عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

(فمن حیث هو)، أی فلک الشمس (قطب)، أی مرکز دوائر (الأفلاک) الأربعة عشر من حیث إنها کلها دائرة فیها هی مسخرة له من الآثار المولدات عن أمره وإذنه ، لأنه قلبها .

هو رفیع المکان بالنسبة إلیها کلها بمنزلة العقل الذی تدور علیه جمیع الأفلاک الإنسانیة الأربعة عشر المذکورة، لأنه یزنها بمیزانه ویصرف کل فلک منها فی شأنه.

(وأما علو المکانة) المرتبة والمنزلة (فهو لنا) خاصة (أعنی) الورثة المحمدیین التابعین بمحمد صلى الله علیه وسلم (کما قال الله تعالی) فی حقنا ("وأنتم الأعلون") على غیرکم مرتبة ومنزلة ("والله" ) سبحانه وتعالى من حیث جمعیته لجمیع الأسماء ("معکم") بذاته من حیث أنها ذاتکم وراء ما أطلعکم علیه أنه ذاتکم.

وبصفاته من حیث إنها صفاتکم وراء ما أطلعکم علیه أنه صفاتکم .

وبأسمائه من حیث إنها أسماؤکم وراء ما أطلعکم علیه أنه أسماؤکم.

وبأفعاله من حیث أنها أفعالکم وراء ما أطلعکم علیه أنه أفعالکم.

وبأحکامه من حیث إنها أحکامکم وراء ما أطلعکم أنه أحکامکم.

فأنتم هو من حیث ما یعلم هو لا من حیث ما تعلمون أنتم.

فإنه أزاغ أبصارکم وأطغاها فأشهدکم إیاه أنتم لا هو.

فلو أقامکم فی مقام "ما زاغ البصر وما طغى " [النجم: 17] . لرأیتموه وغبتم عن أنفسکم التی لا وجود لها من قبل غیبتکم عنها أیضا.

وهذه هی المعیة الأزلیة الأبدیة (فی هذا العلو) عنکم الذی له تعالى فی المرتبة والمنزلة (وهو) سبحانه (یتعالی)، أی یتنزه ویتباعد (عن) علو (المکان)، لأنه من صفات الأجسام وهو تعالی لیس بجسم (لا عن) علو (المکانة) بمعنى المرتبة والمنزلة، لأنه تعالى یوصف بذلک إذ رتبته ومنزلته فوق کل رتبة ممکنة ومنزلة ممکنة.

(ولما خافت نفوس العمال منا) معشر المحمدیین على عملها المطلوب منها أن یفوتها باشتغالها بمعیته تعالى التی تستغرق یقظتنا وعملنا بأنفسنا وبغیرنا (أتبع) سبحانه (المعیة) المذکورة (بقوله) تعالى: ("ولن یترکم")، أی ینقصکم

("أعمالکم") [محمد: 35]، بسبب استغراقکم فی معیته (فالعمل) الصالح منکم (یطلب المکان) لکثافته.

ولهذا کانت الجنة "عند سدرة المنتهى " والسدرة فوق السموات.

قال تعالى: "عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى " [النجم: 14 - 15] .

والجنة جزاء الأعمال بل هی الأعمال تجسدت فی الدار الآخرة (والعلم) اللدنی منکم (یطلب المکانة)، أی المرتبة العالیة للطافته، وهو علم الله بکم، وهو کلمات الله لکم کما قال فی عیسى علیه السلام : "وکلمته ألقاها إلى مریم" [النساء: 171]، وقال الله تعالى : "إلیه یصعد الله الطیب" [فاطر: 10] . وهو العلم یطلب المکانة، أی المرتبة التی له تعالى، والعمل الصالح یرفعه إلى المکان العالی عن عالم العناصر وهو الجنة فوق السموات السبع.

(فجمع) سبحانه (لنا) معشر الورثة المحمدیین (بین الرفعتین) الأولى (علو المکان بالعمل) الصالح (و) الثانیة : (علو المکانة بالعلم) اللدنی.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

(فمن حیث هو) أی فلک الشمس (قطب الأفلاک هو) أی إدریس (رفیع المکان) الذی أعلى الأماکن بعلو المکانة فکان إدریس عالیا بعلو المکان لا بعلو المکانة إذ المکانة وصف لمکانه لاله .

إذ ما ثبت بالنصر الإلهی لإدریس إلا علو المکان لا علو المکانة ولا یلزم من ثبوت علو المکانة المکانة ثبوتها فلم یثبت له على المکانة بالنص .

(وأما على المکانة فهو لنا بالنص الإلهی (أعنی المحمدیین قال الله تعالى: "وأنتم الأعلون و الله معکم " محمد: 35 . فی هذا العلو وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة) ولما قال : "والله معکم" علمنا أن المراد من قوله :

"وأننم الأعلون" إثبات علو المکانة لنا لتعالیه عن المکان دون المکانة . ولو کان المراد علوا بالمکان تزم إثبات ما هو من خواص الأجسام للحق تعالى عن ذلک فعلو الحق لا یکون إلا بالمرتبة وعلونا قد یکون بالمکان وقد یکون بالمکانة وقد یکون بهما .

(ولما خافت النفوس العمال منا) یعنی لما علم الله تعالى فی نفوس العمال خافت بسبب هذه الآیة أن لا یکون لهم نصیب من العار المکانی لأنه لما اتبع الخطاب بقوله: "والله معکم" علموا أن لیس المراد العلو المکانی الذی نتائج أعمالهم فکانوا خارجین عن الخطاب فضاعت أعمالهم فخافوا .

فلما خافوا (اتبع المعیة بقوله ولن یترکم أعمالکم) لإزالة خوفهم وتسلیهم فالعمل بطلب المکان کما فی إدریس تبدلت بشریته بالریاضیات والأعمال الصالحات حتی رفعه الله مکانا علیا جزاء عن أعماله .

ولم یکن له علو المکانة لما أن ذلک بالفناء فی الخلق وإدریس علیه السلام لم یکن له الفناء الذی یوصل إلى التوحید الذاتی المحمدی هذا فی حال حیاته.

وأما فی الآخرة فقد جمع الله له اترفعتین فما جمع الله بین الرفعتین إلا لمن کان عالما وعاملا .

(فالعلم بطلب المکانة والعمل یطلب المکان) فمن کان علیا بالعلم فله علو المکانة ومن کان علیا بالعمل فله علو المکانی (فجمع) الله (لنا بین الرفعتین بالنص على المکان بالعمل وعلو المکانة بالعلم) هذا الجمع فی الدار الآخرة .

فإن علو المکانة یختص بولاة الأمر وإن کان أجهل الناس فعلمنا أن العمل یطلب على المکان فی الآخرة وعلمنا أن العلم یطلب کذلک فما کان علیة منا فی الدار الآخرة بعلو المکانة فهو علی بعلو المکان إذ لا یحصل العلم الحاصل من الفناء فی الله إلا بالعمل الموجب له إلا المجذوبین ولیس کل من کان علیا بالمکان علیا بالمکانة کالزهاد.

فإنهم فی أعلى الجنان ولیس لهم علو بالمکانة لأن أعمالهم لا لطلب العلم بالله بل لطلب المکان العلی فأعلى الله مرادهم على حسب طلبهم.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

وأما على المکانة:

فهو لنا، أعنی المحمدیین، قال الله تعالى: «وأنتم الأعلون والله معکم فی هذا العلو، وهو یتعالی عن المکان لا عن المکانة، ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله: "ولن یترکم أعمالکم" (محمد: 35) .

فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین على المکان بالعمل وعلو المکانة بالعلم.

وأما قوله: فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة

فمعناه: أن من کان العلو بالقرب منه یکتسب، فکل علو حصل لعال فهو علوا وزیادة .

وأما قوله فی علو المکانة: "کل شیء هالک إلا وجهه" (القصص: 88) فمعناه أنه تعالى یرید أن کل شیء هالک أی معدوم إلا وجهه أزلا وأبدا وهذه مکانة لا تلیق إلا به.

وهو بعینه معنی "وإلیه یرجع الأمر کله" (هود: 123) أی حقیقته، إلیها ترجع الحقائق کلها، فهو وحده

وهو بعینه معنى قوله: "أإله مع الله" (النمل: 60) أی لیس مع الله سواه أزلا وأبدا کما أجمع علیه أهل الفناء فی التوحید .

لأن وجود سواه ألوهیة ما، فهذه الصفات کلها صفات شطر من حقیقة مرتبة الکامل والکلام فی هذا المجال یکون شفاها لضیق هذا المکتوب عن بسط الکلام فیه وأین مقام من قیل فیه: "إنی جاعل فی الأرض خلیفة" (البقرة: 30) ممن قیل فیه: "ورفعناه مکانا علیا" (مریم: 57)

ثم أنه نسب العلو للمکان لا إلیه، أعنی إدریس، علیه السلام.

و کذلک قوله تعالى: "أم کنت من العالین" عن الملائکة الذین لم یعلموا أن الله خلق آدم ولا سجدوا له .

ولذلک قیل لإبلیس: "أم کنت من العالین" (ص: 75) فلذلک لم یسجد لآدم ومع علو مکانة العالین فعلو الکمل من المحمدیین أعلى.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

قال رضی الله عنه : « فمن حیث هو فلک الأفلاک هو رفیع المکان .وأمّا علوّ المکانة فهو لنا أعنی المحمّدیّین ، قال تعالى : " وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَالله مَعَکُمْ ".

فی هذا العلوّ ، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة ، ولمّا خافت نفوس العمّال منّا ، أتبع المعیّة بقوله : " وَلَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ " فالعمل یطلب المکان ، والعلم یطلب المکانة ، فجمع لنا بین الرفعتین : علوّ المکان بالعمل ، وعلوّ المکانة بالعلم   .

قال العبد : العلوّ حقیقة نسبیة للعالی والعلیّ کالرفعة للرفیع ، وهی على قسمین :

حقیقیّة لمن هی منسوبة إلیه أو إضافیة ، وإن کانت هی فی عینها وحقیقتها نسبة ولکنّها قد تکون ذاتیة حقیقیة کالعلوّ الإلهی الذاتی على ما سنذکر فی موضعه ، إن شاء الله تعالى . وقد تکون إضافیة ، والإضافیة على وجهین :

علوّ بالنسبة إلى المکان العالی کالمتمکَّنات الکائنة أعالی الأمکنة ، أو الکائنات المتمکَّنة فی الأماکن العالیة کالصور الطبیعیة العالیة العرشیة ، ثم الصور الفلکیة التی حول الکرسی وفیه.

وهذا النوع من العلوّ المکانی معلوم عرفا وعقلا وشرعا ، والذی ذکره الشیخ رضی الله عنه من علوّ المکان على مقتضى التحقیق الکشفی هو لفلک الأفلاک الحقیقی الکشفی لا المشهور العرفی المتداول فی عرف المتفلسفة ،فإنّ فلک الأفلاک عند حکماء الرسوم هو الأطلس الذی فوق الأمکنة کلَّها محیط بها ،وهو ظاهر.

ولکنّ ثمّ سرّا علیّا وتحقیقا إلَّیّا ، وذلک کما ذکرنا أنّ العلوّ الحقیقیّ هو الذاتی ، فإن کان مکان من الأماکن ، له مکانة ذاتیة کفلک الشمس الذی مکانه الوسطیة التی إلیها نسبة جمیع الأماکن ، على السواء کالمرکز نسبة کلّ جزء من أجزاء المحیط إلیه على السواء فکان إذن لهذا المکان علوّ ذاتی على سائر الأماکن ومزیة مرتبة ، فهو إذن أعلى الأمکنة والأماکن ، وکذلک للفلک الأطلس من حیث إحاطته بالکلّ والعرش والکرسیّ من حیث المستوی والمتدلَّی ، ولکنّها نسبیة إضافیة .

وکالفلک الوسطیّ القطبی الشمسی الرابع عرفا والثامن تحقیقا من فوقه ومن تحته ، فإنّ فوقه سبعة وتحته سبعة وهو الثامن من کلّ جهة ، فلهذا المکان المکانة الزلفى والإحاطة المعنویة العلیا ، وفیه عرش الإلهیة من نور اللاهوت ، والحیاة والجود ، ومنها تنفهق الأنوار وتنبعث الأضواء ، علوا وسفلا فاستحقّ هذا الفلک فی مشرب التحقیق أن یکون فلک الأفلاک والعلوّ المذکور فی إدریس علیه السّلام هو علوّ المکان فی قوله تعالى : " وَرَفَعْناه ُ مَکاناً عَلِیًّا " وفی هذا المکان روح إدریس بما تروحن من جسده الشریف علیه السّلام .

وأمّا علوّ المکانة مطلقا فهو للمحمّدیّین من قوله تعالى : " وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ "

فهو لنا ، لکمال نسبتنا من حضرة الجمع المحمدی .

لکون الأفضلیة للعلوّ المرتبی من حیث المکانة على العلوّ المکانی ، وهو تعالى معنا فی هذا العلوّ ، لکون مرتبته فی الوجود المطلق أعلى من مرتبة الوجود المقیّد ، ولمرتبته أیضا أحدیة جمع المراتب کلَّها .

ثمّ إنّه لمّا أثبت الله لنا علوّ المکانة فی کتابه الکریم دون العلوّ المکانی ، کما أثبت لإدریس علیه السّلام خافت نفوس من لم یثبت له علوّ المکانة العلمیة من العمّال والعبّاد من العباد من هذه الأمّة ، لکون الأعمال جسمانیة أن لا یبقى لهم من علوّ المکان حظَّ إلهی ، فأعقب سبحانه وتعالى بقوله : " وَلَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ " ، أی لن یبخسکم وینقصکم من أعمالکم الجسمانیة شیئا فإنّ أعمالکم ، لها أعلى الأمکنة ، لأنّ سدرة المنتهى التی إلیها تنتهی أعمال بنی آدم مترتّبة إلى العرش الذی له أعلى الأمکنة ، فجمع الله لنا من الوارث المحمدی بین العلوّین ، فنحن الأعلون ، والله معنا فی هذه الأعلویّة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

قال رضی الله عنه : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان ) ظاهر ، وتسمیة العناصر أفلاکا تعضد أنه یرید بالأفلاک مراتب الموجودات الممکنة البسیطة ، من الأشرف إلى الأدنى.

قال رضی الله عنه : ( وأما علو المکانة فهو لنا أعنى المحمدیین ، قال الله تعالى – " وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ والله مَعَکُمْ " - فی هذا العلو وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة ) إنما کان علو المکانة للمحمدیین ، لأن واحدیة الجمع أعلى رتبة فی الوجود وهی رتبة محمد علیه الصلاة والسلام ، والله تعالى بأحدیة الذات بالوجود المطلق متعالی عن کل قید فله العلو الذاتی .

لأن کل مقید هو المطلق من حیث الهویة أی حقیقة الوجود الغیر المنحصر وهو به هو وبنفسه لیس بشیء ، فلا رتبة له من غیر الوجود حتى یعتبر العلو بالنسبة إلیه .

فاللَّه هو العلى المطلق بحسب الذات وحده لا بالنسبة إلى شیء ، وهو مع المحمدیین فی هذا العلو لفنائهم فی أحدیة وجودهم به ، وهو متعالی عن المکان لعدم التقید وکون المکان به مکانا ، لا عن المکانة لکون المطلق أعلى مرتبة من المقید .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

قال رضی الله عنه : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان) أی فمن حیث إن فلک الشمس فی وسط الأفلاک هو رفیع المکان بالنسبة إلى ما تحته، ورفیع المکانة من حیث قطبیته وکونه وسطا علیه مدار الأفلاک، کما أن مدار العالم علىوجود الإنسان الکامل.

ولا یرید به القطب الاصطلاحی لأهل الهیئة، وهو النقطة التی فی کل من طرفی المحور.

ویجوز أن یکون الضمیر فی قوله: (هو رفیع المکان) عائدا إلى  (إدریس)، علیه السلام، والضمیر الأول (الفلک).

أی، فمن حیث إن فلک الشمس هو قطب الأفلاک، فإدریس رفیع المکان.

لذلک قال: (وأما علو المکانة فهو لنا) أی، له المکان العلى بالنص الإلهی.

والرفعة والمکانة لنا، لأنه ما وصل إلىالفناء فی الحق والبقاء به، بل ارتاض حتى تبدلت هیئات بشریته وأوصاف إنسانیته بالصفات الإلهیة والهیئات الروحانیة.

وما حصل له الفناء فی الذات الموجب للاتصاف بالعلو الذاتی والمکانة المطلقة، لذلک صار مقام روحانیة فلک الشمس.

وذلک المقام لنا قال رضی الله عنه : (أعنی، المحمدیین. قال تعالى: (وأنتم الأعلون)) مخاطبا لهذه الأمة.

کما قال: (کنتم خیر أمة أخرجت للناس)، (وکذلک جعلناکم أمة وسطا لتکونوا شهداء على الناس.)

((والله معکم) فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة). أی،الحق من حیث إطلاقه، وإن کان له العلو الذاتی الذی هو أصل أنواع العلو،مشارک معنى فی العلو المرتبی أو یحکم أنه معنى یکون له العلو أیضا، لکنه یتعالىعن العلو المکانی، فإنه من خواص الأجسام. فعلوه علو المکانة.

قال رضی الله عنه : (ولما خافت نفوس العمال منا، أتبع المعیة بقوله: (ولن یترکم أعمالکم.)

فالعمل یطلب المکان، والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین: علو المکان بالعمل، وعلو المکانة بالعلم).

أی، لما علم الزهاد والعباد الذین لا علم لهم بالحقائق ولا معرفة أن علو المکانة إنما هو بحسب العلم والکشف الحقیقی وخافت نفوسهم وحسبوا أن لا نصیب لهم من العلو.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

أی: فلک الشمس (قطب الأفلاک) علیه مدار رحاها (هو رفیع المکان مکانة ).

وإن کان فوقه المکنة کثیرة لکن لکون المکانة ضمنیة لم یعتد بها فی حق إدریس علیه السلام ، وإلیه الإشارة بقوله: (وأما على المکانة فهو لنا)، ولما أوهم اختصاصه بطائفة الأولیاء فسره بقوله: (أعنی المحمدیین)، وهم وإن کانوا أدنی من سائر الأنبیاء لکن لهم أن یبلغوا منزلا بواسطته لا یمکن لغیرهم.

ولو کانوا أنبیاء کما أن عبد الوزیر یمکنه أن یدخل مع الوزیر مکانا من أماکن الأمیر أی: لا یمکن لمن هو أعلى منه بنفسه.

(قال تعالى: "وأن الأعلون" [محمد:35] )، قیده بعلو المکانة مع إطلاقه بقرینة ما بعده من قوله: ("والله معکم" [محمد: 35])، فدل على أنه معکم (فی هذا العلو، وهو متعال عن المکان) ، فلا یکون هذا على المکان (لا عن المکان ) .  "رفیع الدرجات" [غافر : 15].

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (و لما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «و لن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان و العلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

ثم أشار إلى أن إدریس لم یختص بعلو المکان بل شارکناه فیه مع اختصاصنا بعلو المکانة.

وذلک أنه (لما خافت نفوس العمال منا) من جهة أنهم رأوا قد خصوا بعلو المکانة المختصة بالعلوم والأحوال دون الأعمال فظنوا أعمالهم ضائعة لا ثواب لها .

(اتبع المعیة) أی: ذکر عقیبها (بقوله: "ولن یترکم أعمالکم" [محمد: 35]).

أی: لا ینقصکم ثوابها (فالعمل یطلب المکان) أی: علو المکان؛ لأنه محسوس تعلق بالجوارح المحسوسة فیقتضی أمرا محسوسا.

(والعلم یطلب المکانة) لتعلقه بأمر مجرد، وهو القلب والروح فأشبه المعانی فاقتضى ما یناسبها، وإذا کان کذلک (فجمع لنا بین الرفعتین على المکان بالعمل، وعلو المکانة بالعلم).

وخص إدریس علیه السلام بعلو المکان مع صیرورته من عالم الأرواح المجردة المقتضیة علو المکان؛ لأنه إنما بلغ هذا المقام بأعماله فروحانیته متفرعة عنها، وکان له أیضا على المکانة فی ضمن ذلک.

لأجل روحانیته من حیث هی روحانیة (ثم) أی: بعدما جعل على المکانة مشترکا بیننا وبین الحق تعالی.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

( فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان ) وفیه إشارة إلى أنّ العلوّ من هذه الحیثیّة له ، ولا ینافی أن یکون لآخر علوّ من حیثیّة أخرى .

علوّ المکانة للمحمدییّن

هذا کلَّه علوّ المکان ( وأمّا علوّ المکانة فهو لنا - أعنی المحمّدیین - قال الله تعالى : " وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَالله مَعَکُمْ " [ 47 / 35 ] فی هذا العلوّ ، وهو یتعالى عن المکان ) لأنّه یستلزم التجسیم الذی یلزمه التقیید - تعالى عنه - ( لا عن المکانة ) ، لأنّه لا رتبة وراء رتبة الإطلاق ، ولا سلطنة أعظم من سلطنته الإحاطیّة ، فتکون المعیّة المنصوص بها إنّما هی فی علوّ المکانة - لا غیر .

قال الشیخ رضی الله عنه  : ( ولمّا خافت نفوس العمّال منّا ) - إذ فهموا من الآیة معیّة علوّ المکانة - أن یفوت جزاء أعمالهم - یعنی علوّ المکان - ( أتبع المعیّة بقوله : " وَلَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ " ) [ 47 / 35 ] - أی لن ینقصکم .

قال الشیخ رضی الله عنه  : ( فالعمل یطلب المکان ) من حیث تجسّدهما وکونهما آخر سلسلة الترتیب (والعلم یطلب المکانة) من حیث تروّحهما وکونهما أول سلسلة الترتیب ( فجمع لنا بین الرفعتین : علوّ المکان - بالعمل  وعلوّ المکانة بالعلم ) فإنّ العلوّ الذاتیّ لا یکون إلَّا للحقّ ، والعلوّ الذی لغیره بالتبعیّة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین.

قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

قال الشیخ رضی الله عنه  : (فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان. وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین. قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معکم» )

وتعبیره رضی الله عنه عن هذه الأربع بالکرة ههنا یدل على أن إطلاق الفلک علیها فیما تقدم کان تغلیباً (فمن حیث هو)، أی فلک الشمس (قطب الأفلاک) بالمعنى المذکور (هو)، أی إدریس الذی رفع إلیه (رفیع المکان) وعلوه علو المکان .

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ("وأنتم الأعلون والله معکم " فی هذا العلو، وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة. ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان و العلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.)

(وأما علو المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین قال تعالى خطاباً لهم : " وَأَنتم الأعلُونَ " )

یعنی الأعلویة فی المکانیة، فإنه قال تعالى : ( "والله معکم" ) [محمد: 26]. یرید معیته (فی هذا العلو) المعهود من الأعلویة (وهو سبحانه) فی مرتبة جمعه (یتعالی عن المکان لا عن المکانة)، فالعلو الذی هو معهم فیه لا یکون إلا على المکانة.

قال الشیخ رضی الله عنه: (ولما) أثبت سبحانه و تعالی عنه المکانة (خافت نفوس العمال منا) أعنی أفرادها والعباد الذی لا علم لهم بالحقائق نقصان أجزاء أعمالهم الذی هو علو المکان، فإن علو المکانة لا یکون جزاء إلا عن العلوم والمعارف (اتبع المعیة بقوله : "ولن یترکم" )، أی ثم ینقصکم الحق سبحانه ( "اعمالکم") فیکون لکم على المکان بحسب أعمالکم کما کان لکم على المکانة بحسب علومکم قال الشیخ رضی الله عنه : (فالعمل بطلب المکان) و علوه کمراتب الجنان (والعلم یطلب المکانة) ورفعتها کمراتب الشرب من الله تعالى (فجمع لنا) فی هذه الآیة (بین الرفعین على المکان).

الحاصل للعلماء بالله (بالعمل)، أی بسبب الاشتغال بالعمل جزاء به (وعلو المکانة) الحاصل للعلماء بالله (بالعلم)، أی بسبب التجلی بالعلم نتیجة له وإنما کان على المکانة العلم و عنو المکان للعمل.

لأن العلم أمر معنوی روحانی المکانة والعمل أمر صوری جسمانی کالمکان فاقتضى کل منهما ما یناسبه (ثم قال تعالى تنزیها للاشتراک بالمعیة)، أی تنزیها واقعا لأجل الاشتراک المتوهم بین الحق و بین المحمدیین فی الأعلویة بسبب معیته معهم المفهومة من قوله : "والله معکم" فی هذه الأعلویة "المنزلة الأعلى" .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 125

فمن حیث هو قطب الأفلاک هو رفیع المکان.

چون قطب افلاک است رفیع المکان است (چون قلب افلاک است) پس إدریس رفیع المکان است.

و أمّا علوّ المکانة فهو لنا أعنی المحمدیین. قال اللّه تعالی‌ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ. وَ اللَّهُ مَعَکُمْ‏ فی هذا العلوّ، و هو یتعالى عن المکان لا عن المکانة و لمّا خافت نفوس العمّال منّا اتبع المعیة بقوله‏ وَ لَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ‏ فالعمل یطلب المکان و العلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علوّ المکان بالعمل و علوّ المکانة بالعلم.

اما علو مکانت براى ماست یعنى براى محمدیین خداى متعال فرمود: وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ* که خطاب به این امت می‌کند. چنان‌که باز فرمود: کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‏ چنان‌که باز فرمود: وَ کَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ‏.

و خدا در این علو با شما شریک است، چه او متعالى از مکان است نه از مکانت و چون نفوس عمّال که زهّاد و عبّادند می‌ترسند (و می‌پندارند که این علو بر ایشان نیست) در پى بیان معیت فرمود: وَ لَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ‏ (محمد: 35) پس عمل طالب مکان است و علم طالب مکانت. بنابراین براى ما هر دو رفعت جمع شد چه مکانى به عمل و چه مکانتى به علم.

قیصرى فرماید:

علو مکانت براى علم و علو مکان براى عمل از این روست که مکانت براى روح است و مکان براى جسم، و علم روح عمل است و عمل جسد اوست پس هر یک از آن دو به حسب مناسبت بدان چه که همانند اوست و مثال اوست اقتضا دارند پس علو مکانت براى عالم است و علو مکان براى عامل‏ است و آن که جمع بین هر دو کرده براى او هر دو علو است.( شرح فصوص قیصرى، صص 154- 155)