عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة والعشرین:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : " و إما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکره الذی یعقب شربه الراحة، و هو عطاء إلهی، فإن العطاء الإلهی لا یتمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أو لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک."

(وإما رحمة ممتزجة) بعذاب (کشرب الدواء الکریه) فی الطعم والرائحة (الذی یعقب شربه) للمریض (الراحة) بالشفاء من مرضه (وهو عطاء إلهی).

لأنه یعطیه الاسم الإله الموصوف به الرحمن المتجلی على العرش من حیث ظهوره ولکل شیء بما ینفعه، ولا أنفع للعبد من الذل وهو العبادة ، فالإله هو المعبود طوعا أو کرها، فرحمته ممزوجة بعذاب .

(فإن العطاء الإلهی)، أی المنسوب إلى الحضرة الإلهیة (لا یمکن إطلاق) نسبة (عطائه منه) لشیء مطلقا (من غیر أن یکون) ذلک العطاء الإلهی صادرة من الإله تعالى (على یدی سادن)، أی خادم (من سدنة)، أی خدمة (الأسماء) الإلهیة فالحضرة الإلهیة بمنزلة الدار الواسعة، والحاضر فیها من حیث هو إله تخدمه جمیع الأسماء بالعطاء والمنع، إذ لا یمکن أن یناول سائلا هو بنفسه من غیر واسطة خادم لکمال عظمته وحقارة السائل .

فتارة یعطی الله تعالى (العبد على یدی) الاسم (الرحمن) من حیث إن ذلک العبد مستعد لقبول تجلی الاسم الرحمن سواء علم العبد ذلک أو لم یعلم (فیخلص العطاء) حینئذ لذلک العبد (من الشوب)، أی الخلط والمزج بالکریه (الذی لا یلائم الطبع) البشری (فی) ذلک (الوقت أو لا ینیل) ذلک العبد (الغرض) الذی یؤمله (وما أشبه ذلک) من أنواع الشوب المذموم عند ذلک العبد کالتأخیر أو التقدیم.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.))وأما رحمة ممتزجة بنقمة کشرب الدواء الکریه الذی تعقب شربه الراحة) ویعطی ذلک اسم الله على ید الرحمن من حیث جامعیته للصفات المتقابلة لذلک کان العطاء الحاصل منه رحمة ممتزجة (وهو عطاء إلهی) وإنما کانت منح الله تعالی کلها من الأسماء.

(فإن العطایا الإلهیة) أی العطایا الحاصلة من حضرة الاسم الجامع (لا یمکن إطلاق عطائه منه) أی لا یمکن حصول العطاء من هذا الاسم الأعظم (من غیر أن یکون على ید سادن) أی خادم (من سدنة الأسماء).

فإذا لم یکن عطاء اسم الله للعبد إلا على ید اسم من أسماء الله تعالى (فتارة یعطی الله العطاء العبد على ید الرحمن فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت) أی وقت العطاء ولو غیر خالص فی المال فهذا هو عطاء ممتزج ورحمة ممتزجة وعطاء إلهی حاصل مع الله تعالى على ید الرحمن .

لکن لا یسمى رحمانیة بل یسمى مثل هذا القسم إلهیة وفیه إشارة إلى أن ید الرحمن لها مدخل فی جمیع العطایا التی تحصل على أیادی الأسماء فرحمة الله واسعة على کل شیء (او لا ینیل الغرض) أی أو یخلص العطاء من الشوب الذی لا ینال به الطبع غرضه.

(وما أشبه ذلک) الشوب فی عدم ملائمة الطبع أو عدم نیل الغرض


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)وقوله: "وإما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکره الذی یعقب شربة الراحة، وهو عطاء إلهی لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أولا ولا بنیل الغرض وما أشبه ذلک."

قلت: هذا الکلام واضح وحاصله أن المنح کلها رحمة، فما کانت منها لا مشقة تصحبه فهو من حقیقة الاسم الرحمن بلا واسطة اسم آخر وأما ما کان معه ممازجة بنوع مما لا یلائم الطبع.

فهو بواسطة اسم إلهی یناسب ذلک وهنا مجال واسع لمن أراد أن یشرح بعض أمثلة هذه المنح عند نسبة کل منها إلى الاسم الذی هی على یده و بواسطته.

فالمنح کلها رحمة وإن امتزجت ببعض المؤلمات، فتلک الممازجة هی کما مثل الشیخ، رضی الله عنه، من أن شرب الدواء رحمة وإن کان تناوله یکرهه الطبع.

والضابط لمعرفة مراتب أمثلة ما ذکرا أن یرى تلک المنحة الواحدة مثلا فینسبها إلى ألیق ما یکون من الأسماء بها مثل أن ینسب النجاة من المکروه الذی کنت تحاذره مثلا إلى الاسم الواقی.

وینسب الخلاص من مشقة سفر تهت فیه عن الطریق ثم ظفرت بالهدایة إلیها إلى الاسم الهادی.

وینسب ما تجده من الخوف الشدید من جبار حضرت عنده فقابلک باللطف إلى الاسم اللطیف، وهذا أمر غیر مستصعب علیک. فتأمل معناه فهو سهل.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)قال رضی الله عنه : "وإمّا رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکریة الذی بعقب شربه الراحة ، وهو عطاء إلهی ، فإنّ العطاء الإلهی لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی  سادن من سدنة الأسماء ، فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن ، فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أولا ینیل الغرض وما أشبه ذلک ."

قال العبد أیّده الله به : « له » تملیک الرقبة ، والمنحة : تملیک الانتفاع دون الرقبة ، کمن یعطى الناقة لتحلب أو لترکب ، أو الأرض لتزرع ، والأغلب فیها المدّة المعیّنة ثم الاسترداد ، وهی لا تکون إلَّا من حضرات الأسماء ، وهی رحمات متخصّصة بحسب خصوص الحضرات ، ومتخصّصة بموجب الاستعدادات .

ثم العطایا والمنح إن کانت من حضرة أحدیة الجمع الإلهیة ، فهی ذاتیة أی من ذات اللاهوت ، ولا یتمکَّن إطلاق عطایاها من حیث هی هی من غیر أن یکون التجلَّی الإلهی الأحدى الجملی الذاتی من خصوص حضرة من حضرات الأسماء .

 فإن کان التجلَّی من حضرة الرحمن ، خلصت عطایا الله من الشوب والکدر ، وعمّت الدنیا والآخرة والظاهر والباطن ، وإن کان من حضرة الواسع ، عمّ ظاهر المعطى له وباطنه وروحه وطبیعته وغیر ذلک ، وتمّت نعمته سابغة فی عافیة ورفاهیة ، وکذلک تکون عطایا الله ممتزجة منصبغة بحکم الحضرة المتجلَّی منها ، فإنّ الحکیم ینظر فی الأصلح والأنسب.

کما قد فصّل الشیخ رضی الله عنه خصوصیات الحضرات ، فلا حاجة إلى سندیّة الاسم " الله " و « الرحمن » .

و « المعصوم » و « المحفوظ » هو العبد الذی یحول « العاصم » و « الغفّار » و « الحافظ » و « الواقی » بینه وبین ما لا یرضاه من الذنوب .

و « المعتنى به » أعمّ من المحفوظ والمعصوم ، فقد یکون المعتنى به من لا تضرّه الذنوب ، ویقلَّب المحبّة الإلهیة ، والاعتناء الربّانی غیّر سیّئاته حسنات ، ثم المعصوم یختصّ فی العرف الشرعی بالأنبیاء ، والمحفوظ بالأولیاء .

قال رضی الله عنه : « والمعطی هو الله من حیث ما هو خازن لما عنده فی خزائنه».

 أی من حیث إنّ ذلک الاسم خازن لما عنده من خزائن الاسم الله " فما یخرجه إلَّا بقدر معلوم " أی بقدر ما تستدعی قابلیة المعطى له ویستأهل من خزائنة ، فما یخرج إلیه إلَّا بقدر ذلک المعلوم . على یدی اسم خاصّ بذلک الأمر .

فـ " أَعْطى کُلَّ شَیْءٍ خَلْقَه " على یدی الاسم « العدل » وأخواته لأنّ الحکم العدل یحکم على « الجواد » و « الوهّاب » و « المعطی » أن یعطی ما یعطی بقدر قابلیة المعطى له .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء.

فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک. )قال رضی الله عنه :" وأما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکره الذی یعقب شربه الراحة وهو العطاء الإلهی ، فإن العطایا الإلهیة لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على ید سادن من سدنة الأسماء فتارة یعطى الله العبد على ید الرحمن فیخلص له العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أو لا ینیل الغرض وما أشبه ذلک".

إشارة إلى أن الرحمة الرحمانیة لا یشوبها شوب من غیرها من کراهة أو بشاعة أو شیء غیر لذیذ فإن خاصیة الرحمة النفع الخالص أو اللذة الخالصة .

فإن شابها شیء من کراهة وهو عطاء إلهى لأن من الأسماء الإلهیة الحکیم والحکمة تقتضی تحمل کراهة قلیلة تعقبها راحة کثیرة کشرب الدواء الکریة یعقبه الراحة والصحة کما مثل به ، وإنما سماه إلهیا لأنه ممتزج من مقتضیات أسماء عدة .

ولا یمکن إطلاق العطاء الإلهی إلا على ید سادن من سدنة الأسماء لأن الإله هو المعبود والمعبود معبود بالنسبة إلى العابد هو الذی یسد جهة فقره إلى المعبود وکما أن المریض یعبد اسم الشافی ویدعوه وقد یکون عطاؤه من اسم واحد وقد یکون من أسماء کثیرة ممتزجة فتمتزج مقتضیاتها .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)قال رضی الله عنه : "ﻭﺇﻣﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ ﻛﺸﺮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻘﺐ ﺷﺮﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ، ﻭﻫﻮ ﻋﻄﺎﺀ ﺇﻟﻬﻲ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺳﺎﺩﻥ ﻣﻦ ﺳﺪﻧﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ".

ﻟﻤﺎ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺠﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻴﻪ، ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: (ﺍﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﻢ) ﺃﻱ، ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻴﺾ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻬﺎ.

ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﻤﺎ.

ﻭﻫﻲ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ: ﺭﺣﻤﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ.

ﻭﻫﻲ ﺇﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻧﻘﻤﺔ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ.

ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: (ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ ﻧﻘﻤﺘﻪ، ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﺭﺣﻤﺘﻪ).

ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻛﺎﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻛﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻄﺒﻊ، ﻛﺄﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺒﻌﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻛﺸﺮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻘﺐ ﺷﺮﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ. ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻄﺎﺀ ﺭﺣﻤﺎﻧﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺔ ﻣﻨﻪ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺻﻔﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺳﻢ "ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ" ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻗﻞ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ".

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻄﺎﺀ ﺇﻟﻬﻲ، ﺃﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﺎﻣﻌﻴﺘﻪ ﻟﻠﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﺕ.

ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﺎﺩﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺪﻧﺔ، ﺃﻱ ﺧﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻴﻨﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ، ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﻢ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﻓﻴﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ: (ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻴﺨﻠﺺ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻼﺋﻢ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ) ﺃﻱ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﻟﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺂﻝ. ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﻄﺒﻊ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻨﻘﻤﺔ، ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ )ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ( ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.

(ﺃﻭ ﻻ ﻳﻨﻴﻞ ﺍﻟﻐﺮﺽ) ﺃﻱ، ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻐﺮﺽ.

(ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ) ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﺪﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺽ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ "ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﻟﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻨﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)قال رضی الله عنه: "وإما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکره الذی یعقب شربه الراحة، وهو عطاء إلهی، فإن العطاء الإلهی لا یتمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء.

فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أو لا ینیل الغرض وما أشبه ذلک."

قال رضی الله عنه: (وإما رحمة ممتزجة) بما لا یعد رحمة فی العرف العام، (کشرب الدواء الکریه الذی یعقب شربه الراحة) فشیب بأعقاب الراحة الکراهة؛ فلا ینسب إلى الرحمن؛ لعدم مبالغة الرحمة فیه، ولا إلى الذات لتعین الأسماء فیه من الرحمن والقاهر.

ولذلک یقول: (هو عطاء إلهی) لاستناده إلى اسم معین باعتبار کونه من السدنة، وإن لم یکن منها فی مواطن أخر (فإن) کان (العطاء الإلهی لا یمکن إطلاق عطاء منه من غیر أن یکون على یدی سادن) ، أی: خادم معین واحد فصاعدا (من سدنة الأسماء) لا من الأسماء المخدومة کالر حمن بالاعتبار الذی ذکرناه لا باعتبار تبعیته لاسم الله .

فی قوله: "بسم الله الرحمن الرحیم" [الفاتحة: 1]، إذ هو بهذا الاعتبار من السدنة، وإذا کان کل عطاء على ید سادن من الأسماء عطاء إها لا ینسب إلى الرحمن، ولا إلى الذات.

(فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن) لا باعتبار کونه مخدوما دالا على المبالغة فی الرحمة؛ بل باعتبار کونه من السدنة مزج منه الرحمة مع غیرها أولا (فیخلص) الرحمن

(العطاء من الشوب) الواقع منه أولا (الذی لا یلائم الطبع فی الوقت) من غیر مضی مدة مدیدة، (أو) من الشوب الذی (لا ینیل الغرض) بما کان واقعا فیه، (وما أشبه ذلک) .


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)

قال رضی الله عنه : (وإمّا رحمة ممتزجة ، کشرب الدواء الکریة  الذی یعقب شربه الراحة ، وهو عطاء إلهی ) وإنّما اختصّ هذا بالإلهی مع أنّ الکلّ منه ، لما فیه من عدم الملاءمة التی تقابل الرحمة الوجودیّة ، فلا بدّ من انتسابه إلى ما یقابل الرحمن ، مما هو فی حیطة خصوصیّة اسم الله ، کالقهّار والحکیم والضارّ ، إذ الحاصل من الکل إلهی .( فإنّ العطاء الإلهی لا یتمکَّن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء ) لامتناع انتساب شیء من الأحکام والأفعال إلیه من حیث إطلاقه ، بدون أن یضاف إلیه من خصوصیّات الأسماء ومقتضیات القوابل شیء ، فإنّه غیر متمکَّن عن ذلک .

( فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن ) وهو الوجود المحض ( فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت ) فی الدنیا ( أوّلا بنیل الغرض)  فی الآخرة (وما أشبه ذلک ) من الأوصاف العدمیّة المنافیة للرحمة الوجودیّة ، وهذا هو العطاء الرحمانی.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.)فقال رضی الله عنه : "وإما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکره الذی یقب شربه الراحة، وهی عطاء إلهی ,فإن العطایا الإلهیة ، لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء."فقال رضی الله عنه : (وأما المنح الأسمائیة فاعلم أن منح الله تعالى خلقه) الفائضة من الحضرة الإلهیة علیهم رحمة منه سبحانه (بهم وهی)، أی تلک المنح (کلها) فائضة ، (من) حضرات (الأسماء) الإلهیة لا من حضرة الذات من حیث إطلاقها.

فإنها من هذه الحیثیة لا یقتضی عطاء خاصة ومنحة معینة و هی تنقسم ثلاثة أقسام:

1- (فأما رحمة خالصة) عن شرب کل نقمة (کالطیب) من الرزق اللذیذ فی الدنیا بأن یکون ملائما للطبع (الخالص) عن سعة العذاب (یوم القیامة) .

بأن یکون حلالا بحسب الشرع فهذان وصفان کاشفان عن معنى الطیب.

(ویعطی ذلک) النوع من الرحمة الخاصة (الاسم الرحمن فهو عطاء رحمانی) خالص غیر ممتزج بما یقتضیه اسم آخر2 - (وأما رحمة ممتزجة) مع نقمة ما وهی إما فی الظاهر رحمة وفی الباطن نقمة کالأشیاء الملائمة للطبع الموافقة للنفس المبعدة للقلب عن الله سبحانه.

3 - وإما بالعکس (کشرب الدواء الکریه) الذی لا یلائم الطبع فی الحال لکنه (یعقب شربه الراحة) و زوال ما یلائم بحسب المآل.

فقال رضی الله عنه : (وهو عطاء إلهی) فإنه ممتزج من مقتضیات أسماء عدة لا خصوصیة له بأسم واحد ینسب إلیه. (فإن العطاء الإلهی).

هذا تعلیل لقوله : هی کلها من الأسماء، أی العطاء الإلهی (لا یمکن إطلاق إطلاق عطائه)، أی إطلاقه (فیکون) من وضع المظهر موضع المضمر أو إطلاقی تناوله وأخذه (منه) سبحانه من قولهم عطوت الشیء تناولته بالید.

والمراد بإطلاق تناوله أن یؤخذ من الذات البحث (من غیر أن یکون على یدی سادن)، أی خادم (من سدنة الأسماء)، أی الأسماء التی هی سدنة لاسم الله الجامع.

فقال رضی الله عنه : " فتارة یعطی الله العبد على یدی الرحمن فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أو لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک."

فإن کان على حال یستحق العقوبة فیستره عنها، أو على حال لا یستحق العقوبة فیستره عن حال یستحق".

فتارة یعطی الله سبحانه (العبد على یدی) الاسم (الرحمن فیخلص العطاء) الواصل إلى المعطى له على یدیه (من الثوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت).

أی فی الحال (أو لا ینیل الغرض)، أی لا یوصل المطعى له إلى الغرض المقصود من ذلک العطاء فلا یلائمه فی المال .فقال رضی الله عنه :  (وما أشبه ذلک)، أی ویخلص أیضا مما أشبه الشوب بالغیر الملائم والغیر المنیل من موجبات الکدورة، فالعطاء الرحمانی ینبغی أن یکون خالصا من موجبات الکدورة الحالیة والمآلیة کلها.

فهذا عین العطاء الرحمانی الذی ذکر أولا وإنما أعاده استیفاء للأقسام فی سلک واحد.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه :  ( وإِما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکرِهِ الذی یعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهی، فإِن العطاء الإلهی لا یتمکن إِطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء.

فتارة یعطی اللَّه العبد على یدی الرحمن فیَخْلُصُ العطاء من الشوب الذی‏ لا یلائم الطبع فی الوقت أوْ لا یُنِیلُ الغرض وما أشبه ذلک.  )

قال الشیخ المصنف رضی الله عنه :و إما رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکره الذی یعقب شربه الراحة، و هی عطاء إلهی فإن العطایا الإلهیة،لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء.  فتارة یعطی الله تعالى العبد على یدی الرحمن، فیخلص العطاء من الشرب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أو لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک .)


قال الشارح رحمة الله :

( و أما رحمة ممتزجة )، قال الله تعالى حکایة عن إبراهیم علیه السلام أنه قال لأبیه آزر : "یا أبتِ إنِّی أخافُ أنْ یمسّک عذابٌ مِن الرّحْمنِ فتکُون للشّیْطانِ وِلیا" [مریم:45]

فلا یکون عذاب من الرحمن إلا من الرحمة الممتزجة لأنه منذر منه، و » کُلٌّ  یعْملُ على شاکلتهِ « ، (کشرب الدواء، و الکریم الذی یعقب شربه الراحة )، و زوال ما یتلائم بحسب المآل، قال تعالى: "وعسى أنْ تکْ رهُوا شیْئاً وهُو خیْـرٌ لکُمْ " [ البقرة: 216].

( و هو عطاء) أسماء (إلهی) و إنما قلنا: إنّ کلها من الأسماء: أی لا یکون ظهور تلک الرحمة إلا على ید اسم من الأسماءالإلهیة هذا تعلیل لقوله: (و هی کلها من الأسماء )، (فإنّ  العطاء ): أی لأنّ العطاء الأسمائی (الإلهی لا یتمکن إطلاق عطائه منه ): أی من الحق سبحانه (من غیر أن یکون على ید سادن ): أی خادم یخدمه لأنّ فی مفهوم العطاء إخراج شیء لشیء، و ذلک لا یکون لذاته بذاته لأنّ الذات من حیث هی لا تقتضی أمرا بل الاقتضاء و الاقتضاء فیها سواء، و کیف لا و قد قلنا الذات بلا اعتبار، و الاقتضاء من الاعتبارات بل الذات من هذا الاعتبار متنزهة عن الإدراک، و کیف إدراک الاعتبارات فیها لا یقع العطایا و المنن على البرایا؟ .


و ذلک (سادن من سدنة الأسماء ): أی خدمها لأنها خدم ذات مرتبة الألوهیة، و عندها خزانة کل  شیء، کقوله تعالى: "وإنْ مِنْ شیْءٍ إلّا عِنْدنا خزائنهُ" [ الحجر: 21] .

و هی کالوهاب، و المنعم، و الکریم، و الجواد، و السخی، و المقیت لأنّ المقیت حضرة تعین أوقات الأقوات الروحانیة و الجسمانیة، و موازینها و تقدیرها بحسب طلب الأعیان، (فتارة یعطی الله العبد) تلک الرحمة الممتزجة .

( على ید الرحمن، فیخلص العطاء ): أی یخلص الرحمة الممتزجة (من الشوب الذی لا یلائم الطبع و المزاج )، کشرب الماء البارد فی العطش الکاذب فإنه ضرر فی المآل، و مطبوع (فی الوقت) و الحال، (أو لا ینیل الغرض ): أی مخلص من الشرب الذی یمنع إنالة الغرض المشتهی بإعطاء التوفیق، و هو جعل الأسباب موافقة فی التسبب.


( و ما أشبه ذلک ) من الأمثال التی هی موجبات ما یعطی الهناء العاجل، و ترفع موانع الوصول إلى حصول الغرض العاجل و الآجل .

وعلى الجملة أنّ الرحمن تارة یخلص العطایا من شرب المکروه، إما عاجلا کما فی ملائم الطبع والغرض، و إن کانت فیها عائلة فی الآخرة، فإنه یملی لهم برحمته إیاهم فی هذه الدار، و استدراجه بهم للطف الخفی کما قال تعالى: "سنسْتدْرجُهُمْ مِنْ حیْثُ لا یعْلمُون" [ القلم: 44] .

لأنّ الإنسان خلق هلوعا جزوعا، حریصا شحیحا، ظلوما جهولا کنودا، فالحکمة اقتضت المسایسة بالرهبات و الرغبات .

و إما آجلا، کالصبر على البلایا للمجازاة الأخرویة، فإنّ الصبر من عطایا الرحمن، و إما فیها کما مرّ فی الرحمة الخالصة فی الدنیا والآخرة، فافهم.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص96

و إمّا رحمة ممتزجة کشرب الدواء الکریة الذی یعقب شربه الراحة، و هو عطاء إلهیّ، فإنّ العطایا الإلهیّة لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء.


 و یا رحمت مشوب و ممتزج (یا ظاهر رحمت است و باطن نقمت مانند امور شهوانى ملایم طبع چون اکل حرام و دیگر فواحش و منکرات که موافق نفسند و مبعّد قلبند از حق، و یا ظاهر نقمت است و باطن رحمت، چون شرب دواى ناگوار که نتیجه او راحت و صحت است و آن عطاى الهى است زیرا نمى‏شود عطا را عطاى او دانست مگر آن که به دست سادنى از سدنه اسماء باشد. «سادن به معناى خادم است و سدنه جمع آن است.»


فتارة یعطی اللّه العبد على یدی الرحمن فیخلص العطاء من الشوب الذی لا یلائم الطبع فی الوقت أو لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک. 

چون هر یک از اسماء اللّه سادنى هستند خداى متعال گاهى به عبد به دست اسم سادن رحمن اعطا مى‌کند که در این صورت عطاى خالص است از شوب غیر ملایم طبع در وقت و حال.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 211-212

و إمّا رحمة کشرب الدّواء الکره الّذى یعقب شربة الراحة، و هو عطاء إلهى.

و قسم دوم از فیضان رحمتها: رحمتى است ممتزج. و آن بر دو قسم است:

یا در ظاهر، رحمت بود و در باطن، نقمت.

یا در ظاهر، نقمت باشد و در باطن، نعمت.

امّا اوّل، مثل چیزهایى که ملایم طبع و موافق نفس افتد در ظاهر؛ چون انواع لذّات نفسانى و راحات بدنى. امّا جمله، مبعدات قلب و منفرات روح‌‏اند از حضرت حق- عزّ شأنه-.

امّا دوّم، مثل آشامیدن و خوردن داروهاى تلخ بشع کره که‏ سبب آن مى‌‏شود که از عقب وى صحت بدن و سلامت قلب حاصل مى‏‌گردد.

و این هر دو قسم را «عطاى الهى» خوانند؛ امّا نه به آن اعتبار که از ذات فایض گردد؛ بلکه به‏آن اعتبار که جامع دو صفت و دو اسم است.

پس اطلاق اسم «عطاى الهى» به «رحمة ممتزجة» به اعتبار جامعیّت است.

فإن العطایا الالهیّة لا یمکن‏ اطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على ید سادن‏ من سدنة الأسماء فتارة یعطى اللّه العبد على یدی الرحمن فیخلص له العطایا من الشّوب الّذى لا یلائم الطّبع فى الوقت أو لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک.

یعنى‏: ایصال عطا بر دست خادمى از خدمه اسماء مى‏‌باشد. چرا که: عطا هرآینه معیّن است که چیست؟ و هر عطیّتى که هست منتسب به اسمى‏‌اند که مقتضى آن است؛ مثلا رزق از اسم «رزّاق» رسد و آمرزش از «غفور» و پوشش از «ستّار»، و قس علی هذا.

پس چون این، معلوم گشت که: عطا البتّه از دست سدنه- که خدّام‏اند- مى‏‌رسد. بدان که: یک‏بار اللّه تعالى عطایى که به بنده موهبت کند، بدست اسم‏ الرّحمن فرستد. و آن عطاى رحمانى که متواصل گردد، در حال رسیدن خالص باشد از شائبه؛ که ملایم طبع نباشد در آن حال؛ و اگرچه ممکن [است‏] که در مآل، آن عطا مشوب گردد.

یا در ضمن آن، در عاقبت، نقمتى باشد؛

یا خالص باشد از آن چیزى که مانع رسیدن به غرض و یافت باشند؛

یا آنکه در وقت، موجبات کدورت با او نباشد. چرا که: امثال چنین عطایا که موافق طبع مى‏افتد، غالبا در ضمن آن بلایى مى‏باشد. پس، از این سبب گفته‏ اند:

دولت آن به که افت‏وخیز بود دولت تیز، رستخیز بود


و چنین عطایى که به دست الرحمن رسد، غیر آن عطا باشد که از الرّحمن رسد؛ که آن رحمت محض است. چنانکه از پیش گفته شد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 214

و إمّا رحمة ممتزجة کشرب الدّواء الکره الّذى یعقب شربه الرّاحة، و هى عطاء الهى فإنّ العطایا الإلهیّة لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدى سادن من سدنة الأسماء.

و قسم دوم و سیّوم عطاى الهى است به اعتبار جامعیّت او صفات را، نه به اعتبار ذات؛ و عطاى الهى جز بر دست سادنى از سدنه اسما و صفات واصل نشود؛ چه تعیین عطا اقتضا مى‏‌کند انتساب را به اسم معین و مشاهده و ادراک رحمت را در قسم ثالث. دیده‌‏اى باید به لمعات تجلّیات پادشاهى روشن، و دلى باید به سمات نفحات الهى گلشن تا بیند که بلا عطاست، پس از عطا نالیدن خطاست، آرى در هر بلائى ولائى و در هر جفائى وفائى و در هر جلالى جمالى است. شعر:

مجوى شادى چون در غم است میل نگار که در دو پنجه شیرى تو اى عزیز شکار

اگرچه دلبر ریزد گلابه بر سر تو                  قبول کن تو مر آن را بجاى مشک تتار

درون تو چو یکى دشمن است پنهانى‏          به جز جفا نبود هیچ دفع آن سگسار

کسى که بر نمدى چوب زد نه بر نمدست‏ ولى غرض همه آن تا برون شود ز غبار

غبارهاست درون تو از حجاب منى‏         همى برون نشود آن غبار از یک‏بار

بهر جفا و به هر زخم اندک‏اندک آن‏         رود ز دیده دل گه به خواب و گه بیدار

اگر به خواب گریزى به خواب در بینى‏         جفاى یار و سخط‌هاى آن نکوکردار

تراش چوب نه بهر هلاکت چوبست‏         که بنده را بنماید صفاش آخر کار


فتارة یعطی اللّه تعالى العبد على یدی الرّحمن فیخلص العطاء من الشّوب الّذى لا یلائم الطّبع فى الوقت أو لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک.

پس حق تعالى بنده را گاه بر دست رحمن عطا بخشد؛ پس عطا خالص باشد از آنچه ملایم طبع او نباشد در حال وصول اگرچه در مآل بعضى خالص نباشد از تضمّن نقمت در دنیا یا در آخرت؛ و نیز خالص باشد از منع نیل غرض و آنچه مشابه این باشد از موجبات کدورات در وقت و از موانع حصول اعراض.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 537

و إمّا رحمة ممتزجة کشرب الدّواء الکره الّذی یعقب شربه الرّاحة، و هو عطاء إلهىّ.

شرح و این هم بر دو قسم است: یا در ظاهر رحمت بود و در باطن نقمت؛ و یا عکس این بود. اما اول مثل اشیایى که ملایم طبع و نفس بود چون لذّات، امّا مبعّد قلب و منفّر روح بود. دوم چون خوردن داروهاى تلخ، که معقّب صحّت است؛ و این را عطاى الهى به اعتبار دو صفت، لطف و قهر، خوانند.

فإن العطاء الإلهیّ لا یمکن إطلاق عطائه منه من غیر أن یکون على یدی سادن من سدنة الأسماء. فتارة یعطى اللّه العبد على یدی الرّحمن فیخلص له العطاء من الشّوب الّذی لا یلائم الطّبع فی الوقت او لا ینیل الغرض و ما أشبه ذلک.

شرح یعنى إیصال عطا بر دست خادمى از خدّام اسماء باشد، زیرا که هر عطیّتى منتسب به اسمى است که مقتضى آنست. مثلا رزق از اسم رزاق، و آمرزش از غفور، و پوشش از ستّار؛ و عطایى که از حضرت بر دست «الرحمن» به بنده مى‌‏رسد، در حالت رسیدن خالص بود از شایبه‌‏اى که ملایم طبع نباشد، و اگر در مآل ‏مشوب گردد به نقمتى، یا خود از آن چه مانع یافت، مطلوب باشد.