الفقرة السابعة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه : "و لما مثل النبی صلى الله علیه وسلم النبوة بالحائط من اللبن وقد کمل سوى موضع لبنة، فکان صلى الله علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى الله علیه و سلم لا یراها کما قال لبنة واحدة. و أما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول الله صلى الله علیه و سلم، و یرى فی الحائط موضع لبنتین ، و اللبن من ذهب و فضة.
فیرى اللبنتین اللتین تنقص الحائط عنهما و تکمل بهما، لبنة ذهب و لبنة فضة."
ولما مثل النبی صلى الله علیه وسلم) لنا مطلق النبوة (النبوة بالحائط ) المبنی (من اللبن وقد کمل) به صلى الله علیه وسلم ؟
وتم بناؤه من حیث هو نبی فقط (سوی موضع لبنة واحدة) فی أعلى ذلک الحائط بها یتم الحائط وتتساوى أطرافه والحائط الذی أشار إلیه النبی علیه السلام بقوله: «مثلت لی الجنة فی عرض هذا الحائط » فإنه حائط النبوة هو الذی کان أمام النبی علیه السلام، وهو حائط المسجد من تمثل الفانی وظهور الروحانی فی صورة الجسمانی.
(فکان النبی علیه السلام) من حیث نبوته فقط (تلک اللبنة) الواحدة التی تم بها حائط النبوة، وارتفعت على جمیع اللبن لتأخرها عن وضعهم واستکمالهم من حیث هم حائط بها (غیر أنه صلى الله علیه وسلم لا یراها).
أی تلک اللبنة (إلا کما قال: لبنة واحدة) لعدم تبعیته لغیره سوى ما یوحى إلیه کما قال تعالى له قل "إن أتبع إلا ما یوحى إلى" 15 سورة یونس.
ولبنة من فضة لغلبة حکمه بالظاهر ، ومن کان قبله لبنة من ذهب لغلبة حکمه بالباطن .
(وأما خاتم الأولیاء) ولایة رسالة أو نبوة أو إیمان فدخل النبی صلى الله علیه وسلم فی هذا من حیث هو ولی رسول وولی نبی وولی مؤمن.
وخاتم بالأقسام الثلاثة (فلا بد له من هذه الرؤیا)، من حیث کونه خاتم الأولیاء على وجه مخصوص لا على الوجه الذی راه نبینا علیه السلام.
(فیری) خاتم الأولیاء المذکور (ما مثله به رسول الله ) فی الواقعة الکشفیة ویرى بعین قلبه (فی الحائط) المذکور (موضع لبنتین) فی أعلى الحائط بحیث لو وضعتا کانت إحداهما فوق الأخرى بخلاف نبینا علیه السلام فإنه رأی موضع لبنة واحدة (واللبن) کله الذی بنی منه ذلک الحائط (من ذهب) مشتق من الذهاب لکماله فی الوجود فهو مشیر إلى سر البطون.
(ومن فضة) مشتقة من الفض وهو الکسر والفک لکمالهما فی العدم فهی إشارة إلى سر الظهور (فیری) خاتم الأولیاء المذکور (اللبنتین اللتین ینقص الحائط ) المذکور (عنهما) فی أعلاه (ویکمل بهما) فتساوى أطرافه ویتم بنیانه فهو بالنسبة إلى کل خاتم یراه کذلک (لبنة) العقل فی
عالم الشهادة (من فضة ولبنة) الروح فی عالم الغیب (من ذهب فلا بد) لخاتم الأولیاء.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه : (ولما مثل النبی علیه الصلاة والسلام النبوة بالحائط من اللبن وقد کمل) الحائط (سوی موضع لبنة واحدة) قوله (فکان علیه السلام تلک اللبنة) جواب لما أی کان نفسه فی رؤیاه تنطبع بتلک اللبنة التی ینتمی الحائط عنها ویکمل بها.
(غیر أنه لا یراها) أی تلک الرؤیا (إلا کما قال لبنة واحدة) أی تمثیله عین رؤیاه فی حق نفسه.
(وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا) دلیلا له على ختمیته فی الولایة .
(فیری ما مثله به) أی بالحائط (رسول الله فیری فی الحائط موضع لبنتین واللبن من ذهب وفضة فیرى اللبنتین اللتین ینقص الحائط عنهما ویکمل بهما لبنة فضة ولبنة ذهب)
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قوله رضی الله عنه : "ولما مثل النبی صلى الله علیه وسلم النبوة بالحائط من اللبن وقد کمل سوی موضع لبنة، فکان، صلى الله علیه وسلم، تلک اللبنة. غیر أنه، صلى الله علیه وسلم، لا یراها إلا کما قال لبنة واحدة. وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیری ما مثله به رسول الله ، صلى الله علیه وسلم، ویرى فی الحائط موضع لبنتین، واللبن من ذهب وفضة".
قلت: حاصل ما أشار إلیه أن النبی، صلى الله علیه وسلم، إنما مثل النبوة وحدها وهی دون مقام ولایته، علیه السلام، فرآها لبنة واحدة لو مثل معها مقام ولایته لراها لبنتین کما رآها خاتم الأولیاء ثم ذکر الشیخ، رضی الله عنه، کلامه هذا یعلم فیه أن الولی الخاتم للولایة یری أن الحائط ناقصا لبنتین وذلک من ضرورة رؤیته لمقام النبوة التی هی فیها تابع، وهی لبنة فضة.
ویری موضع لبنة أخرى وهی ما یأخذه عن الله تعالی بلا واسطة.
ولما کان مقام الولایة أعلى من مقام النبوة، کما ذکر، جعل اللبنة المختصة بالنبوة لبنة فضة والأخرى لبنة ذهبیة.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه : " ولمّا مثل النبیّ النبوّة بالحائط من اللبن وقد کمل سوى موضع لبنة ، فکان رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم تلک اللبنة غیر أنّ رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم لا یراها إلَّا کما قال : لبنة واحدة " .
قال العبد : إنّما مثّل رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم النبوّة بالحائط ، لأنّ النبوّة صورة الإحاطة الإلهیّة بالأوضاع والأحکام الشرعیة والحکم والأسرار الدینیّة الوضعیة المرعیّة ، قد وضعها الله على ألسنة رسله وفی کتبه قبل ظهور الشریعة الجمعیّة الأحدیة والأوضاع الکمالیة المحمدیة .
فکملت من حیث صورتها التفصیلیّة ولکنّها کانت ناقصة من حیث عوز الوضع الأحدی الجمعی والمقام المحمدی الختمی الذی یستوعب الکلّ ، وکلّ لبنة کانت فی تلک الحائط کانت صورة نبیّ من الأنبیاء ، فالحائط کالقلادة المشتملة على جواهر الأنبیاء.
وکان یعوزهم واسطة القلادة التی تساوی الکلّ ، وهو أحدیة جمع الکمّل من الأنبیاء ، کلَّهم الذین هم صور تفصیله ، فلا بدّ للرسول الخاتم أن یرى نفسه تنطبع فی تلک الثلمة ، ویسدّ بذاته تلک الخلَّة ، فیکمل به الحائط ، لأنّه صلَّى الله علیه وسلَّم خاتم النبوّة المبعوث لتتمیم مکارم الأخلاق .
ولا بدّ لوارث کل رسول أن یجری علیه أنموذج من جمیع أحواله التی جرت على ذلک الرسول الذی هذا الولیّ وارثه وتابعه فی أعماله وأحواله وعلومه وأخلاقه ومشاهده ومواجده ، لکونه قد أقامه الله مقام ذلک النبیّ أو الرسول فی ولایته کذلک .
ولا بدّ لهذا الوارث المحمدی الأکمل کذلک أن یرى مثل هذه الرؤیا وإلَّا لم یستکمل فی ورثة وهو کامل الورث ، فیرى ذلک ولا بدّ .
قال الشیخ رضی الله عنه : « وأمّا خاتم الولایة فلا بدّ له من هذه الرؤیا ، فیرى ما مثّل به رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم ویرى فی الحائط موضع لبنتین ، واللبن من ذهب وفضّة .
قال العبد أیّده الله به اعلم : أنّ الذهب صورة الکمال الحقیقی الذی به تصحّ المتبوعیّة ، وهو باطن النبوّة ومعناها وأصلها الذی بدأت منه ومنتهاها .
فکذلک الذهب باطن الفضّة وهو حقیقتها ، طرأ علیه قبل کماله ونضجه البرد ، فابیضّ ، والفضّة أقبل الأجساد للذهبیة ، لکمال طهارتها ونوریّتها إلَّا أنّها ستبطل صورتها ، وتحرقها محرقاتها ، بخلاف الذهب ، فإنّه جوهر حافظ صورته النوعیة على مرور الزمان وضروب الحدثان .
فلا یتسلَّط علیه النار والتراب والکباریت کما نفذوا على الفضّة التی هی صورة مظهر النبوّة والصفة ، إذ الفساد الطارئ على الأجساد إنّما متعلَّقه الصور لا الحقائق ، فإنّ الحقائق لا تنعدم ولا تتبدّل ، وإنّما متعلَّق الانعدام والتبدّل الصورة لا غیر .
کذلک الولایة لا تنقطع ، فإنّ الله هو الولیّ الحمید ، وهو خیر الوارثین .
ولمّا کان خاتم الأنبیاء والرسل فی التخلَّق بأخلاق الله والظهور بأوصاف العبودیة وإقامة الشرائع والدین والدعوة إلى الله ونصرته متبوعا للکلّ فی الکلّ .
وهو صلَّى الله علیه وسلَّم غیر مأمور بکشف الحقائق والأسرار الذاتیة ، بل کان مأمورا بسترها فی الأوضاع الشرعیة والدیانات الوضعیّة والسنن الکلَّیة الأصلیة والجزئیة الفرعیة .
والنبوّة هی الدعوة إلى کلّ ذلک والظهور بها والاتّصاف بجمیعها ، فلهذا مثّل الله له النبوّة المحیطة بسائر النبوّات الجزویة الفرعیة والأحکام والنوامیس الشرعیة فی صورة حائط تنقصه صورة لبنة واحدة فضیّة .
إشارة إلى ما کان ینقص النبوّة من تبعیة أمّة محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم ولا تنسدّ تلک الخلَّة إلَّا بوجوده صلَّى الله علیه وسلَّم ، لکونه أحدیة جمع صورة المتبوعیة المحیطة فی جمیع الأخلاق الإلهیة ، وهو المبعوث صلَّى الله علیه وسلَّم لتکمیلها وتتمیمها ، فیرى نفسه تکون عین تلک اللبنة الفضیّة التی هی صورة أحدیة جمع جمیع الصفات الإلهیة التی بعث لتکمیلها إشارة إلى متبوعیّته فی الأخلاق الإلهیة والأوصاف والنعوت وإن کان تابعا لله تعالى فی التخلَّق بکلّ ذلک ، فافهم ، ولهذا ما رآه إلَّا لبنة واحدة ، لأنّه متبوع لا تابع .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
وأما حدیث الرؤیا فی قوله رضی الله عنه :
"ولما مثل النبی صلى الله علیه وسلَّم بالحائط من اللبن وقد کمل سوى موضع لبنة فکان صلى الله علیه وسلَّم تلک اللبنة ، غیر أنه صلى الله علیه وسلَّم لا یراها إلا کما قال لبنة واحدة وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا ، فیرى ما مثله به رسول الله صلى الله علیه وسلَّم ، ویرى فی الحائط موضع لبنتین واللبن من ذهب وفضة"
وإنما یکون على ما ذکره ، لأن الرؤیا من عالم المثال وهو تمثل کل حقیقة بصورة تناسبه ، فتمثل حال النبی علیه الصلاة والسلام فی نبوته فی صورة اللبنة التی یکمل بها بنیان النبوة فکان خاتم الأولیاء .
ولما لم یظهر بصورة الولایة لم یتمثل له موضعه باعتبار الولایة فلا بد من خاتم الولایة باعتبار ظهوره وختمه للولایة أن یرى مقامه فی صورة اللبنة الذهبیة من حیث أنه متشرع بشریعة خاتم الرسل .
ویرى مقامه فی صورة اللبنة الفضیة باعتبار ظاهره فإنه یظهر تابعا للشریعة المحمدیة على أنه آخذ عن الله فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه : "ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻭﻗﺪ ﻛﻤﻞ ﺳﻮﻯ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﺒﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻜﺎﻥ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ) ﺃﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ.
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺇﻻ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ، ﻟﺒﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻭﺃﻣﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ، ﻓﻴﺮﻯ ﻣﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﺒﻨﺘﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻠﺒﻦ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﻀﺔ".
ﻓﻴﻜﻮﻥ لخاتم ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺗﻴﻨﻚ ﺍﻟﻠﺒﻨﺘﻴﻦ. ﺃﻱ، ﻟﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭ ﺭﺃﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻨﻄﺒﻊ ﻓﻴﻪ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ. ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻇﺎﻫﺮ. ﻗﺎﻝ رضی الله عنه ﻓﻲ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺣﺎﺋﻄﺎ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﻀﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﻤﻞ ﺇﻻ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﺒﻨﺘﻴﻦ: ﺇﺣﺪﻳﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻓﺎﻧﻄﺒﻊ رضی الله عنه ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺒﻨﺘﻴﻦ
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه: " ولما مثل النبی صلى الله علیه وسلم النبوة بالحائط من اللبن وقد کمل سوى موضع لبنة، فکان صلى الله علیه وسلم تلک اللبنة."
ثم أشار إلى کیفیة کونهما ختمین مع الفرق بین ختمیتهما بأن خاتم النبوة کان یرى ختم الولایة فی ضمن نبوة، فقال: (ولما مثل) جواب الشرط محذوف، أی: کان هذا التمثیل ثابتا أیضا لخاتم الولایة (النبی ، النبوة) أی: نبوة جمیع الأنبیاء (بالحائط من) حیث إنها محیطة بالکمالات إحاطة الدار بالساکن من (اللبن).
و فیه إشارة إلى أنه مما لا یحترق بنار الشبهات رأی فیهم کثرة، وقوام تلک الکثرة
هذا الواحد، (وقد کمل) الحائط عمن لقدمه من الأنبیاء (سوى موضع لبنة واحدة)، لولاها لتزلزل بنیان النبوة لبطلان مصالح بعض أحکامهم، مع أن أهلها قد تخیرها أیضا، (فکان صلى الله علیه وسلم تلک اللبنة) المکملة لبنیان النبوة الصائنة لها عن التزلزل.
فکان هذا المثال خاتم الأولیاء، إذ به تمت الولایة التی هی مستند مصالح العالم بحیث یتزلزل بانتقالهم عن آخرهم.
قال رضی الله عنه: " غیر أنه صلى الله علیه و سلم لا یراها کما قال لبنة واحدة.
و أما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول الله صلى الله علیه و سلم، و یرى فی الحائط موضع لبنتین ، و اللبن من ذهب و فضة."
ثم أشار إلى الفرق بین المثالین؛ فقال: (غیر أنه صلى الله علیه وسلم لا یراها) أی: اللبنة التی نقص الحائط عنها (إلا کما قال: "لبنة واحدة") ، لأنه کان یرى کمال الولایة للأنبیاء فکأنها انختمت فی ضمن نبوته، وهو لم یظهر بها وولایة غیرهم غیر منظور لها لقصورها.
(وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا) أی: الرؤیة أو المثال من باب إطلاق السبب على المسبب، إذ الرؤیا سبب الاطلاع فی الغایة على الأمثلة، وإنما لم یکن له بد من ذلک.
لأنه سبب کمال العالم وانتظام مصالحه، (فیری ما مثل به رسول الله صلى الله علیه وسلم) للنبوة من الحائط مثالا للولایة، وهذا الحائط حائط الکمالات المطلقة؛ ولکنه (یرى فی الحائط
موضع لبنتین)؛ لأن الولایة لا تنتظم بدون النبوة فیرى الکمال بنبوة خاتم الرسالة وولایة نفسه، ویرى اللبن الواحد (من ذهب)، والأخر من (فضة) باعتبار أن الذهب، وإن عز فلیس فیه کمال الظهور، وکان هذا فی ولایة الأنبیاء لم یظهروا بها، وقد ظهر بها الأولیاء.
والفضة وإن دنا فهو غایة فی الظهور، وقد ظهر بها الأنبیاء، وهو ظاهر والأولیاء أیضا فی أعمالهم الظاهرة.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه : (ولما مثل النبی صلى الله علیه وسلم النبوة بالحائط من اللبن) ؛ ووجه مناسبتها بالحائط إما صورة : فلکونها مع ما فیها من الحیطة یحوط نظام متفرقات العالم من الشتات من قولهم : «حاطه یحوطه» أی کلاه ، و«یحوط » - أیضا إذا جمعه .
ولکونها مع أنها حائطة بتلک المعانی مشتملة على العلوم المتمثلة بحسب الصورة ، المتفاوتة بالعلو والکمال ؛ وذلک علوم الأنبیاء کلها .
ولذلک قال : «من اللبن» فإنه عین اللبن المأول بالعلم بحسب الصورة الرقمیة .
وأیضا : اللبن إنما هو صورة تنوع أرض الاستعداد على ما صورها علیه ماء العالم ،بعد أن لینها وصتها فی قوالب قلوب الأنبیاء.
وأما معنى : فلأنها امتداد طالع من أسافل أراضی الحدوث والإمکان إلى أعالی سماوات القدم والوجوب ، ولأنها متدرجة فی ذلک الطلوع باشتمالها على أجزاء متماثلة الصورة والحقیقة ، هی جزئیات نوع واحد .
کما قال تعالى : "لا نفرق بین أحد من رسله " متخالفة الرتب ودرجات الکمال ، الذات ، إنما یتعدد ویتکثر بالأعیان والمظاهر القابلة ، وذلک لما أثبتوا لها من الوحدة المقابلة للکثرة .
ولما کانت وحدتها عند الشیخ هی الوحدة الإطلاقیة والأحدیة الجمعیة الذاتیة التی لا یشوبها شائبة ثنویة التقابل أصلا .
فلابد وأن یکون مخزن العطایا الغیر المتناهیة الغیر المتکثرة ، إنّما یتکمّل ذلک الامتداد بواحد منها هو أعلى من الکلّ ، لأنّ جمیع تلک الجزئیّات مدارج علوّه ومبانی مراقی قربه ، بل إنّما یوجد به لأنّه الجزء الأخیر من مرکَّب ذی أجزاء ، هی تلک الجزئیّات الإنسانیّة المسمّاة بالأنبیاء ،وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه :
( وقد کمل سوى موضع لبنة واحدة ، وکان صلَّى الله علیه وسلَّم تلک اللبنة ، غیر أنّه صلَّى الله علیه وسلَّم لا یراها إلَّا کما قال : لبنة واحدة وأمّا خاتم الأولیاء فلا بدّ له من هذه الرؤیا) لأنّه الحائط بکماله الذی هو غایة الغایات وأقصى النهایات فی الحیطة بمعانیها (فیرى ما مثّله به رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم ) من الحائط المشتمل على تلک الأجزاء المترتّبة المرتبة لمدارج علوّه ومراقی عروجه إلى مقامه الأقرب إلَّا أنّه یرى تلک الأجزاء المشتمل علیها الحائط نوعین ( ویرى فی الحائط موضع اللبنتین ، واللبن من ذهب وفضّة) المبتنی منه الحائط فی رؤیته مختلف فی الصورة والعزّة لأنّ الحائط هو صورة امتداد علوّه من أسافل أراضی القوّة إلى أعالی سماوات کمالها.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (و لمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة.)
قال رضی الله عنه : " و لما مثل النبی صلى الله علیه وسلم النبوة بالحائط من اللبن ".
قال رضی الله عنه : (ولما مثل النبی ل النبوة بالحائط من اللبن)، لأن النبوة صورة الإحاطة الإلهیة بالأوضاع الشرعیة والأحکام الفرعیة والحکم والأسرار، والبینة الوضعیة قد وضعها الله على ألسنة رسله وفی کتبه وکل لبنة کانت فی ذلک الحائط کانت صورة نبی من الأنبیاء.
یقصد حدیث : "عن أبی هریرة أن رسول الله ، قال : مثلی ومثل الأنبیاء من قبلی کمثل رجل بنى بنیانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاویة من زوایا، فجعل الناس یطوفون به ویعجبون له ویقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبیین" صحیح مسلم
قال رضی الله عنه : " و قد کمل سوى موضع لبنة، فکان صلى الله علیه و سلم تلک اللبنة.
غیر أنه صلى الله علیه وسلم لا یراها کما قال لبنة واحدة. و أما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول الله صلى الله علیه و سلم ".
قال رضی الله عنه : (وقد کمل) ذلک الحائط (سوی) موضع لبنة واحدة وهی الموضع الأحدی الجمعی المحمدی الختمی الذی یستوعب الکل (فکان النبی صلى الله علیه وسلم ) بهذا الوضع الأحدی الجمعی .
(تلک اللبنة) وسید تلک الثلمة فکمل به الحائط (غیر أنه صلى الله علیه وسلم ) لا یراها أی تلک اللبنة بعین بصیرته فی هذا التمثیل (إلا کما قال) صلى الله علیه وسلم (لبنة واحدة).
لأنه صلى الله علیه وسلم غیر مأمور بکشف الحقائق والأسرار کخاتم الولایة بل کان مأمورة بسترها فی الأوضاع الشرعیة والأحکام الوضعیة .
والنبوة هی الدعوة إلى کل ذلک والظهور بها والاتصاف بجمیعها فهی حقیقة واحدة فلا حاجة فی تمثیلها إلى اللبنتین ولا إلى تمییزها بالذهبیة والفضیة (وأما خانم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا). البنتبه على مرتبته ومقامه
أی من رؤیة (ما مثل به النبی صلى الله علیه وسلم) ولکن فی رؤیاه
قال رضی الله عنه : " ویرى فی الحائط موضع لبنتین واللبنتان من ذهب وفضة . "
قال رضی الله عنه : (فیری) ما مثل به رسول الله صلى الله علیه وسلم و من الحائط ویرى (فی الحائط موضع لبنتین) ینقص الحائط عنهما (واللبن من ذهب) هو صورة الولایة.
لأن الولایة کما أنها لیست قابلة للتغییر بوجه من الوجوه عما هو علیه فکذلک الذهب (ومن فضة) هو صورة النبوة کما أنها قابلة للتغیر بالنسبة إلى الأزمان . فکذلک الفضة.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : ( ولمَّا مثّل النبی صلى اللَّه علیه و سلم النبوة بالحائط من اللَّبِن و قد کَمُلَ سوى موضع لبنَة، فکان صلى اللَّه علیه و سلم تلک اللبنة. غیر أنه صلى اللَّه علیه وسلم لا یراها کما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلم، و یرى فی الحائط موضع لبنَتین، واللّبِنُ من ذهب و فضة. )
قال المصنف رضی الله عنه : (و لما مثل النبی صلى الله علیه و سلم النبوة بالحائط من اللبن، و قد کمل سوى موضع لبنة واحدة، فکان صلى الله علیه و سلم تلک اللبنة غیر أنه صلى الله علیه و سلم لا یراها إلا کما قال لبنة واحدة . و أما خاتم الأولیاء فلا بد له من هذه الرؤیا فیرى ما مثله به رسول الله صلى الله علیه و سلم و یرى فی الحائط موضع لبنتین و اللبنتان من ذهب و فضة.)
قال الشارح رحمة الله :
( فلما مثل النبی صلى الله علیه و سلم النبوة بالحائط من اللبن، و قد کمل سوى لبنة، فکان صلى الله علیه و سلم لا یراها إلا کما قال: "لبنة واحدة ") لأنه صلى الله علیه و سلم رأى حائط النبوة قد انختم بها.
و لا بدّ أن یکون أیضا لبنة فضة، فإنها مبطونة الذهب، و فی ظهورها ذهبا فتنة للعموم، و مقام النبوة مقام رحمة عامة بلا فتنة و لا محنة، فلا یقضی سوى رحمة خالصة .
أما ترى إجراء الله العادة فی العموم المعاملة بالفضة عامة لأنها أقرب إلى القبول، بل یحتمل أن یکون بلدا وأناسا لا یقبلون الذهب فی المعاملة وذلک لعدم الفهم، وعدم الفهم به.
وهکذا أمر الولایة فإنها باطن النبوة، وصورة الفضة کصورة الشریعة، ظاهرها شریعة و باطنها حقیقة، ولو لا الشریعة وهی الصورة الفضیة لانفضوا من حوله، وترکوه قائما، ولم یقبلوا إلا قلیلا .
"" أضاف المحقق : قال السید مصطفى البکری فی السیوف الحداد:
اعلم أن الشریعة فی الباب واللباب، التی تمدی إلى صواب الصواب، وأول واجباتها معرفة رب الأرباب على طبق السنة والکتاب، وهی تنقسم إلى ثلاثة أقسام: معرفة عوام و خواص، وخواص الخواص.
فالأولى : معرفة ما یجب وما یجوز وما یستحیل فی حقه تعالى، وکذلک فی حق رسله، وهذه واجبة على کل مکلف؛ لئلا یشتبه علیه الحال فیقع فی الخیال، ولیسلم من ورطة التقلید فی التوحید.
قال صاحب الجوهرة:
إذ کل من قلد فی التوحید پیمانه لم یتخل عن تردید، و کل من طلب الثانیة ولم یحکم الأولى کان جاهلا بالله؛ فإنها أولى وأولى.
ویجب على صاحب هذه المعرفة أن یطلب العلم الواجب فی حقه؛ لیکون ممن یعبد الله على بصیرة، وإلا کان ما بهدم أکثر مما بیی ففی الحدیث: «رکعتان من عالم أفضل من سبعین رکعة من غیر عالم». .
والعالم العامل هو الورع المشار إلیه بحدیث: «رکعتان من رجل ورع أفضل من ألف رکعة من مخلط». رواه الدیلمی فی مسند الفردوس عن أنس. وإلا فمع الجهل أین الورع.
والثانیة : معرفة آثار الأسماء والصفات، وظهور أنوار تلک الآثار فی القلب؛ لیخلص صاحبه من الآفات، وطریقها تسیر الأوقات بالعبادات، وترکیة النفس وترک المخالفات، والجلوس على بساط الفقر والانکسار، وشغل القلب بمراقبة العزیز الغفار، والاقتداء بأستاذ شهدت بصحة عقیدته وکماله العارفون، وأقرت بحسن منازلاته ومواجیده الواصلون، لیسلک به مقام التعلق،
ویرقیه إلى التحقق، ویوصله إلى التخلق، وهناک یدرک الأسرار بطریق المنازلة والذوق، ویأکل لا من تحت الأرجل بل من فوق.
وطریق التصوف عند السادة الصوفیة، کله تخلق بالأخلاق المصطفویة، فمن زاد تخلقه زاد تصوفه، والتخلق یحتاج إلى السلوک، وهو یفتقر إلى المرشد العارف.
قال الإمام الشعرانی فی المیزان:
أما سلوکک بغیر شیخ فلا یسلم غالبا من الریاء والجدال والمزاحمة على الدنیا، ولو بالقلب من غیر لفظ، فلا یوصلک إلى ذلک، ولو شهد لک جمیع أقرانک بالقطبیة فلا عبرة بها .
وقد أشار إلى ذلک الشیخ محیی الدین فی الباب الثالث والسبعین من الفتوحات فقال :
«من سلک الطریق بغیر شیخ ولا ورع عما حرم الله فلا وصول له إلى معرفة الله تعالى، المعرفة المطلوبة عند القوم ولو عبد الله تعالى عمر نوح علیه السلام». .
ثم إذا وصل العبد إلى معرفة الله تعالى فلیس وراء الله مرمى ولا مرقی بعد ذلک، وهناک یطلع کشفا ویقینا على حضرات الأسماء الإلهیة، ویرى اتصال جمیع أقوال العلماء بحضرة الأسماء، ویرتفع الخلاف عنده فی جمیع مذاهب المجتهدین؛ لشهود اتصال جمیع أقوالهم بحضرة الأسماء والصفات، لا یخرج عن حضرتها قول واحد من أقوالهم .
وهذه المعرفة نتیجة التخلی عن الأخلاق الذمیمة، والتحلی بالأوصاف الکریمة، فأثمرت التجلی بالأسرار العظیمة.
وفی الحدیث: «الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أراد الله تعالى بعبد خیرا منحه منها خلقا».
وقال : «إنما بعثت لأتمم مکارم الأخلاق».
قال صاحب عوارف المعارف للإمام شهاب الدین عمر السهروردی: «فالصوفیة راضوا نفوسهم بالمکابدات والمعاهدات حی أجابت إلى تحسین الأخلاق، فنفوس العباد أجابت إلى الأعمال وجمعت عن الأخلاق، و نفوس الزهاد أجابت إلى بعض الأخلاق دون البعض، ونفوس الصوفیة أجابت إلى الأخلاق الکریمة کلها».
والثالثة : معرفة کنوز أسرار الذات المحلیة، وهذه المعرفة خاصة بأکابر المحققین من الأولیاء الراسخین وطریق هذه المعرفة لا یکون إلا عن محض المئة، وکرامة صاحبها استقامته على نهج الکتاب والسنة.
قال أبو یزید البسطامی قدس الله سره:
لو نظرتم إلى رجل أعطی من الکرامات حتى تربع فی الهواء، فلا تغتروا به حتى تنظروا کیف تجدونه عند الأمر والنهی وحفظ الحدود وأداء الشریعة.
ولما قصد زیارة ذلک الرجل المشهور بالزهد ودخل المسجد، رمى ببصافه تجاه القبلة، فانصرف ولم یسلم علیه .
وقال: هذا غیر مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله علیه وسلم فکیف یکون مأمونا على ما یدعیه.
فاتباع القدم المحمدی نعمة وأی نعمة، والزیغ عنه نقمة لا یماثلها نقمة ، فإن شوم هلاک الذین لا یعادله شؤم، نعوذ من ذلک بالله الحی القیوم و إذا نظرت بعین التحقیق فی هؤلاء الزنادقة المنابذین لأهل الطریق لم تر عندهم غیر شقشقة اللسان الخالیة عن الدلیل والبرهان، وإذا بحثت مع أحدهم أسفر وجهه عن أخلاق البغال بکلام أبرد من برد العجوز؛ لتمثله فی وصف النعال.
ثم قال أیضا: وقد رأیت فی بعض الرسائل حدیثا مرفوعا وهو: «الشریعة مقالی، والطریقة أفعالی، وألحقیقة حالی».
وعلى تقدیر صحته فالشریعة: البیان، وهو بالمقال وما ینطق عن الهوى وبالأفعال، وهو أبلغ "فاتبعونی یحببکم الله"، والحال ما ینتجه البیان فعاد الأمر إلیه.
قال سیدی محیی الدین قدس الله سره فی کتاب «التراجم» فی باب ترجمة الشریعة والحقیقة:
لطیفة : یخیل لمن لا یعرف أن الشریعة تخالف الحقیقة، هیهات بل الشریعة عین الحقیقة، وأن الشریعة جسم و روح، فجسمها الأحکام وروحها الحقیقة، فما ثم إلا شرع.
لطیفة الشریعة: وضع موضوع وضعه الحق فی عباده، فمنه مسموع وغیر مسموع، فلهذا من الأنبیاء متبوع وغیر متبوع، "وَلَا تَکُونُوا کَالَّذِینَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا یَسْمَعُونَ" (21) سورة الأنفال .کمثل الذی ینعق بما لا یسمع.
وقال رضی الله عنه فی الفتوحات المکیة فی باب الشریعة:الشریعة من جملة الحقائق، فهی حقیقة لکن تسمى شریعة ، وهی حق کلها، والحاکم بها حاکم بحق مثاب عند الله، لأنه حکم ما کلف أن یحکم به، وإن کان المحکوم له على باطل، والمحکوم علیه على حق، فهل هو عند الله کما هو فی الحکم، أو کما هو فی نفس الأمر؟
فمنا من یرى أنه عند الله کما هو فی نفس الأمر، ومنا من یرى أنه عند الله کما هو فی الحکم.
ثم قال بعد کلام طویل، فعین الشریعة عین الحقیقة، والشریعة حق کلها، ولکل حق حقیقة، فحق الشریعة وجود عینها، وحقیقتها ما ینزل فی الشهود منزلة شهود عینها فی باطن الأمر.
فیکون فی ذلک الباطن کما هی فی الظاهر من غیر مزید، حتى إذا کشف الغطاء لم یختل الأمر على الباطن.
ثم قال: فما ثم حقیقة تخالف الشریعة، لأن الشریعة من جملة الحقائق، والحقائق أمثال وأشباه ، والشرع ینفی ویثبت.
فتقول: "لیس کمثله شیء وهو السمیع البصیر"، وهذا قول الحقیقة بعینه ، فالشریعة هی الحقیقة وأطال فی ذلک.
وقال فیها أیضا: ومن جملة آداب الحق ما نزلت به الشرائع.
وقال: لما کان الأمر العظیم یجهل قدره ولا یعلم، ویعز الوصول إلیه، تنزلت الشرائع بأداب التوصل؛ لیقبلها أولوا الألباب.
لأن الشریعة لب العقل والحقیقة لب الشریعة، فهی کالدهن فی اللب الذی یحفظ القشر، فاللب یحفظ الدهن والقشر یحفظ اللب.
کذلک العقل حفظ الشریعة والشریعة تحفظ الحقیقة، فمن ادعى شرعا بغیر عقل لم تصح دعواه، فإن الله تعالى ما کلف إلا من استحکم علقه، ما کلف مجنونا ولا صبیا ولا من خرف.
ومن ادعى حقیقة من غیر شریعة فدعواه لا تصح. أهـ ""
ولهذا قال الجنید رضی الله عنه : (علمنا هذا یعنی علم الحقائق الذی نجا به أهل الله مقید بالکتاب والسنة: أی أنه لا یحصل إلا لمن عمل بکتاب الله وسنة رسوله ، وذلک هو الشریعة.
وقال رسول الله صلى الله علیه وسلم : " إن الله أدبنی فأحسن تأدیبی"، وما هو إلا شرع له، فمن تشرع تأدب، ومن تأدب وصل). أهـ ""
فلهذا قال عارف محمّدی: "خضنا بحرا وقف الأنبیاء على ساحله" .
و هو بحر بیان أن الحقائق بلا صیانة الشریعة کحسین بن منصور و غیره، بخلاف الأنبیاء علیهم السلام فإنهم الأقویاء فی حفظ الباطن، و الأشداء فی حب صیانة الأسرار، فلما کان الختتم فی الخاتم أسوة حسنة.
فقیل: (و أما خاتم الأولیاء فلا بدّ له من هذه الرؤیا، فیرى ما مثله به رسول الله صلى الله علیه و سلم )، هذا إعلام من رسول الله صلى الله علیه و سلم، و بشارة للشیخ رضی الله عنه بختم الولایة، و إن کان الذی رآه فی سنة تسع و تسعین و خمسمائة بمکة هذا تأویل رؤیاه لأنه صلى الله علیه و سلم قال : "من کان ختما لا بدّ أن یراه"
وهو رضی الله عنه قد رآه، (و لکن یرى فی الحائط موضع لبنتین، و اللبن من ذهب )، و هو الصورة الولایة المحمّدیة الختمیة، و اللبن من فضة، و هی صورة شریعیة التی أخذها من مشکاة خاتم الرسل، صلوات الله علیه و علیهم أجمعین.
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 200
لمّا مثّل النبىّ- صلعم- النبوّة بالحائط من اللّبن و قد کمل سوى موضع لبنة واحدة فکان- صلعم- تلک اللّبنة. غیر أنّه (ص) لا یراها إلّا کما قال لبنة واحدة. و اما خاتم الأولیاء فلا بدّ له من هذه الرّؤیا، فیرى ما مثّله به رسول اللّه- صلعم- و یرى فى الحائط موضع لبنتین، و اللّبن، من ذهب و فضّة
بدان که: جواب لما [در لما مثّل النبى- صلعم-] این است که: فلا بد له من هذه الرؤیا. و آنگاه معنى کلام آن بود که: چون خاتم رسل محمّد- صلعم- نبوّت را بطریق تمثیل به دیوارى تشبیه کرده از خشت، که در آن دیوار. یک خشت دربایست بود؛ تا دیوار تمام گردد. و گفته است که: «من که رسولم، آن خشت بودم، که دیوار نبوّت به من تمام گشت.» و رسول جز این ندید که موضع یک خشت از دیوار، خالى بود. چرا که: ظهور وى در این مقام، ظهور به نبوّت بود. پس لا بد است که: آن که خاتم اولیاء است، این دیوار ممثّل را چنان بیند که: از وى موضع دو خشت مانده است که تمام گردد: یکى خشت نبوّت [که ظاهر او است] و یکى خشت ولایت [که باطن او است] و موضع این دو خشت به وجود خاتم اولیاء تمام گردد. چرا که: خاتم اولیاء بظاهر متابعت ملّت محمّدى کند.
و او آخرین کسى است از متابعان شریعت رسول ما- صلعم-. و بعد از وى و مؤمنان زمان وى هیچکس دیگر متابعت رسول نکند؛ تا قیامت برخیزد. و به باطن خود، صاحب ولایت مطلقه، او است. و ختم ولایت مطلقه به او خواهد بود. که بعد از وى دیگر ولى نباشد؛ و قیامت برخیزد.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 204
و لمّا مثّل النبىّ صلّى اللّه علیه و سلّم النبوّة بالحائط من اللّبن و قد کمل سوى موضع لبنة واحدة، فکان صلّى اللّه علیه و سلّم تلک اللّبنة غیر أنّه صلّى اللّه علیه و سلّم لا یراها إلّا کما قال لبنة واحدة و أمّا خاتم الأولیاء فلا بدّ له من هذه الرّؤیا فیرى ما مثّله به رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلّم و یرى فى الحائط موضع لبنتین و اللّبنتان من ذهب و فضّة.
یعنى چون خاتم رسل علیه السلام تمثیل کرد نبوت را به حایطى که تمام شده بود و کمال یافته و موضع یک خشت مانده و نفس خود را در موضع آن لبنة منطبع دیده، پس چاره نیست خاتم اولیا را از دیدن آن رؤیا به جهت مناسبت و اشتراک در مقام ولایت، امامى باید که این خاتم ولایت یعنى ولایت خاصه محمدیّه موضع دو خشت خالى بیند و خود را بدان منطبع یابد و حایط بدان تمام شود.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 534
و لمّا مثّل النّبیّ- صلّى اللّه علیه و سلّم- النّبوّة بالحائط من اللّبن و قد کمل سوى موضع لبنة واحدة، فکان- صلّى اللّه علیه و سلّم- تلک اللّبنة غیر أنّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- لا یراها إلّا کما قال لبنة واحدة و أمّا خاتم الأولیاء فلا بدّ له من هذه الرّؤیا، فیرى ما مثّله به رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- و یرى فی الحائط موضع لبنتین، و اللّبن من ذهب و فضّة. شرح خشت نقره، نبوت است، که ظاهر اوست، و خشت زر ولایت، که باطن اوست. و موضع این دو خشت به وجود خاتم اولیا تمام گردد، چرا که او به ظاهر متابع شرع محمدیست، و آخرین متابعان اوست و بعد از وى کسى متابعت شریعت محمد نکند. و تمثیل نبوت به خشت نقره، و ولایت به خشت زر از آن کرد که در نقره بیاضى هست مشرف بر سواد، بیاض او مثال نوریّت حقیّه است، و سواد او مثال ظلمت خلقیّه است؛ و نبوت را طرفى با حق است و طرفى با خلق. و امّا در زر جز نوریّت و صفا نیست، چنانکه ولى جز به حق مشغول نیست.