الفقرة الثامنة والعشرون:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو من حیث حقیقته ورتبته عالم بذلک کله بعینه، من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری. فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قبل الأصل الاتصاف بذلک، کالجلیل والجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخر و هو عینه لیس غیر. فیعلم لا یعلم، ویدری لا یدری، و یشهد لا یشهد. و بهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة الله.
فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها، فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه: و ما وهبه إلا منه لأن الولد سر أبیه. )
(فهو من حیث حقیقته) الأسمائیة (ورتبته) الروحانیة (عالم ذلک) الإمداد المذکور (کله بعینه) لا بمثله (من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصری) الکثافة الحجاب الجسمانی فإذا تجرد عنه علم ذلک بصفاته الروحانیة ورقة اللطیفة النورانیة الإنسانیة .
(فهو العالم) من حیث حقیقة النورانیة (الجاهل) من حیث جسمانیته الظلمانیة وهو واحد فی ذاته (فیقبل الاتصاف بالأضداد) لکثرة وجوهه واعتباراته (کما قبل الأصل) الحقی الحقیقی (الاتصاف بذلک)، أی بالأضداد (کالجلیل) من الجلال وهو منشأ العظمة والهیبة (والجمیل) من الجمال وهو منشأ اللطف والأنس وهما اسمان متقابلان مقتضى أحدهما غیر مقتضى الآخر.
(وکالظاهر والباطن والأول والآخر) فإن کل واحد یقابل ما بعده .
(وهو)، أی خاتم الأولیاء المذکور (عینه)، أی عین الأصل المذکور باعتبار قبوله لجمیع الأوصاف التی قبلها الأصل إن لم تعتبر قعوده لذلک الأصل المطلق
(ولیس غیره)، أی غیر ذلک الأصل إلا إذا اعتبرت فیه قیوده، فإنه غیره حینئ والقیود أمور عدمیة ولا اعتبار للعدم فهو عینه من غیر ریب.
کما قال تعالى: "ذلک الکتاب لا ریب فیه هدى للمتقین" [البقرة: 2]، ولکن لا بد من اعتبار تلک القیود العدمیة فی الجملة .
ولهذا قال : (فیعلم) ذلک الولی الخاتم من حیث إطلاقه الحقیقی ولا یعلم من حیث قیوده المجازیة (ویدری) باطنة (ولا یدری) ظاهرة (ویشهد) بحقیقته (ولا یشهد) بشریعته فهو المطلق الذی لا یقیده وصف ولا عدم وصف .
وبهذا العلم الشریف المذکور (سمی شیث) النبی علیه السلام (لأن معناه)، أی معنى لفظ شیث باللغة السریانیة لغة آدم علیه السلام (الهبة) بمعنى العطیة (أی هبة الله) یعنی عطیته (فبیده)، أی ید شیث علیه السلام (مفتاح) باب (العطایا) کلها (على) حسب اختلاف أصنافها الذاتیة والأسمائیة.
(ونسبها) من حیث کونها أسمائیة کنسبة الغفار أو الستار أو الحلیم أو الحکیم (فإن الله) تعالى (وهبه)، أی شیث علیه السلام (لآدم) علیه السلام (أول ما وهبه) فی الحیاة الدنیا بعد قبول توبته.
(وما وهبه)، أی الله تعالى آدم علیه السلام (إلا منه)، أی من نفس آدم علیه السلام (لأن الولد سر أبیه) ما یسره أبوه و یضمره، أخرجه عند توجهه بنطفته على رحم الأم، فکان الولد باطن الأب، فکیف ما اتصف باطن الأب یتصف ظاهر الابن.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )(فهو العالم الجاهل) لکن جهله عین کماله کما بین فی موضعه (فیقبل الاتصاف بالأضداد) بالاعتبارین.
(کما یقبل الأصل الاتصاف بذلک) أی بالأضداد لکنه باعتبار واحد کما بین فی موضعه (کالجلیل والجمیل و کالظاهر والباطن والأول والآخر وهو عینه ولیس غیره) أی خاتم الرسل من حیث حقیقته عین الحق وإن کان من حیث جسده العنصری غیره .
و معنی عینیته من حیث الحقیقة کونه على صفته لا غیر (فیعلم) من حیث کونه عمن أصله (لا یعلم) من حیث کونه غبره ومن أجل هذین الوجهین ینسب إلیه ما
ما ینسب الى الأصل غیر الوجوب الذاتی وما لا ینسب إلیه وکذا قوله : ( و یدری لا یدری ویشهد لا یشهد) والمراد من انصاف هذا الکامل بالأضداد انصافه بالصفات اللائقة لحضرة الإمکان من النقصان والکمال .
لذلک قال فهو العالم الجاهل فیعلم لا یعلم والمراد من اتصاف الأصل اتصافه بالصفات الکاملة اللائقة لحضرة الوجوب .
لذلک قال کالجمیل والجلیل فمن قال کما أن أصله بعلم فی مرتبة الإلهیة ولا یعلم فی مرتبة ظهوره فی صورة الجاهلین مع أنه سوء أدب مع الله فقد أخطأ فی فهم المراد من المقام.
ولما فرغ من أحوال ختم الرسل رجع إلى شیث فقال : (وبهذا العلم) أی بسبب علمه العطایا الأسمائیة (سمی شیث لأن معناه) أی معنى شیث (هبة الله) فإذا کان هذا العلم مختصا بشیث علیه السلام
(فبید، مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونسبها) فلا یأخذ أحد ما عدا روح الخاتم من هذه الخزائن شیئا إلا بشیث و إنما کان مفتاح العطایا بیده (فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه) .
فکان علیه السلام أول مظهر للفتوحات الاسمائیة لآدم وأول سببه فتح الله به عطایاه فکان مفتاح العطایا بیده (وما وهبه) لآدم (إلا منه) أی إلا وهبه من نفس آدم.
وإنما کان ما وهبه إلا منه (لأن الولد سر أبیه) لیس أمرا خارجة عن وجود أبیه.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )قوله رضی الله عنه :" فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قبل الأصل الاتصاف بذلک، کالجلیل والجمیل، وکالظاهر والباطن والأول والآخر وهو عینه لیس غیره. فیعلم لا یعلم، ویدری لا یدرى، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم " سمی شیث لأن معناه هبة الله، فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونسبها."
وقوله: عالم به من حیث هو جاهل به لا یرید ظاهر هذا اللفظ، فإن العلم ینافی الجهل، فلا یفهم المعلوم من حیث هو مجهول بل من حیث ما هو مجهول یجهل ومن حیث ما هو معلوم یعلم . وإلا اختلطت الحقائق
ولکن مراد الشیخ، رضی الله عنه، أن العلم والجهل یجتمعان فی هذا الشخص المذکور باعتبارین متغایرین أحد الاعتبارین اعتبار الرتبة والآخر اعتبار الوجود المشخص.
وقوله رضی الله عنه: "فیقبل الأضداد کما قبلها الأصل کالظاهر والباطن والأول والآخر والمعطی والمانع وهو هو، ومن جملة الأضداد التی قبلها الفرع لا الأصل أنه یعلم ولا یعلم ویدری ولا یدری ویشهد ولا یشهد "وباقی الکلام ظاهر.
قوله رضی الله عنه: "فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه، وما وهبه إلا منه لأن الولد سر أبیه،" قلت: یعنی أن شیث، علیه السلام، هو أول أولاد آدم، علیه السلام، وهو ولد ابنه وهذا باعتبار أن آدم لما کانت عینه الثابتة على قاعدة اصطلاح الشیخ، رضی الله عنه، متعینة فی الأزل وفیها کل ما هو صادر عنها فی المستقبل، فإذا اعتبرت، اعتبرت لواحقها معها وإن کانت الأجسام متباینة
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه.
فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )قال رضی الله عنه : "فهو العالم الجاهل ، فیقبل الاتّصاف بالأضداد ، کما قبل الأصل الاتّصاف بذلک ، کالجلیل والجمیل »
یعنی على معنییه المتنافیین « کالظاهر والباطن ، والأوّل والآخر ، وهو عینه لیس غیره فیعلم لا یعلم ، ویدری لا یدری ، ویشهد لا یشهد " .
قال العبد اعلم :
فالموصوف بالباطنیة والظاهریة والأوّلیة والآخریة هویة واحدة لا اختلاف فیها ولا تضادّ ، وهی قابلة لأوصاف متنافیة ونعوت وأسماء متباینة ومتشاکلة متشابهة ، کذلک الختم یقبل الأوصاف المتنافیة المتکثّرة المختلفة ، والنعوت المتناسبة المؤتلفة ، لأنّه أحدیة جمع جمیع حقائق الوجوب والإمکان ،فیقبل بذاته الاتّصاف بالکلمالات والنقائص.
فهو من حیث الترکیب العنصری والغواشی الطبیعی جاهل بما هو عالم به من حیث روحه الممدّ وعینه الجامعة ورتبته الکمالیة ، ولکن لا یقدح ذلک فی کونه بالرتبة والحقیقة والروح عالما بإمداده للأرواح کما لا یقدح تنافی الزوجیة للفردیة فی العدد ، ولا تضادّ السواد والبیاض فی اللون المطلق ، لکونه بذاته قابلا لهما ، ولا تنافی الملک للشیطان فی الحیوانیة ، ولا الحقّیة للخلقیة فی الوجود والحقیقة ، فافهم .
قال رضی الله عنه : « وبهذا العلم سمّی شیث ، لأنّ معناه الهبة » أی هبة الله .
" فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أوصافها ونسبها ، فإنّ الله وهبه لآدم أوّل ما وهبه وما وهبه إلَّا منه ، لأنّ الولد سرّ أبیه"
قال العبد : إنّما ظهرت العلوم الوهبیّة الجودیة والحکم الوجودیة الشهودیة بالکلمة الشیثیّة ، لأنّ آدم علیه السّلام حزن على فقد « هابیل » حزنا عظیما فسأل الله تعالى أن یهبه ولدا صالحا للإلقاء والوهب الإلهیّ .
فوهبه الله شیثا فسمّاه بهذا الاسم ، یعنی هبة الله ، فهو أوّل موهوب لأوّل الصور الإنسانیّة بعد سؤاله الوهب عن الله الوهّاب بمن یکون مؤهّلا للعلم الوهبی ، فظهرت علوم الوهب والإلقاء بشیث علیه السّلام ووهب الحکمة التی فی علوم التقابل والتماثل.
ولهذا قال : « بیده مفتاح العطایا » وما وهبه الله آدم إلَّا منه ، لأنّ آدم الذی هو صورة أحدیّة جمع الحقائق اللاهوتیّة ، ومنه منبعث حقائق الهبات المفاضة على الأولاد فی الوجود ، والولد سرّ أبیه ، وسرّ هذه الصورة الأحدیة الجمعیة هو الفیض والوهب .
فمنه خرج وإلیه عاد ، فإنّ الهبات والأعطیات تعود على حقائق القوابل المظهریّة المرتبیّة ، والأمر محصور بین الوجود والمرتبة ، والإحاطة والجمع بحقائقها یقتضیان الحصر فیهما ویقضیان بهما ، ولهذا ذکر الشیخ رضی الله عنه سرّ الختمیّة فی هذا الفصّ .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )قال رضی الله عنه : " فهو العالم الجاهل فیقبل الاتصاف بالأضداد " باعتبار الحیثیات " کما قبل الأصل " أی الحق تعالى " الاتصاف بذلک کالجلیل والجمیل والظاهر والباطن والأول والآخر وهو عینه " أی باعتبار الحقیقة .
فإن الوجود المقید فی الحقیقة هو المطلق مع قید التعین والتعین لیس إلا قصوره عن قبول سائر التعینات وضیقه عن الاتصاف بجمیع الصفات والتسمى بالأسماء ، وذلک القصور والضیق خلقیة فهو حق باعتبار الحقیقة والوجود خلق باعتبار النقص والعدم ( ولیس غیره ) حقیقة ( فیعلم لا یعلم ویدرى لا یدرى ویشهد لا یشهد ) لأن ما هو به موجود عالم شاهد هو الحق ، وما هو به معدوم جاهل غیر شاهد هو الخلق .
قوله " وبهذا العلم " أی علم الأعطیة والأسماء " سمى شیث لأن معناه الهبة " أی هبة الله
فیکون أول مولود وهبه الله تعالى له هی النفس الناطقة الکلیة والقلب الأعظم ، الذی یظهر فیه العطایا الأسمائیة من الروح الأعظم.
فمن ثم قال : وما وهبه إلا منه ، لأن العطایا هی لوازم الأسماء التی لآدم .
ولهذا علله بقوله: " لأن الولد سر أبیه فمنه خرج وإلیه عاد ،فما أتاه غریب لمن عقل عن الله" أی معانى الأسماء کما عقلها آدم عنه.
" فبیده مفتاح العطایا " لأن العطایا تصدر من الأسماء ، وهو یعرف الأسماء وما یعرف أحد شیئا إلا بما فیه من ذلک الشیء فهو من لا یعرف الأسماء إلا لأنها فیه وهو مفتاح العطایا ، فصح قوله بیده مفتاح العطایا " على اختلاف أصنافها ونسبها " فإن اختلاف أصناف العطایا إنما یکون باختلاف الأسماء التی هی مصادرها على ما مر .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ، ﻓﻴﻘﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻑ ﺑﺎﻷﺿﺪﺍﺩ). ﺃﻱ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻓﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻨﻪ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻑ ﺑﺬﻟﻚ، ﻛﺎﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻵﺧﺮ).
ﺃﻱ، ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻑ ﺑﺎﻷﺿﺪﺍﺩ، ﻛﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﺻﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻻ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ، ﺇﺫ ﻻ ﻛﺜﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻭﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﺻﻼ ﻟﻠﻜﺎﻣﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻗﺪﺱ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻭﺣﻪ: (ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺬﻭﻗﻴﺔ، ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻃﻦ)، ﻭﺑﺎﻃﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ. ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ، ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ. ﻻ ﻳﺘﺼﻒ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﻨﺴﺒﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺮﺭﻩ ﻭﻳﻌﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺫﻭ ﻓﻜﺮ.
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺮﺍﺯ، ﻗﺪﺱ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻭﺣﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: "ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﻠﻪ"؟
ﻓﻘﺎﻝ: "ﺑﺠﻤﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ".
ﺛﻢ ﺗﻼ "ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ". ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ، ﻣﺎ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻪ: "ﺑﺠﻤﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ". ﺃﻱ، ﻻ ﻳﻨﺴﺒﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺃﻭﻝ، ﺑﻌﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺔ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻃﻮﺭ ﻓﻮﻕ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺸﻮﺏ ﺑﺎﻟﻮﻫﻢ، ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺷﺊ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ (ﻭﻫﻮ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻳﺪﺭﻯ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﻳﺸﻬﺪ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ). ﺃﻱ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﻳﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ، ﻓﻴﻘﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻑ ﺑﺎﻟﻀﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻴﺼﺪﻕ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺪﺭﻱ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ، ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻭﻻ ﻳﺸﻬﺪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ. ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻮﺍﻗﻲ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺳﻤﻰ " ﺷﻴﺚ" ﻷﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ "ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ".)
ﺃﻱ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺷﻴﺚ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻭﻣﻌﻨﻰ "ﺷﻴﺚ"(ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ) ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﺍﻧﻴﺔ، ﺳﻤﻰ ﺑﻪ ﻟﻴﻄﺎﺑﻖ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻈﻬﺮ "ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ" ﻭ "ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ").(ﻓﺒﻴﺪﻩ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﻨﺎﻓﻬﺎ ﻭﻧﺴﺒﻬﺎ).
ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﻪ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻪ، ﺻﺢ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻣﻈﻬﺮ ﻟﻠﻮﻫﺎﺏ، ﻓﺼﺎﺭ ﺭﻭﺣﻪ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻟﻠﻌﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ.
ﻓﻤﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺗﻔﻴﺾ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻫﺒﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﻨﺎﻓﻬﺎ ﻭ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻛﻠﻬﺎ، ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ.
ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺷﻴﺚ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻢ "ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ" ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻟﻪ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ، ﻋﻠﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺒﻪ ﻵﺩﻡ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﻫﺒﻪ).
ﻗﻴﻞ: (ﻗﺪ ﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺏـ (ﺁﺩﻡ) ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻷﻋﻈﻢ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻭﻫﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻷﺳﻤﺎﺋﻴﺔ).
ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻳﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ .
ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ رضى الله عنه : "ﻭﺃﻋﻨﻰ ﺑﺂﺩﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ". ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺁﺩﻡ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻛﻤﺎ ﻣﺮ.
(ﻭﻣﺎ ﻭﻫﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻨﻪ) ﻷﻥ ﺁﺩﻡ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭ، ﻛﻤﺎ ﻧﻄﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
(ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺳﺮ ﺃﺑﻴﻪ)، ﺃﻱ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )قال رضی الله عنه : "فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قبل الأصل الاتصاف بذلک، کالجلیل والجمیل، وکالظاهر والباطن والأول والآخر وهو عینه لیس غیر.
فیعلم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة الله.
فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها، فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه:
وما وهبه إلا منه لأن الولد سر أبیه".
قال رضی الله عنه : (فهو العالم الجاهل)؛ لأن ما بالذات لا یزول بالغیر، وإن اختفى به قبل تکشف الحجب عنه إذا کانت الهیئات الطبیعیة حاجبة للنفس عما فی الروح من الأسرار الکامنة کما أن السراج منیر بکل حال. إلا أن الحجاب بینه وبین الجدار مانع من استنارة الجدار لا من نور السراج فی ذاته، وإذا کان هو العالم الجاهل. وهما ضدان لتواردهما على محل واحد مع غایة الخلاف بینهما
قال رضی الله عنه : (فیقبل الاتصاف) بالإمداد فیکون هذا الجهل من کمالاته لا من نقائصه إذ بتثبته بذلک بر به فی قبوله (بالأضداد، کما یقبل الأصل) أی: الحق تعالی (الاتصاف بذلک بالجلیل والجمیل) متضادان، والباطن والظاهر) متضادان، (والأول والآخر) متضادان فاجتمعت فی الأصل الأضداد من وجوه کثیرة.
(وهو) أی: الخاتم من کمال اتصافه بصفاته على الطاقة البشریة کأنه (عینه، ولیس غیره) فیتصف بالضدین فی مراتب العلم أیضا من وجوه کثیرة، (فیعلم ولا یعلم) علم الیقین،
(ویدری ولا یدری) عین الیقین، (ویشهد ولا یشهد) حق الیقین و شیث ابن آدم -علیهما السلام - (بهذا العلم) أی: علم استناد کل عطاء إلى ما منه من الذات والأسماء (سمی شیثا؛ لأن معناه) بالعبرانیة الهبة أی: (هبة الله) استغنی عن الفاعل لتعینه کأنه بهذا العلم کان نفس العطایا مع أنه أعظم هبة لآدم، مع أنه کان ممدا لمن عداه؛ فهو هبة من کل وجه.
کأنه هبة کلیة شاملة على الجزئیات، (فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونسبها)، فإن روحه لکلیته یتصرف بخلافة الحق فی کل هذه الجزئیات، وکیف لا یکون کلیا (فإن الله وهبه لآدم علیه السلام أول ما وهبه)، فلا بد أن یکون کلا تتفرع منه الهبات الجزئیة، وکیف لا یکون کلیا؟!
(وما وهبه إلا منه)، وهو جامع للأسماء کلها فهبته جامعة لآثارها.
وإنما وهبه منه؛ (لأن الولد سر أبیه)، وإذا کان سره.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )
وکذلک قوله رضی الله عنه: (فهو العالم الجاهل ، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قبل الأصل الاتصاف بذلک ، کالجلیل والجمیل ) فی الأوصاف الحقیقیة الغیر النسبیة (وکالظاهر والباطن والأول والآخر) فی الأوصاف النسبیة .
( وهو عینه ) عند الاتصاف بتلک المتقابلات ( لیس غیره ) فی حال من تلک الأحوال ؛ ( فیعلم ولا یعلم ، ویدری ولا یدری ، ویشهد ولا یشهد ) .
قال رضی الله عنه : (وبهذا العلم سمی شیث) أی بالعلم بأحدیة جمع جمیع العطایا الإلهیة جمعا إحاطیا حاویا لجمیع النهایات وغایات الزیادات بما لا یفی بمقابلته نقود استعداد العباد، فیکون من خزانة الوهب ومحض الامتنان .
فوقع اسم شیث مطابقا لمسماه ( لأن معناه : هبة الله ؛ فبیده ) أی فی قبضة حقیقته الجامعة واستعداده الأصلی (مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونسبها) کما سبق تفصیلها .
قال رضی الله عنه : (فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه) إسعافا بما استدعاه لسان استعداده من استخراج کوامن العطایا الذاتیة والأسمائیة فیه ، فما استدعى آدم إلا ما فیه ، (وما وهبه إلآ منه ، لأن الولد سر أبیه ).
وأما بیان أنه أول ما وهبه : فإن آدم کما عرفت هی النفس الواحدة بالوحدة الجمعیة ، الکائنة بالکون الإحاطی ، الکامنة فیها تفاصیل جمیع العطایا والمواهب ، من مبدأ الفتح إلى منتهی الختم ؛ وشیث کما ظهر من فصّ کلمته المعرب عن نقوش حکمته الخاصّة به هو الکاشف عن وجوه تلک التفاصیل ، من مبدأ ظهورها الفتحی إلى أقصى مراتب کمالها الختمی وأنهى غایاتها التمامیّة ، فهو أوّل موهوب له ، ضرورة أنّ الغایة أوّل ما وهب لمبدئها .
وأمّا بیان أنّ کلّ ما وهبه منه ، فهو ظاهر مما عرفت من الجمعیّة الإحاطیّة الکامنة فیه .
ثمّ هاهنا تلویح یفید للمتفطَّن زیادة تحقیق لهذا الکلام : وهو أنّ لآدم بصورته الکلامیّة - وحدة جمعیّة قد اندمج فیها أنهى مراتب الکثرة عقدا ورقما ، وإنّ شیث هو المفصح عن تلک النهایة کذلک عقدا ورقما .
أمّا الأول : فلما مرّ غیر مرّة.
وأمّا الثانی : فلاشتماله على الحرفین اللذین قد استخرج فیهما بالفعل جمیع ما أمکن أن یظهر للحروف من التفاصیل الرقمیّة ومن له ذوق استلذاذ هذا المشرب ، فهذا القدر یغنیه .
الموهوبات من نفس الموهوب له
ثمّ إنّک قد عرفت فی الفصّ الآدمی معنى « آدم » وما بینه وبین الحضرة الواحدیّة والحقیقة النوعیّة الإنسانیّة من التفاوت والتغایر فلا نعیده ، ولیستکشف أمثال هذه المواضع على طبق ما مهّد من الأصول ، ولا یلتفت إلى التنزیلات المتعسفة والتأویلات الغیر المتسقة لهذا الکلام .
وإذ قد تبین أن الأولاد أسرار الآباء فوهب شیث لآدم لیس مما ناله من الخارج، بل إنما هو من نفسه.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )
قال رضی الله عنه : " فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک "وذلک لا یستلزم تعدد حیثیات المعروض فی معروضیته فیختلف ولو باعتبار.
فقال رضی الله عنه : (فهو العالم الجاهل فیقبل) باعتبار حقیقته المطلقة (فیقبل الاتصاف بالأضداد) . کالعلم والجهل فلا تنافی فیه بین العلم والجهل کما لا تنافی بین الزوجیة والفردیة فی العدد وبین المواد والبیاض فی اللون بین الحقیة والخلقیة فی الوجود المطلق (کما یقبل الأصل) وهو الهویة الأحدیة الواحدیة الجمعیة (الاتصاف بذلک) المذکور من الأضداد.
قال رضی الله عنه : "کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخر و هو عینه لیس غیر. فیعلم لا یعلم، و یدری لا یدری، و یشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة الله. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها"فقال رضی الله عنه : (کالجلیل والجمیل) فی الصفات الحقیقیة و(کالظاهر والباطن والأول والآخر) فی الصفات الإضافیة.
وإنما جعلهما أصلا للخاتم لأنه مخلوق على الصورة الإلهیة فکما أن الأصل یقبل الأضداد من جهة واحدة، فکذلک الفرع إذا تحقق به.
قال الشیخ رضی الله عنه فی "الفتوحات المکیة" الفصل الأول من أجوبة الإمام محمد بن علی الترمذی قدس الله سره: وأما ما نعطیه المعرفة الذوقیة فهو أنه أی الحق سبحانه ظاهر من حیث ما هو باطن وباطن من حیث ما هو ظاهر وأول من حیث هو آخر، وکذلک القول فی الآخر لا ینصف أبدأ بشیئین مختلفین کما یقرره ویعقله العقلی من حیث ما هو ذو فکر .
ولهذا قال أبو سعید الخراز قدس الله سره وقد قیل له: بما عرفت الله؟
فقال : بجمعه بین الضدین.
ثم تلا: "هو الأول والأخر والظاهر والباطن" آیة 3 سورة الحدید.
فلو کان عنده هذا العلم من تسمیتین مختلفتین ما صدق قوله بجمعیة الضدین ولو کانت معقولیة الأولیة والآخریة والظاهریة والباطنیة فی نسبتها إلى الحق من الأولیة تسمیتها إلى الخلق لما کان ذلک مدحا فی الجناب الإلهی.
ولا استعظم العارفون بحقائق الأسماء ورود هذه النسب بئی یصل العبد إذا تحقق بالحق أن تنسب إلیه الأضداد وغیرها من عین واحدة لا تختلف فیه.
(وهو)، أی الخاتم (عینه)، أی عین الأصل (ولیس غیره) حقیقة فإن الوجود المقید هو المطلق مع قید التعیین.
والتعیین لیس إلا قصوره عن قبول سائر التعیینات وصفة عن الاتصاف بجمیع الصفات فإذا ارتفع التعیین بالسلوک عمن نظر السالک، واختفى حکمه اتصف بما اتصف به المطلق من الأضداد.
(فیعلم لا یعلم ویدری لا یدری ویشهد لا یشهد) کما أن الأصل یعلم فی مرتبته الإلهیة ومظاهره الکمالیة ولا یعلم فی مرتبة ظهوره تصور الجاهلین.
وکذلک البواقی (وبهذا العلم)، أی نسبة علم الأعطیات والمنح والهبات علما ذوقیة وجدانیة .
(سمی شیث باسمه لأن معناه) بالعبرانیة (الهبة) بمعنى العطیة (أی هبة الله) فلما کان عالما بهباته سبحانه کان له نوع ملابسة بهبة الله مع أنه عین هبة الله فسمی به لهذا المعنى.
(وبیده) وفی قبضة تصرفه (مفتاح العطایا) الوهبیة وهو مظهریة الاسم الوهاب والظاهر فیه (على اختلاف أصنافها) المتمیز بعضها عن بعض بسبب تمیز الأسماء.
لأن تکل اسم عطاء یختص به (ونسبها)، أی خصوصیاتها المتعینة نسبة إلى قابلیات الأعیان الثابتة فإن لکل عین قابلیة لعطاء یختص بها ، وإنما جعل مفتاح العطایا.قال رضی الله عنه : "فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه: و ما وهبه إلا منه لأن الولد سر أبیه."
قال رضی الله عنه : (فإن الله سبحانه وهبه لآدم أول ما وهبه) بعد سؤاله بلسان حاله و مقاله من الوهاب عند فقد هابیل أن یهبه من یکون بدلا منه فی مظهر العلوم الوهبیة و العطایا المخفیة فی حقیقة أدم . ملقیا إیاها إلى أرواح المستعدین فوهبه الله لآدم وجعله مفتاحا لما أودع فیه.
(وما وهبه إلا منه لأن الولد سر أبیه) أی مستور موجود فیه بالقوة.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : ( فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل ، و کالظاهر و الباطن و الأول و الآخِر و هو عینه لیس غیر. فیعلَم لا یعلم، ویدری لا یدری، ویشهد لا یشهد. وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة اللَّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبیه. )
قال الشیخ المصنف رضی الله عنه : [فهو العالم الجاهل فیقبل الاتصاف بالأضداد کما یقبل الأصل الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل و الظاهر و الباطن و الأول و الآخر].
قال الشارح رضی الله عنه :
( فهو العالم الجاهل ): أی فهو عالم بعینه من حیث ما هو جاهل لأن العین فیهما واحد .
و هو الذی یقول: أنا، فإن الشیث علیه السلام لا یسمّى شیثا إلا باعتبار مجموع الرّوح و الجسد العنصری.
(فیقبل الاتصاف بالأضداد ): أی العین الواحدة المسمّاة بشیث علیه السلام، عالم جاهل باعتبار واحد فی أمان واحد، و یطلق على هذا العین الواحدة أنه جاهل فی حال کونه یطلق علیه أنه عالم لأن الأمر المرّکّب ذلک الترکیب اقتضى ذلک الإطلاق و الاتصاف بالأضداد، کالمرّکّب القوی فی الأدویة، یقال فیه: حار بارد، و مسهّل قابض، کالسبق فإنه مسهل قابض، و کالکزبرة حارة باردة، محللة من حیث حرارتها، تحلل الخنازیر، رادع مکثف من حیث برودتها .
والمجموع متصف بأنه حار بارد، ومحلل رادع، و هذا من المعقولات التی قبلتها العقول.
فإذا فهمت هذا فاعلم أن الشارح القیصری رحمه الله فی شرح هذا المتن قال:
أی فی مقام واحد باعتبارین، من حیث اتصافه بالصّفات الکونیة، و أما من حیث اتصافه بالصّفة الإلهیة فباعتبار واحد.انتهى کلامه.
و فیه ما فیه لأنه إذا قلنا بالاعتبارین فکیف قبل الاتصاف بالأضداد، و کیف یقبل التشبیه ؟ کما قال رضی الله عنه: کما یقبل الأصل الاتصاف بذلک، و الأصل ما اتصف بالأضداد بالاعتبارین حتى یکون مثله، مع قوله واعترافه أنه من حیث اتصافه بالصفة الإلهیة فباعتبار واحد، فکیف یشبه الذی باعتبار واحد بالذی باعتبارین، کأنه اشتبه علیه رحمه الله .
أن الصّفات لهذه العین الواحدة لما جاءته من الأجزاء، فاعتبر الاعتبارین، و عقل عن أصل التشبیه بالأصل لأن حقیقةالموصوف فی الوجهین حقیا و خلقیا وحدة العین، و لها صفتان متضادتان، فافهم .
( کما قبل الأصل) الحق (الاتصاف بذلک الأضداد، کالجلیل و الجمیل )، فالجلیل من صفات الجلال، و له التنزیه، و الجمیل من صفات الجمال و له التشبیه، و العین الواحدة یتصف بها من الأزل إلى الأبد، (و الظاهر و الباطن و الأوّل و الآخر )، و هی الأسماء الإضافیة المحضة، و یجمعها الله کلها کالماء فی الأوانی المختلفة .
قال: "العارف لون الماء لون إنائه": قبل الاتصاف بحسب الأوانی من لا صفة له، وکذلک فیما نحن بصدد بیانه لأن الأصل وحدة العین، فقبل الصفات المتضادة، وهی فی الظاهر عین الظاهر، وفی الباطن عین الباطن، وفی الأوّل والآخر کذلک .
فقبل الأضداد، وهی الحرارة والبرودة، والحلاوة والمرارة، وهو ما واحد، وهذا من مدرکات العقل لا کلام فیه . أراد رضی الله عنه بهذا التمثیل تقریب العقول الضعیفة .
قال المصنف رضی الله عنه : [وهو عینه و لیس غیره فیعلم ولا یعلم، ویدری ولا یدری، ویشهد و لا یشهد . وبهذا العلم سمی شیث لأن معناه هبة الله . فبیده مفاتیح العطایا على اختلاف أصنافها ونسبها. فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه . وما وهبه إلا منه لأن الولد سر أبیه،]
قال الشارح رضی الله عنه :
( و هو عینه ): أی هذا الفرع القابل للاتصاف بالأضداد عین الأصل، (لیس غیره ): أی قبول الاتصاف بالأضداد عین قبول الاتصاف بالأضداد، (فیعلم ما لا یعلم) له شریک . و أیضا کل علم حصل بالابتلاء، کما قال عن نفسه تعالى: "ولنبْـلوّنکُمْ حتّى نعلم المُجاهِدِین مِنْکُمْ والصّابرین ونبْـلوا أخْبارُکمْ" [ محمد: 31] .
و هذا لإقامة الحجة، فإنه یعلم ما یکون قبل أن یکون لأن علمه فی ثبوته، ومن هذا الذوق: أی وفق (لنبلونکم) .
قال مجذوب: و أمّا أنا فعرفته، و أما هو فلا أدری أنّه عرفنی أم لا: أی عرفنی مجاهدا أم لا لأن علمه تابع للمعلوم، و المعلوم: أی کونه مجاهد إما ظهر بالنسبة إلى هذا القائل فی ذلک الوقت، فلا یتعلق به العلم إلا بحسب ما هو المعلوم علیه
وبیان ذلک أنّ العلم المطلق من حیث التعلق بالمعلومات ینقسم إلى علم یأخذه الکون من الله بطریق التقوى، وهو قوله: "واتّـقُوا اللّه ویعلِّمُکُمُ اللّهُ واللّهُ بکُل شیْءٍ علیمٌ" [ البقرة: 282]، و قوله تعالى: "إنْ تتّقُوا اللّه یجْعلْ لکُمْ فُـرْقاناً" [ الأنفال: 29]، و هو علم الإفراد .
قال تعالى فی خضر علیه السلام: "وعلّمْناهُ مِنْ لدُنّا عِلْماً " [ الکهف: 65]، وهو علم التقوى، و إلى علم یأخذه الله من الکون عند ابتلائه إیاه بالتکلیف، وهو قوله تعالى : "ولنبْـلوّنکُمْ حتّى نعْلم المُجاهِدِین مِنْکُمْ والصّابرین" [ محمد: 31]، فلو لا الاشتراک فی الصورة ما حکم على نفسه بما حکم على خلقه من حدوث التعلق مع قدم العلم .
وهذا التفصیل من نتیجة العلم بالتحقیق بالصورة، فإذا ظهر العبد على الصورة فلا یفوته شیء لأنه حقیقی ، » اتق الله حق تقاته «
و إذا ظهر الحق بصورة الإنسان الحیوانی فی مقام الحیوانی فی مقام: جعت فلم یطعمنی فی الحال الذی لا یکون الإنسان فی صورة الحق، کان الحکم علیه کالحکم على صورة الإنسان الحیوانی الذی لیس على صورة .
فینسب إلیه ما ینسب من حرکة وسکون وانتقال، وشیخ وشاب، وغضب ورضاء، وفرح وابتهاج، وید وکف وأنامل، وغیر ذلک .
فافهم هذا إنی خففت علیک بإیراد هذا التفصیل حین علمت فیک ضعفا، وهکذا البیان فی قوله رضی الله عنه: (و یدری و لا یدری ) أی یدری ذاته أزلا و أبدا، و لا یدری له انتهاء، بل من هذا المقام ما قال ابن الفارض رضی الله عنه بلسان الجذب و العشق :
قلبی یحدّثنی بأنک متلقی روحی فداک عرفت أم لم تعرفی وقد عرفت بیان هذه الکلمة حیث عرفت تفصیل ما عرفته فیالعلم آنفا، (و یشهد) الغیب غیبا، بل کله شهادة بالنسبة إلیه تعالى، بل من هذا المشهد حکى رضی الله عنه فی الفتوحات أنه قال :
یا من یرانی و لا أراه ...... کم ذا أراه و لا یرانی
فاستبکى شخص فقیه کان حاضرا فی البدیهة
یا من یرانی مجرما ..... و لا أراه آخذا
ذا أراه محسنا ...... و لا یرانی لائذا
فسکت، فافهم الإشارة إنّ کل فقیه لا یستأهل بالبشارة، فلهذا أعرض الشیخ رضی الله عنه و لم یبین له حقیقة المعنى.
فلا یدری ما قلناه إلا من فهم إشارة ،" جعت فلم تطعمنی، ومرضت فلم تعدنی "
فإنه یتنزل إلى سماء الدنیا لیرى هل من مستغفر وهو علّام الغیوب، فافهم .
فإن الأمر فی نفس الأمر جمع النقیضین، فإنّ التضاد فی الأصل والفرع، یعلم ولا یعلم، ویشهد ولا یشهد، یدری ولا یدری .
ومن هذا المقام قال الخراز قدّس سره: عرفت الله بجمع الأضداد لأنه عین العالم، فعین العالم و عین الجاهل عرفت أم لم تعرف، فافهم الأمر على ما هو علیه، و لا تخلط فیخلط علیک .
فإنه سبحانه یقول: "و للبسْنا علیْهِمْ ما یلْبسُون" [ الأنعام: 9].
أما ترى حین خاطب نبیه بقوله: " جعت فلم تطعمنی ومرضت فلم تعدنی"
فقال :"سبحانک إنک تطعم و لا تطعم " ، فأعرض و أول الکلام حیث رأى فیه رائحة الاستعجاب و الاستغراب .
وهذا الکمل فی هذا المقام یقلدون سیدهم قال صلى الله علیه و سلم: " من رآنی فقد رأى الحق".
"" یقول رسول الله صلى الله علیه وسلم: «من رآنی فی المنام فکأنما رآنی فی الیقظة، ومن رآنی فقد رأى الحق؛ فإن الشیطان لا یتمثل بی» . الطبرانی فی الکبیر ومسند احمد.
قال: أبو قتادة قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: " من رآنی فقد رأى الحق " مسند أحمد والبخاری ومسلم.
أبی سعید الخدری، سمع النبی صلى الله علیه وسلم یقول: «من رآنی فقد رأى الحق، فإن الشیطان لا یتکوننی» البخاری.
" من رآنی فقد رأی الحق فإن الشیطان لا یتراءى بی. " البخاری
"من رآنی فی المنام فسیرانی فی الیقظة، ولا یتمثل الشیطان بی"
وفی طریق: "فقد رآنی، فإن الشیطان لا یتمثل فی صورتی" . البخاری ""
فلما فهم صلى اللّه علیه وسلم عدم الفهم من الحاضرین فقال: "إن الشیطان لا یتمثل بی".
فافهم فإنّ هذا هو العلم، بل هذا من العلم الذی ورد فی الحدیث الصحیح : " إنّ أفضل الأعمال العلم بالله، ینفعک معه قلیل من العمل وکثیره، وأنّ الجهل لا ینفعک معه قلیل العمل ولا کثیره " . رواه الحکیم عن أنس رضی الله عنه .
ورد أنّ: "المؤمن إذا تعلم بابا من العلم عمل به أم لم یعمل به کان أفضل من أن یصلی ألف رکعة تطوعا ". رواه بن لال فی مکارم الأخلاق عن ابن عمر .
و فی روایة أخرى :
" تطوعا متقبلة، وإذا علمت الناس عمل به أو لم یعمل به فهو خیر لک من ألف رکعة تصلیها تطوعا متقبلة ". رواه الدیلمی عن أبی ذر رضی الله عنه ذکرها فی جمع الجوامع هذا .
وهذا وقد ذکرت فیه غیبة المستبصر الفهیم، وغیر هذا ما هو العلم فی نفس الأمر،بل ترمیه الحقائق و تمجه البواطن، فافهم.
و لهذا: أی بأنه ممد الأرواح لهذه العطایا و فنونها، (سمّی شیث) شیثا لأنّ (معناه هبة الله) بلسان السریانی ، فلما کان علیه السلام واسطة فیها، فکأنه عینها بل هو عینها کما بیناه .
( فبیده مفتاح العطایا) لأن هذا النوع من التجلی، هو علیه السلام فتح بابه و بیده مقالیده (على اختلاف أصنافها و نسبها) وذلک لأنه أول تفصیل وقع للإجمال الآدمی فی تلک الأصناف من العلوم و المواهب و المنح و الأعطیات .
( فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه )، فهو وهب من الوهّاب بصورة ألوهیة الکمالیة الفتحیة، فهو فاتح أبواب الأعطیات و الخیرات، خفیها و جلیها، حقیرها و حلیلها.
(و ما وهبه إلا منه ): أی ما وهب ذلک الموهوب إلا منه، فأخذ منه و ردّ إلیه
قال تعالى: "سیجْزیهِمْ وصْفهُمْ إنّهُ حکِیمٌ علیمٌ " [ الأنعام: 139] .
وقال فی الحدیث: :"إنما هی أعمالکم أحصیها لکم ثم أردها علیکم، فمن وجد خیرا فلیحمد الله، ومن وجد غیر ذلک فلا یلومنّ إلا نفسه " .
فما خرج الأمر منه أصلا، ولا یخرج حفظا بحق الأصل ومراعاته، فشیث علیه السلام علما و وجودا تفضیل آدم صورة و معنى .
(لأنّ الولد سر أبیه ) فسر کل شیء حقیقته أو ثمرته.
فعلى الأول أن الولد سر أبیه لأنه تفضیل ما أجمل فیه، فحقیقة الأب التی کانت بصورة الإجمال ظهرت فی مفصله على صورة الکمال بأحسن التقویم و الجمال.
فما ظهر الکمال العطائی بأنواعها و أصنافها إلا فیه بتفضیل الإجمال، فالأمر إجمالی و تفصیل و إجمال .
و على الثانی فلأن السر هو الثمرة المکنونة فی أکمامه، فهو سر أبیه و ثمرته لأن القابلیات أعطت ذلک، فالذی بالقوة فی الأب یظهر فی الولد لأن کل تجلی یتأخر یضمن الأول مع الزیادة، و هکذا الأمر کما قیل بلسان العجم : نقاش نقش آخر بهتریشد زوال
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص99
فهو العالم الجاهل، فیقبل الاتصاف بالأضداد کمال قبل الأصل الاتصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل و الظاهر و الباطن و الأول و الاخر، و هو عینه و لیس غیره [من حیث الحقیقة و التغایر بینهما من حیث الإطلاق و التقیید] فیعلم و لا یعلم و یدری و لا یدری و یشهد و لا یشهد.
و بهذا العلم سمّی شیث لان معناه هبة اللّه.
و به این علم شیث به اسم شیث نامیده شد زیرا معناى شیث در عبرانى هبة اللّه است.
و این لفظ شیث بر او اطلاق شد تا لفظ که ظاهر است با مسمایش که عین شیث است و مظهر وهّاب و فتّاح است مطابق شود.
فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها،
چه مفتاح عطایا با اختلاف أصناف و نسبش به دست اوست.
از آن جا که کسى به ذوق و وجدان چیزى را نمىداند مگر اینکه در او از آن چیز هست. پس شیث که مفاتیح عطایا در دست اوست عین حقیقت او مشتمل بر آن اسماء و مظهر وهاب و روحش مظهر عطایا و مواهب الهیه است.
فإنّ اللّه وهبه لآدم أول ما وهبه: و ما وهبه إلّا منه لأن الولد سرّ أبیه،
هبة اللّه است زیرا اول موهبتى است که حق جلّ و علا به آدم هبه فرمود (که لسان حال آدم بعد از فقد هابیل این سؤال بود که حق جلّ و علا بدل از او را به وى ببخشد) و به او نبخشید مگر از او (زیرا آدم مشتمل بر شیث و جمیع اولاد خود است از این جهت همه از ظهر او بر سبیل ذرّ چنانچه حدیث به آن ناطق است به درآمدند) چه اینکه ولد، سرّ پدر است (یعنى در وجود پدر نهفته و بالقوة در او گنجانده شده است).
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 222-224
فهو العالم الجاهل؛ فیقبل الاتصاف بالاضداد.
یعنى: آن کامل در یک مقام واحد، به دو اعتبار، متّصف به دو صفت متضادّه است.
کما یقبل الاصل الاتّصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل، و کالظّاهر و الباطن و الأوّل و الآخر.
یعنى: کامل، اتّصاف است به اضداد. همچنانکه اصل او [که آن حضرت الهیّت است، یعنى: «حضرت اسماء و صفات»] قابل اتّصاف به اضداد است؛ یعنى در حضرت الهیّت، هم اسماء جلالیّه، و هم اسماء جمالیّه هست. هم جمیل است، و هم جلیل؛ هم ظاهر است، و هم باطن؛ هم اوّل است، و هم آخر. و این جمله صفات متضادّه است.
و از بهر آن، اصل را به حضرت الهیّت تفسیر کردیم که: مبدأ کثرات است. و در حضرت احدیّت به هیچوجه از وجوه، کثرت و قابلیّت اسم و رسم و نعت و صفت نیست؛ و از بهر آن، این نسبت ضدّین به یک شیء واحد نتوان کرد؛ مگر از دو جهت مختلفه.
امّا اهل کشف مىگویند که: آن حکم عقل، مشوب به وهم است، و الّا ما جمع بین الضّدّین فی حقیقة واحدة، من حیثیّة واحدة یافتهایم. و ما را در آن هیچ شبهت نیست. و حاجت به نسبتین مختلفتین نیست. چنانکه از شیخ ابو سعید خراز- قدّس سرّه- پرسیدند که: حق را به چه چیز شناختى؟ گفت: به جمعه بین الضدّین. و این آیت بخواند که: «هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ»( س 57- 3).
همچنین شیخ- رض- در فصل اوّل- از اجوبه حکیم امام محمد بن على الترمذى- قدّس روحه- گفته است که: به معرفت ذوقیّت، ما دانستهایم که: حقّ- جلّ جلاله- هم از آن جهت که ظاهر است، باطن است. و باطن است، هم از آن جهت که به آن ظاهر است. و اوّل است، از عین آنچه آخر است. و آخر است، بعین آنچه اوّل است. و ابدا متّصف نگردد به دو نسبت مختلفه. و این، طورى است و راى طور عقل.
و هو عینه و لیس غیره فیعلم لا یعلم، و یدرى لا یدرى، و یشهد لا یشهد.
و ضمیر [در عینه] عاید به اصل مذکور. یعنى: آن کامل، عین اصل خود است. و من حیث الحقیقة غیر او نیست. و تغایرى که هست، من حیث الاطلاق و التقیید است. پس متّصف به ضدّین گردد از جهتى واحده؛ چنانکه اصل است.
پس بر وى صادق باشند که: مىداند، و نمىداند. و درمىیابد، و درنمىیابد.
و مىبیند، و نمىبیند. چنانکه اصل او- که حق است- در مرتبه الهیّه و مظاهر کمالیّه، مىداند؛ و در مرتبه ظهور او در صور جاهلین هم، او است که نمىداند.
بر زبان شیخ المشایخ امین الدین على بلیانى- سلّمه اللّه- در غزلى که گفته بود چنین رفته بود:
آیا عجیب حالى کاندر چنین وصالى اندوه و درد نایافت در جانِ ما است امشب
نادان شدم در این بحر، تعویذ چشم بد را داناى علم کونین، نادانِ ما است امشب
بعضى از عزیزان در شیراز زبان طعن بر آن عارف گشاده بودند. این ضعیف سخن شیخ را مستحضر بودم. جواب ایشان از آنجا گفته شد- بعد ترتیب المقدّمات- که مىتوان بود که: یعلم و لا یعلم؛ و یدرى لا یدرى. و همانا آن بزرگ، به این اعتبار گفته باشد؛ و اگر چه غیر این تأویل نیز توان گفت.
و بهذا العلم سمّی شیث لا معناه هبة اللّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها.
یعنى: بسبب آنکه شیث- ع- مختص به علم اسماء بود که آن «مفاتیح عطایا» است، او را «شیث» نام کرد؛ از جهت مناسبت اسم با مسمّى. که:
در زبان عبرانى معنى لفظ شیث «هبة اللّه» است. پس شیث- ع- مظهر اسم الوهّاب و الفتّاح باشد. و از جهت اختصاص او به این اسم، مفاتیح عطایا بدست تصرف او داد، تا مواهب الهیّه و علوم لدنیّه و حکم اسمائیّه، از روح او به دیگر ارواح، فایض گردد؛ مگر بر روح ختم که خاتم اولیاء است؛ که او از این آخذیّت مستثنى است. چنانکه گفته شد از این پیش، که: او از حق تعالى بىواسطه مىگیرد، هرچه مىگیرد.
پس بنا بر آنکه گفته شد که: شیث، هبة اللّه است، و مظهر اسم «الوهّاب» است، و در دست وى مفاتیح عطایا است، گفت که:
فانّ اللّه وهبه لآدم اوّل ما وهبه؛ و ما وهبه إلّا منه لأنّ الولد سرّ ابیه.
یعنى: چون شیث، معنى او هبة اللّه است، و او مظهر اسم الوهّاب، اوّل وهبت و بخششى که اللّه- تعالى- به آدم- ع- فرمود، این بود که: او را اوّل فرزندى که شد، شیث بود- ع-. و او را از خارج به وى نداد؛ از نفس آدم او را به آدم داد. چرا که: آدم اشتمالى بر جمیع اولاد دارد. آخر نه بر سبیل ذرّ جمله فرزندان او از پشت او بیرون کرد؟ و با ایشان خطاب «أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ»( س 7- 172) فرمود؟
و این از آن است که فرزند، سرّ پدر است؛ یعنى: در وجود پدر مستور است؛ و بالقوة در وى موجود است.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 221-223
فهو العالم الجاهل؛ فیقبل الاتصاف بالأضداد کما یقبل (قبل- خ) الأصل الاتّصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل و الظاهر و الباطن و الأوّل و الآخر.
پس او متصف باشد به علم و جهل لاجرم قابل اتصاف باشد به اضداد؛ و در یک مقام بدو اعتبار از حیثیت اتصاف به صفات کونیّه، و اما از حیثیت اتصاف به صفت الهیّه اعتبار یکى است چنانکه مبیّن خواهد شد پس کامل قابل اتصاف است به اضداد چنانکه اصلش که حضرت الهیّت است از آنکه حضرت الهیّه حضرت اسما و صفات جلالیّه و جمالیّه است و موصوف به ظاهر و باطن و اوّل و آخر، به خلاف حضرت احدیّت که درین حضرت به وجهى از وجوه مجال کثرت نیست.
و اصل بودن حضرت الهیّه مر کامل را مبنى بر آن است که این کامل مخلوق به صورت اوست؛ و شیخ قدس اللّه روحه در فصل اول از اجوبه امام محمد بن على ترمذی قدس اللّه سره مىگوید که:
اما آنچه معرفت ذوقیّه اعطاى آن مىکند آن است که حق ظاهر است از آنجا که باطن است، و باطن است از آنجا که ظاهر است و اول از عین آنچه آخر است، و آخر از عین آنچه اول است، متصف نیست ابدا به نسبتین مختلفین چنانکه عقل تقریر و تعقل آن مىکند از آنجا که خداوند فکر است (خداوند فکرت است- خ) بیت:
ذاتش به صفت صفت به فعلش مستور اسم و صفت و فعل بود خود یک نور
این نیست عجب که ظاهر و باطن اوست این طرفه که باطن است در عین ظهور
هو الأوّل فى آخریّته بأوّلیّة لا آخر لها، و هو الآخر فى أوّلیّته بآخریّة لا أوّل لها.
ابو سعید خراز را که وجهى است از وجوه حق و لسانى از السنه او پرسیدند که: بم عرفت اللّه؟ قال: بجمعه بین الضدّین ثمّ تلا هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ. پس قائل شد به اینکه حق شناخته نمىشود مگر به جمع میان اضداد در حکم بر وى بدان اضداد. پس اول است هم از آن جهات که آخر است و آخر است هم از آن جهت که اول است. و او مختص است به حکم بر وى به اضداد از جهت واحده و بر غیر او. اگرچه به اضداد حکم کرده شود آن حکم از جهات مختلفه بود: چه عقل اثبات نمىکند امور متضاده را بر یک چیز مگر به جهات مختلفه، پس جمع میان اضداد از جهت واحده خارج است از طور عقل. شعر:
این نکته به گفتار مبیّن نشود با حجت منطقى مبرهن نشود
تا هرچه یقین است نگردد مشکل این نکته که مشکل است روشن نشود
پس هرچه ظاهر است اوست درحالى که باطن است؛ و عین هرچه باطن است هم اوست درحالىکه ظاهر است، و ظهور او عین بطون اوست و بطون او عین ظهور او.
و هو عینه و لیس غیره فیعلم و لا یعلم، و یدرى و لا یدرى، و یشهد و لا یشهد.
یعنى این کامل عین اصل خویش است و غیر او نیست از روى حقیقت؛ و تغایر در میان او و اصلش از روى اطلاق و تقیید است، پس او نیز قبول مىکند اتصاف را به ضدّین از جهت واحده، پس صادق است بر او که گویند مىداند و نمىداند؛ و درمىیابد و درنمىیابد؛ و مشاهده مىکند و نمىکند. چنانکه اصل او در مرتبه الهیّه و مظاهر کمالیّه، موصوف به علم و امثال اوست و در مرتبه ظهور جاهلین برخلاف این.
و بهذا العلم سمّى شیث لأنّ معناه هبة اللّه.
یعنى به سبب آنکه شیث علیه السلام مختص بود به علم اسما که مفاتیح عطایاست؛ و معنى شیث «هبة اللّه» است به عبرانیّه، پس بدین نام خوانده شد تا اسم او مطابق مسمى باشد که مظهر «وهاب و فتاح» است.
فبیده مفاتیح (مفتاح- خ) العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها.
چون علم اسما که مفاتیح عطایاست مختص بود به شیث علیه السلام و هیچ احدى چیزى به ذوق و وجدان نیابد مگر به آنچه از آن چیز در وى باشد. پس مفاتیح عطایا در دست اوست گفتن صحیح باشد چه او مشتمل است بر همه اسما و مظهر وهّاب است. پس روح او مظهر عطایا و مواهب الهیّه باشد. لاجرم از
روح او فایض مىشود علوم ذاتیّه و کمالات وهبیّه بر اختلاف اصناف و نسبتش بر همه ارواح؛ مگر بر روح خاتم که او بىواسطه اخذ از اللّه تعالى مىکند.
و شیخ چون ذکر این معنى کرد که شیث علیه السلام موهبت الهى است حاصل گشته از اسم «وهّاب»، پس مظهر این اسم باشد و مفاتیح عطایا در دست او بود، در مقام تعلیل این معنى فرمود:
فانّ اللّه وهبه لآدم أوّل ما وهبه.
یعنى اول موهبتى که حق سبحانه مر آدم را ارزانى داشت شیث بود و بعضى درین مقام مىگویند مراد از آدم حقیقت نوع انسانى است که آن روح اعظم است.
پس اول مولودى که حق بدو عطا داده «نفس ناطقه و قلب اعظم» باشد که اسماى عطائیّه در وى ظاهر مىگردد. این کلام را اگرچه وجهى است اما از انطباق مقتضاى مقام دورتر است.
و ما وهبه إلّا منه لأنّ الولد سرّ أبیه،
یعنى عطا نکرد آدم را مگر از وجه آدم که مشتمل بود بر وى و بر جمیع اولادش؛ و لهذا از ظهر او بر سبیل ذرّ اخراج کرد چنانکه حدیث بدین ناطق است، از براى آنکه ولد سرّ پدر خویش است یعنى مستور است در وجود او و موجود در وى بالقوه،
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 538
فهو العالم الجاهل؛ فیقبل الاتّصاف بالأضداد کما قبل الأصل الاتّصاف بذلک، کالجلیل و الجمیل و کالظّاهر و الباطن و الأول و الآخر، و هو عینه لا غیر. فیعلم لا یعلم، و یدرى لا یدرى و یشهد لا یشهد.
شرح یعنى، کامل قابل اتصاف است به أضداد، چنانکه اصل او که حضرت إلهیّت است.
و بهذا العلم سمّى شیث لأنّ معناه هبة اللّه. فبیده مفتاح العطایا على اختلاف أصنافها و نسبها، فإنّ اللّه وهبه لآدم- علیهما السّلام- أول ما وهبه، و ما وهبه إلّا منه لأنّ الولد سرّ أبیه.
شرح یعنى، چون او هبة اللّه است، مظهر اسم وهّاب بود، و مواهب علوم لدنیّه ازو به جمیع أرواح رسد، غیر خاتم. و او را از نفس آدم به آدم داد، زیراکه فرزند سرّ پدر است یعنى در وجود او مستور بود،