عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة عشر : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

قال رضی الله عنه : "«ولا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین» الذین أورثوا الکتاب، أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد والسابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور والحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه".

قال رضی الله عنه : ("ولا تزد الظالمین") یعنی (لأنفسهم) بعدم إیفاء نفوسهم حقوقها مما تطلبه منهم من الحظوظ العاجلة والآجلة رغبة فی إطاعة الرب سبحانه وتعالى، وأنها کافی مرضاته تعالى وهم قومه من حیث أسرارهم وأرواحهم لأنهم مطیعون من هذا الوجه إلا من حیث نفوسهم وأشباحهم.

لأنهم عاصون من هذا الوجه باعتبار أن الروح ناظرة إلى تقلب شؤون الرب والنفس ناظرة إلى اختلاف أفعال العبد، فالإیمان والمعرفة فی الأرواح والکفر والضلال فی النفوس والأشباح.

ونوح علیه السلام ناظر إلیهم بعین الحقیقة وبعین الشریعة، وکلامه فی حقهم صالح لهم فی الحالتین ودعاء لهم وعلیهم باعتبار الطورین المذکورین، وحیث کان طور النفوس والأشباح مما لا خفاء فیه على العامة فضلا عن الخاصة.

وکفرهم وضلالهم فی هذه الطور معلوم لم یحتج المصنف رحمه الله تعالى إلى التعرض، وإنما تعرض للطور الآخر الخفی عن بعض أهل الخصوص فضلا عن أهل العموم، لأن کتابه هذا فی بیان الحقائق والأسرار الإلهیة للشرائع والأحکام الربانیة لا فی بیان الشرائع والأحکام فقط، مثل کتب علماء الرسوم التی علومهم هی علوم المؤمنین لا علوم خاصتهم (المصطفین) نعت للظالمین أنفسهم.

(الذین أورثوا)، أی أورثهم الله تعالى (الکتاب) الجامع للخلق والأمر فی رتبة التفصیل والإجمال (فهم)، أی المصطفون الظالمون أنفسهم (أول الثلاثة) الذین اصطفاهم الله تعالى فأورثهم کتابه القدیم، فنسب إلیهم على حد ما ینسب إلیه تعالی لزوالهم عن أنفسهم وأشباحهم وقیامهم فی حضرته بأسرارهم وأرواحهم.

أما باعتبار حقائق ذواتهم وإن لم یشعروا بها وهم الصم البکم الذی لا یعقلون الحق الظاهر بهم له لا لهم، أو باعتبار شهودهم ذلک من حقائق ذواتهم، وهم الصم البکم العمى الذین لا یعقلون غیر الحق تعالی الظاهر بهم له، ثم لهم وبحسب التفاوت فی هذین المقامین انقسموا إلى ثلاثة أقسام.

قال تعالى: "ثم أورثنا الکتاب الذین اصطفینا من عبادنا " [فاطر: 32] . وهم جمیع بنی آدم بالاعتبارین المذکورین "فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخیر بإذن الله" [فاطر: 32] .

(فقدمه)، أی الظالم لنفسه (على المقتصد والسابق) بالخیرات، لأنه شرفه علیهما باعتبار ظلم نفسه فی مرضات الله ، ثم دون المقتصد وهو المتوسط الذی تارة یراعی حقوق الله وتارة یراعی حقوق نفسه، ثم ما دونه  السابق بالخیرات بإذن الله، وهو الذی یراعی حقوق نفسه فقط، فیعمل الخیرات ویسارع فیها لأجل حصول السعادة له فی الدنیا والآخرة، وطمعا فی النجاة من الله تعالی ورغبة فی الثواب.

("إلا ضللا") [نوح: 24] فیک (أی حیرة) وهی الهدایة لا جزم فیها بشیء معقول ولا محسوس، لأنه تعالى "لیس کمثله شیء".[الشورى : 11]

ولا حکم فیها بإثبات ولا نفی لأن کل مثبت بالعقل حادث وکل منفی بالعقل حادث أیضا، والحق سبحانه ثابت ثبوتا لیس محتاجة إلى مثبت (و) هذه الحیرة (فی مقام الوارث المحمدی) یشیر إلیها قوله علیه السلام: (زدنی) اللهم (فیک تحیرا) حیث کانت الحیرة هدایة إلیک، لأن الهدایة فی کل شیء بحسبه فالهدایة إلى العظیم الحیرة فی عظمته ومنه قوله تعالى: "ووجدک ضالا فهدى" (الضحى  7] أی متحیرا فی عظمة ربک فهداک بحیرتک تلک إلى معرفته.

وقال تعالى فی مقام الحیرة أیضا: ( و لما أضاء )، أی أشرق ("لهم") بهم من تجلی اسمه الظاهر، فتحققوا به ("مشوا") فی عالم وجودهم الحسی والعقلی (فیه) فکانوا معدومین قائمین بموجود ("وإذا أظلم علیهم") فاستتر عنهم من تجلی اسمه الباطن فشهدوا أنفسهم وغفلوا عنه ("قاموا") [البقرة: 20] (له) على قدم العبودیة مشتغلین بالعبادة فهم بین هذین المقامین مترددون لا یستقر بهم القرار فی أحدهما فیهتدون.

(فالمتحیر) الذی حیرته المعرفة الإلهیة فی ربه عز وجل (له الدور) کلما علم الله تعالی شعر أن الذی علمه حادث مثله من حیث إن الله تعالى قدیم والقدیم لا یوجد فی علم غیر القدیم فینبغی ما یجده فی علمه لشعوره بأنه حادث.

ثم یثبت ما یعلم أنه الله تعالى منزها عن کل تشبیه وتکییف مؤمنا به على حسب ما هو علیه فی غیبه المطلق لضرورة إیمانه به.

ثم یشعر بأن الذی أثبته حادث مثله أیضا وإن کان منزهة عن مشابهة الحوادث، فإن هذا التنزیه حکم من حادث فلا یقع إلا على حادث.

فینفی ما ثبت ثم یثبت أعلى منه، ثم یشعر بحدوثه أیضا فینفیه وهذه کیفیة السیر إلى الله تعالى یضع قدمه ثم یرفعه ثم یضعه أرقى منه ثم یرفعه وهکذا.

کما قال ابن الفارض رضی الله عنه :

قال لی حسن کل شیء تجلی    ….. بی تملى فقلت قصدی وراکا

فهو ینتقل دائما من حادث إلى حادث وفی زعمه أنه ینتقل من حادث إلى قدیم. فالقدیم عنده موهوم والحادث متحقق، وذلک من ضرورة الإیمان بالله تعالى، وهو تشبیه الله تعالى ثم تنزیهه على حسب ما قدمناه.

وهذا معنى الدور المذکور (و) له أیضا، أی لصاحب الحیرة (الحرکة الدوریة) من کون إلى کون من نفسه إلى ربه  إلى نفسه، ثم یعود فیتحرک من کون إلى کون کذلک.

ولولا طلبه الله تعالى الذی لا یزول عنه ما کانت حرکته الدوریة مثل حرکة الأفلاک العلویة (حول القطب) الراسخ على حقیقة عجزه الواقف على مرکز اضطراره، لأنه کعبته التی یجب علیه أن یطوف بها وبیت ربه الذی یستقبله فی صلواته (فلا تبرح منه)، لأنه قلبه الذی یدور علیه وحاکمه الذی یولى علیه.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

فدعى لهم نوح بذلک على زیادة حیرتهم بالعلم بقوله: ("ولا تزد الظالمین" [نوح: 28] أنفسهم ) فکل المراد من الظالمین فی دعاء نوح هم الظالمون فی قوله : فمنهم ظالم لنفسه .

لذلک وصف بقوله : (المصطفین "الذین أورثوا الکتاب") [الشوری: 18].

وهو قوله : "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ (32)" سورة فاطر.

قال رضی الله عنه :. (فهم) أی الظالمون لأنفسهم أکمل الناس وأعرفهم فأشار نوح علیه السلام فی دعائه لقومه بلسان الدم إلى هذه الطائفة فقال : "ولا تزد الظالمین " (إلا ضلالا إلا حیرة) فی العلم حتى لا یقولوا: إلها ولا یحیروا القوم فی تعداد الواحد بالوجوه .

فدعاء نوح علیه السلام لهذه الطائفة ازدیاد التحیر فی العلم بالله تعالى بصورة الضلال وهو ما دعی به (المحمدی) بقوله :( زدنی فیک تحیرا) فإن ازدیاد التحیر فی الله تعالى لا یکون إلا عن زیادة علم وهو فی حق الظالمین لأنفسهم من أمة محمد علیه السلام بلسان المحمدی .

وجاء ما أشار نوح علیه السلام فی حق قوم موسى فی قوله : ( لما أضاء لهم ) أی کلما تجلى الله تعالى لهم باسمه النور ("مشوا فیه") أی ذهبوا علما بسبب ضیاء هذا النور إلى حضرة جنابه .

("وإذا أظلم علیهم" ) أی إذا قبض منهم ضیاءه وخفی علیهم لظهور التجلی الجلالی علیهم ("قاموا") حیاری فکلما ازداد علمهم ازدادت حیرتهم هکذا حالهم إلى آخر عمرهم کان ذلک أول الثلاثة من کل أمة لا تختص أمة دون أمة.

فلما انجر کلامه إلى الحیرة وکان مقام الحیرة أعلى المقامات وأشرفها شرع إلى بیان مرتبة الحائر وأحواله فقال : (فالحائر له الدور والحرکة الدوریة حول القطب) وهو الذی مدار الوجود علیه وهو الحقیقة المحمدیة قطب العالم فالوجود دوری فإذا دار الحائر حول القطب (فلا یبرح منه) أی لا یزال ولا ینفک من القطب لأنه أینما تولى یرى وجه الله تعالى فی دائرة الوجود ویرى أن مطلوبه معه فی کل موجود وهو مقام الواصلین من أهل الله تعالى.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. "المصطفین "الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

"ولا تزد الظالمین" (نوح: 24 ) لأنفسهم. المصطفین الذین أورثوا الکتاب، أول الثلاثة.

فقدمه على المقتصد والسابق " إلا ضلالا" (نوح: 24 ) إلا حیرة المحمدی " زدنی فیک تحیرا". "کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا" (لبقرة: 20).

فالمحیر له الدور والحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.

ففسر الظالمین بالذین وضعوا أنفسهم فی بعض الاعتبارات فی غیر موضعها وهم خلفاء الله الکمل لأنهم الذین أورثوا الکتاب.

قال: وهم أول الثلاثة ویعنی بالثلاثة قوله تعالى: "فمنهم ظالم لنفسه" وهؤلاء هم الأولون لأنهم قدموا على الفریقین الذین ذکروا بعدهم وهم المقتصد والسابق بالخیرات .

ثم أخذ یفسر قوله تعالى: "ضلالا" من قوله: "لا تزد الظالمین إلا ضلالا" فأشار إلى الضلال هنا بأنه الحیرة فی الحق تعالى من قوله، علیه السلام: "رب زدنی فیک تحیرا " فإن لم یکن هذا حدیثا عن محمد رسول الله ، صلى الله علیه وسلم، فقد قاله المحمدیون وهم أمته، علیه السلام.

قال: وقوله تعالى: "کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا" هو عنوان ما کانوا فیه من الحیرة وهذا هو کمالهم لأنهم محمدیون وإلیهم انتهى الکمال.

قال: وسبب حیرة المحمدیین الدور والحرکة الدوریة التی ظاهرها الأفلاک وحرکاتها، وباطنها دور حرکة بواطنهم علیهم إذ لیس ورائهم مطمح یشتاقون إلیه لقیامهم بمعانی الاستخلاف الإلهی وذلک هو معنى القطبیة الکبرى

قال: وأما صاحب الحرکة الدوریة وهم المحمدیون فلیس لهم ابتداء فتلزمهم «من»، ولا لهم غایة فتحکم علیهم «إلى»، فلهم الوجود الأتم ولذلک أوتی، علیه السلام، جوامع الکلم وکذلک ورثته. وتعنی بالحکم ما وافق لفظه معناه من غیر خلل.

ثم أخذ بعظم أقدار من قبل فیهم: مما خطیاتهم أغرقوا، وعبر عن الخطیئة بالخطوة التی خطت بهم إلى بحبوحة بحر الفناء فی الله فغرقوا فی ذلک البحر فحصل لهم العلم بالله تعالى من عین الحیاة . فیه فادخلوا نارا فی عین الماء وإنما سمی النار عین الماء لأن الشهود یقتضی ذلک.

قال النفری رضی الله عنه: «أوقفنی فی النار، فرأیت جیم الجنة جیم جهنم، فرأیت ما به یعذب عین ما به ینعم» ، ویجوز أن یحصل العطش الذی یتجدد لأهل الشهود فی نفس الری.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

قال الشیخ رضی الله علیه :" وَلا تَزِدِ الظَّالِمِینَ " لأنفسهم " المصطفین " الذین أورثوا الکتاب ، أوّل الثلاثة ، فقدّمه على السابق والمقتصد " إِلَّا ضَلالًا "  أی "حیرة ".

قال العبد : لمّا عدّدوا الواحد وفرّقوا الجمع ، ظلموا الألوهیّة بتفریقها وتکثیرها ، وهی حقیقة واحدة لربّ واحد تقتضی أن لا یکون إلَّا هو ، وهی له فیه هو ، لا إله إلَّا هو .

فلم تک تصلح إلَّا له    .....    ولم یک یصلح إلَّا لها

ولو رامها أحد غیره      ...... لزلزلت الأرض زلزالها

فلمّا شاهدوا من حیث شعروا ولم یشعروا - أحدیة الکثرة وأنّ الواحد هو بحقیقته أوجب العدد ، فقد ظلموا ، أی أدخلوا النور فی ظلمات لا تتناهى ، فأنارت بنور الوجود الواحد أعیان الظلمات العدمیات ، وعدّل الربّ عند عدولهم بالواحد الأحد إلى الکثرة بعدله صور انحرافات الظلامات ، وظلموا أنفسهم أیضا لتضلیلها فی صور الفرق الحجابی ، عن أحدیة الجمع الکتابی ، والفصل الخطابی.

ولکن إنّما ظلموا أنفسهم لأنفسهم ، لکونهم . ما حصروا الألوهیّة فی الوحدة المقابلة للکثرة المضادّة للعدّة ، وما انحازوا بما حازوا ، عمّا میّزوا ومازوا ولا امتازوا ، ولکن حازوا فی الجمع بین کثرة النسب العدمیة والوجود ، وبین وحدة العین والذات فی الإله والمألوه .

فالظالم على هذا هو العبد المصطفى ، والمجلى الأخلص الأصفى ، أعطى الحقّ فی کلّ حقیقة حقّه ، ووفى بالأوفى .

ولما کان المصطفى فردا ، ظهر الاصطفاء فی هؤلاء الثلاثة الذین أورثوا الکتاب ، أعنی کتاب الجمع والوجود ، لکون الثلاثة أوّل الأفراد .

فالظالم عدّد الأحد ، والسابق وحدّ العدد ، والمقتصد الجامع بین شهود الکثرة فی الواحد الأحد وشهود وجود الواحد فی أعیان العدد .

فالظالم الذی شهوده یکثّر الواحد له الضلال والحیرة أبد الأبد ، وحقّ الظالمین أن لا یزیدهم الله إلَّا ضلالا لهم فی عین عین ، وارتفع من البین البین ، فقد ضلَّوا فیه لا إلى أمد ، بل أبد الأبد ، وهدوا إلى أحدیة عین من عبد وعبد .

فذلک العبد الأوحد فی زمانه ، المؤیّد من الله ببرهانه ، القائم فی عبدانیّة الواحد الأحد فی جمیع شؤونه ، مقبلا على شأنه ، مقتبلا للأمر فی إبّانه

قال رضی الله عنه : " المحمّدیّ : زدنی فیک تحیّرا " .

قال العبد : لأنّ اللذّة فی النظر إلى الوجه الکریم فی کل مجلّ وتجلّ ، وتدان

وتدلّ ، وإقبال وتولّ ، فکلَّما ازداده المشهود زاد الشهود ، وازدادت لذّات المشاهدة بذات المشاهد المشهود .

قال رضی الله عنه : " کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیه ِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا " فالمحیّرون  لهم الدور والحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه " .

یعنی رضی الله عنه : أنّ دأب العبد الحقّ المطلق أن لا یبرح عن المرکز نظره إلى وجه الحق ، فهو یدور معه حیث دار وتحقّق ، کالحرباء مع الشمس ، والنیلوفر إذا طلعت تفتّح وجنح وصعق ، وإذا غابت أطبق على طبقاته وانطبق ، وکالفرقدین مع القطب یدور حوله أبدا ، فهو کذلک ناظر بعینه إلى عین الحق یضلّ به الناظر ، لکثرة المناظر ، فهو المنظور الناظر ، والمظهر الظاهر ، والأوّل والآخر ، والباطن الظاهر .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

وفسر الظالمین فی قوله : " ولا تَزِدِ الظَّالِمِینَ " بالمحمدیین الظالمین ( لأنفسهم من جملة المصطفین الذین أورثوا الکتاب ) أی کتاب العقل القرآنى وهو کتاب الجمع والوجود الأحدى وجعلهم ( فهم أول الثلاثة ) فی قوله تعالى : " فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِه ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ "  لأنهم شاهدوا الواحد کثیرا فعددوا الواحد فساروا من الواحد إلى الکثیر ، ولذلک قال ( فقدمه على المقتصد والسابق ) أی فضله باعتبار سیره ونظره من الواحد إلى الکثیر .

بناء على ما أورده الترمذی فی صحیحه عن أبى سعید ، أن النبی علیه الصلاة والسلام قال فی هذه الآیة « هؤلاء کلهم بمنزلة واحدة وکلهم فی الجنة » وإنما فضله على الباقین لأن المقتصد هو الشاهد للکثرة فی الواحد .

والواحد فی الکثرة جامعا فی شهوده بین الحق والخلق .

والسابق بالخیرات هو الذی شهد الکثیر واحدا .

فوحد الکثیر وسار من الکثیر إلى الواحد ، فهما لیسا فی الحیرة لکونهما معتبرین للخلق مع الحق ، وأما هذا الظالم فلا یرى إلا الواحد الحقیقی کثیرا بالاعتبار ، فله الضلال أی الحیرة أبد الآباد فمن حقه أن لا یزیده الله ( " إِلَّا ضَلالًا " إلا حیرة المحمدی ) أی إلا حیرة المحمدیة بالإضافة فی قوله ( زدنی فیک تحیرا ) أو إلا حیرة بالتنوین ورفع المحمدی أی قال :

المحمدی زدنی فیک تحیرا وهو أصوب وأوفق لقوله ضلالا – (" کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیه وإِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا ") هذا وصف حیرتهم .

فإنهم إذا تجلى نور الأحدیة مشوا أی ساروا سیر الله ، وإذا أظلم علیهم بالاستتار وظهور حکم الکثرة والحجاج وقفوا متحیرین ( فالحائر له الدور ) أی السیر باللَّه ومن الله وإلى الله ، فسیره سیر الله منه المبدأ وإلیه المنتهى ، فلا أول لسیرة ولا آخر ( والحرکة الدوریة حول القطب ) شبه لقرب الحائر وملازمته للحضرة الأحدیة ولذلک قال ( فلا یبرح منه ).


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولا تزد الظالمین) لأنفسهم المصطفین الذین أورثوا الکتاب (أخذ)

(الظالمین) من قوله: (ولا تزد الظالمین إلا ضلالا). بمعنى الظالمین فی قوله تعالى:

(ثم أورثنا الکتاب الذین اصطفینا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخیرات). فاللام للعهد.

ونقل صاحب المعتمد، رحمه الله، عن الترمذی عن أبی سعید الخدری، رضی الله عنه: (إن النبی، صلى الله علیه وسلم، قرأ: "ثم أورثنا الکتاب..." فقال: (وکلهم بمنزلة واحدة، وکلهم فی الجنة).

وذلک لأنهم ظلموا على أنفسهم وبإهلاکها ومنعها عن متابعة هواها الذی هو روحها وحیاتها لأنفسهم، لیتحققوا بالأنوار والمعارف الإلهیة والمکاشفات الروحیة، کما قال علیه السلام: (اتبعوا أبدانکم لراحة أنفسکم.)

لذلک قال: (الذین اصطفینا). وأضاف إلى نفسه بقوله: (من عبادنا) تشریفا له وتعظیما لشأنهم.

(فهم أول الثلاثة، فقدمهم على (المقتصد) و (السابق)).

أی، الظالمین لأنفسهم أول الطوائف الثلاث المذکورین فی الآیة.

(فقدمه) أی قدم الحق (الظالم لنفسه) على (المقتصد) و (السابق بالخیرات)، لأنه ظلم نفسه لتکمیل نفسه بعدم إعطاء حقوقها، فضلا عن حظوظها، حتى أوصلها إلى مقام الفناء فی الذات، وجعلها موصوفة بکل الکمالات بخلاف (المقتصد)، فإنه متوسط فی السلوک، غیر واصل إلى مقام الفناء فی الذات بل واقف فی الفناء فی الصفات، وبخلاف (السابق فی الخیرات)، لأنه فی مقام الأفعال الخیریة و التحلیة بالأعمال الزکیة، کالعباد والزهاد والمتقین من الأعمال الموجبة للبعد والطرد.

ولا شک أنهؤلاء الطوائف الثلاث کلهم من أهل الجنة وکلهم من المصطفین الأخیار.

فذکره بالظلم إثبات لمرتبة عظیمة، لا ذم فی حقه.

("إلا ضلالا" إلا حیرة). (إلا ضلالا) تتمة لقوله: (ولا تزد الظالمین).

وفسره بالحیرة الحاصلة من العلم لا الجهل. (المحمدی: "زدنی فیک تحیرا".) أی، کما قال الناطق المحمدی: (رب زدنی فیک تحیرا). أی، رب زدنی فیک علما، فإنی کلما أزداد فیک علما، أزداد فیک حیرة من کثرة علمی بالوجوه والنسب التی لذاتک.

وإنما قال: (المحمدی)، بیاء النسبة، لیشمل الأولیاء التابعین لمحمد، صلى الله علیه وسلم.

وقلبه الناطق بقوله: (رب زدنی فیک تحیرا). فإن للوارثین منه مقام الحیرة، لا یزالون یطلبون الزیادة منها، لالتذاذهمبها وبلوازمها وملزوماتها المعطیة إیاها.

قال الشیخ رضی الله عنه : (کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا.) أی، قد جاء فی حق قوم موسى: (کلما أضاء لهم مشوا فیه). أی، کلما ورد لهم التجلی الإلهی الذی هوسبب إضاءة أرواحهم وقواهم الروحانیة، سلکوا فی المقامات وعرجوا إلى عالم القدس.

وإذا انقطع عنهم ذلک التجلی النوری وأظلم علیهم، قاموا، أی، وقفوا حیارى لظهور التجلی الظلمانی علیهم وهو معد لاستعداداتهم لقبول التجلیات النورانیة مرة أخرى، بحیث لا یشعر المتجلى فیه به إلا عند زوال ذلک التجلی.

وقد خلق الله اللیل والنهار آیتین لهذین النورین، قال الله تعالى: (وجعلنا اللیل والنهار آیتین فمحونا آیة اللیل وجعلنا آیة النهار مبصرة). فکان نوح، علیه السلام، أول من طلب هذا المقام لأمته، وحصل هذا المقام بکماله لهذه الأمة.

(فالحائر له الدور والحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه). أی، الحائر یتحرک بالحرکة الدوریة، لأنه یرى مطلوبه مع کل موجود یوجد فی دائرة الوجود بوجه آخر، فیتحرک إلیه، والوجود دوری فتقع الحرکة دوریة. والحرکة الدوریة لا یکون إلا حول القطب الذی مدار الوجود علیه، فالحائر لا تزال حرکته دوریة.

ولما یبرح من القطب، أی، لا ینفک منه لاستفاضته منه دائما وتوجهه إلیه سرمدا. کالملائکة المهیمة فی الجمال المطلق الإلهی.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

قال رضی الله عنه : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد والسابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا».)

هی الطریقة دعا له نوح علیه السلام بطریق الإشارة ألا یزیده الله (" إلا ضللا" [نوح:24]) فسره بطریق الإشارة بقوله: (إلا حیرة) أراد المحمودة وهی حیرة من کوشف بالأسرار الإلهیة التی لا مثال لها فی عالم المحسوسات والمعقولات.

والمذمومة حیرة من غلط فی الاعتقاد أو العمل، وهی عین الضلال ولیست مطلوبة للکمل، وإنما یطلبون أو یطلب لهم الحیرة المحمودة کما طلبها الداعی (المحمدی) بقوله: ("رب زدنی فیک تحیرا").

ثم ذکر أن هذه الحیرة المحمودة کما فهمت بطریق الإشارة من الحیرة المذمومة من الآیة المذکورة فهمت أیضا بطریق الإشارة من الآیة الواردة فی حق المنافقین بطریق العبارة البیان حیرتهم المذمومة.

أعنی قوله تعالى: ("کلما أضاء لهم" [البقرة:20])، أی: لأهل الکشف عن مقامات الحق وأسراره فی مقام البقاء ("مشوا فیه وإذا أظلم علیهم" [البقرة: 20])، بالفناء التام ("قاموا" [البقرة:20]). هذا الطریق الإشارة، ومعناها بطریق العبارة کلما أضاء للمنافقین عن نور الإیمان مشوا فیه، وإذا أظلم علیهم بظلمات الشبهات قاموا وسکنوا عن المشی فی الإیمان وارتدوا.

قال رضی الله عنه : (فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القلب فلا یبرح منه،)

ثم أشار رضی الله عنه : إلى سبب دعاء نوح علیه السلام لهم بالحیرة المحمودة بقوله: (فالحائر له الدور) فی سیرة حول الجناب الإلهی، وذلک أن له (الحرکة الدوریة حول القلب) الذی علیه مدار الموجودات، وهو الحق (فلا یبرح منه) لا فی حال مشیه، ولا فی حال قیامه؛ لأنه کلما رد إلى البقاء رأى نور الحق فیرد إلى الفناء؛ فهو مع الحق دائما بخلاف من لا حیرة له.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( " وَلا تَزِدِ الظَّالِمِینَ " لأنفسهم ، المصطفین ، الذین أورثوا الکتاب أوّل الثلاثة ) .

بقوله تعالى : " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا من عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِه ِ " [ 35 / 32 ] برفع أوصافها الامتیازیّة التی بها یتقوّم ذاتها وقلع مواد تشخّصاتها بالکلَّیة ، حیث لا یبقى لها أثر ولا حکم ولا عین أصلا ، فیکون ظالما علیها فی عدم إبقاء آثارها وإخفائها فی ظلمات أوصافها العدمیّة الکونیّة .

ثمّ إنّ ذلک لما کان فی المآل ترقّیا لها إلى مراقی کمالها ، استعمل « الظلم » باللام تنبیها إلیه ، فلذلک تراه أوّل من یرث الکتاب ( فقدّمه على « المقتصد » و « السابق » " إِلَّا ضَلالًا " [ 24 / 71 ] : حیرة  ) .

وأمّا ( المحمّدیّ ) فطلب الزیادة فی ذلک حیث قال : « ربّ ( زدنی فیک تحیّرا » ) وجعل ذلک مقاما ، حیث حکى عن مثل المنافقین من قوم موسى: ( "کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیه ِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا " ) [ 2 / 20 ] .

ثمّ إنّ الإقامة مما لا یمکن فی الوجود لأنّه حرکة وسیر کما قال تعالى : " بَلْ هُمْ فی لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِیدٍ " [ 50 / 15 ]

وقال : " کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فی شَأْنٍ"    [ 55 / 29 ] 

لکن الحرکة أیضا مما لا یتصوّر للأعلى العالم ، فإنّها تستلزم الإعراض عن جهة ، والإقبال إلى ما یقابلها ، وذلک مما ینافی مشهد الأحدیّ الجمعیّ الذی موطنه ، اللهم إلَّا أن یکون ذلک حرکة دوریّة ، فإنّ کلّ جهة ونقطة یعرض عنها فی تلک الحرکة فهی التی یقبل إلیها فی عین الإعراض عنها ، فهذه الحرکة هی المناسبة له .

فلذلک قال الشیخ رضی الله عنه : ( فالحائر له الدور ، والحرکة الدوریّة حول القطب ) ، حیث أنّ المتحرّک لم یختلف نسبته إلى القطب بالبعد والقرب ، وإن کان فی کل لحظة معرضا عن جزء من أجزاء تلک المسافة ومقبلا إیاها ، ولکن تلک الکثرة ما أثرت فی وحدة نسبته إلى القطب ( فلا یبرح منه ) أی لا یتحرّک عنه أصلا ، فهی الجامع بین الحرکة والسکون ، کما أنّ الحیرة جامعة بین العلم والجهل فهو معتنق الأطراف .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب، فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه.)

قال رضی الله عنه : («و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین » الذین أورثوا الکتاب فهم أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد و السابق. «إلا ضلالا» إلا حیرة المحمدی. «زدنی فیک تحیرا»، «کلما أضاء لهم مشوا فیه وإذا أظلم علیهم قاموا». فالحائر له الدور و الحرکة الدوریة حول القطب فلا یبرح منه،)

قال رضی الله عنه :  ("ولا تزد الظالمین" لأنفسهم) بإفنائها فی الحق سبحانه (والمصطفین الذین أورثوا الکتاب) کتاب الجمع والوجود (فهم)، أی الظالمون (أول الثلاثة) أراد الطوائف الثلاث المذکورین فی قوله تعالى : " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ" [فاطر : 32].

(فقدمه) أی قدم الحق سبحانه الظالم لنفسه فی الآیة الکریمة (على المقتصد والسابق) بحسب الذکر لنقدمه علیهما بحسب المرتبة فإنه فی مقام فناء الذات وهما فی مقام فناء الصفات والأفعال ("إلا ضللا") ، أی (إلا حیرة)، هی الغایة القصوى فی معرفة الحق سبحانه.

اعلم أن الحیرة على نوعین :

حیرة مذمومة وهی حیرة النظار وإلیها أشار الحسین بن منصور الحلاج قدس الله سره بقوله:

من رامه بالعقل مسترشدا   …. أسرحه فی حیرة یلهو

قد شاب بالتلبیس أسراره     …. یقول فی حیرته هل هو

وحیرة محمودة وهی حیرة أولی الأبصار من توالی التجلیات الإلهیة ونتالی البارقات الذاتیة وإلیها أشار من قال :

قد تحیرت فیک خذ بیدی      …… با دلیلا لمن تحیر فیکا

والمراد ههنا الحیرة الأخیرة المحمودة.

(قال) الکامل (المحمدی) طالبة الزیادة فی هذه الحیرة بـ (زدنی فیک تحیرا) من توالی التجلیات وکثرة تقلبات ذاتک فی شؤونک وصفاتک وإلى هذه الحیرة أیضا یشیر قوله تعالى: ("کلما أضاء لهم ")، أی برق التجلی فاهتدوا بنوره إلى المطلوب ولکن لا یغنیهم عن وجوداتهم فتخیلوا أن المطلوب مفقود فی البدایة موجود فی النهایة (مشوا فیه)، أی ساروا فی ضوء ذلک التجلی على الطریق المستطیل إلى المطلوب ("وإذا أظلم علیهم") ذلک البرق بأن أوقفهم فی ظلمة العدم وأفناهم عن وجوداتهم وخلصهم عن حجب أنیاتهم فصاروا مستعدین للتجلیات الذاتیة (قاموا) متحیرین ووقفوا هائمین من توالی تلک التجلیات وتتابع بوارق تلک الظهورات.

(فالحائر له) وفی بعض النسخ: فالمحیرون لهم (الدور) یعنی الحائر الذی لا یتعین مشهوده فی جهة معینة ، حرکته دوریة لا تختلف نسبتها إلیه بالقرب والبعد فإنه کالقطب أو المرکز لحرکته الدوریة (والحرکة الدوریة) تکون (حول القطب) أو المرکز لا تختلف نسبتها إلیه بالقرب والبعد.

وهذا معنى قوله : (فلا تبرح عنه) یعنی لا تبعد عنه بعدها کانت قریبة منه.


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: ۳۱۳-۳۱۷

«و لا تزد الظالمین» لأنفسهم. «المصطفین» الّذین أورثوا الکتاب، فهم اوّل الثّلاثة. فقدّمه على المقتصد و السابق. «إلّا حیرة»- المحمّدىّ:

«زدنی فیک تحیّرا»

قوله: و لا تزد الظالمین بقیّه و تتمّه آن، این است که: «إلّا ضلالا» که مفسّر است به «إلّا حیرة»؛ که مراد از آن حیرتى است حاصله از علم؛ نه حیرتى حاصله از جهل. و آن حیرتى محموده محمّدیه است که: لسان محمّد- صلعم- و قلب محمّدیان در زمانى که ایشان را علم به نسب و وجود ذات متعالیه حاصل مى‌‏گردد، هرچند این حاصل ایشان را زیاده مى‏‌شود، حیرت ایشان زیاده مى‌‏گردد.

و از غایت التذاذ به آن، و به لوازم آن طلب زیادتى حیرت مى‏‌کنند. چنانکه نطق محمّدى به آن، جارى شد که: ربّ زدنى فیک تحیّرا.

و هرچند ناطق به این قول محمّد شد- صلعم- امّا چون وارثان محمّد نیز، در این طلب داخل‌‏اند؛ شیخ- قدّس سرّه- «یاء نسبت» به آن‏، الحاق کرد، و گفت: المحمّدى- یعنى: کما قال المحمّدى- به رفع یاء-. و این اولى است. از آنکه بعضى به اضافت حیرة به محمّدى خوانده‏‌اند، و گفته‏‌اند: الّا حیرة المحمّدى- به کسر یاء- تا شامل باشد مر ورثه و اولیاء و تابعین محمّد را- صلعم-.

و چون این معلوم کردى که: «و لا تزد الظالمین إلّا ضلالا- اى إلّا حیرة- و المراد بالحیرة المحمّدیة فی قوله:

ربّ زدنى فیک تحیّرا

تکون نتیجة العلم لا نتیجة الجهل و هو تحیّر محمود»، معلوم کن که: شیخ- رضه- بر آن است که: لام [در الظّالمین در این آیت که: و لا تزد الظالمین‏] از براى عهد است.

و مراد از این ظالمین، آن ظالمین است که در قوله- تعالى- آمده که: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ‏( س 35- 32)  و اینجا مدح است. و آنجا نیز مدح باشد.

امّا بیان آنکه در قول «فمنهم ظالم» مدح را است. آن است که: صاحب معتمد- رحمة اللّه علیه- نقل مى‏‌کند از ترمدى، و او از ابى سعید، و او از نبىّ- صلعم- که: نبى- صلعم- چون این آیت را تمام بخواند فرمود که: کلّهم‏ بمنزلة واحدة و کلّهم فی الجنّة. و تحقیق این سخن که:

کلّهم بمنزلة واحدة

این است که:

ظالم و مقتصد و سابق بالخیرات، همه در خلاص از زحمت و اختصاص به رحمت مساوى‌‏اند. و ظالم را مرتبت اوّلیّت ثلاثة، و رتبت تقدیم بر هر دو طایفه هست. از بهر آنکه: در این مقام مراد از ظلم ظالم آن است که: بر نفس خود ظلم کرد؛ به آنکه او را منع کرد از متابعت هواى نفسانى، و استیفاء لذّات جسمانى، از براى ادراک معارف روحانى و مشاهدات انوار سبحانى. تا اگر جسم را چند روز معدود راحت رسد، روح را در روزهاى نامحدود راحت رسد. مصطفى فرمود- صلعم-: اتعبوا ابدانکم لراحة انفسکم.

و نیز بسبب آنکه تشریف اضافت به لفظ «اصطفینا و عبادنا» یافته، تعظیمى دیگر ایشان را حاصل است؛ که مرا معلوم شد که: ذکر ایشان به ظلم در این مقام کردن اثبات مرتبتى عظیمه است ایشان را؛ نه آنکه منقصتى ذمیمه است.

و قوله: فهم اوّل الثلاثة [که مراد از آن ظالمان است‏] مؤکّد فضیلت ایشان است.

و تحقیق آن است که: شیخ فرموده است- قدّس سرّه- که:

در این آیت عباد مصطفین بر سه طبقه و سه مرتبه‏ اند:

یا طایفه‌‏اى‌‏اند که: نفس خود را به اعمال زکیّه و افعال خیریّه و اخلاق رضیّه متحلّى گردانیده‌‏اند [چون متّقیان و عابدان و زاهدان‏] تا در جنّت بعوض آن، نعیم مقیم و حور و غلمان و قصور و ولدان یابند؛ و ایشان به «سابق بالخیرات» معروفند.

یا گروهى‌‏اند از ایشان بالاتر؛ که افعال رضیّه و اوصاف مرضیّه. چون از ایشان در وجود آید، آن را به خود اضافت‏ و نسبت نکنند؛ و سعى ایشان در فناء صفات خود باشد در صفات حق، و ایشان «متوسّطان در سلوک» اند؛ که هنوز به مقام «فناء فی الذّات» نرسیده‌‏اند، و به «مقتصد» در میان بندگان سالک، مشهورند.

یا قومى‏اند که: جهت تکمیل نفس خود بر نفس خود ظلم کرده‏اند؛ و حقوق نفسانى، که به رخصت‏

«إنّ لنفسک علیک حقّا»

شایستى که: استیفا کردندى، و نکردند؛ و به مجاهده او را رام کردند؛ و از حقوق و حظوظ او را محفوظ نگردانیدند؛ و تا او را بکلّى به کلّ کمالاتى که فراخور استعداد او بود، نرسانیدند. و بکلّى و جملگى ذات خود را در ذات حق- تعالى شأنه- فانى نگردانیدند، به هیچ مقام فرونیامدند. و ایشانند که به «ظالم لنفسه» موصوف‌‏اند.

و این طایفه را همّت از همه عالى‌‏تر و قیمت و قدر ایشان عالى‏‌تر.

از این سبب، حق- جل جلاله- تقدیم ذکر ایشان، در کلام قدیم فرمود که: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ.

عبارت شیخ المحقّقین، کمال الملة و الدین (کاشانى)، در این معنى این است که: فضلهم بینهم به اعتبار سیر ایشان است:

سابق بالخیرات کثرت را واحد مشاهده مى‏‌کند. پس سیر او از کثرت به وحدت باشد.

و مقتصد هم کثرت در وحدت مى‏‌بیند، و هم واحد در کثیر مشاهده مى‌‏کند.

پس جامع باشد در شهود خویش میان حقّ و خلق. پس این طایفه را حیرت نباشد، بخلاف ظالم لنفسه. که او جز واحد حقیقى را نمى‏‌بیند. پس او است که: دایم در حیرت است و سیر، که:

«کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا».

این وصفى است مر حیرت متحیران فی اللّه، و سایران الى اللّه [را]؛ که چون نور احدیّت متجلّى گردد بر سایر، تا حکم احدیّت بر کثرت غالب شود، سایر به روشنى آن نور، بسیار منزل پیش رود. و چون باز آن نور مستتر گردد [یعنى کثرت بر وحدت غالب شود، و حجاب ظاهر گردد] سایر متوقّف گردد؛ و در حیرت بماند. تا باز ظهور نور احدیّت شود. و این آیت در حقّ قوم موسى- ع- نازل شد که: «کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ»( س 2- 20) - أى کلّما ورد لهم التّجلّى الإلهیّ الّذى هو سبب إضاءة أرواحهم سلکوا و عرجوا إلى عالم القدس.

و اذا اظلم علیهم قاموا- أى اذا انقطع عنهم ذلک التّجلّى وقفوا حیارى لظهور التّجلّى الظّلمانیّ علیهم.

و حاصل سخن این است که: نوح- ع- این ضلال [که معنى آن به تأویل شیخ، «حیرت فی اللّه» است‏] از براى قوم خود مى‌‏طلبید.

به آرزو و هوس برنیاید این معنى‏ به آبِ دیده و خون جگر تواند بود


خود این دولت نامزد محمّدیان بود در عهد الست.

این دولت از عنایتِ عظمى است در ازل‏ تو خود کِرا نهاد جز او را نمى‏رَسَد


فالحائر له الدّور و الحرکة الدّوریّة حول القطب فلا یبرح منه.

لا یبرح- اى لا ینفک. و ضمیر «منه» عاید با «قطب». و فاعل «لا یبرح» ضمیرى است عاید به «حایر».

یعنى‏: چون سیر سایر من اللّه است، و الى اللّه است، و باللّه است، پس گویا که سیر او «سیر اللّه» است؛ که منه المبدأ و إلیه المنتهى.

پس سیر سایر را نه اوّل باشد، و نه آخر. همچنان‏که دایره و حرکت دوریّه را آخر نیست. چرا که: سایر چون مطلوب خویش با هر موجودى در دایره وجود مى‏‌یابد، هر دم با هر موجودى بوجهى مایل مى‌‏شود. پس دایم بسوى‏ وى متحرّک است؛ و گرد وى مى‏‌گردد [چون فرقدین با قطب، و حربا با آفتاب‏] و نظر بر نقطه مرکز دایره وجود دارد؛ تا استفاضه از او کند.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۲۷۸-۲۸۰

وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِینَ* لأنفسهم‏ الْمُصْطَفَیْنَ‏ الّذین أورثوا الکتاب.

شیخ قدس سرّه «ظالمین» را که درین آیت است بمعنى ظالمین داشت (دانست- ظ) که در آیت‏ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ‏. پس «لام» از براى عهد باشد و نقل مى‏‌کند صاحب معتمد رحمه اللّه، از ترمذى و او از ابو سعید قدس اللّه سرهما که رسول صلى اللّه علیه و سلم آیت‏ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ‏ را بخواند و گفت:

«کلّهم بمنزلة واحدة و کلّهم فى الجنّة»

زیرا که ظلم بر نفس خویش یا هلاکش روا داشتند و همت بر منع او از متابعت هوا گماشتند هم از براى منفعت نفس خویش تا متحقق شود به انوار و معارف الهیّه و مکاشفات روحیّه.

قال علیه السلام:

«أتعبوا أبدانکم لراحة أنفسکم»

آرى:

این ریاضت‌‏هاى درویشان چراست‏ کان بلا بر تن بقاى جانهاست‏

مردن تن در ریاضت زندگى است‏         رنج این تن روح را پایندگى است‏

و لهذا حضرت (حضرت حق- ظ) الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا گفت و تفخیمى که در اصطفیناست و تشریف و تعظیم که در اضافت عباد است به حق به صورت صیغه متکلم، بر ارباب ذوق سلیم پوشیده نیست. پیر هرات) مراد خواجه عبد اللّه انصارى است(مى‏گوید:

«الهى اگر یک‏بار گوئى بنده من، از عرش بگذرد خنده من». بیت:

شاهان جهان بنده فرمان حسین‌‏اند تا گفته‌‏اى اى دوست که تو بنده مائى‏


فهم أوّل الثّلاثة، فقدّمه على المقتصد و السّابق.

یعنى «ظالمین لانفسهم» اول طوائف ثلاث‌‏اند که در آیت مذکورند. پس حق‏ «ظالِمٌ لِنَفْسِهِ» را بر «مُقْتَصِدٌ و سابِقٌ بِالْخَیْراتِ» تقدیم کرد از آنکه ظلم بر نفس خویش روا داشت از براى تکمیل نفس خود؛ تا به عدم اعطاى حقوق و حظوظش اتصال کرد به مقام فنا در ذات، و متحلّى ساخت به حلیه همه کمالات. به خلاف «مقتصد» که او متوسط است در سلوک و مجاهدات، و واصل نیست به مقام فنا در ذات؛ بلکه واقف در فناء فى الصّفات. و به خلاف‏ «سابِقٌ بِالْخَیْراتِ» که او در مقام افعال خیریّه و تحلیه به اعمال زکیّه چون عباد و زهاد است؛ و چون متقیان از اعمال موجبه للطرد و البعاد (و البعد- خ) و شک نیست که این طوائف همه از اهل دارالقرارند و همه برگزیده و اخیارند و ذکر ظلم اثبات عظم مرتبت است نه تحقیر و مذمت.

إِلَّا ضَلالًا إلّا حیرة.

تتمه‏ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِینَ‏ است. و تفسیر «ضلال» به حیرت کرد و مراد حیرتیست حاصله از علم نه از جهل:

المحمّدىّ‏

«زدنى فیک تحیّرا»

یعنى چنانکه گفت ناطق محمدى:

«ربّ زدنى فیک تحیّرا»

پروردگارا، تحیّر مرا در تو زیاده ساز، یعنى علم مرا در تو بر مزید کن که هرگاه که در تو ادراک من زیاده شود حیرت من بیشتر گردد از کثرت علم من به وجوه و نسبى که ذات تراست.

و «محمدى» را به یاى نسبت از آن جهت ذکر کرد تا اولیا را که نائبان اویند شامل باشد؛ و هم «دل محمد» را که ناطق است به قول:

«ربّ زدنى فیک تحیّرا»

و متبعان خواجه علیه السلام که وارثان «مقام حیرت» اند از لذت این مقام به نعمت دارالسلام نپردازند و گویند بیت:

اگر بیم است در دوزخ و گر عیش است در جنّت‏ من این و آن نمى‏‌دانم که در روى تو حیرانم‏


کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا.

وصف حیرت موسوى مى‏‌کند که هرگاه که وارد شود تجلّى الهى که سبب اضائت ارواح و روشنى قواى روحانیّه انسان است به سلوک در مقامات انس و عروج به عالم قدس اشتغال نمایند؛ و هرگاه که این تجلّى نورى انقطاع پذیرد و به تراکم حجب، کثرت ظلام استتار، سالکان را فروگیرد از براى ظهور تجلّى ظلمانى در مقام حیرانى توقف نمایند.

و این تجلّى ظلمانى که سترش خوانند معدّ استعدادات سالکان است تا بار دیگر قبول تجلّیات نوریّه توانند کرد. و سالک از حکمت این ستر خبردار نمى‏گردد مگر بعد از زوال آن. و حضرت الهى لیل و نهار را آیتین ساخت تا نمودار این دو تجلى باشد، قال اللّه تعالى: وَ جَعَلْنَا اللَّیْلَ وَ النَّهارَ آیَتَیْنِ فَمَحَوْنا آیَةَ اللَّیْلِ وَ جَعَلْنا آیَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً.

اول کسى که «مقام حیرت‏» از براى خود طلبید نوح بود علیه السلام، اما این مقام به طریق کمال این امت را میسّر شد. بیت:

مستمندان مراد ازو خواهند تا عنایات او کرا خواهد


فالحائر له الدّور و الحرکة الدّوریّة حول القطب فلا یبرح منه.

یعنى صاحب حیرت متحرک به حرکت دوریّه است از آنکه او مشاهده مى‌‏کند مطلوب را با هر موجودى که در دایره وجود است. پس حرکت مى‏‌کند به سوى وجود و چون وجود دورى است حرکت نیز دوریّه واقع مى‏‌شود. و حرکت دوریّه صورت نمى‏‌بندد مگر گرد قطبى که مدار وجود بر آن است. پس حائر زائل نمى‏‌گردد از حرکت دوریه و منفک نمى‏‌شود از قطب از براى استفاضه از قطب حقیقى دایما؛ و توجه او به سوى این قطب سرمدا چون ملائکه مهیّمه که حیران جمال مطلق الهى‏‌اند و این سرگشتگان وادى حیرت و سوختگان آتش غیرت، نه بهشت شناسند و نه از دوزخ هراسند و گویند بیت:

با درد و غم عشق تو درمان نشناسم‏                 حیران تو گشتم سر و سامان نشناسم‏

جان و دل من سوخته آتش عشق است‏         من سوخته‌‏دل، روضه رضوان نشناسم‏

شادى‏‌طلبان از غم جانان بگریزند                 من شادى جان جز غم جانان نشناسم‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۱

«وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِینَ» لأنفسهم. «و المصطفین» الّذین أورثوا الکتاب، و اوّل الثّلاثة. فقدّمه على المقتصد و السّابق‏ «إِلَّا ضَلالًا» إلّا حیرة المحمّدى. «زدنی فیک تحیّرا».

شرح مراد از ظالمین آنست که در آیه‏ «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ» مذکور است. و اینجا مراد از ظلم آنست که، بر نفس خود ظلم کرد به منع از متابعت هواى نفسانى، و استیفاى لذّات جسمانى، و افناى خود در مشاهدات انوار سبحانى. و رتبت تقدیم ازین جهت یافت که سابق، کثرت در وحدت مشاهده مى‏‌کند؛ و مقتصد، هم کثرت در وحدت مى‌‏بیند و هم وحدت در کثرت؛ و ظالم در فناى ذات جز واحدحقیقى نمى‏‌بیند، و اوست که دایم در حیرت است.

«کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قامُوا».

شرح کلّما ورد لهم التّجلّی الإلهی الّذی هو سبب إضاءة أرواحهم سلکوا و عرجوا إلى عالم القدس و إذا انقطع عنهم ذلک وقفوا حیارى لظهور التجلّى الظلمانیّ علیهم.

فالحائر له الدّور و الحرکة الدّوریّة حول القطب فلا یبرح منه.

شرح یعنى چون سیر سایر منه و إلیه است، پس سیر دورى بود. پس چون سایر، مطلوب خود با هر موجودى در دایره وجود مى‌‏یابد، پس دایم گرد دایره مى‏‌گردد، چون فرقدین با قطب، و نظر دایم بر نقطه مرکز دایره وجود دارد.