الفقرة السابعة والعشرین:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : ( فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شی ء یتکرر أصلا. هذا هو الحق الذی یعول علیه. و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی
مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنه لا یأتیه المادة إلا من الله لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری.)
(فما فی الحضرة الإلهیة لإتساعها) الذی لا یتناهى (شیء یتکرر) فی ظهوره مرتین (أصلا) بل کل شیء له ظهور واحد مرة واحدة عن اسم واحد إلهی یظهر بظهور ذلک الشیء ثم یبطن ببطونه، فلا یظهر بعد ذلک أبدا لا ذلک الشیء ولا ذلک الاسم بل یظهر شیء آخر باسم آخر وهکذا دائما إلى ما لا یتناهى.
قال رضی الله عنه : (هذا) الأمر المذکور (هو الحق) المطابق لما هو فی نفس الأمر (الذی یعول) بالبناء للمفعول، أی یعول (علیه) أهل التحقیق (وهذا) هو (العلم) الذی (کان علم شیث) النبی (علیه السلام) وهو مشربه الخاص الذی کان یذوق الحقیقة منه (وروحه)، أی شیث علیه السلام (هو الممد) من حیث السبب الظاهر الروحانی لکل من یتکلم عن تحقق ووجدان بکشف وعیان (فی مثل هذا) العلم المذکور (من) بیان لمن (الأرواح) المنفوخة فی الأشباح الإنسانیة (ما عدا روح الإنسان
الخاتم) للأولیاء ولایة رسالة أو ولایة نبوة أو ولایة إیمان (فإنه لا تأتیه المادة) العلمیة فی هذا الأمر (إلا من) جناب (الله) تعالى وحده (لا من) واسطة (روح من الأرواح) الکاملة مطلقة.
وإن کشف له منهم عن عین ما هو متحقق من فیض الله تعالی لیری منة الله تعالى علیه (بل من روحه) تلک المستمدة من الحق تعالى بلا واسطة تکون المادة العلمیة (لجمیع الأرواح) الداخلین فی جنس ولایته (وإن کان) هو (لا یعقل ذلک) الإمداد لهم (من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری) لتقیده بتدبیره فی عالم الکون والفساد.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)فهو قوله رضی الله عنه : (فما فی الحضرة الإلهیة) أی حضرة جمعیة الأسماء (لاتساعها شیء یتکرر أصلا) والتکرار إنما یکون بضیق المقام وقال تعالى: "ورحمتی وسعت کل شیء"107 سورة الأعراف.
فإذا ثبت تمیز کل شیء من الأشیاء ثبت تمیز الأسماء (هذا) إشارة إلى کل ما ذکر فی العطایا الأسمائیة (هو الحی الذی یعول علیه) عند أهل الحقیقة (وهذا العلم) أی علم العطایا الأسمائی (کل علم شیث) علیه السلام (وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا) العلم (من الأرواح ما عدا روح الختم) أی روح ختم الرسل (فإنه لا یأتیه المادة) أی لا یأتی إلیه مدد هذا العلم (إلا من الله تعالى لا من روح من الأرواح بل من روحه یکون المادة لجمیع الأرواح) فتقدم ختم الرسل على ختم الأولیاء وعلى شیث فی هذا العلم .
وکذلک شیث تقدم على جمیع الأرواح وعلى روح خانم الأولیاء لکونه بیده مفتاح الخزائن الأسمائیة کما أن بیده مفتاح الخزائن الذاتیة .
(وإن کان لا یعقل ذلک من نفسه) أی وإن کان لا یعلم ذلک الإمداد من روحه لجمیع الأرواح (فی زمان ترکیب جسده العنصریة لاحتجابه عن علم هذا بسبب وجوده بالجسد العنصری.
(فهو من حیث حقیقته ورتبته عالم بذلک) أی بکون المادة لجمیع الأرواح من روحه (کله بعینه) تأکید والضمیر لکل أی عالم بکل واحد من الأرواح بشخصه وبتعینه والاستمداد الخاص به وإمداد روحه لکل واحد منهم ما یناسبه استعداداتهم وأحوالهم بحیث لا یفوته عن علم ذلک شیء.
(من حیث ما هو جاهل به) أی کما أنه من حیث الذی جهل به (من جهة ترکیبه العنصری) بیان من حیث ما .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)قوله رضی الله عنه : "فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلا. هذا هو الحق الذی یعول علیه.
وهذا العلم کان علم شیث، علیه السلام، وروحه هو الممدود لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنه لا یأتیه المادة إلا من الله لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون تلک المادة لجمیع الأرواح، وإن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته ورتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری."
قلت: إن الأسماء هی اعتبارات فی الأشیاء، مثاله حصول الرزق لشخص ما منه تعیین الاسم الرازق. والأشیاء لا تتناهی فالاعتبارات لا تتناهی فالأسماء لا تتناهی وإن رجعت إلى أصلین: الاسم الله والاسم الرحمن، لقوله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" (الإسراء: 110).
ولما کانت الأشیاء کل شیء منها یتمیز بتشخصه کانت أحکامه متشخصة به أیضا فامتازت الأسماء وامتازت الأشیاء.
فإن قال قائل: إن الأشیاء هی تبع للأسماء.
فقال: یجوز أن یقال ذلک باعتبار وأن یقال هذا باعتبار، فإن الوجود الالهی قدر شامل بجمیع أشتات الموجودات بل والأعیان کلها باعتبار أن لها نوعا من الثبوت والثبوت لا یکون منسوبا لغیر الوجود .
فالذی یقع فیه الاشتراک فی نظر المحقق لیس إلا الوجود ولما کانت الأعطیات من جملة الأشیاء دخلت مع ما ذکر قال: (وهذا هو علم شیث).
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی :
(فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)قال رضی الله عنه : « فما فی الحضرة الإلهیّة لاتّساعها شیء یتکَّرر أصلا . هذا هو الحق الذی یعوّل علیه " .
قال العبد : اعلم : أنّ الفیض ذاتی لواجب الوجود الحقّ من کونه مفیدا للحقائق وجودها الذی به تحقّق المتحقّقات ، ومفیضا نور الحقیّة التی بها وجدت الموجودات وشهدت المشهودات .
ثمّ التعیّن للنور الفائض من ینبوع التجلَّیات ومعدن الوجود ومنبعث الجود والفیضات أیضا ذاتی ، والموجب لذلک هو القابل المعیّن للوجود الحقّ الفائض بحسب خصوصیّته الذاتیة غیر المجعولة .
فالتمایز بین الحضرات والأسماء إنّما هو بحسب خصوصیات الحقائق ، إذ التعیّن هو الدالّ بالتخصیص على المتعیّن بذلک التعیّن ، والمتعیّن أیضا دالّ على أصله ومنبعه الذی فاض منه ، فالتعیّن اسم للمتعیّن وهو الوجود الحق المسمّى به ، وهو اسم للحقّ المطلق ، وهو المسمّى بجمیع هذه الأسماء .
والمسمّى اسم فاعل هو القابل المعیّن للوجود الحق المطلق وهو الفائض .
والتعیین وهو التسمیة فعل المعیّن .
ثم الفیض دائم التعین لدوام ذات المفیض .
والمعیّنات القوابل الممکنة وإن لم تکن متناهیة من حیث الشخصیات والجزویّات ولکن أمّهات الحقائق المعیّنة لهذا النور الواحد الفائض المتعیّن بها وفیها وبحسبها أصول حاصرة لما تحتها ومنها .
والتعیّنات الکلَّیة أیضا وإن انحصرت فی أمّهات الحضرات الأسمائیة ولکنّها من حیث الشخصیة والجزویة غیر متناهیة کموجباتها .
والتجلَّیات وإن کانت من حیث الأصل تجلَّیا واحدا ، ولکنّ التعیّنات الفیضیة النفسیة النوریة والانفهاقات النوریة الشهودیة والاندفاقات الوجودیة الجودیة ما هی فی کل عین عین الأخرى .
فما فی الحضرة شیء یتکرّر أصلا ، فالتجدّد والتکثّر والحدوث والفناء والعدم إنّما هی للتعیّن لا للمتعیّن بذلک التعین من حیث هو هو ، بل من حیث التعیّن لا غیر . هکذا أعطت حضرة الواسع ، فافهم .
قال رضی الله عنه : « وهذا العلم کان علم شیث علیه السّلام » یعنی علم الأعطیات والمنح والهبات .
قال رضی الله عنه : « وروحه هو الممدّ لکلّ من یتکلَّم فی مثل هذا من الأرواح إلَّا روح الخاتم فإنّه لا تأتیه المادّة إلَّا من الله ، لا من روح من الأرواح ، بل من روحه تکون المادّة لجمیع الأرواح ، وإن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری ، فهو من حیث حقیقته ورتبته عالم بذلک کلَّه بعینه من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیب جسده العنصری ".
قال العبد اعلم : أنّ أرواح الکمّل من الأنبیاء لهم الإمداد لأرواح الأولیاء الذین هم ورثتهم فی أعصارهم وأعصار بعدهم ، وروح شیث علیه السّلام هو الممدّ لأرواح العلماء بالعلوم الوهبیة ، وکلّ روح لولیّ من الأولیاء له العلم الوهبی .
فیستمدّ من روحه علیه السّلام لکونه صورة الوهب الأوّل لأوّل الآباء إلَّا روح خاتم الأنبیاء وروح خاتم الأولیاء ، فإنّ روح الختم کما تقدّم روح محیط بالولایات کلَّها کإحاطة من هو وارثه الأکمل وهو ختم الرسل صلَّى الله علیه وسلَّم بالنبوّات کلَّها .
ولأنّه أحدیة جمع جمیع الولایات المحمدیة الأحدیة الجمعیة الختمیة کلَّها ، فأعطیات الولایات من المکاشفات والتجلَّیات والعلوم والأسرار والأحوال والمقامات ، إنّما تکون من خزانة حیطته ، وذلک لأنّ حقیقته حقیقة الحقائق الأول التعیینیة کلَّها.
وهو مفتاح المفاتیح الغیبیة ، فالمادّة النوریة التی بها قوام الأرواح وحیاتها من حقیقته تنبعث وتسری فی سائر المراتب الروحیة ، ولا یستمدّ هو من أحد ، والکلّ مستمدّون من مشکاته .
فالأعطیات وإن کانت من حضرات الأسماء ، ولکنّها من الله ،"وَما بِکُمْ من نِعْمَةٍ فَمِنَ الله".
إن کان هذا الخاتم لا یتعقّل حال ترکیب جسده العنصریّ کیفیة إمداده للکلّ فی کلّ آن من الزمان الحجابیة فی المزاج العنصری لا بدّ من ذلک ، حتى یکون جامعا لجمیع الکمالات والنقائص . کما أنّ الهویة الواحدیة الأحدیة الجمعیة محمولة علیها الأضداد فی قوله : " هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ".
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه.
و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)قال رضی الله عنه : " فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلا هذا هو الحق الذی یعول علیه . وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنه لا تأتیه المادة "أی المدد " إلا من الله لا من روح من الأرواح ، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح " ظاهر .
قوله رضی الله عنه : " وإن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری " معناه وإن کان الخاتم الممد لجمیع الأرواح الذی لا یکون بینه وبین الله واسطة لا یعقل فی زمان ظهوره فی الصورة الجسدانیة العنصریة من نفسه .
إنه هو الذی یمد جمیع الأرواح الإنسیة بالعلوم والحکمة التی لها ویفیض منها علیها ، لأن الحجاب الهیولانی الطبیعی من الغواشی وإلهیات الظلمانیة اللازمة لصورته یمنعه .
ولهذا قالت الصوفیة إن أصل الأربعینیة التی یروضون بها أنفسهم من الأربعین المذکورة فی قوله تعالى :« خمرت طینة آدم بیدی أربعین صباحا » فإن التخمیر هو تخمیر مادة جسده وتعدیله ، حتى ناسب باعتداله النوع الإنسانى روحه .
فیظهر فیه ویحتجب به ظهورا واحتجابا سماها الحکماء بالتعلق التدبیرى ، فإن تلک الهیئات الطبیعیة والغشاوات البدنیة إذا کشفت عن وجهه بالریاضة والتوجه إلى الله تعالى بالإخلاص ظهرت تلک العلوم والحکم علیه .
کما قال علیه الصلاة والسلام: « من أخلص لله أربعین صباحا ظهرت ینابیع الحکمة من قلبه على لسانه » .
ولکن لا یبقى ذلک إلا فی وقت من الأوقات وهو الوقت الذی قال علیه الصلاة والسلام: « فیه لی مع الله وقت لا یسعنی فیه ملک مقرب ولا نبى مرسل » .
وذلک هو الوقت الذی تنکشف علیه فیه عینه بما فیه " فهو من حیث حقیقته " المجردة " ورتبته " العالیة " عالم بذلک کله بعینه " أی بذاته " من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری "
أی عالم من حیث حقیقته بجمیع أحوال عینه من إمداده لجمیع الأرواح بعینه من حیث أنه جاهل من جهة ترکیبه العنصری .
فیکون تأکیدا للأول على لغة تمیم وقراءة من قرأ ما هذا بشر وأن یکون المراد ومن حیث ترکیبه العنصری جاهل به على أنه خبر بعد خبر أی فهو من حیث أنه جاهل به کائن من جهة ترکیبه العنصری.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ، قال رضی الله عنه : (ﻓﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻻﺗﺴﺎﻋﻬﺎ ﺷﺊ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺃﺻﻼ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ) ﺃﻱ، ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺤﺴﺐ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻳﻐﺎﻳﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺘﻐﺎﺋﺮﺍﻥ، ﻓﻼ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺃﺻﻼ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ: ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺮﺗﻴﻦ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺁﻥ ﻳﺘﺒﺪﻝ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻭﻻ ﺗﻜﺮﺍﺭ.
قال رضی الله عنه : (ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ) ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻠﺰﻭﻡ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺸﺊ ﺣﺎﺻﻞ ﻟﻠﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺁﻥ ﺣﺼﻮﻻ ﺟﺪﻳﺪﺍ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺑﻞ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺟﺪﻳﺪ".
ﻓﺤﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻭ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﻭﺳﺎﺋﻂ، ﻭﻓﻴﻀﻪ ﺩﺍﺋﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ.
ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺾ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﻮﻻ ﻭﻧﻔﻮﺳﺎ ﻣﺠﺮﺩﺓ ﺃﻭ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺯﻣﺎﻧﻴﺔ، ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺁﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻻ ﺗﻜﺮﺍﺭ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
(ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﺷﻴﺚ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻤﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ).
ﺃﻱ، ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ، ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﺸﻴﺚ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺳﻮﻯ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻓﺈﻧﻪ ﺁﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ، ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﻩ. ﻟﺬﻟﻚ ﺧﺺ رضى الله عنه ﺍﻷﻋﻄﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﻣﺮﺗﺒﺘﻪ.
ﻓﻤﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻋﻴﻦ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﻤﺮﺗﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻤﻈﻬﺮﻫﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﺳﻢ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﺃﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ: (ﻭ ﺭﻭﺣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻤﺪ) ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ، ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻳﻀﺎ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﻻﻳﺘﻪ، ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻠﻪ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩ ﻭ ﺍﻹﻋﻄﺎﺀ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ.
ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺭﻭﺣﻪ ﻣﻤﺪﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ. قال رضی الله عنه : (ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ). ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻤﺎ ﻣﺮ.
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: (ﺑﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ) ﺃﻱ، ﻣﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ.
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ، ﻻﻥ ﺷﻴﺚ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻜﻤﻞ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺘﺒﻮﻋﻬﻢ ﻣﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ رضی الله عنه ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺑﺬﻟﻚ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺑﺎﻹﺻﺎﻟﺔ ﻭﻟﻐﻴﺮﻩ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﺑﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ). ﺃﻱ، ﻭﺇﻥ ﺣﺠﺒﻪ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﻋﻦ ﺗﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ". ﻣﻊ ﺃﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ.
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺏ "ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ"، ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺗﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ. ﻭﺍﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﺝ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ، ﻷﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﺲ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻸﻋﻴﺎﻥ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺑﺎﻗﻲ ﻛﻤﺎﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺃﻭﻻ ﺳﺒﺐ ﺣﺠﺎﺑﻪ ﻭﻏﻔﻠﺘﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻦ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ، ﻛﺰﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺳﺒﺐ ﻇﻬﻮﺭ ﻛﻤﺎﻻﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺭﺗﺒﺘﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ) . ( ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ) ﺃﻱ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺩ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ، ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺭﺗﺒﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻛﻠﻬﺎ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻭ ﻛﻤﺎﻻﺗﻬﻢ، ﻭﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺟﺎﻫﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻹﻣﺪﺍﺩ.
فـ "ﻣﻦ ﺣﻴﺚ" ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺘﻌﻠﻖ بـ (ﻋﺎﻟﻢ)، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺏ (ﺟﺎﻫﻞ).
ﻗﻴﻞ : "ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ "ﻣﺎ" ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: "ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻫﻮ" ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻟﻴﺲ " ﻭ ﺧﺒﺮﻩ ﻣﺮﻓﻮﻉ، ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﺗﻤﻴﻢ ﻭﻓﻴﻪ ﻧﻈﺮ. ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ، ﻻ ﻧﻔﻰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ.
ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ، ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺊ. ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ).
ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻘﻮﻟﻪ: "ﺑﻌﻴﻨﻪ" ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ. ﺃﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﺟﺎﻫﻞ.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام، وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، وإِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)قال رضی الله عنه : "فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلا. هذا هو الحق الذی یعول علیه. وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام، وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی
مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنه لا یأتیه المادة إلا من الله لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، وإن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری.
فهو من حیث حقیقته ورتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری."
وإذا کان کل عطاء اسم خاص. قال رضی الله عنه : ( فما فی الحضرة الإلهیة لا تسعها) بکثرة أسمائها المتجلیة إلى غیر النهایة (بشیء یتکرر أصلا) بل یکون لکل موجود فی کل لحظة تجلی خاص لا یشارکه فیه غیره، ولا نفسه فی وقت آخر.
(هذا هو الحق الذی)، یقول الکلیة فی دعائه: "أسألک بکل اسم سمیت به نفسک، أو أنزلته فی کتابک، أو علمته أحدا من خلقک، أو استأثرت به فی علم الغیب عندک".
فلا یقال بتناهی الأسماء الإلهیة کما یقول بعض أهل الظاهر: إنها التی وقع بها التوقیف ولا بتناهی التجلیات وتکررها.
ولا بتناهی الموجودات الجزئیة کما یقوله القائلون بانقطاع الثواب والعقاب.
نعم لا یجوز لنا أن نطلق على الله تعالی أسماء من الأسماء بدون التوقیف، ولا یلزم منه أن تکون جمیع أسمائه توقیفیة.
(وهذا العلم) أی: علم استناد کل عطاء إلى ما هو مستنده من الذات والأسماء، کان أول ما کان فی عالم الإنسان الظاهر (علم) حیث لأنه أول عطاء کامل لآدم علیه السلام حصل له من سره الذی أوتی به علم الأسماء کلها.
والعطایا آثار تلک الأسماء فأوتی هذا من حیث إنه الأثر الکامل علم تلک الآثار (وروحه، هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح) أی: أرواح الأنبیاء والأولیاء والعلماء؛ لسبقه فی هذا الأمر على الوجه الأکمل؛ فهو سبب لمن تأخر على ما جرت به السنة الإلهیة.
(ما عدا روح الخاتم) للنبوة والولایة (فإنه لا تأتیه المادة) أی: المدد المفید لعلم من العلوم (إلا من الله)؛ لأن الکمالات ذاتیة له فلا تتوقف على سبب، ولا على شرط .
(لا من روح من الأرواح)، وإن کان سابقا باعتبار ترکبه الجسدی؛ (بل من روحه یکون المدد لجمیع الأرواح) ؛ لأن الکمال لما کان له ذاتیا، ولغیره غیر ذاتی؛ کان الغیر أخذا منه الکمال، وهو ممده عن اختیار منه فکان بعلمه حال تجرده.
(وإن کان) روح الخاتم (لا یعقل) ذلک (من نفسه فی زمان ترکیبة العنصری)؛ لاحتجابه به عن علمه مع أنه عالم بذلک بالذات.
فلا یزول بالغیر، وقید بالعنصر احترازا عن المثالی؛ فإنه لیس بحاجب، (فهو من حیث حقیقته ورتبته عالم بذلک کله) أی: بإمداده ومن یمده ویمد به إذ لا اختیار بدون ذلک فی الإمداد (بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه الجسدی )، کأنه احد فیه جهة العلم والجهل حیث صار الأمر الواحد بالوحدة الحقیقیة عالما وجاهلا فی زمان واحد بالنسبة إلى أمر واحد.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام، وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، وإِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)
فالاعطیات متغایرة " فما فی الحضرة الإلهیّة لاتّساعها شیء یتکرّر أصلا " ضرورة أنّها خزانة الأعطیات الغیر المتناهیة ، وهذا خلاف ما ذهب إلیه أرباب التوحید الرسمی ، من أنّ العطاء والعلم والفیض کلَّها فی تلک الحضرة وحدانیّة
الذات ، إنّما یتعدّد ویتکثّر بالأعیان والمظاهر القابلة ، وذلک لما أثبتوا لها من الوحدة المقابلة للکثرة .ولمّا کانت وحدتها عند الشیخ هی الوحدة الإطلاقیّة والأحدیّة الجمعیّة الذاتیّة التی لا یشوبها شائبة ثنویّة التقابل أصلا ، فلا بدّ وأن یکون مخزن العطایا الغیر المتناهیة الغیر المتکثّرة ،
وإلى ذلک الخلاف أشار بقوله : ( هذا هو الحق الذی یعول علیه ) کما قال فی نظمه :
کثرة لا تتناهی عددا ….. قد طوتها وحدة الواحد طی
( وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام ) أی العلم بالسعة الإحاطیة الحاویة لما لا یحیط به نهایة ، لا عدا ولا حدا ؛ وذلک لما تقرر فی مطلع الفص أنه أول مولود ولد من الوالد الأکبر ، فهو الجامع لسائر ما ولد بعده من الأولاد .
ویلوح على ذلک ما اشتمل علیه اسمه هذا عقدا ورقما من التسعة التی هی أقصى طرف سعة الکثرة و أنهى مراتبها، وهذا هو السبب فی تقدیم کلمته وتصدیر حکمته، لأنها الکاشفة عن جملة ما اشتمل علیه الکلم من الحکم.
(وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح، ما عدا روح الختم، فإنه لاتأتیه المادة إلا من الله) لما سبق أنه الغایة والصورة التمامیة، فله التقدم الذاتی والعلق الرتبی الذی لا یتخلل الواسطة بینه وبین العلی المطلق ، فتکون مادته العلمیة الکمالیة من الله (لامن روح من الأرواح بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح ، وإن کان لایعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری) لتراکم کثائف حجب الغواشی الهیولانیة فی ذلک الزمان ، وتسلط قهرمان القوى الجسمانیة فیه على ما حققه صاحب المحبوب سلام الله علیه فی کتابه .
ولکونه بتلک الرقیقة الجمعیة الحائزة للطرفین، والرابطة الإحاطیة الحاویة للضدین الخاصة به یتقرب إلى الهویة المطلقة، ویستفیض منها بلا واسطة، فإنه وإن کان من هذه الحیثیة جاهل بذلک العلو.
(فهو من حیث رتبته) الغائیة (وحقیقته) العلویة المحیطة (عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری) بناء على ما مر غیر مرة من أن الحقیقة الختمیة من خصائصها تعانق الأطراف والإحاطة بجمیع النهایات وجملة الزیادات، وبین أن ذلک إنما یتحقق بجمعیتها للضدین بحیثیتهما المتضادتین، فیکون مجمع الأضداد حینئذ من الجهتین.
أی باعتبارأحدیة الموردین والمبدئین المتغائرین، لا باعتبار تغائر الحیثیات فإنه لیس مجمعا للضدین حینئذ. وقوله : " بعینه " لدفع ذلک الوهم.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه. وهذا العلم کان علم شیث علیه السلام، وروحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، وإِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.)قال رضی الله عنه : "فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شی ء یتکرر أصلا. هذا هو الحق الذی یعول علیه. و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنه لا یأتیه المادة إلا من الله لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری.
فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری."
وإذا کان الأمر کذلک قال رضی الله عنه : (فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها) وعدم انحصارها فی حد معین (شیء یتکرر) لا من العطایا ولا من الأسماء المقتضیة لها (أصلا هذا).
والذی من اتساعها وعدم التکرار فیها (هو الحق الذی یعول)، أی یعتمد (علیه)، ولذلک قیل: إن الحق لا یتجلى بصورة مرتین وفی صورة الإثنین.
ویلزم منه القول بالخلق الجدید الذی أکثر الخلائق فی لبس منه .
کما قال تعالى:( "بل هم فی لبس من خلق جدید") آیة 15 سورة ق.
(وهذا العلم) یعنی علم الأعطیات والمنح والهبات (کان علم شیث علیه السلام وروحه)، أی روح شیث (هو الممد لکل من یتکلم مثل هذا العلم من الأرواح) الکاملین (ما عدا روح الخاتم فإنه لا تأتیه المادة)، أی مادة هذا العلم إلا من الله سبحانه (لا من روح من الأرواح بل من روحه).
أی روح الخاتم (تکون المادة لجمیع الأرواح) کما سبق تقریره (وإن کان الخاتم لا بعقل ذلک) الإمداد (من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری فهو).
أی ألخاتم (من حیث حقیقته) الروحانیة (ورتبته) الکمالیة الإحاطیة (عالم بذلک) الإمداد (کله بعینه)، أی بنفسه (من حیث ما هو جاهل به)، أی بذلک الإمداد (من جهة ترکیبه العنصری) یعنی أن الخاتم من حیث حقیقته ورتبته الإحاطیة الکمالیة جامع بین العلم والجهل من حیثیة واحدة بأن یکون معروضها حقیقته المطلقة من حیث إطلاقها وعدم تقییدها بأحد المقابلات .
وإن کان علة عروض کل منهما أمر آخر، فإن العلم ناشیء من جهة تجرده الروحانی والجهل من جهة ترکیبه العنصری.
وذلک لا یستلزم تعدد حیثیات المعروض فی معروضیته فیختلف ولو باعتبار.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلًا. هذا هو الحق الذی یعوَّل علیه.
و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم فإِنه لا یأتیه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح، و إِن کان لا یَعْقلُ ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری. )
قال المصنف رضی الله عنه : [فما فی الحضرة الإلهیة لا تساعها شیء یتکرر أصلا هذا هو الحق الذی یعول علیه.]
قال الشارح رضی الله عنه :
(فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلا) .
فمن هنا قال أبو طالب المکّی قدّس سره فی قوت القلوب:
لا تکرار فی التجلی الإلهی، و ذلک لوسعة حضرة أسماء المتجلی، وسعة قبول المتجلی له، وکثرة العطایا والمنح، فما تجلى فی صورة واحدة فلا یزال فی جمال جدید فی کل تجلّ، کما لا یزال فی خلق جدید، فله التحول دائما أبدا .
فلولا الحدود ما تمیز أمر من أمر، ولکن التشابه إذا أغمض جدّا وقعت الحیرة، وخفی الحد فیه، فإنّ شخصیات النوع الواحد متماثلة بالحد، متمیزة بالشخص، فلا بدّ من فارق فی المتماثل بالحد، ویکفیک أن جعلته مثله لا عینه .
( هذا هو الحق ): أی العلم بأنه لا تکرار فی التجلی،هو العلم الحق، کما أشار إلیه تعالى فی قوله: "بلْ هُمْ فی لبْسٍ مِنْ خلْقٍ جدِیدٍ" [ ق: 15].
وکما قالت بلقیس: "قالتْ کأنّهُ هُو" [ النمل: 42]، کأنها کانت عالمة به أم لها حدس من نفس السؤال، فإن السائل حیث سأل أعطاها الجواب فی عین سؤاله إیاها.
حیث قال: أهکذا عرشک، وما قال: هذا عرشک، کأنه لقّنها الجواب، فهذا من مقام قوله تعالى: "ما غرّک بربِّک الکریمِ" [ الانفطار: 6] .
فإنه تلقین جواب فی عین السؤال من العنایة التی له تعالى بعبده، فافهم (الذی یعول علیه )، فینبغی أن تعلم أن الأسماءالإلهیة غیر متناهیة، ومظاهرها حقائق الممکنات غیر متناهیة، فالمعطی غیر متناه .
لا کما قاله صاحب الذوق المقید، لمّا رأى التکرار کتکرار الأیام واللیالی والشهور.
فقال: بالدور، والذی ما یقول بالتکرار لا یقول بالدور بل یسمّى النهار الجدید و اللیل الجدید، و لیس عنده تکرار جملة واحدة.
فالأمر عنده له بدء و لیس له غایة، کما فهمت من تفصیلنا آنفا .
فما حجب أهل الدور أن یقولوا: کمال أوسع الکشوف إلا قوله: "و إلیْهِ تُـرجعون" [ البقرة: 245]، فسمّاه رجوعا و ذلک لکونه یشغلهم عنه بالنظر إلى ذواتهم، و ذوات العالم عند صدورها من الله .
فإذا وفوا النظر فیما وجد من العالم تعلقوا بالله، فتخیلوا أنهم رجعوا إلیهم من حیث صدورهم عنه، و ما علموا أن الحقیقة الإلهیة التی صدروا عنها.
و إنما نظروا لکونهم رجعوا إلى النظر فی الإله بعد ما کانوا ناظرین فی نفوسهم، لما لم یصح أن یکون وراء الله مرمى.
فما قال: بالدور إلا من جهل ما یخلق فیه على الدوام والاستمرار، ومن لا علم له بنفسه ولا علم له بربه .
قال بعض العارفین فی هذا المقام: النفس بحر لا ساحل له، یشیر إلى عدم التناهی، فافهم .
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام و روحه هو الممد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنه لا تأتیه المادة إلا من الله لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح . و إن کان لا یعقل من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری . فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری .]
قال الشارح رضی الله عنه :
( و هذا العلم ): أی العلم بالأعطیات على التفصیل المذکور بتقاسیمها و أنواعها و أصنافها، یتحدد أمثالها، (کان علم شیث علیه السلام )، و کان علیه السلام فتح باب هذا الجنس من التجلیات و العلوم، و کان علیه السلام أوّل منح أعطى لآدم علیه السلام.
(و روحه هو الحمد لکل من یتکلم فی مثل هذا من الأرواح) لأن روحه عین تلک النسب المخصوصة ألوهیته و ذلک لأنه إذا أخذتها تفصل بالحدود المخصوصة فوجدتها بالتفصیل نسبا خاصة، و بالمجموع أمرا وجودیا یسمّى روحا و جسدا أو جسما .
وهذا بعینه ما قالوا أنّ الأجسام أعراض مجتمعة فی عین واحدة، و صارت جسما،
و من هذا الذوق ما قال رضی الله عنه فی الباب السادس والأربعون وأربعمائة فی معرفة منازلة فی تعمیر نواشئ اللیل فوائد الخیرات:
قال الله تعالى : "إِنَّکَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِیمٍ" وقال:"إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وأَقْوَمُ قِیلًا " .
ولما سألت عائشة عن خلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم قالت: "کان خلقه القرآن"
وإنما قالت ذلک لأنه أفرد الخلق ولا بد أن یکون ذلک الخلق المفرد جامعا لمکارم الأخلاق کلها ووصف الله ذلک الخلق بالعظمة کما وصف القرآن فی قوله والْقُرْآنَ الْعَظِیمَ فکان القرآن
خلقه فمن أراد أن یرى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم ممن لم یدرکه من أمته فلینظر إلى القرآن فإذا نظر فیه فلا فرق بین النظر إلیه وبین النظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم .
فکان القرآن انتشا صورة جسدیة یقال لها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب والقرآن کلام الله وهو صفته .
فکان محمد صفة الحق تعالى بجملته فـ "من یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله" لأنه لا ینطق عن الهوى فهو لسان حق فکان صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم ینشئ فی لیل هیکله وظلمة طبیعته بما وفقه الله إلیه من العمل الصالح الذی شرعه له صورا عملیة لیلیة.
لکون اللیل محل التجلی الإلهی الزمانی من اسمه الدهر تعالى یستعین بالحق لتجلیه فی إنشائها على الشهود وهو قوله تعالى إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ کانَ مَشْهُوداً ولم تکن هذه الصور إلا الصلاة باللیل دون سائر الأعمال وإنما قلنا بالاستعانة لقوله تعالى :"قسمت الصلاة بینی وبین عبدی" . وقوله: "اسْتَعِینُوا بِاللَّهِ" .
ولا یطلب العون إلا من له نوع تعمل فی العمل وهو قوله :"وإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ ".
فکن أنت یا وارثه هو المراد بهذا الخطاب فی هذا العمل فیکون محمد صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم ما فقد من الدار الدنیا .
لأنه صورة القرآن العظیم فمن کان خلقه القرآن من ورثته وأنشأ صورة الأعمال فی لیل طبیعته فقد بعث محمدا صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم من قبره .
فحیاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم بعد موته حیاة سنته ومن أحیاه فَکَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً فإنه المجموع الأتم والبرنامج الأکمل .أهـ
و قال رضی الله عنه فی کتابه الإسفار عن نتائج الأسفار:
إن الإنسان الکامل على الحقیقة هو القرآن، نزل من حضرة قدسه إلى حضرة قدسه، والقرآن حق وبحقیقته هو صلى الله علیه وسلم. انتهى کلامه .
و قال رضی الله عنه فی الفتوحات:
إن أعیان الموجودات إذا فصلتها بالحدود وجدتها بالتفصیل نسبا، و بالمجموع أمرا وجودیا، و لا یمکن المخلوق أن یعلم صورة الأمر فیها، و لا یقبل التعلیم و التعریف من الله لأنه ذوق، فأشبه العلم بذات الله تعالى . و العلم به محال حصوله لغیره، فمحال حصول هذا العلم لغیره تعالى.
قال رضی الله عنه فی الباب الرابع و التسعین و ثلاثمائة من الفتوحات:
هذه المسألة ما أحد نبه علیها، فإنها صعبة التصور، بل و لا یدری ذلک إلا من وقع له الإسراء التجلی، وهو إسراء حل ترکیبهم، فیوقفهم بهذا الإسراء على ما یناسبهم من کل عالم، بأن یمیز بهم على أصناف العالم المرّکّب و البسیط، فیترک مع کل عالم من ذاته ما یناسبه .
وصورة ترکه معه أن یرسل الله بینه و بین ما ترک حجابا، فلا یشهده، و یبقى له ما بقى هکذا هکذا، حتى یفنى منه کل الأجزاء الکونیة، و یبقى بالسرّ الإلهی الذی هو الوجه الخاص الذی من الله له، فإذا بقى وحده رفع عنه حجاب الستر، فیبقى معه تعالى کما بقى کل شی ء منه مع مناسبة، فیبقى العبد فی هذا هو لا هو .
فإذا بقى هو لا هو أسری به من حیث هو إسراء معنویا لطیفا فیه لأنه فی الأصل على صورة الحق لیریه من آیاته فیه، فإذا رجع إلى عالم الحسّ عاد لترکب ذاته، فما زال یمر بهم على أصفاف العالم، و یأخذ من کل عالم ما ترک عنده فی ذاته، فلا یزال یظهر طورا بعد طور إلى أن یصل إلى أرض طبعه، فرأى نفسه معانی مجسدة، و هذا طریق معرفة هذه المسألة، فافهم .
فإذا عرفت هذا أن المعانی و علوم المنح تجوهرت و تجسّدت، و صارت روحا خاصّا مسمّى بشیث یعنی: تجوهرت العطایا على صورة شیث، فکل روح لا ینال منها إلا بها، فإنه علیه السلام عینها، و أول تعین لهذا التجلی الخاص، فافهم .
( ما عدا روح الختم )، "وفوق کُل ذِی عِلْمٍ علِیمٌ" [ یوسف: 76] لأن روحه خاتم الأرواح، وهو یشرف على الکل، ولا یشرفون علیه، وإلا یکون ختما، وهو ختم الله الدوائر الکمالیة، وصاحب أوسع التجلیات، فیحیط ولا یحاط .
و بیان ذلک أنّ نهایة الأرواح الکمالیة البشریة رؤیة الغایة و النهایة، والختم لا نهایة له، و الله من ورائهم محیط لأن الصورة الإلهیة به کملت، وفیه على الکمال شهدت، فهو حسبه کما هو حسبه.
و لهذا کان خاتم الکمال، و فاتح المقصود، و ما وراء ذلک إلا العدم المحض، الذی ما فیه حق و لا خلق، فافهم .
فلا یأخذ الختم إلا من الله الحق، (فإنه لا یأتیه المادة إلا من الله )، من الوجه الخاص المختص به، فلمّا قال: إن الرّوح شیث مهد الأرواح، سوى روح الخاتم، کان یوهم أن روح الختم لا یأخذ منه و لا یعطیه، فاضرب عن هذا .
و قال: (بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح ): أی بل یأخذ روح شیث و غیره من الأرواح من روح الخاتم، قبل التعلق بالأجسام، و بعد التعلق بها، و بعد المفارقة عنها لأنه عین القلم الأعلى، و له الأسفل و الأعلى، بل القلم من أجزائه.
کما قال صاحب البردة فی قصیدته :
فإنّ من جودک الدّنیا وضرتها ...... ومن علومک علم اللوح والقلم
جعل ما ظهر من اللوح والقلم من العلم: أی من بعض علومه صلى الله علیه و سلم، و لیس من مبالغة شعریة، کما هی عادة الشعراء، بل هی بیان واقع فی نفس الأمر لأنهما جزئیة صلى الله علیه و سلم، بل أن الله قد أودع اللوح المحفوظ علمه فی خلقه بما یکون منهم إلى یوم القیامة، و لو سئل اللوح: ما فیک أو ما خطّ القلم فیک؟ ما علم ذلک .
وهکذا الأمر فی الوارث الحقیقی، و صاحب الأسوة التحقیقی، ختم الختم، فإنه ما فتح شیء إلا وقد ختم به .
قال رضی الله عنه: فمن فهم عن الله و أنصف من نفسه، فهم ما ذکرناه فی بیان أخذ العلم الإلهی سابقا، و مراتب الأخذ على ما قررناه لاحقا، و علم ما قلنا، بل فهم ما بیناه، و من تعسف و أعرض و لم ینصف، "و طبع على قُـلوبهِمْ فهُمْ لا یفقهُون" [ التوبة : 87]..
(و إن کان لا یعقل )، شیث أمثاله (ذلک) الأخذ و الإمداد (من نفسه).
هذا من مقام اللطف الخفی، فإن سریانه خفیّ عن الأبصار و البصائر من قوة التحول فی الصورة و المعانی، فإلیّ إشارة، و لیتلطف و لا یشعرنّ بکم أحدا.
وعن هذا اللطف قال خاتم الولایة المحمدیة رضی الله عنه فی حضرة اللطف من الفتوحات:
إنه نال منه فی خلقه الحظ الوافر، بحیث قال: إنی لم أجد فیمن رأیت وضع قدمه فیه حیث وضعت إلا إن کان وما رأیته، لکنی أقول أو أکاد أقول: إنه إن کان ثمّ فغایته أن یکون معی فی درجتی فیه .
و إمّا أن یکون أتمّ فما أظن ولا أقطع على الله تعالى، فأسراره لا تحدّ، و عطایاه لا تعدّ.
(فی زمان ترکیب جسده العنصری )، فأنساه الحق ذلک کما أنساه شهادتها بالربوبیة فی أخذ المیثاق، مع کونه وقع بحضرة جملة من الأرواح القاهرة و الملائکة و النفوس، و عرفنا ذلک بالإعلام الإلهیّ، و التعریف الربانی، و لا یجحده إلا کافر عنید .
بل علم الإنسان دائما أبدا إنما هو تذکر لأنه قد علم کل شیء فی عالم روحانیته و نسى، فمنهم من إذا ذکر تذکّر، ولکنیؤمن به أنه قد کان شهد بذلک.
إنما قال رضی الله عنه: الجسد و لم یقل الجسم إشارة إلى أن الأمر برزخی، کما فی عالم المثال و عالم الآخرة .
و الأجسام هی المعروفة فی العموم لطیفها و کثیفها و شفافها، ما یرى منها و ما لا یرى.
و الأجساد هی ما یظهر فیها الأرواح فی الیقظة الممثلة فی صور الأجسام، و ما یدرکه النائم فی نومه من الصور المشبهة بالأجسام، فیما یعطیه الحسّ، و هی فی نفسها لیست بأجسام.
هکذا ذکره الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات:
( فهو: أی) شیث علیه السلام و أمثاله من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک (بعینه ):
أی فهو عالم بعینه (من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری ): أی متعلق، و الجهل أمر واحد، و هو الأمر الذی هو به یقول: أنا فی زمان واحد، و باعتبار واحد لا باعتبارین، کما تبادر إلى بعض الأفهام .
و بیان ذلک أنه إذا تحلل الإنسان فی معراجه إلى ربه، وأخذ کل کون منه فی طریقه السلوک إلى المبدأ ما یناسبه لم یبق منه الأسرة.
و إن شئت قلت: وجهه الذی عنده من الحق، فیعلم به کل شیء لأنه قواه وسمعه وبصره، وإذا رجع من هذا المشهد الأسنی إلى ترکیبه وصورته التی کانت تحللت فی عروجه، وردّ العالم إلیه جمیع ما أخذه منه مما یناسبه، فاجتمع و رجع من علمه إلى جهله، کما کان قبل العروج، فیعلم بالیقین أنه عالم جاهل .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص98
فما فی الحضرة الإلهیة لاتساعها شیء یتکرر أصلا.
در حضرت الهیه از جهت اتساعش و کلیت سعه وجودى غیر متناهىاش شیء نیست که متکرر شود.
یعنى هیچ جلوهاى و عطیهاى دومى ندارد چه هر تجلى اختصاص به مقام خود و انیّت خود دارد که دومى اگر چه از جهاتى مانند او باشد آن جلوه اول نیست. از این روى عرفاى شامخین فرمودند: «لا تکرار فی التجلّی» و این همه تجلیات، اتساع وجودى متجلى را مىرساند و وحدت کلیه آن ذات را تأکید مىکند یعنى این کثرت در حقیقت بسط و ظهور وحدت حقه حقیقیه ذات الهیه است که (زلف آشفته او موجب جمعیت ماست)
هذا هو الحقّ الذی نعول علیه.
این همان حقى است که بر آن تکیه مىکنیم.
و هذا العلم کان علم شیث علیه السلام، و روحه هو الممدّ لکلّ من یتکلّم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنّه لا یأتیه المادة إلّا من اللّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادة لجمیع الأرواح.
و این علم (که علم به اعطیات و منح و هبات است) علم شیث علیه السلام است و روح شیث ممد أرواح کاملانى است که در این علم متکلمند جز روح خاتم (که استمداد از هیچ روحى نمىکند) بلکه ماده آن یعنى مدد آن از حق تعالى است بلکه روح او ممدّ جمیع أرواح است.
حتى روح شیث هم از مرتبه روح خاتم ممد مىگیرد و اینکه گفتیم از مرتبه شیث یا از مرتبه خاتم جهت این است که مفیض در حقیقت حق سبحانه است منتها در این مقام و مرتبه.
و إن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصری. فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کلّه بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 220-221
فما فى الحضرة الإلهیّة لاتّساعها شىء یتکرّر أصلا. هذا هو الحقّ الّذى یعوّل علیه.
پس چون این دانستى بدان که: قطعا و اصلا در حضرت الهیّت هیچ مکرّر نباشد. چرا که: اسماء نامتناهى است، و آنچه از اسمى فایض مىگردد، بحسب شخصیّت و تعیّن، آن اسم، مغایر شخصیّت و تعیّن آن چیزى باشد که مانند او بود؛ که: مثلین نیز متغایرین باشند به حقیقت. پس قطعا در افیاض تکرار نباشد.
و عرفاء نیز از آنجا گفتهاند که: حق تعالى دو بار در یک صورت متجلّى نگردد.
و چون نزد شیخ- قدس روحه- و هر که را که مشرب، هم مشرب اوست، این است، بطریق کشف و عیان که: «اعراض و جواهر در هر آنى و زمانى متبدّل مىگردد؛ و کسوت خلقیّت جدیده مىپوشد؛ و هیچ مکرّر نمىگردد؛ و از ظاهر، مستند ایشان قوله تعالى: «بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ»( س 50- 15) است. و فرموده که:
هذا هو الحق الذى یعوّل علیه.
و اگر چه این بحث در جایگاه خود، بعد از این، مبسوط خواهد گفت:
امّا اینجا این قدر بگوییم که:
از آن جهت مىگویند که: وجودى که او ملزوم کمالات است مر موجود را، حاصل مىگردد در هر آنى، حصولى جدید. پس حاصل شدن کمالات- که آن «افیاض الهى» است و تابع وجود است، بطریق اولى؛ که بر سبیل تجدّد باشد و شیخ- قدّس سره- در این مقام، در کتاب «فتوحات المکیه» مىفرماید که:
این معنى به کسى روى نماید، و نزد آن کس محقّق گردد که دانسته باشد بتحقیق که:
معطى وجود اللّه تعالى است و بس؛ نه بطریق وجوب ذاتى، بل به اراده و حکمت، بواسطه اسماء و صفات. و باقى اشیاء، اسباب و وسایط داند. و فیض الهى دائم شناسد؛ که هیچ منقطع نمىگردد. و «مستفیض»، خواه که: «عقول و نفوس مجرّده» است، یا: «اشیاء زمانیه»، که هر یک را در آنى و زمانى وجودى مىبخشد.- مثل وجود اوّل- و تکرار در آن نیست. و چون «مستفیض مجدّد» غیر مکرّر باشد، فیض [که تابع او است] هم مجدّد و نامکرّر باشد بالضّروره.
و هذا العلم کان علم شیث- ع- و روحه هو الممدّ لکلّ من یتکلّم فى مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الختم فإنّه لا یأتیه المادّة إلّا من اللّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادّة لجمیع الأرواح.
یعنى: علم اسماء الهیّه [که آن اعطیات مترتّب است بر آن] مختصّ است به شیث- ع- از میان سایر اولاد آدم، از انبیاء و اولیاء، بجز خاتم اولیاء. و از این سبب، بحث اسماء و اعطیات در حکمت و مرتبه قلبیّه شیث یاد کرد. و هر کس که در این علم بحث کند، و از این معانى سخن گوید، مدد او از روح شیث- ع- رسد. و او را استمداد از او باید کرد؛ به غیر از خاتم اولیاء- ع-؛ که مدد او از حضرت اللّه مىرسد. و او را احتیاج به استمداد از هیچ روحى از ارواح نیست؛ بلکه همه ارواح از انبیاء و اولیاء، حتّى خاتم انبیاء محمّد مصطفى- صلعم- در طرف ولایت آنچه از حضرت به وى فایق مىگردد، هم بواسطه «خاتم ولایت» است؛ چرا که:
خاتم اولیاء صاحب مرتبه ولایت مطلقه است؛ و فیض ولایت از حضرت ذات به وى مىرسد: و او را که «خازن خزانه ولایت مطلقه» گردانیده است، و در مقدّمات، بیان ولایت کرده شد.
و إن کان لا یعقل ذلک من نفسه فى زمان ترکیب جسده العنصری فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کلّه بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری.
تأکید مىکند، و مىگوید که: «ختم» مدد جمیع ارواح مىدهد. و اگر چه وقت باشد که: «ختم» از جهت حجاب «ترکیب جسد عنصرى خود» از این معنى غافل باشد؛ امّا من حیث رتبته و حقیقته داند. و جسد مثالى روحانى مانع تعقّل آن معنى نمىگردد؛ از آن سبب به جسد عنصرى قید کرد.
و اگر کسى گوید که: چگونه توان بود که صاحب مرتبه، بجهتى از مرتبه خود غافل باشد؟ و بجهتى دیگر، عالم باشد؟؟
تو جواب گوى که: در این هیچ شکّى نیست که: عالم بأسره، مدد از علم رسول ما محمّد مصطفى- صلعم- مىیابند. و قایل
«علّمت علم الاولین و الآخرین»
او بود. در حدیث «تأبیر» چون موافق تدبیر رسول نیامده بود، فرمود که:
«انتم اعلم بأمور دنیاکم»
پس دانستیم که: وقت باشد که: غلبه بشریّت ابر صفت، حجاب نور آفتاب ادراک مىگردد؛ با آنکه حقیقت محمّدى از آن غافل نبود؛ از این جهت شیخ تنبیه کرد که: «فهو من حیث حقیقته، ... الى آخره.
یعنى: این کامل، که نام او «ختم» است، و از روح او، مدد ولایت، به ارواح جمیع اولیاء و انبیاء مىرسد، عالم است به حقیقت و رتبه خود؛ که او است ممدّ همه؛ و جمله استمداد کمالات، از منبع وى مىکنند؛ هم او بعینه از جهت ترکیب عنصرى به این معنى جاهل است.
و «ما» در «ما هو جاهل» موصوله است، بمعنى «الشىء». و بعضى از شارحان «ما» [در ما هو جاهل] بمعنى «لیس» راندهاند؛ و خبر او به لغت تمیم، مرفوع گذاشتهاند. و همانا در این قول، جاى نظر است. از بهر آنکه غرض شیخ از این تقریر، اثبات ضدّین است؛ یعنى: «علم و جهل، نه نفى احدهما». و مؤیّد این، آن است که گفته؛ و قید کرده که: جهل او از جهت ترکیب عنصرى است.
و نیز گفتهاند که: مراد از «بعینه» «عین ثابته» است؛ و چنین نیست.
بلکه قوله «بعینه» از جهت تأکید آورده است. یعنى: الّذى ما هو عالم بعینه هو جاهل لذلک. و مؤیّد این جمله که گفتیم، این است که مىگوید:
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 219-220
فما فى الحضرة الإلهیّة لاتّساعها شىء یتکرّر أصلا هذا هو الحقّ الّذى یعوّل علیه.
پس در حضرت الهیّه چیزى مکرر نباشد از براى اتساع آن حضرت، چه اسما غیر متناهیه است و فایض از اسم واحد نیز به حسب شخصیتش مغایر شخصیت آنچه مثل اوست، لاجرم اصلا تکرار نباشد. و لهذا ارباب عرفان از سر ایقان گفتهاند ان الحق لا یتجلّى بصورة مرتین و لا یتجلّى فى صورة الاثنین. و چون پیش شیخ مقرر است که اعراض و جواهر در هرآنى متبدل است و تکرار نیست، گفت که: «هذا هو الحقّ الّذى یعوّل علیه»، یعنى این حقّى است که اعتماد بر وى است از آنکه وجود هر چیزى که ملزوم کمالات اوست چون در هرآنى او را حاصل به حصول جدیدست، کما قال تعالى: «بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ»، پس حصول آنچه تابع وجودست. بر سبیل «تجدد» باشد به طریق اولى و تحقیق تجدد امثال و لمیّت او مشروح خواهد آمد.
و هذا العلم کان علم شیث- علیه السلام- و روحه هو الممدّ لکلّ من یتکلّم فى مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم فإنّه لا تأتیه المادّة إلّا من اللّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادّة لجمیع الأرواح.
و این علم یعنى علم اسماى الهیّه که مترتب مىشود بر وى اعطیات علم شیث است علیه السلام؛ و در میان انبیا و اولیا که اولاد آدماند علیه السلام این علم اختصاص بدو دارد و هرکس که درین علم سخن گوید روح شیث علیه السلام ممد روح او باشد مگر روح خاتم اولیا را که او را مدد جز از حق تعالى نباشد؛ و جمیع ارواح را مدد از روح او باشد. یعنى از مرتبه روح او که ولایت مطلقه است مدد جمیع ارواح باشد، حتى روح شیث را نیز از روى ولایت مدد از مرتبه روح خاتم است. اگرچه شیث و کمّل و افراد، معانى و حکم را چون متبوع خویش اخذ از خداى عز اسمه مىکنند چنانکه شیخ در فتوحات بدین معنى در مواضع تصریحات دارد:
و إن کان لا یعقل ذلک من نفسه فى زمان ترکیب جسده العنصرىّ.
یعنى اگرچه محجوب گرداند او را ترکیب جسد عنصرى او از ادراک آنچه گفتیم؛ لکن از روى حقیقت و مرتبه مىداند کما
قال علیه السلام «أنتم أعلم بأمور دنیاکم»
با آنکه حقیقت محمدیّه ممد ایشان است به علم و این طریان حجاب از جهت غلبه بشریت است در بعضى اوقات بر آنچه حقیقتش اعطاى آن مىکند.
و جسد را به «عنصرى» قید کرد از براى آنکه «جسد مثالى روحانى» مانع نیست تعقّل آن را که مرتبه او اعطاى آن مىکند.
و بباید دانست که «انسان کامل» اگرچه از حیث حقیقت، عالم به جمیع معارف و علوم الهیّه است؛ اما ظهور این معنى موقوف است به ظهور این کامل به وجود عینى، و تعلق او به مزاج عنصرى از آنکه ظهور تام اعیان را در عالم حس تواند بود؛ و همچنین باقى کمالات که در اعیان بالقوه هست ظاهر نمىشود بالفعل مگر بعد از تحقق نفس در خارج و تعلق او به بدن. و چون ترکیب عنصرى غالبا در اول امر سبب حجاب و غفلت است از کمال حقیقى در بعضى ازمان چون سن صبى تا بلوغ حقیقى؛ و این نیز به عینه سبب ظهور کمالات و معارف است، شیخ قدس اللّه سره فرمود:
فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کلّه بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصرىّ.
یعنى این کاملى که جمیع ارواح را مدد (ممدّ- خ) از روح اوست، از روى حقیقت و رتبتش مىداند که همه ارواح استمداد ازو مىکنند و او در علوم و کمالات طریق امداد مسلوک مىدارد؛ و او بعینه از روى ترکیب عنصرى جاهل است بدین استمداد و امداد.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 536
فما فی الحضرة الإلهیّة- لاتّساعها- شیء یتکرّر أصلا. هذا هو الحقّ الّذی یعوّل علیه.و هذا العلم کان علم شیث- علیه السّلام-، و روحه هو الممدّ لکلّ من یتکلّم فی مثل هذا من الأرواح ما عدا روح الخاتم، فإنّه لا یأتیه المادة إلّا من اللّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تکون المادّة لجمیع الأرواح و إن کان لا یعقل ذلک من نفسه فی زمان ترکیب جسده العنصرىّ فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کلّه بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصریّ.
پس در حضرت الهیّت هیچ چیز مکرر نباشد، چرا که اسماء نامتناهیست.