الفقرة التاسعة والعشرین:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : "فمنه خرج و إلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن الله. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من الله شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شی ء وإن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأن الأمر على ذلک، إلا آحاد من أهل الله.
فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله تعالى."
(فمنه)، أی من أبیه (خرج) الابن إلى عالم الدنیا (وإلیه)، أی إلى أبیه (یعود) بعد فناء هویته کالحبة تدفن تحت الأرض فنبتت حشیشة، ثم تخرج تلک الحبة فی أعلى الحشیشة، فترجع إلى أصلها بعد فناء الزائد علیها من الساق والورق والقشر
(فما أتاه) أى الأب وهو آدم علیه السلام (غریب) عنه بل أتاه ابنه وهو بضعه منه بل هو خرج منه وأتی إلیه ولیس بأجنبی عنه.
ولهذا اعتبر الشرع نسب الولادة فی الإنسان فخصه بأحکام لیست لغیره وهذا أمر واضح (لمن عقل) کل شیء (عن الله) تعالى بدون واسطة.
فلا خفاء فیه عنده ومن عقل عن غیر الله تعالى خفی علیه وشکک فیه .
(وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى) یکون بحسب استعداد السائل له فإذا أعطیه ، فما أعطى غیر استعداده لا مطلقا، فقد رجع إلیه ما خرج منه (فما فی أحد) مطلقا من نبی أو ملک أو ولی (من الله) تعالى (شیء) فمن عرفه تعالى منهم إنما عرف استعداده.
فإستعداده ظهر له فی نور معرفة الله تعالى التی تعرض لها، ولو لم یتعرض لها بسؤاله ما أعطته استعداده منها (وما فی أحد من سوى نفسه) المستعدة لمعرفة (شیء) فلم یعرف أحد غیر نفسه.
(وإن تنوعت علیه)، أی على ذلک الأحد الذی استعد لمعرفة غیره فعرف نفسه فی نور معرفة غیره فقط (الصور) الکثیرة فالتبس علیه أمره، فإنه یعرف نفسه من قبل فی صورة، ثم ظهرت له نفسه فی صورة أخرى عند تعرضه لنور معرفته غیره بحسب استعداده .
فکلما تحقق فی معرفة غیره تبدلت له نفسه بحسب اختلاف استعدادها فی أطوارها بصور کثیرة منسوبة عند نفسه إلى ذلک الغیر.
وإنما هی صور نفسه فقط، والغیر على ما هو علیه لا یعرف.
(وما کل أحد) ممن تعرض لهذا العلم (یعرف هذا) الأمر لخفائه ودقته على الأفهام وعزته على الأذواق والمواجید .
(و) لا کل أحد یعرف أن الأمر المذکور فی عین الحقیقة (على ذلک) الوصف من غیر شک (إلا آحاد) منفردون بالمعرفة المذکورة (من أهل) طریق (الله) تعالی (فإذا رأیت) یا أیها المرید (من یعرف ذلک) الأمر العظیم المذکور ذوقا ووجدانا (فاعتمد علیه) تفلح باتباعه إن شاء الله تعالى.
(فذلک) العارف المذکور (هو عین صفاء خلاصة)، أی زبدة (خاصة الخاصة من عموم أهل) طریق (الله) تعالی.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : (فمنه خرج) فی صورة النطفة (وإلیه عاد) بصیرورته على صورة أبیه فالهبة عبارة عن الإخراج والإعادة .
فإذا کان الولد سر (فما أتاه) أی فما أتی الولد أباه (غریب) أی على غیر صورة أبیه بل أتی على صورة أبیه لذلک أحبه .
وإذا لم یأت على صورته استکره ونفر منه ولیس له ولد ولا بد لسر الشیء بأن یعود إلى ذلک الشیء .
أو فما أتاه عن خارج نفسه قعوده إلیه منه (لمن عقل عن الله) أی لمن کان على بصیرة من ربه و علم الأشیاء على ما هی علیه (وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى) أی وکل ما وهب الله للعباد من العطایا لیس إلا منهم وإلیهم وإذا کان عطاء الحق على هذا.
(فما فی أحد من الله شیء) من العطایا إلا منه وإلیه حتى الوجود منه وإلیه بأمر الله وهو قول کن (وما فی أحد من سوى نفسه شیء) فکان العطاء الذی خرج من نفسه وعاد إلیه عین نفسه لا غیر .
قال رضی الله عنه : (وإن تنوعت علیه الصور وما کل أحد یعرف هذا) أی ما قلناه (وإن الأمر على ذلک) أی وما یعرف أن أمر العطاء على ما بیناه فی نفس الأمر فقوله یعرف هذا یتعلق بالمذکور.
وقوله : وإن الأمر على ذلک یتعلق بمطابقتة فی نفس الأمر الأول مرتبة التصور الثانی التصدیق (إلا آحاد من أهل الله) وهم الذین تحققوا بالتجلیات الأسمائیة ووقفوا بأسرار الأسماء والصفات.
(فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه) فإنه من کبار الأولیاء یرشدک إلى مقصودک (فذلک) العلم (عین صفاء خلاصة) وهی العلوم العالیة الصافیة الخالصة عن شرب کدورات النفسانیة .
وکیف لم یعتمد من یعرف بمثل هذا العلم (خاصة الخاصة) الخاصة أهل التجلی الصفاتی وخاصة الخاصة أهل التجنی الذاتی.
(من عموم أهل الله) أی من جمهور أهل الله فإذا لم یکن فی أحد من الله شیء ولا فی أحد من سوى نفسه شیء.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
وقوله رضی الله عنه : "فمنه خرج وإلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن الله.."
قلت: یعنی أن شیث، علیه السلام، هو أول أولاد آدم، علیه السلام، وهو ولد ابنه وهذا باعتبار أن آدم لما کانت عینه الثابتة على قاعدة اصطلاح الشیخ، رضی الله عنه، متعینة فی الأزل وفیها کل ما هو صادر عنها فی المستقبل، فإذا اعتبرت، اعتبرت لواحقها معها وإن کانت الأجسام متباینة.
وقوله رضی الله عنه : "وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من الله شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإن تنوعت علیه الصوره."
قلت : إذا فهم على ما قررناه من أن لواحق الأعیان الثابتة أنها تکون معها فی الاعتبار.
قال رضی الله عنه: "وما کل أحد یعرف هذا، وأن الأمر على ذلک، إلا آحاد من أهل الله. فإذا رأیت من یعرف ذلک، فاعتمد علیه وذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله تعالی."
قلت: هذا لا یحتاج إلى شرح ، إلا أن هذا الولی الذی أشار إلیه، رضی الله عنه، لا یعرفه إلا من هو مثله وقد یعرفه من یراه مثلا یسأل عن هذا المشرب فیجیب بأحسن ما یجیب غیره. فهذه علامة حسنة تعرف بها حال الأکابر من هو دونهم.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : " فمنه خرج وإلیه عاد ، فما أتاه غریب لمن عقل عن الله " .
قال العبد : الولد سر ابیه فمنه خرج وإلیه عاد ، فإنّ الهبات والأعطیات تعود على حقائق القوابل المظهریّة المرتبیّة ، والأمر محصور بین الوجود والمرتبة ، والإحاطة والجمع بحقائقها یقتضیان الحصر فیهما ویقضیان بهما ، ولهذا ذکر الشیخ رضی الله عنه سرّ الختمیّة فی هذا الفصّ .
ثمّ إنّ صورة الوهب والهبة الإلهیّة إنّما تکون فی الواحد متعدّدة ومتکثّرة ، فهو صورة سرّه القابل للوهب ، فما وصل إلیه إلَّا منه ولکن بالحق ، فمنه خرج وإلیه عاد .
فما أتاه غریب من غیره ولا من الخارج ، ولا سیّما خارج عن صورة أحدیّة جمع الکلّ ، فلا خروج ولا دخول إلَّا بالنسبة والإضافة ، فما خرج عن صورة أحدیّة جمع الکلّ عاد على صور تفصیله فی الکلَّیة التی هی فیه هو أوّلا وهو فیها هی آخرا .
قال رضی الله عنه : " وکلّ عطاء فی الکون على هذا المجرى ، فما فی أحد من الله شیء وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإن تنوّعت علیه الصور " .
قال العبد : المواهب والعطایا التی تجری على أیدی العبید والوسائط وبدونها إنّما هی صور استدعتها خصوصیات القوابل من الوجود المتعیّن فیها بحسبها ، والوجود الفائض من الحق ذاتیّ له ، وقبوله للقوابل إنّما هو بحسب الاستعدادات الذاتیة غیر المجعولة والخصوصیات ، فلولاها لما تعیّنت صور المواهب والعطایا من خزائن الجود الإلهیّة للقوابل بحسبها .
فوصولها وحصولها وإن کان من خزائن الله ولکنّ المستدعی والمعیّن الموجب لتعیّنها إنّما هو من القوابل وتنوّع صور المواهب للمعطی له فی عین الفیض الواحد .
والفیض الواحد إنّما هو بحسب صور الاستعدادات ، فما فی أحد من الله شیء ، وإلَّا لزمته مفاسد لا تخفى من التبعیض والتجزّی والحلول وغیرها.
وکذلک لیس فی أحد من غیره شیء ، إذ صور المواهب من خصوص استعداده ، وحقیقتها الفیض الوجودی وهو عینه لا غیره فی الحقیقة ، فافهم ، فما آتاه الله ما آتاه إلَّا منه .
قال رضی الله عنه : " وما کلّ أحد یعرف هذا ، وأنّ الأمر على ذلک ، إلَّا آحاد من أهل الله ، فإذا رأیت من یعرف ذلک ، فاعتمد علیه ، فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصّة الخاصّة من عموم أهل الله تعالى " .
قال العبد : لا یعرف هذا السرّ الخفیّ إلَّا الأفراد الکمّل ، وهم على طبقات والکلّ یرون النعم والمواهب من الله ، لسریان سرّ " وَما بِکُمْ من نِعْمَةٍ فَمِنَ الله ".
وهذا المشهد الذی ذکرنا فی ظاهر المفهوم یوهم خلاف هذا ، ولیس ذلک کذلک ، لأنّ هؤلاء الطبقات :
منهم : من یرى النعم کلَّها من الله ولکن بالأسباب التی هی غیر الله .
ومنهم : من لا یرى الأثر للأسباب والوسائط ، وهی سوى الحقّ کذلک فی زعمهم .
ومنهم : من یراها شروطا لا أسبابا ولا عللا ولا وسائط .
ومنهم : من یرى النعم من الله بلا واسطة .
ومنهم : من یرى الوسائط والأسباب أیضا من نعم الله .
وجمیع هؤلاء الأصناف محجوبون فی عین الکشف ، ومشرکون فی عین التوحید ، لأنّهم وإن وجدوا الله تعالى فی رؤیة النعم کلَّها من الله ، ولکنّهم أثبتوا الوسائط والنعم والمنعم علیه والمنعم أغیارا بعضها للبعض ، والحقیقة تأبى إلَّا أن یکون هو الله الواحد الأحد الظاهر الباطن الواحد الکثیر . فالمسمّى واحدا هو الوجود الواحد الحق الذی به تحقّق الحقائق من حیث حقیقته ، وهو المسمّى کثیرا أیضا من حیث تعیّناته فی القوابل ، والمنعم هو المفیض لذلک الواحد الکثیر ، والمنعم علیه هو المعیّن القابل لتعیّنات أخر بعد الوجود .
فالظاهریة والباطنیة والأصالة والفرعیة نسب ، فإذا وجد من یرى النعم الواصلة إلیه فی عرصة الوجود العینی من مدرجة عینه الثابتة ، فی الحق أزلا وأبدا من حیث إنّ تلک العین الثابتة عین الحق ، فقد جمع بین رؤیة النعم کلَّها من الله ورؤیة المنعم علیه عین المنعم ، وشهد أحدیة الوجود على ما هی علیه الأمر فی نفسه ، فکان هو عین صفاء خلاصة خاصّة الخاصّة من عموم أهل الله .
فإنّ العامّة من أهل الله یرون التوحید وهو ستّة وثلاثون مقاما کلَّیا نطق بها القرآن فی مواضع عدّة فیها ذکر "لا إِله َ إِلَّا الله" فی کل موضع منها نعت مقام من مقامات التوحید.
وأمّا الخاصّة فیرون الوحدة فإنّ التوحید فیه کثرة الموحّد والموحّد والتوحید وهی أغیار عقلا عادیّا، والوحدة لیست کذلک.
وأمّا خاصّة الخاصّة فیرون الوحدة فی الکثرة، ولا غیریّة بینهما.
وخلاصة خاصّة الخاصّة یرون الکثرة فی الوحدة.
وصفاء خلاصة خاصّة الخاصّة یجمعون بین الشهودین، وهم فی هذا الشهود الجمعی على طبقات:
فکامل له الجمع ، وأکمل منه شهودا أن یرى الکثرة فی الوحدة عینها ، ویرى الوحدة فی الکثرة عینها کذلک شهودا جمعیا ، ویشهدون العین الأحدیة جامعة بین الشهودین فی الشاهد والمشهود .
وأکمل وأعلى وأفضل منه أن یشهد العین الجامعة مطلقة عن الوحدة والکثرة والجمع بینهما وعن الإطلاق المفهوم فی عین السواء بین ثبوت ذلک کلَّها لها وانتفائه عنها ، وهؤلاء هم صفوة صفاء خلاصة خاصّة الخاصّة ، جعلنا الله وإیّاک منهم بمنّه ، إنّه قدیر خبیر .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : " فبیده مفتاح العطایا " لأن العطایا تصدر من الأسماء ، وهو یعرف الأسماء وما یعرف أحد شیئا إلا بما فیه من ذلک الشیء فهو من لا یعرف الأسماء إلا لأنها فیه وهو مفتاح العطایا ، فصح قوله بیده مفتاح العطایا " على اختلاف أصنافها ونسبها " فإن اختلاف أصناف العطایا إنما یکون باختلاف الأسماء التی هی مصادرها على ما مر .
قوله رضی الله عنه : " فإن الله وهبه لآدم أول ما وهبه وما وهبه إلا منه " معناه أنه عطاء من مقتضیات الأسماء التی علمه الله تعالى إیاها حیث قال :" وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ کُلَّها ".
وقد مر أنه أراد بآدم حقیقة النوع الإنسانى الذی هو الروح الأعظم والنفس الواحدة التی عبر عنها بالعین الواحدة والحضرة الواحدیة وحضرة الأسماء الأول الذاتیة .
فیکون أول مولود وهبه الله تعالى له هی النفس الناطقة الکلیة والقلب الأعظم ، الذی یظهر فیه العطایا الأسمائیة من الروح الأعظم.
فمن ثم قال : "وما وهبه إلا منه" ، لأن العطایا هی لوازم الأسماء التی لآدم .
ولهذا علله بقوله: "لأن الولد سر أبیه فمنه خرج وإلیه عاد ، فما أتاه غریب لمن عقل عن الله" أی معانى الأسماء کما عقلها آدم عنه.
"وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى فما فی أحد من الله شیء " أی شیء غریب لم یکن فی عینه فإن الأعیان وأنصابها تقسمت بالتجلى الذاتی .
فما لم یکن فی أحد من الفیض الأقدس بذلک التجلی قبل الوجود الخارجی لم یهبه الله له قط لأنه لیس بنصیبه فصح .
قوله :" وما فی أحد من سوى نفسه شیء " وإن تنوعت علیه الصور .
قوله :" وما کل أحد یعرف هذا وإن الأمر على ذلک إلا آحاد من أهل الله ، فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه ، فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله " ظاهر ، وذلک أن صفاء حقیقة خاصة الخاصة من شوب الغیریة والخلقیة ، یقتضی أنهم لا یرون إلا الأحدیة غیر محتجبین بالأسباب والوسائط ، لأنهم مکاشفون بوجود الأحد الواحد الکبیر المتعال الظاهر الباطن ، ویرون إثبات الغیر شرکاء .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻓﻤﻨﻪ ﺧﺮﺝ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﺩ) ﺃﻱ، ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﺩ ﺑﺼﻴﺮﻭﺭﺗﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺩﺍﺧﻼ ﻓﻲ ﺣﺪﻩ ﻭ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﺮ ﺍﻟﺤﻖ، ﻷﻧﻪ ﻣﻨﻪ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻋﻮﺩﻩ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﺷﻒ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ: (ﺇﻧﻲ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻰ ﻭ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ).
ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺍﺳﻢ "ﺍﻷﺏ" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ "ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ".
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻓﻤﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻤﻦ ﻋﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ) ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻑ ﺑﻌﺪﻫﺎ. ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺑﺎﻟﻐﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ. ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻭﻝ "ﻣﺎ" ﻟﻠﻨﻔﻲ. ﺃﻱ، (ﻣﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﻏﺮﻳﺐ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ) ﻻ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻨﻪ.
(ﻟﻤﻦ ﻋﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ) ﺃﻱ، ﻓﻬﻢ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ "ﺍﻟﺬﻱ". ﺃﻱ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺃﺗﺎﻩ ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻩ. ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﺻﺢ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ : "ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ" ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: "ﻏﺮﻳﺐ" ﺃﻱ، ﻓﻤﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻞ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ.
ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: (ﻓﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺊ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺊ) ﻓﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻋﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺃﺗﺎﻩ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻭﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻪ. ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ: ﺟﺎﺀﻩ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻫﻞ ﺃﺗﻴﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻐﺎﺷﻴﺔ". (ﻭﻛﻞ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ) ﺃﻱ، ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻜﻤﻞ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻴﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻪ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻓﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺊ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺊ. ﻭﺇﻥ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭ) ﺃﻱ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﻢ، ﻓﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺊ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺊ، ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻓﻬﻮ ﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺤﺴﺒﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻫﺎﻫﻨﺎ، ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻻ ﺍﻷﻗﺪﺱ.
ﻭﺇﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ: (ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺅﻩ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺅﻩ).
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ (ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ) ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺘﻨﻮﻉ ﻛﻼﻣﻪ رضى الله عنه ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ: ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻴﺾ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻰ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻓﻴﻨﺴﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻼ ﺗﻨﺎﻗﺾ.
(ﻭﻣﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺇﻻ ﺁﺣﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ). ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﺭ.
ﻗﺎﻝ رضى الله عنه : (ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ) ﺃﻱ، ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ، ﻷﻧﻪ ﺣﻖ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻗﻠﻴﻼ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ.
ﻗﺎﻝ: (ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺻﻔﺎﺀ ﺧﻼﺻﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ).
ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺟﻊ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﻘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﻮﺏ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻭﻧﻘﺎﺋﺺ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : (فمنه خرج، وإلیه عاد، فما أتاه غریب لمن عقل عن الله) أی أدرک منه بلا توسط آلة ولا وساطة عبارة.
ولفظ «العقل» له خصوصیة هاهنا من دون "الأخذ" و "الکشف" وغیره من حیث أنه من علوم التفرقة التی یعتبر فیها التفصیل، فلابد من عقل یضبطها، ضبط جمعیة للأطراف والنهایات ، فالواصلون إلى هذا الإدراک هم الحکماء الإلهیون ، أرباب العقول الکاملة والأذواق الشاملة .
وما قیل": «إن غفل» من الغفلة، بناء على أن «ما» موصولة فهو بعید ، نشأ من الغفلة عن مقصود الکتاب ، فإنه تعریض بمن عقل عن الأسباب أعنی أهل النظر کما سیجیء ما یؤیده .
قال رضی الله عنه : (وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى) بواسطة کان ذلک ، أو بلا واسطة، ذاتیا کان ، أو أسمائیا - فإنک قد عرفت أن العطاء الذاتی هو الذی بصورة استعداد المعطى له ، لاغیر ؛ والمرآة نصبها الله مثالا له .
( فما فی أحد من الله شیء) من خصوصیات العطایا ، وإن کان أصلها ذاتیة إلهیة ، فإن تلک الحضرة أقدس وأنزه من أن یحضر لدیها تلک النسب ، کما سبق تحقیقه فی مثال المرأة والصورة المتمثلة فیها ، إذ قد ظهر أنه لیس فی التجلیات الإلهیة خصوصیة إلا من القوابل .
قال رضی الله عنه : ( وما فی أحد من سوى نفسه شیء ، وإن تنوعت علیه الصور ) أی على ذلک الأحد بحسب سیره فی مواطن أراضى استعداده و مسالک عرضها الواسع الذی لاحد لأبعادها ، ولا عد لأفراد الصور المتشخصة فیها ، فتکون هذه الصور التی لا یبلغها الإحصاء عدا وحدا تنوع بها ذلک الأحد مع أحدیته، فالکل فیه ، وما فیه من الله شیء.
قال رضی الله عنه : (وما کل أحد یعرف هذا وأن الأمر على ذلک ، إلآ آحاد من أهل الله) صاحب الإشراف على متعانق الأطراف وشاهد الأحدیة الجمعیة الذاتیة ، بأن الکل منه وإلیه ، لا خارج منه شیء أصلا ، وأن الله بذاته منزه عن هذه النسب کلها .
لا یقال : إن أحدیته تعالى إذا کان أحدیة جمع لا تنافی تعدد النسب تقده وتنزهه ؟
لأن الذی ینافیه النسبة مطلقا هو هذه الأحدیة ، دون أحدیة الفرق - ?ما مر.
(فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه، فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله تعالى) ، المعدودین فی طی هذه الحکمة بأنواعها وأصنافها .
فذلک الکامل هو عین المنتقدین من الأصفیاء، وخلاصة طبقات المنتجبین من الکتل، طبقا على طبق، إلى سبع مراتب لما عرفت سترها غیر مرة على ما صرح إلیه بعبارته هذه - فلا تغفل.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : "فمنه خرج و إلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن الله."
قال رضی الله عنه : (فمنه خرج) سره، (وإلیه عاد) السر حین صار هبة له.
(فما أتاه) أی: آدم علیه السلام (غریب) من العطاء بل سره هو الذی أعطاه، وهذه المعرفة إنما تکمل (لمن عقل عن الله تعالی) أنه ما أعطى شیئا إلا ما علمه منه فاقتضاه، ومقتضی عین السر سره؛ فهو المردود علیه.
قال رضی الله عنه : "وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى.
فما فی أحد من الله شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شی ء وإن تنوعت علیه الصور.
وما کل أحد یعرف هذا، وأن الأمر على ذلک، إلا آحاد من أهل الله.
فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله تعالى."
ثم صرح بالتعمیم نفیا لما یتوهم من تخصیص کون الولد سر أبیه؛ فقال: (وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى)، وهو رد للشیء مقتضى العین الثابتة للشیء علیه، (فما فی أحد من الله شیء) ابتداء من غیر اقتضاه عینه إیاه، وإذا کان کل عطاء للشیء من مقتضى عینه.
(فما فی أحد من سوى نفسه شیء، وإن تنوعت علیه الصور) أی: صور العطایا مع وحدة العین القابلة وذلک لاختلاف استعداداتها المتعاقبة، وکل استعداد سابق مع الأمر المتجدد سبب لاستعداد لاحق، وکل استعداد جدید یقتضی صورة جدیدة.
(وما کل أحد) من العارفین (یعرف هذا) أی: اقتضاء کل عین صورا مختلفة باستعداداتها المختلفة بل یتوهم أن استعداد کل عین لما کان من الفیض الأقدس لم یکن فیه اختلاف.
وهو غلط إذ الفیض الأقدس إنما یتعلق بالاستعداد الکلی، وأما الاستعدادات الجزئیة التی هی مفاضة، فمن الفیض المقدس بأسباب متوسطة.
""إنما قال عنه: (یعرف) ولم یقل: (یعلم)؛ لأن المعلومات کلها تذکار، فإنها کانت معلومة ثم أنسیت ثم أعلمت، فسمیت معرفة؛ لأنها مسبوقة بالجهل بخلاف العلم، فلهذا إن العلم صفة الحق، والمعرفة صفة الکون.""
ولا یعرف (أن الأمر) الإلهی الکلی (ذلک) التفصیل یتنصل إلى استعدادات جزئیة، فتختلف الصور باختلاف تلک الاستعدادات الجزئیة (إلا أحاد من أهل الله) المحیطون بتفاصیل أسرار القدر.
ثم بالغ فی مدحهم بقوله: (وإذا رأیت من یعرف ذلک) معرفة شهودیة،( فاعتمد علیه فذلک عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله) الواقفین على سر القدر.
وذلک لأن عامة أهل الله، إنما یعرفون أن الله تعالى ما فعل بهم إلا ما علم منهم، وخاصتهم علموا أنهم أعطوه العلم هم فحکم علیهم بما علم منهم.
وخاصة الخاصة علموا أنهم حکموا على الله أن یحکم علیهم بما علم منهم، وخلاصتهم علموا أن ذلک الحکم بحسب استعدادهم الأول.
وصفاء الخلاصة علموا أن الاستعداد الأول یفصل إلى هذه الاستعدادات المختلفة، وأمر کل شیء راجع إلى عینه لا غیره، وإذا کان کل عطاء، وفیض فی الکون لا یکون إلا عن عین المعطى له ونفسه.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : (فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه. فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. )
قال رضی الله عنه : "فمنه خرج وإلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن الله. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من الله شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شی ء وإن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأن الأمر على ذلک، إلا آحاد من أهل الله.
فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله تعالى."
قال رضی الله عنه : (فمنه خرج) بصورة النطفة ألمانیة فی الرحم (وإلیه عاد) بصیرورته إنسانا داخلا فی حده وحقیقته.
قال رضی الله عنه : (فما أتاه غریب) من خارج وذلک ظاهر (لمن عقل) الحقائق وأدرکها (عن الله) لا من عنده نفسه بفکره ونظره (وکل عطاء) یقع (فی الکون) جارى (على هذا المجرى) فإنه لا یأتی المعطى له إلا منه لا من خارج.
فإنه ما لم تقتضی عینه الثابتة ذلک العطاء لا یأتیه أصلا (فما فی أحد) من المعطی لهم (من الله) المعطی (شیء) بل الله یظهر ما کان مستورة موجودة فیه بالقوة.
قال رضی الله عنه : (ولا فی أحد من سوى نفسه شیء)، بل ما یظهر فیه إلا ما کان مستورة فیه (وإن تنوعت علیه)، أی على ذلک الشیء (الصور) بحسب تنوع استعدادات الأخذ المعطى له، ففی أی صورة کان ذلک الشیء لا یکون من سوى نفس المطعی له أو على ذلک الأخذ فمن أی صورة وصل إلیه ذلک الشیء.
فهو من نفسه فإن تنک الصورة کانت موجودة فیه بالقوة، ثم ظهرت بالفعل بعد تحقق شرط ظهورها فما فاض ما فاض علیه من سوى نفسه.
ولا یخفى أن ذلک إنما هو باعتبار الشیخ المقدس لا الأقدس فلا یناقض ما سبق لأن الأمر کله منه ابتداؤه وانتهاؤه .
(وما کل أحد) من أهل الله (یعرف هذا) الحکم یعنی أنه ما فی أحد من الله ولا من أحد سوى نفسه شیء.
(وأن الأمر) یعنی أمر العطاء فی الکون کله جار على ذلک المجرى.
(إلا آحاد من أهل الله فإذا رأیت من بعرف ذلک فاعتمد علیه) فیما یقول لأنه حق مطابق أما فی الواقع.
قال رضی الله عنه : (فذلک) الذی یعرف ذلک (عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله)، فعموم أهل الله المؤمنون الموجودون، وخاصتهم السالکون السائرون إلیه تعالى، وخاصة الخاصة المتحققون بقرب النوافل، و خلاصة خاصة الخاصة المتحققون بقرب الفرائض.
وصفاء الخاصة أی : صفوتهم صاحب مقام قاب قوسین الجامع بین القربین.
وعین الصفاء أی: المختار من هؤلاء الصفوة صاحب مقام أو أدنى الغیر المقید بالجمع بل له الدور فی المقامات الثلاث من غیر تقیید بواحد منها.
وهذا خاصة نبینا صلى الله علیه وسلم وکمل ورثته.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال رضی الله عنه : ( فمنه خرج وإِلیه عاد. فما أتاه غریب لمن عقل عن اللَّه. وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللَّه شیء، وما فی أحد من سوى نفسه شیء وإِن تنوعت علیه الصور. وما کل أحد یعرف هذا، وأَنَّ الأمر على ذلک، إِلا آحاد من أهل اللَّه.
فإِذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى.)
قال المصنف رضی الله عنه : [فمنه خرج و إلیه عاد . فما أتاه غریب لمن عقل عن الله تعالى . وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى . فما فی أحد من الله شیء ولا فی أحد من سوى نفسه شیء وإن تنوعت علیه الصور . وما کل أحد یعرف هذا وأن الأمر على ذلک إلا آحاد من أهل الله. فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه . فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله].
قال الشارح رضی الله عنه :
( فمنه خرج و إلیه عاد ): أی من آدم خرج شیث علما و وجودا و صورة و معنى، و إلیه عاد نفعه.
أی نفع شیث علیه السلام لأنه رأى تلک الکمالات المفصّلة فی نفسه بولده الذی هو إفشاء سره، و إنشاء أمره، و تفصیل مجمله، و إعراب معجمه، فما عمّ آدم و من دونه ذلک التفصیل فی نفسه إلا بواسطة روحه الأقدس.
أی روح شیث علیه السلام لأنه بواسطة و ممد لکل من یتعلم فی مثل هذا العلم سوى روح الختم، فإنه ختمت به الإحاطة، و ما وراء الله مرمى .
قال تعالى: " وأنّ اللّه قدْ أحاط بکُل شیْءٍ عِلْماً" [ الطلاق: 12] . وعلمه عین ذاته، وذاته عین الوجود.
فقد أحاط بکل شی ء وجودا، هذا هو الختم الذی ختم به العلم و الوجود، فافهم .
( فما أتاه غریب ): أی إذا أوتی الولد أسرار الوالد فما أتاه غریب: أی أجنبی من خارج لأنه تفصیل ما أجمل فیه علیهما السلام، فکما أن الولد عضو من أعضائه التی فصل منه.
کذلک من حیث تفصیل ما عنده من المحملات الأمهات، فمن علم الأمر على هذا النمط علم ما قلناه.
و ذلک لا یکون (إلا لمن عقل عن الله) تجلیا شهادیا عیانیا، أو تعریفا إیمانیا لأنه على کشف و علم منه، بل (وکل عطاء فی الکون على هذا المجرى)، فإنه ما یجنی أحد من شجرة نفسه إلا ثمرة غرسها، ولکن الناس لا یشعرون .
( فما فی أحد من الله شیء ): أی بل (و ما فی أحد إلا ما هو له) .
" فمن وجد خیرا فلیحمد الله و من وجد غیر ذلک فلا یلومنّ إلا نفسه"
انظر ما الذی أخبرک سید الخلق صلوات الله وسلامه علیه و آله فی هذا الحدیث، أدبک بأحسن تأدیب، تتأدب مع الله، إنک من وجه مرآة وجوده تعالى، و هو تعالى مرآة أحوالک.
فما دام العبد محاذیا له، یقابل کل شیء بالطهارة المشروطة المعتبرة عند العلماء بالله، إنهم أهل الله وخاصته، فیظهر فیه کل کمال، وإذا انحرف عن کمال المسامتة لاقتصاء حکم حقیقة الانحراف لأنه حقیقة لا یلومنّ إلا نفسه، فافهم .
( و إن تنوعت علیه الصور) لا تحسبها أنها خارجة عنک، کما ترى فی المرائی المختلفة صورا مختلفة، طولا و عرضا، فإنها تنوّعت الصور بحسب المرائی لا غیر، وأنت الرائی على ما أنت علیه، و تعلم بذلک فی نفسک، ولا تنکر تنوعات صورک بل تعلم أنها صورک، وهکذا الأمر فی الکون .
وإن شئت قلت فی الإلهیات: أما ترى صور المنام، إنک ترى صورا مختلفة، و نتحقق أنه لا غیر هناک .
قال الشیخ ابن الفارض قدّس سره فی هذا المقام :
أتحسب من ناجاک فی سنة ...... سواک بأنواع العلوم الجلیلة
فإنه قدّس سره ضرب المثل لوحدة النفس مع تنوعات أوصافها و صورها، فإنه عینها لا غیرها، (و ما کل أحد) (من عموم أهل الله) بل خواصه، (یعرف هذا ): أی أن الأمر منک إلیک .
إنما قال رضی الله عنه: (یعرف) و لم یقل: (یعلم) لأن المعلومات کلها تذکار، فإنها کانت معلومة ثم أنسیت ثم أعلمت، فسمّیت معرفة لأنها مسبوقة بالجهل "بل بالنسیان "بخلاف العلم "مسبوق بالجهل". فلهذا إن العلم صفة الحق، و المعرفة صفة الکون.
(وأن الأمر على ذلک ): أی لا یعرف أن کل ما خرج منک یعود إلیک، (إلا آحاد من أهل الله )، أهل القرآن هم أهل الله . لأن القرآن کلام الله، و کلامه علمه، و علمه عینه، فلم یجعل لهم صفة سوى عینه، و لا مقام أشرف ممن کان عین الحق صفته على علم منه، فافهم .
وأما آحادهم فهو الذی کشف له عن عینه، و رأى أحکامها بعینها بحسب القابلیات و الاستعدادات، ثم تنزل من عالم الغیب إلى عالم الشهادة، بلا قصور و فتور، بل بعلم و شعور، بل بکشف و شهود و حضر، بل بذوق فی نفسه، إن الأمر منه بدأ و إلیه یعود .
( فإذا رأیت من یعرف ذلک) بالکشف و الشهود و الذوق، (فاعتمد علیه أنه) صاحب علم تام عام، فإنه لا یکشف هذا الکل أحد، بل هو للمعتنی الفرد المعتمد الذی به الحل و العقد .
( فذلک ): أی ذلک العارف هو (عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل الله تعالى) .
هذه مراتب خمس للخواص من عموم أهل الله، و هم أهل القرآن، فإنهم أهل الله و خاصته على هذه المراتب الخمس، فالخاصة هو المخصوص بعنایة الوصول خاصة، و خاصة الخاصة، و الواصل المردود، و لکن من الحق بالحق، و خلاصتها هو الواصل المردود به لا بالحق، و هذا أتم من الأول لأنه صاحب جمع و فرق، بخلاف الأول فإنه صاحب جمع لا یرى فی الوجود غیر الله، و صفاؤها هو الذی صفا عن کدورات الأکوان، و لوّث شوب الحدوث و الإمکان، و عینها: أی عین الإنسان الکبیر، المسمّى بالعالم، و هو جلاء مرآة الوجود الذی أشار إلیه فی النص الآدمی بقوله: (کان آدم عین جلاء تلک المرآة التی هی العالم المسمّى بالإنسان الکبیر )، فافهم .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص100
فمنه خرج و الیه عاد. پس از او خارج شد و به سوى او برگشت.
قیصرى گوید:
در این سخن اشاره است به اینکه آدم نیز سرّ حق است. زیرا ظهورش از او و عودش به سوى اوست، چنانکه از حضرت عیسى نقل است که فرمود: «انّی ذاهب الى ابی و أبیکم السماوی»
شبسترى گوید:
جناب قدس وحدت دیر جان است که سیمرغ بقا را آشیان است
ز روح اللّه پیدا گشت این کار که از روح القدس آمد پدیدار
اگر یابى خلاص از نفس ناسوت در آیى در جناب قدس لاهوت
بود محبوس طفل شیر خواره به نزد مادر اندر گاهواره
چو گشت او بالغ و مرد سفر شد اگر مرد است همراه پدر شد
عناصر مر تو را چون امّ سفلىست تو فرزند و پدر آباى علوىست
از آن گفته است عیسى گاه اسرى که آهنگ پدر دارم به بالا
تو هم جان پدر سوى پدر شو به در رفتند همراهان به در شو
اگر خواهى که گردى مرغ پرواز جهان جیفه پیش کرکس انداز
به دونان ده مر این دنیاى غدار که جز سگ را نشاید داد مردار
فما أتاه غریب لمن عقل عن اللّه و کلّ عطاء فی الکون على هذا المجرى فما فی أحد من اللّه شیء و لا فی احد من سوى نفسه شیء و إن تنوعت علیه الصور.
و ما کلّ أحد یعرف هذا، و أنّ الأمر على ذلک، إلّا آحاد من أهل اللّه. فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللّه تعالى.
پس آن کس که ادراک حقایق از حق جلّ و علا مىکند در نزد او محرز است که امر غریبى براى او نیامده است و هر عطایى که در وجود است بر این مجراست. یعنى هر کس به حسب قابلیت خود که اقتضاى عین اوست مىگیرد اگر چه صور فایض بر او گوناگون باشد. (یعنى با این اختلاف صور به حسب قابلیت خود عطا مىپذیرد).
و هر کسى به این نکته پى نمىبرد مگر اوحدىّ که بر اسرار قدر مطلعند. پس اگر چنین کسى را دیدى بر قول او اعتماد کن که این شخص دانا «عین صفاء خلاصة خاصة الخاصّة» از عموم اهل اللّه است.
«الخاصّة» و اصل است «و خاصة الخاصة» آن کسى است که رجع بالحق الى الحق، و «صفاء خلاصة خاصة الخاصّة» علوم و حقایق حقانیه است که از شوب اکوان و نقایص امکان صافى است.
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 225-228
فمنه خرج و إلیه عاد.
هرگاه که زمان ظهور بالفعل درآید، از وى بصورت نطفه بیرون آید؛ و در رحم مادر افتد؛ و باز به پدر باز گردد؛ به آن معنى که: همچنانکه پدر، انسانى است داخل در حدّ و حقیقت خود او، نیز داخل در حدّ و حقیقت خود شود.
و چون نیکو نظر کنى، آدم نیز سرّ حق است. که ظهورش از حق بود.
و عودش هم به حق. که: منه بدأ و الیه یعود.
و اگر از این صریحتر خواهى اینکه: منقول است و مشهور از خاتم ولایت کلّیّه- عیسى- ع- که: با حواریان گفت: انّى ذاهب الى أبى و أبیکم السّماوى.
و اطلاق اسم «اب» بقدر دریافت آن قوم خود، به «حق» کرد. نظر بر اصل «منه بدأ و الیه یعود». و اگر چه حق، نه فرزند کسى است، و نه پدر کسى. «لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ»( س 112- 3).
اگر گوئیم، بنا بر آن قول که مراد از آدم، حقیقت نوع انسانى است؛ که آن را «روح اعظم» خوانند.
پس اوّل وهبة که حق تعالى بر وى کرده باشد، و اوّل مولودى که وى را داده باشد، نفس ناطقه کلیّه و قلب اعظم باشد. که مظهر عطایاى اسمائیّه، او است.
و هرچند این سخن را وجهى هست، امّا مناسب قول شیخ- رض- گفتن، اولى است؛ که فرمود: و اعنى بآدم النفس الواحدة الّتى خلق منها هذا النوع الانسانى لا ینافی آدم عالم الملک.
فما أتاه غریب لمن عقل عن اللّه. و کل عطاء فى الکون على هذا المجرى.
فما وجد فى أحد من اللّه شىء، و لا فى أحد من سوى نفسه شىء و ان تنوّعت علیه الصّور.
در بعضى نسخهها «غفل» است- به غین معجمه و فاء- و در بیشتر نسخههاى مصحّحه، عقل- به عین مهمله و قاف-. و بر تقدیر عین و قاف، ما [در ما اتاه] نافیه باشد، یعنى: ما أتاه غریب، بل هو من عینه؛ لا من خارج عنه لمن عقل، اى فهم عن اللّه.
و بر تقدیر غین و فاء، بمعنى «الّذى» باشد. یعنى: فالّذى أتاه غریب لمن یکون غافلا عن اللّه.
و قول اوّل اولى است. و «عن اللّه» که جار و مجرور است، متعلّق باشد به «غریب». یعنى: فما أتاه غریب عن اللّه، و «أتى» را استعمال، چنین کنند که:
أتاه، یا اتى به، یا أتى علیه.
حاصل کلام این است که: نداد حق- تعالى- او را چیزى غریب از بیرون؛ بلکه فرزندى که به وى داد از عین وى داد. و این، از حق غریب نیست؛ امّا نزد آن کس که اسرار الهى را فهم کند؛ و بداند عین خود را؛ و استعدادشناس باشد، و هر عطایى که در وجود است بر همین طریق است [که از حضرت الهیّت بدست اسماء اللّه به ارواح کمّل مىرسد؛ و از ایشان به دیگر ارواح مىرسد؛ و اعیان ثابته ایشان، مقتضى آن عطا مىباشد و حق تعالى ایشان را قابلیّت آن عطا داده].
پس عطا بحسب قابلیّت باشد؛ و قابلیّت از اعیان ثابته خیزد. پس هر چه هست از تو است که به تو است. یعنى: از تو برمىخیزد و به تو مىرسد، تا ترا استعداد و قابلیّت چیست؟؟
و چون حال، این باشد که گفتیم، پس آنچه از حق مىرسد، بجز مطلق وجود نباشد. فما فی احد من اللّه شىء.
و آنچه بعد از وجود، به شخص فایض مىگردد از عطاها، از مقتضیات عین او است. و لا فی احد من سوى نفسه شىء. و در جایى دیگر گفته است که: فالأمر کلّه منه ابتداؤه و انتهاؤه، و از این تقریرهاى شیخ در این مقامات، فهم، به تناقض سبق مىکرد؛ و وقتى که این بیچاره ضعیف در خواندن این کتاب، به این مقام رسیدم، چند روز در حیرت بودم؛ و فهم این سخنان نمىکردم؛ و از خدمت شیخ- قدّس سرّه- بسیار استفسار کردم.
ایشان همین فرمودند که: اگر مفهوم لفظ شیخ ادا مىکنم مناقض یکدیگر است؛ امّا آنچه مرا در این بحث روى مىنماید، این است که: قلوب اولیاء اللّه تابع تجلیّات وارده است از حق بر دل ایشان. و حق- جلّ و علا- کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ( س 55- 29). پس اگر تجلّى که به دل او رسد، از فیض اقدس بود. شیخ نیز مناسب آن، سخن راند؛ و گفت:
هر چه به بنده مىرسد از عطایا و مواهب، همه از حق است. چرا که: در این تجلّى، هیچ واسطه نمىگنجد. و او در تحت حکم تجلّى است.
و اگر تجلّى که به دل رسید، از فیض مقدّس است؛ که وسایط در آن مجال دارد.
او نیز عطایا و مواهب جمله از مقتضیات اعیان و استعدادات و قوابل دانست.
و از آن، سخن گفت. پس به حقیقت در کلام شیخ تناقض نباشد. و شیخ- قدّس سرّه- فرمود که:
آنچه خلاصه سخن است و دانستنى است آن است که: حق- جلّ و علا- بمحض کرم وجود از فیض اقدس خود همه را وجود بخشید. و هر وجودى را استعدادى و قابلیّتى خاصّ داد؛ تا هر یک به مقتضاى استعداد خود طالب چه مقدار از عطایا باشند، به آن قدر به ایشان برسد. پس واسطه، در این مقام هم، ذات ایشان باشد. پس به اعتبار افاضه وجود، فالامر منه ابتداؤه و الیه انتهاؤه.
و به اعتبار استعداد و قابلیّت که تابع وجود است فما فی احد من اللّه شىء و لا فی احد من سوى نفسه شىء.
و مراد از شىء «عطایا» باشد، که تابع وجوداند؛ نه وجود. و اللّه اعلم.
و اگر به انصاف نظر کنند، و تفکّر نمایند، در این مقام. بهتر از این سخن نتوان گفت: اللّهم اجز مشایخنا و أستاذینا عنّا خیرا- و یرحم اللّه عبدا قال آمینا.
و ما کلّ احد یعرف هذا، و أنّ الامر على ذلک، إلّا آحاد من اهل اللّه. فاذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه.
و حقا که چنین است که: این قبا بر هر قدّى راست نمىآید؛ و این کار بمجرّد تقریر بر نمىآید.
در هر هزار سال به برج دلى رسد در آسمان لطف ازین سان ستارهاى
یکانیکان از اهل اللّه، مطّلع به اسرار قدر گردند. و آن سالکى باشد که:
از سفر دوم و سوّم بگذرد، و بمقام قطبیّت رسد. و خلاصه اهل وجود گردد.
اگر کسى را دولت صحبت چنین کسى دست دهد، دامنش بگیرد؛ و در پایش افتد؛ و اعتماد به قول و فعل او کند.
فذلک عین صفاء خلاصة خاصّة الخاصّة من عموم اهل اللّه.
صفاى خلاصة خاصّة الخاصّة آن علوم و حقایق ایشان است؛ که صافى است از شایبه اکوان و نقایص امکان. و «خاصّه» و اصلان را گویند. و «خاصّة الخاصّة» آن سالک و اصل است که حقّ، او را رجوع فرماید از حق به خلق؛ تا دعوت کند خلق را به حق. و او را «موجود بوجود ثانى» خوانند.
مفهوم سخن این است که: مىگوید آنچه گفته شد از آن معنى، که:
غریب نیست یا غریب است. و هر کس، آن را در نیابد، إلّا نادرى از اهل اللّه.
آن عین علوم و کشوف صفاى دل مصفّاى خاصة الخاصّه است؛
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 224-226
فمنه خرج و إلیه عاد.
پس ازو خارج شد در صورت نطفه ملقاة در رحم؛ و هم به سوى او بازگشت صورت انسان یافته و داخل در حدّ و حقیقت او شده.
و درین کلام اشارت است به آنکه آدم نیز سرّ حق است از آنکه ظهورش ازوست و عودش بدو؛ و از براى این فرمود کاشف اسرار الهیّه، خاتم ولایت کلّیّه، کلمه ملقاة بمریم روح اللّه الأعظم عیسى علیه السلام: «إنّى ذاهب إلى أبی و أبیکم السّماوى». پس اطلاق اسم أب در حقیقت بر حق کرد، اگرچه از روى ظاهر مطلق بر روح القدس است.
فما أتاه غریب لمن عقل عن اللّه تعالى.
پس هیچ غریبى به سوى او نیامد بلکه از عین او بدو رسید نه از خارج. و این دانش کسى راست که فهم و ادراک حقایق از حق کرده باشد. و اگر «عن اللّه» متعلق به غریب باشد معنى آنست که او را غریبى از حق نیامده است بلکه از عین او آمده، نزد کسى که عین خود دریابد و استعداد او را بشناسد. و سیاق کلام یعنى «فما فى أحد من اللّه شىء و لا فى أحد من سوى نفسه شىء» مؤید این معنى است.
و کلّ عطاء فى الکون على هذا المجرى.
یعنى جمیع عطایا که نازل مىشود از حضرت الهیّه بر ایدى اسماء بر ارواح کاملان، و از ارواح ایشان بر ارواح عباد، نیست مگر از ایشان.
از براى آنکه اعیان ثابته ایشان به حسب قابلیت اقتضاى آن عطایا مىکند و حق سبحانه و تعالى به قدر قابلیت ایجاد و ایثار (ایصال- خ) مىنماید.
فما فى أحد من اللّه شىء و لا فى أحد من سوى نفسه شىء و إن تنوّعت علیه الصّور.
یعنى چون کار به حسب قابلیت است در هیچ احدى از حق چیزى نیست غیر از وجود؛ و در هیچ احدى غیر از نفس او چیزى نیست. از براى آنکه هرچه بر یکى ظاهر مىشود از اقتضاى عین اوست و حق معطى وجود به حسب اقتضا، اگرچه صور فایضه برین چیز متنوع باشد. اما آن تنوع نیز راجع به اعیان است؛ ماه آینه آفتاب است اما از ذات آفتاب در ماه چیزى نیست. و مراد اینجا (آنجا- خ) بیان شان آن امر است که مترتب است بر «فیض مقدس» نه «بر فیض اقدس» و الّا مناقض آن قول باشد که گفت: «فالأمر کلّه منه ابتداؤه و انتهاؤه»، و چون قلوب عباد اللّه تابع تجلّیات وارده است از حضرت اله و قضیه کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ محقق، پس کلام محقق نیز درین بیان حقایق و اسرار به حسب تجلّیات پروردگار متنوع باشد. لاجرم شیخ گاهى تکلّم مىکند در آنچه متعلق به «فیض اقدس» است
و همه را از حق مىداند؛ و گاهى تکلم مىکند در مقتضیات اعیان و نسبت جمیع به اعیان مىنماید. بیت:
گر جمله توئى پس این جهان چیست ور هیچ نیم من این فغان چیست
هم جمله توئى و هم همه تو آن چیز که غیر تست آن چیست
بیت اول مبیّن معنى «الأمر منا و منه» است و ثانى مقرّر «الأمر کلّه منه ابتداؤه و انتهاؤه» و خواجه نیز قدس اللّه سره در استغراق مشاهده «فیض اقدس» مىفرماید: بیت
از تست هم انتظار و هم بذل مراد از تست غم غمزده و شادى شاد
هرجا که دریست بسته یا بگشاده جز قدرت کاملت نه بست و نه گشاد
و شیخ را کلام درین هر دو مقام بسیارست، لاجرم اگر اینجا نسبت همه امر به اعیان مىکند، در «فصّ حکمة علیة فی کلمة إسماعیلیة» مىفرماید: «لا فعل للعین بل الفعل لربّها فیها فاطمأنّت العین عن أن یضاف إلیها فعل». پس کامل آن است که داد هر دو مقام در کلام تواند داد.
و ما کلّ احد یعرف هذا و أنّ الأمر على ذلک، إلّا آحاد من أهل اللّه. فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه.
اگرچه امر بر اینست که بیان کردیم؛ امّا هر احدى این را نمىشناسد مگر یگانگان حضرت حق که مطلع بر سرّ قدراند، پس اگر اینچنین عارف را ببینى بر قول او اعتماد نمائى که مطابق است بر آنچه در نفس امر است.
فذلک (کذلک- خ) هو عین صفاء خلاصة خاصّة الخاصّة من عموم أهل اللّه.
«خلاصه» عبارت است از سالکان واصل که قطع سفر ثانى و ثالث کرده، مرتقى به درجه ابدال و اقطاب و افراد باشند. و «خاصّة الخاصة» آنکه از «موقف المواقف» به خلعت صفات حق رجوع به خلق کرده باشد، و صفاى «خلاصة خاصة الخاصة» علوم و حقایق حقانیّه است که صافى باشد از شوب اکوان و نقایص امکان. اللّهم متّعنا بأنفاسهم و جرّعنا شربة من کأسهم. بیت:
در کام جان تشنه لبان ریز جرعهاى زان خمر بىخمار که ان قوم ذایقند
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 539
فمنه خرج و إلیه عاد.
و چون زمان ظهور بالفعل شد، به صورت نطفه بیرون آمد، و باز [به] پدر بازگشت.
یعنى پدر نشأتى است داخل در حدّ و حقیقت وجود وى نیز در حدّ و حقیقت وجود شود.
چنانچه آدم که سرّ حق بود، و عودش هم به حق بود. و این معنى بود که عیسى گفت «إنّى ذاهب إلى ابى و أبیکم السّماوىّ».
فما أتاه غریب لمن عقل عن اللّه. و کلّ عطاء فی الکون على هذا المجرى. فما فی أحد من اللّه شیء، و فی أحد من سوى نفسه شیء و إن تنوّعت علیه الصّور.
شرح خلاصه سخن اینست که حق- جلّ و علا- به محض کرم وجود از فیض اقدس خود همه را وجود بخشید. پس هر وجودى را قابلیّتى و استعدادى خاص داد، تا هر یک به مقتضاى ذات خود مستعد و طالب چه مقدار عطایا باشند، به قدر آن به ایشان رسد. پس واسطه درین مقام هم ذات ایشان باشد. پس به اعتبار افاضه وجود «فالأمر منه ابتداؤه و إلیه انتهاؤه»، و به اعتبار استعداد و قابلیّت، که تابع وجود است نه وجود. و به غیر این عبارت به هر نوع دیگر که ادا کنند تناقض لازم آید.
و ما کلّ أحد یعرف هذا، و أنّ الأمر على ذلک، إلّا آحادمن أهل اللّه. فإذا رأیت من یعرف ذلک فاعتمد علیه.
شرح
در هر هزار سال به برج دلى رسد از آسمان فیض بدین سان ستارهاى
فذلک هو عین صفاء خلاصة خاصّة الخاصّة من عموم أهل اللّه- تعالى-.
شرح خاصّه سالکاناند، و خاصّة الخاصّة کاملان، و خلاصه خاصّة الخاصة کاملان مکمّل، و صفاى خلاصه علوم و حقایق ایشانند، که صافىاند از شایبه امکان و نقایص اکوان.
مىگوید که آن چه گفته شد از آن معنى غریب، هر کس آن را در نیابد إلّا نادرى از اهل اللّه، از عین علوم و کشوف، که آن صفاى خلاصه خاصّة الخاصّة است،