عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة عشر:

جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً. فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن الرسالة والنبوة  أعنی نبوة التشریع، ورسالته تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبدا. فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء ، فکیف من دونهم من الأولیاء؟  و إن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.  )
(فإن الرسالة والنبوة أعنی نبوة التشریع) لا نبوة التبلیغ (ورسالته)، أی التشریع لا التبلیغ (ینقطعان) فی الزمان لا فی الثبوت بحیث یزولان عمن یتصف بهما أبدا، وقد انقطعت النبوة والرسالة بنبوة نبینا ورسولنا محمد صلى الله علیه وسلم ، بحیث لم یبق أحد یتصف بذلک إلى یوم القیامة (والولایة لا تنقطع أبدأ) بل هی باقیة إلى یوم القیامة کل من عمل بشروطها التی هی طهارة الظاهر والباطن من البدع والمخالفات، والتحلیة بالأعمال الصالحة نالها، ومن لا فلا.
واعلم أن طور الولایة هو الکشف فی الحضرات الإلهیة، وطور النبوة هو الکشف فی الحضرات الملکیة.
وطور الرسالة هو الکشف فی الحضرات الإنسانیة ، ولا یمکن أن یوجد الکشف فی الحضرات الملکیة والبشریة إلا بعد الکشف فی الحضرات الإلهیة.
ولهذا لا یکون نبی أو رسول إلا وهو ولی، وأما الکشف فی الحضرات الإلهیة فإنه یوجد من دون الکشف فی الحضرات الملکیة والبشریة فیکون ولیا ولیس بنبی ولا رسول.
وهذه الکشوفات الثلاثة قد تکون مع التشریع بطریق الأصالة وقد تکون مع التبلیغ بطریق الوراثة.
کما یشیر إلیه قوله تعالى: «قل هذه سبیلی أدعوا إلى الله على بصیرة أنا ومن اتبعنی " 108 سورة یوسف.
فقد سوى بینه وبین من اتبعه فی البصیرة ولیست إلا العلم بما ذکر، والفارق الاتباع والاستقلال، فالمتبوع مشرع والتابع وارث، فالذی ینقطع التشریع الإرث
(فالمرسلون) علیهم السلام (من) جهة (کونهم أولیاء)، وهذه جهة العلم بالله تعالى من حیث هو تعالى لا من جهة کونهم أنبیاء.
لأنها جهة العلم بالله من حضراته الملکیة، ولا من جهة کونهم رسلا، لأنها جهة العلم بالله من حیث حضراته الإنسانیة.
وهذا العلم مما یتعلق به تعالى من جهته تعالى من حیث هو فی نفسه (لا یرون)، أی یشهدون (ما ذکرناه) من العلم السابق بیانه (إلا من) نور (مش?اة خاتم الأولیاء) من الأنبیاء والمرسلین علیهم السلام کما مر.
فإن ختم الولایة فی زمان المرسلین الماضین علیهم السلام لم یکن إلا فی ولایة النبوة، ?ولایة الخضر علیه السلام وولایته الرسالة فقط، وأما ولایة الإیمان فحقها فی هذه الأمة فی کل زمان فی کلمة شیئیة إلى یوم القیامة، ومعلوم أن المرسلین لیسوا فی هذه الأمة.
قال الشیخ رضی الله عنه: (فکیف) حال (من دونهم)، أی دون المرسلین علیهم السلام (من الأولیاء) ولایة نبوة أو ولایة إیمان فإنهم لا یرون ذلک العلم إلا من مشکاة خاتم الولایة بالطریق الأولى، فأصحاب الولایة النبویة لا یرونه من خاتم الولایة النبویة، وأصحاب الولایة الإیمانیة یرونه من خاتم الولایة الإیمانیة .
(وإن کان خاتم الأولیاء) سواء کان ولایة نبوة أو ولایة رسالة أو ولایة إیمان (تابعة فی الحکم) العملی (لما جاء به) من عند الله تعالى .
(خاتم الرسل) فی کل زمان من الأزمنة الماضیة بالنسبة إلى الأنبیاء والمرسلین والمستقبلة بالنسبة إلى أولیاء الإیمان (من التشریع)، أی البیان الإلهی ?الخضر علیه السلام خاتم ولایة النبوة فی زمان موسی علیه السلام.
فکان موسى علیه السلام متبعا له لیرى هذا العلم من مشکاته، وهو متبع لموسى علیه السلام من حیث تشریع الأحکام، ولهذا أفاده موسی علیه السلام أن خرق السفینة وقتل الغلام أمران من?ران فی ظاهر الحکم.
والحاصل أن الرسالة والنبوة اللتین قد انقطعتا إلا أن لهما ولایتان ولکل ولایة
منهما خاتم فى کل زمان من تلک الأزمنة الماضیة وکذلک ولایة الإیمان الباقیة إلى
یوم القیامة لها خاتم فی کل زمان.
وهذا العلم مخصوص بخاتم الولایة من المرسلین أو الأنبیاء والمؤمنین، ولا یراه أحد من المرسلین أو الأنبیاء فی زمن وجودهم إلا من مشکاة خاتم ولا یتهم.
فکذلک لا یراه أحد من أولیاء المؤمنین إلى یوم القیامة إلا من مشکاة خاتم ولایتهم.
(فذلک)، أی کون خاتم الأولیاء من المرسلین أو الأنبیاء أو المؤمنین تابعة الخاتم الرسل فی التشریع (لا یقدح فی مقامه) الذی هو ختم الولایة.
فإنه مقام عالی بالنسبة إلى من لم یکن خاتمة من نوعه ذلک لحصوله على ذلک العلم بطریق الأصالة وغیره بالتبعیة له (ولا یناقض ما ذهبنا إلیه) من کون من لم یکن خاتمة لا یرى ذلک إلا من مشکاة الخاتم بطریق التبعیة له فی ذوقه ذلک.
(فإنه)، أی خاتم الأولیاء المذکور (من وجه ی?ون أنزل)، أی أدنى منزلة ممن تابعه (کما أنه)، أی خاتم الولایة (من وجه) آخر (یکون أعلى) من غیره .

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
(فإن الرسالة والنبوة أعنی نبوة التشریع ورسالته) لا الرسالة والنبوة بمعنى الإخبار عن الحقائق الإلهیة فإنهما لا تنقطعان (تنقطعان) لکونهما من الصفات البشریة وهما ظاهر الولایة والظاهر لا یرى ما یراه من کونه باطنا إلا من مشکاة الباطن.
قال رضی الله عنه : (والولایة لا تنقطع أبدا فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء فکیف من دونهم من الأولیاء وإن کان خاتم الأولیاء تابعة فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع فذلک) .
أی کون خاتم الأولیاء تابعا لما جاء به الرسول الختم (لا یقدح فی مقامه) أی لا یمنع متبوعیته لخاتم الرسل فیما ذکرناه (ولا یناقض) ?ونه تابعا (ما ذهبنا إلیه) من أنه متبوع فی ذلک العلم الخاص .
(فإنه) أی خاتم الأولیاء (من وجه) أی من حیث إنه تابع لخاتم الرسل (یکون أنزل) أی تحت خاتم الرسل فی هذه المرتبة.
(کما أنه من وجه) أی من حیث إنه متبوع له (یکون أعلى) أی فوقه فیما ذکرنا فلا یناقض ولا ینبغی أن یتوهم أفضلیة خاتم الأولیاء على خاتم الرسل وغیره فی ذلک الوجه الخاص.
وهو کونه متبوعا لخاتم الرسل فی رتبة علم التجلی الذاتی لأن قوله من وجه یکون أعلى لا یدل إلا على تقدمه فی ذلک العلم ولا یلزم منه الأفضلیة فی تلک المرتبة.
فإن أفضلیة الممکن وشرفه لیست بالتقدم والمتبوعیة سواء کان فی رتب العلم بالله أو فی غیره ولا فی حد ذاته وإنما کانت أفضلیته بتکریم الله تعالى إیاه وتشریفه.
کقوله تعالى: "ولقد کرمنا بنی آدم " 70 سورة الإسراء. أی جعلناه مکرما فکان مکرما من عند الله لا من عند نفسه ومرتبته .
و کقوله : "تلک الرسل فضلنا بعضهم على بعض" 253 سورة البقرة . فکان فضل بعض على بعض بتفضیل الله تعالى ."وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِینَ عَلَى الْقَاعِدِینَ أَجْرًا عَظِیمًا (95)" سورة النساء.
کما قال الشیخ رضی الله عنه فما جمع الله لآدم بین یدیه إلا تشریفة وما ورد النصوص على أفضلیة الأنبیاء وسیادتهم عند الله على الأولیاء إلا على الإطلاق وفی کل مرتبة .
فما کان الممکن شریعة و فاضلا إلا بالنص الإلهی لا بالمتبوعیة فی رتب العلم.
ألا ترى أن علم الله تابع للعموم والمعلوم أنت وأحوالک وهل یلزم من التقدم فی تلک المرتبة أفضلیتک من هذا الوجه .
فإن الله محیط من ورائهم من وجوداتهم وأحوالهم من الظواهر والبواطن ولیست ذات المعلوم وماهیته أمرا مستقلا فی نفسه حتى یکون الواجب الوجود لذاته بل هو أثر حاصل من تجلیات أسمائه وصور علمه فلا جعل فی نفس الماهیة.
فإن الله تعالى موجب لأسمائه وصفاته ومقتضیاتهما ومختار فی إعطاء الوجود إلى الماهیة فالجعل لا یکون إلا بعد مرتبة الصفات والأسماء ومقتضیاتهما فذات المعلوم.
تجمیع أحواله من المتبوعیة وغیرها کل ذلک من إعطاء الله تعالى وإنما یثبت أفضلیته من حیث هو متبوع على التابع إذا لم یکن متبوعیة ذلک المتبوع من التابع، فکان التابع من حیث إنه تابع أفضل من المتبوع من حیث إنه متبوع لکون المتبوعیة له من إعطاء التابع..
فکان الله أعلى وأشرف على معلوماته من کل الوجوه .
فکذلک ختم الرسل لکونه جامعا لجمیع المراتب التی کانت فی حق المخلوق فهو محیط بجمیع المراتب الإمکانیة وتابعیه ختم الرسل بختم الأولیاء تابعیة صاحب القوى قواه فی أخذ مراداته.
وکذلک صاحب الأسباب تابع لأسبابه لتحصیل بعض أفعاله فکان خاتم الأولیاء مرتبة من مراتب ختم الرسل .
وهو معنى قوله وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل وهو معنى قوله : فما یلزم الکامل وبه أخذ من خزینة الحق هذا العلم کما أخذه عن جبرائیل علیه السلام علم الشرائع وهو "خاتم المرسلین صلى الله علیه وسلم" مفضل على جبرائیل بالنص الإلهی .
والنص على إطلاقه فلزم أنه مفضل علیه من کل الوجوه . فثبت بالنص أن خاتم الرسل مفضل على خاتم الأولیاء فی ذلک الوجه لعموم النص على جمیع الوجوه فخاتم الأولیاء خادم لختم الرسل لأخذه هذا العلم عن المعدن .
فکان المراد من قوله من وجه یکون أعلى بیان لزیادة مرتبة خاتم الأولیاء من الوجه المذکور ولا یلزم منه الأفضلیة من هذا الوجه عند الله إذ الزائد قد یکون أدنى من الإنزال لتوسط الإنزال .
فأنزلیة ختم الرسل منه من جملة کمالاته لیست بمعنى الدناءة وقد نزل القرآن وحمد على تنزیله ولو دلیتم بحبل لهبط على الله .
فنزول الشریف اللطیف عین کماله ، ولما بین مرتبة خاتم الأولیاء أورد الدلیل الشرعی على ما ذهب إلیه تسهیلا لفهم الطالبین .

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
فقال رضی الله عنه : " فإن الرسالة والنبوة أعنی نبوة التشریع ورسالته تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبدا. فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟ وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى."
إلا إنا نعلم أن الولایة مرتبتها فوق مرتبة النبوة، والنبوة مرتبتها فوق مرتبة الرسالة.
فإذا جمعت الثلاثة لواحد کما جمعت لرسول الله، صلى الله علیه وسلم، فهو ولی نبی رسول إلا أن ولایته فوق نبوته، ونبوته فوق رسالته، لأن الولایة هی حاله، علیه السلام، عند ما قال: «لی وقت لا یسعنی فیه غیر ربی» فهو یلی الحق ویأخذ عن الحق تعالی بلا واسطة الملک .
وفی مرتبة النبوة یأخذ عن الحق تعالی بواسطة الملک والنبوة مشتقة من الإنباء وهو الإخبار بواسطة جبرائیل، علیه السلام.
لکن نبوته فوق رسالته لأن النبوة حدیثها حدیث جبرائیل معه، علیه السلام، وأما الرسالة، فحدیثها حدیث البشر فلا یخفى أن النبوة أعلى وقد ذکر الشیخ هذا المعنى فی بیت شعر وهو قوله:
مقام النبوة فی برزخ     …… دوین الولی وفوق الرسول
ومراده ما ذکرناه وقوله: حتى أن الرسل لا یرونه متى رأوه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء، أمره سهل مما ذکرناه، لأن الرسل من کونهم رسلا هم تحت مرتبة خاتم الأولیاء لکن إذا کانوا فی مرتبة خاتم الأولیاء فالمشکاة المذکورة لهم.
والولایة کما قال الشیخ: لا ینقطع وکلام الشیخ فیما بقی واضح.

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
قال رضی الله عنه : « فإنّ الرسالة والنبوّة أعنی نبوّة التشریع ورسالته تنقطعان ، والولایة لا تنقطع أبدا ، فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه إلَّا من مشکاة خاتم الأولیاء ، فکیف من دونهم من الأولیاء ؟ ! " .
قال العبد أیّده الله به :  من کونه واسطة بینه تعالى وبینهم ، وسمّیت هذه النسبة وسیلة یتوسّل بها إلى الله أمّته ، وولایته عبارة عن النسبة التی بین الله وبین النبیّ من غیر وساطة أحد .
أشار إلیها بقوله : " لست کأحدکم ، لست کهیئتکم " وسمّاها فضیلة ، وحرّض الأمّة عند الأذان بسؤال هاتین الدرجتین کما تقول له : وأعطه الوسیلة والفضیلة ، فإنّ الفضیلة للنبیّ على أمّته من جهة هذه النسبة التی لا واسطة فیها بین النبیّ وربّه.
ومن حیث هذه النسبة العلیّة یأخذ عن الله وینزّل الله علیه الحکم والأحکام الإلهیة فی نفسه وأمّته بما فیه مصالحهم الظاهرة المعیشیة الدنیاویّة ومصالحهم الدینیة الأخراویة الروحانیة .
ثم یوصل من تلک الحکم والأحکام فی صور الأوضاع الشرعیة الفرعیة ، والأوامر والنواهی المرضیّة المرعیّة من حیث النسبة الأولى أعنی النبوّة إلى الأمّة ما یلیق بأحوالهم ویناسبهم ویدعوهم إلى الله والتعبّد له فیها وبها .
وعلى هذا یکون کلّ نبیّ ینبئ عن الله أمّته بما أمر بإنبائه ممّا أنبأه الله عن نفسه ودینه نبیّا ولیّا ، ولا یلزم أن یکون کل ولیّ نبیّا ، فالنبیّ إنّما یأخذ نبوّته وأحکام شریعته بولایته ، فإنّ حقیقة الولایة القرب والسلطان والنصرة ،وأنهى درجات القرب ارتفاع الوساطة.
کما قال : « لی مع الله وقت لا یسعنی فیه ملک مقرّب ولا نبیّ مرسل » والنبوّة لا تکون إلَّا بواسطة الملک الذی یوحی إلى النبیّ .
فمشکاة الولایة وإن کانت لرسول الله ، ولکنّها تخصّ بالقائم المتعیّن فیها ، فیقال فیها : إنّها مشکاة خاتم الأولیاء .
فهذا معنى قوله : رضی الله عنه : « حتّى أن الرسل لا یرونه متى رأوه إلَّا من مشکاة خاتم الأولیاء » یعنی إذ أشهد الله الرسل والأنبیاء علوما وأسرارا خصیصة بالولایة والقرب ، فإنّما یشهدهم من حیث الولایة الخاصّة بمحمّد صلَّى الله علیه وسلَّم أو من حیث الولایة العامّة .
ولا سیّما وسرّ القدر الذی ینافی ویباین علمه علم مقام الدعوة من الأمر والنهی ، کما أومأ إلیه أبو العبّاس الخضر علیه السّلام لموسى علیه السّلام بقوله علیه السّلام : « أنا على علم علَّمنیه الله ، لا تعلم أنت ، وأنت على علم علَّمک الله لا أعلمه أنا » .
أی لا ینبغی لکل واحد منّا الظهور بما یباین مرتبته ومقامه .
والنبیّ یأخذ من الحکم الإلهیة ما قدّر له أن یأخذ من جهة ولایته على ثلاثة أنحاء :
حکمة تختصّ به دون أمّته .
وحکمة یشارک فیها أمّته .
وحکمة یختصّ بها أمّته دونه .
ولا یأخذ النبیّ هذه الحکم إلَّا من حیث مشکاة الولایة .
ثم لمّا کانت النبوّة نسبة بین الخلق والنبیّ ، فهی منقطعة ولا بدّ ، یعنی أنّه لا ینزل الملک إلى أحد بعد رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم بشریعة مخالفة لهذه الشریعة أبدا ، فهی منقطعة لذلک .
وأمّا الولایة فغیر منقطعة ، لأنّ الأخذ عن الله وإلقاءه وتجلَّیه وتعلیمه وإعلامه وإلهامه غیر منقطعة أبدا عن أولیاء الله ، لأنّ الله سمّى نفسه بالولیّ الحمید ، ولم یسمّ بالنبیّ ولا الرسول ، وإذا لم یکن هذا السرّ المذکور أیضا من شهوده تعالى بالعین الثابتة مشهودا للرسل والأنبیاء إلَّا من مشکاة الخاتم الولیّ ، فبالحریّ والأوجب أن لا یشهده الأولیاء إلَّا من هذه المشکاة ، فافهم .
قال رضی الله عنه : « وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من الشرائع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إلیه ، فإنّه من وجه یکون أنزل ، کما أنّه من وجه یکون أعلى " .
یعنی رضی الله عنه : أنّ الاتّباع والاقتداء بشریعة الرسول الخاتم ، لا یقدح فی علوّ مقام خاتم الولایة التابع لخاتم الأنبیاء ، فإنّ الولایة من أحد وجوهها الاشتقاقیة هی کمال التبعیة للرسول الإلهی الحقّ ، ونصرته ونصرة شریعته .
والسلطان الذی یعطی ویورث التابع شرف الاطَّلاع والشهود ، فإنه قد یکون من وجه أعلى منه من وجه آخر ، یعنی أنّ التابع من حیث النبوّة ، المتبوع من حیث الولایة هو من ولایته أعلى منه من حیث تابعیّته ، کما أنّه من وجه وباعتبار أنزل منه کذلک . ولا تظنّنّ أنّ الولیّ أعلى من الرسول ، فلیس کذلک .
بل الأفضلیة بین الولیّ التابع من کونه تابعا جامعا لمراتب الولایة وبین نفسه أیضا من کونه متبوعا ، فهو من کونه متبوعا فی مقامات الولایة أعلى منه من کونه تابعا فی الشریعة الظاهرة ، فافهم .

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
قال رضی الله عنه : ( فإن الرسالة والنبوة أعنى نبوة التشریع ورسالته تنقطعان ) إنما قید النبوة بالتشریع احترازا عن نبوة التحقیق فإن النبی له جهتان تبلیغ الأحکام المتعلقة بحوادث الأکوان والإخبار عن الحق وأسمائه وصفاته وأحوال الملکوت والجبروت .
وعجائب عالم الغیب وهو باعتبار التبلیغ رسول وشارع ونبوته تشریعیة وباعتبار الأنباء عن الغیب وتعریف الحق بذاته وأسمائه ولى ونبوته تحقیقیة .
فرسالة التشریع ونبوته تنقطعان لأنهما کمال له بالنسبة إلى الخلق .
وأما القسم الآخر فمن مقام ولایته التی هی کمال له بالنسبة إلى الحق لا بالنسبة إلى الخلق بل کمال حقانى أبد .
کما قال ( والولایة لا تنقطع أبدا ) فهو باعتبار ولایته أشرف منه باعتبار رسالته ونبوته التشریعیة فخاتم الرسالة من حیث الحقیقة هو خاتم الولایة .
ومن حیث کونه خاتما للولایة معدن هذا العلم وعلوم جمیع الأولیاء والأنبیاء وهو مقامه المحمود الذی یبعثه فیه فاعلم ذلک حتى لا تتوهم أنه محتاج فی علمه إلى غیره .
وهو معنى قوله ( فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء فکیف من دونهم من الأولیاء ) .
قال رضی الله عنه  : "وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إلیه ، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى "
إشارة إلى أن خاتم الأولیاء قد یکون تابعا فی حکم الشرع کما یکون المهدى الذی یجیء فی آخر الزمان .
فإنه یکون فی الأحکام الشرعیة تابعا لمحمد صلى الله علیه وسلَّم ، وفی المعارف والعلوم والحقیقة تکون جمیع الأنبیاء والأولیاء تابعین له کلهم .
ولا یناقض ما ذکرناه لأن باطنه باطن محمد علیه الصلاة والسلام ولهذا قیل إنه حسنة من حسنات سید المرسلین وأخبر علیه الصلاة والسلام بقوله « إن اسمه اسمى وکنیته کنیتی فله المقام المحمود » .
ولا یقدح کونه تابعا فی أنه معدن علوم الجمیع من الأنبیاء والأولیاء فإنه یکون فی علم التشریع والأحکام أنزل کما یکون فی علم التحقیق والمعرفة باللَّه أعلى .

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
قال رضی الله عنه : (ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﺃﻋﻨﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻪ، ﺗﻨﻘﻄﻌﺎﻥ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺃﺑﺪﺍ).
ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ ﺑﺎﻧﻘﻄﺎﻉ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺻﻔﺔ ﺇﻟﻬﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤﻰ ﻧﻔﺴﻪ بـ "ﺍﻟﻮﻟﻲ" ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻭﻗﺎﻝ: "ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ..." ﻓﻬﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﺃﺯﻻ ﻭﺃﺑﺪﺍ.
ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻓﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻣﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺯ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻻ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻮﻝ ﻛﻮﻥ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻈﻬﺮ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ. ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: (ﺃﻋﻨﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻪ) ﺳﺮ،
ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:
ﻗﺴﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ.
ﻭﻗﺴﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ، ﻭﻛﺸﻒ ﺳﺮ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﺳﺘﺮﻩ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﺧﻔﻰ.
قال رضی الله عنه : (ﻓﺎﻟﻤﺮﺳﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻓﻜﻴﻒ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ).
ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ: (ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﻪ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ).
قال رضی الله عنه : (ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ) ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺒﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ.
ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺨﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ، ﺻﺮﺡ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻴﺴﻰ غلیه السلام . ﻭﻫﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻢ، ﻭﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ. ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺬﻛﺮﻩ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻪ.
قال رضی الله عنه : (ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻧﺰﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻋﻠﻰ.) ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺃﻋﻠﻰ.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)
قال رضی الله عنه: "فإن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبدا. فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى. "
والمشار إلیه فی «العنقاء»، فهو خاتم الولایة للکل، ولذلک (ما یراه) بطریق الکشف (أحد من الأنبیاء والرسل) ذکرهما لئلا یتوهم أن للأنبیاء خاتما آخر کما للرسل پری الأنبیاء من مشکاته دون مشکاة خاتم الرسل لا بل هو واحد، وإن وقع التعدد فی خاتم الولایة على ما قررنا (إلا من مشکاة الرسول الخاتم)، وهی ما یلوح له منه نور الکشف، (ولا یراه أحد من الأولیاء إلا من مشکاة الولی الخاتم) لمزید المناسبة بین کل متجانسین
(حتى أن الرسل لا یرونه متى رأوه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء)؛ لأنهم أول ما یرونه یرون، وهم أولیاء والنبوة تحصل لهم بعد ذلک، وحال الرسالة لا تزول عنهم تلک الرؤیة، بل تحصل من المشکاتین جمیعا، وبعد انقطاعها تبقى لهم الرؤیة من مشکاة خاتم الولایة لا غیر.
(فإن الرسالة): وهو تبلیغ الاعتقادات الحقة، والأحکام الحکیمة، وما یترتب علیهما (والنبوة) أنباء أسرارها، ومبانیها (أعنی: نبوة التشریع ورسالته) قید بذلک.
لأن النبوة بمعنى: إعلام الحق إیاهم بأسراره وإرساله الأملاک إلیهم لإکرامهم لا ینقطع أبدا، وهی جهة عالیة دائمة بخلاف نبوة التشریع ورسالته فإنهما (تنقطعان) بعد دخول الجنة والنار على ما صرح به فی الفص العزیری فتنقطع مش?اتهما فلا تکون جمیع أوقات الرؤیة أوقات رسالة التشریع ونبوته، (والولایة) التی للأنبیاء وغیرهم (لا تنقطع أبدا) فلا تنقطع مشکاتها.
(فالمرسلون من کونهم أولیاء) لا من کونهم رسلا أو أنبیاء، فإنهم یرونه من مشکاة الرسالة والنبوة التی لیست للتشریع دائما، والتی للتشریع حین (لا یرون ما ذکرناه) من تمیز التجلی الذاتی عن الأسمائی بطریق الذوق (إلا من مشکاة خاتم الأولیاء)، وإن کانت ولایتهم أکمل من ولایته، إلا أنه الذی ظهر بها دونهم لاختصاصهم بالظهور بالنبوة والرسالة .
""وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.
وقد ظهر فی ظاهر شرعنا ما یؤید ما ذهبنا إلیه فی فضل عمر فی أسارى بدر بالحکم فیهم؛ وفی تأبیر النخل، فما یلزم الکامل أن یکون له التقدم فی کل شیء وفی کل مرتبة، وإنما نظر الرجل إلى التقدم فی رتب العلم بالله: هنالک مطلبهم.""
یدل على ذلک قول الشیخ فی «الفص العزیری»: أن ولایة الأنبیاء هی الفاضلة على نبوهم التشریعیة دون ولایة الأولیاء، ویدل علیه العقل أیضا، وهو أنه لو کان أتم منهم فی الولایة؛ لفاضت علیه النبوة والرسالة کما فاضتا على من دونه، على ما هو مقتضى السنة الإلهیة فی وجوده، ویدل علیه أیضا قول الشیخ هنا: (فکیف من دونهم من الأولیاء؟)،
وإذا انتسبت إلى خاتم الأولیاء مشکاة الولایة التی منها رؤیة الأنبیاء صار خاتم الأولیاء کأنه متبوع للأنبیاء، (وإن کان خاتم الأولیاء تابا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع) الذی هو دون ولایة الأنبیاء فکیف تابعا لهم فی ولایتهم فی الحقیقة، وإن کان کأنه متبوع لهم فی الظاهر.
(فذلک) أی: کون خاتم الأولیاء تابعا فی الحقیقة (لا یقدح فی) علو (مقامه) الذی أوجب کونه کأنه متبوع للأنبیاء باعتبار نسبة مشکاة الولایة إلیه، (ولا یناقض) ?ونه تابعا (ما ذهبنا إلیه) من کونه متبوعا بالنسبة إلى أمر واحد، (فإنه) أی: خاتم الأولیاء (من وجه یکون أنزل)، وهو النظر إلى الحقیقة یکون فیها تابعا، (کما أنه من وجه یکون أعلى)، وهو النظر إلى الظهور بالولایة التامة یکون فیها متبوعا.

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى. )
ولذلک قال رضی الله عنه : (حتى أن الرسل لایرونه متى رأوه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء .)
"فإن الرسالة والنبوة أعنی نبوة التشریع " لا نبوة التحقیق الکاشفة عن المواطن المعادیة والمواقف المحشریة ، فإن ذلک أیضا من شعاشع أنوار الولایة التی لا تختلف باختلاف الزمان وصروف الدوران (ورسالته تنقطعان) لأنهما مبنیتان لأحوال أفعال مکلفی کل دور من الأدوار الزمانیة ، حسبما یقتضیه ذلک الزمان منها ، فتنقرض انقراضها ضرورة (والولایة لاتنقطع أبدا) لأنها الکاشفة عن الحقائق الکلیة المستقرة ، على حال واحدة من الأزل إلى الأبد.
(فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه إلآ مش?اة خاتم الأولیاء) ؛ فکیف من دونهم من الأولیاء فخاتم الأولیاء هو السابق فی مضمار هذا النوع من الکمال ،وغیره من لواحقه وتوابعه.
قال رضی الله عنه : (وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه ی?ون أنزل).
وهو وضع الصور الجزئیة والهیئات والأوضاع الجعلیة، المنطویة على الحقائق الکمالیة، (کما أنه من وجه یکون أعلى)، وهو کشف المعانی الکلیة والعلوم اللدنیة الذاتیة والحقائق الکمالیة المعربة عن کنه المراد منها، فیکون متبوعا من وجه، تابعا من آخر، على ما اقتضاه الصورة الوجودیة من الأمر الدوری والنظم، الربطی الوحدانی الامتزاج.

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فإِن الرسالة والنبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه ولا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى. )
قال رضی الله عنه : " فإن الرسالة و النبوة- أعنی نبوة التشریع، ورسالته تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبدا.  فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء ، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع "
قال رضی الله عنه : (فإن الرسالة والنبوة) اللتین هما جهة ظاهریة الرسول الخاتم (أعنی نبوة التشریع ورسالته) التی هی تبلیغ الأحکام المتعلقة بحوادث الأکوان لا نبوة التحقیق التی هی جهة باطنیة .
وهی الإنباء عن الحق وأسمائه وصفاته وأسرار الملکوت والجبروت وعجائب الغیب.
(ینقطعان) بانقطاع موطن التکلیف بل بانقطاع الرسول الخاتم عن هذا الموطن فکیف یستند إلیه ما لا ینقطع.
(والولایة لا تنقطع أبدأ)، فإنها من الجهة تلی الحق سبحانه وهی باقیة دائمة ابدا سرمدا وأکمل مظاهرها خاتم الأولیاء فلهذا أسندت الرؤیة المشار إلیها إلیه .
ولا یخفى علیک أنه لو فرض عدم انقطاع النبوة لا یصح إسناد هذا العلم إلیها أصلا فإنه من حقائق الولایة لا النبؤة .
فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه من العلم الذی یعطى صاحبه السکوت (إلا من مشکوة خاتم الأولیاء فکیف من دونهم من الأولیاء وإن کان خاتم الأولیاء) بحسب نشأته العنصریة (تابعة فی الحکم) الإلهی (لما جاء به خاتم الرسل من التشریع فذلک)، أی کونه تابعا بحسب نشأته العنصریة .
قال رضی الله عنه : " فذلک لا یقدح فی مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى. "
قال رضی الله عنه : (لا یقدح فی مقامه) الذی یقتضی المتبوعیة بحسب حقیقته (ولا یناقض ما ذهبنا إلیه) من أن المرسلین لا یرون هذا العلم إلا من مشکوة خاتم الأولیاء.
(فإنه من وجه) وهو کونه ولیا تابعا بحسب نشأته العنصریة (یکون أنزل) مرتبة من الرسول الخاتم من حیث رسالته (کما أنه من وجه) وهو کونه جهة باطنیة الرسول الخاتم باعتبار حقیقته (یکون أعلا) مقاما منه بحسب نبوته وظاهر شرعه.

کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه :  (فإِن الرسالة والنبوة أعنی نبوة التشریع، ورسالته- تنقطعان، والولایة لا تنقطع أبداً.   فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إِلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟
وإِن کان خاتم الأولیاء تابعاً فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إِلیه، فإِنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى. )
قال المصنف رضی الله عنه : (فإن الرسالة و النبوة أعنى نبوة التشریع و رسالته تنقطعان، و الولایة لا تنقطع أبدا . فالمرسلون من کونهم أولیاء لا  یرون ما ذکرناه إلا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء ؟. و إن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنه من وجه یکون أنزل کما أنه من وجه یکون أعلى.)

قال الشارح رحمة الله :

( فإنّ الرسالة و النبوة) أعنی: نبوة التشریع ینقطعان بانقطاع النبی و الرسول و الولایة لا تنقطع أبدا، و هنالک الولایة لله الحق و بقاؤها ببقائه، و الله الولی الحمید فالأخذ من هذا الوجه: أی وجه الولایة لم ینقطع فالاستمداد دائم، و إمداد أتم فالأخذ یکون بواسطة أوسع التعینات فإنه باق ببقائه لا بإبقائه .
فقوله رضی الله عنه: لا تنقطع أبدا: أی فی الدنیا و الآخرة، أشار إلى رتبته السنیة الذهبیة الباقیة فإنه ورد فی الخبر: " إنّ الناس کالمعادن فمنهم من معدن الذهب و منهم من معدن الفضة"
و غیر ذلک لأنه حامل الأخلاق المحمدیة و قیوم نوامیس الأحمدیة فلا تنقطع و لا تنسخ أبدا .

و هو کما أشار رضی الله عنه: إنّ قطبا من الأقطاب المحمدی الحامل لوائه لا یموت أبدا و به قوام الدین المحمدی کأنه یشیر إلى رتبة الخاتم، خاتم الولایة المحمدیة الصرفة، فإنّ له رتبة الولایة الذهبیة و لها البقاء، و أمثال هذا سائغ فی التعریفات الإلهیة .
قال تعالى: " ولا تحْسبنّ الّذِین قتلوا فی سبیلِ اللّهِ أمْواتاً بلْ أحْیاءٌ عِنْد ربِّهِمْ یـرْزقون" [ آل عمران: 169] .
و شائع فی النبوات کإدریس علیه السلام رفعه الله مکانا علیا، و کعیسى علیه السلام رفعه الله إلیه، و خضر علیه السلام فإنه حی یرزق، و أمثالها کثیرة .

قال رضی الله عنه فی الباب السادس و الستین و ثلاثمائة:
وکذلک خضر واسمه بلیا بن ملکان بن فالغ بن غابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح علیه السلام کان فی جیش فبعثه أمیر الجیش یرتاد لهم ماء وکانوا قد فقدوا الماء فوقع بعین الحیاة فشرب منه فعاش إلى الآن وکان لا یعرف ما  خص الله به من الحیاة شارب ذلک الماء
ولقیته بإشبیلیة وأفادنی التسلیم للشیوخ وأن لا أنازعهم وکنت فی ذلک الیوم قد نازعت شیخا لی فی مسألة وخرجت من عنده . فلقیت الخضر بقوس الحنیة فقال لی سلم إلى الشیخ مقالته.
فرجعت إلى الشیخ من حینی فلما دخلت علیه منزله فکلمنی قبل إن أکلمه وقال لی یا محمد أحتاج فی کل مسألة تنازعنی فیها أن یوصیک الخضر بالتسلیم للشیوخ .
فقلت له یا سیدنا ذلک هو الخضر الذی أوصانی؟ . قال نعم .
قلت له الحمد لله هذی فائدة ومع هذا فما هو الأمر إلا کما ذکرت لک .
فلما کان بعد مدة دخلت على الشیخ فوجدته قد رجع إلى قولی فی تلک المسألة وقال لی إنی کنت على غلط فیها وأنت المصیب .

فقلت له یا سیدی علمت الساعة أن الخضر ما أوصانی إلا بالتسلیم ما عرفنی بأنک مصیب فی تلک المسألة فإنه ما کان یتعین على نزاعک فیها فإنها لم تکن من الأحکام المشروعة التی یحرم السکوت عنها .
وشکرت الله على ذلک وفرحت للشیخ الذی تبین له الحق فیها وهذا عین الحیاة ماء خص الله به من الحیاة شارب ذلک الماء ثم عاد إلى أصحابه فأخبرهم بالماء فسارع الناس إلى ذلک الموضع لیستقوا منه فأخذ الله بأبصارهم عنه فلم یقدروا علیه فهذا ما أنتج له سعیه فی حق الغیر .
وکذلک من والى فی الله وعادى فی الله وأحب فی الله وأبغض فی الله فهو من هذا الباب. أهـ

( فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه ): أی الحق و فیوضه، إلا من مشکاة خاتم الأولیاء کما کانوا یأخذون علوم الوحی من کونهم رسلا من جبریل أو من روح، و کما أخذ موسى فی البقعة المبارکة من الشجرة قال رضی الله عنه: إنّ الحکمة فیما أخذ بنی رسول من الشجرة و تکون لسان حق و کلمة صدق أنه استضعف لقبول السامعین حیث إنهم یجوزون أخذ بنی رسول من جماد و لا یرضون من الإنسان الکامل المسمى بالولی، أن یکون لسان حق مع أنه ورد فی الخبر: إن الله قال على لسان عبده .
و قال: إنّ الله قال على لسان ذلک إلا الجمود و الحسد على أبناء جنسه غیر هذا إما یکون .
ترى ما حکى لنا الحق حکایة خضر علیه السلام، و موسى علیه السلام، و هی إلا تنبیها له فی هذه المسألة فإنّ موسى کلیم الله و نبیه و رسوله، أخذ من خضر علیه السلام علما لم یکن عنده، و قال لموسى علیه السلام : " أنا على علم علمنیه الله تعالى لا تعلمه أنت "  .
و هذا عین ما نحن فیه و فی صدد بیانه، بل إنه ما أظهر عنده علیه السلام إلا علم کون من الأکوان من علوم الکشف، و من أحوال المرید من أصحاب السلوک، فکیف لو کان من العلوم المتعلقة بالجناب الإلهی، أو من العلم المحکم أو المتشابه، بل إنه علیه السلام قال لبعض المحمّدین من الأولیاء: إنی عینت له علیه السلام ألف مسألة من هذا القبیل، فما صبر عن ثلاثة، فلهذا قال صلى الله علیه و سلم  : " رحم الله أخی موسى لو صبر ". و هکذا الأمر ورد فی الخبر الصحیح : " إن لله عبادا لیسوا بأنبیاء و لا رسلا و یغبطهم الأنبیاء "
قال رضی اللّه عنه: و ذلک للعلوم التی عندهم.

بل قیل: إن الأنبیاء علیهم السلام کانوا یلحون أولیاؤهم أن یدعوا لهم، و کان داود علیه السلام إذا عرضت له حاجة جاء بزهاد أمته المجاهدین، و أقامهم فی محاریبهم، و وّکّل بکل واحد منهم صاحب مزمار لیقطع قلب المصلی بلذة نغمته عن الشواغل، حتى یتفرغ لحاجته علیه السلام فتسرع الإجابة.
وهکذا نبینا صلى الله علیه وسلم أمرنا أن نسأل له الوسیلة، وأمر صلى الله علیه و سلم عمر وعلیا أن یسألا من أویس القرنی رضی الله عنهم أن یدعو لهما و للأمة .
و هذا کله عین ما قلناه من أخذ الفاضل من  المفضول، بل إذا ثبت أن العلم تابع المعلوم، و المعلومات من حیث أعیانها تعطی العلم الصحیح بذواتها.
فأنت قلت: إنه بالعلم متى، بحیث لم یشعر به، فکیف تستنکف بالخلق أن یقال فیه فاضل یأخذ من المفضول، و قد أثبت مثل هذا الأخذ فی الإلهیات فافهم.

(فکیف من دونهم من الأولیاء ): أی إذا الأنبیاء و الرّسل علیهم السلام من حیث بواطنهم، یأخذون من خاتم الخاتم مع شرفهم، و علو مقامهم، فکیف یسع من دونهم من الأولیاء أن یستنکف من ذلک: "أکان للنّاسِ عجباً أنْ أوْحیْنا إلى رجُلٍ مِنْـهُمْ " [ یونس: 2].
فإن قیل: قال الله تعالى فی عبده: " وعلّمْناهُ مِنْ لدُنّا عِلْماً" [ الکهف: 65]، الظاهر أنه بلا واسطة.
وأخبر الشیخ رضی الله عنه أن العبد یأخذ العطایا والمنح بلا واسطة بینه وبین الحق، بل من الوجه الخاص أطلق و لم یقید، فکیف الجمع بینه و بین الذی قال الآن رضی الله عنه: إن العلم الذی یعطی السکوت خالصة للخاتمین خاصة، و لا یراه أحدا إلا من مشکاة خاتم الولایة المحمّدیة، و غیرهما یأخذ من مشکاة ختم الختم عامة.
قلنا: إن المراد من العطایا والمنح التی بواسطة وبلا واسطة هی العطایا الشیئیة، ویکون علم خضر علیه السلام من
جملتها أیضا، لا من الذی نحن إلا بصدد بیانه لأنه مخصوص بمحمد ومحمدی صرف صلى الله علیه وسلم.

أو نقول: إن أخذ الأولیاء على الإطلاق من مشکاة الخاتم لأنه تحقق بالعینیة، و هو الفرض الذی انفرد من العالم، و هو ختم الدورة المحمّدیة العامة التامة، و خاتم الدائرة الکلیة الطامة، خرج من الذات و تحقق بالأسماء و الصفات، ثم رجع إلى ما خرج منه بأحدیة سیره، و وتریة نوره، و فردیة رجعه و دوره.
و من حیث صدوره من غیب ذاته إلى حضرة أسمائه و صفاته، لم یتعوق من حیث حقیقته و روحانیته فی عالم من العالم، و لا فی حضرة من الحضرات، شاهدا ما مرّ علیه، آخذا و معطیا، مفیدا و مستفیدا، هذا هو الفرض الذی انفرد بالوتریة، فلهذا یحبه الله » فإنه وتر یحب الوتر «
فهو من حیث التعیین الذاتی خازن الذاتیات و خاتمها، و من حیث الأسماء خازن، فإن هذا من الذی ما خطر على قلب بشر، و لله الأمر من قبل و من بعد، فما ظنک فیما بینهما فافهم .

( و إن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع )، و هو تابع متبوع، کما ذکرنا فی خاتم الرسل و خاتم الأنبیاء، فإنه تابع متبوع جمیع الأنبیاء علیهم السلام من حیث الإفاضة، و تابع ملة إبراهیم من حیث الاستفاضة، و إنه تأسى بنا فی الصلاة بالجماعة و خفف، قیل: إن أبا طالب قال ذات یوم، کأنه رأى سرعة إجابة الدعاء من الله تعالى له صلى الله علیه و سلم، فقال :"ما أطوعک ربک یا محمد، فقال صلى الله علیه و سلم: إذا أطعته أطاعک یا عم الأمر"، هکذا فإن الولی من شدة الاتباع جعلته متبعا .

قال رضی الله عنه: لو اتبع متبع السّنة فی جمیع أموره، و أحل بواحدة فیما أبیح له الاتباع فیه بلا ضرورة، فما اتبعه قط، و إنما اتبع هوى نفسه لأنه تعالى قال:"إنْ کُنْتمْ تحِبُّون اللّه فاتّبعونی یحببکم الله" [ آل عمران: 31]، فجعل الاتباع دلیلا، وما قال فی شیء دون شیء .
و قال تعالى: " لقدْ کان لکُمْ فی رسُولِ اللّهِ أسْوةٌ حسنةٌ" [ الأحزاب: 21]، وهو الاتباع، وکمال الاتباع أن یکون القرآن خلقه کما کان خلقه صلى الله علیه وسلم .
قال رضی الله عنه فی أول الفتوحات: 
لما شاهدته صلى الله علیه و سلم فی مکاشفة قلبیة فی حضرة غیبیة قال لی: "إن فیک شعرة منی لا صبر لها عنی هی السلطانة فی ذاتیتک، فلا ترجع إلیّ إلا بکلیتیک، فلا بدّ من الرجوع إلیه ". انتهى کلامه رضی الله عنه .
و بعد الرجوع فبقدر رجوعه إلیه یکون رجوعه إلیه، (فذلک ): أی کونه تابعا لما جاء به الرسول (لا یقدح فی مقامه )، و هو البطون من الظهور المحمّدی، و الأخذ منه ظاهرا (لا یناقض ما ذهبنا إلیه) لأن الباطن یأخذ من الظاهر ما ظهر من الأحکام لأن له أحکاما مختصّة بالظهور من مقام (حتى نعلم )، و الظاهر یأخذ من الباطن .

ترى إشارة قوله تعالى:" یدُ اللّهِ فوْق أیدِیهِمْ " [ الفتح: 10]، و ما کان سوى ید محمد صلى الله علیه  وسلم أنه الظاهرفی العالم بختم النبوة و الرسالة، و الباطن عنه بختم الولایة، فجمع الأول و الآخر، و الظاهر و الباطن، فلما ظهر له وجهان له یدان فقلنا ( من وجه یکون أنزل ): أی من حیث الأخذ، (کما أنه من وجه یکون أعلا) .
ورد فی الخبر أن : " الید العلیا خیر من الید السّفلى "
ولا نعرف لها الخیریة سوى أنها معطیة و السفلى آخذة، مع أن الآخذة کانت ید الرحمن، قال تعالى: " ألمْ یعْلمُوا أنّ اللّه هُو یقْبلُ التّـوْبة عنْ عِبادِهِ و یأخُذُ الصّدقاتِ" [ التوبة: 104] .

ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص92

فإنّ الرسالة و النبوّة- أعنی نبوّة التشریع و رسالته- تنقطعان، و الولایة لا تنقطع أبدا. فالمرسلون، من کونهم أولیاء، لا یرون ما ذکرناه إلّا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟ و إنّ کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرسل من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنّه من وجه یکون أنزل کما أنّه من وجه یکون أعلى.

چه رسالت و نبوت یعنى نبوت تشریع و رسالت تشریع قطع مى‌شوند اما ولایت هیچ گاه قطع نمى‌شود. پس مرسلون که اولیا هستند آن چه را مى‌بینند از مشکات خاتم اولیا مى‌بینند، پس چگونه خواهد بود حال اولیاء دیگر؟

(یعنى اولیایى که از مرسلین نیستند.) اگر چه خاتم اولیا در حکم الهى تابع خاتم رسل در تشریعیات است. (یعنى در این نشئه) و این حرف قادح مقام خاتم اولیا نیست و مناقض گفتار ما در بالا که خاتم اولیا متبوع است نیز نمى‌باشد چه تابع است به وجهى و متبوع است به وجهى. 

« مقامات انبیا و اولیا:

1) محدّث کسى است که به او خبر مى‌رسد و الهام مى‌گیرد.

2) نبى کسى است که به او خبر مى‌رسد و الهام مى‌گیرد و مأمور است به رساندن. و ممکن است صاحب کتاب نباشد.

3) رسول خبر مى‌گیرد و باید برساند صاحب کتاب هم هست.

4) اولو العزم: (عزم جزم در امر پا فشارى) تکلیفى سنگین‌تر از رسول دارند که امامند.

5) مقام ختم: که عصاره همه اینهاست.»

تبصره: امام پیشواى مطلق است و این مقام تجزیه بردار نیست. امکان ندارد در عصرى دو امام باشد. برخى از سفراى الهى نبى هستند، امام نیستند. برخى از سفراى الهى امام هستند و نبى نیستند. برخى از سفراى الهى هم امام هستند و هم نبى هستند.

حرف اول از نبوت حرف نون             قلب نون واو آمده‌اى ذو فنون‏

 حرف اول از ولایت حرف واو             قلب واو آمد ألف اى کنجکاو

حرف اول از الوهیت ألف                   مبدأ جمله حروف مؤتلف‏

پس ولى قلب نبى و جان اوست          قلب قلبش ذات اللّه سرّ اوست‏


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 197-198

فإنّ الرّسالة و النبوة- [اعنى نبوة] التّشریع و رسالته- تتقطّعان‏، و الولایة لا تتقطّع‏ أبدا، فالمرسلون، من کونهم اولیاء، لا یرون ما ذکرناه إلّا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟.

به درستى که رسالت و نبوّت تشریعى هر دو منقطع گشتند؛ و به آخر رسیدند چنانکه به محمّد رسول اللّه- صلعم- ختم شد. و از بهر آن نبوّت تشریعى انقطاع‏‌پذیر شد، که رسالت و نبوّت، از صفات کونى زمانى است. و چون زمان آن منقطع گشت، آن نیز منقطع شد. لیکن ولایت، قطعا منقطع نگردد. چرا که: چون‏ ولایت، صفت الهى است؛ چنانکه فرمود: «وَ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ»( س 42- 28)  و قال تعالى: «اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا»( س 2- 257). و صفات الهى ازلى و ابدى باشد.

پس ولایت دائما باشد. و وصول به حضرت الهیّت ممکن نیست هیچ‏کس را، از نبىّ و غیر نبىّ؛ الّا به ولایت. پس انبیاء از آن روى که صاحب ولایت‏اند، حق را نبینند، جز از مشکات خاتم اولیاء.

چون حال انبیاء در رؤیت چنین است، ولىّ که نه نبى بود، بطریق اولى؛ که او نیز از مشکات خاتم اولیاء بیند. و در این عبارت که فرمود: «اعنى نبوّة التشریع» لطیفه‌‏اى است. و آن لطیفه این است که:

نبوّت و رسالت منقسم بر دو قسم است:

قسمى: تعلّق به تشریع دارد، که آن اوامر و نواهى است از حقّ بر خلق به‌‏واسطه انبیاء علیهم السّلام و آن انقطاع پذیرفت.

و قسمى دیگر: خبر دادن از حقایق الهى و اسرار غیب و اظهار اسرار عالم ملک و ملکوت و کشف اسرار ربوبیّت است؛ و آن منقطع نمى‏‌گردد؛ و آن را «إنباء» گویند.

و إن کان خاتم الأولیاء تابعا فى الحکم لما جاء به خاتم الرّسل من التشریع، فذلک لا یقدح فى مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه، فانّه من وجه یکون انزل کما انّه من وجه یکون اعلى.

این جواب است از سؤالى مقدّر؛ و سؤال این است‏ که: چون در خبر چنین آمده که: خاتم ولایت [که آن عیسى است علیه السّلام‏] چون به خاتمیّت ولایت، ظهور کند، در حکم شریعت تابع خاتم رسالت بود؛ که آن محمّد رسول اللّه است. پس، چگونه متبوع، تابع بود؟ چون تابع گشت، متبوعیّت نماند.

جواب گوئیم‏ که: اگر چنین است که: خاتم ولایت، متابعت، شریعت صاحب خاتم رسالت کند، امّا این متابعت، در مقام وى هیچ قدحى نکند. و نقض سخن ما در متبوعیّت وى، به این نتوان کرد؛ از بهر آنکه شخص، شاید که از وجهى تابع باشد؛ و از وجهى متبوع. و از وجهى فروتر بود؛ و از وجهى برتر. چنانکه خاتم ولایت از وجه ولایت، متبوع است؛ که همه از وى، ولایت گیرند. و از وجه شریعت، تابع؛ که پیروى شریعت مصطفى کند.

و در ظاهر شریعت مثل این ظاهر گشت؛ و آن مؤیّد قول ما است که:

مى‌‏توان بود که: از وجهى انزل باشد؛ و از وجهى اعلى.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 201-202

فإنّ الرّسالة و النبوّة- أعنى نبوّة التشریع و رسالته- تنقطعان، و الولایة لا تنقطع أبدا.

یعنى رسالت و نبوت تشریعیه منقطع مى‏شود؛ امّا ولایت ابدا انقطاع‏ نمى‌‏پذیرد از براى آنکه رسالت و نبوت از صفات کونیه زمانیّه است پس به انقطاع زمان نبوت و رسالت منقطع مى‏‌گردد؛ و ولایت صفت الهیّه است و لهذا حق سبحانه و تعالى خود را الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ خواند و در آیتى دیگر فرمود: اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا لاجرم ولایت ازلا و ابدا انقطاع نمى‏‌یابد و هیچ احدى را از انبیا و اولیا امکان وصول نیست به حضرت الوهیّت مگر به واسطه ولایت که باطن نبوت است. و این مرتبه از روى جامعیّت اسم اعظم خاتم انبیا راست؛ و از طریق ظهور او در شهادت به تمامى خاتم اولیا را، پس صاحب او واسطه است در میان حق و جمیع انبیا و اولیا و هرکه امعان‌‏نظر کند در جواز واسطه بودن ملک در میان حق و انبیا، هرآینه قبول تواند کرد وساطت مظهر باطن اسم جامع الهى را، اعنى خاتم ولایت را که از روى مرتبه عالى‏‌تر است از ملک بلکه فلک را زیر خود کرسى نخواند (نخواهد- خ) ملک را پیش خود محرم نداند، در میان خلق و حق.

و در قول شیخ قدس سره که نبوت و رسالت را به تشریع تقیید کرد سرّیست و این سرّ آن است که نبوت و رسالت منقسم مى‏‌شود به قسمین: قسمى متعلق به تشریع و قسمى متعلق به إنباء از حقایق الهیّه و اظهار اسرار غیوب؛ و از روى باطن امداد و ارشاد عباد به حضرت حق، و القاى اسرار عالم ملک و ملکوت، و کشف سر ربوبیّت که مستتر است به مظاهر اکوان، از براى قیام قیامت کبرى، و ظهور آنچه حق موسوم گردانیده است آن را به ستر و اخفاء.

فالمرسلون من کونهم أولیاء لا یرون ما ذکرناه إلّا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟

پس ارباب رسالت با وجود جمال ولایت و کمال جلالت چون مشاهده حق نمى‏‌کنند مگر از مشکات خاتم ولایت؛ سائر اولیا به طریق اولى استفاضه به‏ وساطت او کنند. و شیخ قدس سره در کتاب عنقاى مغرب آورده است که ابو بکر صدیق رضى اللّه عنه در تحت لواى خاتم ولایت است چنانکه در متابعت زیر لواى ولاى سیّد ماست علیه السلام.

و إن کان خاتم الأولیاء تابعا فى الحکم لما جاء به خاتم الرّسل من التّشریع، فذلک لا یقدح فى مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه، فإنّه من وجه یکون أنزل کما أنّه من وجه یکون اعلى. 

یعنى اگر خاتم اولیاء تابع باشد در حکم تشریعات خاتم رسل را قادح مقام او نیست؛ و متبوع بودن او را در ولایت مناقض نى. و مراد از خاتم اولیا مهدى نیست که از اولاد نبى است؛ و از عرب ظاهر خواهد شد؛ بل که عیسى است و ظهور او از عجم خواهد بود؛ چنانکه تفاصیل آن خواهد آمد.

و وجه دفع مناقضه آن است که خاتم اولیا از وجهى انزل و از وجهى اعلى است، و در ظاهر شرع امورى به ظهور پیوسته که مؤیّد این مقالت تواند بود.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 534

فإنّ الرّسالة و النّبوّة- أعنى نبوّة التّشریع و رسالته- تنقطعان، و الولایة لا تنقطع أبدا. فالمرسلون، من کونهم اولیاء، لا یرون ما ذکرناه إلّا من مشکاة خاتم الأولیاء، فکیف من دونهم من الأولیاء؟ شرح یعنى نبوت و رسالت دو قسمست: یکى تعلّق به تشریع دارد که آن اوامر و نواهیست از حق بر خلق به واسطه انبیاء، و آن انقطاع پذیر است؛ و قسم دیگر خبر دادن از حقایق و اسرار غیب، و اظهار اسرار عالم ملکوت و کشف اسرار ربوبیت، و آن منقطع نیست. و آن را «انباء» گویند.

و إن کان خاتم الأولیاء تابعا فی الحکم لما جاء به خاتم الرّسل‏من التشریع، فذلک لا یقدح فی مقامه و لا یناقض ما ذهبنا إلیه.

فإنّه من وجه یکون أنزل، کما أنّه من وجه یکون أعلى.