عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة عشر : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)


قال رضی الله عنه : "فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه ویجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، وفی أی صورة ظهر حتى عبد، وأن التفریق والکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة وکالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود."

قال رضی الله عنه : (فجاء) الوارث (المحمدی) فی هذه الأمة داعیا لها (وعلم أن الدعوة إلى الله) تعالى التی هی مأمور بها إرثا محمدیة (ما هی) فیه (من حیث هویته) الشخصیة الإنسانیة (وإنما هی من حیث أسماؤه) التی هی ظهور أسماء الله تعالى بحسب استعداده (فقال تعالى) فی الإشارة إلى ذلک ("یوم نحشر")، أی نجمع العباد ("المتقین") المحترزین من مخالفتنا التی منها دعواهم الاستقلال بأسمائهم التی هی أسماؤنا الظاهرة لهم فی نفوسهم ("إلى") الاسم ("الرحمن") الذی هو موصوف بالرحمة العامة المستوی بها على العرش ("وفدا") [مریم: 85].

أی زائرین راکبین على نجائب أجسامهم النورانیة لابسین ثیاب نفوسهم الراضیة المرضیة متزینین بحلی حواسهم الظاهرة والخفیة.

(فجاء) سبحانه وتعالى فی هذه الآیة (بحرف الغایة) وهو إلى (وقرنها)، أی الغایة (بالاسم) الإلهی الرحمن لا بالذات الإلهیة .

(فعرفنا) من ذلک (أن العالم) کله معقوله ومحسوسه (کان تحت حیطة)، أی تصرف (اسم إلهی) حاکم علیهم بمقتضاه وهو الاسم الرحمن وقد (أوجب علیهم) کلهم ذلک الاسم الرحمن المتحکم فیهم (أن یکونوا متقین) لیظهر أثر رحمته فیهم فکانوا متقین کما أوجب علیهم من حیث لم یکشف لهم مما هو مقتضى أرواحهم المتصرفة فی أجسامهم بإذن الله .

وإن جهلوا ذلک وجحدوه فی عین ما هم فیه قائمون ومعلوم بأن الأعمال بالنیات ولکل امرىء ما نوى لا ما فعل والمؤاخذة بما کسب القلب والغفلة والزیغ فی القلب.

قال تعالى: "ولکن یؤاگم بما کسبت قلوبکم" [البقرة : 225]. وفی آیة أخرى: "لها ما کسبت"، أی للنفوس "وعلیها ما اکتسبت " [البقرة: 286] . والتکلیف کله على النفوس بما قصدت لا على أعمال الجوارح من حیث هی فقط، فالعالم کلهم متقون یحشرون إلى الرحمن وفدا من حیث هم فی وجودهم، ومنهم ما هو کذلک من حیث کشفهم عنهم واطلاعهم على نفوسهم.

ومنهم لیس کذلک بل هم مجرمون فتن الله تعالى أبصارهم وبصائرهم فأراهم خلاف الأمر علیه فی نفسه و أطلعهم على ما اقتضى زیغهم وضلالهم، فهم یساقون إلى جهنم وردا کما أخبر تعالی عنهم، وأهل الظاهر مع الظاهر وأهل الحقیقة مع الباطن.

(فقالوا)، أی قوم نوح (فی مکرهم)الکبار الذی مکروه بنوح علیه السلام "لا تذرن" أی لا تترکن "آلهتکم" التی تعبدونها من دون الله ("ولا تذرن")، أی لا تترکن (ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا) [نوح: 23] . وهی أسماء الأصنام لهم

(فإنهم)، أی قوم نوح (إذا ترکوهم)، أی ترکوا هذه الأصنام (جهلوا من الحق) سبحانه (على قدر ما ترکوا من هؤلاء) الأصنام لأنهم ما علموا من الحق تعالى إلا مقدار ما علموا من هذه الأصنام .

وقد علموها مشبهة ومکیفة مثل جمیع العالم والعالم جمیعه ظهور الحق تعالى، والحق تعالی کما هو منزه عن کل ما ظهر مشبه أیضا بکل ما ظهر .

فهو منزه مشبه کما تقدم ذکره وقد علموه مشبها فی بعض ما هو مشبه به، والتشبیه بعض المعرفة به، فلو ترکوا ما هم فیه من بعض معرفته جهلوا على مقدار ما ترکوا.

فلهذا السر، المخفی عنهم لم یترکوا أصنامهم وإن کان تمسکهم بأصنامهم بالنظر إلى نیاتهم کفرة وزیغ وضلالا لما قدمناه من أن بعض معرفة الشیء نقص ونقص المعرفة کفر.

فلا یجحد کون ذلک البعض معرفة قلیلة، ولا یقال بقبول ذلک فی دین الله تعالى، ولکن هذا کشف عن حقائقهم لا عن أحکامهم کما بینته فی کتابی الرد المتین على منتقص العارف محیی الدین .

و (فإن للحق) سبحانه وتعالى من حیث ظهوره (فی کل معبود) من صنم أو کوکب ونحو ذلک (وجها خاصة) هو من ذلک الوجه حقیقة الحق تعالی ظاهرة بصورة ذلک المعبود .

کما قبل الحق تعالى أن یکون عالما بصورة ذلک المعبود قبل ظهوره بها من غیر أن یتغیر هو سبحانه عما هو علیه فی نفسه (یعرفه)، أی ذلک الوجه (من عرفه) لصفاء البصیرة (ویجهله من جهله) لکدر البصیرة وانطماسها (فی) الأولیاء (المحمدیین) .

ولم یقل : ویجحده من جحده، لأن الأولیاء لا یجحدونه وإن جهلوه وإنما یجحده بعض العوالم ممن یزعم أنه من علماء الرسوم لقصورها عن درک الحقائق کما یشیر إلیه قوله تعالى : ( وقضى ) من الأزل وقدر (وألا تعب وأه) یا أیها المکلفون کلکم (و إلا إیاه ) [الإسراء: 23] وحده (أی حکم) وحکمه تعالی

نافذ على کل حال فکیف تتصور عبادة غیره تعالى حینئذ.

فالعالم من الأولیاء المحمدیین (یعلم من عبد) فی وقت عبادة عباد الأصنام مثلا للأصنام هل عبدت على الحقیقة الصورة الظاهرة الممسوکة بقدرة الحق سبحانه، أی عبد الحق تعالی الظاهر بها .

(و) یعلم ذلک المعبود الحق سبحانه (فی أی صورة ظهر) بفعله لا بذاته (حتی عبد) عند جمیع العالمین (و) یعلم (أن التفریق) والتمییز (والکثرة) فی المعبود الواحد (کالأعضاء) الکثیرة المختلفة مثل الیدین والرجلین والأذنین والعینین ونحو ذلک (فی الصورة) الواحدة (المحسوسة) فإن کثرة أعضائها لا تنافی وحدة حقیقتها فی الإنسان الواحد .

(وکالقوى) جمع قوة (المعنویة) کقوة البصر وقوة السمع وقوة اللمس وقوة الذوق وقوة الفکر وقوة الحفظ وقوة الخیال وما أشبه ذلک (فی الصورة الروحانیة الواحدة التی هی فی باطن الصورة الجسمانیة المحسوسة .

(فما عبد) على الحقیقة (غیر الله) تعالى (فی کل معبود) وعبده عابد مطلقا .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم. فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال رضی الله عنه : (فجاء المحمدی) للدعوة والمراد محمد علیه السلام وإنما جاء بیاء النسبی إشارة إلى أن الداعی هو الروح الظاهر فی صورة الجسد المحمدی وهو الروح الجزئی المنسوب إلى الروح الکلی لا الروح الکلیة المحمدیة .

(وعلم) هذا المحمدی قبل أن یؤمر بالدعوة (إن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسمائه) فصدقه الله فیما علم.

(فقال یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا فجاء بحرف الغایة وقرنها بالأسم فعرفنا أن العالم کان نحت حیطة اسم إلهی أوجب) ذلک الاسم (علیهم) أی على أهل العلم کله (أن یکونوا) أی أهل العالم (متقین) أی حافظین محترزین عبادة غیر هذا الاسم الإلهی من الأسماء التی تحت حیطة .

فما مکر قوم محمد علیه السلام معه لانعدام موجب المکر وهو التنبیه فی الدعوة إلى هویة الحق فدعا قومه إلى الله من حیث أسمائه بلا تنبیه إلى هویته.

فما مکر فی الدعوة حتى أجابوه مکرا بخلاف دعوة نوح علیه السلام ولو دعا قومه بمثل هذه الدعوة لأجابوه بلا مکر وکم بین الدعوتین .

وما علم الدعوة مثل ما علم محمد علیه السلام فلا یدعو مثل ما دعاه محمد علیه السلام فکانت إجابة کل قوم بحسب دعوة نبیه (فقالوا) بعضهم لبعض (فی مکرهم) مع نوح علیه السلام: ("وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسْرًا (23) ") [نوح: 23] کل ذلک أسماء الأصنام والآلهة شاملة لها .

وإنما قالوا ذلک (فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء) وإنما لزمهم الجهل من هذا الترک لأنهم حصروا التقریب إلى الله والعلم به فی الأصنام لذلک قالوا: "ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله" [الزمر: 3]. فلیس فی شأنهم عرفان بغیر هذه الطریقة فلم یقبلوا دعوة النبی البتة حذرا عن الجهل.

(فإن للحق فی کل معبود وجها) و هو اسم جزئی من أسماء الله داخل تحت حیطة الاسم الجامع بربه ذلک المعبود (یعرفه) أی وجه الحق (من عرفه) أی الحق وهو مرتبة الکاملین .

(ویجهله) أی الوجه (من جهله) أی الحق وهم لا یعرفون الحق ولا الوجه لکنهم قالوا ذلک عن جعل مکرا معه .

وإنما قال فی کل معبود ولم یقل فی کل موجود مع أن وجه الحق لا یختص بالمعبود إشارة إلى أن کل موجود معبود إما بشخصه أو بنوعه أو بجنسه .

فما جاءت فی حقهم الدعیة من عبادة الأرباب الجزئیة إلى الاسم الجامع. وجاء ذلک (فی المحمدیین "وقضى ربک") [الإسراء: 23] . فإن رب محمد هو الاسم الجامع ("ألا تعبدوا إلا إیاه") [الإسراء: 23] .

أی حکم بالعلم الأزلی أن العبادة فی أی معبود کانت لا یکون إلا إیاه إلى غیره فی الحقیقة .

وإن کان إلى غیره صورة فکانت العبادة فی صورة الأصنام إلى الله تعالى حقیقة وإلى الأصنام صورة بالنص الإلهی.

لکن مثل هذه العبادة غیر مقبولة عند الله بالنص الإلهی کما إن العبادة لا تکون إلا لوجه الله تعالى بالنص "فأینما تولوا فثم وجه الله" البقرة : 115. لکن الصلاة لا یجوز بالنص إلا بالتولی إلى الکعبة فما جاء نوح علیه السلام بمثل هذا الحکم حتى لا یعبد قرمه الأسماء الجزئیة فإن ربوبیة الرب بحسب مربوبه (فالعالم بالله) أی بالاسم الجامع (یعلم من عبد) بضم العین (وفی أی صورة ظهر حتی عبد) فإنه یرى الوجه المطلق أی الاسم الجامع فی الوجه الخاص یعبده فیه.

وأما الجاهل فعبادته عن جهله ولا یعلم أی شیء یعیده (و) یعلم (أن التفریق والکثرة) الأسمائیة بالنسبة إلى الاسم الجامع وهو قوله : "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى " [الإسراء: 110].

(کالأعضاء فی الصورة المحسوسة وکالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة) یعنی أن جمیع الأسماء والصفات أمور مجتمعة فی حضرة الذات الإلهیة کإجتماع أجزائنا فی صورنا المحسوسة و کاجتماع قوى أرواحنا فی صورنا من العقل والوهم والمفکرة وغیر ذلک فمن شاهد حضرة الجمع فقد شاهد فیها جمیع الأسماء مجتمعة وعبد جمیعها من حیث الجمعیة لا من حیث الانفراد .

فإنه لا یصلح أن یکون معبودة فإن کان کثرة الأسماء بالنسبة إلى حضرة الجمع متصلة کأعضائنا لا أمورا منفصلة (فما عبد غیر الله فی کل معبود).

لأن الأسماء حینئذ عین المسمى من وجه ولا یعرف هذا إلا من عرف الحق بالمشاهدة فإذا کان العبادة فی کل معبود إلى الله لا إلى غیر الله تعالى .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال رضی الله عنه :"فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسمائه.

فقال: "یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا" 80 مریم. " .

فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین. فقالوا فی مکرهم: " لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا " فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء.

فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من عرفه ویجهله من جهله.

قال رضی الله عنه : "فی المحمدیین: " وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه" 23 الإسراء." أی حکم.

قال رضی الله عنه : "فالعالم یعلم من عبد، وفی أی صورة ظهر حتى عبد"، وأن التفریق والکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة وکالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة.

قال رضی الله عنه : "فما عبد غیر الله فی کل معبود"، فالأدنى من تخیل فیه الألوهیة فلولا هذا التخیل ما عبد الحجر ولا غیره.

ولهذا قال تعالى: " قل سموهم" 33 الرعد. فلو سموهم لسموهم حجرا وشجرا وکوکبا.

ولو قیل لهم: من عبدتم؟

لقالوا إلها ما کانوا یقولون: الله ولا الإله.

والأعلى ما تخیل، بل قال: هذا مجلی إلهى فینبغی تعظیمه فلا یقتصر.

وأما عنده من یری أن الشیء قبل وجوده لیس له ذات وهو صاحب المواقف، رضی الله عنه، وغیره من الأکابر، فهو یسمیها ظهورات وبین القولین بون عظیم لمن یعرف غوره.

والجمیع حق لعود مقاصدهم فی التوحید إلى ما لا یختلف، فتعود إلى معنى ما أشار إلیه، رضی الله عنه، من أن هذه التی عددوها إنما هی مظاهر للحق تعالى، فلا جرم قالوا: "لا تذرن آلهتکم".

قال: لأنهم لو ترکوها لجهلوا من الحق تعالى على قدر ما ترکوه منها. قال وقد یکون مجهولا فی أکثر المحمدیین مع تلاوتهم قوله تعالى: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه" (الإسراء: 23) . والقضاء حکم فقد حکم أن لا تعبد سواه، فما عبد أحد غیره تعالی غیرة منه ذاتیة، وبین ذلک بقوله: وإن التفریق والکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة ثم أخذ یبین اعتبارات القائلین بعبادة الأصنام وجعل منهم الأعلى والأدنى التفاوت عقولهم فی الاعتبارات .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم. فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال رضی الله عنه : " فجاء المحمدی فعلم أنّ الدعوة إلى الله ما تکون من حیث هویّته" ,  وإنّما هی من حیث أسمائه فقال : " یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً " فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم ، فعلمنا أنّ العالم کان تحت حیطة اسم إلهیّ أوجب علیهم أن یکونوا متّقین " .

قال العبد : المشرب المحمدی الجامع لجمیع الدعوات النبویة والأحکام التشریعیة التکلیفیة هو أنّ الدعوة من حضرة إلى حضرة ، ومن مقام إلهیّ اسمی إلى آخر ، والمدعوّ إلیه الله فی الجمیع إلَّا أنّ التعیّنات العینیة فی ملابس الصور العینیة المقتضیة للتمییز بـ « من » و « إلى » یتفاضل بعضها على بعض ، فالتجلَّی من حضرة أحدیّة الجمع لیس کالتجلَّی فی أحدیة الفرق والصدع .

والداعون صنفان : أحدهما یدعو إلى الله بأمر الله ، وهمّه فی القیام بما أمر من الدعوة ، ولا یلزمه کشف الحقائق على ما یقتضیها عند الله فی نفس الأمر .

والثانی صنفان منهم : من کشف له الله حقائق ما أمر بتبلیغه والدعوة ، ومنهم :

من لیس له ذلک وإنّما هو إنباء وإخبار من الله بذلک وأمر ونهی لا غیر .

وهم أیضا على قسمین : قسم منهم من یکون إنباء الحق وإخباره له فی الرؤیا والهاتف والوحی بواسطة الملائکة ، وهو غیر مأمور بالتبلیغ والرسالة . وصنف مأمور بالتبلیغ والرسالة .

وهم صنفان : أولو العزم الذین أمروا أن یبلغوا إلى الأمم رسالة الله ، فإن لم یجیبوا بالمعجز قاتلوهم . وصنف ما علیهم إلَّا البلاغ ، فإن آمنوا أمنوا من عذاب الله فی الدنیا وفی الآخرة أو فیهما معا ، وإن لم یؤمنوا لم یأمنوا کذلک .

والصنف الأوّل الأعلى هم الذین یدعون على بصیرة کمحمّد صلَّى الله علیه وسلَّم والمحمدیین من الأنبیاء والأولیاء عالمین بأنّ الحق موجود فی البدایة والغایة .

وهو عین المدعوّ والداعی والمدعوّ إلیه ، وهو على کشف وبصیرة أنّه مأمور بالدعوة والإبلاغ بأمر الله ومشیّته ، وأنّه تقع الإجابة ممّن شاء الله له ، وعنى منه الإجابة ظاهرا وباطنا ، وممّن لا یکون کذلک ، ولا تقع الإجابة إلى الداعی إلَّا فی صورة الردّ والصدّ أو تکون الإجابة ظاهرا لا باطنا أو باطنا لا ظاهرا بالبعض أو بالکلّ ، ولا بدّ من ذلک .

وهو یدعو على بصیرة إلى اسم کلَّی محیط بکلّ مرکَّب وبسیط ، وهو الاسم « الله » أو الاسم " الرحمن " ، " قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَه ُ الأَسْماءُ الْحُسْنى " ، وأنّ مصیر صور التفرقة والجمع إلیه إنّما یکون على وجهین :

أحدهما : یوم نحشر المتّقین الذین اتّخذوا الله وقایة لهم عن آثار الأفعال والأحکام والأوصاف والأخلاق الحمیدة فی الإضافة فأضافوها إلى الله ، ففازوا بشهود الحق قائما على کل نفس بما کسبت ، وأنّ نواصیهم بیده تعالى والله هو الفاعل بهم وفیهم جمیع أفاعیلهم فکلَّها من أعمال الله بهم وفیهم ، کما ثمّ أیضا کذلک.

" وَالله خَلَقَکُمْ وَما تَعْمَلُونَ "  فأضافوا ما أتوا به من المحامد والمحاسن والفضائل وصالحات الأعمال کلَّها إلى الله ، فخلصوا من ورطات الریاء والسمعة والشرک الخفیّ والجلیّ وغیر ذلک من العقبات الموجبة للعقوبات ، وجعلوا أنفسهم أیضا وقایة لله فی إضافة النقائص والقبائح والمذام من الأعمال والأفعال والأخلاق والنعوت والأوصاف ، فحازوا بذلک أسرار شهود " وَما أَصابَکَ من سَیِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِکَ "  بکسر المیم .

وقوله : « والشرّ لیس إلَّا إلیک ، ومن وجد غیر ذلک فلا یلومنّ إلَّا نفسه » فنسبوا کلّ ذلک إلى أنفسهم ولم ینسبوا إلى الله .

ووقفوا وقایة عن إضافة النقائص من نقائص الکمالات التی اتّخذوا الله فیها وقایة ، فصار کل منهما وقایة لصاحبه مع أحدیة العین فی عین الفرق فبدّل الله سیّئاتهم حسنات ، لأنّه لا فاعل فی الحقیقة إلَّا الله جمعا وفرقا ، حقّا وخلقا ، ففازوا بحمد الله بدرجة التحقیق وانتهجوا سواء الطریق ، والرحمن الذی وسعهم بحیطة بسط علیهم مضافا إلى ما بهم من النعم من بسطته .

والثانی : من أضاف الأفعال کلَّها إلى نفسه ، وهم على صنفین : منهم من سعد بالأعمال الصالحة والعبادات والطاعات ، فنجا .

ومنهم من شقی بأضداد أفعال أهل السعادة ، فهلک ولم یجد ملتجأ . والصنفان على أصناف لا یتدارک ولا یحصیها إلَّا الله ، وکلَّهم محجوبون ، ولأهل الکشف والحجب تماثیل وأمثله منصوبون ، وعند کشف الغطاء مطالبون ، فافهم والله الملهم .

قال الشیخ رضی الله عنه : " فقالوا فی مکرهم : لا تذرنّ آلهتکم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا "، فإنّهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق قدر ما ترکوا من هؤلاء ، فإنّ للحق فی کلّ معبود وجها یعرفه من عرفه ، ویجهله من جهله."

قال العبد : لمّا کان الوجود الحقّ المتعیّن فی خصوصیات قابلیات کل معبود من حجر ومدر وشمس وقمر ظهورا ووجها خاصّا هو الوجه الحق الباقی إذا عادت حجابیّات الأشیاء هالکة ، فمن أنکر وجهل وجه الحق فی کل شیء ، فقد أنکر الحق المتعیّن فی مظهریته ، والمتجلَّی من حقیقته لصور خلقیته.

فهو الظاهر فی کل ظاهر ولا ظاهر إلَّا أفعاله ، فلا ظاهر إلَّا الله " وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ الله رَمى "  ، فظهرت الألوهیة والمألوهیة ، والعابدیة والمعبودیة ، والساجدیة والمسجودیة فی کل عین عین ، فمن عبد حجابیّته وصنمیّته ، أو عبد تخیّله وهواه فی ذلک المعبود أنّه إله ، فقد عبد هواه ، وعبد الطاغوت ، وعبد صنمیّات حجاب اللاهوت .

ومن عبد الله الواحد الأحد فی کل ما عبد ، وعبد من غیر حصر لله تعالى فی صورة دون صورة وتعیینه فی شیء دون شیء ، فذلک العارف الکاشف ، والعالم الواصف ، لا یحجبه شیء ، ولا یسعه نور ولا فیء ، ولا یحجزه میّت ولا حیّ ، ولا یضرّه هدایة ولا غیّ .

ذلک هو العبد الحقّ " فی مَقْعَدِ صِدْقٍ " . " عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ "   فافهم .

وإذا علمت هذا فاعلم : أنّ لک نسبا فی ربّک لیس لغیرک ، هو أحدیة جمعک وبصورتک ظهر لک فی کل معبود موجود ، وتجلَّى لک فی کل مشهود معهود وغیر معهود ، ولکن ظهوره بک فی کلّ بحسب المظهر لا بحسبه ولا بحسبک ، فأنت حسبه إن کنت بحسبه ، وهو حسبک حسبا ، ونعم النسب التی بها جعل لک منه نسبا فأعطه ماله وهو أنت ، وخذه مالک وهو ربّک ، وقابل لتجلَّیاتک لک به ، ولتجلَّیاته بک لک من أحدیّة جمع مظهریّتک عبدانیّة تناسب التجلَّی ، وقابل بکلَّک کلّ المتجلَّی ، تکن أدیبا أریبا محبّا له فی الکلّ حبیبا ، وقلبا کلَّیا متقلَّبا معه فی شؤونه لبیبا ، تشاهد من تجلَّیاته مشهدا غریبا ، وتکشف منک له حالا عجیبا ، والله الموفّق .

قال الشیخ رضی الله عنه :  "فی المحمّدیّین : " وَقَضى رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاه ُ ".

أی حکم  فالعالم یعلم من عبد ؟ وفی أیّ صورة ظهر حتى عبد ؟

وأنّ التفریق والکثرة فی الأعضاء کالصورة المحسوسة والقوى المعنویّة فی الصورة الروحانیّة ، فما عبد غیر الله فی کل معبود".

قال العبد : جلّ جناب المعبود الحقّ أن یعبد سواه فی کلّ معبود ، أو یوجد إلَّا إیّاه فی کل موجود ، لأنّ الحقیقة تقتضی لذاتها أن تتفرّد بالوجود على الإطلاق ، وتقتضی بحقیقتها المعبودیة بالاستحقاق ، فحیث وجدت الإلهة والعبادة ، فهی له والحقّ لها .

ولکنّ الکثرة المعهودة والتفرقة المشهودة تحجب العقول المنصبغة بأحکام العرف والعادة عن شهود الوجود الحقّ الواحد الأحد فی الغیب والشهادة ، وتکون أحدیّته الخصیصة بذاته المطلقة أحدیة جمع لا تنافیها الکثرة ، والسلطان هو الواحد الحقّ المستوی ،والوحدة والإطلاق والتقیّد والکثرة هی المظاهر والعروش والأسرّة.

وکما أنّ صورتک المحسوسة واحدة ، لا شکّ فی وحدتها جملة واحدة ، ولا تقدح فی أحدیة جملتک کثرة الأعضاء من حیث الاعتبار النسبی والتعقّل الإضافی المعهود ، لا فی الوجود ، ولا فی الأمر ، ولیست فی نفس الأمر کثرة إلَّا بالاعتبار ، عند ذوی العقول الرجیحة والاستبصار.

وکذلک صورتک الروحانیة ولطیفتک الإنسانیة جوهرة واحدة وحدة حقیقیة ما فیها ما ینافیها ، ومع ذلک فوحدتها أحدیة جمع أرواح وقوى کثیرة ، ولا تقدح کثرة قواها فی أحدیة هذه الجوهرة اللطیفة النورانیة ،.

فکذلک لا تقدح کثرة مظاهر الأسماء وهم الأرباب فی أحدیة جمع الإله الربّ المعبود فی الکلّ عند ذوی الألباب ، فهو المعبود فی کل ما عبد ، والعابد فی کل من عبد ، فأقرّ وما عند ، وهو الجاحد العاند فیمن جحد وعند ، فالکلّ منه وفیه وله ، وبه ومنه له ، وله فتنبّه أیّها الأنبل الأنبه ، فأنت المؤمّل المکمّل ، والمعروف المعرّف والمجهول المجهّل.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

ولهذا قال رضی الله عنه : ( فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته ) لأن الهویة الأحدیة مع الکل سواء ( وإنما هی من حیث أسماؤه ) فیدعون من الاسم الخافض إلى الرافع ومن اسم المنتقم إلى الرحیم ومن اسم المضل إلى الهادی .

( فقال تعالى : " یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً " فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم ) لیعلم أن الرحمن اسم شامل لجمیع الأسماء فیکون العالم تحت إحاطته ، إذ لا فرق بینه وبین اسم الله .

کما قال : " قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَه الأَسْماءُ الْحُسْنى " وکل طائفة من أهل العالم تحت ربوبیة اسم من أسمائه ومن کان تحت ربوبیة اسم کان عبدا لذلک الاسم ، فیدعوهم رسول الله من تفرقة تلک الأسماء إلى حضرة جمع اسم الرحمن أو اسم الله وهی الدعوة على بصیرة .

لأنه تحصین من رق الآلهة المتشاکسة إلى عبودیة الإله الواحد ، کما قال تعالى :" ضَرَبَ الله مَثَلًا رَجُلًا فِیه شُرَکاءُ مُتَشاکِسُونَ ورَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ "  واسم الرحمن یحکم على عباده بأن یکونوا متقین ویوجب علیهم التقوى ، وهو على معنى قوله :

( فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهى أوجب علیهم أن یکونوا متقین ) وحقیقة التقوى أن یجتنب الإنسان من إضافة الخیرات والکمالات والصفات الحمیدة إلى نفسه أو غیره إلا إلى الله ، ویتقى به من أفعاله وصفاته فإنها شرور من معدن الإمکان ، فیطلع على سر قوله  : " وما أَصابَکَ من سَیِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِکَ " لأن الشرور أمور عدمیة وأصله العدم ومنبعه الإمکان .

قوله ( فقالوا فی مکرهم :" لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ ولا تَذَرُنَّ وَدًّا ولا سُواعاً ولا یَغُوثَ ویَعُوقَ ونَسْراً "  فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء ، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من عرفه ویجهله من جهله ) مر تقریره ( فی المحمدیین "وقَضى رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاه " أی حکم ربک ) رب الکل أن لا موجود سواه فلا یرى فی صورة الکثرة إلا وجهه فیعلم أنه هو الذی ظهر فی هذه الصور فلا یعبد إلا الله لأن صور الکثرة فی الوجود الواحد إما معنویة غیر محسوسة کالملائکة وإما صوریة محسوسة کالسماوات والأرض وما بینهما من المحسوسات .

فالأولى بمثابة القوى الروحانیة فی الصور الإنسانیة ، والثانیة بمثابة الأعضاء ، فلا تقدح هذه الکثرة فی أحدیة الإنسان وهو معنى قوله ( فالعالم یعلم من عبد وفی أیّ صورة ظهر حتى عبد ، وإن التفریق والکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة وکالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة ، فما عبد غیر الله فی کل معبود فالأدنى ) . أی الجاهل المحجوب.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فجاء المحمدی، وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته، وإنما هی من حیث أسمائه، فقال : "یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا"). فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی (أوجب علیهم أن یکونوا متقین).

فجاء القلب المحمدی، أو الداعی المحمدی، وعلم أن الدعوة إلى الله لیست من حیث هویة الحق، لأنها موجود فی کل موجود، وإنما هی من حیث أسمائه، أی، یدعوا الخلق من الأسماء الجزئیة التی یعبدونها إلى الاسم الجامع الإلهی وهو (الله) و (الرحمن). کما قال تعالى: (یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا). أی، نحشر الذین یتقون من الأمور المقیدة الحاجبة لهم عن أنوار الاسم الجامع الموجبة للظلمة والضلالة، إلى الاسم الجامع الرحمانی. (فجاء بحرف الغایة) وهو (إلى). و (قرنها بالاسم الرحمانی). لیعلم أن العالم من حیث إنه

أسماء إلهیة، أی مظهر أسماء إلهیة جزئیة کانت أو کلیة، تحت إحاطة اسم إلهی وهو (الله) و (الرحمن) أزلا.

فأوجب ذلک الاسم على أهل العالم أن یکونوا متقین محترمین عن عبادة أسماء الجزئیة دائما، لیعبدوا الله بجمیع أسمائه، لأن العابد لله عابد لجمیع الأسماء لأنها داخلة فیه، وأما عابد (المنعم) مثلا، لیس عابد (المنتقم) فما یعبد الله من حیث جمیع أسمائه.

لذلک قال: (أأرباب متفرقون خیر أم الله الواحد القهار؟)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فقالوا فی مکرهم: "لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا". فإنهم إذا ترکوهم، جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها، یعرفه من عرفه ویجهله من جهله). أی، قال قومه فی مکرهم معه، لیدعو علیهم: (لا تذرن آلهتکم).

وهی (ود) و (سواع) و (یغوث) و (یعوق) و (نسر). لأن هویة الحق ظاهرة فیهم، کما فی غیرهم. فلوترکوهم، جهلوا من مظاهر الحق على قدر ما ترکوا، لأن للحق فی کل معبود وموجود وجها، إذ الوجه الباقی مع کل شئ یعرفه، أی، یعرف هذا المعنى من

عرف الحق ومظاهره، ویجهله من جهل الحق ومظاهره.

(فی المحمدیین: "وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه". أی، حکم) وجاء فی حق المحمدیین: (وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه). أی، حکم أزلا رب محمد، صلى الله علیه وسلم، وهو الاسم (الله) الجامع، أن لا تعبدوا إلا الله الجامع للأرباب، ولا تعبدوا الأرباب المتفرقة.

قال الشیخ رضی الله عنه : (فالعالم یعلم من عبد، وفی أی صورة ظهر حتى عبد، وأن التفریق والکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة، وکالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة). فالعالم بالله ومظاهره یعلم أن المعبود هو الحق فی أی صورة کانت، سواء کانت حسیة کالأصنام، أو خیالیة کالجن، أو عقلیة کالملائکة.

ویعلم أن التفریق والکثرة مظاهر لأسمائه وصفاته، وهی کالأعضاء فی الصورة الإنسانیة: فإن العین مظهر للإبصار، والأذن للسمع، والأنف للشم، والید للبطش، وکالقوى الروحانیة، کالعقل والوهم والذاکرة والحافظة والمفکرة والمتخیلة، فإنها کلها مظاهر لصفات الروح. (فما عبد غیر الله فی کل معبود). إذ لا غیر فی الوجود.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال رضی الله عنه : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین. فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم. فالعالم یعلم من عبد. )

قال الشیخ رضی الله عنه : (فجاء) الداعی (المحمدی) لإزالة صورة المکر فی هذه الدعوة مع دعایة أمر الإرشاد، ومنع المکابرة منهم.

(وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته) أی: تعیین الإلهیة الشاملة للأسماء کلها اللطفیة والقهریة، (وإنما هی من حیث أسمائه) یدعو من بعضها إلى بعض أی: من القهریة إلى اللطفیة فاختار من اللطفیة الاسم الجامع للأسماء اللطفیة؛ (فقال: "یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا " [مریم: 85]، فجاء) فی هذه الدعوة (بحرف الغایة)، وهو إلى من غیر مکر، وهو أنه (قرنها) أی: الدعوة إلى الغایة بالاسم الرحمن الشامل للأسماء اللطفیة دون اسم الله الشامل لها ولغیرها.

والآیة وإن وردت فی الحشر فهو مرتب على أمر الدنیا، إذ هی مزرعة الأخرة. (فعرفنا) من هذه الدعوة المحمدیة الجامعة لأنواع الکمالات الدالة على أنه، إنما یدعو إلى الاسم الجامع للأسماء المفیضة لأنواعها، وهو الذی رحم به الکل أولا فیجب الرجوع إلیه آخرا؛ لأن النهایة هی الرجوع إلى البدایة " لکل جعلنا منکم شرعة ومنهاجا" [المائدة: 48].

وهذا یشیر إلى أن کل واحد من شرعته جاء فی بدایته (أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی) کلی رحم به على الکل فأخرجه من ظلمة العدم إلى نور الوجود، والرجوع إلیه لا یمکن إلا بنور الفطرة.

ولذا قال الشیخ رضی الله عنه : (أوجب علیهم أن یکونوا متقین) عن الحجب الظلمانیة الحاصلة من الاعتقادات الفاسدة، والهیئات الردیئة من المعاصی الفرعیة؛ لیمکنهم الوصول بنور الفطرة إلى ذلک الاسم راکبین مطایا الاعتقادات الطیبة والهیئات الصالحة.

فلذلک قال : "یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا" [مریم: 85]، (فقالوا فی مکرهم) فی إجابة نوح لما دعاهم إلى من تنزه عن الکل مع ظهوره فی الکل: (" لا تذرن آلهتکم " [نوح: 23])، إذ هی المظاهر لا غیر فی زعمهم أو هی الکاملة فی المظهریة بحیث تستحق العبودیة من المظاهر القاصرة، وقد غلطوا إن الإنسان أکمل منهم مع أن أصل المظاهر العبودیة؛ فحقها أن تکون عابدة لا معبودة.

("لا تذرن" [نوح: 23])، على الخصوص (" ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا" [نوح: 23]، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق) أی: من تجلیاته (بقدر ما ترکوا من هؤلاء) لانحصار المظهریة فیها فی زعمهم، أو لکونها مظاهر کاملة عندهم مستحقة للعبادة، (فإن للحق فی کل معبود وجها) خاصا من تجلیاته أراد بذلک أن یعبد فیها (یعرفه من یعرفه، ویجهله من یجهله).

ولیس ذلک الوجه فی سائر المظاهر، وإلا لعبدت أیضا، وغلطوا فی ذلک فإن الحق إنما أراد أن یعبده فیها من کان بینه وبین الحق حجاب فلا یراه إلا فی هذه المظاهر القاصرة، ویقتصر نظره علیها والدلیل على أنه المعبود فیها بالحقیقة ما ورد فی کتاب

قال الشیخ رضی الله عنه : (المحمدیین)، وهو قوله تعالى: ( "وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه " [الإسراء:23])، أی: حکم

قال الشیخ رضی الله عنه : ولا تبدل الحکم الله لکن عبادته بذاته حق، وعبادة المظاهر باطلة لما فیها من التفرقة "أأرباب متفرقون خیر أم الله الواحد القهار" [یوسف: 39].

(فالعالم) بظهور الحق فیها (یعلم من عبد) فیها بالحقیقة، وإن قصد الغیر؛ لکن الجزاء إنما یترتب على القصد إذ له تأثیر فی المقاصد "إنما الأعمال بالنیات"، لا على ما وقع فی الحقیقة ولو قصدوا عبادة الظاهر فیها، فإن قصدوا ذلک لاختصاصها بالمظهریة أو الکمال مظهریتها فهو أیضا غلط فاحش، وإلا فلا معنى لعبادتها.

قال رضی الله عنه : (و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق والکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة،فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (وفی أی: صورة ظهر) من الصور الموجبة للحجاب، والکشف الموجب لاعتقاد استحقاقها العبادة له فیها، أو للمظاهر نفسها (حتی عبد) فالذات من حیث جلالها اقتضت ذلک، وأرادت أن تعبد فی هذه المظاهر؛ لیقهر بذلک فیکمل ظهور قهره وجلاله، ولا معنى لجعلها کالقبلة.

لأن القبلة هی الجهة التی یتوسل بالتوجه إلیها فی الظاهر إلى توجه الباطن إلى الحق، ولیس یحصل ذلک من هذه الأصنام بل عبادتها توجب ظلمات کثیفة نورت المیل إلى المحسوسات مع إنکار الکمالات الحقیقیة، کإنکار النبوة والأمور الأخرویة على ما هو المشاهد من أهلها، وإن کان المعبود فی الکل واحد إذ لا تکثر هذه الصور المعبودة (فإن التفریق والکثرة) فی صور المظاهر (کالأعضاء) أی: کتفریق الأعضاء وکثرتها (فی الصورة المحسوسة) بجسد الإنسان.

(وکالقوى المعنویة) أی: وکتفریق القوى المعنویة وکثرتها (فی الصورة الروحانیة) مع أن مرجع الکل هو الإنسان الواحد بالشخص، وإذ کان مرجع الکل هو الله (فما عبد) فی الحقیقة (غیر الله فی کل معبود).

فلذلک أرادت الذات الإلهیة أن تعبد فی کل معبود، وهو معنى قول أهل السنة: إن الله تعالى یرید الکفر من الکافر، ولکن لا یرضى إلا الإسلام والتوحید لأنه إنما تکمل حکمته فی الظهور لا فی الحجاب.

فلذلک قالوا: إن جلاله عاشق لجماله، وإذا کان الکل یرجع إلى الحق الواحد مع التفریق فیه انقسم الناس إلى جاهل أدنی یقتصر نظره على التفریق، وعالم أعلى یعلم رجوع الکل إلى الحق، وبینهما مراتب.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء المحمّدیّ وعلم أنّ الدعوة إلى الله ) لما کانت عبارة عن طلب الإقبال والتوجّه نحو الاسم المهیمن فی وقته بالتزام مقتضیاته والإعراض عمّا یقابل ذلک الاسم بالکفّ عمّا یستدعیه (ما هی من حیث هویّته ) .

إذ نسبة الهویّة المطلقة مع الکلّ سواء ، ( وإنّما هی من حیث أسمائه ، فقال : "یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً " [ 19 / 85 ] ( فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم ) الذی هو قهرمان الوقت ، وإن کان من الأسماء الکلَّیة المحیطة بالکلّ ، لکن الاسم من حیث هو له طرف الظهور فالطرف الآخر یقابله ویوجب الأمر للمقبلین إلیه أن یجتنبوا عن أحکام ذلک المقابل .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فعرفنا أنّ العالم کان تحت حیطة اسم إلهی ) هو قهرمان الوقت کالرحمن فی زمان الخاتم ، فله السلطنة على العالمین ( أوجب علیهم أن یکونوا متّقین ) عن أن یقبلوا وجوه کماله نحو غیره ، وینسبوا الصفات الکمالیّة والأحکام الوجودیّة إلیه ، فإنّ المنتسب إلى غیره إنّما هو النقائص الإمکانیّة والأحکام العدمیّة - لا غیر ، کما سبق تحقیقه فی بیان معنى التقوى   .

ثمّ إنّ نوحا لما أطلق الدعوة والمکر بها إطلاق تفرقة بعدم تقییدها وبالغ فی تلک التفرقة حیث قال : " لَیْلًا وَنَهاراً " [ 71 / 5 ] أجاب قومه بما یطابق ذلک فی التفرقة والمکر ( فـ " قالُوا " فی مکرهم " لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسْراً " ) [ 71 / 23 ] فصرّحوا فی صورة تفرقة الآلهة بالعدد الخمس الذی هو امّ التفرقة العددیّة کلَّها ،على ما سبق .

هذا وجه الإجمال ، وأمّا وجه التفصیل منه ، فله مجالی على منصّات التأویل حسب مدارج الأفهام ودخلها فی حقائق التنزیل ، وأجلاها أن یحمل على المجالی الخمسة .

ولا یخفى وجه النسبة الدالَّة علیها بترتیبها من الأعلى إلى الأنزل ، فلا نوضحه أکثر من ذلک .

فبهذه الوصیّة مکروا معه مکرا کبّارا ، لأنّهم إنّما تواصوا على عدم ترکهم تلک الصور شیئا منها لئلَّا یفوتهم من الجمعیّة شیء.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإنّهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء ، فإنّ للحقّ فی کل معبود وجها یعرفه من عرفه ویجهله من جهله ) .

وأمّا محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم لما أطلق الدعوة إطلاق جمع بضمّ القید إلیها ، ظهر فی قومه الجمعیّة الإطلاقیّة ، وسرت فی سائر أحکامه ، ولذلک ترى ما یوازی تلک الوصیّة ( فی المحمّدیین "وَقَضى رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاه ُ " [ 17 / 23 ] أی حکم ) بما مؤدّاه تلک الجمعیّة التی لا یشذّ منها شیء من تلک الصور أصلا ، فأظهر تفرقة التشبیه فی صورة جمعیّة التنزیه ، یعنی ضمیر الغائب فی الوصیّة ، کما أظهر جمعیّة التنزیه فی صورة تفرقة التشبیه فی الدعوة ، یعنی الدعوة المقیدة  .

ثمّ إذا تقرّر أنّ المعبود فی أیّ صورة کان إنّما هو الحقّ ( فالعالم یعلم من عبد ) فی تلک الصور ( وفی أیّ صورة ظهر حتّى عبد ) فإنّ الصور مختلفة فی الحیطة والکمال وقبول ظهور الوحدة الجمعیّة وعدمه ( وأنّ التفریق والکثرة ) فی أحدیّة الجمعیّة الإلهیّة ( کالأعضاء فی الصورة المحسوسة ) من الشخص الواحد ، فإنّ له صورة محسوسة ظاهرة ومعنویّة باطنة ، کلّ منهما ذات کثرة ، ولا یقدح ذلک فی وحدة الشخص بوجه ، على تخالف مراتب تلک الکثرة فی کلّ من تینک الصورتین .

فإنّ الأعضاء المحسوسة : منها ما هی بمنزلة الرؤساء فی إنفاذ الأمر ، ومنها ما هی بمنزلة الخدّام فی إعداد ما ینبغی لها ، ومنها ما هی بمنزلة الأساس والأعمدة ، ومنها ما هی بمنزلة الزوائد والفضلات .

( وکالقوى المعنویّة فی الصورة الروحانیّة ) فإنّ منها ما هو رئیس الکلّ ، إنّما یقوم أمر الوحدة الشخصیّة به ، ولا یشذّ من محیط حکمه شیء منها وهو القلب فإنّ له أمر أحدیّة جمع الأعضاء کلَّها ، بحیث لا یمکن بقاء شیء منها إلَّا بوصول المدد الوجودی منه إلیه ، ولا ینتهض أحد من الجوارح لإقامة العبادة إلَّا بأمره - أیّة عبادة کانت ، لأیّ معبود کان فهو المعبود حقیقة .

( فما عبد غیر الله فی کلّ معبود ) إلَّا أنّ العبّاد على اختلاف طبقاتهم فرقتان :

منهم من جاوز أسافل الصور ومهابط کثائفها وما وصل إلى أعالی المعانی ومطالع لطائفها ، فهم المسخّرون تحت سلطان الخیال ، ممتثلین أوامره ، عابدین إیّاه ، فمعبودهم لا یکون إلَّا متعیّنا بالتعیّن التقابلی ، وواحدا بالوحدة المقابلة للکثرة ضرورة ، سواء کان ذلک من الأصنام الصوریّة المحسوسة ، أو العقائد المعنویّة المعقولة .

ومنهم من جاوز ذلک ووصل إلى أعالی المعانی ، وبلغ المرتبة الجمعیّة القلبیّة ، وتحقّق بأحدیّة جمعیّتها فمعبودهم لا یکون إلَّا المتعیّن بالتعیّن الإحاطیّ ، والواحد بالوحدة الإطلاقیّة الجمعیّة ، سواء کان قبلة توجّهه الصورة المحسوسة أو المعانی والهیئات المعنویّة المعقولة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

قال رضی الله عنه : (فجاء المحمدی وعلم أن الدعوة إلى الله ما هی من حیث هویته وإنما هی من حیث أسماؤه فقال: «یوم نحشر المتقین إلى الرحمن وفدا» فجاء بحرف الغایة وقرنها بالاسم، فعرفنا أن العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متقین.

فقالوا فی مکرهم: «وقالوا لا تذرن آلهتکم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق و نسرا»، فإنهم إذا ترکوهم جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء، فإن للحق فی کل معبود وجها یعرفه من یعرفه ویجهله من جهله. )

(فجاء) الداعی (المحمدی وأعلم أن الدعوة إلى الله سبحانه ما هی من حیث هویته) الساریة فی الوجودات کلها حتى یرد أن یقال : لیست هی مفقودة من البدایة فیدعى إلیها فی الغایة (وإنما هی)، أی الدعوة (من حیث أسمائه) فیدعی من اسم إلى اسم آخر کما یدعی من الخافض إلى الرافع ومن المنتقم إلى الرحیم و من المضل إلى الهادی (فقال تعالى: "یوم نحشر") بأحدیة جمع أسمائنا التی هی مرتبة الألوهیة ("المتقین إلى الرحمن وفدا") [مریم: 85] فجاء بحرف الغایة) التی هی إلى (وقرنها بالاسم) الرحمن المحشور إلیه بعدما عبر عن المحشورین إلیه بالمتقین.

(فعرفنا) بجمیع ذلک (أن العالم کان) قبل حشر المحشورین (تحت حیطة اسم إلهی أوجب) ذلک الاسم (علیهم أن یکونوا متقین) وهذا الإیجاب إما أن یکون الاتفاء فیهم أثر من آثار ذلک الاسم کالاسم الواقی والحفیظ مثلا.

أو یکون أثر ذلک الاسم مما یتقی منه کالاسم المنتقم والقهار وغیرهما، وعلى کل تقدیر فحشرهم إلى الاسم الرحمن إنما هو من ذلک الاسم.

فکما أن الحشر لا یکون إلا من اسم إلى آخر فکذلک الدعوة إلى الله تعالى لا تکون إلا کذلک قوله: (فقالوا فی مکرهم) عطف على قوله ، فأجابوه مرة ثانیة وتفسیرا له، أی قال بعض منهم لبعض آخر منهم حین أجابوا نوحا مکرا: ("لا تذرن آلهتکم" ) ولا تترکن عبادتهم، فأجملوا أولا ثم فصلوا لزیادة التأکید. فقالوا: ("ولا تذرن  ودا ولا سواعا ولا یغوث ویعوق ونسرا" [نوح: 23]) وإنما نهوا عن ترک هؤلاء المعبودین (فإنهم إذا ترکوهم)، أی هؤلاء المعبودین (جهلوا من الحق على قدر ما ترکوا من هؤلاء) المعبودین. فقوله : من هؤلاء بیان لما ترکوا.

(فإن للحق) تعالى (فی کل معبود) منهم (وجها خاصا یعرفه)، أی ذلک الوجه بل الحق من حیث ذلک الوجه (من عرفه)، أی ذلک المعبود (ویجهله)، أی ذلک الجهل بل الحق من ذلک الوجه (من جهله)، أی ذلک المعبود فمن ترک هؤلاء المعبودین جهل الحق من حیث الوجوه التی له سبحانه فیهم فلهذا نهوهم عن ترکهم

قال رضی الله عنه : (فی المحمدیین: «وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه» أی حکم. فالعالم یعلم من عبد، و فی أی صورة ظهر حتى عبد، و أن التفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویة فی الصورة الروحانیة، فما عبد غیر الله فی کل معبود.)

(و) جاء فی المحمدیین، ما یؤکد ما ذکرنا من أن للحق سبحانه فی کل معبود وجها. وهو قوله تعالى: ("وقضى") یا محمد ("ربک") الذی هو الاسم الله مع ("ألا تعبدوا إلا إیاه" أی حکم) وقدر فی الأزل فلم یکن لله سبحانه فی کل معبود وجه خاص یعید هذا المعبود لأجله لم یصح هذا الحصر ولا یطابق هذا الحکم الواقع، فإنه قد تعبد آلهة متکثرة متعددة فی الواقع (فالعالم یعلم من) الذی (عبد) فی صور المعبودین (وفی أی صورة ظهر حتى عبد) فإنه لم یعبد فی کل صورة (وأن التفریق والکثرة) فی صور المعبودین (کالأعضاء)، أی کتفریق الأعضاء وکثرتها مثل الید، والرجل والعین والأذن والأنف وغیرها (فی الصور المحسوسة) الإنسانیة (وکالقوی)، أی کتفریق القوى (المعنویة مثل العقل والوهم والذاکرة والحافظة والمفکرة والمتخیلة وغیرها فی الصورة الروحانیة الإنسانیة أیضا.

فکما أن کثرة الأعضاء والقوى لا تقدح فی وحدة الحقیقة الإنسانیة کذلک کثرة الصور والمظاهر لا یقدح فی وحدة المعبود الحق (فما عبد غیر الله) المعبود الحق (فی کل معبود).

أی المعبود هو الظاهر فی کل معبود بل فی کل موجود وإن لم یشعر العابدون بذلک فی هذه النشأة.

قال رضی الله عنه فی الفتوحات : عبد المخلوق ههنا من عبده وما عبد إلا الله من حیث لا یدری ویسمى معبوده منات واللات والعزى، فإذا مات وانکشف الغطاء علم أنه ما عبد إلا الله .

فالناظرون إلى المعبودین صنفان : أعلى وأدنى.

(فالأدنى من تخیل فیه)، أی فی معبوده المفید (الألوهیة)، واستحقاقه بخصوصیة العبادة ، وإن کانت للتقریب إلى الحق المطلق (فلولا هذا التخیل)، أی تخیل معنى الألوهیة واستحقاق العبادة (ما عبد الحجر ولا غیره) کالشجر والشمس والقمر . 

(ولهذا)، أی لأن عبادة هؤلاء المعبودین مبنیة على تخیل الألوهیة فیهم.

قال الله سبحانه أمر لنبیه صلى الله علیه وسلم ("قل") إلزاما للکفرة وإقحاما لهم ("سموهم") [الرعد : 33]، أی اذکروا أسماء هؤلاء فی أنفسهم "فلو سموهم لسموهم حجرا أو شجرا"


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: ۳۰۲-۳۰۷

فجاء المحمدیّ و علم أن الدعوة إلى اللّه ما هی من حیث هویّته و إنّما هى من حیث أسمائه فقال: «یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً»( س 19- 85)  فجاء بحرف الغایة و قرنها بالاسم، فعرفنا أنّ العالم کان تحت حیطة اسم إلهی أوجب علیهم أن یکونوا متّقین.

یعنى‏: چون نوبت دولت به محمّد و محمّدیان رسید، و داعى محمّدى دانست که دعوت کردن بنده به حق، نه از جهت «هویّت حقّ» است. چرا که: هویّت احدیّت با همه یکسان است. یعنى: در هر موجودى هست. و دعوت از چیزى به چیزى باشد. که: «من» ابتدا را است، و «الى» غایت را. و در یک حقیقت چون مغایرت نیست، من و الى نگنجد؛ بلکه دعوت نیست جز من حیث اسماءه-.

یعنى: هویّت احدیّت و حقیقت ذاتیّه دعوت مى‏‌کند خلق را از اسماء جزئیّه به «اسم جامع الهى»، که آن «اللّه» است و «الرّحمن»؛ چنانکه فرمود: یوم‏ نحشر المتّقین الى الرّحمن و فدا- یعنى: حذرکنندگان و پرهیزکاران و ترسندگان از امور مقیّده [که سبب حجاب ایشان است- از ادراک نور اسم جامع‏] برانگیزانیم به اسم جامع رحمانى.

و حرف غایت که آن «الى» است، مقرون گردانید به اسم الرّحمن. تا ما بدانیم که: الرّحمن همچون اللّه شامل جمیع اسماء است؛ و همه اسماء در تحت حیطه او است. چنانکه فرمود: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏( س 17- 110). و دعوت از اسماء جزئیّات به کلّیّات به «اسم شامل جامع ذو احاطة».

تو چنین دان که: از اسم المضلّ به الهادى؛ و از خافض به رافع؛ و از ضارّ به نافع؛ و از منتقم به رحیم؛ و از رحیم به رحمن؛ و از رحمن اگر گوئى به اللّه، هم شاید، دعوت مى‌‏رود.

پس بشناسانید ما را که: عالم- که اسماء اللّه است- جمله در تحت حیطه اسم جامع‌‏اند- که آن الرّحمن است- و آن اسم جامع واجب گردانید بر اهل عالم که: بر حذر باشند و پرهیزگار؛ و بر عبادت یک اسم از اسماء مقیم نباشند؛ تا عبودیّت حق به جمیع اسماء کرده باشند، و آنگاه بر ایشان صادق باشد که:

عابد اللّه‏اند؛ أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَیْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ( س 12- 39).

و در این بحث بسطى باید کرد؛ تا مقصود مفهوم گردد؛ بدان که:

خوانندگان خلق به راه حق، دو گروه‌‏اند:

گروهى به امر حق، خلق را به حق دعوت مى‏‌کنند، و قصد ایشان در این دعوت جز امتثال امر آمر حقیقى نیست؛ که آن «حقّ» است. و هیچ به آن‏ نگران  نیستند که کشف حقایق کنند؛ تا بدانند که عند اللّه این امر ثابت است که: به وى رسد یا نه؟؟ و ایشان اهل انباء و اخباراند و بس.

و گروهى دیگر حق تعالى بر ایشان مکشوف گردانیده است، حقایق آن چیزى که او به آن مأمور است؛ و حال مدعو، و قبول و ردّ او.

و گروه اوّل بر دو صنف‌‏اند:

بعضى اولوالعزم‏‌اند که: ایشان تبلیغ رسالت و ابناء بکنند؛ و خلق را به حق دعوت کنند. و اگر طلب معجزه از ایشان کنند، بنمایند. اگر اجابت کردند، و به راه درآمدند، فهو المطلوب. و الّا با ایشان مقاتله کنند.

و صنفى دیگر: بر ایشان جز ابلاغ رسالت و اظهار دعوت نیست. اگر ایمان آوردند، و دعوت قبول کردند، فهو الغرض. و الّا چون ایمان نیاوردند، و به راه راست درنیامدند، ایشان را به حال خود بمانند.

صنف اوّل از آن طایفه‏‌اند که: از ایشان اعلى مرتبه کسى نیست؛ که هم کشف دارند، و عواقب امور مى‏‌دانند. و با آنکه مى‏‌دانند بقبول «اهل قبول» سرّ قدر درمى‌‏یابند. و با ناقبولى «اهل ردّ» با دانستن سرّ قدر، سرّى دیگر [که آن مقاتله است‏] هم درمى‌‏یابند. و هم اهل امتثال و حق‏گزار آن مرتبه عبودیّت‌‏اند؛ که: با چنین علم و کشف از اداء اوامر باز نمى‌‏ایستند. و هیچ فضول خویش در میان حال، مجال مداخله نمى‏‌دهند. و این طایفه عالى‏‌مرتبت، عالى‌‏قیمت صاحب بصر و بصیرت محمّد و محمّدیان‌‏اند- از انبیاء و اولیاء- که: دانایانند، به آنکه: حقّ است که موجود است در بدایت و در غایت؛ و او است که عین داعى و مدعوّ الیه است.

و ایشانند که عارفانند بر آنکه: دعوت از حضرتى است به حضرتى، و از اسمى به اسمى، و از مقامى به مقامى، در هر آنى و زمانى. به هر وجهى و شأنى؛ و در جمیع مراتب، مدعو الیه، اللّه است و رحمن. و من و إلى- که ابتدا و غایت را است بحسب مراتب تعیّنات است‏. و ملابس صور عینیه‏، و تفاضل بعضى بر بعضى بحسب حضرات اسماء است؛ که تجلّى که از حضرت احدیّت جمع باشد؛ نه چون تجلّى باشد که از احدیّت فرق بود. و در دعوت مصیر صور «تفرقه و جمع» بحضرت «آن جمع الجمع» است. و حقیقت قبول دعوت به تقوى نزد دعوت هر اسمى آن باشد که: از اضافت خیرات و کمالات و صفات حمیده به خود کردن اجتناب نماید. و آن را نه از خود، و نه از غیر خود بیند؛ بلکه مرجع و مأخذ و مصیر و مصدر آن از حضرت حق داند. و ما أَصابَکَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ‏( س 4- 79) ، و شرور و وزور و نقایص و مذامّ، و اوصاف ذمیمه [که صفت «امکان» است‏] جمله به خود نسبت کند؛ وَ ما أَصابَکَ مِنْ سَیِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِکَ‏( س 4- 79). و اللّه اعلم.

فقالوا فى مکرهم: «لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً»( س 71- 23)  فانّهم اذا ترکوهم جهلوا من الحقّ على تدر ما ترکوا من هؤلاء؛ فانّ للحقّ فى کلّ معبود وجها یعرفه من عرفه‏ و یجهله من جهله‏. فى المحمّدیین: «وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ»( س 17- 23)  أى حکم.

بیان مى‌‏فرماید آنچه فرموده که: وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبَّاراً( س 71- 22). و مى‏گوید که: در مکرى که قوم نوح کردند، یکى دیگر [این بود] که: در وصیّت مبالغه کردند با قوم خود، که:

زینهار! که آلهه خود را از دست رها مکنید. و این بتان‏ ود و سواع‏ و یغوث‏ و یعوق‏ و نسر( س 71- 23 و 24)نام را بمانید، و ملازمت عبادت ایشان کنید.

و مکر در این آن بود، تا نوح از این سخن [که خلاف مأمور است‏] متغیّر شود. و دعا بر ایشان زودتر کند. تا از قید تعیّن خویش به فناء جسمانى باز رهند.

و مکر دیگر [که مفهوم لا تذرن الهتکم الى آخره، است‏] آن است که:

شیخ به آن اشاره مى‏‌فرماید که: اگر ترک کردندى بتان خود را، بقدر ترک خویش، جاهل بودندى به مظهرى از مظاهر حق. چرا که: مدّعاى محقّق این است که: در هر ذرّه‏‌اى از ذرّات کائنات و با هر موجودى از موجودات. حق تعالى را وجهى از وجوه ظاهریّه است؛ یعنى: هیچ نیست که نه مظهر وجود او است. چرا که: بى‏وجود او، هیچ موجود، موجود نیست. و این معنى نداند، مگر کسى که: داند که: حقّ است که در صور متعیّنات ظهور کرده.

و اگر قایلى گوید که: پس عبده اصنام همه بر حق بودند، و هیچ باطل نپرستیدند؟

جواب گوئیم‏ که: حقیقت‏ پیش آن‏کسى باشد که داند که: آن مظهر، مقیّد است و حق را در مظهر مقیّد، محصور نتوان داشت؛ که گوئى: این حقّ است و جز این نه. که او نامحدود است و احاطت بر آن محال.

امّا آنکه نداند و این «متعیّن مشخّص محدود» حق داند، کفر محض باشد.

و بارها گفتم و نمودم که: عارف همه را حق از آن جهت مى‏داند که: جز وجود را اثبات نمى‌‏کند، و در حقیقت وجود، تعدّد نیست. و با هر یک اثبات حق از آن جهت مى‏‌کند که: هیچیک بى‏‌وجود، موجود نیست. و هر یک را تنها «حق» نمى‏‌گوید؛ از آنکه: متعدد متعیّن است. «مشخص محدود» حق نتواند بود؛ و از این جهت شیخ مى‏‌فرماید که: یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله.

پس اگر دانسته گوئى، و همه حق گوئى، مقبول باشى.

و اگر نادانسته گوئى، و هر یک [را] حق گوئى، مردود باشى. جمع در تفرقه مى‏‌باید دید. و این وظیفه استعداد محمّدیان است، چنانکه به آن اشاره کرد در قوله فی المحمّدیین: «وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ»( س 17- 23) . یعنى: ربّ محمّد.

حکم فرمود؛ یعنى اسم اللّه [که جامع جمیع اسماء است‏] حکم فرمود که:

مپرستید الّا اللّه- که او جامع ارباب است؛ و معرض تو از هر باب است- فجلّ جناب الحقّ المعبود أن یعبد سواه فی کلّ معبود او یوجد إلّا ایّاه فی کلّ موجود، لأنّ الحقیقة تقتضى لذاتها أن یتفرّد بالوجود على الإطلاق و تقتضى لحقیقتها المعبودیّة بالاستحقاق. و بقیه تحقیق این سخن این است:

فالعالم یعلم من عبد، و فی أىّ صورة ظهر حتّى عبد، و انّ التفریق و الکثرة کالاعضاء فی الصورة المحسوسة و کالقوى المعنویّة [فى الصورة الروحانیّة] فما عبد غیر اللّه فى کلّ معبود. 

یعنى‏: عالم باللّه [که عارف مکاشف است. و حق را در جمیع مظاهر، معاین و عارف است‏] مى‏‌داند که:

هر که مى‏‌پرستد، و هر چه مى‏‌پرستد، از چه روى مى‌‏پرستد؟ و چه مى‏‌پرستد؟

و هم او مى‏‌داند که: ظاهر در مظاهر به صور مختلفه ظاهر شده؛ تا او را مى‏‌پرستند.

و هم او مى‏‌داند که: تفریق و کثرت در مظاهر، و تمیز میان هر یک در ظاهر [خواه که آن، صورت حسّیّه و محسوسه باشد- چون: اصنام و اوثان- یا صورت خیالیّه باشد؛ یعنى: آنچه در مخیّله مرتسم گردد؛ چون: عقول مجرّدات‏] بر مثال اعضاء است در صور محسوسه انسانیّه [چون چشم و گوش و بینى و دست و پاى‏] و چون قواى معقوله روحانیّه او [مثل: عقل و وهم و ذاکره و حافظه و متخیّله‏] که خواه اعضاء در صورت محسوسه، و خواه قوا، در معانى معقوله، جمله مظاهر روح ‏اند.

و دانا داند که: به تعدّد این مظاهر جسمانى و روحانى حقیقت روح متعدّد نمى‏‌گردد. و هر یکى از این که معتبر است، اعتبار و اعتداد او بظهور روح است در او.

و همچنین آنکه داند، داند که: در این مظاهر معبوده که «اصنام» نام او است. مقصود چیست؟ و آن نیز مظهرى از مظاهر او است.

پس‏ نتیجه کلام‏ این باشد که: فما عبد غیر اللّه فی کلّ معبود.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۲۷۳-۲۷۵

فجاء المحمّدىّ و علم أنّ الدّعوة إلى اللّه ما هى من حیث هویّته و إنّما هى من حیث اسمائه فقال: یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً فجاء بحرف الغایة و قرنها بالاسم، فعرفنا أنّ العالم کان تحت حیطة اسم إلهىّ أوجب علیهم أن یکونوا متّقین.

پس آمد قلب محمدى یا داعى محمدى و دانست که دعوت به سوى حق تعالى از حیثیت هویت حق نیست، چه هویت را وجود در هر موجود هست؛ بلکه دعوت از حیثیت اسماست؛ یعنى دعوت مى‏کند خلق را از آن اسماى جزئیّه که‏ عبادتش مى‏‌کنند به سوى اسم جامع الهى که اللّه و رحمن است. کما قال: یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً، یعنى حشر مى‏‌کنیم پرهیزکنندگان را از امور مقیده حاجبه از انوار اسم جامع به سوى اسم جامع رحمانى، پس حرف غایت آورد که «الى» است و آن را مقرون به اسم رحمن ساخت، تا معلوم شود که عالم از آن روى که اسماى الهیّه‌‏اند؛ خواه جزئیّه باشد و خواه کلّیّه، داخل در تحت احاطه «اسم الهى» است ازلا که آن اللّه و رحمن است. لاجرم ایجاب کرد این اسم را بر اهل عالم که متقى و محترز باشند از عبادت اسماى جزئیّه دایما ابدا؛ تا حضرت الهى را به جمیع اسمایش بپرستند که عابد «اللّه» عابد جمیع اسماست از آنکه همه اسما داخل‏‌اند در وى.

اما عابد «منعم» مثلا عابد «منتقم» نیست، پس مثل این عابد عبادت حق را از روى جمیع اسما نکرده باشد و لهذا فرمود: أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَیْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ؟ آنچه عراقى مى‏آورد که ابو یزید قدس سره این آیت بشنید که: یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ‏ نعره زد و گفت: من کان عنده إلى أین یحشر؟ آن‏کس که نزد او باشد کجا حشر شود؟ دیگرى شنید گفت: «من اسم الجبّار إلى اسم الرّحمن، و من اسم القهّار إلى اسم الرّحیم» جرعه‌‏اى ازین جام و شمه‏اى از ریاحین این کلام است:

فقالوا فى مکرهم‏ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً فإنّهم إذا ترکوهم جهلوا من الحقّ على قدر ما ترکوا من هؤلاء؛ فإنّ للحقّ فى کلّ موجود وجها یعرفه من عرفه و یجهله من جهله.

یعنى گفتند قوم نوح از روى مکر تا نوح بر ایشان دعا کند مگذارید آلهه خود را که آن «ودّ و سواع و یغوث و یعوق و نسر» است از آنکه هویت حق ظاهر است در ایشان چنانکه در غیر ایشان ظاهر است. پس اگر ترک آن آلهه کنند، ندانسته باشند از مظاهر حق بقدر آنچه ترک کرده باشند، چه حق را در هر معبودى و موجودى وجهى است. بیت:

که آن وجه باقى نگردد هلاک‏ هلاکت کجا ره برد سوى پاک‏

لاجرم برین تقدیر در کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ جائز است که «هاى» وجهه عاید با «شى‏ء» باشد؛ و وجه این معنى را مى‏‌شناسد هرکه حق را و مظاهرش را مى‏‌شناسد؛ و ازین وجه بى‏‌خبر است آنکه از حق و مظاهرش خبردار نیست.

لاجرم بعضى بینایان این راه که از مشاهده آن «وجه» آگاه‏‌اند از عالم آینه سازند و در هر ذرّه به مطالعه آن وجه پردازند و گویند. بیت:

اگر گه‏‌گه ز بى‏‌خویشى نظر در عالم اندازم‏ ازو آینه مى‏‌سازم از و دیدار مى‏‌جویم‏

و فى المحمّدیین‏ وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ‏،

یعنى در حق محمدیین چنین وارد شده که: حکم کرد پروردگار تو اى محمد که قوم تو عبادت نکنند مگر «اللّه» را که ربّ تست و جامع جمیع ارباب است؛ و بازداشت از عبادت ارباب متفرقه.

فالعالم یعلم من عبد (عبد- معا) و فى أىّ صورة ظهر حتّى عبد، و أنّ التّفریق و الکثرة کالأعضاء فى الصّورة المحسوسة و کالقوى المعنویّة فى الصورة الرّوحانیّة.

پس عالم باللّه و مظاهرش مى‌‏داند که معبود على الحقیقة حق است در هر صورتى که باشد؛ خواه حسیّه چون اصنام و خواه خیالیّه چون جنّ؛ و خواه عقلیّه چون ملائکه. و مى‌‏داند که تفریق و کثرت مظاهراند اسما و صفات ربانیّه را چون اعضا در صورت انسانیّه که چشم مظهر دیدن و گوش مظهر شنیدن و بینى مظهر شمّیدن است؛ یا چون قواى روحانیّه چون عقل و وهم و ذاکره و حافظه و مفکره و متخیّله که این همه مظاهر صفات روح ‏اند.

فما عبد غیر اللّه فى کلّ معبود.

پس غیر حق را عبادت نکرد در هر معبود از آنکه غیر منتفى است در وجود؛ لاجرم مى‏گوید:

کعبه و دیر توئى دیر کجا غیر کجا نیست غیر از تو کسى غیر کرا مى‏شمرى؟

و این فقیر نیز از نشوه باده‏پرستى و از غایت مستى مى‏گوید: بیت:

اى گشته مست عشقت روز الست جانم‏ مستى جان بماند روزى که من نمانم‏

هر ذرّه‏اى ز خاکم سرمست عشق باشد چون ذرّه‏ها برآید از خاک استخوانم‏

گفتى به غیر منگر گر طالب حبیبى‏         باللّه که در دو گیتى (دو عالم- خ) غیر از تو من ندانم‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۰

فجاء المحمّدىّ و علم أنّ الدّعوة إلى اللّه ما هی من حیث هویّته و أنّما هی من حیث أسماؤه، فقال‏ «یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً» فجاء بحرف الغایة و قرنها بالاسم فعرّفنا أنّ العالم کان تحت حیطة اسم إلهىّ أوجب علیهم أن یکونوا متّقین.

شرح یعنى چون نوبت دعوت به محمّد رسید دانست که دعوت به حق نه از جهت هویّت حق است، چرا که هویّت احدیّت با همه یکسانست و در هر موجودى هست. و دعوت از اسماى جزئیّات به کلیّات، و از کلیّات به اسم جامع باشد.

یعنى دعوت از اسم مضلّ به هادى و از خافض به رافع، و از ضارّ به نافع، و از رحمن به اللّه.

پس شناسا گردانید ما را که عالم اسماى اللّه است. و جمله در تحت حیطه اسم جامع‌‏اند که آن «رحمن» است. پس واجب گردانید بر اهل عالم که پرهیز کنند، از آن که بر عبادت یک اسم از اسما مقیم باشند. و باید که عبودیّت حق به جمیع اسما کنند تا عبودیّت اللّه که اسم جامعست بر ایشان صادق آید.

فقالوا فی مکرهم‏ «لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً، وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً»، فإنّهم إذا ترکوهم جهلوامن الحقّ على قدر ما ترکوا من هؤلاء؛ فإنّ للحقّ فی کلّ معبود وجها یعرفه من یعرفه و یجهله من یجهله. و فی المحمّدیّین‏ «وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ» أی حکم.

شرح یعنى مکر قوم نوح یکى دیگر این بود که وصیّت کردند که این الهه خود را نگذارند. و مکر درین آن بود تا نوح ازین سخن متغیّر شود، و دعا بر ایشان زودتر کند، تا از قید تعیّن خویش به غناى جسمانى باز رهند. دیگر آن که اگر ترک کردندى بتان خود را، به قدر ترک خویش‏ جاهل بودندى به مظهرى از مظاهر حق. زیرا که مدّعاى محقّق اینست که هیچ نیست که نه مظهر وجود اوست، و بى وجود او هیچ موجود، موجود نیست. قوله‏ «وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ» یعنى اسم اللّه که جامع است فرمود که مپرستید مگر او را که جامع ارباب است و معرض شما از هر بابست.

فالعالم یعلم من عبد، و فی أیّ صورة ظهر حتّى عبد، و إنّ التّفریق و الکثرة کالأعضاء فی الصّورة المحسوسة، و کالقوى المعنویّة فی الصّورة الرّوحانیّة، فما عبد غیر اللّه فی کلّ معبود 

شرح یعنى اگر پرسیدندى که، که را مى‏‌پرستید، گفتندى خدایى نگفتندى که اللّه مطلق و إله به حق. چرا که بر احدیّت ذات اطلاع ندارند و نمى‏‌دانند که کثرات به حسب اسما و صفات در مظاهر ذات است نه در اصل حقیقت ذات.