عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثامنة عشر : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

یقول الشیخ رضی الله عنه : " (فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا) فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، (له ما فی السماوات و ما فی الأرض)."

قال رضی الله عنه : (فلم یجدوا)، أی الذین غرقوا (لهم من دون الله) سبحانه (أنصارا) ینصرونهم منه تعالى حیث اختطف حقائقهم إلیه وأذاب نفوسهم فی شهوده بین یدیه (فکان الله) سبحانه (عین أنصارهم) إذ به النصر على کل حال فی البعید والقریب (فهلکوا کلهم

فیه)، أی اضمحلت ذواتهم فی ذاته وصفاتهم فی صفاته ، فلم یقدروا على التمیز عنه والانفصال منه (إلى الأبد) فهم یعذبون بشهود جلاله فی جماله ویستعذبون العذاب فیتلذذون بشهود جماله فی جلاله وهذه حالة أهل النار فی جمیع الأطوار، فعذابهم لا ینقطع واستعذابهم لا یندفع والألم فیهم متجدد وهو نفس التلذذ المتعدد، یعرف هذا أهل الذوق السلیم وأصحاب القلب الذی فی عشقه لم یزل یهیم، والله بکل شیء علیم .

(فلو أخرجهم) من تلک البحار التی غرقوا فیها (إلى السیف) بالکسر ساحل البحر وهو کالسیف بالفتح القاطع عن معرفة المقصود (سیف الطبیعة) الذی هو کالسیف المصلت بید الروح الأعظم (لنزل بهم) حینئذ (عن هذه الدرجة الرفیعة)، أی العالیة التی هم فیها فکان الأنفع فی حقهم ذلک الإغراق، لأن فیه اللقاء بعد الفراق.

(وإن کان الکل)، أی جمیع العالم الموجود فی حضرة الروح أو فی حضرة الطبیعة (لله) وحده لا لنفسه (و) هو قائم (بالله وحده لا بنفسه شعر أو لم یشعر (بل هو الله) من حیث الحقیقة الفاعلیة فی الأعین العامیة، ومن حیث الحقائق الصفاتیة والاسمائیة فی أعین السالکین، ومن حیث حضرة الذات العلیة فی أعین الواصلین الواقفین.

قال رضی الله عنه : (قال نوح) علیه السلام ("رب")، أی یا رب (وما قال: إلهی)، أی یا إلهی (فإن الرب) هو الله تعالى المتجلی بمظهر (له الثبوت) الوهمی فی عین تنوعه بتکرره بالأمثال فی أمره الذی هو کلمح البصر، ولهذا یعرفه کل شیء، ویشهده من حیث لا یعرف أنه یعرفه وأنه یشهده .

(والإله) هو الله تعالى الذی یتنوع) فی تجلیه (بالأسماء) الحسنى الظاهرة بأثارها المختلفة، فمن شهد الرب لم یتکرر علیه تجلیه، ولا اختلف من حیث أمثاله المضروبة ومن شهد الإله تکرر علیه التجلی واختلف اختلاف الأرباب مع المربربین، فالإله هو الرب من جهة کثرة تجلیاته الثابتة باعتبار کل مربوب، والرب هو الإله من جهة خصوص کل نوع من التجلی، فالرب بعض الإله، والإله أرباب کثیرة وهذا من حیث الحضرات لا من حیث الذات، لأن الحق سبحانه لا یتجزی ولا یتبعض.

(فهو)، أی الإله المتنوع بالأسماء (" کل یوم ") من أیام أمره الذی هو کلمح البصر ("هو فی شأن" ) [الرحمن: 29].

أی أمر وحال باعتبار اختلاف أحوال خلقه وتقلب أمورهم أسرع ما یکون، وذلک الشأن الذی فیه الإله تعالى فیه العبد أیضا.

قال تعالى: "وَمَا تَکُونُ فِی شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا کُنَّا عَلَیْکُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ وَمَا یَعْزُبُ عَنْ رَبِّکَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِکَ وَلَا أَکْبَرَ إِلَّا فِی کِتَابٍ مُبِینٍ (61) [یونس: 61].

فقوله : وما تتلوا منه ، أی من ذلک الشأن الذی تکون فیه من قرآن، بیان لما تتلو، وهو شأن الله الذی هو فیه کل یوم، فالشأن مشترک بین الحق وبین العبد، والقرآن مخصوص به تعالى، وما تعملون من عمل مخصوص بنا، وجمع الشهود لاختلاف حضرات الموجود، فهو شأن فی مقام الاشتراک، وهو قرآن فی مقام الألوهیة، وهو عمل فی مقام العبودیة .

(فأراد) نوح علیه السلام (بالرب ثبوت التلوین)، أی استمراره على وتیرة واحدة بحیث یبقى کثیرة واحدة، وهو التمکین فی التلوین وهو مقام عالی، ولو أن القائل کل یوم تتلون غیر هذا بک أحسن قال مکان ذلک کل یوم تتلون أن هذا بک أحسن لکان أحسن (إذ لا یصح) فی الوجود الکونی (إلا هو)، أی التلوین لأنه به قیام الکون، فإن الکون لون متکرر، ولا تکرار لسعة الحضرات والتجلیات، فهی ألوان مختلفة وهی أکوان مؤتلفة .

وهذا هو الذی یصح إذ لا یصح الوقوف ولا الثبوت المعروف، فإن الکل حرکة وفی الحرکة برکة والبرکة هی الزیادة، والزیادة خارجة عن الأصل، وقیامها بالحرکة الأمریة وهی کلمح البصر وذلک هو التلوین (لا تذر)، أی تترک (على الأرض)، التی هی بعض أجزائها (یدعو علیهم) جزاء لتکذیبه فیما دعاهم إلیه مما هم فیه (أن یصیروا فی بطنها)، أی الأرض لیطلعوا على حقیقة ما دعاهم إلیه (وهو فی الوارث المحمدی) قوله (لو دلیتم بحبل لهبط) ذلک الحبل (على الله) من حیث إنه تعالی حامل قال تعالى: "وحملناهم فی البر والبحر" [الإسراء: 70]، والحبل هو القرآن . ورد الحدیث بلفظ : "والذی نفس محمد بیده لو أنکم دلیتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ، ثم قرأ: "هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بکل شیء علیم 4 [الحدید: 3] "رواه الترمذی والطبرانی وغیرهما .

قال تعالى : "واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا " [آل عمران: 103] . فإن من اعتصم به وتدلى أی تواضع لله رفعه الله إلیه، فیفنی وجوده ویبقى وجود الحق سبحانه وتعالى.

وقال تعالى: ("له ما فی السموات") من العوالم العلویة التی هی مدفونة فیها ، أی مندرجة فی حقائق سکانها (" وما فی الأرض" ) [البقرة: 255] من العوالم السفلیة المدفونة فیها، وکونها له ظهوره بها لأنه بکل شیء محیط ، فله الفوق وله التحت من بعض ما له فلا یفیده ذلک.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال رضی الله عنه : (فلم یجدوا) هذا القوم فی وقت إدخالهم النار فی عین الماء (لهم) أی لأنفسهم (من دون الله أنصارا فکان الله) تعالى فی ذلک الوقت (عین أنصارهم) .

لأنهم لم یروا فی ذلک المقام إلا آثار الألوهیة لأنهم یشاهدون الحق فی جمیع المظاهر فلم یروا غیر الله شیئا وهذا هو معنى العینیة فإذا کان الله عین أنصارهم (فهلکوا فیه) أی فی الله تعالى.

(إلى الأبد) فلم یخرجهم من هذا المقام إلى عالم بشریتهم (فلو أخرجهم إلى السیف) بکسر السین (سیف الطبیعة) أی إلى ساحل طبیعتهم (لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة) لنیة محبوبهم بظهور الطبائع (وان کان الکل) أی وإن کان کل واحد من العالم مختصة (لله) .

(و) قائمة (بالله بل) کل واحد منهم فی نظر هذا الشخص (هو الله) لغیبة شیئیة الأشیاء بظهور نور الحق کخفاء النجوم بطلوع الشمس فلا أثر ولا نور ولا وجود للنجوم عند من نظر إلى الشمس لا فی الواقع أو بحذف المضاف .

أی هو مظهر الله (قال نوح علیه السلام) فی دعائه (رب ما قال إلهی فإن الرب له الثبوت) فی الربوبیة (والإله بتنوع بالأسماء وهو) أی الإله (کل یوم هو فی شأن) الشأن والحال لا ثبوت له.

قال رضی الله عنه : (فأراد بالرب ثبوت التکوین إذ لا یصح إلا هو) أی لا یصح الترقی فی السلوک إلا بالثبوت فی التکوین وهو التکون فی الأسماء وهو أعلى من التمکین فیها .

فالتجاء نوح علیه السلام فی دعائه إلى ما یعطى هو هذا المقام له إذ لا یقضی الله تعالی حاجته إلا على أیدی هذا الاسم (لا تذر على الأرض یدعوا علیهم أن یصیروا فی بطنها لئلا یضلوا عباد الله ویصلوا إلى مطلوبهم فی بطن الأرض وجاء کون الحق فی بطن الأرض و فی بطون جمیع الأشیاء فی المحمدی لو دلیتم بحبل لیهبط على الله له ما فی السموات وما فی الأرض) .

فإذن کان الحق فی باطن الأرض المعنوی والصوری.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله.

«قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

فلم یجدوا لهم "من دون الله أنصارا" (نوح: 20 ) فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.

فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله وبالله بل هو الله.

"قال نوح رب" ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن. فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو.

"لا تذر على الأرض" (نوح: 26) . یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها.

المحمدی "لو دلیتم بحبل لهبط على الله".

"له ما فی السماوات وما فی الأرض" (البقرة: 255) وإذا دفنت فیها فأنت فیها وهی ظرفک "وفیها نعیدکم ومنها نخرجکم" تارة أخرى" (طه: 55) لاختلاف الوجوه.

ثم شرع فی تقریر قوله: "لا تذر على الأرض" (نوح: 26) وقصده أن یعظم أقدارهم فی دخولهم فی باطن التوحید ثم استشهد بما نقله المحمدیون من قولهم: إنه، علیه السلام، قال "لو دلیتم بحبل لهبط على الله."

ثم أخذ یبین معنى قوله تعالى: "وفیها نعیدکم" بالغیبة فی الوحدانیة "ومنها تخرجکم"(طه: 55) بالظهور إلى اسمه الظاهر.

قال: لاختلاف الوجوه، وهو جواب عن سؤال مقدر کأن قائلا قال له : فإذا لم یکن هناک إلا الحق فما معنى تعید کم ونخرجکم، وحقیقة الوحدانیة یقتضی أن لا خروج ولا إعادة؟

فقال إن الأسماء الإلهیة منها الظاهرة ومنها الباطنة وهذه من الوجوه.

فکأنه قال: إن ذلک إنما کان الاختلاف اعتبارات الأسماء الإلهیة وإلیها استند؛ الکافرون الذین "استغشوا ثیابهم وجعلوا أصابعهم فی آذانهم» (نوح: 7) طلبا للستر لما طلبهم لیغفر لهم أی یسترهم.

ثم أخذ یبین معنى قوله: "لا تذر على الأرض من الکافرین دیارآ" (نوح: 29) أحدا یسکن الدیار قال: حتى إذا أخذهم إلیه کلهم عمت المنفعة بجمیعهم کما عمت الدعوة جمیعهم.

ثم أخذ یبین معنى قوله تعالى: «إنک إن تذرهم» (نوح: 27) وتترکهم ولا تغمرهم بالوحدانیة یضلوا عبادک فیخرجوهم من العبودیة إلى ما فیهم من أسرار الربوبیة.

وسبب ذلک أن من غمره التوحید ینسى الفرق الأسمائی، فأما إن ترکهم وشرکهم دعوا الناس إلى الفرق، فأضلوهم بإخراجهم عن العبودیة إلى تحقق أنهم عین الأرباب بل عین الرب .

وذلک هو نظرهم إلى أنفسهم أی یرون حقیقة أنفسهم، فیجدونها لیست غیر معبودهم، فینتقلون إلى الربوبیة من العبودیة ولذلک ذکر "عبادک" فی قوله: "یضلوا عبادک" ولم یقل: یضلوا خلقک.

ثم انتقل إلى معنى قوله: "ولا یلدوا" (نوح: 27)، معناه: ولا یظهرون إلا فاجرا أی مظهرا من قولک فجرت النهر ونحوه، فإن الظهور یلزمه والکفار هو الذی یتکرر منه الکفر وهو الستر . والمراد هنا ستر خاص وهو ستر ما أظهره بفجوره کالانکار بعد الإقرار .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال رضی الله عنه : " فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ من دُونِ الله أَنْصاراً " وکان الله عین أنصارهم ، فهلکوا فیه إلى الأبد ، فلو أخرجهم إلى السیف ، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة ، وإن کان الکل لله وبالله بل هو الله " .

یعنی رضی الله عنه : إذا قطعت النظر إلى الحق ، فلا یبقى للعابد فیما عبد من ناصر ینصره ، وإذا تحوّل الحقّ فی صور اعتقاد المعتقدین العابدین فیما عبدوا واعتقدوا ، فحینئذ یکون الله قد نصرهم ، بما تجلَّى لهم ونظرهم ، وإلَّا فهم فی تبار وخسار .

وإن کان عرفان فی نفس إنکار ، وإقبال فی عین إدبار ، لکون مصیر الکلّ إلى الله الواحد القهّار ، ویؤول کالآل مآله إلیه عند إمکان الاعتبار ، ومشرب التحقیق یقتضی أن تصیر الأمور عین المصیر ویؤوّل تأویله عند التحقّق أنّه هو " حَتَّى إِذا جاءَه ُ لَمْ یَجِدْه ُ شَیْئاً وَوَجَدَ الله عِنْدَه ُ " .

وهذا شهود فغرق فی بحار الحیرة ، الأخیرة للخیرة ، فلو أخرجهم الله عن هذا البحر الزخّار والتیّار الدوّار ، ورماهم إلى ساحل طبیعة التقیّد والتعیّن ، لنزل بهم إلى الفرق الحجابی عن الجمع الکتابی وإن کان کلّ تعیّن عین المتعیّن به وقائما وظاهرا ، بل هو هو ، ولکن تعیّن المطلق فی المقیّد ظهور مقیّد وحدّ محدّد ، فافهم .

قال رضی الله عنه : « قال : « ربّ » ما قال : إلهی ، فإنّ الربّ ، له الثبوت ، والإله یتنوّع بالأسماء ، فهو کلّ یوم فی شأن .

فأراد بالربّ ثبوت التلوین ، إذ لا یصلح إلَّا هو . " لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ " یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها " .

یعنی رضی الله عنه : أنّهم مسهّرون بالظهور فی الفرق ، وهو ظاهر الأرض وذلک عین دعوته لهم إلى الباطن الأحدی الجمعی .

قال رضی الله عنه : « المحمّدیّ " لو دلَّیتم بحبل لهبط على الله " .

یرید رضی الله عنه أنّ الحق من کونه عین مرکز الکلّ ، والمحیط نسبة الفوق إلیه کنسبة التحت ، فکما أنّه عین فوقیّة کلّ فوق فکذلک هو عین تحتیة کل تحت .

قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم : « لو دلَّیتم بحبل ، لهبط على الله " .

وقال : " لَه ُ ما فی السَّماواتِ وَما فی الأَرْضِ " فإذا دفنت فیها فأنت فیها ، وهی ظرفک "وَفِیها نُعِیدُکُمْ وَمِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَةً أُخْرى " لاختلاف الوجوه  .

یعنی رضی الله عنه : ظهورهم فی ظاهریة أرض المظهر بالفرق من جهة کثراتهم بتعیّناتهم فی صور الخلق والفرق فی أحدیة عین الحق .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله.

«قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال رضی الله عنه : (" فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ من دُونِ الله أَنْصاراً " ) لأن الله إذا تجلى بذاته لهم أحرقهم وکل ما فی الکون فلم یبق أحد ینصرهم ، لکن الله أحیاهم به .

کما قال : ومن أحیانى فأنا قتلته ، ومن قتلته فعلىّ دیته ، ومن علىّ دیته فأنا دیته ولهذا قال (فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد ) لأن هلاکهم فیه عین حیاتهم وبقائهم به ، فهو المهلک المبقى وهو الناصر المحیی ( فلو أخرجهم إلى السیف سیف الطبیعة ، لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة ) أی لو أنجاهم من الغرق فی هذا البحر إلى ساحل الطبیعة ، وترکهم مع تعیناتهم ، لانحطوا عن هذه المرتبة إلى عالم الطبیعة ، واحتجبوا بتعیناتهم عنه.

( وإن کان الکل لله وباللَّه بل هو الله ) أی وإن کان أهل الطبیعة بائنین لله وباللَّه قانتین ، بل کل ما فی الوجود هو الله ، ولکن بحسب الأسماء تتفاضل الدرجات وتتفاوت ، وبین الخافض والرافع والدیان والرحمن بون بعیده .

( قال نوح رب ) المراد بالرب الذات مع الصفة التی یقتضی بها حاجته ویسد خلته ، فهو اسم خاص من أسمائه بالأمر الذی دعاه إلیه وقت النداء ولذلک خص بالإضافة ( ما قال إلهى فإن الرب له الثبوت ) أی الثبوت على الصفة التی یکفى بها مهمه .

من غیر أن یتحول إلى صفة أخرى فیکون اسما آخر ( والإله یتنوع بالأسماء فهو " کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فی شَأْنٍ " فأراد بالرب ثبوت التلوین ) أی ثبوت ظهوره فی صورة توافق مراده فی دعائه وهو التلوین ( إذ لا یصح إلا هو ) فی مقام الإجابة لدعائه .

وهو قوله " لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ " أی حال الظهور فی الفوق الذی هم مستهزؤن به وهو ظاهر الأرض (یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها) وذلک عین دعوته لهم إلى الباطن الأحدى الجمعى ( المحمدی : لو دلیتم بحبل لهبط على الله ) أی هو التحت کما هو الفوق. وقال : " لَه ما فی السَّماواتِ وما فی الأَرْضِ "  أی الظهور بصورها.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

یقول الشیخ رضی الله عنه : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا"، فکان الله عین أنصارهم، فهلکوا فیه إلى الأبد.) أی، حین ادخلوا فی نار القهر والإفناء بتجلی القهار لهم، لم یجدوا لهم ناصرا ینصرهم غیر الله. وفی هذا المعنى الجمعی شاهدوا أن أنصارهم فی جمیع المقامات، الذین نصروهم فی سلوکهم من المکملین وأخرجوهم من المضائق، وکانوا مظاهر الله، فکان الله عین أنصارهم دنیا وآخرة، فهلکوا فی الحق وفنوا فی ذاته أبدا وحیوا بحیاته سرمدا، وتبدلت بشریتهم بالحقیقة، کما قال: (کنت سمعه وبصره). فینادون بلسان حالهم:

تسترت عن دهری بظل جناحه  ..... فعینی دهری ولیس یرانی

فلو تسأل الأیام ما اسمى ما درت    ...... وأین مکانی، ما درین مکانی

(فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة، لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة) أی، لو أخرجهم الحق من الجناب الإلهی والحضرة القدسیة إلى عالم بشریتهم، مرة أخرى، لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة إلى ساحل بحر الطبیعة.

إذ (السیف)، بکسر السین وسکون الیاء، هو الساحل. وهذا حال المهیمین فی جمال الله، لیس لهم الرجوع إلى الخلق ثانیا، کما لغیرهم منالکمل المکملین. وإنما قال: (إلى السیف، سیف الطبیعة). ولم یقل: إلى الطبیعة. لأن الکمل الراجعین من الحق إلى الخلق وإن نزلوا إلى الطبیعة ثانیا، لکنهم لهم یظهروا بها وبآثارها کظهورهم قبل سلوکهم، بل یظهرون بالحقفیها، فکأنهم بقوا بمعزل عن الطبیعة وأفعالها، بل واقفین فی ساحلها بأمر ربها.

(وإن کان الکل لله وبالله بل هو الله). أی، وإن کان الکل عبدا لله وقائم الله، سواء کان طبیعة أو أهلها. بل الکل، من حیث هو کل، مظهر للإسم

الجامع الذی هو الله، لکن تتفاوت درجات المقامات ومراتب أهلها کما تتفاوت درجات الأسماء الإلهیة فی الحیطة وغیرها. وإنما قلت: من حیث هو کل. لأن الذات مع جمیع الصفات إنما تظهر فی الکل، لا فی کل واحد، وإن کانت الذات مع کل واحد من المظاهر. والقطب الحقیقی لکونه مظهرا للإسم الأعظم الإلهی، مظهر للذات مع جمیع الصفات، وغیره لیس کذلک.

واعلم، أن الکمل بعد وصولهم إلى الحق بفناء ذواتهم، یبقون ببقاء الحق و

یحصل لهم الوجود الحقانی، ثم فی رجوعهم من الله إلى الخلق یشاهدون الحق فیکل مرتبة بالحق، لا بأنفسهم، إلى أن یکمل سیرهم فی أمهات المظاهر الإلهیة ویعلمون أسرار الوجود فی کل مرتبة من مراتب عالم الغیب والشهادة بأسرها، فینزل الحق کلا منهم فی مرتبة من مراتب الکمل: فمنهم من یجعله غوثا وقطبا، ومنهم من یتحقق بمقام الإمامین الذین هما فی یمین القطب ویساره کالوزیرین للسلطان، ومنهم من یبقى من الأبدال السبعة وهم الأقطاب المدبرون للأقالیم السبعة، وغیر ذلک من مراتب الأولیاء. ومن لم یرجع من تلک الحضرة الرفیعة، یلحق بالملائکة المهیمة.

(قال نوح: رب. ما قال: إلهی. فإن الرب له الثبوت، والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن. فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو). أی، خص اسم (الرب) فی دعائه مضافا إلى نفسه، لأن الرب، فی أی اسم کان وصفة، لا یقتضى إلا المربوب، فهو ثابت فی ربوبیته للعباد، لیقضی حوائجهم ویکفی مهماتهم.

وأما (الإله) فغیر مقید بصفة معینة واسم مخصوص، لأنه مشتمل على جمیع الصفات والأسماء، فإذا دعاه الداعی بقوله: یا إله، أو: یا الله، لم یدعه إلامن حیث اسم مخصوص مناسب لما یدعو. فإن المریض، مثلا، إذا التجى إلى هذا الاسم، فإنما یلتجی إلیه من کونه شافیا و واهبا للعافیة. والغریق إذا قال: یا الله، فإنما یلتجی إلى هذا الاسم من کونه مغیثا و منقذا، ونحو ذلک.

فیتنوع فی الأسماء بحسب ظهوراته بالإحیاء والإماتة والإیجاد والإعدام، إذ (کل یوم هو فی شأن). وإضافة الإله إلى نفسه لا یخرجه عن مقام إطلاقه، إذ هو إله الکل بخلاف الرب، فإن رب موجود معین، لیس ربا لغیره، وإن کان الرب المطلق رب الکل.

فالرب یتقید بالإضافة والإله لا یتقید. فأراد نوح، علیه السلام، فی دعائه بالاسم (الرب)، ما هو ثابت فی ربوبیته کاف لمهماته قاض لمراداته فی عین التلوین، أی، فی عین تلوینات نوح، علیه السلام، فی مراتبه الروحانیة والقلبیة.

(إذ لا یصح إلا هو) أی، إذ لا یصح فی الترقی فی الدرجات إلا ثبوت مقامالتلوین، فإنه بالتلوین یترقى من مقام إلى مقام.

قال الشیخ رضی الله عنه فی اصطلاحاته: (إن مقام التلوین أعلى من مقام التمکین). ویرید به التلوین فی الأسماء بعد الوصول، أو التلوین فی مقامات القلب والروح لا النفس فإنه مذموم لظهوره فی مقام القلب تارة ومقام النفس أخرى، بل التمکین أیضا قبلالوصول بمعنى الوقوف فی بعض المقامات مذموم، لأنه لا یترقى إلى مقام الفناء.

("لا تذر على الأرض" یدعوا علیهم أن یصیروا فی بطنها). المراد ب (الأرض) عالم الأجسام کلها.

أی، دعا علیهم أن یدخلهم الحق فی باطن عالم الملک الذی هو أرض بالنسبة إلى عالم الملکوت الذی هو السماء، ولا یذرهم على وجه الأرض لیتخلصوا من العوالم الظلمانیة الحاجبة للأنوار القدسیة والوحدة الحقیقیة، أو الأرض المعهودة، فإنها أیضا حضرة من أمهات الحضرات.

أی، لا تذرهم على وجه الأرض، بل أدخلهم فی باطنها لیتضح علیهم ملکوت ما یخرج منها، فإن السالک إذا دخل فی حضرة من الحضرات الإلهیة، یکشف له ما فی تلک الحضرة من الأعیان والحقائق وأسرارها.

(المحمدی: "لو دلیتم بحبل لهبط على الله". "له ما فی السماوات وما فی الأرض".) أی، وجاء القلب المحمدی بقوله: (لو دلیتم بحبل لهبط على الله.) فأخبر أن الله فی باطن الأرض، کما أنه فی باطن السماء وقال: (له ما فی السماوات) أی عالم الأرواح، (وما فی الأرض) أی، عالم الأجسام. وهو نور السماوات والأرض، فلا یخلوا السماوات والأرض منه.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله.

«قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال رضی الله عنه : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد. فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال رضی الله عنه : (فلو أخرجهم) أی: الظالمین المصطفین عن هذا البحر المهلک لهم فی الله إلى السیف) أی: الساحل (سیف الطبیعة) إذ لیس وراء ذلک البحر سواها (لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة)، وهی الهلاک فی الله بغلبة وجوده على وجوداتهم، (وإن کان الکل) أی: وجوداتهم (لله) من مجالیه.

(وبالله) أی: قائما به إذ لا وجود لشیء من نفسه بل من الوجه الذی یلیه، (بل هو الله) إذ لا وجود فی الحقیقة سواه، ولا تحقق لشیء فی الخارج سوی الموجود .

کما قال الإمام حجة الإسلام الغزالی فی الباب الثالث من کتاب التلاوة من "الإحیاء" : بل التوحید الخالص ألا نرى فی کل شیء إلا الله لکن لو أخرجهم عن الطبیعة، وهی من حیث هی طبیعة حاجبة عن الله لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة فإن التجلی الإلهی، وإن عم فهو متفاوت إلى ما لا نهایة له.

ثم أشار رضی الله عنه : إلى ما دعا به نوح علیه السلام فی حق أولئک الظالمین المصطفین بطریق الإشارة فی ضمن دعائه على الطغاة بطریق العبارة عند رؤیة استغراقهم فی بحار العلم بالله الموجب للحیرة برؤیة الجمع الذی هو رؤیة الحق بلا خلق.

فقال رضی الله عنه: ("وقال نوح رټ" [نوح: 26]).  و(ما قال) فی الدعاء: (إلهی فإن الرب) من حیث إن له نسبة خاصة إلى مربوب خاص (له الثبوت) على وجه خاص فی تربیته لا یتجاوزه إلى غیره، (والإله ) احترز عنه؛ لأنه (یتنوع بالأسماء) التی تحت حیطته فی التجلیات (فهو) أی: الإله ("کل یوم هو فی شأن" [الرحمن: 29])، فی تجلیه على مألوهه.

قال رضی الله عنه : (فأراد) نوح علیه السلام بالرب أی: باختیار لفظ (الرب) فی دعائه (ثبوت التلوین) أی: طلب ثبوت التلوین، وهو الفرق بعد الجمع لأولئک الظالمین المصطفین؛ لئلا یردوا إلى مقام الجمع المحض أو إلى الفرق الأول بعد ذلک.

وإنما قلنا: أراد ذلک مع أنه لم یصرح به (إذ لا یصح) فی حقهم طلب شیء (إلا هو) أی: التلوین؛ لأن مقام الجمع موجب للإضلال، ومقام الفرق الأول نزول إلى السفل فلم یبق لهم إلا مقام التلوین.

("لا تذر على الأرض" [نوح: 26])، أی: فوقها، وهی سماء الجمع بل اجعلهم تحتها فهو (یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها) أی: أن یصیروا باطنا، والحق ظاهرا. وهذا هو الکمال فی مقام الفرق بعد الجمع.

وإنما قال رضی الله عنه: یدعو علیهم مع أنه دعاء لهم لمشاکلته عبارة القرآن الواردة فی الدعاء على الطغاة، ویدل على أن الحق هو الظاهر ، والخلق هو الباطن، ما قال النور (المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله").

ولا شک أن محل الهبوط هو السطح الظاهر من المهبوط علیه، ویدل علیه أیضا قوله تعالى: ("له ما فی السموات والأرض" [البقرة:116]) . فخص وجود کل منهما بالحق فهو الظاهر، وما فیهما الباطن .


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله.

«قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال الشیخ رضی الله عنه : (" فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ من دُونِ الله أَنْصاراً " ) لفناء الکلّ فی ذلک البحر ( وکان الله عین أنصارهم ، فهلکوا فیه ) من نفوسهم وأحکامها الامتیازیّة.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلى الأبد ، فلو أخرجهم إلى السیف "سیف الطبیعة " لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة ، وإن کان الکلّ لله وباللَّه ، بل هو الله ) أی وإن کان الساحل وجمیع ما ینسب للبحر هو له وبه یوجد ، إذ بدونه لا یقال له ذلک ، بل الکل فی نظر الشهود الجمعی هو البحر ،إذ لیس لذلک البحر ساحل.

لا ترم فی شمسه ظلّ السوی   ..... فهی شمس وهی ظل وهی فیء

وملخّص ما فی هذه العبارة من الإشارة أن فی عین الطبیعة ثلاث اعتبارات :

أنزلها کونها أثرا للذات وفعلا لها ، وهو المشار إلیه بالطبیعة .

وبعده کونها صفة قائمة بها ، غیر متحقّقه بدونها ، وهو المشار إلیه بالسیف .

وأعلاها کونها عینها ، کما هو فی نظر الأعلى العالم الذی هو الکامل فی الإخلاص  فعلم أنّ مشهود الأعلى لیس أمرا خارجا عن الطبیعة ، بل هو عینها ، لکن فیها مواطن بعضها أعلى ، وبعضها أنزل .

ومن جملة تلک الحکم ما ( " قالَ نُوحٌ رَبِّ " ) " لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ من الْکافِرِینَ دَیَّاراً " [ 71 / 26 ] ( ما قال : « إلهی » ، فإنّ الربّ له الثبوت ) باعتبار أن لکلّ نوع ربّا یخصّه ، فلا یختلف مقتضیاته ویثبت على اقتضاء واحد ( والإله یتنوّع بالأسماء ) باعتبار الجمعیّة التی له. قال الشیخ رضی الله عنه : (فهو کلّ یوم فی شأن فأراد بالربّ ثبوت التلوین ) فإنّ الاستثبات والتمکَّن فی نظر التحقیق ما هو فی عین التلوین والتجدّد ، لأنّ المقامات إنّما تصحّ عند الأعلى العالم إذا جاوز إلى مقابله ، وبه تمّ ظهوره ، فالصحیح من التمکین ما هو فی عین التلوین ( إذ لا یصحّ إلَّا هو ) .

قال الشیخ رضی الله عنه : (" لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ " یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها ) أی یتحقّقوا بحقیقة البطون ، ولا یبقوا على ظاهر أرض الظهور ، عاکفین بمشاعرهم على سنائر" من سنا"  صورها التنزیهیّة وحجبها الإمکانیّة الاعتقادیّة ، على ما هو مقتضى دعوته بقوله لهم " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا " لیشاهدوا الحقّ فی أسفل الحقائق ومرکز الخفاء ، ولا یخصّوه بالعلوّ الذی فی حیطة التقابل وهذا وإن کان دعاء لهم بحسب الحقیقة ، لکن بحسب تعیّناتهم التی بها هم الکافرون یکون علیهم ، ضرورة فنائها بالکلَّیة عند هذا التحقّق .

( المحمّدیّ ) له فی هذه الحکمة وجوه منها قوله: ( « لو دلَّیتم بحبل لهبط على الله » ) .

وقوله : ( " لَه ُ ما فی السَّماواتِ وَما فی الأَرْضِ " ) [ 2 / 255 ] .

الأوّل یدلّ على ثبوت تلک النسبة للذات ،

والثانی على ما لها من الأفعال .

ثمّ إنّ من شأن من یؤتى جوامع الکلم أن یثلث الدالّ فی کل أمر .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.  فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة، وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله.

«قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها. المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض».)

قال الشیخ رضی الله عنه : ("فلم یجدوا لهم من دون الله أنصارا» فکان الله عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد. فلو أخرجهم إلى السیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة،).

("فلم یجدوا")، أی لما أدخلوا قوم نوح نارا فی عین الماء لم یجدوا ("لهم ")، أی لأنفسهم ("من دون الله أنصارا") [نوح: 25].

بل وجدوا الله سبحانه متجلیة بصور أنصارهم (بل کان الله عین أنصارهم) وإن کانوا یتخیلونه قبل ذلک غیرهم (فهلکوا)، أی فنوا (فیه)، أی فی الله سبحانه (إلى الأبد) لا یردون لأنفسهم وطبائعهم قطعا (فلو أخرجهم) الله سبحانه من لجة الهلاک والفناء فیه على سبیل الفرض والتقدیر (إلى السیف سیف الطبیعة)، أی الطبیعة البشریة التی هی کالساحل لهذه اللجة فإن السیف بکسر السین وسکون الیاء هو الساحل.

(لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفیعة) التی هی الاستغراق فی لجة الغناء فی الله إلى المرتبة النازلة التی هی الخروج إلى ساحل الطبیعة، وإنما قلنا على سبیل الفرض والتقدیر، لأن عادة الله سبحانه لیست جاریة على أن ینزل المستغرق فی لجة الفناء وبحر الجمع إلى ساحل الطبیعة والتفرقة.  وذلک مرادهم بما قالوا: الفانی لا یرد .

فإن قیل : لعله رضی الله عنه أراد به الإخراج إلى ظاهر الطبیعة لا إلى حقیقتها و ذلک ممکن بل واقع.

قلنا : لا یصح حینئذ قوله : لنزل بهم الخ.

لأن الخروج إلى صورة الطبیعة والتفرقة مقام جمع الجمع والفناء فی الله لا خروج إلى صورة الطبیعة. فمقام الجمع الأول أرفع من الثانی.

اللهم إلا أن یقال : هذا بناء على أن صاحب الجمع أشرف حالا وإن کان صاحب جمع الجمع أعلا فضیلة وکمالا .

قال رضی الله عنه :"وإن کان الکل لله و بالله بل هو الله. «قال نوح رب» ما قال إلهی، فإن الرب له الثبوت والإله یتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن.  فأراد بالرب ثبوت التلوین إذ لا یصح إلا هو. «لا تذر على الأرض» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها."

قال الشیخ رضی الله عنه:  (وإن کان الکل)، أی کل من الطبیعة و غیرها من المراتب الکونیة ملکها (لله تعالی) مخلوقا له لیکون مجلى لجماله ومظهرا لشؤونه وأحواله (و) متحققا (بالله) قائمة به، لأنه هو الوجود الحق القیوم المطلق (بل هو الله) لسریانه بأحدیة جمعه الإلهی فی کل شیء لکنه تتفاضل مراتبه بتفاضل أسماءه وصفاته وتفاوت تقلباته فی الصورة وتجلیاته فمرتبته من حیث أحدیة جمعه الأحدی أرفع من مرتبته باعتبار ظهوره فی مرتبة الطبیعة، فمن أخرج من بحر شهود أحذیة جمعة إلى ساحل الطبیعة یکون نازلا عن درجة أرفع إلى درجة أخفض وأوضح.

ثم أشار رضی الله عنه إلى قوله تعالى : ("قال نوح رب" ما قال : إلهى فإن الرب له الثبوت) [نوح: 21] بحسب المادة والصیغة .

أما بحسب المادة، فلما ذکر رضی الله عنه فی جواب السؤال الحادی والثلاثین للترمذی معناه، أی معنى الرب الثابت یقال : رب بالمکان إذا قام فیه وثبت.

وأما بحسب الصیغة فلأنه صفة مشبهة تدل على ثبوت مبدأ الاشتقاق للذات المبهمة من غیر دلالة على تجدد وانصرام (والإله بتنوع بالأسماء فهو کل یوم فی شأن). فتارة یتجلى بالأسماء الربوبیة وتارة بخلافها، ولا شک أن مقام الدعاء وطلب الإجابة إنما بطلب الأسماء الربوبیة ودوام آثارها، فلهذا اختار نوح علیه السلام اسم الرب لا الإله.

فإنه وإن کانت الأسماء الربوبیة متنوعة متلونة، فإن الطالب المستعد بطلب فی کل أنیة نوع تربیة لا یطلبها فی أن آخر، وذلک بحسب الظاهر بناء فی الثبوت والدوام.

قال رضی الله عنه : (وأراد)، أی نوح علیه السلام (بالرب)، أی بذکر الرب (ثبوت التلوین)، أی تلوین الأسماء الربوبیة وتبدلها بحسب تبدل الاستعدادات الجزئیة الوجودیة للقابل المستعد بأن یکون الرب المطلق ثابتا دائما على التجلی بالأسماء المربربیة المتلونة الجزئیة المقیدة (إذ لا یصح) ولا یتحقق فی الواقع من صور الثبوت (إلا هو)، أی الثبوت فی التلوین لا الثبوت الذی یرفع التلوین .

("لا تذر على الأرض")، أی ظاهر الفرق (یدعو) نوح علیه السلام (علیهم)، أی على قومه (أن یصیروا فی بطنها)، أی بطن أرض الفرق وذلک عین دعوته لهم إلى الباطن الجمعی الأحد، فهذا الدعاء وإن کان بحسب الظاهر علیهم فهو بالحقیقة لهم القول .

قال رضی الله عنه : (المحمدی «لو دلیتم بحبل لهبط على الله»، «له ما فی السماوات و ما فی الأرض». )

قال الشیخ رضی الله عنه : (وهو فی الوارث المحمدی) قوله علیه السلام (لو دلیتم بحبل لهبط على الله)، أی لو دلیتم من ظاهر أرض الفرق بحبل رقیقة حبیة إلى باطنها بانقطاع هذه الرقیقة من ظاهرها تهبط على الحقیقة الأحدیة الجمعیة الإلهیة وارتبط بها فإنه لیس للفرق باطن إلا الجمع.

وقال تعالى: ("له ما فی السماوات وما فی الأرض") [البقرة : 255]، أی له الظهور بصور السموات والأرض وما فیهما. فکما أنه عین فوقیة کل فوق، فکذلک هو عین تحتیة کل تحت.  


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: ۳۲۲-۳۲۵

«فلم یجدوا لهم من دون اللّه انصارا» فکان اللّه عین انصارهم فهلکوا فیه الى الابد. فلو اخرجهم إلى السّیف، سیف الطّبیعة لنزل بهم من هذه الدرجة الرفیعة، و ان کان الکلّ للّه و باللّه بل هو اللّه.

سیف (بکسر السّین و سکون الیاء) ساحل است.

مقصود کلام‏ آنکه: چون در نار قهر به تجلّى قهّار درآمدند، جز حق تعالى ناصرى نیابند، که انسان را نصرت کند. و در این مقام بدانند که: در جمیع مقامات ناصر ایشان حق بود در سلوک ایشان. اگر در مقام فناء بود، فناء ایشان در افعال و در صفات و در ذات بود؛ تا باز ناصرشان حق باشد؛ که ایشان را حیات سرمد و بقاء ابد داد؛ و بشریّت ایشان بظهور حقّیّه مبدّل شد. که اگر ایشان را نصرت نفرمودى، و از جناب الهى خود ایشان را اخراج کردى، تا باز به عالم بشریّت و ساحل بحر طبیعت و شرّیّت‏ آمدندى، از آن درجات‏ عالیه به حضیض هاویه آمدندى.

و اگر چه از جمله «مهیّمین فی جمال اللّه» بودندى، که رجوع به خلق نبودى ایشان را جهت تکمیل؛ که هم درجه‌‏اى نازل بودى.

و همانا که اختیار این لفظ [که الى السّیف سیف الطّبیعة] از بهر این کرد، و نگفت که: الى الطّبیعة، تا مهیّمین فی جمال اللّه داخل باشند در درجه نازله.

امّا چون ناصر همه، در همه مواطن و مقامات حق است، آنان که به ساحل طبیعت رسند؛ یعنى: چون رجوع از حق به خلق کنند، اگرچه نزول ایشان باز به طبیعت است، لکن ظهور به طبیعت و آثار طبیعت نیست؛ چنانکه پیش از سلوک بود؛ بلکه بر ساحل طبیعت به امر حق واقف‏‌اند. و جهت تأکید را فرمود که: و ان کان الکلّ للّه و باللّه بل هو اللّه- یعنى: و اگر به حقیقت نظر کنى همه در مقام عبدیّت عبداند للّه؛ و در مقام ارشاد قائمند باللّه؛ بلکه کلّ (من حیث هو الکلّ) مظهر اسم جامع‏اند؛ که آن اللّه است. امّا در درجات [و] مقامات و مراتب، مظهریّات متفاوت‏‌اند؛ همچنان‏که درجات اسماء الهیّه نیز متفاوت است. بعضى شامل‌‏اند بر اندکى، و بعضى جامع‌‏اند بر بسیارى. و چون نظر به حقیقت ذات «مسمّى به اسماء» کنى، همه اسم یک ذات‌‏اند.

و اگر خواهى سخن گشاده‏‌تر از این گویم، و گوید آن هر که نمى‌‏داند که: ذات با جمیع صفات، در همه مظاهر، من حیث [هى هى‏] همه ظاهر؛ و همه او است. امّا اگرچه ذات، با هر یکى هست از مظاهر، امّا نتوان گفت که:

هر یکى او است؛ و در بسیار جاى از سخن این ضعیف یابى که گفته باشم که:

«همه او» توان گفت؛ و «هر یک، او» نتوان گفت. و این سرّ از این واضح‏تر نتوان گفت.

قال نوح: «ربّ» ما قال الهى، فانّ الربّ له الثبوت، و الاله یتنوّع‏ بالاسماء فهو کلّ یوم هو فى شأن. فأراد بالرّبّ ثبوت التّلوین إذ لا یصحّ إلّا هو.

یعنى‏: نوح- ع- در دعاى خویش، حق را به اسم الرّبّ خواند [مضاف به یاء متکلّم‏] و گفت: ربّ لا تذر؛ یعنى: یا ربّى. و نگفت که: یا الهى لا تذر.

و در آن این لطیفه است که: اسم الرّبّ، معنى آن ذات است با آن صفتى خاص؛ که شخص محتاج، حاجتمند آن است؛ تا حق- تعالى- به اسم الرّبّ کار آن خواننده و حاجت آن خواهنده برآورد در وقت دعا و نداى او. پس این اسم الرّبّ را ثبوت در ربوبیّت باشد؛ تا بر صفتى که آن مربوب. خواهان آن است، مهمّات او کفایت کند؛ بى‌‏آنکه از آن صفت به صفتى دیگر منتقل گردد، و متحوّل شود. پس مراد از اسم الرّبّ: ما هو ثابت فی ربوبیّته کاف لمهمّاته قاض لحاجاته در عین تلوین نوح در مراتب روحیّه و قلبیّه، بخلاف «اللّه و اله» [که آن مخصوص و مقیّد به صفتى معیّنه و اسمى مخصوص نیست؛ بلکه اشتمال بر جمیع اسماء و صفات دارد] که داعى چون حقّ را به اسم اللّه مى‏‌خواند، آن خواندن او در «یا الهى و یا اللّه» البتّه مضاف خواهد بود. یا: به اسمى مخصوص مناسب آنچه داعى او را از براى آن مى‏‌خواند. مثل: اللّه الشّافى للمریض؛ و اللّه الوهّاب للمحتاج؛ و اللّه المغیث للمضطرّ؛ و امثال آن. و این از آن جهت است که: شئون الهى نامتناهى است؛ «کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ»( س 55- 29). بخلاف «ربّ» که موجودى معیّن است، حالت تعیّن الموجود لا غیره. و اگرچه «ربّ مطلق» ربّ کلّ است. و مقصود نوح خواندن «ربّ مقیّد» بود در عین تلوین نوح- ع-، تا آن مهمّ او برآورد، و قید «اذ لا یصحّ الّا هو» از بهر آن کرده، تا تنبیهى کند به آنکه: ترقّى و تحصیل درجات، ممکن نیست الّا به ثبوت «مقام‏ تلوین». چرا که: اگر مقام «مقام تمکین» باشد، تقاضاى وقوف کند. و عروج به درجات عالیه از مقامى ادنى به مقامى اعلى. بى‏تلوین نتوان بود.

و در این سخن رمزى است دانستنى به آنکه: همچنان‏که تلوین در مقامات مذموم است [یعنى که: تارة در «مقام روح» باشد، و باز به «مقام قلب» بازآید] همچنین تمکین، نیز قبل الوصول التّامّ مذموم است. یعنى که: در بعضى مقامات اگر بماند، و ترقّى و عروج به مقامى دیگر، از آن اعلى نکند، نقصانى باشد.

«لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ» یدعو علیهم ان یصیروا فى بطنها.

یعنى‏: گفتن نوح- ع- [این که: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیَّاراً( س 71- 26)] دعائى بود از نوح بر آن قوم؛ که ایشان را از روى زمین، به زیر زمین برد؛ که «بطن» عبارت از آن است. و به تأویل شیخ مراد از «ارض» عالم اجسام است که «ملک» عبارت از او است. و آن به نسبت با عالم ملکوت، زمین است؛ و عالم ملکوت آسمان او.

پس دعا این بوده باشد که: ایشان را از عالم ظلمانى جسمانى [که حجاب عالم روحانى نورانى است‏] خلاصى ده تا به عین وحدت حقیقیّه برسند.

و اگر گوئیم که: مراد، خود همین زمین معهود است؛ که آن نیز حضرتى است از امّهات حضرات؛ هم در وى این تحقیق توان گفت؛ یعنى: ایشان را بر روى زمین ممان. بلکه در شکم زمین‌شان درآور. تا ملکوت آنچه از آن بیرون آمده‏اند [که‏ مِنْها خَلَقْناکُمْ‏]( س 20- 55) نزد ایشان واضح گردد. که سالک چون درآید در حضرتى از حضرات الهیّه، اعیان و حقایق و اسرار آن حضرت، او را معلوم گردد؛ و بطن زمین حضرتى از حضرات است. و از خبر رسول- صلعم- بر این قول «القبر اوّل منزل من منازل الآخرة، و آخر منزل من منازل‏ الدّنیا. شاهدى است. و همچنین: «القبر إمّا روضة من ریاض الجنّة، أو حفرة من حفر النیّران».

المحمدىّ «لو دلّیتم بحبل لهبط على اللّه»؛ «لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ»( س 34- 1). 

یعنى‏: إخبار از آن معنى، که: باطن زمین، حضرتى از حضرات الهیّه است در محمّد و محمّدیان، این کلمه محمّدیه است که فرمود که: «اگر بمثل، حبلى فروگذارند در بطن زمین، انتهاى آن به اللّه باشد؛ یعنى: نقطه مرکز آسمان و زمین و هر چه در آن و در این است، «وجود مطلق» است؛ که اللّه اسم او است».

پس، نسبت تحت و فوق، به او یکسان باشد؛ چنانکه در باطن زمین باشد، در باطن انسان باشد؛ و به همان نسبت که در باطن جماد باشد، در باطن نبات همان باشد. و هر چه در سماوات است [که عالم ارواح او را است‏] و هر چه در زمین است [که عالم اجسام است‏] هم او را است. و خود فرموده که: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»( س 24- 35) . پس‏ آسمان و زمین از وى خالى نباشد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۲۸۲-۲۸۴

فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً فکان اللّه عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد.

یعنى چون این سوختگان شوق دیدار درآورده شوند در آتش قهر و إفناء بتجلّى قهار، غیر خدا هیچ ناصرى نه بینند از براى آنکه به تجلّى ذات به صفت قهاریت، ایشان و هرچه در کون است سوخته شود؛ پس هیچ احدى که نصرت دهد نماند؛ و لیکن حق سبحانه و تعالى به حکم:

«من أحبّنى قتلته و من قتلته فعلىّ دیته و من علىّ دیته فأنا دیته»

، ایشان را به خود زنده گرداند، پس ناصر ایشان حق باشد. و اگر درین مقام جمعى که دنیاست در اثناى سلوک مکمّلان (کاملان- خ) به نصرت ایشان پردازند و به بدرقه عنایت از مضایق طریق خلاص سازند انصار را مظاهر حق بینند. پس حق عین انصار ایشان باشد هم در دنیا و هم در آخرت، لاجرم در حق هلاک شوند و در ذات او فانى گردند ابدا، و به حیات او زنده جاوید باشند سرمدا و بشریّت ایشان به حقیقت متبدّل شود کما قال:

«کنت سمعه و بصره»

الحدیث، بیت:

فانى ز خود و به دوست باقى‏ این طرفه که نیستند و هستند.


لاجرم به لسان حال خویش ندا (نگاه- خ) کنند و گویند. شعر:

تستّرت من دهرى بظلّ جناحه‏ فعینى ترى دهرى و لیس یرانى‏

و لو تسأل الأیّام ما اسمى ما درت‏ و این مکانى ما درین مکانى‏

قطره‏اى تا نشوى غرقه بحر احد (احدى- ظ) غوطه در بحر بخور تا همه دریا باشى‏

تو درین جوى تن و بحر ترا مى‏گوید جوى‏جویان سوى ما آى که تا ما باشى‏


فلو أخرجهم إلى السّیف، سیف الطبیعة لنزل بهم عن هذه الدّرجة الرّفیعة.

یعنى اگر بیرون آرد حق سبحانه و تعالى ایشان را از جناب الهى و حضرت قدسیّه به سوى عالم بشریت، هرآینه به همراهى ایشان از آن درجه رفیعه فرود آید.

معنى آن است که بعد از رفع اثنینیّت از آثار تجلّى احدیت و اضمحلال رسوم بشریت به سطوات انوار انیّت متجلّى له را یا در موقف المواقف موقوف گرداند یا از براى تکمیل ناقصان به خلعت صفات خود به عالمش فرستد، پس او نه او باشد. بیت:

روستایى گاو در آخر ببست‏ شیر گاوش خورد و بر جایش نشست‏

اى اولیاى حق را از حق جدا شمرده‏ گر ظن نیک دارى بر اولیا چه باشد

شرح مى‏خواهد بیان این سخن‏ لیک مى‏ترسم ز افهام کهن‏


و مهیّمان در جلال‏ الهى و مکمّلان موصل به حضرت پادشاهى درین معنى اشتراک دارند اما کمّل مکملین را ثانیا رجوع به خلق هست و مهیمین را رجوع نیست.

و محل اخراج را به سیف طبیعت یعنى به ساحلش قید کرد تا معلوم شود که کاملان مکمل که از حق به سوى خلق رجوع کنند اگرچه به سوى طبیعت آیند اما ظاهر به انوار حق باشند نه به آثار طبیعت، پس گوئیا که ایشان از طبیعت دورند و از افعال طبیعى نفور بلکه گریزانند ازو به مراحل اما به امر حق واقف‏اند در ساحل.

و إن کان الکلّ للّه و باللّه بل هو اللّه.

یعنى اگرچه همه بنده اللّه است و قائم به اللّه خواه طبیعت باش گو و خواه اهل طبیعت ازین روى که کلّ‏اند مظهر اسم جامع‏اند که آن اللّه است و لیکن درجات مقامات و مراتب اهل آن متفاوت است چون درجات اسماى الهیّه در حیطه و غیر آن.

و قید حیثیت کلّیّه از آن جهت کرده شد که ذات با جمیع صفات ظاهر نمى‏شود مگر در کلّ نه در هریکى از مظاهر، و قطب حقیقى ازین جهت که مظهر اسم اعظم الهى است مظهر ذات است با جمیع اسما و صفاتش و غیر او چنین نیست.

و بباید دانست که بعد از وصول به جناب حق به واسطه فناى ذوات خویش باقى مى‏گردند به بقاى حق و حاصل مى‏شود ایشان را وجود حقانى از پادشاه مطلق و چون از جانب حق از براى تکمیل ناقصان رجوع به خلق کنند مشاهده حق در هر مرتبه هم به حق کنند نه با نفس خویش تا غایتى که کمال یابند سیر ایشان در امهات مظاهر الهیّه و همه اسرار وجود را در هر مرتبه از مراتب عالم غیب و شهادت دریابند. پس تنزیل مى‏کند هریکى را در مرتبه‏اى از مراتب کمل، پس بعضى غوث و قطب سازد، و بعضى در مقام امامین باشد که این دو در یمین و یسار قطب به منزله دو وزیر سلطانند، و بعضى در مقام اقطاب سبعه باشند که مدبران اقالیم سبعه‏اند، و غیر این از مراتب اولیا و هرکه از آن حضرت رجوع نکند به خلق، ملحق گردد به ملائکه مهیّمین.

قالَ نُوحٌ: رَبِ‏ ما قال الهى: فإنّ الرّبّ له الثّبوت و الإله یتنوّع بالأسماء فهو کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ‏ فأراد بالرّبّ ثبوت التّلوین إذ لا یصح إلّا هو.

یعنى نوح در ندا و مناجات و دعا رب گفت از آنکه رب در هر اسمى و صفتى که باشد اقتضا نمى‏کند مگر مربوب را، پس او ثابت است در ربوبیّت عباد و قضاى حاجت و کفایت مراد، و امّا اله غیر مقید است به صفت معیّنه و اسم مخصوص از آنکه مشتمل است بر جمیع اسما و صفات. پس اگر داعى حق را بخواند و یا «اله و اللّه» گوید او را از روى اسمى مى‏خواند که مناسب مدعو اوست، چه اگر مریض التجا برین اسم کند التجاى او از روى «شافى و واهب عافیت» بودن است و اگر غریق یا اللّه گوید توجّه او بدین اسم از روى «مغیث و منقذ» بودن اوست، لاجرم این اسم جامع به حسب ظهورات و ایجاد و اعدام متنوع است و او هر روز در کاریست که‏ کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ‏ و اضافت «اله» به نفس داعى اخراج نمى‏کند این اسم را از اطلاقش، چه او «اله کلّ» است به خلاف «رب» از آنکه رب هر موجود معین رب غیر او نیست اگرچه رب مطلق ربّ کلّ است، پس ربّ به اضافت متقید شود و اله نى. لاجرم نوح اراده کرد به اسم ربّ آن را که ثابت است در ربوبیّت و کافى مهمات و قاضى مرادات در عین تلوین، یعنى در عین تلوینات نوح علیه السلام در مراتب روحانیّه و قلبیه‏اش و صحیح نیست در ترقى به مدارج و تعلّى بر معارج غیر ثبوت مقام تلوین از آنکه ترقى از مقامى به مقامى جز به تلوین نتواند بود.

لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ‏ یدعو علیهم أن یصیروا فى بطنها.

مراد از ارض همه عالم اجسام است.

یعنى نوح بر ایشان دعا کرد که حق ایشان را در باطن «عالم ملک» درآرد که «ارض» است به نسبت با «عالم ملکوت» و خواست که نگذارد ایشان را بر وجه ارض تا خلاص یابند از عالم ظلمانیه حاجبه از انوار قدسیّه و وحدت حقیقیّه المحمّدىّ‏.

«لو دلّیتم بحبل لهبط على اللّه‏؛ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ»*.

یعنى آمد قلب محمدى بدین قول که اگر دلوى به ریسمانى در چاه فروگذارند بر اللّه واقع شود. و گفت او راست آنچه در سماوات است و آنچه در ارض است.

پس اخبار کرد که اللّه در باطن ارض است چنانکه در باطن سماست و او راست آنچه در سماوات است یعنى در عالم ارواح، و آنچه در ارض است یعنى در عالم‏ اجسام. و او نور سماوات و ارض است، پس خالى نباشد سماوات و ارض ازو، مگر مى‏گوید، بیت:

بر اشیا محیط است یزدان پاک‏ بگویم ز تحت سمک تا سماک‏

بر آن در که یک حلقه شد نه فلک‏ چه گویم حدیث سماک و سمک‏

نمى‏بینم الحق یکى برگ کاه‏ که در وى نه مشهود گردد اله‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۲

«فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً» فکان اللّه عین أنصارهم فهلکوا فیه إلى الأبد. فلو أخرجهم إلى السّیف؛ سیف الطّبیعة لنزل بهم عن هذه الدّرجة الرّفیعة، و إن کان الکلّ للَّه و باللّه بل هو اللّه.

شرح یعنى چون به نار تجلّى قهّار در آمدند، جز حق ناصرى نیافتند. و درین مقام بدانند که ناصر ایشان حق بود که اگر ایشان را نصرت نفرمودى، و ایشان را از جنّات ذات اخراج کردى، تا باز به عالم بشریّت و ساحل بحر طبیعت آمدندى، اگر چه جمله مهیّمین فی جمال اللّه بودندى، هم درجه نازل بودى.

شیخ مؤیّد فرمود ... فلو أخرجهم اللّه عن هذا البحر التّیّار الدّوّار الزّخّار و رماهم إلى ساحل التّقیّد و التّعیّن لنزل بهم إلى الفرق الحجابىّ عن جمع الکتابىّ. و إن کان کلّ تعیّن عین المتعیّن و لکن تعیّن المطلق فی المقیّد ظهور مقیّد ...

«قالَ نُوحٌ رَبِّ» ما قال إلهى، فإنّ الرّبّ له الثّبوت، و الإله یتنوّع بالأسماء فهو کلّ یوم [هو] فی شأن. فأراد بالرّبّ ثبوت التّلوین إذ لا یصحّ إلّا هو.

شرح این کلمه اشارت است که صحّت ترقّى و تحصیل درجات ممکن نیست مگر به ثبوت مقام تلوین، چرا که اگر مقام مقام تمکین باشد، تقاضاى وقوف کند، و عروج‏ به درجات عالیه ممکن نگردد. «لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ» یدعو علیهم أن یصیروا فی بطنها.

شرح یعنى ایشان را از عالم ظلمانى جسمانى، که حجاب عالم روحانیست، خلاص ده تا به عین وحدت حقیقیّه رسند.

المحمّدىّ «لو دلّیتم بحبل لهبط على اللّه».

شرح یعنى إنّ الحق من کونه عین مرکز الکلّ و المحیط، نسبة الفوق الیه کنسبة التّحت، و کما أنّه عین فوقیّة کلّ فوق کذلک عین تحتیّة کلّ تحت.

«لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ»*.