الفقرة السادسة:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
(ومن أسمائه) تعالى (الحسنى) التی هی تسعة وتسعون اسما على ما ورد فی الأحادیث الصحیحة الاسم (العلی)، أی المرتفع فلو کان علیا بالتبعیة لغیره کعلو غیره کان علیة (على من و) الحال أنه (ما ثم) موجود (إلا هو) وحده سبحانه وتعالى إذ کل ما سواه تقادیر عدمیة ممسکها هو تعالى.
وهو موجود فظهر وجوده بها، فنسب الوجود إلیها عند أهل الغفلة والحجاب، مع أنها على ما هی علیه من العدم الأصلی.
وهو على ما هو علیه من الوجود الحق الذی له لا انتقل إلیها ولا حل فیها ولا اتحد بها.
(فهو) سبحانه (العلی) على کل شیء إذ لا شیء فی الوجود غیره تعالی حقیقة .
کما قال تعالى : "کل شیء هالک إلا وجهه" [القصص: 88] .
(لذاته)، أی علوا منسوبا إلى مجرد ذاته سبحانه لا باعتبار غیره مطلقا (أو) العلی المنزه (عماذا)، أی عن أی شیء ولا شیء فی الوجود مطلقة مع وجوده تعالى (وما هو)، أی الموجود فی هذا الوجود الظاهر للعقل والحس (إلا هو) سبحانه وتعالى لا غیر، ولکن لا کما هو علیه فی ذاته بل کما تقتضیه مراتب الإمکان، وتقبله المقادیر العدمیة المقیدة بالزمان والمکان.
(فعلوه) سبحانه وتعالى حینئذ (لنفسه) لا لغیره کغیره من تلک المقادیر العدمیة اللابسة خلعة وجوده تعالی بطریق العاریة أو الغصب فی السعید والشقی (وهو)، أی الحق سبحانه (من حیث الوجود) فقط دون الصورة والمقادیر (عین) هذه
الموجودات الحسیة والعقلیة والعلویة والسفلیة.
وأما من حیث الصورة الخلقیة والمقادیر الکونیة فلیس هو تعالى عین هذه الموجودات ولا یصح بوجه من الوجوه , لأنها کلها أمور عدمیة من هذه الحیثیة المذکورة.
وهو تعالی موجود حق، فمحال أن یکون عینها من هذه الحیثیة، بخلاف حیثیة الوجود .
فإن الوجود له تعالى لا لغیره، فهو تعالى عین الموجودات کلها بالنظر إلى وجودها لا بالنظر إلى ما هی علیه فی مراتب إمکانها، لأنها من هذا الوجه أمور عدمیة.
فالمسمى بالمحدثات من جمیع الموجودات حیث کانت عین الحق تعالی من وجودها فقط لا من جهة مقادیرها وصورها .
کما قال الله تعالى : "الله نور السموات والأرض" [النور: 35]، أی منورهما یعنی موجدهما بوجوده، فالوجود له تعالى وهو غیر السموات والأرض من حیث هی سموات وأرض وهو عین السموات والأرض من حیث وجودها فقط لأن وجودها هو الحق تعالى،
وکذلک کل موجود، والحق تعالى هو العلی لذاته فیلزم أن تکون جمیع المحدثات (هی العلیة لذاتها) من حیث وجودها الذی هو الحق تعالی سبحانه (ولیست هی) من هذه الحیثیة (إلا هو سبحانه وتعالی.
(فهو) جل وعلا (العلی) وحده علوة حقیقیة (لا علو إضافة) إلى مکان أو مکانة. (لأن الأعیان) الکونیة (التی لها العدم) المحض (الثابتة)، أی المفروضة من غیر وجود (فیه)، أی فی العدم (ما شمت رائحة من الوجود) لا فیما مضى ولا فی الحال ولا فی المستقبل ولا یمکن ذلک لأنها ممکنة.
والممکن لا یتغیر عن إمکانه ولا تقبل حقیقة الانقلاب إلى الوجوب (فهی)، أی الأعیان المذکورة باقیة (على حالها) من العدم الصرف لم تتغیر کما أن الوجود الحق الصرف باق أیضا على حاله لم یتغیر.
لکنه أراد لها اختلاف الأحوال فی الأزل. ومن جملة أحوالها رؤیة وجوده مقترنا بها بحیث یضاف وجوده إلیها فیقال موجودة.
ثم رؤیة عدمها من غیر ذلک الاقتران فیقال : معدومة وهو على حاله وهی على حالها.
فإن حقیقة الواجب محض الوجود لا یقبل الانقلاب.
وحقیقة المستحیل خالص العدم لا یقبل الانقلاب.
وحقیقة الممکن فرض الوجود من قبل الواجب فی مادة العدم من قبل المستحیل، فوجوبه وجوب الواجب وذاته ذات المستحیل، ولا یقبل الانقلاب عن حقیقته أبدا إن وجد وإن عدم .
مع تعدد الصور المختلفة (فی) جمیع الموجودات التی هی مجرد فروض وتقادیر عدمیة لا وجود لها (والعین) الموجودة التی وجدت بها جمیع تلک
الموجودات (واحدة) وهی حقیقة الوجود المحض (من المجموع) الکونی کله (فی المجموع) الکونی بأسره من غیر حلول فیه ولا اتحاد به.لأن الوجود لا یحل فی العدم ولا یمکن أن یتحد به.
(فوجود الکثرة) عند الحس والعقل لتلک العین الواحدة إنما هی فی الأسماء التی لتلک العین الواحدة لا فی ذاتها .
(وهی)، أی الأسماء مجرد (النسب) جمع نسبة (وهی)، أی النسب (أمور عدمیة) لا وجود لها إلا بالاعتبار والإضافة (ولیس) فی الوجود (إلا) مجرد تلک (العین) الواحدة (الذی) نعت للعین ذکرها، لأن تأنیثها لیس حقیقیة (هو الذات) الأحدیة .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
والمکانة شرع فی بیان العلم الذاتی بقوله: (ومن أسمائه الحسنى العلی على من ؟ وما ثمه إلا هو.) لأنه من أسمائه الذاتیة فلا یستدعی بالإضافة فإذا کان علیا وما ثمه غیره.
(فهو العلی لذاته أو) هو العلی (عن ماذا؟) . أی عن أی شیء اکتسب العلو .
(وما هو) أی لیس ذلک الشیء (إلا هو) إلا عین الحق لا غیره .
فإذا کان ما استفاد الحق منه العلو عین الحق (فعلوه لنفسه وهو) أی الحق (من حیث الوجود عین الموجودات) وإن کان کل واحد منهما ممتازا بالوجوب والإمکان فلا یکتسب العلو عن غیره فمعنى کون الحق من حیث الوجود عین الموجودات اتحاده فی حقیقة الوجود کاتحاده فی العلم والقدرة وغیر ذلک .
فکان الاتحاد من جهة واحدة لا مطلقا وإنه محال فإذا کان الحق من حیث الوجود عین الموجودات (فالمسمى محدثات) من حیث الوجود (هی العلیة لذاتها ولیست) من حیث الوجود (إلا هو) أی إلا عین الحق (فهو) أی الحق (العلی لا علو إضافة) إذ المضاف لیس إلا عین المضاف من حیث الوجود .
فکل موجود من هذا الوجه فهو العلی لا على إضافة و إنما کان الحق من حیث الوجود عین الموجودات (لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه) أی فی العدم (ما شمت رائحة من الوجود) .
(فهی) باقیة فی العدم بعد ظهور الموجودات (على حالها) الأول من غیر تغبیر.
فالأعیان فی المراتب المتمایزة المعلومة الله تعالى فی عمله الأزلی لا تزال أن تکون معلومة أبدا (مع تعداد الصور) .
أی مع تکثر الصور (فی الموجودات) فالوجود حقیقة واحدة فهو بالأصالة لذات واحدة فهی ذات الواجب الوجود . فالذات واحدة والوجود حقیقة واحدة , فما کان الموجود الحقیقی إلا واحدا حقیقیا فی الموجودات انعکاس ذلک الموجود الحقیقی فی المراتب المعلومة .
وعکس الشیء عین ذلک الشیء کصورک فی المرایا المختلفة مع أنک واحد وهی عینک وهذه الکثرة لا وجود لها وهی نسب تحصل من ظهورک فی المرایا المختلفة .
(والعین) أی الموجود الحقیقی (واحدة من المجموع), أی کان من جملة الموجودات التی هی عکسها وکان من حیث الوجود ثابتة فی المجموع لا خارجة عنها .
فما کان الموجود الحقیقی فی جملة الموجودات إلا واحدا.
(فوجود الکثرة فی الأسماء) أی فی مظهر الموجود الحقیقی (وهی) أی الأسماء النسب أی نسبة الذات الواحدة إلى المراتب المعلومة (وهی) أی النسب (أمور عدمیة) لا وجود لها فی الخارج .
(ولیس) الموجود بالوجود الحقیقی فی الموجودات (إلا العین الذی هو الذات) الإلهیة الظاهرة فی مرایا الأعیان.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
ومن أسمائه الحسنى العلی على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته.
أو عن ماذا وما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها فلیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الوجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع، فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور علمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات،
قوله: ومن أسمائه الحسنى العلی ثم قال العلی على من وما ثم إلا هو.
فإذن هذه الموجودات علیة بالذات، هکذا أشار وهو یستر هذا النفس فی بعض الأوقات ویصرح به فی بعضها.
قال: فهو العلی لذاته وصفات المدح تورد لمجرد المدح لا للفرق بین المشتر کین کعادة الصفات وهذه من جملتها.
وما بعده ظاهر إلى قوله: فما شمت رائحة من الوجود، فهی على حالها وهذا الذی ذکره، رضی الله عنه، ههنا أعلى مما ذکر فی الحکمة الآدمیة .
وباقیه واضح إلى قوله: هو أنت لا أنت.
وباقیه ظاهر إلى قوله: یعلمه کل إنسان من نفسه، أی یعلم کل أحد أن الإنسان قد یحدث نفسه.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
قال رضی الله عنه : ( ومن أسمائه الحسنى « العلیّ » . عمّن وما ثمّ إلَّا هو ؟
فهو العلیّ لذاته . أو عمّا ذا وما هو إلَّا هو ؟
فعلوّه لنفسه ، وهو من حیث الوجود عین الموجودات ، فالمسمّى محدثات هی العلیّة لذاتها ، ولیست إلَّا هو ، فهو العلیّ لا علوّ إضافة ، لأنّ الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمّت رائحة الوجود ، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات .
والعین واحدة من المجموع فی المجموع فوجود الکثرة فی الأسماء ، وهی النسب ، وهی أمور عدمیة ، ولیس إلَّا العین الذی هو الذات ، فهو العلیّ لذاته لا بالإضافة.).
قال العبد : لمّا فرغ رضی الله عنه من ذکر العلوّ النسبی والإضافی ، أخذ فی بیان
العلوّ الحقیقی الذاتی ، فقوله : " عمّن " إشارة إلى أنّ هذا الاسم لیس علوّه علوّ إضافة فیدخل فیه « عن » و " على " بل هو علیّ بالذات ، لیس علوّه بالمکان ولا بالمکانة النسبیّین ، إذ لیس فی الوجود إلَّا الله وحده لا شریک له فی الوجود ، فهو علیّ بهذا العلوّ الذاتی لا بالعلوّ الإضافی النسبی ، فهو علیّ بالذات لنفسه .
ثم اعلم : أنّ الوجود الحقّ القیّوم للموجودات عینها ، فمن کونه عینها وکونها عینه ، هی أیضا علیّة بذاتها وهو الوجود الحقّ ، فإنّها مع قطع النظر عن الوجود الحقّ لا غیره ، فالموجودات بهذا الاعتبار علیّة بالذات لا علوّ إضافة ونسبیة کما أنّها من حیث هی سوى الحقّ علیّة بالمکان أو بالمکانة علوّا نسبیا إضافیا لیس لها بهذا الاعتبار علوّ ذاتی .
وقوله رضی الله عنه عن الأعیان الثابتة : « إنّها ما شمّت رائحة الوجود » إشارة إلى ما ذکرنا من العلوّ الذاتی ، من حیث إنّ أعیان الموجودات التی لم تکن وکان الله ولم یکن معه شیء هی على حالتها العدمیة الأصلیة ، فکما أنّ الحق کان ولم یکن معه شیء کذلک الأشیاء على ما کانت ، کما هو الآن على ما علیه کان ، فما ثمّ إلَّا الله الواحد الأحد .
قال رضی الله عنه : « فما فی العالم من هذه الحیثیة علوّ إضافة ، لکنّ الوجوه الوجودیة متفاضلة ، فعلوّ الإضافة موجود فی العین الواحدة من حیث الوجوه الکثیرة" .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
قال رضی الله عنه : " ومن أسمائه العلى على من وما ثم إلا هو فهو العلى لذاته ، أو عما ذا وما هو إلا هو فعلوّه لنفسه ، فهو من حیث الوجود عین الموجودات ، فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو فهو العلى لا علو إضافة ، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الوجود فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات ، والعین واحدة من المجموع فی المجموع " .
ولما بین أن العلو لکل ما سواه من المتعینات نسبى شرع فی بیان العلو الذاتی ، وقوله على من استفهام بمعنى الإنکار لأنه لیس فی الوجود غیره فلم یکن علوه نسبیا بل ذاتیا .
وبعض النسخ عمن وما ثم إلا هو وهو العلى لذاته ، أو عما ذا وما هو إلا هو فعلوه لنفسه ، والعلو یعدى بعن لما فیه من معنى الارتفاع ، وبعلی لما فیه من معنى العلیة .
والمراد أن علوه لیس إضافیا فیدخل فیه عن وعلى ، إنما هو ذاتى وهو من حیث الحقیقة عین جمیع الموجودات ، لأنها به موجودة بل وجودها وجوده ، وهی العلیة لذاتها بحسب الحقیقة لأنها لیست إلا هو حقیقة .
وعلل ذلک بأن الأعیان الثابتة فی العدم باقیة على حالها من العدم ، والوجود المتعین بالأعیان هو عین الوجود الحق ، إذ لیس لها من ذاتها إلا العدم وما هی إلا مرایا له ، کما قیل :
وما الوجه إلا واحد غیر أنه .... إذا أنت أعددت المرایا تعددا
فتعدد الصور فی الموجودات عین واحدة فی مجموعها متکثرة بحسب أسمائها ، کما ذکر فی المقدمة ، فإن الأعیان من مقتضیات اسمه العلیم من حیث اسمه الباطن ، وظهورها وحدوثها من حیثیة اسمه الظاهر .
وما العین إلا واحدة فلها العلو الذاتی باعتبار وحدتها الحقیقیة ، والوجه الواحد المطلق من حیث هو مجموع الوجوه الأسمائیة فی صورة المجموع من حیث هو المجموع الوحدانى الذات والعلو الإضافی بنسبة بعض تلک الوجوه إلى بعض.
قال رضی الله عنه: " فوجود الکثرة فی الأسماء هی النسب وهی أمور عدمیة ، ولیس إلا العین الذی هو الذات".
أی المنسوبة إلى الوجود المطلق وهی الموجودات الآفاقیة .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
قال رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى، (العلى)). واعلم، أنه اسم من أسماء الذات، وهو بهذا الاعتبار لا یستدعى من یکون علیا علیه، وأما باعتبار أن العلو نسبةإضافیة یستدعى السفل، فلیستدعی ذلک.
لذلک قال: (على من وما ثم إلاهو) أی، علوه على من، وما ثم فی الوجود شئ غیره. (فهو العلى لذاته) أی، فهو العلى لذاته لا بالنسبة إلى غیره، فلا یستدعىمن یکون علیا علیه کما مر.
قال رضی الله عنه : (وعن ماذا؟ وما هو إلا هو فعلوه لنفسه).
أی، عمن استفاد العلو حتىلا یکون له لذاته، والحال أن ما هو. أی، لیس ذلک الشئ أیضا إلا هو، فلیسشئ آخر غیره استفاده منه العلو، فعلوه لذاته.
أو یکون (العلى) متضمنا لمعنىالارتفاع. یقال: علا علیه. أی، غلب علیه. و: علا عنه. أی، ارتفع عنه.
معناه: أن المرتفع عماذا، أو عمن؟ ولیس فی الوجود غیره.
قال رضی الله عنه : (وهو من حیث الوجود عین الموجودات، فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها،ولیست إلا هو، فهو العلى لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ماشمت رائحة من الوجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات).
أی،الحق من حیث الوجود المضاف إلى الموجودات هو عین الموجودات الخارجیة.
وذلک لأن الأعیان مرایا لوجود الحق، وما یظهر فی المرأة إلا عین الرائی وصورته، فالموجودات المسمى بالمحدثات صور تفاصیل الحق. فهی العلیة لذاتها، لأن
الحق على لذاته لا بالإضافة، فالموجودات أیضا کذلک، لأنها لیست إلا اثر من الحق.
وإنما قال: (لأن الأعیان... ما شمت رائحة الوجود).
لأن الأعیان صور علمیة موجودة فی العلم معدومة فی العین. ولها اعتباران: إعتبار أنها مرایا لوجود الحق وأسمائه وصفاته، واعتبار أن وجود الحق یصیر مرآة لها.
فبالاعتبارالأول، لا یظهر فی الخارج إلا الوجود المتعین بحسب تلک المرایا المتعددة بتعددها، کما إذا قابلت وجهک بشئ فیه مرایا متعددة، تظهر صورتک فی کل منها فتعدد.
فعلى الأول، لیس شئ فی الخارج إلا الوجود، والأعیان على حالها فی العلم معدومة فی العین، ما شمت رائحة الوجود الخارجی. هذا لسان حالا لموحد الذی غلبه الحق.
وبالاعتبار الثانی، لیس فی الوجود إلا الأعیان ووجودالحق الذی هو مرآة لها فی الغیب، ما یتجلى إلا من وراء تتق العزة وسرادقات الجمال والجلال.
وهذا لسان من غلبه الخلق. وأما المحقق فلا یزال یشاهدالمرآتین: مرآة الأعیان، ومرآة الحق والصور التی فیهما معا من غیر انفکاک وامتیاز.
والشیخ رضی الله عنه لکونه بحرا مواجا، یخرج درر الحقائق ولآلئ المعانی على لسان کل طائفة من الطوائف الثلاث فی کل حین ویعطى حقها.
وقوله: (مع تعداد الصور) متعلق بـ (ما شمت) أی، الأعیان ما شمترائحة من الوجود، مع أن آثارها، وهی صورها المتکثرة الجاعلة للوجودالواحد، موجودات متعددة بحسب انعکاس صورها فی مرآة الوجود، وقبول (النفس الرحمانی) إیاها حاصلة فی الموجودات العینیة.
(والعین واحدة من المجموع فی المجموع) أی، والحال أن الحقیقة التیتتبدل هذه الصور علیها، واحدة ممتازة من جمیع الموجودات بحسب ذاتها منحیث إطلاقها وتقیید غیرها، وظاهرة بذاتها فی صور جمیع الموجودات من حیثأسمائها وصفاتها.
أو، والحال أن العین القابلة للصور المتعددة واحدة ثابتة فیصورة کل واحد من المجموع.
و (من) للبیان، وعلى الأول للتعدیة.
(فوجود الکثرة فی الأسماء هی النسب، وهی أمور عدمیة).
أی، إذا کانتالذات واحدة، فالکثرة فی أسمائها وصفاتها. وتلک الأسماء ذات مع کل واحدةمن الصفات. فالکثرة فی الصفات والصفات نسب معقولة لیست أمورا عینیة،فهی أمور عدمیة بالنسبة إلى الخارج، إذ لا أعیان لها فیه مجردة عن المظاهر، وإنکانت وجودیة فی العقل وفی المظاهر ضمنا. أو نقول، إن الأسماء لکونها لیستحقائق موجودة متمیزة بوجودها عن وجود الحق، بل وجودها عین وجود الحق،کانت نسبا واقعة على الوجود الحق المطلق، حاصلة بینه وبین الأکوان التی هی الموجودات المقیدة.
أما کون أسماء الأفعال نسبا، فظاهر، لأن (الباری) و (الخالق) و (المبدع) و (الرزاق) وأمثالها بالنسبة إلى المخلوق والمبدع والمرزوق.
وأما أسماء الصفات، ف (العلیم) و (الرحیم) و (السمیع) و (البصیر)، فإنهاأیضا بالنسبة إلى المعلوم والمرحوم والمسموع والمبصر.
وأما أسماء الذات، کالاسم (الله) و (الرب) و (القیوم)، فإنها أیضا من وجه
نسب وإن کانت من وجه آخر غیرها فإنها یقتضى المألوه والمربوب وما یقوم به من الموجودات المقیدة، إذ معنى (القیوم) القائم بنفسه المقوم لغیره.
و (الحق) أیضا اسم فاعل فی صیغة المصدر کالعدل. ومعناه: الثابت بنفسه والمثبت لغیره.
(ولیس إلا العین الذی هو الذات). أی، ولیس وجود الکثرة الأسمائیة
إلا عین الذات الإلهیة الظاهرة بحسب شؤونها المختلفة بصور الأعیان الثابتة، وهی على حالها فی العدم.
وفی بعض النسخ: (ولیست) أی (ولیست الأسماء إلا عین العین الذی هو الذات الإلهیة لکون الاسم عین المسمى).
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (و من أسمائه الحسنى العلی. على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه. )
فقال: (ومن أسمائه الحسنى: العلی). ولا شک أن أسماء الله تعالى قدیمة؛ فعلوه (على من) یکون من الأشخاص أولى الرتب فی الأزل.
(وما ثم) أی: فی الأزل (إلا هو) أو (عن ماذا) یکون من الأمکنة، (وما هو إلا هو) أی: لا هویة الأحد فی الأزل سواه، وإذا لم یکن علوه من المکانة، ولا من المکان فی الأزل، وقد سمی بالعلی فیه (فعلوه لنفسه) لا لمکانة تفرض له بالنظر إلى مکانة غیره، ولا مکان یفرض له أعلى من مکان غیره.
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو. فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات. والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة.
ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
ثم أشار إلى أن العلو بالذات، وبالإضافة أیضا للحق باعتبار ذاته وظهوراته لکن الأول: یعم اعتبار ذاته وجمیع ظهوراته، والثانی : یخص ظهوراته فی بعض المظاهر دون بعض فقال: (وهو) أی: الحق (من حیث الوجود) الظاهر فی الموجودات (عین الموجودات)، إذ لا یتحقق فی مرایاها سوى صورته، ولا وجود لصورة المرآة سوى وجود ذی الصورة، ولا وجود لمرایاها أصلا.
(فالمسمى محدثات) من حیث هی صور الوجود الحق (هی العلیة لذاتها)، کما أن الحق الذی هو ذو الصورة على لذاته؛ وذلک لأنها
لیست من حیث التحقق (إلا هو) لما ذکرنا فیکون علوها علوه (فهو) أی: الحق هو (العلی) فیها لذاته، (لا علو إضافة)، إذ علوه لیس علوا لإضافة فی ذاته.
وإنما قلنا: لیست إلا هو؛ لأن المتحقق فی الموجودات إما صورة الوجود الحق أو الأعیان، فإن کان الأول فهو المطلوب، والثانی باطل؛ لأن الأعیان إما تعتبر مع صورة الوجود، ومع عدمها الأصلی، أو مع ثبوتها فی العلم الأزلی، والأول لا یوجب وجود الأعیان لأن صورة المرآة لا توجب لها وجود بل إن کانت موجودة بقیت على حالها لا تتغیر إلى صورة المرآة.
فکیف توجب صورة الوجود لها وجودا، وإذا لم یجب لها وجود فی هذا الاعتبار فبالأولى ألا یجب لها وجود فی الاعتبارین الباقیین.
(لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه) أی: فی الحق یعنی فی علمه (ما شمت رائحة من الوجود)، وإذا لم یکن لها وجود فی هذه الاعتبارات الثلاث (فهی على حالها) من العدم الأصلی.
وإن فاض علیها صور الوجود (مع تعداد الصور فی الموجودات)، فلیس هذا التعدد لها من الأعیان العدمیة، ولا من الوجود الواحد، إذ (العین) المتحققة (واحدة من المجموع).
أی: مجموع الصور الأعیان التی على عدمها الأصلی، وإذا لم یکن تعدد الصور من الوجود الواحد، ولا من الأعیان .
(فوجود الکثرة) أی: کثرة الصور إنما هو (فی الأسماء) أی: أسماء العین الواحدة اقتضت تعدد الصور من حیث اختلاف مفهوماتها، (وهی) أی: الأسماء بهذا الاعتبار هی (النسب) أی: نسب الذات إلى الأعیان الثابتة.
(وهی) أی: النسب (أمور عدمیة) فلا تحقق لها بهذا الاعتبار فی الخارج فکیف یکون لها صور فی الأعیان؟
ولذلک یقول: (لیس) المتحقق فی الخارج فی هذه الصور (إلا العین) الواحدة (التی هی الذات) تعددت صوره باعتبار أسمائه، فظهرت فی أعیان الموجودات، وإن کانت الأسماء من حیث اختلاف مفهوماتها، والأعیان غیر متحققة فی الخارج إلا أن لها نوع ثبوت تصلح به الأسماء للتأثیر، والأعیان للقبول، وإذا لم یکن لغیره تحقق أصلا.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
أخذ یحقّق العلوّ الذاتی الذی للحقّ بقوله : ( ومن أسمائه الحسنى « العلیّ » ، على من ؟ ) - فإنّ علوّ المکان غالبا إنّما یستعمل بـ « على » .
لقوله تعالى : " الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى " [ 20 / 5 ] - فإذا لم یکن فی الوجود أحد یعلو علیه الحقّ بالمکان ، لا یمکن أن یکون علوّه بالإضافة .
فإنّ کلّ ما فیه هو الحقّ ، ( وما ثمّ إلَّا هو ، فهو العلیّ لذاته ) أی العلیّ المطلق الذی هو أعلى من أن یکون علوّه بالقیاس إلى السفل .
هذا حال علوّ المکان - وکذلک أمر علوّ المکانة ، وإلیه أشار بقوله : ( أو عن ماذا ؟ ) - فإنّ علوّ المکانة أکثر ما یستعمل ب « عن » کما یقال :
" جناب الخلیفة عال عن کذا " - فإذا لم یکن شیء یعلو عنه بالمکانة ، لا یمکن أن یکون علوّه ذلک له بالإضافة ، فإنّ کل أمر فرض فهو شیء ، ( وما هو إلَّا هو فعلوّه ) - مطلقا ، سواء کان بالمکان أو بالمکانة - له ( لنفسه) فإذ قد تحقّق أنّ العلوّ الذی للحقّ هو العلوّ الذاتی - حیث أنه لیس فی الوجود شیء یعلو علیه أو عنه ، فلا یکون فی الوجود إلَّا العلیّ بالذات - لا بدّ أن یحقّق أمر العلوّ الإضافی ، وأنّ العالی به من هو ؟ وإلى ذلک أشار بقوله :
(وهو من حیث الوجود عین الموجودات ، فالمسمّى « محدثات » هی العلیّة لذاتها ، ولیست إلَّا هو ) أی لیست المحدثات إلَّا المسمّى نفسه ( فهو العلیّ - لا علوّ إضافة ) أی المسمّى محدثات ( لأنّ الأعیان ) - أی المحدثات باعتبار کونها مسمّى بها - ( التی لها العدم الثابتة فیه ، ما شمّت رائحة من الوجود ، فهی على حالها ) فی العدم ، وإلَّا لم تکن ثابتة فیه ( مع تعداد الصور ) الظاهرة من آثارها ( فی الموجودات ) .
وهذا فی نظر التحقیق غیر ممتنع - کما ستطلع علیه إن شاء الله تعالى - وأصل ذلک ما وقفت علیه مرارا ، من أنّ الوحدة الحقیقیّة التی للواحد الأحد هو الذی نسبة الکثرة العددیّة إلیه کنسبة وحدتها إلیه - بلا فرق - .
( والعین ) التی هی الحقّ ( واحدة من المجموع فی المجموع ) یعنی واحدة حاصلة من مجموع الموجودات فی عین ذلک المجموع - لا فی الخارج عنه – فإنّه قد سبق مرارا أنّ أحدیّته تعالى أحدیّة جمع ، فتحقّقها فی الجمعیّة ومنها ، لا أحدیّة فرق - حتّى یقابلها الکثرة ، ویقبل طریانها لتلک الوحدة - إذ الکثرة مستهلکة الحکم فی الوحدة الذاتیّة .
( فوجود الکثرة ) إنّما هو ( فی ) حضرة ( الأسماء ، وهی النسب ، وهی أمور عدمیّة ، ولیس ) فی الوجود ( إلَّا العین الذی هو الذات ، فهو العلیّ لنفسه - لا بالإضافة - فما فی العالم من هذه الحیثیّة علوّ إضافة ) .
وإذ قد حقّق حیثیّة الوحدة الذاتیّة والإطلاق الصرف الذی لا إضافة هناک ، لا بدّ وأن یلحق ذلک بتحقیق حیثیّة النسب الأسمائیّة وإثبات الإضافة تفصّیا عن تمام التحقیق وکمال التوحید .
واعلم أنّ النسب الأسمائیّة التی هی أمور عدمیّة فی نفسها لیست أعداما صرفا ، فإنّها من حیث هی أعدام لا یمکن أن یشار إلیها ویعبّر عنها ، بل لها نسبة إلى العدم بالقیاس إلى أنفسها ، کما أنّ لها نسبة إلى الوجود بالإضافة إلیه ، فهی بالاعتبار الأوّل تسمّى ب « الأمور العدمیّة » و « النسب الإمکانیّة الاعتباریّة » .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى العلی.
على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها ولیست إلا هو.
فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات.
والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ومن أسمائه الحسنى العلی. على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلی لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه. و هو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمى محدثات هی العلیة لذاتها)
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومن أسمائه الحسنى) الذاتیة (العلی) فعلوه (على من) إن کان من علا علیه إذا غلب (وما ثمة)، أی فی المرتبة التی اعتبر فیها اتسام الذات بهذا الاسم وهی مرتبة الجمع (إلا هو) ، فکیف یتوهم نسبته إلى غیره.
(فهو العلی لذاته) لا لغیره (أو) علوة (عماذا)، أی عن أی شیء إن کان من علا عنه إذا ارتفع (وما هو)، أی ذلک الشیء فی تلک المرتبة (إلا هو)، أی لا شیء سواه (فعلوه لنفسه) لا لغیره.
ولما أثبت العلم الذاتی للحق سبحانه فی مرتبة الجمع أراد أن یثبت نه فی مرتبة الفرق وللخلف أیضا باعتبار أنه عین الحق بالحقیقة فی هذه المرتبة فقال : (وهو)، أی الحق الموصوف بالعلم الذاتی (من حیث الوجود) الذاتی هو من حیث یقیده بتعینات علمیة حقیقة الأشیاء ومن یقید تقیدات عینیة وجوداتها (عین الموجودات) حقیقة ووجود ونقول : هو من حیث الوجود التحقق دون العلم والتعقل عین الموجودات فإن أطلق عین القید فی التحقق وغیره فی التعقل.
(فالمسمى بالمحدثات هی العلیة لذاتها) لعدم المغایرة بینها وبین العلی لذاته .
قال الشیخ رضی الله عنه : (ولیست إلا هو. فهو العلی لا علو إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمت رائحة من الموجود، فهی على حالها مع تعداد الصور فی الموجودات. والعین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء، وهی النسب، وهی أمور عدمیة. ولیس إلا العین الذی هو الذات.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (ولیست هی) تلک المحدثات (إلا هو فهو)، أی الحق سبحانه فی مرتبة الفرق أیضا هو (العلی) على ذات (لا علو إضافة) إذ لا غیر حینئذ حتى تعتبر إضافته إلیه (لأن الأعیان التی لها العدم) الخارجی (الثابتة) منة للأعیان (فیه).
أی فی ذلک العدم ما شمت (رائحة الوجود) الخارجی (فهی) دائما (على حالها) فی العدم فلا غیر فی الوجود , حتى یکون علو الحق بالإضافة إلیه ولو فرض وجودها, أیضا لا یلزم وجود الغیر فإنها أیضا تکون حینئذ من صور تجلیاته (مع تعدد الصور) الکائنة فی الموجودات وتکثرها فإن الکل موجود صورة خاصة .
(والعین) المتجلیة فی مجموع الصور (واحدة) ظاهرة (من المجموع) بل من کل جزء منه من حیث تقیدها باطنة (فی المجموع) من حیث إطلاقها أو نقول ظاهرة من المجموع بالنسبة إلى من کان وجود الخلق فی نظره مرآة لوجود الحق تعالی.
باطنة فی المجموع بالنسبة إلى من کان وجود الحق فی نظره مرة لوجود الخلق. وظاهره من المجموع وباطنه فی المجموع معا بالنسبة إلى من جمع بین الأمرین وإذا کان العین واحدة (فوجود الکثرة) إنما هی (فی الأسماء).
لأنه لیس هناک إلا عین مطلقة وتعین یسمى العین المتعینة به أسماء , فإذا لم تکن الکثرة فی العین یجب أن تکون فی الأسماء , باعتبار خصوصیاتها التی هی التعینات لا باعتبار محض الذات .
(وهی)، أی الأسماء باعتبار تلک الخصوصیات (النسب) العارضة للعین الواحدة من حیث ظهورهما من صور الموجودات و بطونها فیها .
(وهی)، أی النسب (أمور عدمیة) بالنسبة إلى الخارج لا وجود لها متمیزا عن وجود الحق سبحانه وإن کانت موجودة متمیزة فی العقل فوجود الکثرة، أی ثبوتها یکون من الأمور العدمیة .
(ولیس)، أی الوجود (إلا العین) الواحد (الذی هو الذات)، أی متکثرة باتصاف تلک الأمور العدمیة إیه.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 128
[و من أسمائه الحسنى العلیّ]
و من أسمائه الحسنى العلیّ، على من و ما ثم إلا هو؟ فهو العلیّ لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلّا هو؟ فعلوّه لنفسه و هو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمّى محدثات هی العلیّة لذاتها و لیست إلّا هو.
فهو العلیّ لا علوّ إضافة، لأن الأعیان التی لها العدم الثابتة فیه ما شمّت رائحة من الموجود؛ فهی على حالها مع تعداد الصّور فی الموجودات. و العین واحدة من المجموع فی المجموع. فوجود الکثرة فی الأسماء و هی النّسب، و هی امور عدمیّة.
و لیس إلّا العین الذی هو الذات.
یکى از اسماء حسناى خداوند، علىّ است، علىّ بر چیست؟ با اینکه جز او چیزی نیست پس او لذاته علىّ است، نه به نسبت به غیرش و از چه کسى علو را استفاده کرده (که علیّ لذاته نباشد) با اینکه «ما هو الا هو» پس علوش لنفسه است و او از حیث وجود عین موجودات است و موجودات که مسماى به محدثند، آنان هم علیّ لذاتهاند چون جز او نیست. (حقیقت در همه موجودات یکى است و از همه متمیز است).
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 308-312
و من أسمائه الحسنى العلىّ.
دیگر از اسماى حسنى علىّ است، چه او از اسماى ذات است و به این اعتبار
مستدعى نیست چیزى را علو بر وى باشد؛ اما به اعتبار آنکه علو نسبت اضافیه است که اقتضاى سفل مىکند مستدعى باشد مستعلى علیه را.
على من و ما ثمّ إلّا هو؟
یعنى علو او بر که باشد و حال آنکه در وجود غیر ازو نیست؟ بیت:
که همه اوست شاهد و مشهود غیر ازو نیست در سراى وجود
فهو العلىّ لذاته.
پس اوست على لذاته به نسبت با غیر، لاجرم مستدعى نیست چیزى را که علو بر وى باشد.
و عن ما ذا و ما هو إلّا هو؟ فعلوّه لنفسه.
یعنى از که استفاده کرد علو را تا لذاته نباشد و حال آنکه آن چیز غیر او نیست؟
لاجرم چیزى دیگر که غیر او بود که علو استفاده ازو کرده باشد نیست. پس علو او لذاته بود، و اگر علىّ متضمن معنى ارتفاع باشد معنى آنست که از که مرتفع باشد و حال آنکه در وجود غیر او نیست؟ بیت:
چنان با عشق همرنگم که خود را عشق مىبینم چنان با یار دمسازم که خود را یار مىدانم
و هو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمّى محدثات هى العلیّة لذاتها و لیست إلّا هو. فهو العلى لا علوّ إضافة، لأنّ الأعیان الّتى لها العدم الثابتة فیه ما شمّت رائحة من الوجود؛ فهى على حالها مع تعداد الصّور فى الموجودات.
یعنى حق از حیثیت وجود مضاف به موجودات خارجیه، عین موجودات است از آنکه اعیان مرایاى وجود حقاند و در مرآت ظاهر نمىشود مگر عین رائى و صورت او پس موجودات مسمّى به محدثات صور تفاصیل حق است، پس این موجودات علیه لذاتها باشند از آنکه حق علىّ لذاته است نه به اضافت، لاجرم موجودات نیز چنین باشند «لأنّها لیست إلّا عین الحقّ».
دیگر شیخ قدس اللّه سره مىفرماید که اعیان ثابته رایحهاى از وجود خارجى نشمّیده است پس در عدم على حالهاست با وجود تعداد صور در موجودات، لاجرم بیت:
مائیم همه ناقص و او راست کمال او باقى سرمدى و ما راست زوال
او عالم و چیست غیر او معلومات او راست وجود و غیر او چیست خیال
و تحقیق درین مقام آن است که «اعیان» که عبارت از حقایق موجودات است «صور علمیه» است که موجود نیست مگر در علم حق؛ و اعیان را دو اعتبار است: اوّل آنکه مرایاى وجود حق و اسماى حق و صفات حق است؛ و اعتبار دوم آنکه وجود حق مرآت آن اعیان است. پس به اعتبار اول ظاهر نمىشود در خارج مگر وجودى که متعین است در مرایاى اعیان و متعدد است به تعدد اعیان، پس بر مقتضاى این اعتبار غیر از وجود حق در خارج هیچ نیست و اعیان را ثبوتى جز در حضرت نه؛ و بوئى از وجود خارجى به مشام اعیان نرسیده است و این بیان حال موحّد است که شهود حق بر وى غالب است، لاجرم مىگوید: نظم:
اى گشاده در خزانه جود یافته کائنات از تو وجود
چند از عشقت آتش افروزى تا کى از جان ما برآرى دود
سالها با تو بودم آسوده فارغ از غصّه هاى بود و نبود
خواستى آمدن به عین از علم تا هویدا شوى به غیب و شهود
پس دوئى در میانه پیدا شد از طریق مجردى و قیود
ما شدیم آینه جمال ترا وانکه در ما جمال دید آسود
نى چه جاى دوئى موهوم است بود آن تو است؛ و ما نابود
در جلابیب صورت و معنى نیست غیر از تو شاهد و مشهود
مىکنى جلوه هاى حسن و جمال در لباس وجود هر موجود
گوید آن عارفى که همچو حسین به جمال تو چشم او بگشود
که جهان صورت است و معنى یار لیس فى الدار غیره دیّار
و به اعتبار دوم در وجود غیر از اعیان هیچ نیست؛ و وجود حق که مرآت اعیان است در غیب است و متجلى و ظاهر نیست مگر از وراى تتق غیب و سرادقات جمال و جلال؛ و این بیان حال کسى است که شهود خلق بر وى غالب است. بیت:
اندر نظر کمّل ارباب فهوم خالق مشهود است و خلایق موهوم
و اندر نظر طایفه محجوبان خلق است که ظاهر است و خالق مکتوم
اما محقق همیشه مشاهده هر دو مرآت مىکند اعنى مرآت اعیان و مرآت حق و مشاهده صورى که در هر دو مرآت است بىانفکاک و امتیاز:
ما از حق و حق نیز ز ما نیست جدا بنگر همه در خدا و در جمله خدا
بل هرچه ببینى همه خلق است نه حق لا بل همه حق، نه خلق بیند بینا
لاجرم نهایت کار آن است که محبوب آینه محبّ گردد و محبّ آینه محبوب، و الباقى للعراقى.
شیخ قدس اللّه سره از آن روى که بحریست مواج متلاطم الامواج درر حقایق ربّانى، و لئالى دقائق معانى اخراج مىکند، بر هریکى ازین طوائف ثلاث در هر حینى از احیان؛ و مبادرت مىنماید به اعطاى حق آن؛ و به حقیقت بیت:
عارفانى که سرّ حق گویند خوشه چینان خرمن اویند
و العین واحدة من المجموع فى المجموع.
یعنى حال این است که حقیقتى که صور بر وى متبدل مىشود واحده ممتازه است از جمیع موجودات به حسب ذات از روى اطلاق آن و تقیید غیرش، و ظاهره است بذات خود در صور جمیع موجودات به حسب اسما و صفات، برین تقدیر «من» از براى تعدیه باشد.
و اگر گوئیم حال آن است که عین قابله مر صور متعدده را واحده ثابته است در صورت کل واحد از مجموع و در مجموع، «من» بیانى باشد.
فوجود الکثرة فى الأسماء، و هى النسب و هى أمور عدمیّة.
یعنى چون ذات واحده است پس کثرت در اسما و صفاتش باشد و اسما ذاتست با هریکى از صفات، لاجرم کثرت در صفات باشد و صفات نسب معقوله است، نه امور عینیّه. پس به نسبت با خارج امور عدمیّه باشد چه صفات را مجرد از ظاهر در خارج اعیان نیست، اگرچه وجودیت است در عقل و در مظاهر ضمنا.
یا گوئیم اسما ازین جهت که حقایق موجوده متمیّزه بوجود خود از وجود حق نیست؛ بل وجود او عین وجود حق است از قبیل نسب واقعه باشد بر وجود حق مطلق، و حاصله در میان حق و اکوانى که موجوداتست.
امّا نسب بودن اسماى افعال ظاهر است از آنکه «بارى و خالق و مبدع و رازق» و امثال این به نسبت با «مخلوق و مبدع و مرزوق» است.
و امّا اسماى صفات چون «علیم و رحیم و سمیع و بصیر» این صفات نیز به نسبت با «معلوم و مرحوم و مسموع و مبصر» تواند بود؛ و أمّا اسماى ذات چون اسم «اللّه و ربّ و قیوم» از وجهى اگرچه نسب نیست اما از وجهى دیگر نسب. از آنکه اقتضاى «مالوه و مربوب» و چیزى از موجودات مقیده که بدو قائم باشد مىکنند. چه معنى قیوم قائم بنفسه است و مقوم لغیره؛ و حق نیز اسم فاعل است در صیغه مصدر چون عدل و معنى او ثابت بنفسه و مثبت لغیره است، ازین جهت فرمود که:
و لیس إلّا العین الّذى هو الذّات.
یعنى نیست اسما مگر عینى که آن ذات الهیّه است، چه اسم عین ذات مسمّاست. آرى، بیت:
یک مسمّى چو تجلّى کند از بهر ظهور اختلاف صور و کثرت اسما بینى
سوى وحدت نظرى کن به کمال اخلاص تا درو اسم و صفت عین مسمّى بینى
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 555
و من أسمائه الحسنى «العلىّ». على من و ما ثمّ إلّا هو؟ فهو العلىّ لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلّا هو؟ فعلوه لنفسه.
شرح یعنى چون علوّ نسبتى است اضافى، شاید که نسبت با شیء عالى و نسبت با شیء سافل بود. و چون اسم ذات باشد و نزد عارف، در وجود، غیر او نیست.
پس این علوّ بر که کند؟ یا از چه استفادت کند، این علوّ، که جز او هیچ چیز نیست؟ پس علوّ او لنفسه باشد.
و هو من حیث الوجود عین الموجودات. فالمسمّى محدثات هی العلیّة لذاتها و لیست إلّا هو. فهو العلیّ لا علو إضافة، لأنّ الأعیان الّتی لها العدم الثّابتة فیه ما شمّت رائحة من الموجود؛ فهی على حالها مع تعداد الصّور فی الموجودات و العین واحدة من المجموع فی المجموع.
شرح یعنى العلوّ الذاتی من حیث انّ أعیان الموجودات التی لم تکن «فکان اللّه و لم یکن معه شیء»، هی على حالها العدمیّة الأصلیّة. فکما أنّ الحق کان و لم یکن معه شیء، کذلک الأشیاء على ما کانت کما هو الآن على ما علیه کان. فما ثمّ إلّا اللّه الواحد الأحد.
فوجود الکثرة فی الأسماء، و هی النّسب، و هی أمور عدمیّة. و لیس إلّا العین الّذی هو الذّات،
شرح یعنى وجود کثرت در اسماء و صفات است و صفات نسب معقوله. و هر چه از نسب معقوله است، در خارج وجود ندارد، آن را امور عدمى شمرند. پس وجود کثرت اسمایى نبود مگر عین ذات و نمایندگى کثرات از جهت شئون مختلفه ذاتست که به صور اعیان ثابته ظهور کرده.