عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال رضی الله عنه : "وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله. «ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". "

(وبهذا) الأمر المذکور، أی بسببه (کان الحق) سبحانه وتعالى (مالک الملک ) [آل عمران: 26]، فإن الملک الحقیقی لله سبحانه وقد استخلف فیه بنی آدم فلبنی آدم الملک الحقیقی أیضا بطریق الاستخلاف والنیابة عن الحق تعالى.

فالحق تعالی مالک الملک لذلک وهو من أسمائه (کما قال) الإمام (الترمذی) رحمه الله تعالى فی أسئلته وبسط الجواب عنها الشیخ المصنف قدس الله سره فی الفتوحات المکیة ("ومکروا" )، أی قوم نوح بنوح علیه السلام ("مکرا کبارا") [نوح: 22]، أی کبیرة فنسب الله تعالى الکبر إلى مکرهم لما یأتی فی بیانه وسبب هذا المکر منهم (لأن الدعوة إلى الله) تعالى الحاصلة من نوح علیه السلام کذلک من جمیع الأنبیاء علیهم السلام لأممهم (مکر) فی حقیقة الأمر من نوح علیه السلام کذلک جمیع الأنبیاء علیهم السلام بإذن الله تعالی فهی مکر من الله تعالى (بالمدعو) من قوم نوح وغیرهم

(لأنه)، أی المدعو (ما عدم) الله تعالى من البدایة، لأن المدعو ظهور إلهی من بدایة أمره تعالى (فیدعی) بنبی أو غیره (إلى الغایة) التی هی الله تعالى کما قال :

"وأن إلى ربک المنتهى" [النجم: 42]، ثم إن کل الدعاة إلى الله تعالی مأمورون بالدعوة على وجه المکر بالمدعو کما ذکر حیث قال حکایة عن نبینا علیه السلام بقوله تعالى: «قل هذه ، سبیلی (أدعوا إلى الله على بصیرة) أنا ومن اتبعنی» [یوسف: 108] الآیة .

وهم العارفون الوارثون (فهذا)، أی ما ذکر من الدعوة على بصیرة (عین المکر) الإلهی من الداعی والداعی فیه (على بصیرة) کما أمره الله تعالی بذلک (فنبه سبحانه) وتعالى فی هذه الآیة.

(أن الأمر) من حیث صور المدعوین والداعین (له) تعالى وحده (کله)، أی جمیع ذلک الأمر فلیس لأحد منه شیء کما قال تعالى النبیه ولیس لک من الأمر شیء (فأجابوه)، أی أجاب قوم نوح نوح علیه السلام (مکرا) أیضا (کما دعاهم) هو أیضا (مکرا).


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.  «ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال رضی الله عنه : (وبهذا) أی وبسبب ملک الاستخلاف (کان الحق مالک الملک کما قال الترمذی) إذ الموکل ماله التصرف فی الوکیل بجعله وکیلا فکان الحق مالکة لملکه فی اصطلاح أهل الله فی ملک الاستخلاف. (ومکروا) أی قوم نوح علیه السلام بنوح (مکرا کبارا لأن الدعوة) أی دعوة الأنبیاء (إلى الله تعالی مکر بالمدعو) أی قومه "یقصد قوم نوح علیه السلام" .

(لأنه) أی الله تعالى وهر المدعو إلیه (ما عدم من البدایة) وهی ما یعبدون من الأصنام إذ لا ینکر أحد وجود الحق وربوبیته وإنما وقع الغلط فی تعیینه وإضافة ربوبیته فبعضهم أضائها إلى أنفسهم وبعضهم إلى الأصنام أو غیر ذلک والأنبیاء یدعون قومهم من هؤلاء وهی البدایة فلا عدم الحق من هؤلاء (فیدعى إلى الغایة ادعو إلى الله) وهو معبود بالحق

(فهذا) أی الدعوة من البدایة إلى الغایة ذکر الإشارة باعتبار القول (عین المکر على بصیرة) لعلمهم ما یدعونه فکانت دعوة الأنبیاء وإن کان مکرا لکونها على بصیرة حق واقع.

(فنبه) یعنی لما دعا نوح علیه السلام قومه من البدایة إلى الغایة نبه (أن الأمر له کله) لکون دعوته یشیر ذلک وهو "استغفروا ربکم" حیث أضاف الرب إلى کل واحد منهم أی استروا کل واحد منکم ربکم الخاص بکم فشبه أن هویة الحق بالربوبیة ساریة فی کل موجود و مکروا بسبب ذلک

(فأجابوه مکرا کما دعاهم) یعنی لما نبه نوح علیه السلام فی دعوته لقومه (مکرا) أجابوه مکرا کما دعاهم جزاء عن مکره .

لأنه وإن دعاهم إلى الله من حیث أسمائه لکنه نبه فی دعوته ثبوت الحق فی کل موجود فکانت الدعوة من حیث الأسماء مختفیة مستورة بهذا التنبیه .

فلما علموا منه ذلک مکروا فقالوا: فالحق معنا ومع أصنامنا فنحن على دعوتک لم ترکنا أصنامنا بل نعبد الحق فی صورة أصنامنا .

لکون الحق ظاهرة فی أصنامنا فلم یعلموا دعوة النبی بسبب التنبیه فأجابوا مکرا.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قلت : فالملک لله وهو وکیلهم، فالملک لهم وذلک ملک الاستخلاف. وبهذا کان الحق تعالی مالک الملک کما قال الترمذی، رحمه الله تعالی.

" مکروا مکرا کبارا" 22 سورة نوح.  لأن الدعوة إلى الله تعالی مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعى إلى الغایة .

"أدعوا إلى الله" 108 یوسف. فهذا عین المکر، على بصیرة فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم.

فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسمائه.

فقال: "یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا" 80 مریم. فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین. فقالوا فی مکرهم: " لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا " فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء.

فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من عرفه ویجهله من جهله.

فی المحمدیین: " وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه" 23 الإسراء. أی حکم.

قال: فأجابوه مکرا کما دعاهم مکرا، ثم قال: من المحمدیین ، أنه علم أن الدعوة من اسمه الهادی والمدعو هو من تبع الاسم المضل، فمن کانت نسبته فی الحقیقة إلى الاسم الهادی وصورة الدعوة عامة لتعذر الإتیان بها خاصة لکل فرد فرد.

ثم شبه رضی الله عنه، هذه القصة بمضمون قوله تعالى: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا" (مریم: 85) فجاء بحرف «إلى» التی هی للغایة وقرنها بالاسم الرحمن ولکن لما ذکر المتقین علمنا أن المحشرکان من حضرة الاسم المنتقم، فإنه هو الذی یتقی منه ولا یکون الاتقاء من الاسم الرحمن.

فإذن المحشر کان من حضرة اسم إلى حضرة اسم وإذا اعتبرت الهویة لم یکن هناک حشر فمعانی الحشر على قاعدته هو مکر.

ثم عاد إلى قوم نوح وبین أنهم إنما أجابوا الداعی مکرا أیضا بما ذکر من نسبتهم لمن قال : "لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا" (نوح: 23).

فکأنه قال: إنهم صرحوا بما کانوا واخفوه حالة مکرهم فی الاجابة إذ قد علموا أن هذه التی دعوها آلهة هی عندهم ظهورات إلهیة. والشیخ، رضی الله عنه، یسمى الظهورات مظاهر ومجالی، بناء على قاعدته من الإقرار بالأعیان الثابتة .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال رضی الله عنه : « وبهذا کان الحقّ ملک الملک » .

قال العبد : لمّا تحقّقنا أنّ ما بنا من نعمة فمن الله ، تحقّق أنّ الوجود الذی هو أفضل النعم وأشرف النسب والقسم من الله ، والوجود الحقّ هو المتعیّن فی جمیع صور النعماء والآلاء والأیادی ، وفی صور الملاذّ والملاهی ، فی الصورة الثبوتیة الأمریة والسلبیة فی المناهی ، وأنّ التعیّنات لا تبقى زمانین إلى أقصى ما أقصى به لا یتناهى .

وأنّ الوجود الحقّ یتبدّل ویتبذّل مع الآنات ملابس تعیّن وظهور وتنوّع بحلی ، وتحلّ وسفور فی ستور من سرّ الخلق الجدید الذی هم منه فی لبس ملابس من جمیع الأمور فکما أنّ حقائق الأشیاء مع قطع النظر عن الوجود المتعیّن بها وفیها نسب راجعة إلى العدم ، کذلک الوجود الحقّ یقتضی لحقیقته التجلَّى والظهور والتعیّن بصورة النور فی المظاهر والمجالی .

على التواتر والتوالی ، من غیر فتور إلى الأبد من أزل وقدم ، فلو کان مشهود العباد هو الحقّ الذی هو قوامهم وقیامهم ، وهو الحیّ القیّوم فیهم وقیّامهم ، فرأوا الملک والمال والولد والنعم لله حقیقة لا لهم دونه ، فإنّهم بلا « هو » عدم صرف والعدم لا یملک ، فالملک لله فیهم بالأصالة بلا شریک ، ولهم فیه لا بالحقیقة بل بالتملیک ، وأنّ المرجوع فی کل ذلک إلى الله .

" أَلا إِلَى الله تَصِیرُ الأُمُورُ و " هُوَ قائِمٌ عَلى کُلِّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ " وهو الملیک المالک للملک والملکوت ، لکان الحقّ فی تجلَّیه لهم بحسب ظنونهم فکان لهم مالا وملکا أبدیّا وملکا سرمدیّا وهم ملکه ، فهو ملک ملکهم ، إذا زال عنهم ما بأیدیهم من مالهم وملکهم ممّا تخیّلوا أنّه لهم بالأصالة من کفرهم وشرکهم فحجبوا فی عین الکشف ، وسکروا بالوصف ، قبل الشرب والرشف .

قال أبو یزید البسطامیّ سلام الله علیه فی مناجاته إیّاه ومحاضرته لمولاه وقد تجلَّی له الملیک المقتدر : « ملکی أعظم من ملک ، لکونک لی وأنا لک ، فأنا ملکک وأنت ملکی ، وأنت العظیم الأعظم وملکی أنت ، فأنت أعظم من ملکک وهو أنا » ، فافهم .

قال الشیخ رضی الله عنه : « کما قال الترمذیّ » .

یعنی رضی الله عنه الشیخ الکامل ، الإمام الفاضل ، قدوة الطائفة العالیة ، أستاد الطریقة ، وبرهان الحقیقة ، محمّد بن علیّ الترمذیّ الحکیم المؤذّن ، وذلک أنّه ذکر من جملة ما أجمل فی مسائله عن الخاتم المحمدی ، خاتم الولایة الخاصّة المحمدیة قبل ولادة هذا الخاتم بمائتی سنة ، ثم لمّا ولد وبلغ ، أجابه فیها رضی الله عنه فقال : « مالک الملک » وقد ورد علینا وارد فی هذا المقام حالا شهودیّا  . شعر :

یا منتهى السؤل أنت القصد والغرض .......      لی فیک عن کلّ شیء فاتنی عوض

مالی سواک ومالی فی هواک سوى    ..... سوء الظنون سواء فی السوی عرض

الأبیات بطولها .

قال رضی الله عنه : " وَمَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً " ، لأنّ الدعوة إلى الله مکر بالمدعوّ ، لأنّه ما عدم من البدایة فیدعى إلى النهایة " أَدْعُوا إِلَى الله "  فهذا عین المکر "عَلى بَصِیرَةٍ "  فنبّه أنّ الأمر کلَّه له ، فأجابوه مکرا کما دعاهم مکرا " .

قال العبد : حقیقة الدعوة تقتضی الفرقان والتمییز والبینونة والتحییز ، ولا تتحقّق إلَّا فی البین بین اثنین . فیدخل « من » و « إلى » لبدایة دعائه فی الأین .

وحقیقة المدعوّ عین الأمرین وعین الغایة والبدایة فی کل عین عین ، فالدعوة من عین أو أعیان مع کون الحقّ عین المدعوّ والمدعوّ عنه إلى الحق من کونه أیضا عینه کذلک مکر ، لکون المدعوّ إلیه عین ما منه یدعو إلى عینه فی نظر المکاشف وإلى غیره فی عین غیر المکاشف الواصف العارف ، فجاؤوا بأکبر نوع من المکر ، وهو إجابتهم للداعی لهم مکرا فی صورة الردّ ، وإقرارهم بما یدعى الدعوة إلیه ، فی صور الإنکار والنکر والکفر .

فقابلوا مکر الداعی بهم من حیث لا یشعرون ، فأجابوه بالفعل مکرا فی کل ما دعاهم إلى الله کذلک من حیث یعلمون ولا یعلمون .

والذی قال رضی الله عنه : « فنبّه أنّ الأمر کلَّه لله » .

یعنی سلام الله علیه : أنّ کلَّا من الداعی والمدعوّ ، مأمور بما هو به ظاهر ، ویحکم سلطنته له تحت أمر قاهر وباهر ، فالداعی مأمور بالدعوة والأمر ، والمدعوّ مأمور بما خلق له ، وکلّ میسّر لما خلق الله .

ولکنّ الله علم أنّ صلاح المستعدّین المستحیین فی الدعوة بالإقلاع عن الانهماک فی صور التفرقة والحجاب، وذلک أنّهم تناهوا فی الخروج إلى أقاصی عوالم الإمکان والظهور، فلو تابوا إلى الله العالم بأحدیة جمع الوحدة الباطنة فی أعیان الکثرة.

لحصل لهم الکمال الجمعی فی ذلک التناهی بالعروج ، والانتهاء فی الرجوع إلى الأصل الباطن الذی منه البروز والخروج والدروج ، ولکنّهما الأهواء عمت فأعمت فأصمّهم الله وأعمى أبصارهم ، وحبّک الشیء یعمی ویصمّ عن غیره ولو بالنسبة والإضافة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال رضی الله عنه : ( وبهذا کان الحق مالک الملک ، کما قال الترمذی ) وهو إشارة إلى ما ذکر الشیخ العارف محمد بن على الحکیم الترمذی من جملة سؤالاته لأنه التی سأل عنها الخاتم للولایة قبل ولادة الشیخ العارف محیى الدین بما یأتى سنة وهو قوله ما ملک الملک ، وإلى هذا المعنى أشار الشیخ العارف أبو یزید البسطامی قدس الله روحه فی مناجاته .

وقد تجلى له الملک الحق المبین فقال : ملکى أعظم من ملکک لکونک لی وأنا لک ، فأنا ملکک وأنت ملکى ، وأنت العظیم الأعظم وملکى أنت فأنت أعظم من ملکک وهو أنا .

قوله  رضی الله عنه : ( " ومَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً " - لأن الدعوة إلى الله مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعى إلى الغایة – " أَدْعُوا إِلَى الله " - فهذا عین المکر – " عَلى بَصِیرَةٍ " - ) معناه أن الدعوة إلى الله دعوة منه إلیه لأن الله عین المدعو والداعی والبدایة والغایة لکونه عین کل شیء فهو مکر بالمدعو لأن المدعو مع الله فکیف یدعى إلى الله فقابلوا مکر الداعی بمکر أعظم من مکره .

فقالوا : " ولا تَذَرُنَّ وَدًّا ولا سُواعاً ولا یَغُوثَ ویَعُوقَ ونَسْراً " فإنهم إذا ترکوهم ، فقد ترکوا الحق وجهلوه بقدر ما ترکوا من هؤلاء ، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه ویجهله من یجهله ، فهم مقرون بما یدعو الداعی إلیه .

وفی صورة الإنکار مجیبون دعوته فی صورة الرد من حیث لا یشعرون ، فإن الدعوة فرقان وهم فی القرآن ، فکأنهم مع کفرهم یقولون قد أتینا الله ونحن معه فإن المدعو معه عین المدعو إلیه فی شهود المکاشف وغیره فی اعتقاد غیر المکاشف .

فعندهم أنه لو أجابوه ظاهرا لترکوا الحق إلى الباطل فلذلک کان مکرهم أکبر من مکره ، فقوله ادعوا إلى الله عین المکر على بصیرة أی على علم بأن الدعوة منه إلیه ( فنبه علیه السلام أن الأمر له کله ) وأنه یدعو بأمر الله والمدعو یجیبه بالفعل وأنه مطیع بما أمر به واقف مع ما خلق له وأرید منه تحت حکم قاهر وسلطنة أمر باهر .

وهو معنى قوله ( فأجابوه مکرا کما دعاهم ) على ما ذکر آنفا لکنه یعلم أن صلاح المستعدین المجیبین فی قبول الدعوة من حیث أنهم وقعوا فی غایة التفرقة والحجاب وتعمقوا فی أقاصى عالم الإمکان فلو أجابوا لخرجوا من التفرقة إلى الجمع ، وخلصوا من مهاوی الإمکان إلى ذرى الجمع ، وبلغوا کمالهم الجمعى الذی منه یبدأ الأمر وإلیه عاد.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال الشیخ رضی الله عنه : (وبهذا کان الحق (ملک الملک) کما قال الترمذی) أی، وبسبب أن الحق

أثبت ملک الاستخلاف للعباد الکمل وجعل نفسه وکیلا منهم، وللموکل أن یتصرف فی الوکیل بحسب العزل والإثبات کما یتصرف فی الملک، صار الحق ملک ملکه.

وذکر الشیخ رضی الله عنه فی اصطلاحاته: (مالک الملک هو الحق فی حال مجازات العبد على ما کان منه مما أمر به). فمعناه: أن الحق جزى عبده على ما عمل مما أمر به.

واعلم، أن جزاء الأعمال الصادرة من العباد إنما هو بحسب نیاتهم: فمن

کان عمله للجنة یجازیه بها، ومن کان عمله لله نفسه، ولا رغبة فی الجنة ولا رهبة من النار، فالحق جزاؤه لا غیر، کما جاء فی الحدیث القدسی: (من أحبنی قتلته، ومن قتلته فعلى دیته ومن على دیته، فأنا دیته).

وقال أبو یزید فی مناجاته، عند تجلى الحق له: (ملکی أعظم من ملکک لکونک لی وأنا لک، فأنا ملکک وأنت ملکی، وأنت العظیم الأعظم، وملکی أنت، فأنت أعظم من ملکک وهو أنا.)

وقوله: (کما قال الترمذی) إشارة إلى ما سأل الشیخ الکامل المکمل،

محمد بن على الترمذی، قدس الله روحه، أسئلة لا یجیب عنها إلا أکابر الأولیاء أوقطب الوقت. ومن جملتها: (ما ملک الملک؟

ولما ولد وبلغ الشیخ رضی الله عنه أجاب عنها. وفی کتاب الفتوحات، فی المجلد الثانی، مذکورة مع أجوبتها.

قال الشیخ رضی الله عنه : (ومکروا مکرا کبارا، لأن الدعوة إلى الله مکر بالمدعو، لأنه ما عدم من البدایة، فیدعى إلى الغایة "ادعوا إلى الله" فهذا عین المکر على بصیرة. فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم). أی، لما مکر نوح علیه السلام معهم، مکروا مکرا کبارا فی جوابه. وذلک لأن الدعوة إلى الله مکر من الداعی بالمدعو، لأن المدعو ما عدم الحق من البدایة حتى یدعى إلیه فی الغایة، لأنه مظهر هویته فی بعض مراتب وجوده، فالحق معه بل هو عینه.

فالداعی إذا دعى، مظهرا ما یمکر به: فإنه یرید أن الحق لیس معه، وهو غیره، وهو عین المکر. لکن مثل هذا المکر من الأنبیاء إنما هو على بصیرة.

کما قال رضی الله عنه : (ادعوا إلى الله على بصیرة أنا ومن اتبعنی). أی، یعلم النبی إنه مظهر هویة الحق، لکن یدعوه لیخلصه عن القیود وترتفع عنه الحجب الموجبة للضلالة، فیرى ذاته مظهرا للهویة، ویشاهد جمیع الموجودات مظاهر الحق، ویعبده بجمیع أسمائه وصفاته، کما عبده من حیث اسمه الخاص.

وفاعل (نبه) ضمیر یرجع إلى نوح، أو إلى الحق. أی، نبههم على أن الملک کله لله، لیس کما تخیلوا أنه لهم.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال رضی الله عنه : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله. «ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ".)

قال رضی الله عنه : (وبهذا) أی: وبتلک المعارف الکشفیة (کان الحق مالک الملک) تتصرف عبیده فی معارفه تصرف الملاک، وینتفعون بها انتفاعهم، (کما قال الترمذی).

وقد روی عن أبی یزید البسطامی رضی الله عنه أنه قال فی مناجاته حین تجلى له الملک الحق المبین: " ملکی أعظم من ملکک؛ لأنک لی، وأنا لک، فأنا ملکک وأنت ملکی، وأنت العظیم الأعظم".

وإلى هذا أشار الشیخ رضی الله عنه فی اصطلاحاته إذ قال: مالک الملک هو الحق فی حال مجازاة العبد على ما کان منه إذ أعظم المجازاة ما یکون بالمعارف الإلهیة ؛ فافهم، فإنه مزلة القدم.

ولما فرغ عن بیان تقلیدهم من لم یزده ماله وولده إلا خسارا شرع فی بیان أخذهم بقول نوح الکلیة على سبیل المکر والمکابرة بما ینجر إلى ما کانوا علیه من عبادة الأصنام فقال: ("ومکروا" [نوح: 22]).

أی: مکرت أرواحهم فی إجابة دعوة نوح إذا أجابوه لا فی التنزیه، ولا فی الظهور فی الکل، بل فی بعض المظاهر، أو فی الکل مع جعل المظاهر القاصرة کاملة بحیث تستحق العبادة فکان مکرهم ( "مکرا کبارا" [نوح: 22])، کابروا فیه مع نوح العلی وقصدوا بذلک جزاء مکره فی دعوتهم إلى الله تعالی؛ (لأن الدعوة إلى الله) من حیث اشتمال هذا الاسم سائر الأسماء (مکر بالمدعو) لإصلاح أمره وإرشاده من حیث لا یشعر.

إذ لو قیل له: إنه یدعی من اسم إلى اسم مع أنه مع الله بکل حال لربما کابر وزعم أنه مع الاسم المدعو إلیه، کالرحیم، والغفور من حیث إنه یراه غیر مؤاخذ بذنوبه، مرزوقا معافی.

وإنما قلنا: إنه مکر بالمدعو؛ (لأنه) أی: اسم الله من حیث شموله للأسماء (ما عدم من البدایة) التی فیها المدعو الآن؛ لأنه لا یخلوا عن تجلی اسم من الأسماء الإلهیة (فیدعی إلى الغایة) التی فیها الله خاصة، بل هو فیهما بالتجلی؛ لکنه فی الأول بالاسم القهری، وفی الثانی بالاسم اللطفی.

فهذا أی: الدعاء من بعض الأسماء إلى بعض فی المعنى مع کونه فی اللفظ ("أدعوا إلى الله" [یوسف: 18]) تعالی (عین المکر) بالمدعو لإصلاحه وإرشاده، کما قال: لکنه ("على بصیرة" [یوسف: 18]) من الداعی إذ علم بمکابرة المدعو لو صرح له بالمدعو إلیه من الأسماء، (فنبه) روح المدعو بمکره على مکر الداعی، إذ علم (أن الأمر) أی: أمر البدایة والغایة (له کله) .

إذ الکل من حیث مظاهر الأسماء الداخلة تحت حیطة هذا الاسم الکلی، وقد خصصه نوح اللی بالأسماء اللطفیة، إذ دعاهم إلیه من حیث تضمنه إیاها خاصة.

(فأجابوه مکرا) بقبول دعوته فی غیر الصورة المطلوبة؛ لأنه دعاهم إلى التنزیه باعتبار ذاته، والتشبیه باعتبار ظهوره فی المظاهر، وهم إنما قبلوا دعوته بتخصیص ظهوره ببعض المظاهر أو الکل مع جعل البعض القاصرة کأنها الکل حتى جعلوها مستحقة للعبادة .

وهو غلط إذ المظهر الکامل هو الإنسان فلا یلیق به أن یعبد ما دونه، وهو أیضا لا یستحق العبادة من غیره؛ لأن غایة کماله أن یظهر بالعبودیة التی هی أصله، وقصدوا بذلک أن یجیبوه مکرا (کما دعاهم مکرا) من بعض الأسماء إلى بعض، مع أنه أظهر أنه یدعوهم إلى الله الذی هو الکل


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال الشیخ رضی الله عنه : (وبهذا) أی بما ظهر من هذه الحکمة وهو أنّ أحوال العقائد التی هی أملاک أصحابها النوحیین الخاسرین فی التصرّف فیها ، وهی بالنسبة إلى أصحابها المحمّدیین ممالک مستخلفین فیها ومنفقین منها کلَّها حقّ . کما سیجیء تحقیقه ففی هذه الصورة.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کان الحقّ ملک الملک ، کما قال الترمذی ) فی أسئلته ، وقد أجاب الشیخ عنها فی الفتوحات "المکیة " .

فإنّ الحکیم محمّد بن علی الترمذی قد سأل الخاتم للولایة عن أسئلته ، وکان قبل الشیخ بأربعمائة سنة تقریبا ، وصرّح بأنّ الخاتم هو الذی یجیب عنها ،ومن جملتها : « کم مجالس ملک الملک»؟

فأجابه أوّلا بأنّه على عدد الحقائق الملکیّة والناریّة والإنسانیّة ، واستحقاقاتها الداعیة لإجابة الحقّ فیما سأله منه .

ثمّ بسطه بما معناه : إنّ الکلام هاهنا مسبوق بمعرفة ملک الملک ، وذلک موقوف على معرفة الملک ، وهو الذی یقضی فیه مالکه بما شاء فلا یمنع عنه . . . فالمأمور هو الذی یقال له الملک ، والآمر هو المالک . . . سواء کان المأمور دونه أو مثله أو أعلى . . . فإنّ قول العبد : « اهدنا » أمر منه ، وإن سمّی دعاء .

فإذا فهمت هذا وعلمت أنّ المأمور قد امتثل أمر آمره ، فأجابه فیما سأل منه ، أو اعترف بأنّه یجیبه إذا دعاه لما یدعوه إلیه .

إذا کان المدعوّ أعلى منه فقد صیّر نفسه - هذا الأعلى - ملکا لهذا الدون ، وهذا الدون هو تحت حکم هذا الأعلى وقدرته وأمره ، فهو ملکه بلا شکّ ، وقد قرّرنا أنّ الدون الذی هو بهذه المثابة - قد یأمر سیّده ، فیجیب السیّد لأمره ، فیصیر بتلک الإجابة ملکا له .

وإن کان عن اختیار منه فیصحّ أن یقال فی السیّد : « إنّه ملک الملک » لأنّه أجاب أمر عبده ، وعبده ملک له ، والمأمور هو الملک ، فالسیّد عند الإجابة ملک الملک .

فعلم وجه التفاوت بین الکلمتین فی هذه الحکمة .

ومن جملة تلک الحکم ما قال تعالى حکایة عن قوم نوح : ( "وَمَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً "[ 71 / 22 ] لأنّ الدعوة إلى الله مکر بالمدعوّ ) ، " حیث قال نوح : « ربّ إنّی دعوتهم » مطلقا ، ولا شکّ أنّ الحقّ عین المدعوّ والداعی والبدایة والنهایة ، فالدعوة مکر بالمدعوّ ضرورة ( لأنّه ما عدم من البدایة فیدعى إلى الغایة ) .

وأمّا محمّد فما أطلق فی دعوته بل قال : ( " أَدْعُوا إِلَى الله " على بصیرة ) أی على وقوف وعلم بأنّه بحسب هویّته الجمعیّة عین الکلّ .

لکن الدعوة إنّما هی بحسب أسمائه المهیمنة فی وقتها ، ( فهذا عین المکر على بصیرة ) وحیث قیّد دعوته بالبصیرة علم أنّه إذا کان عین الکل یستدعی أن یکون الدعوة حقّا ، إذ هی عینه .

قال الشیخ رضی الله عنه : (فنبّه أنّ الأمر له کلَّه ) فلیس للداعی دخل فی الدعوة أصلا .

وإذ لیس فی الدعوة النوحیّة هذا التنبیه ، بل إجمال من القول ، أجمل قومه أیضا فی الجواب ، (فأجابوه مکرا ، کما دعاهم ) امتثالا لما أمرهم لسان الوقت وعملا بمقتضاه .

ولما کان فی الدعوة المحمّدیّة ذلک التفصیل ، فهم قومه منه ذلک.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله.

«ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

قال رضی الله عنه : (وبهذا کان الحق تعالى مالک الملک کما قال الترمذی رحمه الله. )

(وبهذا)، أی یکون الملک لله فإنه یستلزم أن یکون العبد ملکا لله ویکون الحق وکیلا له فإنه یقتضی أن یکون الحق ملکا للعبد فإن للموکل أن یتصرف فی وکیله کما ینصرف المالک فی ملکه.

(کان الحق) سبحانه (ملک الملک) بکسر المیم فیهما (کما قال) الشیخ أبو عبد الله محمد بن علی الحکیم (الترمذی) قدس الله تعالی سره فی جملة سؤالاته التی سأل عنها الخاتم للولایة المحمدیة قبل ولادة الشیخ المصنف رضی الله عنه بقرون کثیرة.

فأجاب عنها الشیخ رضی الله عنه حیث اطلع علیها، ویمکن أن یقال معنى قوله : وبهذا، أی بإثبات الملک لکل واحد من الحق والعبد، کان الحق سبحانه مالک الملک، فإن العبد أیضا قد یمتک الحق تعالی بل العبد المحض لا یملک إلا إیاه .

قال الشیخ رضی الله عنه فی الباب التاسع والأربعین وأربعمائة من الفتوحات : اعلم أنه لا یملک المملوک إلا سیذه، ولهذا یسمى الترمذی الحکیم الحق سبحانه ملک الملک غیر سیده لا یملک عبد.

فإن العبد فی کل حال یفصد سیده فلا یزال تصرف سیده بأحواله فی جمیع أموره، ولا معنى للملک إلا التصرف بالقهر والشدة ومهما لم یقم السید بما یطالبه به العبد فقد زالت سیادته من ذلک الوجه.

وأحوال العبد على قسمین : ذاتیة وعرضیة

وهو بکل حال بتصرف فیه سیده والکل عبید الله تعالى، فمن کان دونی الهمة قلیل العلم کثیف الحجاب غلیظ القفا ترک الحق وتعبد عبید الحق ونازع الحق فی ربوبیته فخرج من عبودینه .

فهو وإن کان عبدا فی نفس الأمر فلیس هو عبد مصطنع ولا مختص، فإذا لم یتعبد أحد من عباد الله کان عبدا خالصا لله تعالی فتصرف فیه سیده بجمیع أحواله فلا یزال الحق فی شأن هذا العبد خلاق على الدوام بحسب انتقالاته فی الأحوال.

""وقال الشیخ رضی الله عنه : (قال صلى الله علیه وسلم "خادم القوم سیدهم" لأنه القائم بأمورهم لأنهم عاجزون عن القیام بما تقتضیه أحوالهم. فمن عرف صورة التصریف عرف مرتبة السید من مرتبة العبد . فیتصف العبد بامتثال أمر سیده والسید بالقیام بضرورات عبده . فلا یتفرغ العبد مع ما قررناه من حاله مع حال سیده أن یقتنی عبدا یتصرف فیه لأنه یشهد عیانا أن ذلک العبد الآخر یتصرف فی سیده تصرفه .

فیعلم أنه مثله عبد لله وإذا کان عبد الله لم یصح أن یتعبده هذا العبد فما ملک عبد إلا حجاب.).""

وقال أیضا فی هذا الباب: لقیت سلیمان الدیبلی فأجرنی فی مباسطة کانت بینی وبینه فی العلم الإلهی ..

فقلت له : أرید أن أسمع منک بعض ما کان بینک وبین الحق من المباسطة.

فقال: باسطنی یوما فی سری فی الملک فقال لی: إن ملکی عظیم، فقلت له : ملکی أعظم من ملکک، فقال : کیف تقول، فقلت : له مثلک فی ملکی ولیس مثلک فی ملکک. فقال : صدقت

قال رضی الله عنه : أشار إلى التصریف بالحال والأمر وهو ما قررناه وهذا قریب مما قاله أبو یزید البسطامی قدس الله سره فی مناجاته : "ملکی أعظم من ملکک" لکونک لی وأنا لک فأنا ملکک وأنت ملکی وأنت العظیم الأعظم وملکی أنت فأنت أعظم من ملکک وهو أنا .

"" فقال الشیخ رضی الله عنه : فإذا علمت هذا علمت قدرک ومرتبتک ومعنى ربوبیتک وعلى من تکون ربا فی عین عبد وهو بالعلم قریب وبالحال أقرب وألذ فی الشهود والله یقول الحق وهو یهدی السبیل.""

ثم قال رضی الله عنه : («ومکروا مکرا کبارا»، لأن الدعوة إلى الله تعالى مکر بالمدعو لأنه ما عدم من البدایة فیدعی إلى الغایة. «أدعوا إلى الله» فهذا عین المکر، «على بصیرة» فنبه أن الأمر له کله، فأجابوه مکرا کما دعاهم "مکرا ". )

ثم أشار رضی الله عنه إلى قوله تعالى حکایة عن شکایة نوح علیه السلام عن قومه ("ومکروا مکرا کبارا" نوح : 22). أی مکر قوم نوح علیه السلام فی جواب دعوته مکرا عظیما.

کان نوح علیه السلام مکر بهم فی الدعوة وذلک (لأن الدعوة إلى الله مکر بالمدعو) وإمرار الأمر على غیر ما هو علیه فی نفسه (لأنه)، أی المدعو (ما عدم) على البناء للفاعل یعنی ما فقد الله سبحانه (من البدایة فیدعى إلى الغایة) فیجده فیها ، ولأنه أی الله سبحانه وتعالى ما عدم على البناء للمفعول من البدایة فیدعی المدعو الى الغایة لیجده فیها بل هو عین المدعو منه والمدعو إلیه کما هو عین المدعو والداعی.


قوله رضی الله عنه : (أدعو إلى الله)، یدل على فقدانه عن بعض هذه المراتب وهو غیر ما هو الأمر علیه فی نفسه (فهذا عین المکر)، وقوله : (على بصیرة)، أی على علم بأن الدعوة منه وإلیه وهو الداعی والمدعو (فنبه)، أی هذا القول أو الداعی أو الله سبحانه به (على أن الأمر له)، أی لله سبحانه (کله) فهو الموجود فی البدایة والمقصود فی النهایة والداعی فی مرتبة المدعو فی أخرى، فحقیقة الدعوة أن یدعو اسم اسم من اسم إلى اسم آخر ، فقوم نوح ما فهموا حقیقتها بل حسبوها مکرا (فأجابوه)، أی قوم نوح علیه السلام (مکرا) به (کما دعاهم) مکرا (لهم) ومجیء جوابهم بعید هذا .


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: ۲۹۸-۳۰۱

و بهذا کان الحقّ ملک‏الملک کما قال التّرمذى- رض-.

و قوله «و بهذا» اشارت است به آنکه: بسبب آنکه حق- تعالى- ملک استخلاف به عباد کمّل ارزانى داشت، و ذات قدّوسیّه خود را وکیل ایشان گردانید. و موکّل را در حکم شریعت تصرّفى در وکیل هست به مطالبه آنچه در آن تصرّف کرده از جهت وى، همچنان‏که تصرّف داشت در آن ملک که‏ او را وکیل گردانید در تصرف کردن در آن، پس او را تصرّفى باشد. باین سبب حقّ، ملک و ملک خود- که عبد است- مى‏‌گردد.

یا چنین گوئى که: چون حق- تعالى- وعده مجازات عباد به اعمال صالحه فرموده است، و جزاء اعمال بحسب نیّات عباد عبّاد و اعمال عمّال است، و کس باشد که نظر او در عمل و مجازات او جنّت باشد؛ و کس باشد که خاصّ عمل او للّه را باشد- نه از جهت رغبت به جنّت و نه از خوف از جهنّم- و چنان کس حقّ جزاى او باشد. «من کان للّه کان اللّه له» حکایت از آن مجازات است. و در جزاى صوم صریح آمده که: الصّوم لى و انا اجزى به. و از آن صریح‌‏تر در حدیث قدسى باین عبارت آمده که: من احبّنى قتلته، و من قتلته فعلىّ دیته، و من علىّ دیته فأنا دیته.

این جمله حکایت است از لطف خدا در حقّ عباد متصرّف‏ در حق؛ یعنى:

این جمله دالّ است بر آنکه‏ تصرّف خلق در حق نافذ است. و ملک گفتن عبارت‏ از آن باشد.

یا چنین گوئى که: شیخ مؤید الدین‏ مثل این معنا گفته است که:

هر نعمتى و عطیّتى و موهبتى که از حضرت حق به بنده مى‌‏رسد، تابع نعمت وجود است. و اشرف نعم از واجب الوجود به هر موجود، نعمت «وجود» است؛ که قیام هر شى‏ء و حیات هر حىّ به وى. بل وجود است که متعیّن شده [است‏] على سبیل التجلّى و الظّهور و التنزّل در منازل متکثّره متعیّنه- که جمله، مراتب اعراض دارند؛ که آن حقیقت به آن مستتر گشته؛ و قیام و قوام همه، به آن حقیقت وجودیّه است. پس اگر عبد صاحب نظر عارف کامل نظر به حقیقت امر کند، در هر چه تصرّف نماید [از مال و اولاد و نعم‏] داند که: هم او که متصرّف و هم آنکه متصرّف فیه است، به خود عدم محض‌‏اند؛ و آنچه اطلاق اسم وجود به آن مى‏‌توان کرد، آن حقیقت است. پس تصرّف او به حقیقت در آن چیزى بود که او ملک این و این ملک آن است؛ و الحقّ ملک ‏الملک این معنا دارد.

سلطان ممالک تجرید- شیخ‏ ابو یزید- در مناجات خویش با حضرت حق- تعالى- عند تجلیه له، هم در این معنى چنین گفت: یا ربّ! ملکى اعظم من ملکک، لکونک لى و انا لک، فانا ملکک و انت ملکى و انت العظیم الأعظم من ملکک و هو أنا.

و قول «قال الترمذى» اشاره است به جواب سؤالى چند که پیش از ولادت شیخ- قدّس سرّه‏- به دویست سال استاذ الطریقة و برهان الحقیقة محمّد بن علىّ الترمذى الحکیم المؤذّن- روّح اللّه روحه- فرموده بود؛ و تا زمان شیخ کسى بجواب آن مشغول نشده بود؛ و از روى آن مخدّرات ابکار افکار هیچ‏کس نقاب احتجاب بر نداشته؛ و از جمله آن اسئله که شیخ- قدّس سرّه- بعد از بلوغ بجواب آن مشغول شد، یکى این بود که: ما ملک‏ الملک؟

و جواب آن این فرموده است که: ملک ‏الملک هو الحقّ فی حال مجازاة العبد على ما کان منه ممّا امر به.

وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً( س 71- 22) ، لأنّ الدّعوة إلى اللّه مکر بالمدعوّ لانّه ما عدم‏ من البدایة فیدعى إلى الغایة. فهذا عین المکر؛ «على بصیرة» فنبّه أنّ الامر کلّه، فأجابوه مکرا کما دعاهم.

فاعل «نبّه» ضمیرى است مستتر راجع به حقّ- جلّ جلاله-. یا: راجع به نوح- ع-؛ اى نبّهم اللّه او النّوح على انّ الملک کلّه للّه، لا لهم کما تخیّلوا فیه.

و فاعل «مکروا» قوم‏‌اند؛ یعنى: چون نوح- ع- در این دعوت مکر کرد با قوم خویش؛ به آنکه دعوت کردن از چیزى باشد که آن‏کس را نبود، به چیزى که به آن برسد؛ یعنى: آنچه ترا در بدایت نیست، بیا تا در غایت بیابى آن را.

و چنان نمود به ایشان، که حق با شما نیست؛ یا حقّ، غیر شما است. به آنچه من دعوت مى‏‌کنم، بیائید؛ و اجابت کنید؛ تا حق را به شما بنمایم؛ یا شما را به حق برسانم. و حال آن بود که: ایشان از حق جدا، و حق از ایشان جدا نبود. چرا که: در بعضى از مراتب وجود ایشان نیز مظهرى از مظاهر هویّت حق بودند؛ پس حق با ایشان بوده باشد؛ بلکه این هویّت به آن‏ هویّت متعیّن شده. و این عین مکر است؛ امّا فکرى پسندیده. و چنین فکرى از انبیاء- علیهم السّلام- از سر بصیرت و علم تمام است.

مصطفى‏ از کلام خدا از آن معنى، چنین خبر داد که: قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی‏( س 12- 108) ؛ یعنى: نبىّ مى‌‏داند که ایشان مظهر هویّت حق‌‏اند؛ و این مظهریّت مخصوص به ایشان نیست؛ هرکه هست و هر چه هست مظهر آن هویّت است.

و این مدعو یا: خود بکلّى از این معنى بى‏‌خبر است؛ یا: اگر با خبر است، از خود باخبر است؛ و جز خود را مظهر نمى‏داند. پس طریق آن است که به مکر محمود او را دعوت کنند، تا در جمیع موجودات و سایر ذرّات این معنى بیابد؛ و آنگاه بداند که: او و هر چه هست به خود هیچ‏‌اند؛ و همه مظهر یکى‏‌اند.

و آنچه اطلاق اسم «وجود» على الحقیقة به آن توان کرد، آن یک حقیقت واحده است- تعالت ذاته. پس او را عبادت به جمیع اسماء و صفات، در جمیع مظاهر کائنات کند؛ چنانکه جهت اسم خاص خود او را عبادت کرد.

شیخ- قدس روحه- مى‏‌فرماید که: قوم نوح مکر محمود نوح درنیافتند؛ و معاملت با وى هم از راه مکر کردند. «وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً» حکایت از این معنا شد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۲۷۱-۲۷۲

و بهذا کان الحقّ ملک‏الملک، کما قال التّرمذىّ.

یعنى به سبب آنکه حق سبحانه و تعالى مر عباد کمل را ملک استخلاف اثبات کرد نفس خود را وکیل ایشان ساخت؛ و موکل را مى‏‌رسد که تصرف کند در وکیل به حسب عزل و اثبات، چنانکه تصرّف در ملک مى‏‌کند، حق سبحانه و تعالى ملک ملک خود باشد. و شیخ قدس اللّه سره در اصطلاحاتش ذکر کرده است که ملک ملک حق تعالى است در حال مجازات عبد بر آنچه فرمان حق را به‏ جاى آورده باشد. پس معنى آن است که حق جزاى بنده خود است در مجازات فرمان‏‌بردارى او و بباید دانست که جزاى اعمال صادره از عباد به حسب نیّات و اندازه امنیّات ایشان است، پس هرکه عمل او از براى جنّت باشد جزا به جنّت داده شود؛ و هرکه عملش خاص از براى خداى باشد نه از براى رغبت در جنّت نعیم، و نه از روى رهبت از نار جحیم؛ جزاى او حق باشد چنانکه در حدیث قدسى آمده است که:

«من أحبّنى قتلته و من قتلته فعلىّ دیته و من علىّ دیته فأنا دیته»

یعنى هرکه‏ مرا دوست دارد او را بکشم و هرکه را بکشم دیت او بر من باشد و هرکه دیتش بر من بود، دیت او من باشم. آه ‏آه عاشقان آشفته‌ ‏حال از لذت این مقال مى‌‏گویند:

چه حذر کنم ز مردن، چو توئى کشنده من‏ ز هلاک خود چه ترسم، چو هلاهلم تو دادى‏


دیت عاشق همین بس است که ستاننده جانش توئى. بیت:

جان و جهان فدایت اى آنکه به ز جانى‏ ذوقیست جان سپردن چون جان تو مى‏‌ستانى‏

مردن به داغ و دردت عیشى است بى‏نهایت‏ گشتن قتیل عشقت عمریست جاودانى‏


به تخصیص که هم کشنده عشاق تو باشى و هم دیت کشتگان مشتاق تو باشى. بیت:

شیوه و ناز و حسن اگر این است‏ میرد از عشق هرک را جانست‏

دیت کشتگان چو دوست بود کشته گشتن ز عشق آسان است‏


ابو یزید بسطامى قدس اللّه سره هنگام درکشیدن جام مالامال تجلّیات، از سر مستى به طریق مناجات مى‌گوید: «الهى ملکى أعظم من ملکک لکونک لى و أنا لک فأنا ملکک و أنت ملکى و أنت العظیم الأعظم من ملکک و هو أنا»، مگر مى‏‌گوید: بیت:

چون جان من از عشق تو خرّم باشد کى ملتفت ملکت عالم باشد

من ملک توام چون تو مرا ملک شدى‏ پس ملک من از ملک تو اعظم باشد


قول شیخ قدس اللّه سرّه که فرمود: کما قال الترمذى اشارت است به سؤال کامل‏ مکمل خواجه محمد بن على الحکیم الترمذى که گفت: ما ملک ‏الملک، و این از جمله اسئله ‏ایست که ترمذى قدس اللّه سرّه و روحه و أوصل الینا فتوحه، نوشته است و گفته: جواب این را اکابر اولیا گویند یا قطب الوقت؛ و شیخ این‏ اسئله را با اجوبه‌‏اش در فتوحات آورده است.

وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً لأنّ الدّعوة إلى اللّه مکر بالمدعوّ لأنّه ما عدم من البدایة فیدعى إلى الغایة أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ‏ فهذا عین المکر عَلى‏ بَصِیرَةٍ فنبّه أنّ الأمر له کلّه، فأجابوه مکرا کما دعاهم مکرا.

یعنى چون نوح علیه السلام با قومش طریق مکر مسلوک داشت قوم نیز در جواب او مکرى بزرگ انگیختند. و شرح این سخن آن است که دعوت کردن به سوى حق مکر است از داعى به مدعو؛ از آنکه مدعو حق را گم نکرده از بدایت، تا به سوى او خوانده شود در غایت؛ چه او مظهر هویت حق است در بعضى مراتب وجودش، پس حق با اوست بلکه عین اوست، لاجرم داعى چون مظهرى را از مظاهر به سوى حق خواند با او مکر کرده باشد، چه اراده این معنى مى‏کند که حق با او نیست؛ با غیر اوست. و این عین مکر است؛ لیکن این مکر از انبیا علیهم السلام بر نهج بصیرت است چنانکه فرمود: أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی‏، یعنى نبى علیه السلام مى‏‌داند که او مظهر هویت حق است؛ و لیکن از براى تخلیص اوست از قیود دوگانگى و از حجّتى که موجب ضلال است و بیگانگى، تا چون خلاص یابد بیند که مظهر هویت است، و مشاهده کند که جمیع موجودات نیز مظاهر حق‏اند، و حق را به جمیع اسما و صفاتش عبادت کنند چنانکه از حیثیت اسم خاص مى‏‌کرد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۴۹

و بهذا کان الحقّ- تعالى- مالک الملک،کما قال التّرمذىّ- رحمه اللّه-.

شرح یعنى حق- تعالى- وعده مجازات عباد به اعمال صالحه فرمود و جزاى اعمال به حسب نیّات است. کسى بود که نظر او در اعمال جنت بود، و باشد که عمل او للَّه باشد و حق جزاى این مخلص بود که «من کان للَّه کان اللّه له و من قتلته فعلىّ دیته». یا خود گوییم که هر نعمتى که از حق به بنده مى‏رسد تابع نعمت وجود است که قیام هر شی‏ء به وى است، بلکه وجود است که متعیّن شده بر سبیل تنزل و ظهور در مظاهر متکثّره. پس عارف کامل در هر چه ‏تصرف نماید از مال و اولاد و نعم، داند که هم متصرّف و هم متصرّف فیه به خود عدم محضند. و آن چه اطلاق اسم وجود بر آن مى‏توان کرد آن حق است. پس هر تصرف به حقیقت در آن چیزى بود که آن ملک این و این ملک آنست، و الحق ملک الملک به این بود. و این از اسئله حکیم ترمذى است- قدّس سرّه- که ما ملک الملک؟ شیخ فرمود که: ملک الملک هو الحق فی حال مجازاة العبد على ما کان منه بما أمر به.

«وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً» لأنّ الدّعوة إلى اللّه- تعالى- مکر بالمدعوّ لأنّه ما عدم من البدایة فیدّعى إلى الغایة. «أدعو اللّه» فهذا عین المکر «عَلى‏ بَصِیرَةٍ» فنبّه أنّ الأمر له کلّه فأجابوه مکرا کما دعاهم.

شرح یعنى دعوت به چیزى باشد که آن کس را نبود و چون ایشان از مظاهر هویّت بودند، پس این دعوت عین مکر است.

اما این از نبى پسندیده است، یعنى نبى مى‏داند که ایشان مظاهر هویّت‏ اند.

اما این مدعوّ بى‌‏خبر است. پس طریق آنست که به مکر محمود او را دعوت کند، تا در سایر موجودات این معنى مشاهده کند که همه مظهر یکى ‏اند.

پس چون مکر نوح به قوت استعداد دریافتند، معاملت با وى هم از راه مکر کردند، اگر چه ندانستند.