ظهورها للحواس الظاهرة حضور الأجسام الهیولانیة ذوی السطوح الصقیلة عندها والتفاتها لها.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا.

وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة.)

قال رضی الله عنه : "أبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلى له أنه ما رآه.

و ما ثم مثال أقرب و لا أشبه بالرؤیة و التجلی من هذا.

و أجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى إن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی و بین المرآة. "

قال رضی الله عنه : (فأبرز الله ذلک)، أی ظهور الصورة فی المرآة (مثالا نصبه لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلى له انه ما رآه)، أی الذی رآه أو أی شیء راه على أن تکون "ما" موصولة أو استفهامیة .

والذی رأى صورته فی الحق والحق فی صورته .

(وما ثم مثال أقرب) من الممثل به (ولا أشبه بالرؤیة والتجلی) الذاتی (من هذا) المثال، وهو ظهور صورتک فی المرأة ورؤیتک إیاها فیها (واجهد فی نفسک عندما ترى) ما مصدریة.

 أی عند رؤیتک (الصورة فی المرآة) واستغراق الشهود والرؤیة بالصورة المثالیة المرئیة (أن تری جرم المرأة لا تراه أبدأ البتة) إلا عند صرفک النظر إلى الصورة و إعراضک عنها والتفاتک حق المرأة وتحدیق النظر فیها إذ الشهود الواحد والإبصار المتعین لا یسع فی وقت واحد إلا مشهودة واحدة معینة.

وإنما قال : جرم المرأة لأن بعض أحکام المرأة کالصقالة والکدورة والاستواء والانحناء قد یرى ولکن فی الصورة.

فالصورة مرآة الأحکام للمرآة کما أن المرأة مرآة لذات الصورة.

(حتى أن بعض من أدرک مثل هذا) الذی ذکرنا (فی صورة المری)، أی فی الصورة المرئیة فیها من أن الرائی هو الصورة لا المرآة.

 (ذهب إلى أن الصورة) المرئیة حائلة (بین بصر الرائی و بین المرآة) حاجبة عن رؤیته إیاها.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه :  (کالمرآة فی الشاهد إِذا رأیت الصورة فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصُّوَرَ أو صورتک إِلا فیها. فأبرز اللَّه ذلک مثالًا نصبه لتجلیه الذاتی‏ لیعلم المتجلَّى له أنه ما رآه.  وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤیة و التجلی من هذا. وأجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إِلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی وبین المرآة. )

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : ( کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصور فیها لا تراها مع علمک أنک ما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها . فأبرز الله ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتی لیعلم المتجلی له أنه ما رآه .   و ما ثمة مثال أقرب و لا أشبه بالرؤیة و التجلی من هذا . و اجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى أن بعض من أدرک مثل هذا فی صور المریا ذهب إلى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی و بین المرآة .  )

قال الشارح رحمة الله :

( کالمرآة فی الشاهد) أراد رضی الله عنه لتوضیح الأمر أن یقیس الغائب على الشاهد، و ضرب مثل (إذا رأیت الصور فیها لا تراها ): أی لا ترى نفس المرآة و جرمها و عینها: أی حین نظرک صورته لم تر صورة المرآة، کما قیل لا یصدر من الواحد إلا الواحد .

أما ترى جرم المرآة ما ترى نفسک و صورتک فیها مع علمک أنک مهما رأیت الصور أو صورتک إلا فیها مثله کمثل الضوء أنه یرى به کل شیء، و هو لا یرى بل ولا یمکننا أن نشیر إلیه .

فهو تعالى غائب حاضر منظور ناظر، باطن ظاهر، إنّ هذا لشی ء عجاب و لله المثل الأعلى، و هو العزیز الذی لا یرى من حیث هویته الحکیم، حتى یقال: إنه یرى من حیث ذاته .

( فأبرز الله ذلک ): أی حکم المرآة مثالا نصبه لتجلی الذات: أی أنّ الله تعالى قد ضرب الأمثال.

فقال تعالى: "کذلک یضْربُ اللّهُ الْأمثال" [ الرعد: 17] .

فالعالم کله بما فیه ضرب مثلا واحد لیعلم أنه هو یجعله دلیلا علیه وأمرنا بالنظر فیه .

فما ضرب الله فی العالم المثل صورة المرآة .


( لیعلم المتجلی له ما رآه ): أی الذی أراد أنه لا هو لا غیره، و ما ثم مثال محسوس أقرب من حیث الأخذ و الفهم أنه قریب المآخذ و الفهم و لا أشبه بالرؤیة و المتجلی المعقولین من هذا المثل المحسوس فإنک إذا رأیت الصورة الظاهرة فی الجسم الصقیل و حققت رؤیتک، فتجد تلک الصورة حالت بینک و بین إدراکک عین الجسم الصقیل الذی هو مجلاها فلا تراه أبدا، و الحق جلی صور الممکنات فلم یر العالم إلا العالم فی الحق، فافهم .

( و اجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة) قد ذکرنا بیانه آنفا فی المتن السابق .

( حتى أن بعض من أدرک مثل هذا فی الصور المرائی ذهب إلى أن الصورة المرئیة) هی التی حالت بین الرائی و المرآة عند المقابلة هذا أعظم ما قدر علیه من العلم فی الخبرة .

و الأمر کما قلناه و قررناه و ذهبنا إلیه و هو أنّ الإنسان یدرک صورة فی المرآة و یعلم قطعا أنه أدرک صورته بوجه، و یعلم قطعا بلا مرآته ما أدرکها بوجه لأنه یرى من الدقة و الرقة، إذا کان جرم المرآة صغیر، أو یعلم أنّ صورته أکبر من التی رآه بما لا یتقارب .

و إذا کان جرم المرآة کبیرا فیرى صورته فی غایة الکبر، و یقطع إنّ صورته أصغر من ذلک و لا یقدر أن ینکر أنه ما رأى صورته، و یعلم أنه لیس فی المرآة صورته، و لا هی بینه و بین المرآة، و لا هی انعکاس شعاع البصر إلى الصورة المرئیة فیها من خارج سواء کان صورته أو غیرها، إذ لو کانت کذلک لأدرک الصورة على قدرها و ما هی علیه، فلیس بصادق و لا کاذب فی قوله: إنه رأى صورته .


فما تلک الصورة المرئیة؟ و أین محلها؟ و ما شأنها؟

فهی منفیة ثابتة، معدومة موجودة، معلومة مجهولة .

أظهر الله سبحانه هذه الحقیقة الجزائیة لعبده، ضرب مثال لیعلم أنه عجز و حار فی محسوس مرئی مخلوق فهو بالخالق أعجز و أکثر حیرة .


"" أضافة الجامع من دراسة د. سعاد الحکیم الصورة عند الشیخ ابن العربی رضی الله عنه:

1 – الصورة المفردة - المضافة  :

تفریق بین الصورة و الهیولی ، أو الجسم والروح فی الإنسان الواحد ، ولکنه توغل بها ولم یحصرها بالإنسان بل عممها على مستویات الوجود کافة : العالم ، الحق ، الخلق ، المعانی . فکانت الصورة : وجودا عینیا للشیء فی مقابل حقیقته وماهیته ، أو مظهرا له فی مقابل الباطن .

یقول الشیخ : " ثم أوجد ( الحق ) فی هذا العماء جمیع صور العالم الذی قال فیه أنه هالک ، یعنی من حیث صورة ( الصورة ) إلا وجهه .

یعنی : إلا من حقیقته فإنه غیر هالک ، فالهاء فی وجهه تعود على الشیء .

ومثال ذلک  أن صورة الإنسان إذا هلکت ولم یبق لها فی الوجود أثر لم تهلک حقیقته التی یمیزها الحد ، وهی عین الحد له .

فنقول : الإنسان حیوان ناطق فإن هذه الحقیقة لا تزال له. وإن لم تکن له صورة فی الوجود.


2 - صورة الحق :

یقول الشیخ : أراد الحق أن یرى أعیان أسمائه الحسنى ، فخلق العالم مرآة ، ولکن صورته لم یستطعها أی جزء من هذا العالم بمفرده ، لذلک خلق بیدیه آدم ، الإنسان الکامل ، وصحت له الصورة لخلقه بالیدین ، ومن ثم صحت له الخلافة لکونه على الصورة .

وبذلک أضحت الصورة مسبوقة بخلق ( الیدین ) بکل ما تحویه هذه الکلمة من أبعاد . متبوعة بالخلافة بکل ما تفترضه فی الخلیفة من الظهور بالصورتین :

صورة الحق ( المستخلف ) صورة الخلق ( المستخلف علیه ) .

یقول ابن العربی الطائی الحاتمی : " وما حاز المؤمن السعة إلا بکونه على صورة العالم وعلى صورة الحق ، وکل جزء من العالم ما هو على صورة الحق.

وإنما صحت الصورة لآدم لخلقه بالیدین ، فاجتمع فیه حقائق العالم بأسره والعالم یطلب الأسماء الإلهیة . فقد اجتمع فیه الأسماء الإلهیة.

" إنما کانت الخلافة لآدم علیه السلام دون غیره من أجناس العالم ، لکون الله تعالى خلقه على صورته ،فالخلیفة لا بد أن یظهر فیما استخلف علیه ، بصورة مستخلفه وإلا فلیس بخلیفة له فیهم.


3 - صورة العالم :

یقول ابن العربی الطائی الحاتمی : " الإنسان الحیوان : خلیفة الإنسان الکامل ، وهو الصورة الظاهرة التی بها جمع حقائق العالم .

والإنسان الکامل هو الذی أضاف إلى جمعیة حقائق العالم ، حقائق الحق ، التی بها صحت له الخلافة."

یتضح من النص أن ( صورة العالم ) هی مرادف لمختصر العالم .

" أن ( صورة الحق ) لیست ضرورة فی صورة الإنسان الحدیة ، ینالها کل من دخل فی نوع الإنسان ، بل هی مرتبة وصفة ، لا یأخذها إلا الکامل من هذا النوع ( وعندها یسمى : صاحب الصورة أو صاحب العهد )

مرتبتها : التصرف فی المراتب الکونیة کلها ، لأنها مرتبة الخلافة .

صفتها کاملة جامعة : کاملة من حیث أن کل إنسان ینالها هو عالم مستقل وکل ما عداه هو جزء من العالم ، جامعة من حیث أن الإنسان المذکور یجمع فی حقیقته کافة حقائق الخلق والحق.


یقول ابن العربی الطائی الحاتمی : " وإنما هی ( الصورة ) للنفس الکاملة کنفوس الأنبیاء ، ومن کمل من الناس .

یقول :" الإنسان ... بما هو إنسان هو قابل للصورة ، إذا أعطیها لم یمتنع من قبولها الخلیفة وهو صاحب الصورة .

یقول :" الإنسان الکامل هو ( صورة الحق ) : تعنی هذه العبارة أن الإنسان الکامل ( وحده دون سائر المخلوقات ) یمکن أن نطلق علیه جمیع الأسماء الإلهیة ، ما عدا الوجوب الذاتی ، فصورة الحق إذن هی مظهره الصفاتی الأسمائی .


یقول ابن العربی الطائی الحاتمی : " ولا خلق ( الله ) الإنسان عبثا بل خلقه لیکون وحده على صورته ، فکل من فی العالم جاهل بالکل عالم بالبعض ، إلا الإنسان الکامل وحده فإن الله علمه الأسماء کلها ، وآتاه جوامع الکلم فکملت صورته فجمع بین صورة الحق وصورة العالم ، فکان برزخا بین الحق والعالم .  (الإنسان) مرآة منصوبة یرى الحق صورته فی مرآة الإنسان.

یقول : ومعنى رؤیة صورة الحق فیه : إطلاق جمیع الأسماء الإلهیة علیه ... فالإنسان متصف ،

یسمى : بالحی العالم المرید السمیع البصیر المتکلم القادر وجمیع الأسماء الإلهیة ... تحت إحاطة هذه الأسماء السبعة ".


" لقد استعمل ابن العربی الطائی الحاتمی جملة تمثیلات لتفسیر نشوء الکثرة عن الوحدة ( ظلال ، مرایا ، صور ... ) فکل ما سوى الحق هو صورة له ، وتتفاضل الصور نظرا لاستعداد المحل المنظور به ، من حیث أن کل موجود یظهر بصورة الحق التی تقتضیها عینه الثابتة.

إذن ( الصور ) هی مبدأ الکثرة والتفاضل فی الوحدة الوجودیة .

فالوجود المطلق ( الحق ) یتجلى فیما لا یتناهى عدده من الصور ، التی لا تقوم بذاتها بل تفتقر فی وجودها إلى الحق مع الأنفاس .


یقول ابن العربی الطائی الحاتمی : " وکل ما سوى الله قد ظهر على صورة موجوده ، فما أظهر

إلا نفسه ، فالعالم مظهر الحق على الکمال ... ثم أن الله اختصر من هذا العالم مختصرا مجموعا ، یحوی على معانیه کلها من أکمل الوجوه سماه آدم ، وقال أنه خلقه على صورته  ".

ویقول : " الشخص وإن کان واحدا فلا تقل له ظل واحد ولا صورة واحدة ... فعلى عدد ما یقابله من الأنوار یظهر للشخص ظلالات ، وعلى عدد المرأی تظهر له صور ، فهو واحد فی ذاته متکثر من حیث تجلیه فی الصور ، أو ظلالاته فی الأنوار فهی المتعددة لا هو ، ولیست الصور غیره ".


یقول الدکتور عبد المنعم الحفنی : الصور فی طور التحقیق الکشفی علویة وسفلیة : والعلویة حقیقیة و اضافیة .

والعلویة الحقیقیة : هی صور الأسماء الربوبیة والحقائق الوجوبیة والحقیقة الفعالة ...

والعلویة الإضافیة : هی حقائق الأروح العقلیة ، المهیمنیة والنفسیة .

وأما الصور السفلیة : فهی صور الحقائق الامکانیة ، وهی أیضا منقسمة إلى علویة وسفلیة.

فمن الصور العلویة  : ما سبق من الصور الروحانیة ، ومنها صور عالم المثال المطلق والمقید .

وأما الصور السفلیة : فمنها : صور عالم الأجسام الغیر عنصریة کالعرش والکرسی .

ومنها : صور العناصر والعنصریات . ومن العنصریات الصور الهوائیة والناریة .


ومنها : الصور السفلیة الحقیقیة وهی ثلاث :

صور معدنیة .

وصور نباتیة .

وصور حیوانیة .

وکل من هذه العوالم یشتمل على صور شخصیة لا تتناهى ولا یحصیها إلا الله سبحانه ، والحقیقة الفعالة الإلهیة فاعلة ، بباطنها من الصور الاسمائیة ، وبظاهرها الذی هو الطبیعة الکلیة التی هی مظهرها ، أصل صور العوالم کلها .  ""


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص88 تا 89

کالمرآة فی الشاهد إذا رأیت الصور فیها لا تراها مع علمک أنّک ما رأیت الصّور أو صورتک إلّا فیها. فأبرز اللّه ذلک مثالا نصبه لتجلّیه الذاتی لیعلم المتجلّی له أنّه ما رآه. و ما ثمّة مثال أقرب و لا أشبه بالرؤیة و التجلّی من هذا. 

و أجهد فی نفسک عند ما ترى الصورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتّى أنّ بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب الى أن الصورة المرئیة بین بصر الرائی و بین المرآة

چون آیینه نسبت به کسى که صورتش را در او مى‌بیند که وقتى صورت را در آیینه دیدى آیینه را نمى‌بینى با اینکه مى‌دانى صورتها یا صورتت را ندیده‌اى مگر در آن و خداى تعالى مرآت را مثال تجلى ذاتى خویش قرار داد تا متجلى له بداند که او را ندیده است و مثالى اقرب و اشبه به دیدن و تجلى حق از دیدن در مرآت نیست. تو خود تلاش کن تا آن گاه که صورت را در آینه مى‌بینى جرم آینه را هم ببینى و البته هرگز نخواهى دید، حتى بعضى گفتند: صورت مرئى، بین رائى و مرآت است یعنى مرآت اصلا مرئى و ملحوظ نیست.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 189

کالمرآة فى الشّاهد اذا رأیت‏ الصورة فیها لا تراها مع علمک انّک ما رایت الصّور او صورتک إلّا فیها.

بر مثال آینه در این عالم؛ که چون در مقابل شخص آید، شخص صورت خود در آن ببیند؛ و آینه را نبیند. و در این حال مى‏داند که صورت خود [را] ندید الّا در آینه.

فأبرز اللّه ذلک مثالا نصبه لتجلیه الذاتى لیعلم المتجلّى له ما رآه و ما ثمّ مثال اقرب و لا اشبه بالرّؤیة و التّجلى من هذا. و اجهد فى نفسک عند ما ترى الصّورة فى المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه ابدا البتّة حتّى إنّ بعض من ادرک مثل هذا فى صور المرایا ذهب إلى أنّ الصّورة المرئیّة بین بصر الرّائى‏ و بین المرآة.

ذلک اشاره است به مرآة؛ و به اعتبار ما بعد که آن «مثالا» است به صیغه تذکیر گفته؛ گویا در این تقدیر است که: ذلک مثال أبرزه اللّه. و هم از این جهت است که گفته: نصبه- به صیغه تذکیر- و شاید که: تذکیر ضمیر در هر دو به اعتبار آن بود که: مرآت جرمى است. و جرم مذکّر است. و «ما» در «ما رآه» موصول است؛ یعنى‏: الّذى راه. و محلّ از اعراب، نصب است؛ که مفعول «یعلم» است. و «ما» در «ما ترى» ماء مصدریّه است؛ یعنی: عند رؤیتک الصورة فی المرآة.

یعنى: اللّه تعالى ظاهر گردانید آینه را، تا مثالى بود اهل عالم را مر تجلّى- ذاتى حق بر خلق؛ تا چون نظر کنند در آینه، جز صورت خود نبینند. پس بدانند که: ذات الهى نتوان دید، الّا وقتى که تجلّى اسمایى فرماید از وراى حجاب نورى. و هیچ مثالى به فهم نزدیکتر و به دیدن تجلّى مانند‏تر از آینه نیست. تو جهد کن تا در حالت صورت خود در آینه دیدن، هیچ مى‏‌توانى که جرم مصقول آینه را ببینى؟ هر چند جهد کنى، نتوانى دیدن البتّه.

چون طلعت خورشید تو تابان گردد از سایه خود دلم شتابان گردد

زیرا که چو آئینه ز صورت پر شد ناچار رخ آینه پنهان گردد

ضى، خود برآنند که: هر کس که آینه را برابر خود دارد، خود را ببیند. آن صورت مرئیّه میان دیده بیننده و میان آینه واسطه حجاب مى‏شود؛ تا بیننده آینه را نبیند.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:190-192

کالمرآة فى الشّاهد إذا رأیت الصّور فیها لا تریها مع علمک إنّک ما رأیت الصّور أو صورتک إلّا فیها.

چنانکه ناظر در آیینه صورت خود را بیند و با آنکه داند که صورت خود را در آئینه بیند؛ آینه را نه‏بیند آرى. بیت:

چنان ببندد چشمت که ذره را بینى‏ میان روز و نه بینى تو شمس کبرى را

ز چشم‏بند ویست اینکه موج مى‏بینى‏ میان بحر و نه بینى تو هیچ دریا را


و تحقیق کلام درین مقام آنست که بنده مادام که باقیست خلاص از جمیع قیودش میسّر نشود؛ بلکه از بقاى ما به التعیّن که چاره نیست هنوز مناسبت تامه حاصل نگردد، پس او را رؤیت و شهود حق ممکن نباشد چنانکه در آینه مصیقل اگرچه صورت خود را بینى امّا آن موضع را از آینه که صورت را در آن موضع مى‏بینى نتوانى دید: بیت:

تا تو خود را پایبندى باد دارى در دو دست‏ خاک بر خود پاش کز تو هیچ نگشاید ترا


تا از تو اثرى باقیست و صورت خود را در آئینه مى‌‏بینى از دیدن تمامى آینه محرومى، با آنکه مى‏دانى که ظهور صورت تو جز در آئینه نیست. بیت:

تو محجوب از او هم ز دست خودى‏ چو ماهى گرفتار شصت خودى‏


حاصل آنکه چون انسان به کمال رسد متجلّى شود به تجلّى ذاتى حق، حصّه‌‏اى که او راست از وجود مطلق و آن حصّه عین ثابته اوست، پس صورت عین خود را بیند نه حق را؛ و ممکن نیست که او را بیند از براى تقیّد بنده و اطلاق حق و متعالى بودن او از صورت معینه حاضره. آرى:

حجاب طلعت جانان توئى تست اى نادان‏                                         حجاب از پیش برخیزد چو تو از خود شوى یکتا

براى رحمت فردا مباش (براى وعده فردا مباش- خ) امروز در زحمت‏ اگر دیدار مى‏جوئى ز دید خویشتن فرد آ


فأبرز اللّه ذلک مثالا نصبه لتجلّیه الذّاتى لیعلم المتجلّى له أنّه ما رآه.

پس حق تعالى مثالى از براى تجلّى ذاتى ابراز کرد تا متجلّى له داند که چه مى‌‏بیند و به زبان حال از آینه جمال این خطاب بشنود:

بیت:

گرچه بسیارى به سر گردیده‌‏اند                                     خویش را بینند و خود را دیده‏‌اند

هیچ‏کس را دیده بر ما کى رسد                                    چشم مورى بر ثریا کى رسد

اى شده هم در جوال (اى شده اندر جوال- خ) خویشتن‏    مى‏پرستى هم خیال خویشتن‏

کار بیرون است از تصویر تو                                    چند جنبانم بگو زنجیر تو؟


و ما ثمّة مثال أقرب و لا أشبه بالرّؤیة و التّجلّى من هذا. و اجهد فى نفسک عند ما ترى الصّورة فى المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتّة حتّى أنّ بعض من أدرک مثل هذا فى صور المرایا ذهب إلى أنّ الصّورة المرئیّة بین بصر الرّائى و بین المرآة.

و اینجا هیچ مثالى اقرب و اشبه به رؤیت و تجلّى ذاتى ازین مثال نیست زیرا که اگر جهد کنى در آن حالت که صورت در آینه مى‏‌بینى که جرم آینه را بینى نتوانى‏ دید؛ تا به غایتى که بعضى ناظران در آینه گفتند که صورت میان چشم ناظر و آینه است نه در آینه؛ و صورت مرئیّه حاجبست از رؤیت مرآت. بیت:

توئى حجاب خود ار نه ز دوست خالى نیست‏ به هر جهت که نهى روى از نشیب و فراز


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 533

کالمرآة فی الشّاهد إذا رأیت الصّورة فیها لا تراها مع علمک أنّک ما رأیت الصّور أو صورتک إلّا فیها.

چون آینه که در برابر شخص دارند، صورت در آن بیند و آینه را نبیند با آن که مى‏داند که صورت خود ندید إلّا در آینه.

فأبرز اللّه- تعالى- ذلک مثالا نصبه لتجلّیه الذّاتی لیعلم المتجلّى له ما رآه. و ما ثمّ مثال أقرب و لا أشبه بالرّویة و التّجلّی من هذا. و أجهد فی نفسک عند ما ترى الصّورة فی المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتّة حتّى إنّ بعض من أدرک مثل هذا فی صور المرایا ذهب إلى أنّ الصّورة المرئیّة بین بصر الرّائى و بین المرآة. 

شرح در باب شصت و سیّم فتوحات فرموده است که: برزخ حاجزى معقوله است میان دنیا و آخرت، چون خطّى فاصل میان سایه و آفتاب، که آن خطّى موهوم خیالى است. چنانکه آدمى صورت خود را در آینه بیند و به یقین داند که ‏آن صورت ویست، و از آن جهت که در آینه خرد صورت خود را خرد مى‌‏بیند، و در آینه بزرگ بزرگ، مى‏‌گوید که این صورت من نیست. پس بنا بر این تردّد هم منفى بود و هم مثبت. و حقّ- جلّ ذکره- آینه را ضرب مثل آفرید، تا بدانند که از ادراک حقیقت، مثل این صورتى‏ که هم ازین عالم مخلوق است، عاجز است، از ادراک حقیقت رؤیت ذات جناب کبریا، به طریق اولى که عاجز بود.