الفقرة الحادی والعشرون:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم. وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. و هو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى الله علیه وسلم مقدم الجماعة و سید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعین حالا خاصا ما عمم. وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة ، فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین.)
(فخاتم الرسل) بالمعنى العام والخاص کما قدمنا (من حیث ولایته)، أی کونه ولیا ولایة رسالة (نسبته) إلى جمیع الأولیاء من الرسل (مع الختم للولایة)، الذی هو فیه زیادة علیهم (مثل نسبة الأنبیاء والرسل) علیهم السلام (معه)، من حیث إنه خاتم للنبیین بالمعنى العام أو الخاص وخاتم للمرسلین کذلک .
یعنی أنه یلزم من خاتم الولایة التی هی ولایة المرسلین بالمعنى العام أن یکون خاتم نبوة النبیین أیضا بالمعنى العام.
وخاتم رسالة المرسلین أیضا بالمعنى العام، وکذلک خاتم ولایة المرسلین بالمعنى الخاص یلزم أن یکون خاتم نبوة النبیین بالمعنى الخاص، وخاتم رسالة المرسلین بالمعنى الخاص .
(فإنه)، أی خاتم ولایة المرسلین العام والخاص هو (الولی) لاشتماله على شروط الولایة المذکورة زیادة على التخلق بخلق الإیمان الذی من أتاه به دخل الجنة.
(الرسول) لزیادته على ذلک بالترقی فی عالم الحقائق الإنسانیة من غیر خروج عن مرتبة الولایة، ولهذا کان الولی هو الله والرسول من الله .
کما قال تعالى: "رسول من الله" 2 سورة البینة.
(النبی) لزیادته على طور الولایة بالترقی فی عالم الحقائق المنسوبة إلى الملائکة، والدخول فی الحضرات الملکوتیة مع بقاء مرتبة الولایة، فإن الغفلة لا تخالط قلوب الأنبیاء علیهم السلام.
وأما الغین المشار إلیه فی الحدیث «إنه لیغان على قلبی» و مؤاخذة الأنبیاء علیهم السلام فی مواطن، ونسبة الذنوب إلیهم بسبب الغفلة.
فذلک من تراکم أنوار الملکوت الذی فی مقام النبوة على قلوبهم، فکان اشتغالا به تعالى عنه تعالى لا بغیره عنه.
فغفلة الأنبیاء علیهم السلام یقظة غیرهم، وأما غفلة غیرهم فهی من استیلاء ظلمة الکون على القلوب وغلبة مقتضى عالم الأجسام علیهم .
(وخاتم الأولیاء) من غیر الأنبیاء والمرسلین علیهم السلام یعنی خاتم ولایة الإیمان لا ولایة النبوة ولا ولایة الرسالة هو (الولی) لاشتماله على جمیع شروط الولایة التی هی الأخلاق المذکورة (الوارث) لخاتم الرسل وخاتم النبیین فی الظاهر للعلوم الظاهرة التی تتأدى بالحروف الظلمانیة والکلمات اللفظیة.
وفی الباطن للأسرار والکشوفات الباطنة التی لا تتأدى إلا بالحروف والکلمات النوریة الروحانیة.
(الآخذ) جمیع ذلک من حیث الباطن (عن الأصل) الحق الحقیقی (المشاهد للمراتب) النبویة والأطوار الرسولیة کشهود أهل الأرض کواکب السموات من غیر حصولها فیهم.
ولهذا قال علیه السلام: " إنا معاشر الأنبیاء لم نورث درهما ولا دینارا ولکن نورث العلم فمن
أخذ به فقد أخذ بحظ أوفر».
والمراد علم النبوة وعلم الرسالة زیادة على الولایة، فتوریثهم للولایة تخلق ووجدانا، وتوریثهم للنبوة والرسالة علم فقط وشهودا.
ولا یلزم ممن شهد النبوة أن یکون نبیا کمن شهد الربوبیة لا یکون ربا، بخلاف من تخلق بها فهو رب کما یقال : رب الدابة ورب المتاع لمن تخلق بربوبیة الله تعالى لتلک الدابة وذلک المتاع.
(وهو)، أی خاتم الأولیاء ولایة المؤمنین (حسنة) عظیمة (من حسنات خاتم الرسل محمد صلى الله علیه وسلم ) عملها بشرع الشرائع وإیضاح الوسائل والذرائع.
(مقدم الجماعة) کلهم من الأنبیاء والمرسلین علیهم السلام (وسید ولد آدم) کما قال علیه السلام : «أنا سید ولد آدم یوم القیامة ولا فخر» .
ومن أدبه صلى الله علیه وسلم ؟ أنه لم یصرح بسیادته على أبیه آدم علیه السلام فی هذا الحدیث لکون ذکره بما یشهد أنه أب.
وأما غیره من الأنبیاء علیهم السلام وإن کانوا آباؤه أیضا لکن لما ذکرهم بلفظ الولد صرح بسیادته علیهم تلویحا بمقام أبوته لهم فی عالم الأرواح.
وأما قوله علیه السلام: "آدم ومن دونه تحت لوائی یوم القیامة ، فهو تصریح بسیادته العامة وتلویح بأبوته الروحانیة لآدم وبنیه "، ولا تعارض لأبوة آدم علیه السلام فیها ، فلم یلزمه التأدب معه بل الأدب هنا التصریح بالسیادة.
فإن أدب الأب مع ابنه بسیادته علیه، وأدب الابن مع أبیه بترک ذکر ذلک .
(فی فتح باب الشفاعة) لکل شافع من نبی أو ملک أو ولی، وذلک بالشفاعة العظمى لأجل فصل القضاء یوم الموقف الأعظم، فهو شافع فی الشافعین، وهی فی الحقیقة شفاعة منه وحده فی جمیع المذنبین.
ثم بین حقیقة شفاعة محمد صلى الله علیه وسلم بقوله :
(فعین)، أی محمد (بشفاعته) العامة (حالا خاصا) من أحوال حقیقته الجامعة لجمیع الحقائق.
وذلک الحال الخاص وهو الرحمة التی سبقت الغضب من حیث إنها لله فی الإطلاق وله فی التقیید وهی رحمة الرحیم .
کما قال تعالى: "" لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ (128)" سورة التوبة.
فرحمته المقیدة به هی ذلک الحال الخاص (ما عمم) فی جمیع الأحوال ولو عمم لبقی الخلق کلهم على ما هم علیه (وفی هذا الحال الخاص) المذکور (تقدم) صلى الله علیه وسلم وهو متخلق به بطریق التقلب (على) غیره من (الأسماء الإلهیة) کمن یمسک بیده ذبابة وهو قاصد إهلاکها، ثم یقصد رحمتها والرأفة بها، فیشفع القصد الثانی عند القصد الأول.
أی یصیر معه قصدین بعد أن کان الأول قصدا واحدا والاثنان هما الشفع.
فیخفف من یضیق یده على تلک الذبابة وربما أطلقها، ثم بینه بقوله .
(فإن) الاسم (الرحمن)، وهو ظهور الرحیم کمال الظهور حتى یعم المؤمن والکافر، ولهذا الشفاعة فی فصل القضاء تعم المؤمن والکافر ولکن المقصود بها المؤمنون والکافرون بالتبعیة، وهو الرحمة العامة والحال العام لا الخاص، لأنه من الله زیادة على ما طلبه النبی علیه السلام کما قال تعالى: " للذین أحسنوا الحسنى وزیادة " 26 سورة یونس.
فالحسنى لطلبهم لها باحسانهم والزیادة لبقاء الإطلاق فی التقیید، فما من العبد مقید وما من الرب مطلق.
ونظیره من النبی صلى الله علیه وسلم فی جواب سؤال من دونه له عن ماء البحر، فقال علیه السلام: «هو الطهور ماؤه الحل میتته».
فأجاب عن أکثر من سؤال السائل للتخلق بأخلاق الله سبحانه (ما شفع)، أی صار شفعة (عند) الاسم (المنتقم) حتى یرفع من انتقامه (فی أهل البلاء) فی الدین کالکافرین والفاسقین (إلا بعد شفاعة الشافعین) الکثیرین من حیث کثرة الصور الظاهرة فی الحقائق الرحیمیة المنبعثة من الحقائق الرحمانیة، لتتقابل الصور الرحمانیة بالصور الانتقامیة ، فیخفف البلاء المذکور فی ذلک الموقف .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم. وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قال رضی الله عنه : )فخاتم الرسل من حیث ولابته نسبته مع الختم للولایة نسبة الأنبیاء والرسل معه) وإنما کانت نسبته معه کذلک (فإنه) أی لأن خاتم الرسل (الولی الرسول النبی وخاتم الأولیاء الولی الوارث الأخذ عن الأصل المشاهد للمراتب) فکانت ولایته مقدمة على ولایة ختم الرسل کما تقدمت على ولایة سائر الأنبیاء.
ولما توهم من ظاهر کلامه أفضلیة ختم الولایة على ختم النبوة دفع هذا التوهم بقوله (وهو) أی خاتم الأولیاء (حسنة) أی أعلى مرتبة (من حسنات خاتم الرسل محمد) علیه السلام أی من مراتبه العالیة، فکانت ختمیته ومشکاتیته من ختم الرسل لأن العلم الذی یأخذ عن الله تعالى فی السر ویعطى ختم الرسل لا یأخذ إلا بولایة منشعبة من ولایة ختم الرسل .
وفی التحقیق یأخذ عن الله بسببه ویعطى إلیه بسببه فکان تقدمه فی هذا الوجه تقدم الجزء على الکل فلا فضل على ختم الرسل بأی وجه کان کما قلنا لک من قبل (مقدم الجماعة) أی جماعة الأنبیاء والأولیاء کلها (وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة) یوم القیامة.
(فعین) محمد علیه السلام وهو تقدمه على جمیع أولاد آدم باعتبار وجوده الشخصی (حالا خاصا) وهو الفتح (ما عمم) إذ التعمیم لا یکون إلا بحقیقة الکلیة فلا یلزم منه تقدمه فی جمیع الأمور (وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین ففاز محمد علیه السلام بالسیادة فی هذا المقام الخاص).
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم. وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قوله: "فخاتم الرسل من حیث ولایته لنسبته مع الختم للولایة نسبة الأنبیاء والرسل معه، فإنه الولى الرسول النبی. وخاتم الأولیاء الولى الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب".
قلت: مراده، رضی الله عنه، أیضا ظاهر من کلامه فلا حاجة إلى شرحه إلا مشافهة
قوله: "وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل، محمد صلى الله علیه وسلم، مقدم الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعین حالا خاصا ما عمم."
قلت: یعنی أنه وإن تأخر وجوده الطینی إلى ما بعد انتقال رسول الله، صلى الله علیه وسلم، فهو من أمته فهو إذن حسنة من حسناته والشیخ، رضی الله عنه، هنا ذکر أن السیادة الحاصلة له، علیه السلام، على ولد آدم لیس إلا فی فتح باب الشفاعة، لا مطلقا لأن ظاهر الحدیث یدل على ما قال، فهی سیادة خاصة عنده لا عامة
قوله: "وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین."
قلت: یعنی أن الذی یتولى أهل البلاء من الأسماء الإلهیة إنما هو الاسم المنتقم، فالشفاعة إنما تکون عنده وقد ورد فی الحدیث النبوی: أنه تعالى شفع الأنبیاء وشفع غیرهم ممن ذکر فی الحدیث , وبقی شفاعة أرحم الراحمین فیخرج بها من النار من فی قلبه مثقال حبة من الخیر.
فإذن الرحمن شفاعته متأخرة وهو من أکمل الأسماء الإلهیة، فتقدم علیه شفاعة محمد صلى الله علیه وسلم، فقد تقدمت شفاعته بهذا الاعتبار شفاعة الأسماء الإلهیة.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم. وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قال رضی الله عنه : " فخاتم الرسل من حیث ولایته ، نسبته مع الختم للولایة نسبة الأنبیاء والرسل معه ، فإنّه الولیّ الرسول النبیّ ، وخاتم الأولیاء الولیّ الوارث ، الآخذ عن الله ، المشاهد للمراتب وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل ، محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم مقدّم الجماعة ، وسیّد ولد آدم فی فتح باب الشفاعة " .
قال العبد أیّده الله به اعلم : أنّ الولایة المحمدیة التی هی مشکاة خاتم الأولیاء ، منها مادّة الولایات کلَّها ، المتفرّعة فی أنبیاء الأمم ورسلهم وعامّة الأولیاء وخاصّتهم وخلاصة خلاصتهم وصفا خلاصة الخاصّة من حیث إنّ النبوّة لا تخلو عن ولایة هی باطنها .
ومن حیث إنّها صور نسب الولایة الکلیة الکمالیة المحمدیة الإلهیة من مرتبة التفصیل من مشکاته المذکورة ، فمنها وصول المادّة إلى الکلّ .
فنسبته فی الأخذ عن الله من الوراثة المحمدیة للولایة الجمعیة الأحدیة الکمالیة مع محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم کنسبة الأنبیاء والرسل فی أخذ نبوّاتهم ورسالاتهم عن الله من الحقیقة المحمدیة ، على ما تقرّر آنفا ، هذا لسان عموم أهل الذوق فی هذا المقام .
سرّ للخواصّ
لمّا تعیّن فی ختمیة الولایة الخاصّة المحمدیة خاتم الأولیاء ، وکانت مشکاته الخصیصة به هی الولایة الخاصّة المحمدیة الإلهیة الکمالیة الختمیة الأحدیة الجمعیة.
کتعیّن رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فی ختم النبوّة التشریعیة المحیطة الکمالیة الإلهیة ، وهی المشکاة الخاصّة به صلَّى الله علیه وسلَّم وکانت النبوّات کلَّها مترتّبة على الولایات ، فإنّما هی صور أحکام حکم الولایات ، ظهر له نسبة خاتم الرسل إلى ختم الولایة من حیث إنّ نبوّته صلَّى الله علیه وسلَّم ظاهریة مشکاة ختم الولایة ، والولایة خصیصة به کنسبة سائر الرسل فی أخذ نبوّاتهم من مشکاة الرسول الخاتم ، وولایتهم من مشکاة خاتم الولایة الخاصّة المحمدیة ، فافهم إن شاء الله .
فمن عنده صلَّى الله علیه وسلَّم قسمة أرزاق العلوم والأذواق والمقامات والأحوال والأخلاق کلَّها ، فما تعلَّق منها بالنبوّة واختصّ بالرسالة یوصله الله من هذه المشکاة المحمدیة إلى جمیع الأنبیاء والرسل حال وجودهم فی نشأتهم وبعد المفارقة فی برازخهم.
وما تعلَّق منها بالولایة وتحقّق بها خاتم الأولیاء المحمدیین یفیضه الله من مشکاة خاتم الأولیاء على سائر الأولیاء المحمدیین وهم أنبیاء الأولیاء وعلى أولیاء الأنبیاء والرسل ، فافهم .
ولا یحجبنّک تأخّر صورته العنصریة الختمیة فلا بدّ للختم من الآخریة من حیث صورته الشخصیة ، وأنّ له صورة أزلیة فاتحیة متقدّمة على الکلّ بالحقیقة والمرتبة ، فافهم وتذکَّر ، والله الملهم .
واعلم : أنّ رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم جامع بین النبوّة والرسالة والولایة والخلافة ، فهو النبیّ الرسول الخاتم .
وکذلک وارثه الأکمل خاتم الأولیاء المحمدیین حسنة من حسنات خاتم الرسل ، لکونه جمع له وراثته فی الختمیة الکمالیة وتخیّر من بین أرواح الأولیاء لمظهریته الکاملة الأحدیة الجمعیة فی باطن الصورة الإلهیة المحمدیة الختمیة ، ولکنّه صلَّى الله علیه وسلَّم مقدّم جماعة الکمّل فی فلک النبوّة وفلک الولایة ، وهو سیّد ولد آدم.
لأنّ الحقیقة الکمالیة الجمعیة الأحدیة فی الصورة الإلهیة المحمدیة هی التی تشفع فردیات الحضرات الأسمائیة إذا غلبت الأحدیة الجلالیة بقهرها على الحضرات ومظاهر الأسماء والتجلَّیات وأمم الأنبیاء وأرباب الرسالات ، فإذا شفعتها بفردیّتها .
انضاف الفردی المحمدی إلى الفرد العبدانی المستهلک تحت قهر الأحدیة الجلالیة بقهرها على الحضرات ومظاهر الأسماء والتجلیات وأمم الأنبیاء وأرباب الرسالات فإذا شفعتها بفردیّتها ، انضاف الفرد المحمدی إلى الفرد العبدانی المستهلک تحت قهر الأحدیة ، حصلت الشفعیة فشفعه الوتر ، وهو أرحم الراحمین .
فکان الشفع بالوتر فردا موجبا لظهور الفتحیة ، ففتح الرحمن باب الشفاعة ، فشفع کلّ اسم فی عالمه وکلّ نبیّ فی أمّته .
قال رضی الله عنه : " فعیّن حالا خاصّا ما عمّم . وفی هذا الحال الخاصّ تقدّم على الأسماء الإلهیة ، فإنّ الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلَّا بعد شفاعة الشافعین "
قال العبد أیّده الله به : لمّا کانت الشفاعة فی إنقاذ أهل البلاء والجهد أوّلا للمرتبة الأحدیة الجمعیة الکمالیة بفتح باب الرحمة فی الإیجاد ، فشفعت الحقیقة المحمدیة الجمعیة الأحدیة حقائق القوابل الأفراد بالتجلَّی الرحمانی .
فقرن بها الوجود ، فشفعت بأحدیة جمعها وفردانیّتها بین القابل والتجلَّی ، فأنقذت الحقائق من ظلمة العدم ، فیظهر سرّ ذلک آخرا بشفاعته صلَّى الله علیه وسلَّم لأهل المحشر .
فیشفع أوّلا للشفعاء من الأسماء الإلهیة والأنبیاء ، حتّى یشفّعوا ، فیشفعوا فی عوالمهم وأممهم ومتعلَّقات خواطرهم وهممهم ، فله فی هذا المقام الخاصّ سیادة على الکلّ .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم.
وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قال رضی الله عنه : ( فخاتم الرسل من حیث ولایته نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء ، والرسل معه ) استعمل مع بمعنى إلى ( فإنه الولى ) باعتبار الباطن ( والرسول ) باعتبار تبلیغ الأحکام والشرائع ( النبی ) باعتبار الأنباء من الغیوب والتعریفات الإلهیة ( وخاتم الأولیاء الولى ) باعتبار الباطن ، فباطنه باطن خاتم الرسل ، فإنه لو لم یکمل فی الولایة لم یکن خاتم الرسالة ( الوارث ) من خاتم الرسالة شرائعه وأحکامه ( الآخذ عن الأصل ) بلا واسطة کما ورد فی حق النبی " فَأَوْحى إِلى عَبْدِه ما أَوْحى " أی بلا واسطة ( المشاهد للمراتب ) فإنه یفرق الکل ویعطیهم ویفیض علیهم بوسائط وغیر وسائط.
( وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد صلى الله علیه وسلَّم مقدم الجماعة ) لأنه علیه الصلاة والسلام ما دام ظاهرا بالشریعة فی مقام الرسالة لم تظهر ولایته بالأحدیة الذاتیة الجامعة للأسماء کلها لیوفى اسم الهادی حقه .
فبقیت هذه الحسنة أعنى ولایته باطنة حتى یظهر فی مظهرا الخاتم للولایة الوارث منه ظاهر النبوة وباطن الولایة .
فتحقق من هذا أن محمدا علیه الصلاة والسلام مقدم جماعة الأنبیاء والأولیاء حقیقة ( وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة فعین حالا خاصا ما عمم ) أی قید سیادته بفتح باب الشفاعة لأن الله تعالى ما أعطى هذه الخاصیة أحدا دونه .
( وفی هذه الحال الخاص ) أی بهذه الخاصیة ( تقدم على الأسماء الإلهیة ) التی یشارک فیها سائر الأنبیاء والأولیاء .
ثم علل تقدمه على الکل بهذه الخاصیة بقوله:
( فإن الرحمن ما یشفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین ) لأنه علیه الصلاة والسلام رحمة للعالمین ولو کانت رحمته رحیمیة فقط لکانت مختصة بالمؤمنین کما وصفه بقوله " بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ " ولما شملت الکل .
کما قال: " وما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ " کان مظهر اسمه الرحمن واسم الرحمن شامل لجمیع الأسماء لا فرق بینه وبین الله کما قال تعالى : " قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَه الأَسْماءُ الْحُسْنى " إلا أن اسم الله قد یطلق على الذات الأحدیة لا باعتبار الأسماء کقوله " الله أَحَدٌ " وهو لا ینافی کونه مع جمیع الأسماء .
وإذا کان شاملا لا یتصف به إلا بعد الانصاف بجمیعها ، فلا یشفع عند المنتقم إلا بعد شفاعة الأسماء الأخر .
فإن المنتقم القهار إذا کان انتقامه یسکن بالرؤف الرحیم لا یحتاج إلى شفاعة الرحمن ، أما إذا کان قهرا بلیغا تاما لا یقبل صاحبه شفاعة سائر الأسماء شفع الرحمن الذی یسع رحمته جمیع الأسماء حتى القهار والمنتقم .
فلو لم تکن الرحمة الرحمانیة بالإیجاد لم یوجد القهر والغضب والانتقام ، فظهرت سلطنة الرحمن على الکل .
فینجو بشفاعته آخرا أهل الجهد والبلاء من الذل والعذاب کما نجى الجمیع أولا بجوده وإحسانه من ظلمة العدم .
ولهذا قال :" ادخرت شفاعتى لأهل الکبائر من أمتى " فافهم . وشاهد سیادته للکل.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم.
وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قال رضی الله عنه : "ﻓﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻟﻮﻟﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻭﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻮﻟﻲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﺍﻵﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻟﻠﻤﺮﺍﺗﺐ". ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ (ﻣﻊ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻌﻴﻦ ﺑﻤﻌﻨﻰ (ﺇﻟﻰ).
ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ، ﺻﺮﺡ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺘﻪ، ﺃﻳﻀﺎ، ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻻ ﺗﻔﺎﺿﻞ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.
ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﻤﻦ ﺍﻧﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻱ، ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ.
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ رضی الله عنه ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ: (ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻱ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻭﺃﻛﻤﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ﻓﻲ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻓﻲ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻭﺧﺘﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻴﺴﻰ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺴﻜﻨﻪ).
ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺨﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﺑﺎﻟﻜﻤﻞ.
ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﻣﺸﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺺ. ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻭﺍﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ، ﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻬﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﻘﻴﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﻣﺘﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ.
ﻓﻮﻻﻳﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﻫﺬﻩ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦرضی الله عنه ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻛﻨﺴﺒﺔ ﻧﺒﻮﺓ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ.
قال رضی الله عنه : (ﻭﻫﻮ ﺣﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺤﻤﺪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺳﻴﺪ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ).
ﺃﻱ، ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﻫﻮ ﺻﻮﺭﺓ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﺣﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ. ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ. ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ ﻟﻠﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
(ﻓﻌﻴﻦ ﺣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ، ﻣﺎ ﻋﻤﻢ) ﺃﻱ، ﻋﻴﻦ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺩﺗﻪ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻛﻮﻧﻪ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
ﻭ "ﻣﺎ ﻋﻤﻢ" ﻟﻴﻠﺰﻡ ﺗﻘﺪﻣﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ". (ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ) ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ.
قال رضی الله عنه : (ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺎ ﺷﻔﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﻦ،) .
ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﻓﻴﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﺛﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﺛﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﺛﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ، ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﻔﻊ ﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ. ﻭﻣﻦ ﻳﻔﻬﻢ ﻭﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻳﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺘﻜﺜﺮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ، ﻻ ﻳﻌﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ "ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻸﺳﻤﺎﺀ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪ "ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﺪﻧﺘﻪ ﺑﻌﺪ "ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﻦ" ﻛﻠﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﻧﻘﺼﻪ.
ﻭﺳﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ "ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ" ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻸﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ "ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ"، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻨﺘﻘﻤﺎ، ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﺍﻭﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﺳﻤﻪ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: "ﻳﺎ ﺃﺑﺖ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ".
ﻓﻈﻬﺮ ﺳﺮ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم.
وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قال رضی الله عنه: "فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء والرسل معه، فإنه الولی الرسول النبی. وخاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى الله علیه وسلم مقدم الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعین حالا خاصا ما عمم."
قال رضی الله عنه: (فخاتم الرسل من حیث ولایته) لا من حیث نبوته ورسالته تشریعیة، أو غیرها (نسبته مع الخاتم للولایة) فی أن ظهور کمال ولایته به (نسبة الأنبیاء والرسل معه) فی أن ظهور کمال نبوتهم ورسالتهم به.
(فإنه) أی: خاتم الأنبیاء (الولی الرسول النبی) فهو ذو جهات، فیجوز أن یظهر بکمالات من مضى من الرسل والأنبیاء، ویجوز أن یظهر بکمال ولایته (وخاتم الأولیاء)؛ وذلک لأنه (الولی) بذاته (الوارث) کمال الولایة من محمد صلى الله علیه وسلم خاتم الرسل والأنبیاء (الآخذ) للأحکام والعلوم (عن الأصل المشاهد للمراتب) فکمل إرثه للولایة المحمدیة، بل صار له نصیب من النبوة أیضا بتلک المشاهدة ولکنه إنما وجد هذه الکمالات ببرکة متابعته صلى الله علیه وسلم.
فهی کمالاته فی الحقیقة کما قال: (وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد مقدم الجماعة) أی: جماعة الأنبیاء والأولیاء کلهم حتى الخاتم بیده تکمیل استعداداتهم، ومنه فیض کمالاتهم.
(وسید ولد آدم علیه السلام) کلهم حتى خاتم الولایة (فی فتح باب الشفاعة الکبرى) التی هی تکمیل الناقصین ذوی الاستعدادات القاصرة.
بإفاضة النور الإلهی علیهم بواسطته لإذهاب ظلمات معاصیهم الحاجبة عن ربهم، والحجاب
سبب العذاب.
"" ذکر فی رسالة القدس فی المفاضلة بین الإنسان والملک: إن التفاضل ما یقع إلا من جنس واحد، والإنسان الکامل قد خرج من أن یکون جنس العالم، فافهم. ""
(فعین حالا خاصا) لسیادته للکل فی قوله صلى الله علیه وسلم : "أنا سید ولد آدم، وأنا أول شافع مشفع".
إذ لم یوجد منه أثر فی غیره، (ما عمم) لمشارکة سائر الأنبیاء والأولیاء فی باقی کمالاته، وإن کانت له بالذات وهم بتبعیته.
قال رضی الله عنه: "وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین."
ثم أشار إلى عظمة مقام فتح باب الشفاعة بأن کل کمال دونه لیس بکمال بالنظر إلیه فقال: (وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة) التی بها تخلق الأولیاء وولایتهم، وفیها ظهور سائر الأنبیاء، فبهذا صار مظهر الذات دون خاتم الأولیاء ودون غیره.
ثم استدل على تقدمه على الأسماء الإلهیة بقوله: (فإن الرحمن) أجمع الأسماء الإلهیة (ما یشفع عند المنتقم فی أهل البلاء) الذین هم قاصرو الاستعداد جدا (إلا بعد شفاعة الشافعین) من الأنبیاء والأولیاء الذین أخذوا أثر الشفاعة من محمد صلى الله علیه وسلم فاتح بابها.
فإذا تقدموا فی ذلک على الأسماء؛ فمحمد صلى الله علیه وسلم أولى بذلک.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم.
وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)
قال رضی الله عنه : "فخاتم الرسل من حیث ولایته نسبته مع الختم للولایة نسبة الأنبیاء والرسل معه ، فإنّه الولی الرسول النبی ، وخاتم الأولیاء الولیّ " بذاته ( الوارث ) مرتبة الرسالة والنبوّة منه ، ( الآخذ عن الأصل ) أسرارها ، ( المشاهد للمراتب ) بأطوارها .وهذان الخاصّتان هما المتمثلتان فی رؤیا اللبنتین بصورتیهما کما عرفت .وإذ قد ظهر أنّ خواصّ ختم الأولیاء کلَّها الأسرار الخفیّة والحقائق المعنویّة - لا غیر - وهی إنّما تتحقّق فی ضمن الصور الکائنة التی هی من أوضاع خاتم الرسل وخواصّ أطوارها ، بل الخاتم نفسه منها ، ضرورة أنّه من الصور التی أشار إلیها بضروب من الإشارات والدلالات ، إلى ذلک أشار بقوله : ( وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم ) وإلى ذلک یحمل ما سأل فی قوله تعالى : " رَبَّنا آتِنا فی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفی الآخِرَةِ حَسَنَةً " ، فإنّ المراد بـ «حسنة الآخرة » هو ختم الولایة ، کما أنّ حسنة الدنیا هو ختم النبوّة .
ثمّ إنّ أمر الصورة وظهور أحکامها إنّما یتحقّق أو یمکن عند نفوذ حکم سلطان الجمعیّة فی متفرقات الموادّ المتخالفة والأسماء المتقابلة ، وکشف کل منها عن أفعالها الضارّة وأحکامها المنتقمة .
ولذلک وصف خاتم الرسل بقوله (مقدّم الجماعة وسیّد ولد آدم فی فتح باب الشفاعة) فإنّ فی قدمه مرابط نظام متفرقات أعیان العالم وأشتات الأسماع ، وبیده مقالید خزائن کمالها ، بمحافظتها عن الانقهار تحت أحکام مقابلاتها ومعانداتها وهو المعبّر عنه بالشفاعة ، إذ الشفاعة لغة هی الانضمام إلى الآخر ناصرا له وسائلا عنه وأکثر ما یستعمل فی انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى ، ویمکن أن یستشعر من الشفاعة هذه معانی أخر ینبّه إلیها إن شاء الله تعالى فی غیر هذا المجال .ولمّا کان سیادته لیست على إطلاقها قیّد ذلک ( فعیّن حالا خاصّا ) وهو فتح باب الشفاعة (ما عمّم ، وفی هذا الحال الخاصّ تقدّم على)
( الأسماء الإلهیّة ) على ما ورد فی الحدیث إنّ رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم هو أوّل من یفتح باب الشفاعة فیشفع فی الخلق ، ثمّ الأنبیاء ، ثمّ الأولیاء ، ثمّ المؤمنون ، وآخر من یشفع هو أرحم الراحمین ، فإنّ محمّدا هو أوّل من فتح باب الشفاعة فی إتمام نظام صور الخلق ، بانضمامه إلیهم ، ووضع أحکامها الکمالیّة لهم کما سبق ثمّ الأنبیاء على اختلاف طبقاتهم فی إحاطة أحکامهم لتلک الصور ، ثمّ الأولیاء الوارثین لهم ، ثمّ المؤمنین المجتهدین لتلک الأحکام الارتباطیّة والمقلَّدین من الحکَّام والقضاة .ولا یخفى أنّ هذه الشفاعة مختصّة بمکلفی بنی آدم من العالمین ، وما بقی من ذلک یکون تحت شفاعة أرحم الراحمین ، فالمنهمکون فی فیافی الکفر وظلمات الضلالة أمر شفاعتهم قد اختصّ بالرحمن ، ( فإنّ الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلَّا بعد شفاعة الشافعین ) وهذا مبتن على ما مهّد عندهم من أنّ طلب الأعیان وسؤالهم مقدم على وجود الأسماء وظهور أحکامها .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم.
وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین.)قال رضی الله عنه : "فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء والرسل معه، فإنه الولی الرسول النبی: وختم الأولیاء الولی الوارث الأخذ عن الأصل المشاهد للمراتب ."دفعه بقوله رضی الله عنه : (فخاتم الرسل من حیث ولایته) المقیدة الشخصیة (نسبته مع الختم للولایة) من حیث إنه مظهر لحقیقة ولایته الخاصة أو المطلقة.
(مثل نسبة الأنبیاء والرسل معه)، أی مع متابعة خاتم الولایة فکما أن الرسل یرون ما یرون من مشکاته کذلک خاتم الرسل یرى ما یرى من مشکاته التی هی مشکاته فی الحقیقة وإنما یصح أن یرى خاتم الرسل ما یرى من خاتم الولایة.
(فإنه)، أی خاتم الرسل (الولی) باعتبار باطنه (الرسول) باعتبار تبلیغ الأحکام والشرائع (النبی) باعتبار الإنباء عن الغیوب والتعریفات الإلهیة ولکن بواسطة الملک.
(وخاتم الأولیاء الولی) باعتبار باطنه (الوارث) بحکم الرسل فی شرائعه وأحکامه.
فالوراثة فیه بمنزلة الرسالة (الأخذ عن الأصل) بلا واسطة فیصح أن یأخذ منه من یأخذ بواسعة (المشاهد للمراتب) العارف باستحقاقات أصحابها لیعطی کل ذی حق حقه.
قال رضی الله عنه : "وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد صلى الله علیه وسلم ، مقدم الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة . فعین حالا خاصا وما عمم.
وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة ، فإن الرحمن ما یشفع عند المنتم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین".
قال رضی الله عنه : (وهو)، أی خاتم الولایة مع رفعة شأنه کما ذکرنا (حسنة من حسنات خاتم الرسل صلى الله علیه وسلم مقدم الجماعة) ومظهر من مظاهر ولایته الخاصیة أو المطلقة، لأنه صلى الله علیه وسلم حین کان ظاهرا بالشریعة فی مقام الرسالة لم تظهر ولایته بالأحدیة الذاتیة الجامعة الأسماء کلها لیوفی الاسم الهادی حقه.
فبقیت هذه الحسنة أعنی ولایة باطنه حتى تظهر فی مظهر الخاتم للولایة الوارث منه ظاهر النبوة و باطن الولایة فإن للروح المحمدی مظاهر فی العالم بصورة الأنبیاء والأولیاء
ذکر الشیخ رضی الله عنه فی آخر الباب الرابع عشر من الفتوحات أن للروح المحمدی مظاهر فی العالم وأکمل مظاهره فی قطب الزمان وفی الأفراد وفی ختم الولایة المحمدیة وختم الولایة العامة الذی هو عیسى علیه السلام.
(وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة) فی سیادته ثم بین حقیقة شفاعته علیه السلام بقوله (فعین) محمد علیه السلام (بشفاعته) العامة حالا خاصا .
وهو فتح باب الشفاعة فإنه لا یشارکه فیها أحد کما ورد فی الخبر أن رسول الله صلى الله علیه وسلم هو أول من یفتح باب الشفاعة فیشفع فی الخلق ثم الأنبیاء ثم الأولیاء ثم المؤمنین وآخر من یشفع. هو أرحم الراحمین .
"عن أبی هریرة قال قال رسول الله : أنا سید ولد آدم یوم القیامة وأول من ینشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع." رواه الإمام مسلم فى صحیحة.
(ما عمم) فی سیادته بأن تکون له السیادة فی الأحوال کلها (وفی هذا الحال الخاص)، یعنی الشفاعة (تقدم على الأسماء الإلهیة) أیضا کما تقدم على مظاهرها.
(فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین) الذین تم تظهر شفاعتهم إلا بعد شفاعة خاتم الرسل إیاهم لیشفعوا .
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : ( فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسل معه، فإِنه الولی الرسول النبی. و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب.
وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى اللَّه علیه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة. فعیّن حالًا خاصاً ما عمم. وفی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإِن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعین. )
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : (فخاتم الرسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرسول معه، فإنه الولی الرسول النبی و خاتم الأولیاء الولی الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب . و هو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد صلى الله علیه و سلم، مقدم الجماعة و سید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة . فعین حالا خاصا و ما عمم . و فی هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهیة، فإن الرحمن ما یشفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین،)
قال الشارح رحمة الله :
( فخاتم الرسل من حیث ولایته نسبته الأنبیاء و الرسل معه ): أی مع الرسل بأنّ أخذهم منه و هو باطنهم، و هکذا الأمر فی الولایة، فإنها باطن النبوة و الرسالة، فمن حیث الظاهر یأخذ من الباطن لأنّ الباطن غیب یتنزل الأمر من الغیب إلى الشهادة، فإنّ الحقیقة الواحدة الغیر المنقسمة لها اعتباران: ظهور و بطون .
فمن حیث الظاهر ختم على الظاهر المحمّدی، و من حیث الباطن ختم على الباطن المحمّدی، و الأمر ما خرج منها، فمن الظاهر مستفیض، و من حیث الباطن مفیض، بل هو الظاهر و الباطن، فیأخذ ظاهره من باطنه و لا غیر، فافهم حتى تتخلص من شرک الوهم و قیده، و اعرف أنک ما تتخلص منه لأنه وضع إلهیّ ما یرتفع أبدا، إلا من أخلصه اللّ ه بمحض العنایة و المنة لله تعالى.
فلما عرفت أنّ کل نبیّ ما أخذ من هذا العلم إلا من مشکاة خاتم النبوة، کذلک کل ولیّ ما أخذ هذا العلم و ما رأى ما رآه إلا من مشکاة خاتم الولایة المحمّدیة، و عرفت أنّ نسبة النبی الختم مع الأنبیاء علیهم السلام: أی کما أنهم یأخذون منه، کذلک النبی الختم یأخذ من جهة الولایة من ولیه الختم .
فأراد رضی الله عنه أن یبین بأسمائهم و أسماء مراتبهم التی تأخذ و تعطی، و تستفید و تفید و تستفیض .
فقال: (فإنه ): أی خاتم الرسالة هو (الولی) من حیث الباطن، و هو جهة الاستفادة و الاستفاضة من خاتم ولایته، (الرسول النبی) من حیث الظاهر، و هو وجه الإفادة و الإفاضة من أحکام الشرائع و الدین.
(و خاتم الأولیاء) أیضا، کذلک (الولی) الذی یفید من هذا الوجه (الوارث) من الله.
إنما قلنا: (من الله) لسرّ ذکرناه فی الخطبة فی قوله: و لکنی وارث (الأخذ عن الأصل )، کما فهمت إن فهمت تفصیلنا.
( المشاهد للمراتب) المتفرج المبتهج بنفسه و ذاته فإنه یرى مراتب العالم فی نفسه نبیا و ولیا، مؤمنا صدیقا، و کافرا ملحدا، زندیقا حیوانا نباتا فلکا و ملکا، فافهم .
"" إضافة الجامع قال الشیخ الأکبر فی الباب الثالث والسبعون وثلاثمائة فی معرفة منزل ثلاثة أسرار :
مقامات تنص على اتساق ..... لأرواح منباة کرام
أفوه بها ولا یدری جلیسی ..... لأن النور فی عین الظلام
فلو لا ظلمة ما کان نور ..... فعین النقص یظهر بالتمام
إذا علم الإضافة من یراها ..... تقید بالعقود وبالقیام
یرى أن الوجود له انتهاء ..... وأن البدء یظهر بالختام
فحال بین بدء وانقضاء ..... وجود لا یزال مع الدوام
اعلم أیدک الله أن العالم کله کتاب مسطور فی رَقٍّ مَنْشُورٍ.
وهو الوجود فهو ظاهر مبسوط غیر مطوی لیعلم ببسطه أنه مخلوق للرحمة وبظهوره یعقل ویعلم ما فیه وما یدل علیه.
وجعله کتابا لضم حروفه بعضها إلى بعض وهو ترتیب العالم على الوجوه التی ذکرناها وضم معانیه إلى حروفه مأخوذ من کتیبة الجیش.
وإنما قلنا فی بسطة إنه للرحمة لأنه منها نزل کما قال تعالى: "تَنْزِیلٌ من الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ کِتابٌ فُصِّلَتْ آیاتُهُ قُرْآناً عَرَبِیًّا لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ".
وقال تعالى : "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فِی کِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِکَ عَلَى اللَّهِ یَسِیرٌ (22) لِکَیْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَکُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاکُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (23)" سورة الحدید
وقال تعالى فی ذلک "کِتابٌ أُحْکِمَتْ آیاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَکِیمٍ خَبِیرٍ" [ هود :1 ].
فأحکام الآیات فیه وتفصیلها لا یعرفه إلا من آتاه الله الحکمة وفصل الخطاب وصورة الحکمة التی أعطاها الحکیم الخبیر لأهل العنایة علم مراتب الأمور وما تستحقه الموجودات والمعلومات من الحق الذی هو لها.
وهو إعطاء کل شیء خلقه إعطاء إلهیا لیعطی کل خلق حقه إعطاء کونیا بما آتانا الله.
فنعلم بالقوة ما یستحقه کل موجود فی الحدود ونفصله بعد ذلک آیات بالفعل لمن یعقل کما أعطانیه الخبیر الحکیم.
فننزل الأمور منازلها ونعطیها حقها ولا نتعدى بها مرتبتها فتفصیل الآیات والدلالات من المفصل إذا جعلها فی أماکنها بهذا الشرط.
لأنه ما کل مفصل حکیم دلیل على أنه قد أوتی الحکمة وعلم أحکام الآیات ورحمته بالآیات والموجودات التی هی الکتاب الإلهی ولیس إلا العالم دلیل على علمه بمن أنزله ولیس إلا الرحمن الرحیم.
وخاتمة الأمر لیست سوى عین سوابقها وسوابقها الرحمن الرحیم فمن هنا تعلم مراتب العالم ومآله إنه إلى الرحمة المطلقة وإن تعب فی الطریق وأدرکه العناء والمشقة.
فمن الناس من ینال الرحمة والراحة بنفس ما یدخل المنزل الذی وصل إلیه وهم أهل الجنة.
ومنهم من یبقى معه تعب الطریق ومشقته ونصب بحسب مزاجه وربما مرض واعتل زمانا ثم انتقل من دائه واستراح وهم أهل النار الذین هم أهلها .
ما هم الذین خرجوا منها إلى الجنة فمستهم النار بقدر خطایاهم مع کونهم أماتهم الله فیها إماتة فإن أولئک لیست النار منزلا لهم یعمرونه ویقیمون فیه مع أهلیهم.
وإنما النار لهؤلاء منهل من المناهل التی ینزلها المسافر فی طریقه حتى یصل إلى منزله الذی فیه أهله .فهذا معنى الحکمة والتفصیل فإن الأمور أعنی الممکنات متمیزة فی ذاتها فی حال عدمها ویعلمها الله سبحانه وعلى ما هی علیه فی نفسها .
ویراها ویأمرها بالتکوین وهو الوجود فتتکون عن أمره فما عند الله إجمال کما أنه لیس فی أعیان الممکنات إجمال .
بل الأمر کله فی نفسه وفی علم الله مفصل وإنما وقع الإجمال عندنا وفی حقنا وفینا ظهر فمن کشف التفصیل فی عین الإجمال علما أو عینا أو حقا .
فذلک الذی أعطاه الله الحکمة وفصل الخطاب ولیس إلا الرسل والورثة خاصة .
وأما الحکماء أعنی الفلاسفة فإن الحکمة عندهم عاریة فإنهم لا یعلمون التفصیل فی الإجمال .""
( فهو) فی فتح هذا الباب (حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد صلى اللّه علیه و سلم) .
بل هو إجابة دعائه صلى الله علیه و سلم حیث دعا : " اللهم بارک على محمد و على آل محمد،کما بارکت على إبراهیم وعلى آل إبراهیم".
و من برکته أنه فیه خاتم النبوة خیر المرسلین، و هکذا من برکة آل محمد أن فیه خاتم الولایة المحمّدیة خیر الوارثین.
(مقدم الجماعة ): أی جماعة الأسماء الإلهیة، أو جماعة الأنبیاء علیهم السلام، أو الجماعة من آدم إلى الخاتم (و سید ولد آدم )، و إن کان لسان مرتبته یقول :
و إنی و إن کنت ابن آدم صورة فلی فیه معنى شاهد بأبوتی فلهذا یقول فی حدیثه و لا فخر (فی فتح باب الشفاعة الکبرى) .
قال رضی الله عنه فی الباب العشرین و أربعمائة من الفتوحات :
وأما المقام المحمود فهو مقام الشفاعة فی الشافعین عند الله أن یشفعوا من ملک، و رسول، و نبی، و ولی، و مؤمن.
(فعین حالا خاصّا )، إنه سید ولد آدم فی فتح باب الشفاعة، کما کان فتح باب الوجود أعم لأنه لیس منهم و لا من جنسهم، و التنبیه علیه فی الکتاب العزیز قوله تعالى: "ما کان مُحمّدٌ أبا أحدٍ مِنْ رجالکُمْ ولکِنْ رسُول اللّهِ وخاتم النّبیِّین وکان اللّهُ بکُل شیْءٍ علیماً" [ الأحزاب: 40] .
قال رضی الله عنه فی الفتوحات: إنّ الله تعالى أراد بهذا النفی: أی لیس من جنسکم، أما ترى قوله صلى الله علیه و سلم حیث یقول: " أنا سید ولد آدم و لا فخر".
لما قال رضی الله عنه فی رسالة القدس ذکر فی المفاضلة بین الإنسان و الملک: إنّ التفاضل ما یقع إلا من جنس واحد، و الإنسان الکامل قد خرج أن یکون جنس العالم، فافهم .
و لأن المفاخرة لا تکون له فی هذا، بل هذا تنزل عنه صلى الله علیه و سلم، کما یقول : " أنا بشر مثلکم "
قال تعالى:"عزیزٌ علیْهِ ما عنتُّمْ حریصٌ علیْکُمْ بالمُؤْمِنین رؤُفٌ رحِیمٌ" [ التوبة: 128] .
إشارة إلى أنّ (ما) فی (عنتم) مصدریة: أی عنتکم و مشقتکم، حریص علیکم : أی أن تهتدوا بالمؤمنین رؤوف رحیم، و على هذا التنبیه أشار الحدیث الشریف : " لست کهیئتکم إنی أبیت عند ربی " الحدیث . و فی روایة : " لست کأحدکم" الحدیث .
( وفی هذا الحال الخاص ): أی فی وقت الشفاعة (تقدم على الأسماء أیضا )، کما تقدم على (مظاهر الإلهیة )، فإنه شفع قبل الرحمن، فإن (الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین) .
قال تعالى: "ما مِنْ شفِیعٍ إلّا مِنْ بعْدِ إذْنهِ" [ یونس: 3].
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 205-207
فخاتم الرّسل من حیث ولایته، نسبته مع الختم للولایة نسبة الأنبیاء و الرّسل معه، فإنه الولىّ الرّسول النبىّ. و خاتم الأولیاء الولىّ الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب.
«مع» بمعنى «الى» است در این دو موضع؛ یعنى: نسبته الى الختم و الرّسل الى الختم.
این سخن از براى دفع وهم متوهّم، مکرّر کرد که: امکان آن هست که کسى توهّم کند که: دیگر انبیاء و رسل، ولایت از مشکات خاتم ولایت اخذ کنند؛ و خاتم رسل نه چنین بود.
مىگوید: نسبت خاتم رسل با خاتم اولیاء همان نسبت است که دیگر انبیاء با وى. از بهر آنکه: خاتم رسل- صلعم- رسول و نبىّ و ولىّ است، رسالت و نبوّت، ظاهر او؛ و ولایت باطن او بود. و خاتم اولیاء مظهر ولایت مقیّده او در ظاهر، در زمان غیبیت او؛ چنانکه دیگر انبیاء همه مظهر نبوّت مقیّده او بودند در ظاهر، قبل از ظهور طینت او.
و در آخر این سخنها [چنانکه از پیش، وعده رفت] بحثى مستوفی، کرده شود در «ولایت مقیّده و مطلقه، و نبوت مقیّده و مطلقه، و خاتم ولایت مقیده و مطلقه» إن شاء اللّه تعالى.
و هو حسنة من حسنات خاتم الرّسل محمد- صلعم- مقدّم الجماعة و سیّد ولد آدم فى فتح باب الشفاعة. فعیّن حالا خاصّا ما عمّم. و فى هذا الحال تقدّم على الأسماء الإلهیّة فإنّ الرّحمن ما شفع عند المنتقم فى أهل البلاء إلّا بعد شفاعة الشّافعین
یعنى: خاتم ولایت صورت حسنهاى است از حسنات محمّد خاتم رسل- صلعم- و آن، درجه عالیه اوست که «مقام محمود» و «وسیله» نام آن است. پس چنان باشد که: خاتم ولایت، مظهر این درجه محمدى باشد که محمد- صلعم- مقدّم جمع انبیاء است؛ و سیّد ولد آدم است در فتح باب شفاعت. چنانکه در خبر مشهور مسطور است که: چون خلایق در روز قیام قیامت از خاک سر بردارند، و بمحشر آیند، اند سال در حیرت، جمله مهر سکوت بر در دهان نهاده باشند که هیچ یک را مجال گفتار نبود. باتفاق بر آدم آیند، و گویند: «اى پدر! فرزندان را دریاب؛ و در حضرت از براى ما سخنى گوى». گوید که: امروز سخن گفتن وظیفه من نیست؛ بر ابراهیم روند؛ تا او چه مىگوید؟ او نیز همان گوید که آدم گفت على هذا. تا آخرالامر جمله انبیاء با امم ایشان بر محمّد- صلعم- آیند؛ و گویند: اى پیش از همه و بیش از همه! امروز روز تو است؛ در شفاعت بگشاى و به حضرت درآى. و همه را از این حیرت برهان. محمّد- صلعم- درآید؛ و حق را ثنا گوید. از حضرت اجازه خواهد. ندا آید که: «اشفع تشفّع، و سل تعط».
شیخ- رض- مىگوید: پس معلوم شد که: تقدّم محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلّم بر جمیع انبیاء و سیادت او بر طوایف اصفیاء، از روى تعیّن شخصى وى در حالتى خاصّ است؛ که آن حالت شفاعت است در روز قیامت. و از آن جهت بطریق عموم، بیان تقدّم نفرمود؛ تا لازم نیاید تقدّم وى در امور کلّى و جزئى؛ تا چون فرماید که:
«أنتم اعلم بأمور دنیاکم»
یا در صورت فضل عمر و امثال آن، و ذکر آن، هیچ بر وى لازم نگردد.
باز جهت فضیلتى دیگر محمّد را، لطیفه دیگر بیان کرد، و گفت که: در این حال، شفاعت که خاصّ محمّد را است در روز قیامت، او را رتبتى و تقدّمى بموجب اسمى از اسماء الهى- که آن الرّحمن است- حاصل شد. و شرح این، از آن حدیث معلوم گردد که در خبر معتبر است که:
در روز قیامت اوّل کسى که شفاعت کند و شفاعت او قبول کنند، محمّد رسول اللّه باشد. و بعد از وى دیگر انبیاء باشند. و بعد از انبیاء اولیاء باشند. و بعد از اولیاء مؤمنان باشند. و آخرتر کسى که شفاعت کند [اسم الرحمن باشد که در حضرت ذات ارحم الراحمین- تعالى شأنه- شفیع گردد].
پس ما را معلوم شد که: اسم الرّحمن که بخشنده و بخشاینده است از براى اهل محنت و بلا، نزد اسم منتقم [که داد دهنده و انصاف ستاننده است] هیچ شفاعت نفرماید؟ الّا بعد از آنکه شفاعتکنندگان از محمّد- که سید انبیاء است- و دیگر انبیاء و رسل و اولیاء و مؤمنان شفاعت کنند.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 209-212
فخاتم الرّسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة نسبة الأنبیاء و الرّسل معه، فإنّه الولیّ الرّسول النبى؛ و خاتم الأولیاء الولىّ الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب.
چون ذکر کرد که مرسلین از آن روى که اولیااند نمىبینند آنچه مىبینند مگر از مشکات خاتم الاولیاء؛ و امکان توهم آن بود که این معنى در غیر خاتم رسل باشد تصریح کرد که نسبت او علیه السلام به خاتم اولیا چون نسبت سائر اولیا و رسل است. و درین باب تفاصیل نیست از براى آنکه خاتم رسل صاحب این مرتبه است
در باطن؛ و خاتم ولایت مظهر او در ظاهر. و این مقام کسى را منکشف مىشود که برو واضح باشد که روح محمدى را صلوات اللّه علیه و سلامه مظاهرست در عالم بصور انبیا و اولیا. و شیخ قدس اللّه سره در آخر باب چهاردهم از فتوحات آورده است که «روح محمدى» را در عالم مظاهرست و اکمل مظاهرش در قطب زمان و در افراد و در ختم ولایت محمدیّه است و در ختم ولایت عامه که عیسى است علیه السلام.
و بباید دانست که ولایت منقسم مىشود به مطلقه و مقیّده اعنى به عامه و خاصه، از براى آنکه ولایت من حیث هى هى صفت الهیّه مطلقه است، و از حیثیت استناد او به انبیا و اولیا مقیده، و مقید متقوّم به مطلق و مطلق ظاهر در مقید. پس همه ولایت انبیا و اولیا جزئیّات ولایت مطلقه است چنانکه نبوت جمیع انبیا جزئیات نبوت مطلقه است. چون این معلوم شد بدانکه مراد شیخ از ولایت خاتم رسل ولایت مقیده شخصیّه اوست و شک نیست که نسبت این ولایت به ولایت مطلقه چون نسبت ولایت سائر انبیاست به ولایت مطلقه. و خاتم رسل ولى است به اعتبار باطن و رسول به اعتبار تبلیغ احکام و شرایع، و نبى به اعتبار انبا از غیوب و تعریفات الهیّه، و خاتم اولیا ولىّ است به اعتبار باطن؛ و باطن او باطن خاتم الرسل است که اگر خاتم رسل را این کمال نبودى خاتم رسل نشدى؛ و وارث است از خاتم رسالت شرایع و احکامش را و آخذ است از اصل بىواسطه کما ورد فى حق النبىّ: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى، یعنى بىواسطه و مشاهده مر مراتب را، پس تفوق کلى او راست و اعطا و افاضه بهواسطه و بىواسطه از شأن اوست.
و هو حسنة من حسنات خاتم الرّسل محمد صلّى اللّه علیه و سلّم، مقدّم الجماعة و سیّد ولد آدم فى فتح باب الشّفاعة.
یعنى خاتم ولایت صورت درجهاى از درجات و حسنهاى از حسنات خاتم رسالت است و مظهرى از مظاهرش و این حسنه است که مسمّاست بهوسیله در اعلى مراتب جنان و مقام آن محمود موعود است نبى را علیه صلوات الرحمن، و چون خاتم الاولیاء حسنهاى از حسنات خواجه کائنات است خواجه علیه السلام هرآینه بر جماعت انبیا و اولیا مقدم و سید ولد آدم و فاتح باب شفاعت در موقف اعظم بود.
فعیّن حالا خاصّا ما عمّم (و ما عمّم- خ).
پس تقیید کرد حضرت الهى به حال خاص که آن فتح باب شفاعت است اگر ما عمم بىواو باشد چنانکه در بعضى نسخ است، صفت بعد صفت بود مر حال را. و معنى آن باشد که آن حال را تعمیم نکرد و دیگرى را در آن حال خاص با او شریک نساخت.
و اگر به واو باشد معنى آن بود که سیادت رسول را به حال خاص تقیید کرد و تعمیم سیادت و تقدم او بر یک جماعت نکرد با تقدیم او علیه السلام بر همه در جمیع امور و احوال جزئیّه و کلّیّه الهى لازم آید و لهذا گفت:
انتم اعلم بامور دنیاکم
و فى هذا الحال الخاصّ تقدّم على الأسماء الإلهیّة، فإنّ الرّحمن ما یشفع (ما شفع- خ) عند المنتقم فى أهل البلاء إلّا بعد شفاعة الشّافعین
و در این حال خاص یعنى در حال شفاعت ثابت شد تقدم او بر اسماى الهیّه از آنکه «رحمن» در باب اهل بلا شفاعت نمىکند نزد منتقم مگر بعد از شفاعت شافعین. پس فوز به سیادت در مقام شفاعت خاصّه محمّد باشد علیه السلام. و درین کلام اشارت است بدانچه در حدیث آمده است که رسول صلى اللّه علیه و سلم فتح باب شفاعت کند و آخر شفاعتکننده «ارحم الراحمین» باشد. پس هر که فهم کند و اطلاع یابد بر احدیّت ذات ظاهره در مراتب متکثّره و واقف باشد بدین معنى که هر موجود را سیادتیست در مرتبهاش چنانکه هراسم را سلطنتى است بر آنچه این اسم بدو متعلق است، دشوار نیاید برو قبول مثل این کلام، نمىبینى که «رحمن» با آنکه اسمى است جامع اسماء قال اللّه تعالى: ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى با چنین حیطه تامّه شفاعت مىکند نزد «منتقم» که یکى از سدنه اوست بعد از شفاعت شافعین؛ و این تأخیر موجب نقص نیست. و سرّ این آن است که «رحمن» جامع اسماى الهیّه است و از جمله آن اسما «منتقم» است، پس هم «رحمن» است که در قیامت به صفت انتقام ظاهر مىشود و «منتقم» مىگردد چنانکه در مقامات دیگر از مواطن دنیاویّه و اخراویه به صفت رحمت مفهومه از ظاهر اسمش متجلّى مىشود و لهذا قال تعالى حکایة عن ابراهیم علیه السلام: یا أَبَتِ إِنِّی أَخافُ أَنْ یَمَسَّکَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَکُونَ لِلشَّیْطانِ وَلِیًّا.
پس بدین شفاعت ظاهر شد سرّ اوّلیّت در آخریّت، پس «منتقم و رحمن» اوست و معذّب و شفیع اهل عصیان او، لاجرم بعضى واقفان راز هنگام عرض نیاز در مخاطبه او بازگویند. بیت:
گرچه اى دوست رهنماى منى دشمن جان مبتلاى منى
گاه دفع بلاى من از تست گاه سرمایه بلاى منى
از تو یابم دواى هر دردى گرچه تو درد بىدواى منى
گاه از خزائن یعطى من یشاء گنج بر مفلسان پاشى، و گاه بهوسیله «اقرضوا اللّه» سائل هم تو باشى. بیت:
چه پادشاست که از خاک پادشا سازد براى یک دو گدا خویشتن گدا سازد
به اقرضوا للّه کدیه کند چو مسکینان که تا ترا بدهد مال و متکا سازد
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 536
فخاتم الرّسل من حیث ولایته، نسبته مع الخاتم للولایة، نسبة الأنبیاء و الرّسل معه فإنّه الولىّ الرّسول النّبیّ و خاتم الأولیاء الولیّ الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب.
شرح قال الشارح الأول: ... اعلم أنّ الولایة المحمّدیّة الّتی هی مشکاة خاتم الأولیاء منها مادّة الولایات کلّها المتفرّعة فی الأنبیاء و الأمم و رسلهم و عامّة الأولیاء و خاصّتهم من حیث إنّ النّبوّة لا یخلو عن ولایة هی باطنها و من حیث أنّها صور نسب الولایة الکلّیّة من مرتبة التّفصیل هی من المشکاة المذکورة فمنها وصول المادّة إلى الکلّ فنسبته فی الأخذ عن اللّه من الوراثة المحمّدیّة للولایة الجمعیّة مع محمّد- صلعم- کنسبة الأنبیاء و الرّسل فی أخذ نبواتهم عن اللّه من الحقیقة المحمّدیّة.
و هو حسنة من حسنات خاتم الرّسل محمّد- صلّى اللّه علیه و سلّم- مقدّم الجماعة و سیّد ولد آدم فی فتح باب الشّفاعة.
فعیّن حالا خاصّا ما عمّم. و فی هذا الحال الخاصّ تقدّم على الأسماء الإلهیّة، فإنّ الرّحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلّا بعد شفاعة الشّافعین.
شرح یعنى هر که فهم مراتب ربوبیّت کرده باشد و دانسته که: احدیّت ذاتست که در مراتب متکثّره ظاهر شده، و هر اسمى را سلطنتى خاص است، و هر موجودى در مرتبهاى تقدّمى و سیادتى دارد، مثل این چنین سخنهاى دقیق بر وى آسان گردد. مثال آن که اسم «الرحمن» است که سبب رحمت وجود جهانیان گشته است، همین اسم رحمن بود که در مرتبهاى به صورت منتقم ظهور کند درقیامت، و ناسزاهاى عاصیان را سزا دهد، و باز به صفت رحمن ظهور کند، و بر همه ببخشاید. و قرآن شاهد اینست که: «یا أَبَتِ إِنِّی أَخافُ أَنْ یَمَسَّکَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ» یعنى رحمن به صورت منتقم برآید و ترا عذاب کند، و إلّا رحمن در حالت تجلّى وى به رحمانیّت عذاب نکند.
اما بحثى که شیخ در بیان ولایت مطلقه و ولایت مقیّده کرده است، در باب ثالث عشر و رابع عشر و خامس عشر از فتوحات مکّى، مضمون آن اینست که ولایت دو قسم است: مطلقه و مقیّده. و این ولایت مطلقه صفتى است از صفات إلهیّت که «وَ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ»، و مظهر آن عیسى است- علیه السلام- که ختم ولایت به وى شود، و اولیت به آخریّت پیوندد، و صفت به موصوف حقیقى، خاص شود؛ و ولایت مقیّده هم صفت إلهیست از آن روى که مقیّد و مستند است به اولیاء و انبیاء، و قیام آن مقیّده به آن مطلقه است، به واسطه فیض، که از مطلق ولایت احدیّت به کلیه در مقیّده جزویّه به وجهى جزوى ظهور مىکند. ظهور آن در مقیّده به حسب مرتبه صاحب آنست. پس ولایت مقیّده محمدى اتمّ و اکمل همه آمد، زیرا که او، مهتر و بهتر سایر أنبیاء و رسل بود، و ولایت انبیاء در تحت نبوت و ولایت محمّدیست و ولایت اولیا در تحت ولایت انبیاست. زیرا که ایشان اکملاند از اولیا. پس ولایت محمدى به نسبت با ولایت دیگر انبیاء مطلقه بود، و ولایت انبیاء به نسبت با ولایت اولیا مطلقه بود. و هر یک ازین ولایت مطلقه و مقیّده محمدى و دیگر انبیاء، مقتضى مظهریست که ختم آن مطلق و آن مقیّد در آن مظهر بود در عالم ملک.
شیخ مىگوید: من خاتم ولایت مقیّده محمدىام، و مهدى که از نسل رسول است خاتم ولایت مطلقه محمدى باشد. مفهوم این سخن این بود که، شیخ در ولایت به مرتبه قلب محمدى رسیده باشد، و بعد از وى کسى را دیگر ممکن نبود که بدین مرتبه رسد، اما در ولایت به مرتبهاى رسند. و مهدى به مرتبه روح باشد، و اصحاب مشارب انبیا در ولایت تا ظهور عیسى باشند- علیه السلام. بعد از فراغ این معنى باز بر سر سخن رفته.