الفقرة السابعة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما. و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال رضی الله عنه : "وصاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من وإلى وما بینهما . وصاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» ولا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم وهو المؤتى جوامع الکلم والحکم.
«مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، وهو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته."
قال رضی الله عنه : (وصاحب الطریق المستطیل) الذی لا رجوع له إلى مبتداه بل هو متوجه إلى غیر نفسه ومقبل على ما سواه (مائل) دائمة، أی منحرف (خارج) بسبب میله ذلک عن المقصود الحق، لأن المقصود الحق عین المائل منه الخارج وهو لا یشعر من حیث هو مائل خارج، فداؤه عین دواه ومتمنیه حقیقة مناه (طالب ما)، أی المقصود الذی (هو فیه صاحب خیال) فکری لا کشف ذکری (إلیه) أی إلى ذلک الخیال الذی یصحبه غایته التی یرجع إلیها ویعول فی أقرب أحواله علیها (فله) حقیقة معنی (من) الابتدائیة (و) حقیقة معنى (إلى) الانتهائیة (وما بینهما)، أی بین من وإلى من المسافة العقلیة أو الحسیة، لأن عنده المغایرة بینه وبین مطلوبه دائمة، فهو ینتقل من کون إلى کون من نفسه إلى ربه لا من ربه إلى نفسه إذ نفسه عنده من جملة الأغیار لربه (وصاحب الحرکة الدوریة) وهو الأول (لا بدء له) بشیء فی سیر، فیبتدىء من نفسه إلى ربه ثم من ربه إلى نفسه .
وهکذا فالمغایرة عنده اعتباریة وهمیة، لأنه لو کان له بدء بشیء لکانت المغایرة عنده حقیقة (فیلزمه) حینئذ معنی (من) الابتدائیة کما یلزم الأول (ولا غایة) له إلى شیء (لکمال حیرته) بتحقق عجزه (فیحکم علیه) حیث ینتهی إلى شیء معنی إلى الانتهائیة
(فله)، أی لصاحب الحرکة الدوریة (الوجود) الحق (الأتم)، لأن وجوده انجلى عن ظلمة کونه وتجردت حقیقته المتنزهة عن صبغة لونه فهو المعروف وإن أنکره الجاهلون والنور الذی أشرق به کل شیء وإن عمیت عنه المغضوب علیهم والضالون، لأن لبس علیهم ما یلبسون (وهو الموتى) من قبل أصله (جوامع الکلم) الإنسانیة المرکبة من الحروف النوریة والناریة (و) جوامع (الحکم) الروحانیة فی جمیع العوالم إذ الکل مخلوق من ذلک النور الواحد المنصبغ بلون کل کون فهم به منه وإلیه یرجعون ("مما خطیئاتهم أغرقوا")، أی قوم نوح علیه السلام جمع خطیئة
(فهی التی خطت)، أی مشت (بهم) من أنفسهم إلى ربهم حیث کانت سبب هلاکهم.
(فغرقوا) حین وصولهم إلى ربهم (فی بحار العلم بالله) تعالى ولما کان واحد منهم له علم بالله تعالی مخصوص على حسب استعداده کان العلم بالله تعالی بحار الأبحر واحدة (وهو)، أی العلم بالله تعالى حقیقة (الحیرة) فی الله تعالی : (" فأدخلوا") ، أی أدخلهم الله سبحانه حین غرقهم ("نارا") [نوح: 25] تتأجج (فی عین الماء) الذی یتموج فالذی غرقوا فیه ماء عند أهل الدنیا نار عند أهل الآخرة وحقیقة واحدة منصبغة بالصبغتین على حسب العالمین، فمن خرج عنها وجد الله عنده بمجرد خلع النعلین (و) هذا المقام (فی) الوارثین (المحمدیین).
قوله تعالى: ("إذا البحار")، أی الحقائق الإنسانیة التی هی نفس العلم الإلهی ("سجرت") [التکویر: 6] .
شوقا ومحبة إلى نفسها وهی برد وسلام، فهی نار إبراهیم فی خلته التی هی غایة المحبة، وهی نار موسى المکلمة له من حیث هی نور جذبته إلیها بصورة حاجته التی هی النار، فأتاهم منها بقبس هو حقیقة ووجد على النار هدى هو معرفته على حسب ما ترجی ذلک.
فسجرت مشتق (من) قولک (سجرت التنور إذا أوقدته) بالحطب ونحوه.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال رضی الله عنه : (وصاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه) أی نفسه فی خارج وزعم أنه یوصل إلى مطلوبه مجردة عن المظاهر نهر صارف عمره فیما لا یمکن حصوله (صاحب خیال إلیه) أی إلى الخیال (غایته) فهر وأصل إلى ما یتخیله نفسه لا إلى مطلوبه (فله) أی لصاحب الطریق المستطیل (من وإلى وما بینهما) أی له ابتداء وانتهاء ومسافة فابتداؤه من نفسه وانتهاؤه إلى خیاله ومسافته ما بینهما .
فلا یصل إلى مطلوبه بهذا الطریق وهو الطریق العابدین من أهل الظاهر فهم لیسوا من الحائرین الذین نحن فی بیانه (وصاحب الحرکة الدوریة لا بدء له) فی حرکته (فیلزمه) من نصب بإضمار أن (ولا غایة له) لمشاهدة مطلوبه فی کل مظهر ولا نهایة للمظاهر فلا غایة لصاحب هذه الحرکة (فنحکم علیه إلى) کنایة عن الانتهاء (فله) أی لصاحب الحرکة الدوریة (الوجود الأتم) أی الإحاطة بمراتب الوجود کلها وشاهد مقصوده فیها.
قال رضی الله عنه : (وهو المؤتی جوامع الکلم والحکم) وهو محمد علیه السلام فمقام الحیرة جامع لجمیع الحقائق الإلهیة والحکم الربانیة فأشار نوح علیه السلام فی دعائه إلى هذا المقام بقوله : إلا ضلالا ثم رجع إلى الإشارات بقوله تعالى فی حق قوم نوح علیه السلام .
(مما) أی من أجل (خطیئاتهم فهی التی خطئت) أی ساقت (بهم) وهی مجاهدتهم فی السلوک بالتعدی حدود الله تعالى بأوامر أنفسهم (فغرقوا) بسبب ذلک (فی بحار العلم بالله وهو) أی بحار العلم (الحیرة فأدخلوا نارا) أی نار المحبة (فی عین الماء) وهو العلم وجاء کون النار فی الماء.
(فی المحمدیین وإذا البحار سجرت. سجرت التنور إذا أوقدته) فکان المحمدیون داخلین نارا فی بحار العلم بالله فإذا أدخلوا نارا فی عین الماء .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال رضی الله عنه : وصاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود، طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته، فله من وإلى وما بینهما، وصاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه "من"، ولا غایة فیحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم وهو المؤتی جوامع الکلم والحکم.
"مما خطیئاتهم" فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، وهو الحیرة، "فأدخلوا نارا" (نوح: 20) فی عین الماء وفی المحمدیین. "وإذا البحار سجرت" (الصف: 6) سجرت من التنور إذا أوقدته من، فلم یجدوا لهم "من دون الله أنصارا" (نوح: 20 ) فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.
ثم أخذ بعظم أقدار من قبل فیهم: مما خطیاتهم أغرقوا، وعبر عن الخطیئة بالخطوة التی خطت بهم إلى بحبوحة بحر الفناء فی الله فغرقوا فی ذلک البحر فحصل لهم العلم بالله تعالى من عین الحیاة . فیه فادخلوا نارا فی عین الماء وإنما سمی النار عین الماء لأن الشهود یقتضی ذلک.
قال النفری رضی الله عنه: «أوقفنی فی النار، فرأیت جیم الجنة جیم جهنم، فرأیت ما به یعذب عین ما به ینعم» ، ویجوز أن یحصل العطش الذی یتجدد لأهل الشهود فی نفس الری.
وفی ذلک یقول شیخنا عبد القادر الجیلی فیما نقل لی عنه فی قصیدة مذهبة وللأغیار مدهیه وهی شعر:
یرون أمرا أعطى الجمال قیاده …. فأصبح لا یلوى على اللوم والعتب
فلو أضحت السبع البحار مدامة ….. یطوف علیه کأسها لم یقل حسبی
فهذا المعنى یجوز أن یحمل علیه فی مذهب الصوفیة قوله تعالى: "مما خطیئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا" ولیس ذلک بجائز على مذهب العلماء، رضی الله عنهم، ولی من جملة قصیدة فی هذا المعنى :
وهو الوجود المستمر بذاته ….. فی نهج متفق الشؤون محکوم
یعطیک ریا ضمنه عطش به ….. اسمعت بالمرحوم والمحروم
قد ضاق من سعة به ذرعا ….. ففی إقامة الموجود کالمعدوم
قال رضی الله عنه، استشهادا لوجود النار فی الماء بقوله تعالى: "وإذا البحار سجرت" (التکویر: 6) والبحار هی ماء وقد وصفها بصفة النار فی قوله
"سجرت" والدلیل على أنها صفة النار قولهم: سجرت التنور إذا أوقدت فیه النار، فصح قوله: إن قوله: فأدخلوا نارا أنها نار فی ماء.
ثم أخذ یبین معنى قوله: "فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا" (نوح: 25) وحمله على أنهم وجدوا الله ناصرا لهم لا سواه تعالى، فکأنه قال إنه نصرهم الله تعالى وهو مخالف لما قاله أئمة التفسیر، إذا هو سالک فیما ذکره مسالک أهل الطریق.
ولذلک رأى أن نصره تعالى لهم هو أنهم هلکوا فیه إلى الأبد ومعنى هلاکهم إلى الأبد. أنهم راوه وحده لیس معه غیره أزلا وأبدا، فشهدوا أن ما معه غیره وهم محو فیه وهذا المحو یعرفه أهله.
قال: فلو نزل بهم لحجبهم بطبائع أجسامهم فکانوا بذلک نازلین فی سیف هذا البحر وسیف البحر هو الساحل.
ثم أنه أورد على نفسه تقدیر سؤال کأن قائلا قال له: فهذا السیف الذی هو الساحل إذا أنزلهم الحق تعالى إلیه هل یخرجون بذلک عنه؟
فقال فی الجواب: لا بل هو الله .
واضرب بقوله: «بل» عن قوله الله وبالله فإن ذلک یقال فی مراتب محو به وهو هنا سمح بذکر الحقیقة على ما هی علیه.
ثم أخذ یذکر قول نوح، علیه السلام: «رب»، قال: وخص الرب لأنه مضائف للمربوب، وأما الإله المشتق من الوله فما فیه تقیید، فأما لو اشتقه من الإلهة التی هی العبادة لکان بمعنى الرب واشتقاق الآلهة فی قوله تعالى فی بعض الروایات: ویذرک وآلهتک فی موضوع قوله: "ویذرک وآلهتک " (الأعراف: 127) فالاشتقاق من الوله یقتضی التنوع الذی به تحصل الحیرة وهی الوله
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال رضی الله عنه : " و صاحب الطریق المستطیل مائل ، خارج عن المقصود ، طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته " .
یعنی رضی الله عنه : أنّ طالب الحق فی وجهة أو أمر معیّن وجهة مائل بلا شکّ عن المرکز إلى المحیط ، فحرکته منقطعة لا تحیط ، فیکون له مبدأ حرکة ، ونهایة سیر وسلوک منه إلیها سلکه .
قال رضی الله عنه : فله « من » و « إلى » وما بینهما .
یعنی رضی الله عنه : بدایة حرکة من الحقّ الحاصل المشهود فی الوجود إلى غایة تخیّلها ، والحرکة الکلَّیّة لها البرکة الأصلیة ، فلا غایة ولا نهایة لها ، فالمتخیّل للغایة غایته الخیال المتخیّل ، والحجاب عن المشهود المحصّل .
قال رضی الله عنه : " وصاحب الحرکة الدوریّة لا بدء له" .
یعنی : فی شهوده فیلزمه « من » ولا غایة فتحکم علیه " إلى " فله الوجود الأتمّ وهو المؤتى جوامع الکلم والحکم " .
یعنی رضی الله عنه : نبیّنا صلَّى الله علیه وسلَّم والمحمّدیین من ورثته ، فإنّ مشهدهم "فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه ُ الله " و "یا أَهْلَ یَثْرِبَ لا مُقامَ لَکُمْ " . " قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ ".
قال رضی الله عنه : " مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ " فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله وهو الحیرة"
یعنی رضی الله عنه : أنّ العباد هطت بهم الخطیئات عن خطط تعیّناتهم فأضلَّتهم عن حظوظهم وإنّیاتهم ، ففنوا فی شهود الواحد الأحد حیث تجلَّى وتعرّف ، وحاروا فی أحدیة التصرّف والمصرّف والمتصرّف ، کیف صرف وانصرف.
فغرقوا فی بحار شهود العین ، عن التعیّن فی حرف الغین ، الکائن فی البین بین اثنین .
قال رضی الله عنه : " فَأُدْخِلُوا ناراً " فی عین الماء " .
یعنی رضی الله عنه : لمّا أشهدوا الوحدة فی عین الکثرة وبالعکس ، فقد حصلوا فی نار تجلَّی نور سبحات وجهه ، المحرقة من عین طوفان بحر حیرة شهود النفس .
قال رضی الله عنه : « فی المحمّدیّین " وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ " ، من سجرت التنّور إذا أوقدتها ".
یعنی رضی الله عنه : أنّ عین الحق الواحد المحیط وهو عین حیاة الکثیر وهویّته هی المتجلَّیة فی إنّیّات الصغیر والکبیر ، فهی تجیش بنار نور تجلَّیه ، فبحارها به مسجّرة ، وخائضوها غرقى محیّرة لا مخیّرة ومسخّرة مسجّرة " وَرَبُّکَ یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَیَخْتارُ ما کانَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ "
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
ثم قال رضی الله عنه : ( وصاحب الطریق المستطیل ) . أی الأدنى الجاهل المحجوب الذی تخیل أن الله بعید منه ( مائل خارج عن المقصود طالب ماهر فیه صاحب خیال ) لأنه تخیل أن الله بعید خارج عنه فیطلبه من خارج وهو فیه ( إلیه ) أی إلى ذلک الخیال ( غایته فله من وإلى وما بینهما ) أی فله ابتداء من نفسه على ما یتوهمه وهو فی الحقیقة من الله الحاصل فیه ، وانتهاؤه إلى غایة الخیال الذی تخیله وما بینهما من المسافة التی توهمها وحسبها الطریق إلى الله.
فهو یبعد بسیره عن الله دائما (وصاحب الحرکة الدوریة لا بدایة ) أی لسیرة فی شهوده ( فیلزمه من ولا غایة فتحکم علیه إلى فیلزمه ) منصوب جوابا للنفی وکذا فتحکم أی لا ابتداء لسیرة حتى یلزمه من ، ولا انتهاء حتى تحکم علیه إلى ( فله الوجود الأتم ) أی المحیط بکل شیء ، فسیره سیر لله فی الله باللَّه ( وهو المؤتى جوامع الکلم والحکم ) یعنى نبینا محمدا علیه الصلاة والسلام ومن اتبعه من المحبوبین من أمته المحبین الذین أراد الله بخطابه لنبیه " قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ الله " .
فإن مشهدهم الحق – " فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه الله " – " قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ " – " مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ " یرید حیرة المحمدیین والجمع باعتبار تعددهم وکثرتهم ولهذا وصفها بقوله ( فهی التی خطت لهم ) أی حازت بهم من خطط تعیناتهم وأنیاتهم ( فغرقوا فی بحار العلم باللَّه وهو الحیرة ).
أی فی الأحدیة الساریة فی الکل المتجلیة فی صورة الکثرة المحیرة بتعینها فی کل شیء مع لا تعینها فی الکل وإطلاقها وتقییدها ( " فَأُدْخِلُوا ناراً " فی عین الماء ) أی نار العشق بنور سبحات وجهه المخترقة بجمیع التعینات والأنیات فی عین بحر ماء العلم باللَّه ، والحیاة الحقیقیة التی یحیا بها الکل من وجه ویفنى بها الکل من وجه ، فلا حیرة أشد من الحیرة فی شهود الغرق والحرق مع الحیاة والعلم والفناء مع البقاء ( فی المحمدیین " وإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ " ) من سجرت التنور إذا أوقدته . فإن عین بحار العلم باللَّه فی الکل عین إیقاد نار العشق المحرق.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (وصاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود، طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه) أی، إلى الخیال. (غایته: فله (من) و (إلى) وما بینهما. وصاحب الحرکة الدوریة لا بدأ له، أی لا بدأ له فی سیره وسلوکه، فیلزمه (من) ولا غایة) لکماله (فیحکم علیه (إلى)). (فیلزمه)، (فیحکم علیه). منصوبان بإضمار (إن) لوقوعهما بعد (الفاء) فی جواب النفی. أی، صاحب الحرکة المستطیلة خارج عن طریق الحق مائل عن مقصوده، لأنه ما یرى الحق فی المظاهر،بل توهم أن مطلوبه خارج عن هذه المظاهر، فیتحرک بالحرکة المستطیلة للوصول إلیه، ومقصوده معه وهو لا یشعر.
فهذا المتحرک طالب لما هو معه وفی نفسه، وهو یطلب خارجا من الموجودات، فهو صاحب خیال وتوهم، لأن الحق مجردا عن المظاهر لا نسبة بینه وبین العالم، کما قال: (ویحذرکم الله نفسه والله رؤوف بالعباد، لا تدرکه الأبصار وهو یدرک الأبصار). فلا یمکن إدراکه إلا فی المظاهر.
قوله: (إلیه غایته). أی، إلى الخیال غایته ومقصوده، فیلزم لصاحب
هذه الحرکة (من) و (إلى) وما بینهما، فله بدایة ونهایة. ولصاحب الحرکة الدوریة لا بدایة ولا نهایة، لأنه یشاهده فی جمیع المظاهر الروحانیة والجسمانیة دنیا وآخرة، ولا نهایة للمظاهر، فلا نهایة لشهوده فیها، فلا یلزمه (من) ولا یحکم علیه (إلى.)
وإنما قال: (صاحب الطریق المستطیل) ولم یقل: المستقیم. لأن الصراط المستقیم یطلق على الطریق المستطیل وعلى غیره، کما یقال: فلان على الطریق المستقیم.
إذا کان أقواله وأفعاله على سبیل الصواب وطریق السداد. وصاحب الطریق المستقیم، بهذا المعنى، هو الذی یرى الحق فی کل شئ ویعظمه تعظیما لائقا بظهور الحق فی ذلک الشئ ویعطى حق جهة حقیته وخلقیته، لذلک صارت الاستقامة أصعب الأشیاء.
وإلیه إشارة النبی، صلى الله علیه وسلم،بقوله: (شیبتنی سورة هود). إذ أمر فیها بالاستقامة. قال تعالى: (فاستقم کما أمرت). فی السیر من الخلق إلى الحق، وإن کان یلزم (من) و (إلى) لکنه غیر مذموم، لأن السالک یسلک فی الحقیقة من نفسه إلى نفسه وعینه الثابتة التی هی ربه، لیعرفها فیعرف ربها.
فحرکته من جهة عبودیته إلى جهة ربوبیته، فلیسک المحجوب الطالب لربه خارجا عن نفسه وعن سلسلة الموجودات الممکنة جمیعا، کالمتفلسف والمتکلم.
(فله الوجود الأتم وهو الموتى جوامع الکلم والحکم). أی، فلصاحب الحرکة الدوریة، الإدراک والوجدان التام. ف (الوجود) بمعنى (الوجدان)،کقوله تعالى: (ومن یعمل سوءا أو یظلم نفسه ثم یستغفر الله یجد الله غفورا رحیما).
أو فله الوجود المحیط بکل شئ بتمامه، لأنه یشاهد الحقیقة الوجودیة فی جمیع مظاهرها. وهو الذی أوتى جوامع أنوار الکلم الروحانیة والحکم الربانیة.
("ومما خطیئاتهم" فهی التی خطت بهم، فغرقوا فی بحار العلم بالله و هو الحیرة) أی، جاء فی حقهم و (مما خطیئاتهم أغرقوا).
(فأدخلوا نارا) (فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا). و "الخطیئة"، الذنب.
وفی قوله: (فهی التی خطت بهم) أی، ساقهم وسلک بهم إشارة إلى أنها مأخوذة من (الخطو)، لأنه یخطو ویتعدى أوامر الله، فیقع فی الذنب. وواحدة: (خطوة)، وجمعه: (خطوات).
أی، خطواتهم وقطع مقاماتهم بالسلوک هی التی خطت بهم إلى بحار العلم بالله، فغرقوا فیها و حاروا. أو ذنوبهم وخطایاهم هی التی أوجبت علیهم أن یغرقوا. والتأویل الأول لا ینافی ظاهر المفهوم منها، لأنه بالنسبة إلى الکمل من أمته، وما یفهم منه ظاهرا إنما هو بالنسبة إلى الکافرین به و المحجوبین عن دینه.
والضمیر فی قوله: (وهو الحیرة) راجع إلى (الغرق). أی، ذلک الغرق
هو الحیرة. ویجوز أن یرجع إلى (العلم بالله).
وإنما قال کذلک لأنها یلزم العلم بالله کما یلزم العجز. فحملها علیه مجازا، حمل اللازم على الملزوم، کما حملا لإدراک على العجز مجازا فی قولهم: (العجز عن درک الإدراک إدراک). حملا لملزوم على اللازم، لأن العجز عن إدراک الحق على ما هو علیه وحقیقته، إنما یلزم من غایة العلم بالله وجهاته المتکثرة المحیرة للناظر فیها.
("فأدخلوا نارا" فی عین الماء). أی، فادخلوا فی نار المحبة والشوق حال کونهم فی عین الماء. أو نارا کائنة فی عین الماء، لیفنیهم عن أنفسهم و یبقیهم بالحق.
وإنما قال: (فی عین الماء) لأن نار المحبة المفنیة لهم بأنوار سبحات وجه الحق، حصلت لهم واستولت علیهم فی عین العلم بالله. و (الماء) صورة العلم.
(فی المحمدیین: (وإذا البحار سجرت) من سجرت التنور إذا أو قدته.) أی، جاء فی حق المحمدیین: (وإذا البحار سجرت) أی أوقدت.
تقول: سجرت التنور إذا أو قدته. والغرض، أن بحار الرحمة الذاتیة التی هی خاصة بالکاملین یظهر بصورة النار، وهی نار القهاریة التی بها یقهر الحق الأغیار و یفنیهم لیبقیهم بذاته، کما جاء: (حفت الجنة بالمکاره، وحفت النار بالشهوات). فظاهر الشهوات ماء وباطنه نار، وظاهر الجنة نار وباطنه ماء.
لذلک قال بعض العارفین من الصحابة - حین قال النبی، صلى الله علیه وسلم: (أنا القاسم بین الجنة والنار): (یا قاسم الجنة والنار، إجعلنی من أهل النار.)
فقال رسول الله، صلى الله علیه وسلم: (ترید أن تکون من أصحاب القیامة الکبرى.)
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال رضی الله عنه : (وصاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من وإلى و ما بینهما. وصاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» ولا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم وهو المؤتى جوامع الکلم والحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، وهو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
وذلک أن له (الحرکة الدوریة حول القلب) الذی علیه مدار الموجودات، وهو الحق (فلا یبرح منه) لا فی حال مشیه، ولا فی حال قیامه؛ لأنه کلما رد إلى البقاء رأى نور الحق فیرد إلى الفناء؛ فهو مع الحق دائما بخلاف من لا حیرة له.
وهو (صاحب الطریق المستطیل) فی السیر إلى الحق فإنه غلط؛ لأنه (مائل) عن الصراط المستقیم الذی هو رؤیة الحق فی البدایة والنهایة (خارج عن المقصود)؛ لأن المقصود من السیر : هو الإحاطة بأسرار الحق وتجلیاته فی البدایة والنهایة، وهو یقصد أمرا یختص بالنهایة، ولا یوجد فی البدایة.
فهو (طالب ما هو فیه) فی البدایة لو صدق فی طلبه؛ لکنه (صاحب خیال) یتخیل أن بینه، وبین مقصوده مسافة فصار مقصوده غیر مقصوده (إلیه) أی: إلى ذلک الخیال (غایته) فلا یحصل له من الحق إلا الصورة المتخیلة.
(فله) أی: ابتداء سیر (من) غیر الحق (وإلى) أی: انتهاء سیر إلى ما تخیل من صورة الحق فی الغایة، (وما بینهما) من المسافة التی یتوهم أنها مقامات السیر إلى الله، ومنازله (وصاحب الحرکة الدوریة الذی یدور حول الحق فی البدایة والغایة متحیرا فیه (لا بدء) فی سیره من غیر الحق (فیلزمه «من») أی: ابتداء سیر من أمر لیس معه من الحق شیء.
(ولا غایة) لسیره ینقطع فیه السیر (فیلزمه «إلى») أی: انتهاء إلى الحق بحیث ینقطع السیر بعده بالکلیة مع أنه لا نهایة للسیر فیه، وإذا لم یکن له بدایة ونهایة فهو مع الحق أبدا (فله الوجود الأتم) لاستنارته بنور الحق فی جمیع أحواله وصاحب الطریق المستطیل فی البدایة مع غیر الحق فهو فی ظلمة من ذلک.
وفی النهایة صاحب خیال فهو فی ظلمة الخیال، (وهو المؤتی جوامع الکلم) الدالة على أسرار الموجودات (والحکم) أی: العلوم المحکمة التی تتعلق بذات الواجب وصفاته مما لا یتبدل بتبدل الأزمنة والأحوال وإنما أوتی جوامعها؛ لأن ما یفاض علیه إنما هو من حضرة الجمع.
ثم أشار إلى سبب ذلک بما یفهم بطریق الإشارة فی حق الکمل من آیة نزلت بطریق العبادة فی حق الطغاة منهم، وهی قوله تعالى: ("مما خطیئاتهم" [نوح: 25]). أی: من خطیئات هؤلاء الظالمین المصطفین أرباب الحیرة فی سیرهم هذا بطریق الإشارة من الخطوة المناسبة بوجه من الوجوه للخطیئة، وهی المغضبة المفهومة بطریق العبادة فی حق الطغاة؛ فلذا قال: (فهی التی خطت بهم) أی: سارت هم وحرکتهم حول الجناب الإلهی بالحرکة الدوریة المفیدة للتنور بالنور التام الإلهی الکاشف عن علمه الشامل للکل شمول البحر أغرقوا فی ذلک البحر العلمی کما أغرق الطغاة بخطیئاتهم.
أی: بمعاصیهم فی البحر المحسوس.
(فغرقوا) أی: هؤلاء الظالمون المصطفون المتحیرون بالحیرة المحمودة.
(فی بحار العلم بالله، وهو) أی: الفرق فیها هو (الحیرة) المحمودة الحاصلة لهؤلاء الظالمین المصطفین المتحرکین بالحرکة الدوریة حول الجناب الإلهی ("فأدخلوا نارا" [نوح:25]). أی: نار المحبة بکشف جمال تلک الحقائق مع عدم الانتهاء فی الإحاطة بها فلا ینقطع السوق فی تحصیلها أبد الآباد، فالإدخال فی تلک النار إدخال (فی عین الماء) أی: ماء العلم الذی به حیاة الروح.
وهذا أیضا بطریق الإشارة المأخوذة من إغراق الطغاة فی البحر المحسوس وإدخالهم نار جهنم، ثم استدل على جعل بحر العلم عین نار المحبة بما ورد فی کتاب (المحمدیین) من قوله تعالى: ("وإذا البحار سجرت" [التکویر: 6])، أی: أوقدت فجعلت نارا؛ لأنه (من سجرت التنور إذا أوقدته)، وهذا التسجیر کما یکون للبحار المحسوسة یوم القیامة یکون فی بحار العلم بالله للکمل من المحمدیین وغیرهم فی الدنیا التی هی مزرعة الأخرة (فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا"[نوح: 5]).
وهذا لکونه کالسالبة فی صدقها مع وجود الموضوع تارة وعدمه أخرى یدل على عدم وجود الناصر لهم أصلا، وهو فی حق الطغاة وعلى عدم غیر الله ناصرا، أخرى: وهو فی حق الکمل (فکان الله عین أنصارهم) نصرهم لوجوده على وجودهم الباطل فأفناهم عنهم (فهلکوا فیه إلى الأبد) کما هلک الطغاة فی جهنم إلى الأبد.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما. و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وصاحب المستطیل ) یعنی الأدنى الذی یتخیّل صورة متعیّنة ویجعلها قبلة التوجّه ، وینتهض إلیها معرضا عن الکلّ ، فإنّه إنّما یتصوّر ذلک فی الحرکة المستطیلة المستلزمة للإعراض عمّا هو المطلوب من التعیّنات والجهات ، فهو أبدا ( مائل ،خارج عن المقصود ،طالب ما هو فیه) ، کما قیل : "أراک تسأل عن نجد وأنت بها "
قال الشیخ رضی الله عنه : ( صاحب خیال ) أی مثال متخیّل من الصور المجعولة له ( إلیه غایته ، فله « من » و « إلى » وما بینهما ) ممّا فیه من المدارج والمقامات المختلفة بنسبة القرب والبعد .
( وصاحب الحرکة الدوریّة لا بدء ) لسیرة ( فیلزمه « من » ولا غایة فیحکم علیه « إلى » ، فله الوجود الأتمّ ) الذی لا یقبل الزیادة أصلا من حیث الرتبة الذاتیّة التی له ، وجمعیّة الأطراف ، ( وهو المؤتى جوامع الکلم والحکم ) بما ورثه أولا من الکتاب یعنی القرآن الجمعیّ الفرقیّ .
ومن جملة تلک الحکم قوله فیهم أیضا : " مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً " [ 71 / 25 ] ( ممّا خطیئاتهم ) أی صور أعمالهم وأحکام تعیّناتهم الباطلة التی هی الخطاء ( فهی التی خطت بهم ) إمّا من « الخطو » ، أی تلک الصور هی التی ساقتهم ، وإمّا من « خطَّ بالقلم » ، أی الصور الکثیرة المتولَّدة عنهم فی طیّ المراتب والمقامات تولَّد الصور الکتابیّة من القلم هی التی أعدّتهم لأن یغرقوا فی بحار العلم باللَّه .
وهی الصور الکتابیّة التی أنزلت على الأنبیاء وأرسلوا بها ، فإنّها هی التی أوردتهم مخاض العرفان ( فغرقوا فی بحار العلم باللَّه ، وهو الحیرة ) التی لا تبقى معها صورة من الصور العلمیّة والحقائق أصلا ، فإنّها " لا تُبْقِی وَلا تَذَرُ " [ 74 / 28 ] ("فَأُدْخِلُوا ناراً " فی عین الماء ) .
و ( فی المحمّدیّین ) من هذه الحکمة ما یؤدّیه قوله : ( " وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ " [ 81 / 6 ] سجّرت التنور : إذا أوقدته ) ولا یخفى على الفطن ما بینهما من التفاوت فی الجمعیّة القرآنیّة .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : (و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم. «مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین. "و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
قال رضی الله عنه : "و صاحب الطریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما. و صاحب الحرکة الدوریة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى»، فله الوجود الأتم و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم.
«مما خطیئاتهم» فهی التی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم بالله، و هو الحیرة، «فأدخلوا نارا» فی عین الماء فی المحمدیین".
قال رضی الله عنه (وصاحب الطریق المستطیل) الذی تخیل مطلوبه مفقودا من البدایة موجودا فی الغایة (مائل خارج عن المقصود) الذی ترکه بحسب خیاله فی البدایة (یطلب ما هو فیه)، أی یطلب الشیء الذی ذلک الشیء فیه هو فی ذلک الشیء.
(صاحب خیال إلیه)، أی إلى التخیل (غابته)، أی تنتهی غایة سلوکه إلى ما تخیلة فی الحق سبحانه من التقیید والتعیین، فلا یتجلى له الحق سبحانه إلا فی صورة ما تخیله واعتقده فیه (فله)، أی لصاحب التخیل (من) الدال على المبدأ وفقدان الحق فیه.
(وإلى) الدال على الغایة ووجدان الحق سبحانه فیها (وما بینهما) من المسافة التی سلک علیها فی طلب الحق من غیر وجود الحق معه بحسب خیانه (وصاحب الحرکة الدوریة لا بدء)، أی لا بدایة لسیره .
(فیلزمه) حینئذ معنى من الابتدائیة (ولا غایة لکماله فیحکم علیه) حیث ینتهى (إلى) معنی الانتهائیة (فله)، أی لصاحب الحرکة الدوریة (الوجود)، أی الوجدان (الأتم) والذوق الأشمل الأعم لأنه دائر مع الحق سبحانه یجده فی کل شیء ویشهده فی کل نور.
(وهو الموتی جوامع الکلم) الروحانیة (والحکم) الربانیة ثم أشار رضی الله عنه إلى قوله : ("مما خطیئاتهم أغرقوا" فهی) [نوح: 25] ، أی الخطیئات هی الذنوب والخطایا التی أدتها أولا بصورهم وحثهم إلى الغرق فی الطوفان فأغرقوا فی الدنیا وأدخلوا نار فی الآخرة وهی بعینها الأمور (التی خطت)، أی سلکت (بهم) وساقتهم من حیث نفوسهم وأرواحهم ثانیا إلى الغرق فی بحر العلم والشهود إذ بها حصل لهم الخلاص من ظلمات الجثث والأبدان و آثارهم ولو بعد مرور الدهور والأحقاب.
(فغرقوا) بعد خلاصهم بغرق الجثث وحرقها وزوال آثارها (فی بحار العلم بالله) و فنوا فی شهود أحدیته ("فأدخلوا نارا") من نور سبحات وجهه المحرفة حجب أنیاتهم (فی عین الماء)، أی عین ماء العلم وشهود أحدیته سبحانه .
قال الشیخ رضی الله عنه :. ("و إذا البحار سجرت": سجرت التنور إذا أوقدته.)
وفی قوله الشیخ رضی الله عنه : عین الماء إبهام لا یخلو عن عذوبة (وهو)، أی الغرق فی بحار العلم بالله هو (الحیرة) وکل ذلک بناء على ما ذهب رضی الله عنه من أن ما آن حال أجل الشفاء إلى السعادة ولو کانوا خالدین فی دار الشقاء فی قوله : خطت بهم توهمت إشارة أن الخطیئات مأخوذة من الخطو لأن صاحب الخطیئة یخطو وینعدی بارتکابها أوامر الله تعالى فیقع فی الخطیة .
وإنما یصح ذلک على أحد احتمالی إلى قراءة خطیاتهم بتشدید الیاء بلا همز فإنه حینئذ یحتمل أن تکون الخطیة من الخطو خطیئاتهم بالهمز فذکر لفظة خطت لمناسبة تقطته لا لبیان الاشتقاق .
(وجاء فی المحمدیین) ما یدل عنی إدخالهم النار فی عین الحق له تعالى ("وإذا البحار سجرت " [تکویر: 6].
تقول: (من سجرت التنور إذا أوقدت بها)، أی إذا سجرت بحار علمه وشهود وحدته بنار نور سبحات وجهه المحرقة حجب التعیینات.
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: ۳۱۸-۳۲۱
و صاحب الطریق المستطیل مایل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله «من» و «الى» و ما بینهما، و صاحب الحرکة الدّوریّة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «الى».
ضمیر [در قوله: الیه] عاید به «خیال» است؛ یعنى: إلى الخیال غایته- اى مقصوده-. و قوله: «فیلزمه و فتحکم» جواب نفى است؛ که آن «لا بدء» است؛ و منصوب باید خواند.
معنى این سخن این است که: سایران بر دو قسم اند:
بعضى سیر ایشان بر خطّ مستطیل است؛ یعنى: مستقیم، موصوف به صفت طول، مانند این
که هر نقطهاى، طالبى دان بر این راه راست، به درازى در طلب مطلوب حقیقى، سایر و سالک شده.
و قسمى دیگر: سایران اند که: گرد دایره وجود بطریق استداره. مانند این برآمده.
امّا آن که بطریق مستطیل مىرود، و صاحب حرکت مستطیله مستقیمه است، مطلوب خود از خود و سایر مظاهر خارج توهّم کرده، و بسوى او متمایل شده، و از معیّت «وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ»( س 57- 4) غافل گشته، و نمىداند که: حقّ و حقیقت حق. مجرّد از نسبت او با عالم، هرگز نتوان یافت؛ «وَ یُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ»( س 3- 30) را معنى درنیافته، از ادراک مفهوم «لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ»( س 6- 103) عاجز گشته، و خارج از موجودات مىجوید؛ و این خیالى محال است که ادراک آن حقیقت جز در مظاهر توان کرد. پس بجهت این خیال و وهم سیر او را ابتدا و غایت باشد. من [که از براى ابتدا است] و الى [که از براى غایت است] درباره وى استعمال کردن صحیح افتد؛ و در وى متصرّف و بر وى حاکم باشد. و تقدیر سخن این باشد که: الى الخیال غایته و مقصوده.
امّا آنکه صاحب حرکت دوریّه است نه بدایت دارد؛ و نه نهایت. از بهر آنکه مشاهد حق است در جمیع مظاهر از خود و سایر جسمانیّات، و از روح خود و جمیع روحانیّات- خواه در مظاهر دنیوى، و خواه در مظاهر اخروى-.
پس من [که ابتدا را است] در وى تصرّف نکند. و «الى» بر وى تحکّم نکند؛ که مظاهر را نهایت نیست؛ پس شهود و مشاهده او را نهایت نباشد.
و اگر قایلى گوید که: کاملان این طایفه اثبات کرده اند مقامى که:
آن را سیر من الخلق الى الحق گویند؛ و در این سیر من و الى هست؛ و ابتدا و غایت پدید کرده.
جواب گوییم که: در آنجا احتراز از ابتدا و غایتى مذموم بود، که آن حق را چون از خود جدا مىدانست، طالب ربّى بود خارج از وى، و از سلسله موجودات بأسرها. و این سیر بىحاصل بود. امّا در این صورت مذموم نیست.
چرا که: سلوک از نفس او است، به عین ثابته او، که ربّ او است. پس حرکت از جهت عبودیّت است بجهت ربوبیّت.
فله الوجود الاتمّ و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم.
ضمیر [در فله] عاید به صاحب حرکت دوریّه است. و وجود بمعنى وجدان است. یعنى فلصاحب الحرکة الدّوریّة الادراک و الوجدان التّام.
و شاید که وجود بمعنى اصل خود باشد؛ یعنى: فله الوجود المحیط بکلّ شىء بتمامه. ازآنجهت که: او مشاهد حقیقت وجود است در جمیع مظاهر.
و قوله: «و هو» عاید به صاحب حرکت دوریّه است؛ یعنى: او است که جوامع انوار کلم روحانیّه و حکم ربّانیّه او را عطا کرده اند.
شیخ مؤید الدین جندى- رض- در این موضع گفته است که: مراد از «و هو الموتى جوامع الکلم و الحکم» نبىّ ما است محمّد- صلعم- و ورثه محمّدیین؛ که مشهد ایشان در این آیت مذکور است که: «فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»( س 2- 115) و قوله- تعالى-: «یا أَهْلَ یَثْرِبَ لا مُقامَ لَکُمْ»( س 33- 13) و قوله- تعالى- «ذرهم».
و از آن جهت تخصیص به نبىّ ما کرد که: به حقیقت صاحب حرکت دوریّه او است و امّت کامله او.
و «مما خطیئاتهم» فهى الّتى خطت بهم فغرقوا فى بحار العلم باللّه، و هو الحیرة؛ «فأدخلوا نارا» فى عین الماء.
یعنى: از جمله آنچه در شأن ایشان آمد از آیت، این بود که: «و مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً»( س 71- 25). و «خطیئه» ذنب است؛ و «خطیئات» جمع او. و «خطت» مشتق است از الخطو (گام نهادن)؛ و واحد او «خطوة» است؛ و جمع او «خطوات».
و قوله: «و هو الحیرة» اگر راجع است به غرق، در این معنى باشد که:
«ذلک الغرق هو الحیرة» ... و اگر راجع است به اللّه، یعنى: «العلم باللّه هو الحیرة» ... و حمل حیرة به «علم باللّه» کردن از باب حمل ملزوم بر لازم باشد.
و به تفسیر شیخ مراد از «نار» نار محبت و شوق باشد. و از «ماء» صورت علم.
و مقصود سخن این باشد [چنانکه موافق ظاهر مفهوم آیت باشد] که:
ذنوب و خطایاى ایشان واجب گردانید بر ایشان، که غرق کردند.
و مفهومى دیگرش این باشد که: خطوات ایشان و قطع مقامات ایشان به سلوک آن است که گام نهاد؛ و در آورد ایشان را در بحار «علم باللّه»؛ و در آن غرقه و حیران گشتند. و چون جهات علم باللّه متکثّر است، هرآینه محیّر سالک باشد؛ و در نار محبّت و شوق درآورد ایشان را، در حالتى که غرق عین ماء علم باللّه باشند؛ چنانکه افناء نفس ایشان کند به آتش شوق و محبّت. و باز ابقاء ایشان کند به ماء حیات علم.
فی المحمّدیّین. «وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ»: سجرت التنوّر اذا او قدته.
لفظ صاحب صحاح همین است که: «سجّرت التنور». اخبار متکلّم در حالتى که ایقاد نار در تنور کرده باشد.
و شیخ- قدّس سرّه- از جهت تحقیق معنى نار در عین ماء، و اثبات آن مىفرماید که:
در حقّ محمّدیان نیز آمد که: «وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ»( س 81- 6). و حال آنکه سجّرت در زبان عرب مستعمل است در برافروختن تنور. و آتش در آب نباشد، الّا امرى معنوى.
و شیخ به این معنى تنزیل کرده که: بحار رحمت ذاتیّه حق [که آن خاصّ است به کاملان] چون متلاطم گردد، ظهور او، به صورت نار باشد. یعنى:
نار قهّاریّتى در وى پیدا باشد که مفنى نقوش اغیار است، و مبقى سیّار؛ بذات مالک جبّار. آخر نه رسول- صلعم- در حدیث الفاظى فرموده، که ظاهرش، دلالت بر آتش، و باطنش دلالت بر آب مىکند؛ چنانکه:
«حفّت الجنّة بالمکاره و حفّت النیران بالشّهوات»
که ظاهر شهوات آب است؛ و باطنش نار؛ و ظاهر جنّت نار است (یعنى: مکاره)؛ و باطنش ماء.
یکى از عرفاى عرب از صحابه- رض- در حضرت رسول- صلعم- حاضر بود؛ سیّد بشر مىفرمود که: أنا القاسم بین الجنّة و النّار. آن صحابى گفت:
یا قاسم الجنّة و النّار اجعلنى من اهل النّار. رسول- صلعم-.
با دیگر صحابه فرمود که: این گوینده مىخواهد که از اصحاب قیامت کبرى باشد.
پس محقّق گردد ترا به این سخنان و مستشهدات که آوردیم که: آتش در آب نهان، و آب در آتش پنهان مىتواند بود.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۲۸۱-۲۸۳
و صاحب الطّریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته فله من و إلى و ما بینهما. و صاحب الحرکة الدّوریّة لا بدأ له فیلزمه «من» و لا غایة لکماله فتحکم علیه «إلى».
یعنى صاحب حرکت مستقیمه خارج است از طریق حق، و مائل از مقصودش، از آنکه حق را در مظاهر مشاهده نمىکند و گمان مىبرد که مطلوب او خارج است ازین مظاهر. پس حرکت مىکند به حرکت مستقیمه تا به مطلوب برسد؛ و حال آنکه مقصود با اوست و او خبردار نى. چون بصر بصیرت او بگشاید و مطلوب را هم در خویش مشاهده نماید، گوید: بیت:
روزت بستودم و نمىدانستم شب با تو غنودم و نمىدانستم
اى دوست ترا ز این و آن مىجستم خود جمله تو بودم و نمىدانستم
و این متحرک آنچه را با اوست و در نفس اوست خارج از موجودات مىطلبد، پس او صاحب خیال و توهم است از آنکه به اعتبار تجرد حق از مظاهر، نسبتى در میان او و عالم نیست کما قال تعالى: وَ یُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ، لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ. لاجرم ممکن نیست ادراک او مگر در مظاهر. و غایت و مقصود او را بازگشت به سوى خیال است، پس او را بدایت و نهایت باشد و «من و إلى و ما بینهما» لازم آید و صاحب حرکت دوریّه را بدایت و نهایت نیست. چه او مشاهده حق مىکند در جمیع مظاهر روحانیّه و جسمانیّه، هم در دنیا و هم در آخرت، و مظاهر را نهایت نیست. پس شهود او را نیز نهایت نباشد، لاجرم لازم نیاید بر وى «من» و حکم نکند بر وى «إلى» مشاهد این حال بیش سفر نکند که «لا هجرة بعد الفتح» خود ازین خلوتخانه سفر نتواند کرد که: فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ؟ عاشق آشفتهحال بعد از نزول در مملکت وصال و وصول به حرم اتصال گوید که بیت:
من ازین خانه پرنور بدر مىنروم من ازین شهر مبارک به سفر مىنروم
لاجرم از اینجا غربت ممکن نگردد که «لا سیاحة فی أمّتی» و آنچه عراقى مىآرد که اینجا راه به سر شود و طلب نماند قلق بیارامد، ترقى تمام شود، اضافت ساقط افتد، اشارت مضمحل گردد و «من» و «إلى» طرح افتد، جرعهاى ازین جام است و نشوهاى ازین مدام و در سیر از خلق به سوى حق اگرچه «من و إلى» لازم آید اما مذموم نیست؛ چه در حقیقت سالک را سلوک از نفس خود به سوى نفس و عین ثابته خویش است که ربّ اوست. پس حرکت او از جهت عبودیتش به سوى جهت ربوبیّتش باشد. لاجرم چون محجوب، ربّ خویش را خارج از نفس خود و بیرون از سلسله موجودات نجوید بلکه بگوید شعر:
خلوت بمن أهوى فلم یک غیرنا و إن کان غیرى لم یصحّ وجودها
بیت:
اى دوست ترا به هر مکان مىجستم هردم خبرت از این و آن مىجستم
دیدم به تو خویش را تو خود من بودى خجلت زدهام کز تو نشان مىجستم
فله الوجود الأتمّ و هو المؤتى جوامع الکلم و الحکم،یعنى صاحب حرکت دوریّه راست ادراک و وجدان تام و اوست داده شده جوامع انوار کلم روحانیّه و اسرار حکم ربانیّه را به تمام، و برین تقدیر «وجود» به معنى «وجدان» باشد. و اگر به معنى «هستى» بود معنى آن است که صاحب حرکت دوریّه راست وجودى که محیط به تمامت کلّ اشیاست، چه او مشاهد است حقیقت وجودیّه حقیقیّه را در جمیع مظاهرش.
مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ فهى الّتى خطت بهم فغرقوا فى بحار العلم باللّه و هو الحیرة.
یعنى در حق انسان وارد شد مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً که از خطواتى که انسان را مىگذراند از خطط تعیّنات و انیّات ایشان، غرق مىشوند در بحار علم باللّه که آن غرق با علم باللّه «حیرت» است، و این اخیر از قبیل حمل لازم است بر ملزوم؛ چه حیرت لازم علم باللّه است.
فَأُدْخِلُوا ناراً فى عین الماء.
پس درآورده شدند در آتش محبت و شوق درحالىکه غرقه چشمه علماند یا به آتشى درآورده شدند که در عین آبست؛ تا فانى گرداند ایشان را از خود و باقى سازد به حق. و از آن جهت فى عین الماء گفت که آتش محبت که مفنى وجود انسان است به انوار سبحات وجه حق در عین علم باللّه است و ماء صورت علم است.
فى المحمّدیّین وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ من سجّرت التّنور إذا أوقدته.
یعنى در حق محمّدیان چنین نازل شد که هرگاه که دریاها برافروخته شود غرض آنکه بحار رحمت ذاتیّه که خاصّه کاملان است به صورت نار قهاریّه ظاهرمىگردد؛ تا قهر اغیار کند و از هستى موهوم‌شان فانى ساخته به ذات خویش باقى سازد که «حفّت الجنّة بالمکاره. و حفّت النّار بالشّهوات» پس ظاهر شهوات ماء است و باطن او آتش؛ و ظاهر جنت آتش است و باطنش آب. و لهذا چون رسول علیه السلام فرمود قاسم در میان جنّت و آتش (و دوزخ- خ) منم، یکى از عارفان صحابه گفت یا رسول اللّه مرا از اهل آتش گردان. پس رسول علیه السلام فرمود مىخواهد که از اصحاب قیامت کبرى باشد. آرى چنانکه ماهى از آب نگریزد، و سمندر از آتش نپرهیزد. بیت:
ما خون هزار عیش و عشرت ریزیم در رنج و بلا و درد و فقر آویزیم
ما سوختگانیم که از لذّت سوز از صدر جنان سوى سقر بگریزیم
محمّدیان اگر ظاهر دریاى رحمت را به حکم وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ آتش افروخته بینند از آن اجتناب ننمایند بلکه گویند دمادم، بیت:
چو تشنه جانب آب و چو خسته سوى علاج به سوى آتش عشق است جان ما محتاج
لاجرم این سوختگان دوزخآشام خلیلآسا آتش افروخته را دریاى رحمت و عین برد و سلام بینند و گویند، بیت:
اگر دریا شود آتش بنوشیم وگر زخمى رسد محکم بسازیم
بلکه زندگى خویش را در آن آتش شناسد و در مخاطبه گویند و نهراسند:
بیت
منم ماهى موسى اى پاک ذات تویى آتش عشق، آب حیات
تویى مجمع بحر ناز و نیاز بکش زانکه از تو شوم زنده باز
تو آب حیاتى و هم سلسبیل أرى فیک لى اتّخاذ السبیل
بسوزان وجودم ز سر تا قدم که از بار هستى دو تا شد قدم
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۱
و صاحب الطّریق المستطیل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فیه صاحب خیال إلیه غایته: فله من و إلى و ما بینهما.
و صاحب الحرکة الدّوریّة لا بدء له فیلزمه «من» و لا غایة فتحکم علیه «إلى» فله الوجود الأتمّ و هو المؤتى جامع الکلمو الحکم.
شرح یعنى صاحب حرکت دوریّه را، وجود محیط است بکلّ شیء. زیرا چه او مشاهد حقیقت وجود است در جمیع مظاهر که «فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ».
و «مِمَّا خَطِیئاتِهِمْ» فهی الّتی خطت بهم فغرقوا فی بحار العلم باللّه، و هو الحیرة «فَأُدْخِلُوا ناراً» فی عین الماء.
شرح یعنى، خطایاى ایشان واجب گردانید که غرق گردند. و مفهوم دیگر آن که خطوات ایشان در آورد ایشان را در بحار علم باللّه تا غرق حیرت شدند.
چرا چه جهات علم باللّه متکثره است هر آینه مخیّر سالک بود. و نار محبّت بود ایشان را در عین ماء علم.
و فی المحمّدیّین «وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ»: سجّرت التّنّور إذا أوقدته.
شرح یعنى آتش در آب نباشد، مگر امر معنوى.
مراد شیخ آنست که بحار رحمت ذاتیّه که آن خاص به کاملان است، چون متلاطم شود، ظهور او به صورت نار بود، که مفنى نقوش اغیار و مبقى سیّار است به ذات مالک جبّار.