عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة والعشرون: 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام. و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی.) قال الشیخ رضی الله عنه :  " ففاز محمد صلى الله علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام. و أما المنح الأسمائیة: فاعلم أن منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم، و هی کلها من الأسماء.

فإما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، و یعطى ذلک الاسم الرحمن. فهو عطاء رحمانی. "

(ففاز محمد صلى الله علیه وسلم) دون غیره من المرسلین (بالسیادة) المشار إلیها بقوله علیه السلام: «أنا سید ولد آدم»الحدیث. (فی هذا المقام الخاص) الذی هو مقام جمع الأولین والآخرین الذین هم صور جمیع الأسماء الإلهیة المتخلق بها صلى الله علیه وسلم (فمن فهم المراتب) النبویة والرسولیة (والمقامات) الأخرویة الإلهیة (لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام) فی حقیقة الشفاعة وغیرها، ومن لم یفهم ذلک بالفهم الوجدانی بل بالفهم الخیالی النفسانی فهو بعید عن ذلک محجوب عن کشف ما هناک.

وأما بیان (المنح)، أی العطایا (الاسمائیة)، أی التی على ید اسم من أسماء الله تعالى وهو القسم الثانی من مطلق العطاءات .

(فاعلم) یا أیها المرید السالک (أن منح)، أی عطایا (الله) تعالى (خلقه)، أی مخلوقاته کلها (رحمة) خالصة (منه) سبحانه (بهم) لا غیر ذلک.

(وهی)، أی المنح (کلها) صادرة (من) حضرة (الأسماء) الإلهیة حیث کانت بسبب رحمته بهم، فإن الرحمة من جملة الأسماء باعتبار الرحمن الرحیم بخلاف المنح الذاتیة المتقدم ذکرها فإنها لا تعطى غیر ذوات المخلوقات من حیث الوجود على حسب ما سبق بیانه .

والرحمة التی هی سبب العطایا الأسمائیة على قسمین:

(فإما رحمة خالصة) من شوب عذاب (کالطیب)، أی الحلال (من الرزق اللذیذ) مأکلا کان أو مشربا أو ملبسا أو منکحا أو مسکن أو منظورة أو مسموعة أو مشمومة (فی) الحیاة (الدنیا الخالص) من شوب التنقیص وکدر الحساب ولحوق الوبال والعقاب (یوم القیامة) کما قال تعالى: " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا خَالِصَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ کَذَلِکَ نُفَصِّلُ الْآیَاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ (32)» سورة الأعراف.

(ویعطى ذلک)، أی الرزق المذکور (الاسم الرحمن) المتجلی على عرش الوجود، فإنه خالص الرحمة لا یشوبه شیء، ولهذا لما احتجب هذا الاستواء الرحمانی على بعض أهل الأرض أکلوا الحرام فی عین کونه طیبا لذیذا. لأن الحرام حکم الله علیهم لا عین المأکول.

ومن هذا القبیل کل ما لا یلائم فإنه من تجلی اسم آخر مما سمی به الرحمن المتجلی على العرش، لأنه جامع لجمیع الأسماء کاسم الله بحکم قوله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى"110 سورة الإسراء.

فلو تمحض هذا التجلی الرحمانی لأعطى الرحمة المحضة.

(فهو)، أی ذلک العطاء حینئذ (عطاء رحمانی) وهو لأهل العنایة الذین یمشون على أرض الجسمانیات والروحانیات هونا، أی بالهوینا من غیر تکلف ولا تعسف کما وصفهم الله تعالى بقوله : "وعباد الرحمن الذین یمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " 63 سورة الفرقان. إلى آخره .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام. و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. )قال رضی الله عنه : )ففاز محمد علیه السلام بالسیادة فی هذا المقام الخاص( وهو معظم الأمور مع أنه لا یلزم منه فضل محمد على الرحمن لأن فوزه بهذه السیادة لا یکون إلا من الرحمن .

وإنما یلزم ذلک أن لو کان ذلک الحال حاصلا له من غیر احتیاج إلى الرحمن وهو ممتنع (فمن فهم المراتب والمقامات) على ما هی علیه (لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام).

لما فرغ عن بیان العطایا الذاتیة شرع فی بیان العطایا الأسمائیة

فقال : (وأما المنح الأسمائیة) فعلى أنواع حذف الجواب للعلم به وفی بعض النسخ (فاعلم) فحینئذ یکون الجواب فاعلم (أن منح الله تعالی) أی اعتبار الذات بجمعیة الأسماء فکانت العطایا الحاصلة کلها اسمائیة وفى العطایا الذاتیة اعتبارها بحسب نفسه فکانت العطایا الحاصلة منه کلها ذاتیة إلهیة .

(خلقه رحمة منه بهم وهی) أی الرحمة أو المنح (کلها) أی أنواعها وأصنافها (من الأسماء) لکونها من حضرة من الحضرات الإلهیة الجامعة بجمیع الأسماء والصفات.

(فأما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة ویعطی ذلک العطاء اسم الرحمن فهو عطاء رحمانی(

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام. و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. )

قوله:  " ففاز محمد صلى الله علیه وسلم، بالسیادة فی هذا المقام الخاص، فمن فهم المراتب والمقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام."

قلت: فالشفاعة إنما تکون عنده وقد ورد فی الحدیث النبوی: أنه تعالى شفع الأنبیاء وشفع غیرهم ممن ذکر فی الحدیث , وبقی شفاعة أرحم الراحمین فیخرج بها من النار من فی قلبه مثقال حبة من الخیر.

فإذن الرحمن شفاعته متأخرة وهو من أکمل الأسماء الإلهیة، فتقدم علیه شفاعة محمد صلى الله علیه وسلم، فقد تقدمت شفاعته بهذا الاعتبار شفاعة الأسماء الإلهیة.

وقوله: فمن فهم المراتب إلى آخره". یعنی بالمراتب مراتب الأولیاء ومراتب خاتمهم ومراتب النبوة وأین محلها من مراتب خاتم النبیین وأعم من هذا فإن المراتب تشمل الموجودات کلها وغیر الموجودات من الممکنات.

وقوله: وأما المنح الأسمائیة: فاعلم أن منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم، وهی کلها من الأسماء. فإما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسم الرحمن. فهو عطاء رحمانی. "

قلت: هذا الکلام واضح وحاصله أن المنح کلها رحمة، فما کانت منها لا مشقة تصحبه فهو من حقیقة الاسم الرحمن بلا واسطة اسم آخر وأما ما کان معه ممازجة بنوع مما لا یلائم الطبع.

فهو بواسطة اسم إلهی یناسب ذلک وهنا مجال واسع لمن أراد أن یشرح بعض أمثلة هذه المنح عند نسبة کل منها إلى الاسم الذی هی على یده و بواسطته. فالمنح کلها رحمة وإن امتزجت ببعض المؤلمات.

فتلک الممازجة هی کما مثل الشیخ، رضی الله عنه، من أن شرب الدواء رحمة وإن کان تناوله یکرهه الطبع.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. )قال رضی الله عنه : "ففاز محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم بالسیادة فی هذا المقام الخاصّ فمن فهم المراتب والمقامات ، لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام " . 

قال العبد أیّده الله به : لمّا کانت الشفاعة فی إنقاذ أهل البلاء والجهد أوّلا للمرتبة الأحدیة الجمعیة الکمالیة بفتح باب الرحمة فی الإیجاد ، فشفعت الحقیقة المحمدیة الجمعیة الأحدیة حقائق القوابل الأفراد بالتجلَّی الرحمانی .

فقرن بها الوجود ، فشفعت بأحدیة جمعها وفردانیّتها بین القابل والتجلَّی ، فأنقذت الحقائق من ظلمة العدم ، فیظهر سرّ ذلک آخرا بشفاعته صلَّى الله علیه وسلَّم لأهل المحشر .

فیشفع أوّلا للشفعاء من الأسماء الإلهیة والأنبیاء ، حتّى یشفّعوا ، فیشفعوا فی عوالمهم وأممهم ومتعلَّقات خواطرهم وهممهم ، فله فی هذا المقام الخاصّ سیادة على الکلّ . وشاهد سیادته للکل بإنقاذ مظاهرهم عن الذلّ ، وذلک سلطنة أسماء القهر والجلال ، ک « القاهر » و « المنتقم » و « المعذّب » ، إذا ظهرت فی الدنیا والآخرة ، بطنت سلطنة أسماء اللطف والجمال .

فلم یظهر لها حکم إلى أن تنقضی سلطنة أسماء العذاب ، وحینئذ أظهرت الحقیقة المحمدیة الإنعامیة الکلَّیة من خزائنها الأحدیة الجمعیة حقائق اللطف والجنان ، والعفو والإحسان ، فشفعت بأحدیة جمعها فردیة الرحیم الرحمن ، فزهرت یفاع بقاع الجنان ، أزهار ریاض الفردوس بالحور والقصور والولدان.

 وأظهرت سرّ قوله : « سبقت رحمتی غضبی » ففاضت الرحمة وغاضت النقمة " وَقُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِیلَ الْحَمْدُ لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِینَ" .

قال رضی الله عنه : « وأمّا المنح الأسمائیة فاعلم : أنّ منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم ، وهی کلَّها من الأسماء . فإمّا رحمة خالصة کالطَّیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا ، الخالص یوم القیامة ، ویعطی ذلک ، الاسم الرحمن فهو عطاء رحمانی"

قال العبد أیّده الله به : « له » تملیک الرقبة ، والمنحة : تملیک الانتفاع دون الرقبة ، کمن یعطى الناقة لتحلب أو لترکب ، أو الأرض لتزرع ، والأغلب فیها المدّة المعیّنة ثم الاسترداد ، وهی لا تکون إلَّا من حضرات الأسماء ، وهی رحمات متخصّصة بحسب خصوص الحضرات ، ومتخصّصة بموجب الاستعدادات .

ثم العطایا والمنح إن کانت من حضرة أحدیة الجمع الإلهیة ، فهی ذاتیة أی من ذات اللاهوت ، ولا یتمکَّن إطلاق عطایاها من حیث هی هی من غیر أن یکون التجلَّی الإلهی الأحدى الجملی الذاتی من خصوص حضرة من حضرات الأسماء .

 فإن کان التجلَّی من حضرة الرحمن ، خلصت عطایا الله من الشوب والکدر ، وعمّت الدنیا والآخرة والظاهر والباطن ، وإن کان من حضرة الواسع ، عمّ ظاهر المعطى له وباطنه وروحه وطبیعته وغیر ذلک ، وتمّت نعمته سابغة فی عافیة ورفاهیة ، وکذلک تکون عطایا الله ممتزجة منصبغة بحکم الحضرة المتجلَّی منها ، فإنّ الحکیم ینظر فی الأصلح والأنسب.

کما قد فصّل الشیخ رضی الله عنه خصوصیات الحضرات ، فلا حاجة إلى سندیّة الاسم " الله " و « الرحمن » .

و « المعصوم » و « المحفوظ » هو العبد الذی یحول « العاصم » و « الغفّار » و « الحافظ » و « الواقی » بینه وبین ما لا یرضاه من الذنوب .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. )قال رضی الله عنه : " ففاز محمد صلى الله علیه وسلَّم بالسیادة فی هذا المقام الخاص ، فمن فهم المراتب والمقامات لم یعسر علیه مثل هذا الکلام " فی هذا المقام الخاص الذی فاز به علیه الصلاة والسلام .

قوله: " وأما المنح الأسمائیة فاعلم أن منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم " إشارة إلى أن المنح الأسمائیة کلها بعد الوجود فإنه من الأعطیة الذاتیة کما مر .

ولهذا قال: ( وهی کلها من الأسماء ) فإنها رحمة على الخلق فکانت بعد الخلق .

قوله " فأما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذین فی الدنیا الخالص یوم القیامة ویعطى ذلک اسم الرحمن فهو عطاء رحمانى "ویعطی ذلک اسم الله على ید الرحمن من حیث جامعیته للصفات المتقابلة لذلک کان العطاء الحاصل منه رحمة ممتزجة وهو عطاء إلهی وإنما کانت منح الله تعالی کلها من الأسماء.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. )قال رضی الله عنه : " ﻓﻔﺎﺯ ﻣﺤﻤﺪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ) ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ. (ﻓﻤﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﻌﺴﺮﻩ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ".

ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﻓﻴﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﺛﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﺛﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﺛﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ، ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﻔﻊ ﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ. ﻭﻣﻦ ﻳﻔﻬﻢ ﻭﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻳﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺘﻜﺜﺮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ، ﻻ ﻳﻌﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ "ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻸﺳﻤﺎﺀ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪ "ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﺪﻧﺘﻪ ﺑﻌﺪ "ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﻦ" ﻛﻠﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﻧﻘﺼﻪ.

ﻭﺳﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ "ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ" ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻸﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ "ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ"، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻨﺘﻘﻤﺎ، ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﺍﻭﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﺳﻤﻪ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: "ﻳﺎ ﺃﺑﺖ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ".

ﻓﻈﻬﺮ ﺳﺮ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ.

قال رضی الله عنه : (ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻷﺳﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﻢ. ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ: ﻓﺈﻣﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻛﺎﻟﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻳﻌﻄﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻬﻮ ﻋﻄﺎﺀ ﺭﺣﻤﺎﻧﻲ.)ﻟﻤﺎ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺠﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻴﻪ، ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: (ﺍﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﻢ) ﺃﻱ، ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻴﺾ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻬﺎ.

ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﻤﺎ.

ﻭﻫﻲ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ: ﺭﺣﻤﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ.

ﻭﻫﻲ ﺇﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻧﻘﻤﺔ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ.

ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: (ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ ﻧﻘﻤﺘﻪ، ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﺭﺣﻤﺘﻪ).

ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻛﺎﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻛﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻄﺒﻊ، ﻛﺄﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺒﻌﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻛﺸﺮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻘﺐ ﺷﺮﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ. ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻄﺎﺀ ﺭﺣﻤﺎﻧﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺔ ﻣﻨﻪ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺻﻔﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺳﻢ "ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ" ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻗﻞ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ".

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻄﺎﺀ ﺇﻟﻬﻲ، ﺃﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﺎﻣﻌﻴﺘﻪ ﻟﻠﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﺕ.

ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﺎﺩﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺪﻧﺔ، ﺃﻱ ﺧﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻴﻨﺎ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ : 

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص.  فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. ).قال رضی الله عنه: "ففاز محمد صلى الله علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص.

فمن فهم المراتب والمقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.

وأما المنح الأسمائیة: فاعلم أن منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم، وهی کلها من الأسماء.

فإما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسم الرحمن. فهو عطاء رحمانی."

قال رضی الله عنه:  "ففاز محمد صلى الله علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام العظیم"، الذی کل مقام دونه لا یعتد به بالنظر إلیه، وهو المسمى بالمقام المحمود إذ تلک المقامات، إنما تفید کمال المستعدین الکامل استعدادهم لا غیر.

(فمن فهم المراتب والمقامات) وعلم ما یشترک منها بین الأنبیاء والأولیاء، وما یشترک (لم یعسره قبول هذا الکلام) فی أن سیادته فی الأمر الواحد، وهو أعظم الأمور کالسلطنة والسیادة، وأما سائر المراتب فیجوز أن تشارک الرعایا والعبید للسلاطین، والسادات فیها؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.

(وأما المنح الأسمائیة) أی: العطایا المنسوبة إلى الأسماء المعینة عامة أو خاصة، واحدا أو متعددا، وأطلق علیها لفظ المنح؛ لأن الغالب فیها إفاضة المنافع إما بواسطة إعطاء الأعیان التی تقدم بها، أو بدون واسطتها.

قال رضی الله عنه:  (فاعلم أن منح الله تعالی) أی: الصادرة عن الحضرة الإلهیة التی هی حضرة الأسماء (خلقها رحمة منه بهم)؛ لأن الفائض منه بالقصد الأول الوجود، وهو خیر کله.

وإنما الشر هو: العدم أو نسبته لکنها على الإطلاق لا تنسب إلى الله، ولا إلى الاسم الرحمن، لأن المقصود من هذه القسمة بیان مستندات العطایا المخصوصة ما أمکن؛ لیتوسل بمستندها إلى تحصیلها على أن المستند إلیهما مستند إلى الأسماء الجزئیة إذ الأمور الجزئیة لا تستند إلى أمور کلیة.

وإلیه الإشارة بقوله: (وهی کلها من الأسماء) أی: الداخلة تحت اسم الله، أو اسم الرحمن؛ فقسم العطایا إلیهما أولا، ثم المنسوبة إلى اسم الله إلى أقسام أخر.

فقال رضی الله عنه : (فإما رحمة خالصة) عن شوب کراهة الطبع، وعدم نیل المقصود، وعدم سلامة العاقبة.

(کالطیب) أی: الحلال (من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص) عن الحساب والعقاب (یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسم الرحمن) الدال على المبالغة فی الرحمة لا باعتبار کونه من السدنة، بل باعتبار مقابلته لاسم الله فی قوله: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن "الإسراء:110]. ولا ینسب إلى اسم أخر تحته، ولا إلى اسم الله، ولا إلى الذات.

أما الأول: فلعدم تعیینه.

وأما الثانی : فلأن المقصود التنبیه على المستند الخاص.

وأما الثالث: فلأنه من المنح الزائدة على الکمالات الذاتیة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. ).

قال رضی الله عنه : " ففاز محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم بالسیادة فی هذا المقام الخاصّ ". لاستیعاب شفاعة عموم الخلائق ، وإن کانوا مخالفین لأحکام نبوّته التشریعیّة - بقوله: " شفاعتی لأهل الکبائر من امّتی " ، وذلک لتقدّمه فی المراتب الوجودیّة .ثمّ إنّ اختصاص سیادته صلَّى الله علیه وسلَّم بالمقام المذکور ، الساری حکمه فی سائر المراتب الوجودیّة والمقامات الشهودیّة لا یخلّ بکماله الأتمّ ، وإلیه أشار بقوله : ( فمن فهم المراتب ) الوجودیّة ( والمقامات ) الشهودیّة (لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام)هذا کلَّه فی الأعطیات الذاتیّة ( وأمّا المنح الأسمائیّة ) - وفی تخصیص لفظ « المنح » بالأسمائیّة و " العطاء " بالذاتیّة ما قیل من أنّ " المنح : تملیک الانتفاع دون الرقبة ، والعطاء تملیک الرقبة " وما نبّهتک علیه فی طی التلویحات من اختصاص الأفراد بطرف بطون الذات  واختصاص الأزواج بظهور الأسماء ومنه أیضا علم وجه اختصاص العطاء الذاتی بـ « الله » ، والأسمائی بـ « الرحمن » ، مع ما فی الأوّل من معنى الوله والحیرة ، التی هی مقتضى البطون وما فی الثانی من معنى الرحمة والوجود ، الذی هو مقتضى الظهور ،ولذلک قال: (اعلم أنّ منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم ، وهی کلَّها من الأسماء) ضرورة أنّ الذات من حیث هی هی مقطوعة النسبة مطلقا عن الخلق ، إلَّا أنّ الرحمة الأسمائیّة على قسمین : ( فإمّا رحمة خالصة) عن المنافرات وغیر الملائمات - ممّا یشوب به صرافة الرحمة عاجلا وآجلا ( کالطیّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا ، الخالص یوم القیامة ، ویعطی ذلک الاسم الرحمن ، فهو عطاء رحمانی ) .

وإنّما اختصّ هذا بالإلهی مع أنّ الکلّ منه ، لما فیه من عدم الملاءمة التی تقابل الرحمة الوجودیّة ، فلا بدّ من انتسابه إلى ما یقابل الرحمن ، مما هو فی حیطة خصوصیّة اسم الله ، کالقهّار والحکیم والضارّ ، إذ الحاصل من الکل إلهی.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. ).قال رضی الله عنه : "ففاز محمد صلى الله علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص من فهم المراتب والمقامات لم یعسره قبول مثل هذا الکلام."

قال رضی الله عنه : (ففاز محمد صلى الله علیه وسلم بالسیادة) على الأسماء ومظاهرها (فی هذا المقام الخاص)، یعنی مقام الشفاعة (فمن فهم المراتب)، أی مراتب الولایة والنبوة والرسالة.

(والمقامات)، أی مقامات أصحابها وکذلک مراتب الأسماء الإلهیة ومقامات مظاهرها (لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام) المنبی، عن تقدم الولی الخاتم بحسب حقیقته على الرسول الخاتم على الأسماء الإلهیة .

اعلم أن الظاهر من کلام الشیخ مؤید الدین الجندی أن مراد الشیخ بخاتم الولایة نفسه، وهو الظاهر کما یدل علیه کلامه فی الفتوحات المکیة.

فإن کلامه فیها یشیر إلى أنه خاتم الولایة الخاصة المحمدیة .

والشیخ شرف الدین داود القیصری صرح بأن المراد بخاتم الولایة هو عیسى علیه السلام مستدلا بأن الشیخ رضی الله عنه صرح فی الفتوحات بأنه علیه السلام خاتم الولایة المطلقة .

والشیخ کمال الدین عبد الرزاق أشار إلى أن خاتم الولایة هو المهدی الموعود ولکنه ینافی ما نقله القیصری من الفتوحات .

قال الشیخ صدر الدین القونوی قدس الله سره فی تفسیر الفاتحة إن الله تعالى:

1- ختم الخلافة الظاهرة فی هذه الأمة عن النبی صلى الله علیه وسلم بالمهدی علیه السلام.

2- وختم مطلق الخلافة عن الله سبحانه بعیسى ابن مریم صلوات الله على نبینا وعلیه .

3- وختم الولایة المحمدیة لمن تحقق بالبرزخیة الثابتة بین الذات والألوهیة.

هذا ما قالوه والله سبحانه أعلم بحقیقة الحال.

ولما فرغ من تقریر التجلیات الذاتیة وما أنجر الکلام إلیه شرع فی تقریر التجلیات الأسمائیة .

فقال رضی الله عنه : "وأما المنح الأسمائیة فاعلم أن منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم، وهی لها من الأسماء. فأما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسم الرحمن فهو عطاء رحمانی"

فقال رضی الله عنه : (وأما المنح الأسمائیة فاعلم أن منح الله تعالى خلقه) الفائضة من الحضرة الإلهیة علیهم رحمة منه سبحانه (بهم وهی)، أی تلک المنح (کلها) فائضة ، (من) حضرات (الأسماء) الإلهیة لا من حضرة الذات من حیث إطلاقها.

فإنها من هذه الحیثیة لا یقتضی عطاء خاصة ومنحة معینة و هی تنقسم ثلاثة أقسام:

1- (فأما رحمة خالصة) عن شرب کل نقمة (کالطیب) من الرزق اللذیذ فی الدنیا بأن یکون ملائما للطبع (الخالص) عن سعة العذاب (یوم القیامة) .

بأن یکون حلالا بحسب الشرع فهذان وصفان کاشفان عن معنى الطیب.

(ویعطی ذلک) النوع من الرحمة الخاصة (الاسم الرحمن فهو عطاء رحمانی) خالص غیر ممتزج بما یقتضیه اسم آخر2 - (وأما رحمة ممتزجة) مع نقمة ما وهی إما فی الظاهر رحمة وفی الباطن نقمة کالأشیاء الملائمة للطبع الموافقة للنفس المبعدة للقلب عن الله سبحانه.

3 - وإما بالعکس (کشرب الدواء الکریه) الذی لا یلائم الطبع فی الحال لکنه (یعقب شربه الراحة) و زوال ما یلائم بحسب المآل.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه :  ( ففاز محمد صلى اللَّه علیه وسلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.

و أما المنح الأسمائیة فاعلم‏ أن مَنْحَ اللَّه تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة کالطیِّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، ویعطى ذلک الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحمانی. )

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : ( ففاز محمد صلى الله علیه و سلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسره قبول مثل هذا  الکلام. )


قال الشارح رحمة الله :

فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فی أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعین قال تعالى: "ما مِنْ شفِیعٍ إلّا مِنْ بعْدِ إذْنهِ" [ یونس: 3]، (ففاز محمد صلى الله علیه و سلم بالسیادة فی هذا المقام الخاص) المتصف بالتقدم على الأسماء الإلهیة، (فمن فهم المراتب) إنها کلها لله رفیع الدرجات و المقامات، إنها کلها لظهور حقیقة الحقائق المسمّاة بالحقیقة المحمدیة فی إجمالها و تفصیلها.


(لم یحسر علیه قبول مثل هذا الکلام ): أی إنّ أخذ الکل من الختم لأن الجاهل بحقیقة الأمر یظن أن هذا کمال یثبت لغیر الله و رسوله، و لا غیر فی جمیع المراتب بل ظهورات حقیقة واحدة إجمالا و تفصیلا، و تفصلا و إجمالا و لکن هنا جزئیة أخرى، فسأذکرها لک على سبیل الإشارة، قوله تعالى: "وإنّها لکبیرٌة إلّا على الخاشِعِین" [ البقرة: 45] لعلک أن تتذکر أو تخشى، و هی أنه کل تجلّ تأخر وجوده فی الظهور، فإذا ظهر یتضمّن جمیع


ما مضى من التجلیات و العلوم، فإن ... الآخر کل الأول مع الزیادة، و من هنا قیل: لو أقبل مقبل على الله ألف سنة، ثم أعرض عنه ساعة، فالذی فاته أکثر مما ناله .

من هنا برقت بارقة أن الولایة الطامة أتم من النبوة التامة لأنها آخر الدورة من التجلیات الکمالیة، وانختم الأمر بها، فافهم  .

و ذلک لهذا السر الذی أو مأت إلیه، فافهم و لا تکن الغلیظ القدم الأبهم، فإن أمثال هذه الأسرار من لسان الحقائق، فلا تتقید .


قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : (وأما المنح الأسمائیة فاعلم أن منح الله تعالى خلقه رحمة منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فأما رحمة خالصة کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، و یعطى ذلک الاسم الرحمن فهو عطاء رحمانی )


قال الشارح رضی الله عنه:

فلما جعل رضی الله عنه المنح و العطایا على قسمین: ذاتیة و أسمائیة، و فرغ من بیان الذاتیات و أحکامها، فأراد أن یذکر أحکام المنح الأسمائیة.

فقال : ( و أما المنح الأسمائیة ): أی الصادرة من الأسماء، و حضرات العطایا الأسمائیة کثیرة، کالوهب و الجود و الکرم و السخاء و الإیثار، و هو عطاء الفتوة، و سیجی ء بیانها فی المتن .

و عجّلت إلیک أیها الطالب بذکر هذا التفصیل :

فالوهب: عطاء بمجرد الإنعام، و هو الذی لا یقترن به طلب معاوضة، و لا یرید جزاء و لا شکورا .

و الکرم: عطاء بعد السؤال .

و الجود: عطاء قبل السؤال .

و السخاء: عطاء بقدر الحاجة .

و الإیثار: عطاء ما هو  المعطی محتاج إلیه فی الحال و الاستقبال .

و لکل عطاء اسم إلهی إلا الإیثار، و هذا العطاء من أغمض الأعطیات و المنح، و أصنعها تصورا فی الإلهیات .

قال رضی الله عنه فی الفتوحات :

إن هذا الذی یسمّى إیثارا یمنعه جمیع الناس، إلا نحن نقول به، و ما رأینا أحدا أثبت هذا فی الإلهیات، و ما یثبته إلا من علم معنى اسمه الغنی. انتهى کلامه رضی الله عنه .


و کیف لا؟! و قد ظهر لأرباب الشهود، و صرّح به أصحاب الوجود، إنه ما من شی ء فی الوجود إلا له استناد إلى أصل إلهیّ، و هو نظیره فی الإلهیات، و الله مستند ذلک الفرع بل هو  کله بهذا هو مد الظل .

فالإیثار الذی فی الکون یطلب الاستناد و لا بدّ، فما یکون و کیف تصوره فی الإلهیات، فاعلم أنه ثبت فی الصحیح أن العبد یصل بالاتباع: أی باتباع السّنة إلى مقام المحبة، کما جاء فی الأثر : "فاتبعونی یحببکم الله"  


ومن المحبة إلى مقام قرب النوافل حتى تکون هویة الحق عین قواه من مقام: " کنت سمعه و بصره " ، وهو سبحانه غنی لذاته الذی لا یمکن إزالته عنه، فإذا أقام العبد فی هذا المقام فقد أعطاه صفة الغنى عنه وعن کل شی ء لأن هویته هی أعیان قوى هذا العبد المغتنی المقتنی.

ولیس ذلک فی تقاسیم العطاء، إلا الإیثار فقد أثر عبده بما هو له، و لما کان الإیثار فضلا یرجع إلى المعطى المؤثر کان الحق سبحانه أحق بصفة الفضل، فعطاء الإیثار أحق فی حق الحق، و أتم فی حق الخلق، فافهم .


و إذا عرفت هذا اعلم أن المنح الأسمائیة: أی المنح الأسمائیة و عطائها (خلقه رحمة منه بهم )، بل من حضرة المنح و العطایا أوجد العالم، و أنزل النوامیس و الشرائع، فهی الخیر المحض بما فیها من الأمور المؤلمة المنازعة، لا یتعلق به الأعراض النفسیة التی خلقها الله بالرحمة، کخلق الأدویة الکریمة البعضیة للمزاج الخاص، و أغرب من ذلک أن المزاج الصحیح المعتدل بخروجه عن الاعتدال، و وقوعه فی الانحراف و المرض، قد یلتذ بأکثر من صحیح المزاج، کمن یلتذ بالحکاک قریب الإنزال، و یعرف ذلک من ذاقه و جربه، إنه یمکنه أن یدرک مطلوبه بأمر غیر ملائم المزاج، فافهم .


فهذا کله عطاء إلهی کلا نمد هؤلاء، و هؤلاء أصحاب الجنة، و هؤلاء أصحاب النار، من عطاء ربک، فعم الجمیع معاختلاف الأذواق، و ما کان عطاء ربک محظورا: أی ممنوعا لإحدى الطائفتین، واحد یرید اللذة فی الجنان فأعطاه سؤله، وآخر یرید العذوبة فی العذاب، و اللذة فی النیران فأعطاه سؤله.

ومن هذا الذوق ما ذکر الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات عن أبی یزید الأکبر قدّس سره أنه قال :

و کلّ ما ربی قد نلت منها سوى ملذوذ وجدی فی العذاب ما أراد قدّس سره المحن بل أراد المنح على خرق العادة، فعلمنا أن کله من عطائه، و هو عین الرحمة قد سبقت و عمّت و وسعت کل  شیء من مکروه عادة، و غیر مکروه، فافهم .

( و هی کلها من الأسماء الإلهیة ): أی کل المنح من الأسماء، و لا یخرج من الله الحکیم إلا بواسطة سادة و خادم، لا من حیث الذات، بل الباعث فیه اسم من الأسماء یطلب منه عین من الأعیان ذلک  المطلوب .

فذلک الاسم رب لتلک العین، مستشفع إلى الله تعالى، فإنه حکیم کریم یعطی کل ذی حقّ حقه، (فأما ): أی تلک الرحمة (رحمة خالصة) من الکدورات الطبیعیة، ( کالطیب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة) .


قال تعالى: "قلْ هِی للّذِین آمنوا فی الحیاةِ ُّ الدنیا" [ الأعراف: 32]، ممزوجة بالأکدار و الغصص، و هی لهم فی الآخرة طیبة مخلصة من الأکدار، سواء کان من کدورة الاشتراک أو غیره، فإن النفس لا تقبل الشرک فی أمر بل ترید التفرد فی الکمال، أما ترى قول سلیمان علیه السلام أنه سأل ملکا لا ینبغی لأحد من بعده، فإنه من هذا المقام، فافهم .


( و یعطی ذلک الاسم ): أی النوع من الرحمة الخاصة الرحمن، (فهو عطاء رحمانی) من رحمة خالصة مختصة فی الدنیا و الآخرة، کما قال تعالى: "هذا عطاؤُنا فامْننْ أوْ أمْسِکْ بغیْرِ حِسابٍ "[ ص: 39]: أی لا حساب علیک فی ذلک .

هذا هو العطاء الرحمانی، و هو فی الدنیا لذّة بلا منغصة، و فی الآخرة لا حساب علیه ولا منغصة، هذا عطاء غیر مجذوذ، فافهم.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص95

ففاز محمد- ص- بالسیادة فی هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسره قبول مثل هذا الکلام.

و أما المنح الأسمائیة: فاعلم أن منح اللّه تعالى خلقه رحمة منه بهم، و هی کلها من الأسماء. فإما رحمة خالصة کالطیّب من الرزق اللذیذ فی الدنیا الخالص یوم القیامة، و یعطی ذلک الاسم الرحمن. فهو عطاء رحمانی.


اما منح اسمائیه: بدان که منح حق تعالى و عطایاى او همه فایض از حضرت اسماء الهیه است، رحمت است از او به خلق.

قیصرى در فصل دوم مقدمات شرح فصوص گوید: «شرح فصوص قیصرى، ص 13.»

جامع جمیع اسماء و صفات الهى نعوت جمالیه و جلالیه است زیرا هر چه متعلق به لطف است، جمال است و هر چه متعلق به قهر است، جلال است و هر جمال نیز جلالی دارد، چون هیمانى که از جمال الهى حاصل مى‌شود.

زیرا هیمان عبارت است از انقهار عقل از جمال و تحیر عقل در جمال و هر جلالی جمالى در بردارد و آن جمال لطف مستور در قهر الهى است کما قال اللّه تعالى: «وَ لَکُمْ فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِی الْأَلْبابِ» (بقره: 179) و قال امیر المؤمنین علیه السلام:«سبحان من اتسعت رحمته لأولیائه فی شدّت نقمته و اشتدّت نقمته لاعدائه فی سعة رحمته» و از اینجا سرّ سخن پیامبر صلى اللّه علیه و آله: «پاک خدایى که رحمت او اولیایش را فرا گرفت در شدت بلایش آنان را و شدید شد عذاب او بر اعدایش در سعه و گشایش رحمتش مر آنان را.» «حفّت الجنة بالمکاره و حفّت النار بالشهوات». « بهشت به ناگوارى‏ها پوشیده شده و دوزخ به شهوتها.» دانسته مى‌شود. « شرح فصوص قیصرى، ص 13»

قصاص جلال است و حیات جمال، رحمت براى اولیا در آخرت است و شدت نقمتشان به مرض و فقر و جوع و امثال اینها در دنیاست و نقمت أعداء در آخرت و سعه رحمت براى آنها در دنیا که «الدنیا سجن المؤمن و جنة الکافر» در بلاهاى مؤمن رحمت است.

در بلا هم مى‌چشم لذات او             مات اویم، مات اویم، مات او

 مکاره کفّ نفس است از مشتهیات نفسانى که نتیجه آن ارتقاى نفس ناطقه و عروج اوست به خداوند ذى المعارج پس در باطن مکاره بهشت است و شهوات نفسانى اگر چه به ظاهر شیرینند ولى جان را از توجه به عالم ملکوت باز مى‌دارند و او را به پست‏‌ترین رتبه انتکاس مى‏دهند ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ و این مشتهیات در باطن آتش روشن مى‏کنند بخصوص آتش حرمان چنانکه مکاره بهشت مى‌آورند بخصوص جنت لقا.

پس رحمت خالص مثل رزق لذیذ طیب (یعنى حلال) در دنیا و علوم و معارف نافع در آخرت که اسم رحمان آن را عطا مى‌کند.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 208-210

ففاز محمّد- صلعم- بالسیادة فى هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.

پس معنى «فاز محمّد- صلعم- بالسّیادة فی هذا المقام الخاص» راست باشد؛ هر کس که فهم مراتب ربوبیت کرده باشد، و دانسته باشد که: احدیّت ذات است که در مراتب متکثّره ظاهر شده است. و مطّلع شده باشد بر آنکه: هر موجودى را در مرتبه خود تقدّمى و سیادتى هست. و محقّق کرده باشد که: هر اسمى را سلطنتى خاص هست. و فی الحقیقة آن اسم جامع است که در هر مرتبه از مراتب اسماء ظهورى دارد. فهم مثل چنین سخن‌هاى دقیق و معنی‌هاى رقیق بر وى آسان گردد. امّا جهت تحقیق این معنى، یک نکته بیان کنم:

بدان که: اسم «الرّحمن» جامع دیگر اسماء است. و بعد از اسم «اللّه» هیچ اسم دیگر بر وى مقدّم نیست. در روز قیامت اسم «منتقم» خواهد که: در مرتبه خود، خود را ظاهر کند؛ و دمار از روزگار هر گناهکار برآورد. اسم الرّحمن نزد وى شفاعت کند که: گناهکاران را به من بخش. پس این تأخّر الرّحمن از المنتقم هیچ نقصى در مرتبه الرّحمن پیدا نگردد؛ بلکه چنین گوییم که: الرّحمن بود که در مرتبه‌‏اى به صورت المنتقم برآید در قیامت؛ تا ناسزاهاى گناهکاران را سزا دهد.

باز به صورت رحمت، تجلّى کند؛ و شفاعت کند؛ و ببخشد.

دلیل بر این سخن که گفتیم، زبان قرآن از آن خبر مى‌‏فرماید که: ابراهیم علیه السّلام مر پدر را گفت: «یا أبت إنّى أخاف أن یمسک عذاب من الرّحمن».

یعنى‏: الرّحمن به صورت المنتقم برآید؛ و ترا عذاب کند. و الّا همه کس دانند که: الرّحمن در حالت تجلّى وى به رحمانیت عذاب نکند.

امّا بحثى که وعده کرده بودیم، در بیان خاتم اولیاء و ولایت مطلقه و ولایت مقیّده، این است که:

بدان- ایّدک اللّه تعالى- که شیخ- قدّس سرّه- در کتاب در فتوحات مکّى‏ در فصل ثالث عشر در جواب سؤالات‏ حکیم ترمذى‏ و در فصل رابع عشر، و در فصل خامس عشر، این مباحث مستوفی ایراد کرده و مضمون آن بطریق اجمال، این است که گفته مى‏‌شود:

بدان که: ولایت منقسم مى‌‏گردد بر دو قسم: مطلقه و مقیّده.

ولایت مطلقه آن صفتى است که من حیث هى هى، حضرت اللّه را است؛ «إنّ اللّه‏ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمِیدُ»( س 42- 28). و مظهر آن در عالم ملک، عیسى است علیه السّلام که ختم ولایت به وى شود؛ که بعد از وى ولىّ نباشد؛ آخریّت به اوّلیّت پیوندد؛ صفت به موصوف حقیقى، خاص شود؛ و قیامت برخیزد.

و ولایت مقیّده هم صفتى است الهیّه؛ از آن روى که مستند است به انبیاء و اولیاء؛ و قوام این مقیّده به آن مطلقه است؛ یعنى: فیضى است که از مطلق ولایت احدیّت به اشخاص انبیاء و اولیاء، فایض مى‏‌گردد؛ و آن مطلقه کلّیّه در مقیّده جزئیّه، بوجهى جزئى، ظهور مى‌‏کند؛ و ظهور این فیض در مقیّد بحسب مرتبه صاحب آن است. پس ولایت مقیّده محمّدى اتمّ و اکمل ولایت سایر انبیاء و اولیاء باشد.

چرا که: او بهتر و مهتر همه آمد. و نبوّت همه انبیاء با ولایت ایشان در تحت نبوّت و ولایت محمّدى است؛ چون نور کواکب در تحت نور آفتاب.

و ولایت دیگر اولیاء مندرج است در تحت ولایت انبیاء. چرا که: ایشان افضل و اکمل‏اند از اولیاء. پس ولایت محمّدى به نسبت با ولایت انبیاء به مثابه مطلقه بود. و باز ولایت دیگر انبیاء به نسبت با ولایت اولیاء به مثابه مطلقه بود؛ و هر یک از این ولایت مطلقه و مقیّده محمّدى و دیگر انبیاء مقتضى مظهرى است که ختم آن «مطلق»، و آن «مقید»، در آن مظهر بود در عالم ملک.

شیخ- رض- مى‏گوید که: من خاتم ولایت مقیّده محمّدى‌‏ام. و مهدى آخر الزمان که از نسل رسول است، خاتم ولایت مطلقه محمّدى باشد.

پس نتیجه، این دهد و مفهوم سخن این باشد که: شیخ- رض- در ولایت به مرتبه «قلب محمّد» رسیده بود و بعد از وى هیچ ولىّ به مرتبه «دل محمّد» نرسد.

و این معنى بر وى ختم شد. و لیکن ولایت دیگر انبیاء ختم نشد؛ و ایشان را وارثان هستند.

کس باشد که در ولایت به مرتبه «دل ابراهیم، یا موسى، یا عیسى علیه السّلام رسد؛ و تا زمان ظهور و نزول عیسى علیه السّلام این طایفه باشند؛ لکن عیسى نزول کند. و به ولایت ظهور کند و هر ولیّی که در زمان وى بود، در گذرد، و ختم ولایت شود، تا قیامت برخیزد.

و شیخ- رض- در اوّل‏ فتوحات‏ بگوید که:

در مکاشفه‌‏اى که مرا بود، با روح محمّدى- صلعم- رسول، مرا خاتم ولایت مطلقه بنمود، یعنى: عیسى‏: علیه السّلام؛ و مرا از پس قفاى ختم ولایت بداشت. و محمّد- صلعم- به وى گفت که: این پسر تو و خلیل تو و عدیل تو است.

پس من بدانستم که من خاتم ولایت مقیّده محمّدى‏‌ام. و او خاتم ولایت على الاطلاق؛ چرا که «عدیل» مساوى بود.

چون از آن مکاشفه باز آمدم، تعبیر آن بهمین ‏کردم که: من ختم ولایت محمّدى‌‏ام. پس بجهت تحقیق این تعبیر، با مشایخ آن عصر، این واقعه بگفتم، و نگفتم که بیننده آن واقعه کیست؟ مشایخ جمله، تعبیر به این کردند که این بیننده ختم ولایت محمّدى خواهد بود. و اللّه اعلم.

چون از آن مباحث فارغ شدیم، شروع کنیم در آنچه شیخ شروع کرده در بیان منح اسمایى که قسیم منح ذاتى است؛ چنانکه گفت:

و أمّا المنح الأسمائیة: اعلم أن‏ منح اللّه- تعالى- خلقه رحمة منه بهم، و هى کلّها من الأسماء. فإما رحمة خالصة کالطیّب من الرزق اللذیذ فى الدنیا الخالص یوم القیامة، و یعطى ذلک الاسم الرحمن فهو عطاء رحمانىّ.

بدان که: مراد از منح اسمائى، تجلّیات اسمائى است. و اسمى از اسماء چون تجلّى گردد، آنچه لازم وى است از خواصّ وى، عطا کند. و این عطا، عبارت است از رحمت وى- تعالى شأنه- بر خلایق. و این عطایا که فایض مى‏گردد، همه آن از حضرت الهیّت است‏که آن حضرت مشتمل است بر ذات و صفات و اسماء.

امّا فیضان عطاها از آن حضرت بر خلایق از جهت صفات و اسماء است؛ نه از جهت ذات. و رحمت منقسم بر دو قسم است:

یا رحمت محض باشد و آن اوّل عطائى است که از حضرت مى‏رسد؛ چون نعمت وجود و حیات، که عمومى دارد.

و بعد از آن رحمتى محض خاصّ: که‏  آمیخته با هیچ کلفت و کربت نیست بحسب ظاهر و باطن؛ همچنان‏که رزق لذیذ طیّب (یعنی: حلال) در دنیا.

و همچنان‏که علم و معرفت که نفع آن در آخرت پیدا گردد. و چنین عطاها از اسم رحمن فایض گردد. و آن را «عطاى رحمانى» گویند؛ به آن سبب که: رحمت از وى ظاهر مى‌‏شود. و محض رحمت است. چرا که: در مقابل اسم «منتقم» افتاده.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 213

ففاز محمّد صلّى اللّه علیه و سلّم بالسّیادة فى هذا المقام الخاصّ فمن فهم المراتب و المقامات لم یعسره قبول مثل هذا الکلام.

و أمّا المنح الأسمائیة فاعلم أنّ منح اللّه تعالى خلقه رحمة منه بهم، و هى کلّها من الأسماء فامّا رحمة خالصة کالطیّب من الرّزق اللّذیذ فى الدّنیا الخالص یوم القیمة، و یعطى ذلک الاسم الرّحمن فهو عطاء رحمانى

چون شیخ قدس اللّه سره فارق از تقریر تجلیّات ذاتیّه شد و از بیان آنچه کلام بدان منجر شد شروع کرد در تقریر تجلّیات اسمائیّه و منح و عطایاى آن و گفت بدانکه عطاى حق خلق را رحمت است ازو ایشان را یعنى منح و عطایا فایض نمى‏‌شود مگر از حضرت الهیّه که مشتمل است ذات و صفات را اما نه از حیثیت ذات بلکه از حیثیت اسما و صفات و آنچه اول فایض مى‏‌شود رحمت وجود است و حیات بعد از آن هرچه تابع این هر دو باشد از اعطیات و این بر سه قسم است:

قسمى رحمت خالصه باشد به حسب ظاهر و باطن، و قسمى دیگر رحمت ممتزجه باشد و این یا در ظاهر رحمت باشد و در باطن نقمت یا به عکس این کما

قال أمیر المؤمنین کرّم اللّه وجهه: «سبحان من اتّسعت رحمته لأولیائه فى شدّة نقمته و اشتدّت نقمته لأعدائه فى سعة رحمته»

اوّل چون رزق لذیذ حلال طیب در دنیا و علوم و معارف نافعه در آخرت، و دوم چون اشیائى که ملایم طبیعت باشد

چون اکل حرام و شرب خمر و سائر فسوق و موافقت نفس که سبب دورى است از حق، و سیّم چون شرب دوائى که طبیعت ازو متنفر شود و لیکن بعد از خوردن راحت و صحّت آرد.

قسم اول عطاى رحمانیست به حسب ظهور رحمت محضه ازو و این از آن حیثیت باشد که «رحمن» مقابل اسم «منتقم» است نه از آن روى که اسم ذات است با جمیع صفات.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 536-537

ففاز محمّد- صلّى اللّه علیه و سلّم- بالسّیادة فی هذا المقام الخاصّ. فمن فهم المراتب و المقامات‏

لم یعسر علیه قبول مثل هذا الکلام.

و امّا المنح الأسمائیّة: فاعلم أنّ منح اللّه- تعالى- خلقه رحمة منه بهم، و هی کلّها من الأسماء. فإمّا رحمة خالصة کالطیّب من الرّزق اللّذیذ فی الدّنیا الخالص یوم القیامة، و یعطى ذلک الاسم الرّحمن. فهو عطاء رحمانىّ.

شرح مراد از منح اسمایى، تجلیات اسمایى است. و اسمى‏ از اسما چون متجلى گردد آن چه لازم وى باشد از خواص وى، عطا کند. و اول عطایى که ازحضرت رسد، نعمت وجود و رحمت حیات است؛ پس رزق لذیذ طیّب یعنى حلال؛ پس علم و معرفت که مفتاح نعیم اخرویست.