عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة والعشرون:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة.  والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : " وعلى الحقیقة فما ثم إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب والإضافات التی یکنى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، و إن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، و سبب ذلک تمیز الأسماء. "

(وعلى الحقیقة) مما هو وراء ما یظهر لکل عقل من الله تعالى .

(فما ثم)، أی هناک یعنی فی الوجود والثبوت والتحقق (إلا حقیقة)، أی ذات وماهیة (واحدة) لا تعدد لها فی نفسها أبدا ولا تقبل ذلک لعدم ترکبها، وهی مطلقة عن جمیع القیود حتى عن الإطلاق أیضا، لأنه قید لها (تقبل تلک الحقیقة الواحدة

(جمیع هذه النسب) جمع نسبة، وهی أمر مفهوم من بین أمرین أو أمور بحیث لو زال أحد رکنیها زالت ولم تبق (والإضافات) جمع إضافة وهی أمر مفهوم من آخر لا بطریق الاستقلال، وقد تکون النسبة بمعنى الإضافة والإضافة بمعنى النسبة (التی) نعت للنسب والإضافات (یکنی عنها) فی لسان الشرع المحمدی (بالأسماء الإلهیة) فلولا ماهیات الأشیاء المعدومة المقدرة من غیر بدایة ، المترتبة فی العدم على حسب ترتبها فی الوجود الظاهر، ما سمى الله تعالى بما سمى به من جمیع الأسماء فظهرت أسماء الأفعال بظهور تلک الماهیات، فسمی الخالق بظهور المخلوق، وسمی الرزاق بظهور المرزوق، وظهرت أسماء الذات فسمی القدیر بظهور قدرة العبد، والمرید بظهور إرادة العبد وهکذا.

وظهرت أسماء السلوب فسمی القدیر بظهور حدوث العبد للعبد، وسمی الباقی بظهور فناء العبد له، وسمی الواحد بظهور التعدد إلى آخره، فهذه الأسماء کلها مجرد نسب وإضافات ظهرت وتعینت بالنسبة إلى تلک الماهیات الظاهرة، وبالإضافة إلیها هی ظاهرة متعینة أیضا عند الحق تعالى بالنسبة إلى تلک الماهیات قبل ظهورها، وهی معدومة أزلا، على أن الوجود له تعالى الآن وفیما مضى وفیما سبق وفیما سیأتی فی التحقیق، وتلک الماهیات المعدومة على ما هی علیه فی عدمها الأصلی، ولکن الحق تعالى یقلب القلوب والأبصار تقلیبة، ومن جملة أحوال تلک الماهیات المعدومة فهو معدوم مثلها، فبرأها وجوده منسوبة إلى تلک الماهیات المعدومة، والحق على ما هو علیه من الوجود، والماهیات المعدومة على ما هی علیه من العدم، وأسماء الله تعالى على ما هی علیه نسب وإضافات موجودة أزلا وأبدا بوجود هو عین ذاته تعالى لا بوجود آخر مستقل، ولهذا کانت عند الأشعری رحمه الله تعالى : لیست عین الذات ولا غیر الذات .

(والحقیقة) التی هی نفس الأمر عند العارف (تعطی أن یکون لکل اسم) من أسماء الله تعالى (یظهر) فی الکون بصورة أثره المخصوص (إلى ما لا یتناهى) من الآثار، فإنها لا تتکرر على الأبد فیلزم أن تتکرر الأسماء الظاهرة بها إلى الأبد، فکل ذرة من ذرات الوجود لها فی کل لمحة وجود به هی غیرها فی التحقیق.

وذلک الوجود یظهر اسما مخصوصا من أسماء الله تعالى، ثم لا یعود ذلک الاسم إلى الظهور أبدا، بل یظهر بعده اسم آخر غیره مشابها له أو غیر مشابه ولا مشابهة من کل وجه أصلا (حقیقة)، أی سرابة باطنیة فی غیب حقیقة الحق تعالى (یتمیز) ذلک الاسم (بها) فی ظهوره بذلک الأثر المخصوص (عن) حقیقة (اسم آخر) من أسماء الله تعالى.

وتلک الحقیقة التی یتمیز بها ذلک الاسم فی غیب ذات الحق تعالى (هی) بنفسها ذلک (الاسم عینه لا) هی (ما یقع فیه الاشتراک) بین جمیع الأسماء من حقیقة غیب الحق تعالی المسمى بجمیع هذه الأسماء من حیث قیام حقائق الأسماء کلها به تعالى، وتلک الحقیقة التی لکل اسم لا تعین لها بنفسها فی حقیقة غیب الذات الحق  تعالى، وإنما تعینها بحقیقة غیب الذات على وجه لا یغایر حقیقة غیب الذات، وتلک الصورة الکونیة التی هی أثر ذلک الاسم تکشف عن ذلک التعین الغیبی وتمیز حقیقة ذلک الاسم عن غیره عند العارف على وجه لا یغیر ما کان الأمر علیه فی نفسه قبل ذلک التعین وذلک الانکشاف ، فالأمر غیب وشهادة ومستور و مکشوف غیر هذا لا یکون .

قال رضی الله عنه : (کما أن الأعطیات) التی هی آثار تلک الأسماء (تتمیز کل أعطیة) منها (عن غیرها بشخصیتها) التی هی صورتها الخاصة بها (وإن کانت) کلها صادرة (من أصل واحد) وهو مرتبة الإمکان (ومعلوم أن هذه) الأعطیة بعینها (ما هی هذه) الأعطیة (الأخرى) بعینها (وسبب ذلک) التمییز بین العطایا إنما هو (تمیز الأسماء) وسبب تمیز الأسماء اختلاف الحقائق الأسمائیة فی غیب الحقیقة الذاتیة کما ذکرنا .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال رضی الله عنه : (وعلى الحقیقة) أی وکان فی التحقیق (فما ثمة) أی فما فی مقام الأسماء المتکثرة (إلا حقیقة واحدة) وهی الذات الإلهیة (تقبل جمیع هذه النسب والإضافات التی یکنى عنها بالأسماء الإلهیة) مع کونها باقیة على وحدتها الحقیقیة (والحقیقة) الواحدة التی تقبل جمیع النسب .

وتفسیر البعض بقوله أی التحقیق یقتضی أن یکون لکل اسم حقیقة ممیزة له خطأ لأنها نکرة معادة معرفة فهی عین الأول (تعطی أن یکون لکل اسم مظهر إلى ما لا یتناهی) أی له مظاهر غیر متناهیة (حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر) أی یتمیز الاسم بتلک الحقیقة من غیره من الأسماء.

(وتلک الحقیقة التی بها یتمیز هی) مبتدأ ثان (الاسم) خبره (عینه) بدل من الاسم أی هی عین الاسم إذ حقیقة الشیء عین ذلک الشیء فامتیازه بتعین غیر زائد على نفسه أو الاسم مبتدأ ثالث عینه خبر أی الاسم عین هذا الحقیقة ذکر الضمیر باعتبار الاسم فاندفع توهم المغایرة من قوله تعطی لکل اسم حقیقة یتمیز بها (لا ما یقع فیه الاشتراک) أی تلک الحقیقة لیست هی عین الحقیقة المشترکة التی هی الذات الإلهیة المشترکة بین الأسماء ولیس معنى الاشتراک اشتراک الجزئیات فی الکلی ولا اشتراک الصور فی المرایا فی ذوی الصورة ولا اشتراک الأوصان فی ذاتک وإنما مسنى الاشتراک توجه الواحد الحقیقی إلى جهة خاصة لکمال خاص بتلک الجهة مع بقاء الحضرة الواحدة على وحدته بحیث لا یمنع کل من التوجه التوجه الآخر فما کانت الأسماء والصفات إلا التوجهات الأولیة الذاتیة الإیجابیة ، وما بعدها کلها توجهات ثانیة اسمائیة إختباریة فکانت الأسماء کلها مشترکة فی دلالتها على الذات وممیزة بحقیقتها المختصة التی هی عینها وهذا لا یعرف إلا بالذوق، ولصعوبة هذا المقام أورد دلیلا مشاهدا بالحس تسهیلا للطالبین.

فقال رضی الله عته : (کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة) أی کل واحدة منها عن غیرها بشخصیتها وإن کانت العطایا (عن أصل واحد) وهو الذات الإلهیة .

(فمعلوم أن هذه) العطایا (الأخرى بسبب ذلک) أی وما سبب تمیز العطایا (إلا تمیز الأسماء) وهو استدلال من الأثر وهو تمیز العطایا إلى المؤثر وهو تمیز الأسماء إذ عند المحققین ما من موجود فی الشهادة إلا وهو مصورة ما فی الغیب ودلیله هذا دلیل على تمیز العطایا وأما الدلیل على )تمیز الأسماء(.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)وقوله:  "وعلى الحقیقة فما ثم إلا حقیقة واحدة تقیل جمیع هذه النسب والإضافات التی بکنی عنها بالأسماء الإلهیة."وقد زاده الشیخ، رضی الله عنه، بیانا فیما أنا ذاکره من کلامه وهو قوله: (والحقیقة تعطى أن یکون لکل اسم یظهر إلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیز الأسماء."قلت: إن الأسماء هی اعتبارات فی الأشیاء، مثاله حصول الرزق لشخص ما منه تعیین الاسم الرازق. والأشیاء لا تتناهی فالاعتبارات لا تتناهی فالأسماء لا تتناهی وإن رجعت إلى أصلین: الاسم الله والاسم الرحمن، لقوله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" (الإسراء: 110).

ولما کانت الأشیاء کل شیء منها یتمیز بتشخصه کانت أحکامه متشخصة به أیضا فامتازت الأسماء وامتازت الأشیاء.

فإن قال قائل: إن الأشیاء هی تبع للأسماء.

فقال: یجوز أن یقال ذلک باعتبار وأن یقال هذا باعتبار، فإن الوجود الالهی قدر شامل بجمیع أشتات الموجودات بل والأعیان کلها باعتبار أن لها نوعا من الثبوت والثبوت لا یکون منسوبا لغیر الوجود .

فالذی یقع فیه الاشتراک فی نظر المحقق لیس إلا الوجود.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال رضی الله عنه : « . وعلى الحقیقة فما ثمّ إلَّا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب والإضافات التی یکنى عنها بالأسماء الإلهیّة والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر إلى ما لا یتناهى حقیقة یتمیّز بها عن اسم آخر ، تلک الحقیقة التی بها یتمیّز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک ، کما أنّ الأعطیات تتمیّز کلّ أعطیة عن غیرها بشخصیّتها ، وإن کانت من أصل واحد ، فمعلوم أنّ هذا ما هی هذه الأخرى ، وسبب ذلک تمیّز الأسماء " .

وسبب ذلک التمیّز تمیّز الحقائق ، والذی یقع فیه الاشتراک هو الوجود البحت ، والموجب للتعدّد هو خصوصیة القابل ، فتعیّن الوجود الواحد بحسب تلک الخصوصیة على وجه مخصوص هو الممیّز لذلک المتعیّن بتلک الخصوصیة عن تعیّن آخر ، وبعد تعیّن الحضرات الأسمائیة وتمایزها لا بدّ أن تتمایز الأعطیات بعضها عن البعض .

ولیس ذلک إلَّا من تمایز الحضرات ، فالذی یمتاز به کلّ اسم عن الآخر هو عین الاسم لا ما تتشارک الأسماء فیه ، فإنّه الوجود الحقّ المسمّى بهذه الأسماء ، هو فیها عینها ، وحقیقته هی عین الکلّ ، لا یکون فیها من حیث هی تمثّل کلّ منها عین الآخر ، فتمایزها بخصوصیات هی أعیانها .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

فتبین من هذا قوله رضی الله عنه : " وعلى الحقیقة فما ثم إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب والإضافات التی تکنى عنها بالأسماء الإلهیة ، والحقیقة تعطى أن تکون لکل اسم یظهر إلى ما لا یتناهى حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر ".

أی تقتضی أن تکون الأسماء یتمیز بعضها عن بعض بخصوصیات لاشتراکها فی الذات ، فلو لم یکن لکل اسم یظهر إلى ما لا یتناهى من أسماء الربوبیة التی لا یمکن إحصاؤها خصوصیة هو بها هو لم یکن التعدد .

فحقیقة ذلک الاسم تلک الخصوصیة لا ما به الاشتراک کالإرادة والقدرة فی الأسماء الذاتیة ، والإیجاد والتصویر فی الأسماء الإلهیة ، والرزق والهبة فی الأسماء الربوبیة .

وهذا معنى قوله: " وتلک الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک " ثم مثل بالأعطیة التی یتمیز کل واحد منها عن الآخر بشخصیته التی لا یمکن أن یشارکه فیها عطاء آخر ، مع اشتراک الکل فی کونها عطاء.

فقال : " کما أن الأعطیات یتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها وإن کانت عن أصل واحد فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى وسبب ذلک تمیز الأسماء".

وکل عطاء خاص یظهر عن اسم خاص ، یعطى الله تعالى ذلک العطاء على ید ذلک الاسم فکل ما یتجدد لا یشارک فی شخصیته شیء آخر من الأزل إلى الأبد


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال رضی الله عنه : (ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻤﺎ ﺛﻢ ﺇﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﻹﺿﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ) ﺃﻱ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﻜﺜﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺛﻢ ﺇﻻ ﺫﺍﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﻹﺿﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺗﺴﻤﻰ بـ (ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ).

قال رضی الله عنه : (ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺘﻤﻴﺰ) ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﻢ.

(ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﻢ ﺁﺧﺮ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻻﺳﻢ ﻫﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﻻ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ).

ﺃﻱ، ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻳﻘﺘﻀﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ. ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﺳﻤﺎ.

ﻓﺎﻷﺳﻤﺎﺀ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺜﺮﻫﺎ، ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﻹﺿﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ، ﺇﺫ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺮﺭ.

ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ، ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﺳﻤﺎ، ﻓﺈﻥ "ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ" ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻩ.

ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ، ﺇﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ. ﺑﻞ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ.

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﻄﻖ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺎﻟﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.

(ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻛﻞ ﺃﻋﻄﻴﺔ)ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ "ﺃﻓﻌﻠﺔ". ﺃﻱ، ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ. (ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ).

ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ "ﺃﻋﻄﻴﺔ" ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ "ﺃﻣﻨﻴﺔ"، ﻭﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ، ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﺿﻢ ﺍﻟﻬﻤﺰﺓ، ﺟﻤﻌﻬﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: (ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ، ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ) ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺳﻢ "ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ" ﻭ "ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ" ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ.

قال رضی الله عنه : (ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ).

ﺷﺒﻪ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﺭﺟﻮﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻣﻮﺍﻫﺒﻬﺎ ﻭ ﺭﺟﻮﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ.

ﺛﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻫﻮ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻷﺳﻤﺎﺋﻲ، ﺇﺫ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻻﺕ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻋﻠﻠﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻟﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﻋﻄﺎﺀ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻤﺮﺗﺒﺔ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﻈﻬﺮﻩ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال رضی الله عنه: "وعلى الحقیقة فما ثم إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب و الإضافات التی یکنى عنها بالأسماء الإلهیة.

والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، و إن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى"

قال رضی الله عنه:  (فما ثم) أی: فی الواقع (إلا حقیقة واحدة) هی الذات الإلهیة ( تقبل جمیع النسب والإضافات التی کئى عنها بالأسماء الإلهیة)، فإنها أسماء الذات باعتبار هذه النسب والإضافات، وهذا تصریح بأن تعدد النسب یوجب تعدد الأسماء، ولا شک أن النسبة إلى الجزئیات غیر النسبة إلى الکلیات.

ثم استدل على أنه لا بد من الأسماء الجزئیة للظهور فی الأمور الموجودة، فقال: (والحقیقة) أی: العلم الحقیقی (یعطی) أی: یفید ویقتضی (أن یکون لکل اسم یظهر) فی مظاهر متحدة النوع، أو الجنس کثیرة (إلى ما لا یتناهی) بحسب الإمکان (حقیقة) شخصیة تتحقق فی ضمنها حقیقته العامة التی لا بد من فرض تحققها للظهور فی تلک المظاهر، إذ (یتمیز بها) ذلک الاسم (عن اسم آخر) اختلفت مظاهرهما جنسا أو نوعا.

(وتلک الحقیقة ) الخاصة لذلک (الاسم) هی (عینه) أی: عین الاسم (لا ما یقع فیه الاشتراک) أی: الحقیقة الکلیة فإنها لیست عین الاسم المحقق فی الخارج باعتبار اشتراکه، إذ لا تحقق للأمر الکلی من حیث هو کلی فی الخارج أصلا، وإنما المتحقق الکلی من حیث هو طبیعة من الطبائع أی: حقیقة من الحقائق فهذا التمیز فی الأسماء الکلیة بتحقق حقائقها الجزئیة.

فالتمیز الحقیقی إنما هو فی الأسماء (کما) فی آثارها التی هی العطایا، وذلک (أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها)، إذ تتمیز کلیاتها إنما یحصل بتمیز جزئیاتها، ولا ینحصر التمیز فی الفضول والخواص، (فمعلوم أن هذه) العطیة باعتبار تشخصها (ما هی هذه الأخرى)، وإن اشترکتا فی الفضل والخاصة.قال رضی الله عنه : "وسبب ذلک تمیز الأسماء." ثم صرح بالمقصود من الاستدلال، وهو أن الأمور الجزئیة لا بد وأن تستند إلى أسباب جزئیة؛ فقال: (وسبب ذلک تمیز الأسماء) الجزئیة التی هی الأسباب الفاعلیة لتلک العطایا، وإذا کان کل عطاء اسم خاص.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال رضی الله عنه : ( وعلى الحقیقة ، فما ثمّ إلَّا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب والإضافات التی یکنّى عنها بالأسماء الإلهیّة ) وهی الحضرة الإلهیّة المنسوبة هی إلیها ، فاللَّه هو الجامع وله الإحاطة الاتحادیّة بالکلّ .( والحقیقة تعطی أن یکون لکلّ اسم یظهر - إلى ما لا یتناهی - حقیقة یتمیّز بها عن اسم آخر تلک الحقیقة التی بها یتمیّز هی الاسم عینه ، لا ما یقع فیه الاشتراک ) ضرورة أنّ تعیّن کل عین إنّما هو بالوجوه الامتیازیّة المحصّلة لعینیّته کما أنّ تحقّق الأنواع بالفصول المقوّمة لنوعیّته .فعلم أنّ الأسماء تتمیّز بخصوصیّاتها ( کما أنّ الأعطیات تتمیّز کلّ اعطیة عن غیرها بشخصیّتها ، وإن کانت من أصل واحد ، فمعلوم أنّ هذه ) العطیّة ( ما هی هذه الأخرى وسبب ذلک تمیّز الأسماء ) المعطی لها ، ولا شک أنّ النسبة تتمایز بتمایز أحد المنتسبین .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة. والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.)

قال رضی الله عنه : "وعلى الحقیقة فما ثم إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب و الإضافات التی یکنى عنها بالأسماء الإلهیة.

والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیز الأسماء."

قال رضی الله عنه : و(على الحقیقة فما ثمة إلا حقیقة واحدة) مطلقة هی حقیقة الحق سبحانه (تقبل جمیع هذه النسب والإضافات) المذکورة (التی یکنی عنها) بل عن الذات الملتبسة بها.

(بالأسماء الإلهیة والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر) من الأسماء الإلهیة الذاهبة (إلى ما لا یتناهى) بحسب خصوصیتها (حقیقة) معقولة متمیزة عن الذات فی التعقل.

(یتمیز) ذلک الاسم (بها)، أی بتلک الحقیقة (عن اسم آخر) یشارکه فی الذات (وتلک بالحقیقة) المعقولة (التی بها یتمیز) اسم عن آخر بل الذات متلبسة بها (هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک) بین جمیع الأسماء.

یعنی الذات المطلقة (کما أن الأعطیات) بضم الهمزة وتشدید الیاء جمع أعطیة (تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها) وخصوصیتها (وإن کانت) تلک الأغنیات متفرعة (عن أصل واحد) هو منبع الخیرات والکمالات وهو الذات الإلهیة.

(ومعلوم أن هذه) الأعطیة (ما هی هذه الأعطیة) (الأخرى وسبب ذلک) التمییز بین العطایا التی هی معلومات للأسماء (تمیز الأسماء) التی هی علل لتلک العطایا إذ باختلاف العلل تختلف المعلومات وإن کان بمجرد التعیین والشخص فقط.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال رضی الله عنه :  ( وعلى الحقیقة فما ثَمَّ إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النِّسَبِ والإضافات التی یکنَّى عنها بالأسماء الإلهیة.   والحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إِلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیز بها عن اسم آخر، تلک‏ الحقیقة التی بها یتمیز هی الاسم‏ عینه لا ما یقع فیه الاشتراک، کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإِن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى، وسبب ذلک تمیُّز الأسماء.  )

قال المصنف رضی الله عنه :   [وعلى الحقیقة فما ثم إلا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب و الإضافات التی تکنى عنها بالأسماء الإلهیة . والحقیقة تعطی أن تکون لکل اسم یظهر إلى ما لا یتناهی، حقیقة تتمیز بها عن اسم آخر، وتلک الحقیقة التی بها یتمیز الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک .  کما أن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإن کانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هی هذه الأخرى وسبب ذلک تمیز الأسماء.]


قال الشارح رحمه الله :

فهی فی الأسماء تسمّى أمّهات الأسماء، أو حضرات الأسماء . و المعنى یقارب، و لکن فی الأولى یرید بأن الأسماء تنتج بعضها من بعض، (و على الحقیقة ): أی فی نفس الأمر، (فما ثمّإلا حقیقة واحدة )، و هی ذات معرّاة من جمیع القیود و النسب، حتى عن قید التعری أیضا، (تقبل جمیع هذه النسب والإضافات التی یکنى عنها بالأسماء الإلهیة) .

و بالقول و الذهاب بالحقیقة الواحدة تتفضّل أهل الکشف عن أهل النظر و الفکر، و یمتاز أرباب التحقیق عن أصحاب التدقیق، کالسوفطائی فإنه یرى الأشیاء إضافات و نسب، کالأوهام و الخیال کما یرى النائم، و هذه الأقاویل به إلا من أشهد هذا المشهد و قلبه مطمئن بالإیمان .

و من هذا المشهد قول الصدّیق الأکبر رضی الله عنه : " ما رأیت شیئا إلا و رأیت الله قبله".


"" إضافة المحقق قال الشیخ ملا حسن ابن موسى الکردی البانی : واعلم أن القرب، والبعد لیس إلا فی الحجاب.

وأما الحقیقة فلا قرب فیها ولا بعد، فالله تعالى لا یدومه قرب؛ لأنه لو کان هکذا لکان القرب سببا لشهوده، ولیس کذلک.

بل هو مناف لشهوده لکونه وصفا ثبوتیا مع أن إثبات القرب له تعالى فیه شرک کما لا یخفى، والشرک وإثبات شیء معه ینافی الشهود؛ لأن حصوله عند اضمحلال الرسوم والقرب منها.

وکما أنه لا یدومه قرب کذلک لا ینتهی إلیه وجود؛ لأن المنتهی للوجود مغایر له، والمغایرة تقتضی الإثنینیة وهی منافیة للشهود.لأن نور شهود الجبار فی جمیع الأغیار.

فإن قیل :هذا مخالف للنص حیث قال الله تعالى : "ونحن أقرب إلیه من حبل الورید" [ق:16]، وغیر ذلک مما ذکرنا.

فالقرب الإلهی لا خفاء به قلنا: ثبوت القرب الإلهی لا یتحقق إلا فی مقام الفرق؛ لأنه القائل للتعدد والرسوم، والقرب رسمی، کما عرفت ویحتاج إلى الاثنین.

أی: العبد والحق بخلاف الجمع والمحو فإن فیه وحدة صرفة لا قرب ولا متقرب ولا متقرب إلیه.

فلا یلاحظ القرب إلا فی الحجاب وأدناه أن نرى آثار نظرک إلیه تعالى فی کل شیء بأن یکون نظرک إلیه تعالى الغالب علیک من معرفتک ذاک الشیء، وأقدم منها فلا ترى شیئا إلا وترى الحق قبله رؤیة ناشئة من رؤیتک ذلک الشیء.

وهو أدنى مراتب مقام القرب فهو أنت

ما رأیت شیئا إلا ورأیت الله قبله أی: قبل معرفة ذلک الشیء.

ومنهم من یقول: بعده.

ومنهم من یقول: معه.

ومنهم من یقول: ما رأیت شیئا غیره ولا یعرف القرب إلا بالوجود.

أی: بوجود الأحوالات السنیة، والمواعید الربانیة یعرف محصول القرب له لا بالبعد؛ لأن المتأخر لا یکون سببا للمتقدم، والبعد متأخر عن القرب.   لأن معرفته سابقة عن معرفة البعد.

لأنه إذا وجد السالک التجلی العرفانی تحدد له حال أشرف من الحال الذی کان علیه قبل التجلی فیعلم أن هذا الذی کان علیه قبل هو البعد بما حصل له من القرب فعلى هذا البعد یعرف بالقرب.

والقرب یعرف بالوجود لا بالبعد، وبه صرح صاحب المواقف فی المواقف.

وأما القرب الذی یعرفه الحق أی: المطلق عن الحصر فهو له تعالی لیس للعبد دخل فیه؛ لأن قربه محصورا إما فی مرتبة أو مراتب.

فالعبد لا یعرف قربه تعالى ولا بعده ولا وصفه کما هو وصفه؛ لأن هذا العرفان مختص به تعالى.

لکن العبد إذا تبدلت أوصافه وذاته بأن فنی عن نفسه، وبقی بالله تعالى لا بنفسه لا یبقى غیرا حیث وصل إلى مقام کان الله ولا شیء معه.

فیعرف ما ذکر بالله لا بنفسه، وهذا معی عمیق وعزیز قلیلا ما یصرح به، بل یرده ظاهر النصوص، ولکن مطابق لما هو الأمر علیه فی نفسه، فاعرفه، ولا تقله، وأثبته، ولا تنکره.

ولا تقل أن العبد حقا إذا کان عین الحق ولم یکن مغایرا له، فمن أین القرب والبعد؟ لأن هذا الواحد هو یصیر قریبا من جهة، وبعیدا من جهة، ویکون مشهودا وشاهدا کذلک؛ لأن جهاته متعددة، وتأمل قوله تعالى على لسان نبیه: "کنت سمعه وبصره" ما ذکره من القوى الظاهرة.


وقوله فی التوراة : نرید أن نخلق خلقا شبیها بشمائلنا وصورتنا، ولیس فی الذات ولا فی الصفات تشبیه بالاتفاق؛ لأنه لیس کمثله شیء فما بقی إلا أن یکون هو الظاهر بنفسه.

وذکر الشبیه نظیر قول القائل : مثلک لا یبخل.

وقوله : «خلق الله تعالى آدم على صورته»


وقال الشیخ قدس سره فی فصوصه فی هذا الباب شعرا:

فمن ثم و ما ثمه ... و عین ثم هو ثمه

فمن قد عمه خصه ... و من قد خصه عمه

فما عین سوى عین ... فنور عینه ظلمه

فمن یغفل عن هذا ... یجد فی نفسه غمه

و ما یعرف ما قلنا ... سوى عبد له همه

فأنکر فی هذه الأشعار وقوع الماهیات والأشخاص من ذی العقول وغیرهم.

وحکم بأن کل عین تعیین بتعین مخصوص فی الواقع فهو الحق بعینه فیه.

وحکم بأن کل من أطلقه عن القیود، و نزهه عنها خصه الإطلاق وإن کل من أخصه عمه أی: کل من حکم بأن ذلک المطلق هو الذی یختص بتلک القیود حکم بإطلاقه الذاتی، و نزهه عن الإطلاق المقابل للتقیید.

فلیس عین فی الوجود یکون سوى عین أخر، ولیس إلا عین واحد.

فالغافل عن هذا جاهل ما هو الأمر علیه فی نفسه، والجاهل مغموم.

والعارف بهذا صاحب الهمة القویة العالیة الذی لا یقنع بالظواهر، ولا یقف عند مبلغ علماء الرسوم، بل یرفع حجب التعیینات ولا یرضى إلا باللب؛ لأنه لب، واللب یذکر اللب .

قال الله تعالى: "إن فی ذلک لذکرى لأولی الألباب" [ الزمر : 21] .

وقال فی موضع آخر:"لمن کان له قلب" [ق:37] .

وما قال فی موضع: لمن کان له عقل، فهو قید یقید الموصوف به مما یؤدی إلیه نکره و نظره، ویقال : معقل البعیر بالعقال أی: قیده به.

وعقل الدواء البطن فهو قید لغة وحقیقة، فلیس فی القرآن ذکرى لمن کان له عقل؛ لأنه مقید بما قیده به فکر.

وإن رأى فی القرآن ما یخالف ما یؤدیه فکره یؤوله إلى معنى یوافق ما أدى إلیه فکره، وأولوا (الألباب). ومن له قلب لا یؤولون

شیئا ولا ینکرون شیئا، والله یقول الحق وهو یهدی السبیل.

فما أوسع قلب العارف حیث أنه بإطلاقه مقابل لإطلاق الحق، والحق أوسع وأعظم؛ لأنه غیر متناهی.

والقلب یسعه على ما ثبت بالحدیث القدسی، وما یسع الغیر المتناهی غیر متناهی أیضا.

وفی هذا قال سلطان الزاهدین ورأس العارفین وإمام الواصلین أبو یزید البسطامی قدس سره : 

«لو أن العرش وما حواه من السماوات والأرض وما بینهما وما فیها مائة ألف ألف مرة وقع فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بما؛ لأن العرش وما فیه متناهی، ولا قدر للمتناهی بالنسبة إلى غیر المتناهی».


وقال الشیخ الأکبر قدس سره: بل قلب العارف لو وقع فی زاویة من زوایاه ما لا یتناهی وجوده مما وجد و یوحد إلى الأبد بفرض انتهاء وجوده ولو کان مستحیلا؛ لأن غیر المتناهى لا یحاط به مع الی هی واسطة فی إیجاده وهو الحق المخلوق به الخلق .

أشار إلیه بقوله تعالى : "وما خلقنا السموات والأرض وما بینهما إلا بالحق" (الحجر:85].

ما أحس بذلک حال کونه منطویا فیما بین معلومات، واستدل لما قاله بقوله:

فإنه قد ثبت تحدیث: «لا یسعنی أرضی ولا سمائی، ولکن یسعنی قلب عبدی المؤمن»، إن القلب وسع الحق لاستعداده للتجلیات الأسمائیة والذاتیة الغیر المتناهیة واحدا بعد واحد.

ومع ذلک لا یقنع بما حصل له فلا یروى؛ إذ کل نحل یورث له استعدادا أخر إلى غیر النهایة.

فالعارف فی کل زمان یطلب الزیادة من التجلی؛ لأنه لیس له نهایة یقف التحلی عندها فلا یقع بعدها تحلى آخر، وکذا یطلب بلسان الاستعداد زیادة العلم بالحق فیقول: "وقل رب زدنی علما" (طه:114]، فلا الطالب من العبد یتناهی، ولا التحلی وإلافاضة من الحق.


ومن هنا قال أبو یزید البسطامی قدس سره: «الرجل یتحسی بحار السماوات والأرض، ولسانه خارج یلهث عطشا».

وقال أیضا شعر:

شربت الحب کأسا بعد کأس    ….. فما نفذ الشراب وما رویت

فالعارف دائما عطشان، لأنه لا یمتلئ ولو امتلا ارتوى.

ومن إن قلب العارف بالله وسع کل شیء؛ لأنه وسع الحق تعالى، فیکون وسعه له باعتبار العلم والشهود، أو باعتبار الإحاطة والجامعیة لها، فإما حقیقة للأشیاء جامعة لها.أهـ ""


أراد التجلی فی لاشیء، بل هذا المشهد هو الذی طلب صلى الله علیه وسلم فی قوله: "اللهم أرنا الباطل باطلا" فإن الباطل هو العدم، ورؤیته هی التجلی فی لا شیء.

ولکن الفیلسوف یرمی بهذا القول، وأصحاب الأدلة العقلیة کلهم یرمون به، و أهل الظاهر ما یقول به، و لا یقرب هذا الذوق التام إلا السوفسطائی.

غیر أنه لا یقول بحقیقة واحدة، و هم یقولون بحقیقة واحدة متجلیة ظاهرة فی الوجود، یقبل جمیع النسب و الإضافات، و هی الاعتبارات العلمیة سمّیت بالأسماء الإلهیة، وما الاسم إلا اسمها، وما الإضافة إلا إضافتها، و هی واحدة وحدة الأحدیة لا تکرار فیها .

وحقیقة تلک (الحقیقة تعطی) باقتضاء ذاتیّ (أن تکون لکل اسم یظهر إلى ما لا یتناهى) لأن ظهورات کل اسم غیر متناه، فیعطی تلک الحقیقة بحسب اقتضائها الذاتی أن یکون لکل اسم اسم منها (حقیقة ): أی یکون لکل اسم حقیقة مختصّة بذلک الاسم بحیث (یتمیز بها ): أی بتلک الحقیقة (عن اسم آخر بالحدّ ) و الرسم و الوسم و الاسم .

فکل اسم یظهر بحقیقة غیر متناهیة، کل برزة عن برزة أخرى بالتشخص والتعین الشخصی، بل ما من شیء موجود أوجده الله تعالى فی العالم إلا و له أمثال فی خزائن الجود التی فی کرسیه: أی علمه کما قرّرناه مسبقا .

و هذه الأمثال التی تحوی علیها تلک الخزائن لا تتناهى أشخاصها .


قال تعالى: "وإنْ مِنْ شیْءٍ إلّا عِنْدنا خزائنهُ وما ننزلهُ إلّا بقدرٍ معْلوٍم" [ الحجر: 21]، عدد الخزائن لشیء، فلا یخزن فیها إلا جواهر حقائقه، فیخرج أمثالها غیر متناهیة، فالأمثال من کل شی ء، یوجد فی کل زمان  فرد فی الدنیا و الآخرة، فلکل حقیقة اسم، و لکل اسم حقیقة، تسمّى الحقائق الأسمائیة.

(و تلک الحقیقة التی بها یتمیز اسم عن اسم هی الاسم عینه) لأن حقیقة کل شیء عینه .

والتشخص أمر زائد على الذات، فإن الحقیقة لیست سوى عین صفة اعتبرت مع الذات، و صارت أسماء، والصّفة نسبة عدمیة، فالحقیقة عین ذلک الاسم بلا أمر زائد فی الوجود، فافهم، (لا ما یقع فیه الاشتراک )، کالأجناس و الأنواع و الأصناف، فإنه یقع الإفراد فیهما الاشتراک فی الحقیقة، بخلاف ما نحن بصدد بیانه، فإنه کالکلیّ الطبیعی فی الخارج، فإنهعین إفراد بالحد، و إن کان غیرها بالشخص.

(کما إن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، وإن کانت منأصل واحد )، مع إنها یجمعها أصل واحد و هو أحدیة العطایا و وتریتها، کما سبق ذکرها، یتفرع منها: أی من الأصل الواحد الأشخاص الجزئیة .

والتشخص أمر زائد على الذات، فإن الحقیقة لیست سوى عین صفة اعتبرت مع الذات، و صارت أسماء، و الصّفة نسبة عدمیة، فالحقیقة عین ذلک الاسم بلا أمر زائد فی الوجود، فافهم.


(لا ما یقع فیه الاشتراک )،  کالأجناس و الأنواع و الأصناف، فإنه یقع الإفراد فیهما الاشتراک فی الحقیقة، بخلاف ما نحن بصدد بیانه، فإنه کالکلیّ الطبیعی فی الخارج، فإنه عین إفراد بالحد، و إن کان غیرها بالشخص، (کما إن الأعطیات تتمیز کل أعطیة عن غیرها بشخصیتها، و إن کانت من أصل واحد )، مع إنها یجمعها أصل واحد و هو أحدیة العطایا و وتریتها، کما سبق ذکرها، یتفرع منها: أی من الأصل الواحد الأشخاص الجزئیة .

( فمعلوم أن هذه) مع أنها عینها من حیث الحقیقة (ما هی هذه ): أی هذه الأشخاص (الأخرى) من حیث التعین و التشخیص (و سبب ذلک) التمیز فی العطایا ( تمیز الأسماء) بعضها عن بعض من حیث الأشخاص، و تمیز الأسماء إنما هو من تمیز الحقائق، فإن هذا الشخص لیس ذلک الشخص لأن لکل اسم حقیقة مختصة یتمیز بها عن اسم آخر بالحد والرسم، کالنوع المنحصر فی الفرد، والأنواع المنحصرة فی الإفراد.

فظهرت العطایا التی هی مظاهر تلک الأسماء على صفة الأسماء، ولولا الحدود ما ظهر التمیز فی أصل واحد، وعین واحدة، ولسبب ذلک کله وسعة حضرة الأسماء وسعة الحقائق.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص98

و على الحقیقة فما ثمّ إلّا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النّسب و الإضافات التی یکنّى عنها بالأسماء الإلهیة.

و الحقیقة تعطی أن تکون لکلّ اسم یظهر، إلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیّز بها عن اسم آخر، و تلک الحقیقة التی بها یتمیّز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک کما أن الأعطیات تتمیّز کلّ أعطیة عن غیرها بشخصیّتها و إن کانت من أصل واحد، فمعلوم أنّ هذه ما هی هذه الاخرى، و سبب ذلک تمیّز الأسماء.

و در حقیقت با این همه اسماء متکثره یک حقیقت واحدة بیش نیست که همه این نسب و اضافات را که به اسماء الهیه نام مى‌بریم مى‌پذیرد.

پس اسماء از حیث تکثرشان نیستند مگر نسب و اضافاتى که مسماة به صفاتند زیرا ذات در همه مشترک است و چون با صفتى اعتبار شود اسم مى‌شود. قدرت، صفت است و چون با ذات اعتبار شود یعنى قادر یا قدیر گوییم اسم مى‌شود و همچنین در جمیع صفات که مثلا حیات صفت است وحى اسم.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 217-218

و على الحقیقة فما ثمّة إلّا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النّسب و الإضافات الّتى یکنّى عنها بالأسماء الإلهیّة. و الحقیقة تعطی أن یکون لکل اسم یظهر، إلى ما لا یتناهى، حقیقة تتمیّز بها عن اسم آخر، و تلک الحقیقة الّتى بها تتمیّز هى الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک.

اسم «ان یکون» «حقیقة» است. و عینه تأکید «هى الاسم» است. و مراد از «ما لا یقع فیه الاشتراک» آن ذات است که حقیقت واحده عبارت از آن است.

یعنى‏: و اگرچه اسماء متکثّره است، امّا جز یک حقیقت واحده نیست.

که آن ذات است که قابل این نسب و اضافات است. که هرگاه که اعتبار کنى ذات را با هر یکى از آن نسب، آن را مسمّى به اسماء الهیّه خوانند.

و تحقیق تقاضاى آن مى‌‏کند که: هر اسمى را حقیقتى باشد که ممیّز آن اسم باشد از غیر آن اسم: و آن «حقیقت ممیّزه» نیست جز آن صفتى که ذات را به آن اعتبار مى‏کنى؛ و آن را اسم ذات مى‏‌سازى. پس اسماء من حیث تکثّرها عین نسب و اضافات است. و ذات، مشترک باشد میان اسماء و صفات.

و بر این تقدیر، هیچ فرقى میان اسماء و صفات نباشد.

امّا باعتبار آنکه اسم، عبارت از مجموع است، فرق پیدا گردد.

و على التّقدیرین، مشترک، اسم نمى‏‌تواند بود. و اگر در خارج مثالى خواهند، گوییم که:

انسان [اسم‏] حیوان ناطق است. و فرس، اسم حیوان صاهل. و ما به الامتیاز بین الاسمین، از طرف «انسان» نطق است؛ و طرف فرس «صهالت»؛ و حقیقت مشترکه منهما «حیوانیّت». و در انسان تنها نگویند که: حقیقت انسان، حیوان است. و نگویند که: «ناطق است»؛ بلکه مفهوم ما له النّطق است که آن در خارج، حیوان ظاهر در صورت انسان است.

کما أنّ الأعطیّات تتمیّز کل‏ أعطیة عن غیرها بشخصیتها، و إن کانت عن أصل واحد، فمعلوم أنّ هذه ما هی هذه الأخرى، و سبب ذلک تمیّز الأسماء.

یا: «اعطیه» خوانند به وزن «افعله». یا «اعطیه» به وزن «امنیة».

و اسم «و ان کانت» ضمیرى است عاید به «عطایا». و «یعوّل علیه» بمعنى «یعتمد علیه» است.

امتیاز اسماء، بعضى را از بعضى، و رجوع آن به حقیقتى واحده، مشبّه گردانیده است به امتیاز مواهب اسماء؛ و رجوع آن به اصلى واحد. و بعد از آن، بیان آن کرده، که: سبب این امتیاز در عطایا، آن امتیاز اسمائى است که اختلاف در معلومات، هرآینه مستند باشد بر اختلاف علل. و این از آنجا است که: هر اسمى را عطائى است که مختص به مرتبه آن اسم است. مثلا:

آنچه مختصّ به اسم «الخالق» است، غیر آن است که به اسم «الرّازق» مختصّ است. و عطیّه‏اى که از «الحلیم» آید، غیر عطیّه «المنتقم» باشد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 218

و على الحقیقة فما ثمّ إلّا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النسب و الإضافات الّتى تکنّى عنها بالأسماء الالهیّة.

یعنى اگرچه اسما متکثره است امّا در حقیقت یک حقیقت است، اعنى یک ذات که قابل جمیع نسب و اضافات است که تعبیر از آن نسب و اضافات به «اسماى الهى» کرده مى‏‌شود و اسماء مسمّى را از جمیع وجوه متعدد نکند، کثرت و اختلاف صور امواج بحر را متکثّر نگرداند. بیت:

یک بحر در حقیقت و امواج مختلف‏ و آن موج هم ز بحر گهربار آمده‏


و الحقیقة تعطى أن تکون لکلّ اسم یظهر إلى ما لا یتناهى، حقیقة یتمیّز بها عن اسم آخر، و تلک الحقیقة الّتى بها یتمیّز الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک.

یعنى تحقیق اقتضاى آن مى‏‌کند که هر اسمى را از اسماى غیر متناهى که ظاهر مى‏‌شود حقیقتى باشد که آن اسم بدان حقیقت از اسم دیگر متمیز شود؛ و آن حقیقت که بدان متمیز مى‏‌شود اسمى از اسمائى نیست مگر عین صفت که اعتبار کرده شده است با ذات و اسم گشته. پس اسما از حیثیت تکثر نیست مگر عین نسب و اضافات‏ که مسماست به صفات، از آنکه همه در ذات اشتراک دارند.

پس بدین تقدیر فرق نیست میان اسما و صفات؛ و به اعتبار آنکه اسم عبارت از مجموع است فرق حاصل مى‏‌شود. و بر هر تقدیرى آنچه مشترک است اسم نیست بلکه «حقیقة الحقائق» است؛ و اسما از روى امتیاز هریکى از دیگرى حقایق متکثره‌‏اند که بازگشت همه به یک حقیقت مشترکه است، کما أنّ الأعطیات تتمیّز کلّ أعطیة عن غیرها بشخصیتها، و إن کانت من أصل واحد، فمعلوم أنّ هذه ما هى هذه الأخرى و سبب ذلک تمیّز الأسماء.

چنانکه عطایا متمیز مى‏‌شوند از یکدیگر به شخصیت اگرچه از یک اصل باشند، پس معلوم است که این عطا نه آن عطاى دیگرست. و سبب تمیز عطایا از یکدیگر به تمیز اسماست. پس امتیاز بعضى اسما از بعضى دیگر و رجوع همه به حقیقت واحده مشابهت دارد به امتیاز مواهب؛ و رجوع همه به اصل واحد که منبع خیرات و کمالات است که آن ذات الهیّه است از حیثیت اسم «وهّاب و کریم و معطى» و امثال این و سبب امتیاز در عطایا امتیاز اسمائى است چه اختلاف معلولات مستند بر اختلاف علل است، و این بدان معنى است که هر اسمى را از اسما عطائى است مختص به مرتبه‏اى و قابلیتى که آن عین مظهر اوست.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 538

و على الحقیقة فما ثمّ إلّا حقیقة واحدة تقبل جمیع هذه النّسب و الإضافات الّتی یکنّى عنها بالأسماء الإلهیّة. و الحقیقة تعطى- أن یکون لکلّ اسم یظهر إلى ما لا یتناهى- حقیقة یتمیّزبها عن اسم آخر، و تلک الحقیقة الّتی بها یتمیّز هی الاسم عینه لا ما یقع فیه الاشتراک.

شرح یعنى اگر چه اسماء متکثّره است، اما جز یک حقیقت بیش نیست، که قابل این همه نسب و اضافات است، و آن ذات است. و تحقیق تقاضاى آن مى‏‌کند که هر اسمى را حقیقتى باشد که ممیّز آن اسم باشد از غیر آن اسم، و آن حقیقت ممیّزه عین آن صفت است که ذات را به آن اعتبار مى‏‌کنى. پس اسماء، من حیث تکثّرها، نسب و اضافات است و ذات مشترک بود میان اسماء و صفات نه اسم.

کما أنّ الأعطیات تتمیّز کلّ أعطیة من غیرها بشخصیّتها، و إن کانت عن اصل واحد، فمعلوم أنّ هذه ما هی هذه الأخرى، و سبب ذلک تتمیّز الأسماء. 

شرح امتیاز اسماء بعضى از بعضى و رجوع آن به حقیقت واحدة، مشبّه گردانید به امتیاز عطایا، و بیان کرد که سبب این امتیاز،در عطایا امتیاز اسماست که اختلاف در معلولات مستند باشد بر اختلاف علل، و این از آن جاست که هر اسمى را عطایى مختص است به مرتبه آن اسم. مثلا آن چه مختص است به اسم «الخالق» غیر آنست که به اسم «رزاق» مختص است.