عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

(ثم قال) سبحانه (تنزیها) له تعالى عن مشابهتنا (للاشتراک)، أی لأجل ما یفهم من الاشتراک بیننا وبینه (بالمعیة) المذکورة فی هذه الآیة، فإن قوله: "والله معکم" [محمد: 35]. یقتضی اشتراکه معنا فیما نحن فیه من الوجود والاتصاف بالأوصاف ولو من بعض الوجوه.

وهو ممتنع لقدمه وحدوثنا واستغنائه وافتقارنا، فنزه تعالى نفسه بقوله فی آیة أخرى ("سبح")، أی نزه وقدس ("اسم") فکیف صفة فکیف ذات ( "ربک ")، أی مالکک وهو الله تعالى من حیث تجلیه علیک حتى ظهرت بتأثیر أسمائه وصفاته ، فکیف من حیث ما هو علیه فی ذاته ("الأعلى") [الأعلى: 1] .

نعت للاسم أو الرب أی المنزه عن هذا الاشتراک)، أی المفهوم من آیة المعیة (المعنوی)، أی من حیث معنى العبادة لا حقیقة الأمر.

(ومن أعجب الأمور) الإلهیة المتضمنة للحکم الربانیة (کون الإنسان) سبب خلقه على الصورة الإلهیة من قوله علیه السلام إن الله خلق آدم على صورته .

وفی روایة أخرى: على صورة الرحمن، لأنه مجموع آثار مختلفة صادرة عن جمیع الصفات الإلهیة التی هی صورة الحق تعالى، فإن صورة کل شیء صفاته (أعلى الموجودات) کلها على الإطلاق العلویة الروحانیة والسفلیة الجسمانیة والبرزخیة النفسانیة (أعنی الإنسان الکامل) فی مرتبة الظهور والبطون.

وأما غیره من الناقصین فقد تفرق کماله فیهم، فهم أنفاسه، فلیسوا على الصورة الإلهیة بل على بعضها.

فهم من جملة کمال نسخة الوجود (و) مع ذلک (ما نسب)، أی نسب الله تعالى (إلیه العلو) کما تقدم فی قوله تعالى: "وأنتم الأعلون والله معکم " [محمد: 35] .

(إلا بالتبعیة إما إلى المکان) وهو قوله: "وأنتم الأعلون" یعنی من جهة عملکم وهو جهادکم فی سبیل الله فلما علا عملکم علوتم تبعا له .

(وإما إلى المکانة وهی المنزلة) وهو قوله تعالى : "والله معکم " فنزلتکم أعلى المنازل بالتبعیة لمن هو معکم وهو الله تعالی.

(فمن کان علوه لذاته)، أی لا تبعا لغیره وهو على الله تعالى (فهو العلی بعلو المکان)، لأن الأماکن کلها منه فعلوها من علوه (وبعلو المکانة) أیضا هی المنزلة لأن المنازل والمراتب کلها منه فعلوها من علوه (والعلو) عندنا فی حضرة الإمکان لهما) فقط أی للمکان والمکانة، لأنه العلو المخلوق .

وأما العلم الذاتی فلیس له فینا وجود، لأنه العلو القدیم فنعلمه إیمانا لا تصورا.

(فعلو المکان) نسب إلى الله تعالى فی الشرع کـ (" الرحمن على العرش استوى" ) [طه: 5]، فیما أخبر تعالی عن نفسه .

(وهو)، أی العرش (أعلى الأماکن)، لأنه أول عالم الأجسام والأماکن إنما هی عالم الأجسام (وعلو المکانة)، أی المنزلة والمرتبة نسب إلى الله تعالی أیضا فی الشرع کقوله تعالى: ("کل شیء") معقول أو محسوس "هالک" ، أی زائل ومضمحل ("إلا وجهه") [القصص: 88]، أی ذاته سبحانه وتعالی .

وقوله عز وجل: ("وإلیه ") من حیث ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحکامه "یرجع الأمر" الإلهی الواحد .

وأکده بقوله : "کله" [هود: 123]، لظهوره عندنا فی صور الخلق من حیث ذواتهم وصفاتهم واسمائهم و أفعالهم وأحکامهم.

وقوله تعالى: ("أإله")، أی معبود یعبده أی یذل له شیء مطلقا ولا تجد شیئا یذل إلا لشیء مثله من حیث إن الله تعالی رتب الأسباب فی الوجود فالمعنى هل شیء ("مع الله" ) والتقدیر لا شیء مع الله سبحانه نظیره.

قوله علیه السلام أصدق کلمة قالها شاعر کلمة لبید «ألا کل شیء ما خلا الله باطل». فهذه الآیات الثلاث تفید على المنزلة لله تعالی.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

ولما قال : "والله معکم" أثبت لنفسه ما أثبت لنا وهو العلو بالمکانة فجعلنا شریکا لنفسه فی اسمه العلی فکان علوه تبعا بالمکانة کعلونا فلزم تنزیه اسمه عن الاشتراک.

فأورد الشیخ آیة التنزیه بقوله : (ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة "سبح أسم ربک الأعلى " عن هذا الاشتراک المعنوی) أی الاشتراک الذاتی.

بمعنى أن العلم کما ینسب إلى الله تعالى لذاته کذلک ینسب إلى المکانة لذاتها وهذا هو المفهوم من الآیة السابقة.

فلما قال : "سبح اسم ربک الأعلى" علم أن علوه تعالی لذاته وعلو الموجودات کلها لا لذاتها بل العلو له تعالی کله .

حیث ظهر وغیره على بعلوه فلا یقع اشتراک غیره معه فی علو بالاشتراک المعنوی بل الاشتراک فی العلو لا یکون إلا لفظا (ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات اعنی الإنسان الکامل) وهو روح الأعظم المحمدی تظهر الأسماء (وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة أما) بالنسبة (إلى) على (المکان).

(وأما) بالنسبة (إلى) علو (المکانة وهی المنزلة) لأن العلو نسبة ولا یظهر نسبة إلى شیء إلا بالإضافة إلى شیء آخر له علو.

فما یحدث العلو فی شیء إلا بالتبع إلى علو المکان أو إلى على المکانة وإذا کان الإنسان مع کونه أعلى الموجودات یحتاج فی ظهوره علوه إلى المکان والمکانة إذ لا ینسب إلیه العلو إلا بعد الظهور بالعلم .

فلا یظهر العلو فی شیء إلا بالنسبة إلى المکان أو المکانة.

(فما کان علوه لذاته) وهو الله تعالى وحده لا یشترک فیه معه غیره (فهو العلی بعلو المکان) .

أی کما أنه ینسب إلیه العلم الذاتی من غیر إضافة وتبعیة إلى شیء کذلک ینسب إلیه تبعیة المکان (والمکانة) فیقال وهو العلی بعلو المکان والمکانة .

کما یقال هو العلی بعلوه الذاتی و معنی علوه بعلو المکان والمکانة کونه تعالی تابعا إلیهما فی إظهار هذا الاسم فیهما لیکونا دلیلین على علم الذاتی .

فعلو المکان دلیل على علوه الذاتی من حیث الظاهر فنستدل به بأنه ما کان علیا فی الظاهر إلا وهو أثر من علوه الذاتی .

فهو علی بالذات على کل ظاهر وعلو المرتبة دلیل على أنه لا علی فی الباطن من المراتب إلا وهو على بعلوه .

فالعلو للممکنات اختصاص من الله تعالى یعطی الله لمن یشاء لإظهار کمالات هذا الاسم منه لا من مقتضیات الطبیعة .

(فالعلو لهما) من حیث الظهور وإن کان الله بحسب الذات ومعنى اتباع الحق فی العلو إلى المکان والمکانة توجهه إلیهما فی إظهار هذا الاسم .

فبهذا المعنى یجوز أن ینسب إلیه العلو المکانی وإلیه أشار بقوله فما کان علوه لذاته فهو العلی بعلو المکان .

ولم یقل فهو العلی بالمکان لأن فیه إثبات الجلوس تعالی عن ذلک فلا یتعالى عن علو المکان بل یتعالی عن نفس المکان .

وأشار إلیه فیما سبق بقوله وهو یتعالى عن المکان ولم یقل یتعالی عن علو المکان (فعلو المکان) للحق ثابت بالنص الإلهی. کـ "الرحمن على العرش استوى".

أی أظهر علوه الذاتی بجعل هذا المکان تحت تصرفه وقدرته (وهو) أی العرش (أعلى الأماکن) لأنه لیس فوقه مکان .

فکان علو العرش بعلو المکان وعلو فلک الشمس بعلو المکانة فهو العلی بعلو هذا المکان الأعلى مع أنه العلى بالعلو الذاتی.

(وعلو المکانة) ثابت لله أیضا بالنص وهو کقوله تعالى: «کل شیء هالک إلا وجهه" [القصص: ۸۸] .

لأن ملاک کل شیء وبقاء ذاته تعالی مرتبة لیس فوقها مرتبة .

وکذلک قوله تعالی : "وإلیه یرجع الأمر کله" [هود: 123]. إذ رجوع الأمر کله إلیه مرتبة عظیمة وکذلک "أإله مع الله " [النمل: 60] .

إذ الانفراد بالألوهیة مرتبة رفیعة لیس فوقها مرتبة , وکما أن علو المکان ثابت لله بالنصوص .

کذلک فی حق المخلوق ثابت بالنصوص


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة: "سبح اسم ربک الأعلى" [الأعلى: 1] عن هذا الاشتراک المعنوی.

قلت : هذه الحکمة الشریفة نسبتها إلى القدوس تعالى، واشتقاق القدوس من التقدیس وهو فی اللغة التطهیر واعتبر، رضی الله عنه، مضمون الآیة وهو قوله تعالى: "ورفعناه مکانا علیا" (مریم: 57) فأخذ یبین العلو فقسمه إلى علو مکان وإلى علو مکانة، فعلى المکان معروف وعلو المکانة الجاه.

فشرع، رضی الله عنه، یبین أولا علو المکان، فذکر أن أعلاه فلک الشمس وهو السماء الرابعة.

قال: وفیه مقام روحانیة إدریس، علیه السلام، فبین، رضی الله عنه، أن فوق فلک الشمس سبعة أفلاک وتحته سبعة أفلاک وهو فی حقیقة الوسط، والوسط هو أعلى بدلیل قوله تعالى: "وکذلک جعلناکم أمه وسطا" (البقرة: 143).

أی خیارا، ثم ذکر الأفلاک التی فوق فلک الشمس على الترتیب، فذکر أن فوقه فلک الأحمر وهو المریخ، وفوق فلک الأحمر "المریخ" فلک المشتری.

وفوقه فلک کیوان و کیوان هو زحل، وفوقه فلک المنازل وهو فلک البروج وفیه الکواکب کلها إلا السبعة السیارة. ثم ذکر أن فوقه الأطلس وهو التاسع المحیط.

ثم ذکر ، رضی الله عنه، أن فوق التاسع فلک الکرسی وفوقه فلک العرش فهذه سبعة أفلاک کلها کما ذکر فوق فلک الشمس.

وأما الأفلاک التی تحت فلک الشمس فأقرب ما یلیه فلک الزهرة، وفلک الکاتب بعده وهو عطارد.

وإن کان قد قیل: إن عطارد فوق الزهرة والمعتمد هو ما یقوله مشایخنا، رضی الله عنهم، فإنهم خلفاء الرسول علیه السلام.

قال: ثم فلک القمر، ثم اکرة الأثیر وهی فلک النار، ثم فلک الهواء، ثم فلک الماء المخالط الکرة الأرض، ثم کرة الأرض.

قال: فصار فلک الشمس قطب الأفلاک فهو بهذا رفیع المکان، وإنما کان القطب أرفع من المحیط به لأن المرکز وهو مطمح نظر کل نقطة من المحیط المحیط فإلیه یتوجه فهو عندها الأعلى.

ونقطة القطب وحدها تعم نقط المحیطات کلها و تسعها حیث یتوجه کلها إلیها فیقبلها على اختلافها ولا تضیق عن شیء منها مع أنها لا تنقسم.

قال: وأما على المکانة فهو لنا، أعنی المحمدیین، لقوله تعالى: "وأنتم الأعلون والله معکم» (محمد: 35) فی هذا العلو، وهو یتنزه عن علو المکان لا عن علو المکانة. ومعنى قوله تعالى: "ولن یترکم أعمالکم" (محمد: 35) أی ولن ینقصها.

ثم نسب العمل إلى المکان والعلم إلى المکانة، فجعل العلم أعلى من العمل.

وفی هذا إشارة إلى أنه ما أراد بالعلم أنه العلم الذی هو یکتفیه العمل، فإن العمل أفضل من ذلک العلم لأنه توطئة للعمل والتوطئة دون الموطأ له، وإنما أراد بالعلم هنا العلم بالله تعالى، فإنه أعلى من العمل.

قال: فجمع لنا بین الرفعتین: علو المکان بالعمل وعلو المکانة بالعلم.

قال ولما ذکر المعیة معنا فی العلو عرفنا أنه لیس بمحصور فی ذلک العلو الذی نشارکه نحن فیه فقال: "سبح اسم ربک الأعلى" (الأعلى: 1) عن هذا الاشتراک المعنوی.

قال الشیخ، رضی الله عنه: ومن أعجب الأمور کون الإنسان الکامل أعلى الموجودات وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة الرفیعة.

فما کان علوه لذاته فهو العلى بعلو المکان وبعلو المکانة, فالعلو لهما.

فعلو المکان کـ "الرحمن على العرش استوى:" (طه: 5) وهو أعلى الأماکن.

وعلى المکانة "کل شیء هالک إلا وجهه" (القصص: 88), "و إلیه یرجع الأمر کله" (هود: 123)، "أإله مع الله" (النمل: 60).

وأما قوله: فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة

فمعناه: أن من کان العلو بالقرب منه یکتسب، فکل علو حصل لعال فهو علوا وزیادة .

أما العلو العرشی من قوله: "الرحمن على العرش استوى" (طه: 5) .

فالعرش هو شطر حقیقة ذاته و هو، أعنی الشطر، جانب باطنه فإنه مجموع الأسماء، فتجلى الرحمن فیه فهو بحقائق ما فی الرحمن، من الأسماء المودعة فی الکامل.

قال تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" (الإسراء:110) فالاستواء العرشی.

فیه قال رضی الله عنه: والعرش هو أعلى الأماکن یعنی به ما فوق الکرسی لأنه یرید صورة ظاهر العرش وهو منطوى فی حقیقة الکامل لأنه أحاط بالأفلاک کلها وکذلک هو المخبر عنها بأکمل مما تخبر هی به عن نفسها بلسان الحال وهو یخبر عنها بالمقال.

وأما قوله فی علو المکانة: "کل شیء هالک إلا وجهه" (القصص: 88) فمعناه أنه تعالى یرید أن کل شیء هالک أی معدوم إلا وجهه أزلا وأبدا وهذه مکانة لا تلیق إلا به.

وهو بعینه معنی "وإلیه یرجع الأمر کله" (هود: 123) أی حقیقته، إلیها ترجع الحقائق کلها، فهو وحده

وهو بعینه معنى قوله: "أإله مع الله" (النمل: 60) أی لیس مع الله سواه أزلا وأبدا کما أجمع علیه أهل الفناء فی التوحید .

لأن وجود سواه ألوهیة ما، فهذه الصفات کلها صفات شطر من حقیقة مرتبة الکامل والکلام فی هذا المجال یکون شفاها لضیق هذا المکتوب عن بسط الکلام فیه وأین مقام من قیل فیه: "إنی جاعل فی الأرض خلیفة" (البقرة: 30) ممن قیل فیه: "ورفعناه مکانا علیا" (مریم: 57)

ثم أنه نسب العلو للمکان لا إلیه، أعنی إدریس، علیه السلام.

و کذلک قوله تعالى: "أم کنت من العالین" عن الملائکة الذین لم یعلموا أن الله خلق آدم ولا سجدوا له .

ولذلک قیل لإبلیس: "أم کنت من العالین" (ص: 75) فلذلک لم یسجد لآدم ومع علو مکانة العالین فعلو الکمل من المحمدیین أعلى.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

کما أثبت لإدریس علیه السّلام خافت نفوس من لم یثبت له علوّ المکانة العلمیة من العمّال والعبّاد من العباد من هذه الأمّة ، لکون الأعمال جسمانیة أن لا یبقى لهم من علوّ المکان حظَّ إلهی ، فأعقب سبحانه وتعالى بقوله : " وَلَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ " ، أی لن یبخسکم وینقصکم من أعمالکم الجسمانیة شیئا فإنّ أعمالکم ، لها أعلى الأمکنة ، لأنّ سدرة المنتهى التی إلیها تنتهی أعمال بنی آدم مترتّبة إلى العرش الذی له أعلى الأمکنة ، فجمع الله لنا من الوارث المحمدی بین العلوّین ، فنحن الأعلون ، والله معنا فی هذه الأعلویّة .

قال رضی الله عنه : « ثمّ قال تنزیها للاشتراک بالمعیّة : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ " عن هذا الاشتراک المعنوی " .

یعنی رضی الله عنه : أنّ الله تعالى لمّا وصفنا بأنّا الأعلون ، ثم أثبت لهویته تعالى المعیّة معنا بقوله :"وَهُوَ مَعَکُمْ ".

فأوهم بالاشتراک فی الأعلویّة ، فأتبع تعالى بقوله : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الأَعْلَى " ، أی عن هذه الأعلویّة الثابتة لنا ، وعن الاشتراک ، فإنّ درجات الأکملیة والأعلویة لا نهایة لها ، فإنّا وإن کنّا الأعلین ، لجمعنا بین علوّ المکان وعلوّ المکانة فإنّه جمع مقیّد بین علوّین مقیّدین ، والحقّ جمع الجمع بین علوّی جمیع المکانات والأمکنة من کونه عین الکلّ ، ومن وجه آخر أعلى وهو العلوّ الذاتی ، فإنّ العلیّ لذاته مع ماله من أنواع العلوّ کما ذکرنا ، فعلوّه غیر منحصر فی العلوّ المکانی أو المرتبی أو الجمعی والذاتی ، فافهم .

قال رضی الله عنه : « ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات أعنی الإنسان الکامل ، وما نسب إلیه العلوّ إلَّا بالتبعیّة ، إمّا إلى المکان وإمّا إلى المکانة وهی المنزلة ، فما کان علوّه لذاته ، فهو العلیّ بعلوّ المکان وبعلوّ المکانة ، فالعلوّ لهما .

فعلوّ المکان ک " الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى " وهو أعلى الأماکن .

وعلوّ المکانة " کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَه ُ" و" إِلَیْه ِ یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه ُ " و" أَإِله ٌ مَعَ الله ".

یعنی رضی الله عنه : أنّ علوّ المکانة الخصیص بالله تعالى من حیث رجوع الأمر کلیة ، ففنی من لم یکن فیمن کان ، ولم یکن معه شیء ، وبقی من لم یزل ، وهو وجه کلّ شیء ، أی حقیقته ، فتحقّقت الحقائق بالحق ، فلا حقیقة ولا تحقّق إلَّا له "أَإِله ٌ مَعَ الله " و" لا إِله َ إِلَّا هُوَ ".

فلو کان اثنان أو أکثر فی الوجود ، لم یتحقّق هذا العلوّ لله تعالى وهو له تعالى ثابت متحقّق ، فلا حقیقة ، إلَّا حقیقته ، تعالى أن یکون معه غیره فی الوجود .

قال رضی الله عنه : « ولمّا قال الله تعالى :  "وَرَفَعْناه ُ مَکاناً عَلِیًّا " فجعل « علیّا » نعتا للمکان".


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

قال رضی الله عنه : ( ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله : " ولَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ " فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة ، فجمع لنا بین الرفعتین : علو المکان بالعمل وعلو المکانة بالعلم ) أی ولما وصفنا بأننا الأعلون وأن الله معنا فهم العمال منا علو المکانة لتنزه الحق عن المکان وثبوت الأعلویة بالعلم .

فخافوا فوات أجر العمل ، لأن العمل یقتضی علو المکان وحصول الثواب فی الجنة ، فأتبع المعیة بقوله " ولَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ " أی ینقصکم أعمالکم ، لیعلموا أن الرفعة العلمیة الرتبیة لا تنافی الرفعة العلمیة المکانیة ، وأن الله یجمعهما لهم. فإن الله تعالى مع کل شیء فی کل حضرة.

قال رضی الله عنه : ( ثم قال تنزیها لاشتراک المعیة " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الأَعْلَى " عن هذا الاشتراک المعنوی ) یعنى لما أثبت له تعالى معیتنا فی الأعلویة ، أو هم الاشتراک فی علو المکانة فنزهه بقوله " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الأَعْلَى " عن هذا الاشتراک ، فإن العلو المطلق الذاتی له وحده وهو أعلى بذاته مطلقا لا بالنسبة إلى غیره ، فإن کل علو لیس إلا له وکل ما ینسب إلیه علوه ، فبقدر ما یتجلى فیه باسمه العلى ینسب إلیه فلا شریک له فی أصل العلو ، فلا علویة إضافة له وکل ما علا فباسمه علا.

قال رضی الله عنه : ( ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات ، أعنى الإنسان الکامل ، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة ، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة ، فما کان علوه لذاته فهو العلى بعلو المکان وبعلو المکانة فالعلو لهما ) .

بیان أن العلو لیس إلا له فإن الإنسان الکامل أعلى الموجودات وما نسب إلیه العلو إلا بتبعیة المکان والمکانة فعلوه بسبب علوهما .

وإذا لم یکن لا على الموجودات علو ذاتى فکیف لغیره فعلم أن العلو الذی وصف به المکان والمکانة فی قوله " مَکاناً عَلِیًّا " وفی کونهم أعلین بسبب معیة الله لیس لهما بالذات فلا علو لمقید أصلا إلا بالحق الذی له مطلق العلو الذاتی.

ومن ثم قال رضی الله عنه : ( فعلو المکان – کـ " الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى " وهو أعلى الأماکن ، وعلو المکانة " کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَه " وإلیه یرجع الأمر کله " أَإِله مَعَ الله " ) .

یعنى أن أعلى الأماکن علوه المکانی ، إنما کان بتجلى اسمه الرحمن له وهو معنى استوائه علیه ، وأما اختصاص علو المکانة به ففی قوله :" کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَه "  أی حقیقته التی بها وجد ما وجد وهو الوجود الحق المطلق ، فکل شیء فی حد ذاته فان وهو الباقی بذاته والکل یرجع إلیه بالفناء فیه ، ولیس معه شیء فلا وجود لغیره فلا علو فلا وجه إلا واحد متعال بذاته ، ثم إنه نفى العلو عن کل متعین بخصوصه.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

لما علم الزهاد والعباد الذین لا علم لهم بالحقائق ولا معرفة أن علو المکانة إنما هو بحسب العلم والکشف الحقیقی وخافت نفوسهم وحسبوا أن لا نصیب لهم من العلو، ذکر الحق فی کلامه بعد .

قال رضی الله عنه : (والله معکم ولن یترکم). أی، لا ینقصکم الحق أعمالکم، فیکون لکم علوالمکان بحسب أعمالکم. وإنما کان علو المکانة للعلم وعلو المکان للعمل، لأن المکانة للروح، کما أن المکان للجسم، والعلمروح العمل والعمل جسده.

فاقتضى کل منهما بحسب المناسبة ما یشبهه ویماثله: فعلو المکانة للعالم، وعلوالمکان للعامل، ومن جمع بینهما فله العلوان.

قال رضی الله عنه : (ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة: (سبح اسم ربک الأعلى). عن هذا الاشتراک المعنوی).

ولما قال: (والله معکم). وأثبت له العلو أیضا، کما أثبتهلنا، وهو له لذاته ولنا بالتبعیة، فنزه عن هذا الاشتراک المعنوی بقوله: (سبح اسم ربک الأعلى) الذی له العلو الذاتی، ولیس ذلک لأحد غیره.

(ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل،

وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة، وهی المنزلة) کون الإنسان أعلى الموجودات، إنما هو باعتبار مرتبته الجامعة للمراتب کلها. أی، ومن أعجب الأمور أنه أعلى مرتبة من جمیع الموجودات، ولیس له العلو بذاته، بلباعتبار المکان الذی هو دونه، أو باعتبار المکانة وهی المرتبة.

قال رضی الله عنه : (فما کان علوه لذاته، فهو العلى بعلو المکان والمکانة، فالعلو لهما). أی،فلیس علو الإنسان الکامل من کونه أعلى الموجودات علوا ذاتیا، فهو على بعلوالمکان والمکانة لا لذاته، فالعلو للمکان والمکانة لا له. وعلو هما أیضا إنما هو منتجلیه لهما باسمه (العلى). فالعلو الذاتی لا یکون إلا لله.

ویجوز أن یکون (ما) بمعنى الذی، ویکون المراد تشبیه الحق بما نزهه عنه،وهو کونه علیا بعلو المکان والمکانة.

ویعضده قوله: (فعلو المکان (کالرحمن على العرش استوى)) إلى آخره.

ومعناه: فالذی کان علیا لذاته فی مرتبة أحدیته ومقام ألوهیته، هو أیضا على بعلو المکان والمکانة فی مرتبة أخرى، کغیره مما لیس له العلو الذاتی.

وهذا من جملة ظهور الحق بالصفات الکونیة.

کقوله: (مرضت فلم تعدنی).، (من ذا الذی یقرض الله قرضا حسنا). فالعلو للمکان والمکانة وللحق بتبعیتهما، کما جعل نفسه وکیلا للعباد بقوله: (ألا تتخذوا من دونی وکیلا).

وقوله: (رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو فاتخذه وکیلا).

مع أنه مالک الملک کله. وذلک لأنه تجلى لهما باسمه (العلى)، فجعل لهما العلو، ثم جعل لنفسه العلو بتبعیتهما فی بعض مراتب التنزلات.

ومن علم أن لیس فی الوجود إلا هو، علم أن العلى بالذات وبالتبعیة أیضا لا یکون إلا هو، وعلم أن کل ما هوعلى بالتبعیة، هو أیضا على بالعلو الذاتی، کما یقرره بقوله: (فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.)

(فعلو المکان کـ (الرحمن على العرش استوى). وهو أعلى الأماکن. وعلو المکانة: (کل شئ هالک إلا وجهه). و (إلیه یرجع الأمر کله).، (أإله مع الله.)

أی، فما یقتضى نسبة العلو المکانی إلیه، هو قوله: (الرحمن على العرش استوى.) فإن العرش أعلى الأماکن، وهو مستو علیه بحسب ظهوره فیه، فله العلو المکانی.

ولا تناقض بین قوله: (وهو یتعالى عن المکان لا عن المکانة) وبین إثباته له. فإن ذلک التعالی بحسب الذات، لا بحسب المظاهر والأسماء، والإثبات بحسبهما.

وکذا ما یقتضى نسبة علو المکانة إلیه هو: (کل شئ هالک...). إذالبقاء مع هلاک الأشیاء. وکونه مرجع الأمور والانفراد بالإلهیة منزلة عظیمة ومکانة رفیعة لا یمکن أن یکون فوقها مرتبة.

(ولما قال تعالى: (ورفعناه مکانا علیا) فجعل (علیا) نعتا للمکان). جواب (لما) محذوف اکتفاء بجواب (لما) الثانی.

أی، لما قال کذا، علمنا أن علو المکان لیس لکونه مکانا، إذ لو کان کذلک لکان لکل مکان، بل اختصاص من اللهلذلک المکان، وذلک الاختصاص هو المکانة.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه  : (ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.)

(قال: تنزیها للاشتراک) أی: تبعیدا للاشتراک فی علو المکانة الموهم للتسویة (بالمعیة: "سبح اسم ربک الأعلى" [الأعلى: 1])، فأمر بتنزیه هذا الاسم عن (هذا الاشتراک المعنوی) الدال على التواطؤ المقتضی للتسویة بل کان بینهما من التفاوت ما ینفی الاشتراک بالکلیة.

و من أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، و ما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان و إما إلى المکانة و هی المنزلة.

فما کان علوه لذاته.

فهو العلی بعلو المکان و بعلو المکانة. فالعلو لهما.

فعلو المکان. کـ «الرحمن على العرش استوى»[طه: 5] وهو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»[القصص: 88]، و «إلیه یرجع الأمر کله »[هود: 123]، «أإله مع الله»[النمل:60].

ثم أشار إلى أن العلو، وإن حصل لنا فی المکان والمکانة فلیس ذلک لذاتنا.

(ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات أعنی: الإنسان الکامل) المفهوم من مطلق لفظ الإنسان إذ غیره إنسان صورة ملحق بسائر الحیوانات المعجم معنی. (وما ینسب العلو إلیه إلا بالتبعیة) أی: بواسطته نسبته (إما إلى المکان، وإما إلى المکانة)، وإذا کان علوه بتبعیة أحدهما (فما کان علوه لذاته)؛ لأن ما بالذات لا یحتاج إلى الواسطة .

(فهو) أی: الإنسان الکامل مع کونه أعلى الموجودات التی یدخل فیها المکان والمکانة هو (العلی بعلو المکان والمکانة) على سبیل منع الخلو.

(فالعلو لهما) بالذات بالنظر إلى الإنسان وسائر المکونات؛ ولکنه بالحقیقة للحق تعالى إذ لا کمال لهما بالذات، فالعلو لهما أیضا بالتبعیة إما فی المکان فباعتبار عنایته تعالی .

( فعلو المکان "الرحمن على العرش استوى" [طه:5])، فالعلو للعرش مع کونه نفس المحیط، إنما هو باستواء الرحمن علیه، فإذا لم یکن علوه لذاته فغیره أولی.

(وعلو المکانة) أیضا بالذات للحق بدلیل قوله تعالى: ("کل شیء هالک إلا وجهه " [القصص: 88].

ولا علو الهالک والمراتب أشیاء؛ فهی هالکة ("وإلیه یرجع الأمر کله"[هود: 123])، فعلو المکان والمکانة وغیرهما راجع إلیه ("أإله مع الله" [النمل:60]) .

فلو کان للعبد علو بالذات لکان إلها؛ لأن ما یکون علوه لذاته یکون فی غایة الکمال إذ القصور من العوارض، ولا تعارض العوارض لما هو بالذات، ولا غایة کمال إلا الله تعالی.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

ثمّ قال تنزیها للاشتراک بالمعیّة : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الأَعْلَى " [ 87 / 1 ] عن هذا الاشتراک المعنویّ ) فإنّ العلوّ الذاتیّ لا یکون إلَّا للحقّ ، والعلوّ الذی لغیره بالتبعیّة .


العلوّ للمکان والمکانة بالذات ولغیرهما بالتبع

قال الشیخ رضی الله عنه  : ( ومن أعجب الأمور کون الإنسان - أعنی الإنسان الکامل أعلى الموجودات ، وما نسب إلیه العلوّ إلَّا بالتبعیّة ، إمّا إلى المکان وإمّا إلى المکانة وهی المنزلة ) وهما من الموجودات ، فیکون علوّ الإنسان تابعا لما یکون هو أعلى منه ، وهذا من خصائص جمعیّته الإطلاقیّة وإحاطتها بالأطراف والأضداد .

( فما کان علوّه لذاته فهو العلی بعلوّ المکان والمکانة ، فالعلوّ لهما ) بالذات ، لا للإنسان ، ولا لشیء غیرهما فإنّ الأسماء الإلهیّة أیضا لا علوّ لها إلَّا بهما .

( فعلوّ المکان ک " الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى " [ 20 / 5 ] ، وهو أعلى الأماکن ) فإنّه لیس بین أسماء الحقّ أعلى وأشمل إحاطة من « الرحمن » فإذا کان العرش مستواه یکون هو أعلى الموجودات ضرورة .

( وعلوّ المکانة : " کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَه ُ " ) [ 28 / 88 ] وهو طرف جامعیّته وظهوره ، فللوجه رتبة العلوّ فی الظهور .

( " وَإِلَیْه ِ یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه ُ " ) [ 11 / 123 ] وهو طرف غیبه وبطونه ، فإنّ الهویّة المطلقة لها رتبة العلوّ فی الوجود .

(" أَإِله ٌ مَعَ الله ") [ 27 / 60 ] ، وهو الجامع بین الطرفین ظهورا ووجودا .

فعلم من هذا أنّ لعلوّ المکانة حضرات ثلاثا ، وعلم أیضا وجه ذاتیة العلوّ للمکان والمکانة .

وأمّا أنّه لغیرهما بالتبعیّة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعیة بقوله «ولن یترکم أعمالکم»: فالعمل یطلب المکان والعلم یطلب المکانة، فجمع لنا بین الرفعتین علو المکان بالعمل و علو المکانة بالعلم.

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی.

ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، وما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی المنزلة.

فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان وبعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان.

«کـ الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماکن.

وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و «إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله».)

قال الشیخ رضی الله عنه : (ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة «سبح اسم ربک الأعلى» عن هذا الاشتراک المعنوی. ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل.)

وقوله رضی الله عنه:" سبح اسم ربک الأعلى " [الأعلى: 1] . مقولا للقول "السابق".

وقوله رضی الله عنه: (عن هذا الاشتراک المعنوی) یتعلق بقوله : سبح أی سبح ونزه ربک الذی هو الأعلى من أن یشار که أحد فی الأعلویة عن هذا الاشتراک المعنوی أی الوتر فی المعنى بأن یکون هناک حقیقتان متغایرتان مشترکنان فی أمر واحد بل لیس هذا الاشتراک إلا بحسب الصورة والمفارقة بین الحق والخلق .

وأما بحسب المعنی والحقیقة الحاکمة بأن لا وجود إلا للحق فلا الأعلویة ، بل لا علو إلا للحق سبحانه فی مرتینی جمع، وتفصیله (ومن أعجب الأمور کون الإنسان أعلا الموجودات أعنی الإنسان الکامل) فإن مرتبته جامعة للمراتب کلها . وأما الناقص فمرتبته أسفل السافلین.

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (و ما نسب إلیه العلو إلا بالتبعیة، إما إلى المکان و إما إلى المکانة و هی المنزلة. فما کان علوه لذاته. فهو العلی بعلو المکان و بعلو المکانة. فالعلو لهما. فعلو المکان. کـ «الرحمن على العرش استوى» وهو أعلى الأماکن. وعلو المکانة «کل شیء هالک إلا وجهه»، و«إلیه یرجع الأمر کله»، «أإله مع الله». ولما قال الله تعالى «و رفعناه مکانا علیا» فجعل «علیا» نعتا للمکان، «و إذ قال ربک للملائکة إنی جاعل فی الأرض خلیفة»، فهذا علو المکانة.)

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وما نسب إلیه)، أی إلى الإنسان الکامل (العلو إلا بالتبعیة) والإضافة (إما إلى المکان وإما إلى المکانة وهی)، أی المکانة هی (المنزلة فما کان علوه)، أی لم یکن على الإنسان الکامل (بذاته) بل بواسطة المکان أو المکانة (فهو العلو بعلو المکان) کإدریس علیه السلام (وبعلو المکانة) کالمحمدیین (فالعلو) بالأصالة لهما)، أی للمکان والمکانة وبالتبعیة للإنسان الکامل.

ولما ذکر أن الموصوف بالعلو أصالة هو المکان أو المکانة أراد أن یشیر إلى کل منهما بالنسبة للحق سبحانه والخلق بما ورد فی القرآن فقال : (فعلو المکان) بالنسبة إلى الحق سبحانه (کـ " الرحمن" )، أی ما یفهم من قوله تعالى الرحمن: ("على العرش أستوى" ) [طه: 5].

(وهو) أی العرش (أعلى الأماکن) لا مکان فوقه فأعلویته باعتبار الجهة فلا ینافی أعلویة فلک الشمس باعتبار المرتبة کما سبق.

والحق سبحانه مستوى علیه بظهوره بالاسم الرحمن لا بمعنى التمکین فیه فإنه من خواص الأجسام.

فلا یناقض ما سبق من قول المصنف : وهو یتعالی عن المکان لا عن المکانة فإن تعالیه عن التمکن فی المکان لا ینافی استواءه علیه بظهوره فیه ببعض الأسماء. (وعلو المکانة) أیضا بالنسبة إلیه تعالی ما یفهم من قوله.

قال الشیخ رضی الله عنه : قال تعالى: ("کل شیء هالک إلا وجهه ") [القصص: 88] . وقوله تعالى : "وإلیه یرجع الأمر کله" [هود: 123]. وقوله تعالى: ("أإله مع الله") أن البقاء هلاک الأشیاء وکونه مرجع الأمور کلها و منفردا بالإلهیة مرتبة علیه ومکانة رفیعة.

ولما فرغ من ذکر ما یدل على نسبة العلوین إلیه تعالی شرع فی ذکر ما یدل على نسبتهما إلى الخلق وغیر الأسلوب فقال :


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 126

ثم قال تنزیها للاشتراک بالمعیة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی‌ عن هذا الاشتراک المعنوی و من أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنی الإنسان الکامل، و ما نسب إلیه العلوّ إلّا بالتّبعیة إمّا إلى المکان و إمّا إلى المکانة و هی المنزلة. فما کان علوّه لذاته.

فهو العلیّ بعلوّ المکان و بعلوّ المکان و المکانة. فالعلوّ لهما.

سپس حق تعالى از جهت تنزیه اشتراک معیت فرمود: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی‌ (اعلى: 1) که اعلاى از این اشتراک معنوى است و از اعجب امور اینکه انسان یعنى انسان کامل خود اعلى الموجودات است با این وجود علو به او نسبت داده نشده مگر به تبعیت یا به اعتبار مکان و یا به اعتبار مکانت. پس آن کسى که علوش لذاته است او علىّ است. هم به علوّ مکان هم به علو مکانت پس علو براى آن دو است.

عبارت را می‌توان این طور هم معنى کرد که براى انسان علو ذاتى نیست بلکه علو بالأصالة براى مکان و مکانت است و به تبعیت براى انسان کامل و بنا بر وجه اول سخن در ذات بارى است و در صورت دوم راجع به انسان کامل.

اینکه حق داراى علو مکان و مکانت است به اعتبار ظهور حق است به صفات کونیه مثل اینکه به موساى کلیم فرمود: «مرضت فلم تعدنی» یا در قرآن فرمود: مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً* (بقره: 245). پس بنابراین و چه علو براى مکان و مکانت است و به تبعیت مکان و مکانت براى حق چنانچه خویشتن را وکیل عباد قرار داد و فرمود: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَکِیلًا (إسراء: 2) و فرمود رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا (مزمل: 9) حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ‏ (آل عمران: 173) با اینکه خودش مالک ملک است. این از آن روست که حق تعالى به اسم على در آنها تجلى کرد و به تبعیت آنها در بعض مراتب تنزلات براى نفس خویش آورده است و هر که دانست که در وجود جز او نیست دانست که علىّ بالذّات و به تبعیت ایضا جز او نیست و می‌داند که هر چه علىّ بالتّبعیّت است علىّ به علو ذاتى نیز هست (چنانکه در بعد گفته می‌شود).( شرح فصوص قیصرى، ص 155)

فعلوّ المکان ک الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوی‌ و هو أعلى الأماکن.

علو مکان مانند الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوی‌ است که عرش اعلى الأماکن است.

جناب شیخ فرمود:

هر مرتبه وجودى که محیط به ما دونش باشد عرش آنهاست.

وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ (هود: 7) مِنَ الْماءِ کُلَّ شَیْ‏ءٍ حَیٍ‏ (انبیاء: 30) ماء حقیقة الحقائق است، همان طور که این آب در تلاطم و سیلان است آن آب و ماء هم در تلاطم است که حیاتى برساند. این آب مظهر آن ماء و این عرش‌ها هم مظهر آن عرش است که‏ إِنْ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ‏ (حجر: 21) این آیه از غرر(غره به معناى پیشانى سفید که از دیگران ممتاز است.) آیات این سوره است. رحمان بزرگترین اسماء اللّه است و عرش اعظم بزرگترین عرش‌هاست لذا الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوی‌. حضرت رسول فرمود: «ما من مخلوق الّا و صورته تحت العرش».

و علوّ المکانة کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ و إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ‏، أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ* 

و علو مکانت مانند: کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ (قصص: 88) وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ‏ (هود: 123) و أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ* (نمل: 60)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 305-306

ثمّ قال تنزیها للاشتراک بالمعیّة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى‏ عن هذا الاشتراک المعنویّ.

یعنى چون حق سبحانه و تعالى فرمود: وَ هُوَ مَعَکُمْ‏ و ذات خود را نیز علو اثبات کرد چنانکه ما را؛ و علو او را ذاتى است و ما را به تبعیت، تنزیه کرد خود را ازین اشتراک معنوى که‏ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى‏ یعنى منزه دان پروردگار اعلى را که علو او ذاتى است و غیر او هیچ احدى چنین نیست.

و من أعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات، أعنى الإنسان الکامل، و ما نسب إلیه العلوّ إلّا بالتّبعیّة، إمّا إلى المکان و إمّا إلى المکانة و هى المنزلة.

یعنى یکى از اعجب امور آنست که «انسان کامل» با وجود آنکه از همه موجودات اعلاست به اعتبار مرتبه‏اش که جامع جمیع مراتب است، علو او ذاتى نیست؛ بلکه به اعتبار مکان است که فروتر ازوست؛ یا به اعتبار مکانت که عبارت است از مرتبه.

فما کان علوّه لذاته فهو العلىّ بعلوّ المکان و بعلوّ المکانة فالعلوّ لهما.

یعنى علو انسان کامل علو ذاتى نیست با وجود آنکه اعلاى موجودات است پس او اعلى است به علو مکان و مکانت؛ نه به ذاتش. پس علو مکان و مکانت راست، نه او را. و علو مکان و مکانت نیز به تجلى حق است به «اسم اعلى» مر ایشان را پس علو ذاتى نیست مگر حضرت الهى را. و این معنى بر تقدیر نافیه بودن کلمه «ما» ست در فما کان؛ اما اگر موصوله باشد و مراد تشبیه حق بود بدانچه تنزیه کرده بود که علىّ بودن است به مکان و مکانت. معنى آنست که آنکه «علىّ لذاته» است در مرتبه احدیّت و مقام الوهیّت هم اوست که علىّ است به علو مکان و مکانت در مرتبه دیگر چون غیر خویش که علو او ذاتى نیست. و قول شیخ که مى‏‌گوید: «فعلوّ المکان کالرّحمن على العرش استوى» مؤیّد این معنى است و این معنى از جمله ظهور حق است به صفات کونیه چنانکه مى‏‌‎گوید:

«مرضت فلم تعدنى»

مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً* پس برین تقدیر علو مکان و مکانت را باشد و حق را به تبعت این دو، چنانکه نفس خود را وکیل عباد ساخت که‏ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَکِیلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا با وجود آنکه مالک همه ملک اوست؛ و این بدان معنى است که حق تجلّى کرد به «اسم علىّ» و علو به مکان و مکانت داد و به تبعت این دو نفس خود را در بعض مراتب تنزلاتش اثبات علو کرد؛ و هرکه داند در وجود غیر حق نیست دریابد که «علىّ بالذات و بالتبعیّه» جز او نیست، و نیز معلوم کند که هرچه علىّ است به تبعیّت هم علىّ است به علو ذاتى به اعتبارى دیگر، چنانکه در قول شیخ که مى‏گوید: «فالمسمّى محدثات هى العلیة لذاتها و لیست إلّا هو» مشروح خواهد شد.

فعلوّ المکان ک الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ و هو أعلى الأماکن و علوّ المکانة کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏، و إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ‏، أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ*.

یعنى از آنچه اقتضا مى‏کند نسبت علو مکانى را به حق سبحانه قول اوست‏ که: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏، و عرش اعلى الاماکن است و حق بر وى مستوى به حسب ظهورش در وى، پس او را باشد علو مکانى؛ و این مناقض آن قول نیست که گفته بود حق منزّه است از مکان نه از مکانت، که این تعالى و تنزّه به حسب ذات است نه به حسب مظاهر و اسما. و اثبات علو مکانى به حسب این دو است و آنچه مقتضى است به سبب علو مکانت را به سوى حق‏ کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ است الى آخره چه بقاء مع‏ هلاک الأشیاء و مرجع امور بودن و انفراد به الوهیّت منزلت عظیمه است و مکانت رفیعه که مرتبه‏اى بالاتر ازو ممکن نیست.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 554

ثمّ قال تنزیها للاشتراک بالمعیّة «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى» عن هذا الاشتراک المعنویّ.

شرح یعنى چون ما را علوى حاصل شد، و علوّ حقیقى حق راست، نفى توهّم اشتراک فرمود که‏ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى». چرا که علوّ مکانتى که حق مطلق راست ذاتى اوست، و علوّ غیر، مستفاد از اسم العلى.

و من اعجب الأمور کون الإنسان أعلى الموجودات أعنى الإنسان الکامل، و ما نسب إلیه العلو الّا بالتّبعیّة، إمّا الى المکان‏و إمّا إلى المکانة و هی المنزلة. فما کان علوه لذاته، فهو العلىّ بعلو المکان و بعلو المکانة. فالعلو لهما.

شرح روشن است.

فعلو المکان «ک الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏» و هو أعلى الأماکن. و علو المکانة «کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ»؛ و «إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ»؛ «أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ»*.

شرح یعنى چون بقاى حق، بعد از همه خلق، و مرجع همه به وى، و انفراد وى در گفتن‏ «لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ»، مرتبتى است که وراى آن هیچ مرتبه‏اى نیست، پس ظهور او- تعالى- ظهور بالمکانة باشد. و چون این دو مظهر است که معطى این دو علوّ است، پس توان گفت که این علوّ به تبعیّت آن هر دو است. و آن چه گفت «یتعالى عن المکان لا عن المکانة» به اعتبار ذات است، و این به اعتبار صفات.