عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء.)

قال رضی الله عنه : "کما هو آخذ عن الله فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا و هو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول.  فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شیء."

قال رضی الله عنه : (کما هو)، أی خاتم الأولیاء (أخذ عن الله) سبحانه لا غیر (فی السر) بنور إیمانه الذی هو وراء حسه وعقله.

(ما)، أی جمیع الحکم الذی (هو بالصورة الظاهرة)، التی هی مجموع الحس والعقل (متبع فیه) لخاتم الرسل من الأحکام ونظیره ما أفصح عنه الصدیق رضی الله عنه وفاة النبی علیه الصلاة والسلام فقال : "من کان یعبد محمد، فإن محمدا قد مات, ومن کان یعبد الله فإن الله حی لا یموت" .

فإن فیه إشارة إلى أنه رضی الله   عنه کان یأخذ عن الله تعالى فی السر ما کان یأخذ عن النبی صلى الله علیه وسلم له فی الظاهر (لأنه)، أی خاتم الأولیاء (یرى)، أی یشهد (الأمر) الإلهی (على ما هو علیه) فی حال تنزله إلى مرتبة الخلق ولا ینحجب بالخلق عن الأمر.

(فلا بد أن یراه)، أی الأمر (هکذا)، أی على الصفة المذکورة من الأخذ عن الله فی السر (وهو)، أی الأخذ عن الله فی السر (موضع اللبنة الذهبیة) المذکورة

(فی) جهة (الباطن)، أی باطن خاتم الأولیاء (فإنه) بسبب باطنه (أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک) المنزل بأمر الله تعالى على الأنبیاء بالوحی وعلى الأولیاء بالإلهام (الذی) نعت لمفعول محذوف لیأخذ تقدیره الوحی.

الذی (یوحى به)، أی یوحیه (إلى الرسول)، فإنه یتلقاه من باطن الرسول فی حضرة الأمر الإلهی وینزل علیه به فی ظاهره فی حضرة الخلق، فیکون ناقلا للوحی منه إلیه .

ولهذا اختلفت النبوات وتفاوت الوحی والملک النازل بذلک واحد لم یختلف وهو جبریل علیه السلام (فإن فهمت) یا أیها المرید (ما أشرت به فی هذا الکلام من الأسرار الإلهیة فقد حصل لک العلم النافع) جدا فی الدنیا والآخرة فاشکر الله تعالى على ذلک .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء. )

قال رضی الله عنه : (کما هو آخذ عن الله فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه) أی کما أن خاتم الأولیاء متبع لختم الرسل بالصورة الظاهرة فیما أخذه عن الله فی السر فیرى صورة أخذه وصورة اتباعه فیما أخذه.

فقوله بالصورة یتعلق بمتبع وإنما وجب الرؤیة هکذا (لأنه) أی لأن خاتم الأولیاء (یری الأمر) أی یرى جمیع الأمور (على ما هو علیه ولا بد أن یراه) أی أن یرى أمر نفسه (هکذا) أی على ما هو علیه من أخذ واتباع ومشکاتیة وختمیة وغیر ذلک من الأمور التی کانت فی حق نفسه.

(وهو) أی أخذه هذا العلم عن الله (موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن) وإنما أخذ هذا العلم عن الله (فإنه) أی لأن خاتم الأولیاء (أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی) الحق ما أخذه الملک من هذا المعدن (به) أی بواسطة الملک (إلى الرسول) فهذا المعدن لیس إلا هو الحق فإن کان معدن العلمین واحدا فما کان علم الباطن إلا وجها خاصا من وجوه الشریعة.

وهو الذی لا یعلم إلا عن الکشف الإلهی الذی لا یحصل إلا بعد تحصیل الولایة فهما متحدان فی المآل.

لذلک یسمى علم التأویل بل هو أصل علم الشریعة وروحه ولا مخالفة بینهما إلا عند أهل الحجاب (فإن فهمت ما أشرت به) من الختم والمشکاة وغیر ذلک.

فخذ واعمل به (فقد حصل لک العلم النافع) الذی تفتح منه علوم کثیرة نافعة لک فی الدنیا والآخرة ، إذ هو العلم الکلی الذی هو أجل العلوم


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء. )

قوله رضی الله عنه : "کما هو أخذ عن الله تعالى فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه لا یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول. فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع."

قلت : وهی ما یأخذه عن الله تعالی بلا واسطة.

ولما کان مقام الولایة أعلى من مقام النبوة، کما ذکر، جعل اللبنة المختصة بالنبوة لبنة فضة والأخرى لبنة ذهبیة.

ولم یقل: ذهب، لیسلم ختم الأولیاء، الولایة للرسول أیضا ولیسلم أیضا ما رأوه من لبنة الذهب إلیه ویصف ما حصل له بصورة النسب، هکذا ینبغی أن یقال ویسطر فی الکتب، وفی المشافهة یمکن أن یتبین بیانا أکثر من هذا.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء. )

قال رضی الله عنه : "کما هو آخذ عن الله فی السرّ ما هو فی الصورة الظاهرة متّبع فیه ، لأنّه یرى الأمر على ما هو علیه ، فلا بدّ أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن ، فإنّه أخذ عن المعدن الذی أخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول " .

قال العبد أیّده الله به اعلم : أنّ لخاتم الولایة الخاصّة ظاهرا أن یتّبع ظاهر الأمر النازل بالشریعة الطاهرة لإقامة ظاهر النشأة الإنسانیة البشریة ، وباطنا تأخذه حقیقة الأمر ومعنى السرّ وروحه وکذلک باطن الجمعیة الأحدیة الکمالیة .

فله من حیث تبعیّته الظاهرة لظاهر الشرع الطاهر المقتضی لإقامة ظاهر النشأة الدینیة والطینیة نسبة الفضّة ، لتبعیة الفضّة للذهب فی صفائها وصفاتها وطهارتها وکمالها فی ذاتها وفی المعاملات والمبایعات العرفیة الشرعیة فی جمیع حالاتها .

فإنّ الفضّة تنوب عن الذهب فی أکثر مراتب کمالاتها ، ولکنّ الذهب أصل به تعدّ الفضّة ، ویثمّن بأضعاف أضعاف ثمن الفضّة ، ولهذا السبب تتجسّد هذه النسبة الظاهریة الوضعیة والوصفیة على صورة اللبنة الفضیّة .

ثم الخاتم المذکور رضی الله عنه من کونه آخذا للأمر حقیقة ومعنى بلا واسطة عن المعدن الذی أخذ عنه الملک الموحى إلى الرسول له حقیقة اللبنة الذهبیة ، وهی العلم بما هو الأمر علیه فی نفسه وعند الله ، فهو عالم به فی السرّ ، عامل بموجبه فی الجهر من کونه جامعا بین التابعیة والمتبوعیة ، فافهم. فإنّک إن فهمت هذا حصل لک العلم النافع ، والسرّ الجامع ، والمعنى المحیط الواسع .

قال الشیخ رضی الله عنه : " فإن فهمت ما أشرت إلیه ، حصل لک العلم النافع " .

یعنی رضی الله عنه لکونه مفیضا إلى کمال التبعیة المنتج لکمال التحقّق بالحقیقة ، فإنّ حصول هذا العلم النافع إنّما هو بکمال التبعیة لرسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم المنتجة لمحبّة الله من قوله تعالى : " فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ الله ".

فمن کان أکمل فی تبعیته والتخلَّق بأخلاقه صلَّى الله علیه وسلَّم فهو الأفضل فی التحقّق والأکمل فی التخلَّق بحقائق الأخلاق الإلهیّة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء.)

قال رضی الله عنه :  "کما هو آخذ عن الله فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه لأنه یرى الأمر على ما هو علیه فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن فإنه آخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحى به إلى الرسل ، فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع "

فتمثل حال النبی علیه الصلاة والسلام فی نبوته فی صورة اللبنة التی یکمل بها بنیان النبوة فکان خاتم الأولیاء .

ولما لم یظهر بصورة الولایة لم یتمثل له موضعه باعتبار الولایة فلا بد من خاتم الولایة باعتبار ظهوره وختمه للولایة أن یرى مقامه فی صورة اللبنة الذهبیة من حیث أنه متشرع بشریعة خاتم الرسل .

ویرى مقامه فی صورة اللبنة الفضیة باعتبار ظاهره فإنه یظهر تابعا للشریعة المحمدیة على أنه آخذ عن الله فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء.)

قال رضی الله عنه : "ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ". ﺃﻱ، ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻇﺎﻫﺮﺍ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺁﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ. فـ "ﻣﺎ" ﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻔﻌﻮﻝ (ﺁﺧﺬ).

(ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻫﻜﺬﺍ) ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻟﻘﻮﻟﻪ: (ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ) ﺃﻱ، ﻷﻧﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎﺗﻤﺎ.

(ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ) ﺃﻱ، ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺍﺋﻴﺎ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ.

قال رضی الله عنه : (ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﻰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

(ﻓﺎﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ) ﺃﻱ، ﺇﻥ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻭ ﻗﺒﻠﺖ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.

ﺃﻭ ﺇﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺁﺧﺮﺍ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺃﻭﻻ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء.)

قال رضی الله عنه: "کما هو آخذ عن الله فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول.

فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شیء."

قال رضی الله عنه: (کما هو آخذ عن الله تعالى فی السر) أی: بطریق خفی ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه إلا أن أخذه لیس باعتبار الأصالة، بل باعتبار متابعة النبی صلى الله علیه وسلم ، وإنما کان أحدا عن الله فی السر.

(لأنه یرى الأمر بالکشف على ما هو علیه، ولا بد أن یراه هکذا)، وإن لم یبلغ إلیه خبر ما شرع النبی صلى الله علیه وسلم .

(وهو) أی: الأخذ عن الله (موضع اللبنة الذهبیة) لما فیه من الخفاء.

ولذلک لا یصح للولی أن یعمل شیئا، لم یعرف أنه شرع لنبیه، وإنما لم یکن له بد من أن یراه هکذا، (فإنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول)؛ لأنه اتصل بالعلم الأزلی الذی هو مأخذ الملک.

وهذا الملک لأبعد واسطة فی حق النبی صلى الله علیه وسلم على الحقیقة؛ لأنه من جملة قواه، ولم یصب من قوى الولی.

وإلا کان صاحب الوحی أیضا مع أنه مخصوص بالنبی صلى الله علیه وسلم ، فلا بد له أن یکاشف ذلک بقوى نفسه.

فلم یتم تصرف الولی فی التام کتصرف النبی صلى الله علیه وسلم ؛ فإنه بقوى نفسه وقوى العالم.

قال رضی الله عنه: (فإن فهمت ما أشرت به) ، من بیان کیفیة ختم النبوة والولایة بالتمثیل، (فقد حصل لک العلم النافع) الداعی إلى متابعة الأنبیاء والأولیاء الموجب لاعتقاد أن الولی، وإن بلغ ما بلغ من الکمال فلا بد من متابعته النبی.

وإن الولایة من کمالات النبوة حتى رأی النبی صلى الله علیه وسلم اللبنة واحدة لکنها انفصلت عند أتباعه إلى ثنتین، مع بقاء نوع خفاء فی الولایة.

وإن ظهرت فی خاتم الأولیاء على أتم الوجوه حتى رأى لبنة الولایة لبنة ذهب باعتبار خفاء الولایة فی نفسها.

وإن کانت شریفة فی الأصل الذی هو النبی لاستقلاله بنفسه مع وجوب متابعة الولی، وإذا کان أخذ الخاتمین من معدن واحد، وهو العلم الأزلی بلا واسطة لنهایة کمالهما حتى صار ذلک العلم کأنه ذاتی لهما وغیرهما لما لم یتم له ذلک.

لم یکن له بد من الواسطة، لکن جهة الولایة فی حق الأنبیاء مندرجة فی النبوة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء. )

قال رضی الله عنه : " کما هو آخذ عن الله فی السرّ ما هو فی الصورة الظاهرة متّبع فیه ، لأنّه " بکمال کشفه التامّ ( یرى الأمر على ما هو علیه ، فلا بدّ أن یراه هکذا ) لما عرفت أنّ اللبن صورة علمهم الواقعة فی مراتب کمالهم .

ولمّا کان لخاتم الأولیاء أنهى الغایات فیه لا بدّ أن یرى صورة ما یکشف له من المتابعة - وهو موضع اللبنة الفضیّة فی الظاهر - وأن یرى صورة ما یکشف له عن حقیقة تلک الصور التابع لها ولمیّته - ( وهو موضع اللبنة الذهبیّة فی الباطن ) فإنّها کمال الفضّة المتبطَّن فیها ، وغایتها المساقة هی إلیها ، فیراه على تلک الصورة ضرورة ( فإنّه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحى به إلى الرسول ) فیکون صافیة عن شوائب الوسائط التی بها یتمکَّن أن یظهر على الکافة ، أعنی بیاض الفضّة ، فإنّه مع کمال الظهور متوسّط فی غایة کماله النوعی ، بخلاف صفرة الذهب ، فإنّها مع جامعیّتها بین بیاض الظهور وسواد البطون لها الغایة الکمالیّة التی لا یتخلَّلها الوسائط .

فلئن قیل : کان الأنسب لرؤیة رؤیا اللبنتین خاتم الأنبیاء ، لجامعیّته بین الولایة والنبوّة ؟

قلنا : إنّما یکون کذلک لو کان المراد باللبنة الذهبیّة هی الولایة - کما توهّمه من هو ذاهل عن لطائف إشارات الشیخ ودقائق مرموزاته - فأمّا إذا کان  المراد بها ما ذکرناه مما أخذ عن الله فی السرّ من الصور المتّبعة فیها - على ما هو صریح عبارة الشیخ - فلا فإنّ الحائط الذی فی تمثیل خاتم الأنبیاء هو بعینه الحائط الذی یراه خاتم الأولیاء من حیث أنّه صورة حیطة النبوّة بأوضاعها ، إلَّا أنّه لاختصاصه بالأخذ من المعدن ، والکشف عن سرّ ذلک لا بدّ وأن یرى الحائط مشتملا على النوعین من اللبنتین ، ویرى نفسه منطبعة فی موضع اللبنتین اللتین من متمّماته وأعالیه ، فإنّهما صورة السرّ المأخوذ من المعدن ، الذی هو الغایة الکمالیّة ، وصورة الواسطة الواقعة بینه وبین تلک الغایة ، فهو صورتهما بعینهما بخلاف خاتم الأنبیاء ، فإنّ الواسطة فی موقف نبوّته هو الملک الذی یوحى به إلیه ، وهو خارج عنه ، غیره وفی هذا الکلام دقائق إنّما یتفطَّن إلیها اللبیب بقوّة ذکائه وذوقه .

وفی تخصیصه التمثیل بخاتم الأنبیاء ، والرؤیة بخاتم الأولیاء ما یطلعک على هذا .

وفی عقدی « الولی » و « النبی » أیضا ما یلوّح على اختصاص خاتم الولایة بالوجهین ، وهما رؤیة اللبنة متعددة ، وأنّ إحداها من الذهب ، فإنّ الأولى هی صورة زیادة الکشف على الوضع ، والثانیة صورة عدم الواسطة بینه وبین الغایة التی لیس وراءها غایة .

وإلى أمثال هذه التنبیهات أشار بقوله رضی الله عنه : ( فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع ) ضرورة أنّ النافع من العلوم هو ما یختصّ بنیله أهالی کلّ زمان ، من اولی نهایات الکمال فیه ، فإنّه ممّا یترقى به المستعدّ ومن انخرط فی سلک المسترشدین منه فی ذلک الزمان بالوقوف علیه من مواقف تقاعده وتکاسله إلى معارج الطلب والسلوک ، حتّى یتّصل بهم ، کخصائص خاتم الولایة فی زماننا هذا .

ثمّ إنّ فی کلام الشیخ ما یدلّ على أنّه هو الخاتم للولایة الخاصّة المحمّدیّة.

وأنّه قد رأى الرؤیة المذکورة بذلک الوجه المقرّر وقد صرّح فی الفتوحات أنّه قد ظهر له ذلک فی سنة خمس وتسعین وخمسمائة بمدینة فاس بالمغرب . "الفتوحات المکیة : الباب الثالث والسبعون ، جواب السؤال الثالث عشر من أسئلة الترمذی ، 2 / 49 .

"وأما ختم الولایة المحمدیة ، فهی لرجل من العرب ، من أکرمها أصلا ویدا ، وهو فی زماننا الیوم موجود ، عرفت به سنة خمس وتسعین وخمس مائة ، ورأیت العلامة التی له قد أخفاها الحقّ فیه عن عیون عباده ، وکشفها لی بمدینة فاس ، حتى رأیت خاتم الولایة منه ، وهو خاتم النبوة المطلقة ولا یعلمها کثیر من الناس ، وقد ابتلاه الله بأهل الإنکار علیه فیما یتحقّق به من الحقّ فی سرّه من العلم به"

وذلک یدلّ على أنّه مما خصّه الله به من الولایة المحمّدیة ، لا الولایة العامّة کما یدلّ إذا حوسب معه زمان ظهور هذا الکتاب أنّه هو لبّ ما ظهر له من المعارف الختمیّة وخصائصها ، على ما یتنبّه إلیه الفطن .

وإذ قد لا یخفى على من له دربة بأسالیب ذوی التحقیق أنّ الغایة هی التی تساوق الفاعل فی مطلق الوجود ، لکمالها الخاصّ بها ، فإنّها توجد أوّلا بوجود الفاعل وتتّحد معه وتشوّقه إلى ذلک الکمال الخاصّ بها ، ثمّ تسوقه نحو مباشرة الفعل المفضی إلیها ، وأمّا ما توسّط بینها وبین الفاعل ممّا یتدرّج إلى تلک الغایة فإنّما یوجد بکماله بعد مباشرة الفعل إیّاه وجوده بالفعل ، لأنّ وجوده متأخّر عن الفاعل وفعله مباین له غیر متّحد به أصلا .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء. )

قال الله رضی الله عنه : "کما هو آخذ من الله تعالى فی السر ما هو بالصورة متبع فیه، لأنه یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بد أن راه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإنه أتی من المعدنی الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول. "

(کما هو آخذ عن الله فی السر) بلا واسطة (ما هو)، أی الشرع الذی هو أی خاتم الأولیاء (بالصورة الظاهرة متبع) خاتم الرسل (فیه).

أی فی هذا الشرع وذلک الأخذ إنما یتحقق (لأنه)، أی خاتم الولایة (یری الأمر)، أی کل أمر (على ما هو علیه) فی علم الله سبحانه.

(فلا بد أن یراه هکذا)، أی على ما هو علیه فی علم الله سبحانه وإلا لم یکن خاتمة (وهو)، أی کونه رائیة لکل أمر على ما هو علیه (موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن) وتحققه بهذه الرؤیة انطباعه فیه.

قوله : فی الباطن، على ما هو فی بعض النسخ متعلق بالرؤیة (فإنه أخذ) تعلیل للرؤیة، أی أن خاتم الأولیاء أخذ الأحکام الشرعیة التی یتبع خاتم الرسل فیها.

(من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به)، أی بسبب هذا الملک (إلى الرسول) وذلک المعدن باطن علم الله فلا جرم یراه على ما هو علیه.

قال الله رضی الله عنه : "فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شیء."

قال الله رضی الله عنه : (فإن فهمت ما أشرت به) من أن الأنبیاء من کونهم أولیاء والأولیاء کلهم لا یرون الحق إلا من مشکاة خاتم الأولیاء الذی هو مظهر ولایة خاتم الرسل.

(فقد حصل لک العلم النافع) المفضی إلى کمال متابعة خاتم المرسل المنتج کمال التحقیق تحقیقه الولایة.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940 هـ:

قال رضی الله عنه :  (کما هو آخذ عن‏ اللَّه فی السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنه یرى الأمر عَلَى ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا وهو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إِلى الرسول.  فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النافع بکل شی‏ء.)

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : ( کما هو آخذ من الله تعالى فی السر ما هو بالصورة متبع فیه، لأنه یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بد أن یراه هکذا و هو موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن، فإنه آخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحى به إلى  الرسول، فإن فهمت ما أشرت إلیه فقد حصل لک العلم النافع.)


قال الشارح رحمه الله :

(کما هو أخذه عن الله تعالى فی السرّ ما هو فی الصورة الظاهرة متنبع فیه لأنه یرى الأمر ): أی حقیقة الأمر (على ما هو علیه فی الواقع، فلا بد أن یراه): أی الحکم الذی قرره الشارع بعینه لأنه ینکشف له الأمر خفیة و جلیة، و یراه بعینه (هکذا) الذی یقع بین الاثنین .

قیل: إنّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فی مجلس الإمام الأعظم الشافعی رضی الله عنه، سئل عن شیبان الراعی قدّس سره وکان أمیا، مسألة فی الزکاة أراد به الامتحان.

فقال الشیخ: ترید وجه المسألة فی مذهبک أو فی مذهبی؟

ثم أجاب على الوجهین، و قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات:

إن العارف عارف بجمیع المذاهب و الملل، فإنهم أخذوا من حیث أخذ الملک الرسول، فافهم .

فإنه من هذا الذوق الذی نحن بصدد بیانه، و هو: أی الرائی الشیخ رضی الله عنه (موضع اللبنة الذهبیة فی الباطن) لأنه یرى الغیب کالشهادة مکشوفا بلا لبس، و هو ممن ارتضى من رسول، بل وارث الرسول.

کما قال: لست بنبی و لا رسول، (فإنه أخذ من المعدن الذی یأخذ منه الملک الذی یوحی به إلى الرسول )، إنما قال رضی الله عنه ذلک لأنه فی هذا المقام یثبت بهذا القدر و المساواة، بل السبق، و إلا أین الملک الکریم من الإنسان الکامل الذی على خلق عظیم، و هم قد اعترفوا بذلک حیث قالوا: "وما مِنّا إلّا لهُ مقامٌ معْلومٌ" [ الصافات: 164]، و للخاتم کما للخاتم صلوات الله علیهما مقام : " إن لی مع الله وقتا لا یسعنی فیها ملک مقرّب، و لا نبیّ مرسل ". و أنت صاحب المقام عمن لا مقام له .

و التنبیه على ذلک فی الکتاب لکفاهم التنبیه من أولی الألباب قوله: "یا أهْل یثرب لا مُقام لکُمْ" [ الأحزاب: 13]، فختم الختم أولى بذلک الخطاب .


قال رضی الله عنه فی الفتوحات:لا یخلص من المقامات إلا الوارث المحمّدی الصرف، الذی أتاه الحکم بفصل الخطاب، و أوتی جوامع الکلم، و علم الأسماء کلها: أی المؤثرات فی الکون و غیرها، و لم یستأثر فکل صید فی الفراء .

( فإن فهمت ما أشرت إلیه) من أن أخذ الخاتم العلم من المعدن، و أخذ الأولیاء العلم منه قاطبة، إنما قال رضی الله عنه ما أشرت به لأنه رضی الله عنه ما صرّح فی الخاتم المساواة فی الإفادة فی بیان إفادة العلم، بل قال: سبقت لهذا العبد هذه المساواة، و لم یقل أی عبد .

( فقد حصل لک) بالفهم لهذا الأمر الواقع على هذه المثابة (العلم النافع )، و جعلک من الصدیقین، بل ألحقک بالصدّیق الأکبر .

و بیان ذلک: إن من صادق العلم فی ظنه کان نعته العلم فی نفس الأمر، و هذا هو نتیجة الإیمان بالأنبیاء علیهم السلام و هذا الذوق .

قال صلى الله علیه و سلم لشخص من الصحابة حین سأله عن أی آیة فی القرآن أعظم، فقال الرجل و أظن أنه أبی بن  کعب: آیة الکرسی، فضرب صلى الله علیه و سلم على صدره وقال: " لیهنک العلم یا أبا المنذر"  یعنی: أصبت و صادفت حقیقة الأمر .

وکیف لا إذا کان الفجر عن درک الإدراک إدراک؟

فکیف لا تکون الإصابة علما، و ما ظنک بالمصادفة؟ .


قال رضی الله عنه فی الفتوحات: 

من صادق العلم فی ظنه کما فی نفس الأمر، فقد حصل له العلم فی نفسه کما هو فی نفس الأمر، و لا یکون ذلک إلا بإعلام الحق، و إعلام من أعلمه عند من یعتقد فیه أنّ الله تعالى و ما عدا ذلک فلا علم بغیب أصلا انتهى کلامه .

أما ترى أن الله مدح من یؤمن بالغیب و یعمل بمقتضاه، قال تعالى:" الّذِین یـؤْمِنون بالغیْبِ و یقِیمُون  الصّلاة" [ البقرة: 3].

فما أقاموها إلا من علمهم و تصدیقهم بالغیب، فالأمر قائم بالصادق، و الصدیق صاحب عیان، و صاحب إیمان، و ما وراء ذلک خسران و حرمان، فافهم إن هذا فصل الخطاب لأولی الألباب، فطوبى لهم و حسن مآب .


قال رضی الله عنه فی الفتوحات: 

من قعد مع هذه الطائفة و لا یصدقهم فیما قالوه، یخاف علیه من سوء الخاتمة.فإذا فهمت ما قرره رضی الله عنه علمت الأمر على ما هو علیه بإعلام صاحب أوسع الکشوفات، و الأذواق المحمدیة، و لیهنک العلم .


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 201-202

کما هو آخذ عن اللّه‏ فى السّرّ ما هو بالصورة الظاهرة متبع فیه، لأنّه یرى الأمر على ما هو علیه و لا بدّ أن یراه هکذا و هو موضع اللبنة الذهبیة [فى الباطن،] فإنه آخذ من المعدن الّذى یأخذ منه الملک الّذی یوحی به إلى الرّسول.

ما [در کما هو بالصورة] با ما بعد وى‏ در تقدیر نصب است، که مفعول «اخذ» است؛ یعنى: خاتم ولایت تابع شریعت بود ظاهرا؛ همچنان‏که آن احکام را به باطن، از حق فرا مى‏‌گیرد. از بهر آنکه: خاتم ولایت بحکم ولایت مطّلع است بر آنچه در «علم اللّه» است از احکام الهى. و از احکام الهى یکى شریعت محمّدى است.

پس ولىّ به باطن، آن احکام از آن معدن ستاند که جبرئیل ستده باشد، و به محمّد آورده [باشد] و ادا کرده؛ و بظاهر از رسول ستاند؛ و به آن عمل کند. و از این جهت است که: ولىّ را این قوّت و این نظر هست که او در موضع لبنه ذهبیّه در کار مى‌‏نشیند؛ لاجرم شیخ فرمود:

فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لک العلم النّافع‏.

یعنى‏: اگر فهم کردى آنچه اشارت کردم [که: انبیاء علیهم السّلام از آن روى که ولایت دارند، همه حق را از مشکات خاتم اولیاء بینند] ترا علمى نافع حاصل شد.

یا خود چنین گوییم‏ که: اگر فهم کردى آنچه اشارت کردم بدان، و بدانستى که: خاتم اولیاء بعینه خاتم رسل است که ظاهر مى‏گردد، نه بر سبیل تناسخ، بل بر سبیل برزاتى‏ که کمّل را است از جهت لطافت اشباح ایشان؛ که اشباحهم ارواحهم. و از بهر آن ظاهر مى‏‌گردد تا خلق [را] به اسرار و حقایق الهى، آگاه کند. در آخر هم: چنانکه در اوّل، ایشان را آگاه گردانید به احکام الهى، و غالبا این معنى به‌‏غایت مناسب است، نبینى که: در قرآن، از آن معنى به چه عبارت خبر فرمود، حیث قال تعالى: «وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضى‏ إِلَیْکَ وَحْیُهُ»( س 20- 114) . و حال آن بود که: چون جبرئیل علیه السّلام به محمّد نازل مى‏‌شد، پیش از آنکه اداى رسالت و احکام خود کند، رسول- صلعم- سبق مى‏‌گرفت، و آن احکام مى‏‌خواند. چرا که: او بباطن، مطّلع بود بر «علم اللّه» از راه ولایت؛ و از منبع و معدن به راه سرّ همین معنى، به وى رسیده بود. [پس‏] خطاب رسید که: وقت اظهار معنى ولایت نیست؛ حالا به نبوّت بساز و پیش از آنکه جبرئیل بر تو خواند مخوان. و اللّه اعلم.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 206

کما هو آخذ من اللّه تعالى فى السرّ ما هو بالصّورة الظّاهرة متّبع فیه، لأنّه یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بدّ أن یراه هکذا و هو موضع اللّبنة الذّهبیّة فى الباطن، فإنّه آخذ من المعدن الّذى یأخذ منه الملک الّذى یوحى به إلى الرسول فإن فهمت ما أشرت إلیه فقد حصل لک العلم النافع.


و این خاتم همچنان‏که متابعت شرع و احکامش مى‏‌کند در ظاهر، همان معنى را در سرّ از حضرت حق نیز اخذ مى‏‌کند چه او را اطلاع هست بدانچه در علم است از احکام الهیّه و مشاهد است آن را؛ که اگر این رؤیت و مشاهده نباشد خاتم ولایت نتواند بود. و این دیدن امر الهى را بر آنچه در غیب است موضع لبنه ذهبیّه است، از آنکه او آخذ است از معدنى که ملک از آن اخذ مى‏‌کند. و به رسول مى‏‌رساند؛ و این معدن حق است سبحانه و تعالى و اگر فهم کنى و اطلاع یابى بر آنچه اشارت کردیم- که انبیا ازین روى اهل ولایت‏اند و سائر اولیا حق را نمى‏‌بینند مگر از مشکات خاتم اولیاء حاصل شود ترا علمى که نافع باشد در آخرت؛ یا معنى آن است که دریابى رمزى را که بر آن اشارت کردیم که خاتم ولایت همان خاتم رسل است که ظاهر مى‏‌گردد در آخر براى بیان اسرار و حقائق چنانکه بیان کرد در اول احکام و شرایع را هرآینه علمى نافع حاصل کرده باشى و بدانى که اعتبار معنى راست و اختلاف صورى قادح اتحاد معنوى نیست. بیت:

اختلاف صور آمد سبب کثرت و بس‏         چون ز تنها گذرى دلبر تنها بینى‏

سقف و دیوار چو مانع شود از پرتو شمس‏ نور خورشید به هر خانه مجزا بینى‏

صورت جزوى هر خانه چو ویران گردد نور بى‏شائبه کثرت اجزا بینى‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 535

کما هو آخذ عن اللّه فی السّرّ ما هو بالصّورة الظّاهرة متّبع فیه، لأنّه یرى الأمر على ما هو علیه، فلا بدّ أن یراه هکذا و هو موضع اللّبنة الذّهبیّة فی الباطن، فإنّه أخذ من المعدن الّذی یأخذ منه الملک الّذی یوحى به إلى الرّسول. فإن فهمت ماأشرت به فقد حصل لک العلم النّافع بکلّ شی‏ء.


پس، شیخ گفت اگر فهم کردى آن چه اشارت کردم، و بدانستى که خاتم اولیا بعینه خاتم رسل است، که ظاهر مى‏‌گردد، نه بر سبیل تناسخ بلکه بر سبیل برزات کمّل، از جهت لطافت أشباح ایشان که «أشباحهم أرواحهم»، تا خلق را از اسرار و حقایق الهى آگاه کند در آخر، چنانکه در اول، اعلام احکام الهى کرد. و از اینجا بود که چون جبریل- علیه السلام- بر رسول نازل مى‏‌شد پیش از اداى رسالت، رسول اللّه- صلى اللّه علیه و سلّم- سبق مى‏‌گرفت، و از آن احکام مى‏‌خواند. زیرا که به باطن مطّلع بود بر علم اللّه، تا خطاب رسید که: «وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضى‏ إِلَیْکَ وَحْیُهُ». یعنى، وقت اظهار ولایت نیست، حالى به نبوت بساز.