عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة :


 الجزء الأول

جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد ) الإحاطة الحادثة ولا القدیمة (لا).

أی لست أنا هذا الشیء الحادث (إذا قال) الاسم الإلهی (الظاهر) من حیث التجلی والظهور فی مراتب الإمکان باعتبار حضرات الأسماء والصفات (أنا) هذا الشیء الحادث والحدوث ظهور لا تجدد والتخلیق التقدیر لا الإثبات .

ویقول الاسم (الظاهر) من حیث التجلی (لا)، أی لست أنا هذا الشیء الکونی ضد هذا الشیء کالسواد مثلا ضد البیاض ولست ضد هذا الشیء أیضا لکونی ذلک الشیء , فلست: الشیء ولا ضده .

(إذا قال) الاسم (الباطن) من حیث الغیب (أنا) هذا الشیء، لأنه نفس الوجود ظهر لنفسه فی مرتبة من مراتب الإمکان باعتبار حضرات أسمائه وصفاته .

وهذا الأمر المذکور جار (فی کل ضد) من أسماء الحضرات الإلهیة کالأول والآخر، والمعطی، والمانع، والضار، والنافع، والخافض، والرافع، والمعز، والمذل، والهادی، والمضل.

(والمتکلم) من کل ذی کلام جمیع أفراد ذلک کلهم متکلم (واحد) تجلی کلامه له من حیث هو عین ذاته، کما ظهر ذاته فی مراتب الإمکان، فتنوع کلام الواحد کما تنوعت ذاته الواحدة باعتبار الإطلاق الحقیقی فی الذات وفی صفة الکلام کما هو فی صفة کل اسم له تعالى.

وکذلک کل فعل وحکم (وهو)، أی ذلک والمتکلم الواحد (عین السامع) من کون کل ذی سمع وقد تجلی سمعه له من حیث هو عین الذات .

وظهر کما ظهرت ذاته فتنوع کتنوع الذات فی مراتب الإمکان فکل کلام کلامه ولیس کل کلام کلامه وکل سمع سمعه ولیس کل سمع سمعه کما أن کل ذات ذاته ولیس کل ذات ذاته.

وهذا معنى جمعه بین الأضداد لکمال إطلاقه الحقیقی (بقول)، أی بدلیل قول (النبی صلى الله علیه وسلم) فی حدیثه الوارد عنه (وما حدثت)، أی کلمت (أنفسها) والضمیر للأمة.

وفی روایة أخرجها السیوطی فی الجامع الصغیر عن أبی هریرة رضی الله عنه:

" إن الله تعالی تجاوز لأمتی عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تتکلم به أو تعمل به". رواه البخاری .

(فهی)، أی النفس (المحدثة)، أی المتکلمة ومع ذلک هی (السامعة حدیثها) لکن اختلفت مراتب ظهوراتها فکانت محدثة فی مرتبة وکانت سامعة لحدیثها فی مرتبة أخرى (العالمة بما حدث به نفسها) فی مرتبة أخرى.

(والعین) التی هی النفس الظاهرة لنفسها المتجلیة على نفسها (واحدة) لا تعدد لها (وإن اختلفت الأحکام) الصادرة منها علیها فی مراتب صفاتها وإمکان ظهوراتها الها (ولا سبیل) لأحد من الناس، أی لا طریق یجده (إلى جهل مثل هذا الأمر المذکور أبدا.

(فإنه یعلمه) بالضرورة علما واضحا (کل إنسان من نفسه) إذ النفس واحدة فی کل جسد إنسانی بلا شبهة.

وقد اتصفت بالحدیث لنفسها فهی محدثة لنفسها وبالسماع لحدیثها ، فهی سامعة لحدیثها وبالعلم لما سمعته من حدیثها، فهی العالمة بحدیثها ومع ذلک هی واحدة لا تعدد فیها أبدا .

(وهو)، أی هذا الأمر المذکور فی النفس (صورة الحق) الذی خلق الله آدم علیه کما ورد فی الحدیث، فالله متکلم وهو سامع لکلامه وهو عالم بمعانی ما تکلم به وقد ظهر لکل واحدة من هذه الحالات الثلاث صورة مخصوصة وربما تکررت الحالة الواحدة منها، بصورة مخصوصة لأمر اقتضاه الإطلاق الإلهی.

(فاختلطت الأمور)، أی التبست ولم تتمیز، فإن المتکلم قد یصیر سامعا والسامع متکلما وکل منهما قد یصیر عالما بالکلام وبالعکس.

وکل واحدة من هذه الحضرات لها شخص یظهر بها ثم یظهر غیره بها ویظهر هو بما ظهر به غیره، وهذا هو اختلاط الأمور بسبب عدم لزوم الشخص الواحد لحالة واحدة .

وهذه الحضرات الثلاث مثال فی العبارة وإلا فالحضرات لا تحصى کثرة.

فإن الحلیم واللطیف، والجبار والمنتقم، والمحیی والممیت، ونحو ذلک لها أشخاص تظهر بها أیضا، ثم تتحول منها إلى غیرها.

وهکذا والعین واحدة کما ذکر (فظهرت) جمیع الأعداد التی هی الاثنان والثلاثة والأربعة نحو ذلک (بالواحد) الذی هو قیوم على کل عدد بذاته بل هو عین تلک الأعداد کلها.

وإنما تکثر واختلف وتنوع بصفاته دون ذاته (فی المراتب) العددیة (المعلومة) من الإثنینیة وما فوقها.

(فأوجد الواحد) الذی هو أول الأعداد (العدد) الکثیر المترکب منه إیجادا منسوبا إلى ذاته الموصوفة بالواحدیة بسبب کثرة وجوده وإمکاناته فی ظهوره له متنوعا فی تجلیات صفاته .

(وفصل)، أی شرح وبین (العدد) الذی هو نفس المراتب الإمکانیة المختلفة

(الواحد) الذی هو عین ذلک العدد.

فالواحد أوجد العدد فأوجد نفسه فی مراتب غیره ولا غیر معه.

والعدد فصل الواحد الذی هو مجمله فأظهر منه ما لم یکن ظاهرة، ولیس العدد غیر الواحد، بل هو صفة من صفات الواحد کالقیومیة على کل حضرة من حضراته .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

بقوله: (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا) .

یعنی إذا قال الواحد المتکلم وهو الله تعالى هو الظاهر قال ذلک المتکلم لا من جهة بطونه.

وإذا قال ذلک المتکلم هو الباطن قال هو لا من جهة ظهوره , فقد حکم المتکلم على نفسه بالأضداد بالجمع بینهما بقوله :" هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بکل شیء علیم" . (وهذا الحکم فی کل ضد و) الحال إن (المتکلم) بهذا الکلام (واحد وهو) أی المتکلم (عین السامع) إذ لا غیر فی هذه الجمعیة.

فالسامع والمتکلم واحد وأورد على إثبات هذا المعنى قول الرسول علیه السلام لیسهل فهمه على الطالبین بقوله:  (یقول النبی علیه السلام وما حدثت به أنفسها) الحدیث قال: (إن الله تجاوز عن أمتی ما حدثت به أنفسها ما لم یتکلم أو یعمل به). .«إن الله تجاوز عن أمتی ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتکلم» رواه البخاری

أی النفس (المحدثة) أی تتکلم وتخبر (السامعة حدیثها) أی کلامها (العالمة بما حدثت به نفسها و) الحال إن (العین واحدة وان اختلفت الأحکام) علیه (ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه) أی الشأن (یعلمه کل إنسان من نفسه) بسبب مراجعته إلى وجدانه فإذا ثبت هذا الحکم فی الإنسان (وهو) والحال أن الإنسان (صورة الحق) ثبت فی الحق وهو استدلال من الأثر إلى المؤثر.

ولزیادة تفصیل هذا المعنى وإیضاحه أورد العدد فقال : (فاختلطت الأمور) بعضها مع بعض (وظهرت الأعداد بالواحد) .

أی بوجود الواحد (فی المراتب المعلومة فأوجد الواحد العدد) وهو ینظر لإیجاد الحق العالم (وفصل العدد الواحد) .

وهو نظیر لتفصیل العالم الحق وأحکامه وأسمائه إذ الواحد أوجد بتکرره العدد والعدد یفصل الواحد فی المراتب المعلومة مثل الاثنین والثلاثة .

فکانت مراتب العدد کله مراتب الواحد یظهر فیها بتکرره فهو عین واحدة یختلف علیها الأحکام بحسب المراتب فإن صورة الثلاثة مثلا واحدة ومادته وهی تکرار الواحد والکثرة معدومة فی الخارج فلا موجود فی الخارج إلا عین واحدة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

فیقول الباطن: لا، إذا قال الظاهر: أنا، ویقول الظاهر: لا، إذا قال الباطن: أنا.

وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: "وما حدثت به أنفسها"، فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة" بما حدثت به أنفسها ، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق، فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة .

وقوله: فاختلطت الأمور، یعنی الإلهیة والکونیة.

وقوله: وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب، یعنی أنک لو عددت دنانیر مثلا فکلها ذهب والواحد منها هو حقیقة کل واحد منها فی الذهبیة والمراتب کثرت الواحد.

ألا ترى أن الإثنین هی واحد وواحد، والثلاثة هی واحد وواحد وواحد، فهو الواحد یتکرر إلى غیر نهایة فإذا اتحد المعدود فی الحقیقة فلا أثر لتعدد المراتب فقد بان معنى قوله، رضی الله عنه: فظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

قال رضی الله عنه : « فیقول الباطن : « لا » إذا قال الظاهر : « أنا » .

ویقول الظاهر : "لا " إذا قال الباطن : « أنا » . وهذا فی کلّ ضدّ ، والمتکلَّم واحد وهو عین السامع .

یقول النبیّ صلَّى الله علیه وسلَّم : " وما حدّثت به أنفسها " .

یعنی رضی الله عنه : فی مغفرة الله لأمّة محمد صلَّى الله علیه وسلَّم ذنوبهم الظاهرة من الجوارح الجسمانیة ، والباطنة الکائنة من القوى الباطنة ، وما حدّثت به أی تفعله من الذنوب وإن لم تفعل .

" فهی المحدّثة السامعة حدیثها ، العاملة بما حدّثت به نفسها ، والعین واحدة ، و إن  اختلفت الأحکام ، ولا سبیل إلى جهل مثل هذا ، فإنّه یعلمه کل إنسان من نفسه .

یعنی رضی الله عنه : أنّها المحدّثة نفسها .

قال : « وهو صورة الحق » یعنی کلّ إنسان إنسان بهذه المثابة ، فکذلک فی الجانب الإلهی ، فافهم .

قال رضی الله عنه : ( فاختلطت الأمور ، وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة . فأوجد الواحد العدد . )

قال العبد : لمّا کانت العین الواحدة التی لا عین إلَّا هی کثیرة التعیّنات ، فتنوّعت ظهوراتها ، وتعدّدت إنّیّاتها ، فکانت واحدة کثیرة ، وحدة فی عین کثرة وکثرة فی عین وحدة ، فکانت عین الأضداد فی الأعداد ، فاختلطت الأمور ، وأشکل على الفکر الوقوف على سرّ ذلک والعثور ، وحار الجمهور ، وخار العقول ، وعسر الوصول ،

وتعذّر علیها الاطمینان إلى ذلک والقبول ، وذلک لسریان العین الواحدة الموجودة ، فی مراتبها ومرائیها المشهودة ، إذ لا عین على الحقیقة إلَّا حقیقة واحدة هی ذات الحق ، والمراتب نسب تجلیّاتها ، وهی التی غمرتها بنورها ، وعمرتها بتجلَّیه وظهورها .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

قال رضی الله عنه:  " فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا ، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا ، وهذا فی کل ضد والمتکلم واحد ، وهو عین السامع بقول النبی صلى الله علیه وسلم « وما حدثت به أنفسها » فهی المحدثة والسامعة حدیثها ، العالمة بما حدثت به أنفسها ، والعین واحدة وإن اختلفت الأحکام ولا سبیل إلى جهل مثل هذا ، فإنه یعلم کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق ".

یعنى أن کل اسم من أسمائه تعالى یثبت مقتضاه وینفى مقابله من الأسماء ما أثبته بإثبات ما یقتضیه ، وکذلک کل جزء من العالم یثبت أنانیته بإظهار خاصیته وینفى ضده ما أثبته ، ویبطل دعواه بإظهار ما یضاد تلک الخاصیة ، فکل أحد یخبر عما فی طبعه والآخر یجیبه والمخبر والمجیب واحد.

وقد تمثل بقول النبی علیه الصلاة والسلام فی بیان مغفرته تعالى لذنوب أمته « ما صدرت عن جوارحهم وما حدثت به أنفسهم وإن لم یفعلوه ".

فإن کل إنسان قد یحدث نفسه بفعل شیء ویهم به ، ویرده عنه من فعله صارف منه وهو یسمع حدیث نفسه ویعلم اختلاف أحکامها عند التردد فی الفعل .

وهو المحدث والسامع والآمر والناهی والعالم بجمیع ذلک ، مع أن عینه واحدة لاختلاف قواه ومبادى أفعاله من العقل والوهم والغضب والشهوة وغیر ذلک ، فهو بعینه صورة الحق فی الوجوه والأحکام الأسمائیة .

قال رضی الله عنه:  ( فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة ، فأوجد الواحد العدد وفصل العدد الواحد ، وما ظهر حکم العدد إلا بالمعدود ).

سبب اختلاط الأمور واشتباهها تکثر العین الواحدة بالتعینات والمراتب ، إذ لا شیء فی الوجود إلا تلک العین الواحدة المتکررة بالتعینات المختلفة .

ألا ترى أن الواحد فی أول مرتبة واحد ، وفی الثانیة عشرة وفی الثالثة مائة ، وفی الرابعة ألف ، وکل واحدة من هذه المراتب کلیة یحتوی على بسائط الآحاد والعقود .

کالأنواع المحتویة على الأشخاص ، والأجناس المحتویة على الأنواع ، فإن الواحد فی المرتبة الأولى إذا تجلى فی صورة أخرى یسمى اثنین ، ولیس إلا واحدا وواحدا جمعا والواحد لیس بعدد والهیئة الاجتماعیة واحدة .

والمجموع المسمى اثنین عدد واحد ، فالصورة واحدة والمادة واحدة والمجموع واحد تجلى فی صورة کثرة ، فأنشأ الواحد العدد بتجلیه فی صورتین ، وکذا الثلاثة واحد وواحد وواحد وحکمها فی الواحدیة حکم الاثنین .

وهکذا إلى التسعة التی هی بسائط الواحد وتعیناتها فی المرتبة الأولى ، فإذا تجلى فی المرتبة الثانیة یسمى عشرة ولیس إلا الواحد صورة ومادة ومجموعا .

فالواحد هو المسمى بجمیع مراتب العدد وأسمائه ، وصور المراتب تجلیاته فهو الإنسان من حیث أنه عدد واحد وثانى اثنین وثالث ثلاثة ورابع أربعة .

وکذلک فی التفسیر لقوله تعالى :" ما یَکُونُ من نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ولا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ ولا أَدْنى من ذلِکَ ولا أَکْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ ".

فالواحد منشئ العدد والعدد مفصل الواحد ، وإذا فصلت العدد عند التحلیل والتحقیق لم تجد إلا الواحد المتجلى فی صورة تعیناته ومراتب تجلیاته .

ولما کان العدد نسبة متعینة تعرض الواحد فی تعیناته وتجلیاته ، لم یتعین إلا بالمعدود وهو الواحد الحقیقی الذی لا حقیقة إلا له ، وبه تحقق التعدد والتعین والتجلی ، واللاتعدد واللاتعین واللاتجلى .

فإن تجلى فی صورة أحدیته الذاتیة « کان الله ولم یکن معه شیء » وبطنت فیه الأعداد الغیر المتناهیة بطون النصفیة والثلثیة والربعیة وسائر النسب الغیر المتناهیة فی الواحد ، فإنها لا تظهر إلا بالعدد مع کونها متمایزة فیه .

وإن تجلى فی صورة تعیناته ومراتب تجلیاته أظهر الأعداد وأنشأ الأزواج والأفراد ، وتلک مراتب تنزلاته ولیس فی الوجود إلا هو.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

قال رضی الله عنه : (فیقول: الباطن، لا إذ اقال: الظاهر أنا، ویقول: الظاهر لا، إذا قال: الباطن أنا. وهذا فی کل ضد.)

أی، إذا قال الاسم الظاهر: أنا مظهرا إنیته ومریدا لتحققه، ینفیه الاسم الباطن، فان الضد ینفى الضد. فإذا قال الباطن: أنا ظاهرا لحقیقته ومثبتا

لحقیته، ینفیه الظاهر. وهکذا الأمر فی کل من الضدین، فإنه یثبت مقتضى ذاته وینفى مقتضى ما یقابله. فإذا کان الحق ظاهرا من حیث إنه باطن، وباطنا منحیث إنه ظاهر، فقد جمع بینهما من وجه واحد.

قال رضی الله عنه : (والمتکلم واحد وهو عین السامع) أی، والحال أن المتکلم فی هذین الإسمین واحد بحکم أحدیة العین، وهو الحق، والسامع أیضا عینه لا غیره، کما(یقول النبی، صلى الله علیه وسلم: (وما حدثت به أنفسها).) بضم السین علىأنه فاعل (حدثت). وهو إشارة إلى ما ثبت فی الصحیح أن رسول الله، صلى اللهعلیه وسلم، قال: (إن الله تجاوز عن أمتی ما حدثت به أنفسها ما لم تتکلم أو تعمل.)

قال رضی الله عنه : (فهی المحدثة السامعة حدیثها العالمة بما حدثت به نفسها، والعین واحدة وإن اختلفت الأحکام. ولا سبیل إلى جهل مثل هذا، فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه.)

أی، فالأنفس هی المحدثة وهی السامعة لحدیثها وهی العالمة بما حدثت به،لا غیرها، فالعین واحدة وإن اختلفت الأحکام الصادرة منها بحسب قواها من النطق والسمع والعلم. فکذلک المتکلم بلسان الباطن والظاهر وکل من الأسماءالمتقابلة واحد. یعلم ذلک ذوقا کل إنسان من نفسه.

قال رضی الله عنه : (وهو صورة الحق). أی، والإنسان الذی یعلم هذا من نفسه هو صورة الحق.

وهو السامع والمتکلم حدیث نفسه، فیلزم أن یکون الحق الذی هو على صورته .

کذلک، کما قال، علیه السلام: (إن الله خلق آدم على صورته)

قال رضی الله عنه : (فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة کلها)

أی، فاختلطت الأمور، واشتبهت بالتکثر الواقع فیها على المحجوب الغیر المنفتح عین بصیرته، وإن کانت ظاهرة راجعة إلى الواحد الحقیقی عند من رفعت الأستار عن عینه وانکشف الحق إلیه بعینه.

والاختلاط بالتجلیات المختلفة صار سببا لوجود الکثرة، کما ظهرت الأعداد بظهور الواحد فی المراتب المعلومة.

ولما کان ظهور الواحد فی المراتب المتعددة مثالا تاما لظهور الحق فی مظاهره، جعل هذا الکلام توطئة، وشرع فی تقریر العدد وظهور الواحد فیه، لیستدل المحجوب به على الکثرة الواقعة فی الوجود المطلق مع عدم خروجه عن کونه واحدا حقیقا.

وقال: (فأوجد الواحد العدد وفصل العدد الواحد).

أی، أوجد الواحد بتکراره العدد، إذ لو لم یتکرر الواحد، لم یکن حصول العدد. وفصل العدد مراتب الواحد، مثل الاثنین والثلاثة والأربعة وغیر ذلک إلى ما لا یتناهى، لأن کل مرتبة من مراتب الآحاد والعشرات والمئات والألوف لیس غیر الواحد المتجلى بها، لأن الاثنین، مثلا، لیس إلا واحدا وواحدا اجتمعا بالهیئة الوحدانیة، فحصل منها الاثنان، فمادته هو الواحد المتکرر وصورته أیضا واحدة، فلیس فیه شئ سوى الواحد المتکرر، فهو مرتبة من مراتبه وکذلک البواقی.


فإیجاد الواحد بتکراره العدد، مثال لإیجاد الحق الخلق بظهوره فی الصور الکونیة. وتفصیل العدد مراتب الواحد، مثال لإظهار الأعیان أحکام الأسماء الإلهیة والصفات الربانیة، والارتباط بین الواحد والعدد، مثال للارتباط بین الحق والخلق، وکون الواحد نصف الاثنین وثلث الثلاثة وربع الأربعة وغیر ذلک، مثال للنسب اللازمة التی هی الصفات للحق.


 الجزء الثانی

خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

قال الشیخ رضی الله عنه : "فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، و یقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. و هذا فی کل ضد، و المتکلم واحد و هو عین السامع. یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «و ما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها ، والعین واحدة و اختلفت الأحکام. ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق. فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة. فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد،"

وهذا الاختلاف فی الصور من اختلاف الأسماء. (فیقول الباطن: لا) أی: لست الظاهر (إذا قال الظاهر: أنا) الاسم الظاهر، ویقول الظاهر: لا، إذا قال الباطن: أنا، وهذا الاختلاف بعینه (فی کل ضد) من صور تلک الأسماء، وهی مع هذه الاختلافات راجعة إلى العین الواحدة.

إذ (المتکلم) المتصف بکل (واحد) من الباطن والظاهر مع اختلاف القول بینهما بحسب تضادهما واحد، (وهو عین السامع) فی القولین المختلفین، واتحاد المتکلم والسامع هاهنا .

(کقول النبی صلى الله علیه وسلم ) أی: کاتحادهما فی قوله صلى الله علیه وسلم  : «رفع عن أمتی الخطأ والنسیان، ("وما حدثت به أنفسها" ) أی: (حدثت أنفسها) لا نفسها تحدثها من حیث إنها من وجه جاهلة بذلک الحدیث محتاجة إلى سماعه من نفسها.

(والعین) أی: عین النفس واحدة، (وإن اختلفت الأحکام) إلى أحکام تلک العین التی هی النفس بالتحدیث، والسماع، والعلم، والجهل، لاختلاف الوجوه.

فکذا وجوه الحق مع وحدة العین إذ معرفته منوطة بمعرفة النفس، وإذا کان هذا الاختلاف فی النفس مع وحدة العین.

(فلا سبیل إلى جهل مثل هذا) فی الحق الذی معرفته منوطة بمعرفة النفس، وقد عرف بالضرورة فی النفس، (فإنه یعلم کل إنسان من نفسه) هذا الاختلاف منها وقت تحدیثها مع اتحادها، وکیف ینکر ذلک فی الحق.

(وهو) أی: اختلاف وجوه النفس وأحکامها مع اتحاد عینها (صورة الحق) فی ظهوره بالوجوه المختلفة من أسمائه باختلاف المظاهر المفروضة فی الخارج الثابتة فی العلم مع وحدة العین المحققة فی نفس الأمر.

ویؤید هذا ما نقله الشیخ أبی عبد الرحمن السلمی عن الواسطی فی قوله تعالى: "فلما أتاها نودى یا موسى" [طه: 11]، "إنى أنا ربک" [طه: 12].

قیل لموسى: کیف عرفت أن النداء هو نداء الحق.

فقال: أفنانی وشملنی فکأن کل شعرة کان مخاطبا بنداء من جمیع الجهات.

وکأنها تعبر من نفسها بجواب، ولما شملتنی أنوار إلهیة، وأحاطت بی أنوار العزة والجبروت، علمت أنه لیس لأحد أن یخبر عن نفسه باللفظین جمیعا متتابعا إلا الحق.

قال: فکان هو محل الفناء.

فقلت: أنت، أنت لم تزل، ولیس لموسى معک مقام، ولا له جرأة على الکلام إلا أن تبقیه ببقائک، وتنعته بنعوتک فتکون أنت المخاطب، والمخاطب جمیعا .

فقال: لا یحمل خطابی غیری ولا یجیبنی سوای، أنا المتکلم والمکلم، وأنت فی الوسط شبح یقع بک محل الخطاب، انتهى.

وإذا جمع الواحد بین الأضداد، واختلفت أحکامها (فاختلطت الأمور) .

أی: اختلط کل ضد بضده، وحصلت الکثرة فی الوحدة، والوحدة فی الکثرة، ولما کان حصول الوحدة فی الکثرة متعارفا کما فی الإنسان الواحد مع کثرة أعضائه، وقواه لم یفتقر فی بیانها إلى مثال.

ولما کان حصول الکثرة فی الوحدة غیر متعارف افتقر فی بیانها إلى مثال.

ولما کان معناه أن الواحد یتصور بالصور الکثیرة کالشخص المقابل للمرایا الکثیرة، وأنه یحدثها بمقابلته تلک المرایا.

وأن الکثرة تفصل الوحدة أورد لکل ذلک أمثلة مرجعها مثال واحد، وتمثیل العین الواحدة بالواحد من العدد، وتمثیل الصور الکثیرة بالعدد، وتمثیل المرایا بالمعدود.

فقال: (فظهرت الأعداد بالواحد) أی: ظهرت الصور التی هی الحوادث بالعین الواحدة ظهور العدد بالواحد فی المراتب المعلومة من الآحاد، والأعشار، والمائین، والألوف، وغیر ذلک.

فالواحد فی المرتبة الثانیة اللفظیة أو الذهنیة اثنان وفی الخطیة عشرة، وفی الثالثة اللفظیة أو الذهنیة ثلاثة، وفی الخطیة مائة، وفی الرابعة اللفظیة أو الذهنیة أربعة وفی الخطیة ألف .

فکذا ظهور العین الواحدة فی المرتبة الأولى عقل الکل، وفی المرتبة الثانیة من حیث الوجود عقل ثان، ومن حیث العلم نفس کلیة، ومن حیث الإمکان جسم کلی، وهکذا إلى ما لا نهایة له.

(فأوجد الواحد العدد) أی: أوجدت العین الواحدة الحوادث بظهورها فی مراتبها بصور الحوادث مثل إیجاد الواحد العدد بظهوره فی مراتبه بصور العدد.

(وفصل العدد الواحد) أی: فصلت الحوادث المتکثرة العین الواحدة بإبراز ما کان فیها بالقوة من الظهور فی المظاهر مثل تفصیل العدد للواحد.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد )

قال الشیخ رضی الله عنه : (فیقول الظاهر : « لا » إذا قال الباطن : « أنا » .

ویقول الباطن :« لا » إذا قال الظاهر : « أنا » وهکذا فی کلّ ضدّ ) یطویه الأحدیّة الإطلاقیّة - کالقابلیّة والفاعلیّة والمتکلَّمیّة والسامعیّة - ( والمتکلَّم واحد ، وهو عین السامع .

یقول النبی صلَّى الله علیه وسلَّم: « وما حدثت به أنفسها »فهی المحدّثة السامعة حدیثها ، العالمة بما حدّثت به نفسها والعین واحدة ) - یعنی الشخص - ( وإن اختلفت الأحکام ) وهی الحدیث والسماع والعلم والمحدّث والسامع والعالم .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولا سبیل إلى جهل مثل هذا ) ، فإنّه من الوجدانیّات الضروریّة التی یجد کل أحد من نفسه ، لا یتفاوت فیه الغبیّ من الذکیّ ( فإنّه یعلمه کل إنسان من نفسه ، وهو صورة الحقّ ) - کما سبق تحقیقه - .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فاختلطت الأمور ) أی الأحکام الکونیّة العدمیّة والحقیقیّة العینیّة الوجودیّة ، والتبس الحقّ الواحد فی المراتب التی لیس لها وجود فی العین ، بل إنّما هی أمور اعتباریّة یتصوّرها العقل بأحکامها وآثارها الخصیصة بکلّ منها .

ثمّ إنّ هذه الأحکام لمّا کانت من آثار تلک المراتب المعدومة بالذات ، لا بدّ وأن تکون أنزل منها وأخفى فی مکامن العدم بالنسبة إلیها : لکن لمّا التبس الحقّ بها فاختفى فیها بنفسها ، وتصوّر بصورها وظهر بظهورها : انتسب الوجود فی العین إلیها ، فصارت الموجود فی العین تلک الأحکام - لا غیر - کما قیل :

إن قیل لک الکون علیه عرض ..... حقّق نظرا فیه، ترى الجوهر هو

وإذ کان هذه المسئلة من أغمض المسائل عند أکثر المسترشدین - ممّن عوّدوا مدارکهم بالاستفاضة عن الأنظار القیاسیّة، والمقدّمات المأنوسة لهم فی أوائل أحوالهم - صوّر لهم تلک المسئلة فی صورة عددیّة، فإنّ العدد بما علیه من الصور المدرکة أوّلا مختزن عویصات الحقائق وغوامض المعارف.

فأشار إلى ذلک رضی الله عنه بقوله: (وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة) ظهور الأکوان وأحکامها بالحقّ فی مراتب الوجود التی هی اعتبارات عقلیّة، وذلک لأنّ العدد أیضا له مراتب کلیّة تنطوی على أحکام مشخّصة وجزئیّات معیّنة - کالآحاد والعشرات والمآت والألوف - المتمایزة بمجرّد نسبة التقدّم والتأخّر - التی هی محض الاعتبار - المحتویة کل منها على جزئیّات إنّما یظهر الواحد بصورها فی العین مفصّلا.

قال الشیخ رضی الله عنه: (فأوجد الواحد العدد، وفصّل العدد الواحد) فی مراتبه وجزئیّاتها المندمجة فیها بالقوّة، وجعلها بالفعل


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع.

یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام.

ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.

فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد)

قال الشیخ رضی الله عنه: (فیقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ویقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. وهذا فی کل ضد، والمتکلم واحد وهو عین السامع. یقول النبی صلى الله علیه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهی المحدثة السامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعین واحدة واختلفت الأحکام. ولا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنه یعلمه کل إنسان من نفسه وهو صورة الحق. فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة. فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد.)

قال الشیخ رضی الله عنه: (فیقول الباطن لا إذا قال : الظاهر أنا ویقول : الظاهر لا إذا قال : الباطن أنا وهذا) الحکم جار (فی کل ضد)، فإنه یثبت مقتضى ذاته وبنفی مقتضى ما یقابله و ذلک لا ینافی ما سبق من أنه یجمع بین الضدین من جهة واحدة .

فإن الحقیقة الواحدة یجمع بین الضدین من جهة واحدة لا من جهتین وإلا نقلنا الکلام إلى الجهتین حتى ینتهی إلى جهة واحدة.

وأما إذا تقیدت بأحد الضدین فلا یجامع مع تقیده به الضد الآخر (والمتکلم واحد)، أی یقول : کل من الاسمین ما یقول والحال أن المتکلم فیهما واحد بحکم أحدیة العین (وهو)، أی المتکلم (عین السامع کما یقول النبی صلى الله علیه وسلم ) فی بیان مغفرته تعالی لذنوب أمته ما صدرت عن جوارحها (وما حدثت به أنفسها فهی).

أی الأنفس (المحدثة) وهی (السامعة حدیثها) وهی (العالمة بما حدثت به).

وقوله (أنفسها من) وضع المظهر موضع المضمر وضمیرها للأمة.

قال الشیخ رضی الله عنه: (والعین واحدة وإن اختلفت الأحکام) الصادرة منها من الحدیث والسماع والعلم.

قال الشیخ رضی الله عنه: (ولا سبیل إلى جهل مثل هذا) الذی ذکرناه من وحدة النفس وکثرة أسامیه لاختلاف أوصافه وأحکامه (فإنه بعلمه کل إنسان من نفسه) إذا راجع وجدانه.

قال الشیخ رضی الله عنه: (وهو)، أی الإنسان الذی یعلم ذلک (صورة الحق) تعالى کما قال النبی صلى الله علیه وسلم: "إن الله خلق آدم على صورته). رواه مسلم وابن حبان وأحمد ابن حنبل وأبو داود والبزار .

"وفی حدیث ابن حاتم، عن النبی صلى الله علیه وسلم قال: «إذا قاتل أحدکم أخاه، فلیجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته»  صحیح مسلم

قال الشیخ رضی الله عنه : (فاختلطت الأمور) المتکررة فی عین واحدة واجتمعت فیها (و) ظهرت الکثرة الأسمائیة (کما أظهرت الأعداد بالواحد)، أی بتکراره (فی المراتب المعلومة) العدد من الآحاد والعشرات والمئات والألوف .

قال الشیخ رضی الله عنه : (فأوجد الواحد)، بتکراره (العدد وفصل العدد) بمراتبة (الواحد) یعنی أحواله وأحکامه مثل الاثنین والثلاثة والأربعة وغیر ذلک إلى ما لا نهایة له لأن کل مرتبة من هذه المراتب لیست غیر الواحد المتجلی بها.

لأن الاثنین مثلا لیس إلا واحدا وواحدا اجتمعا بالهیئة الوحدانیة فحصل الإثنان، فلیس فیه سوى الواحد المتکرر فهو مرتبة من مراتبه وإذا تجلى الواحد فی مرتبته ظهر بعض أحکامه التی لم تکن ظاهرة فی مرتبة وأحدیته کالزوجیة الأولى مثلا.

وکذلک الثلاثة لما تجلى الواحد بها ظهرت بها الفردیة الأولى التی لم تکن ظاهرة فی مرتبة الواحدیة والاثنینیة أیضا.

وکذا البواقی فمراتب الأعداد کلها تفاصیل الأحوال الواحد وأحکامه المستحسنة قبل ظهوره فیها.

أعلم أن الواحد ولله المثل الأعلى مثال العین الواحدة التی هی حقیقة الحق سبحانه وتعالى، والعدد مثال للکثرة الأسمائیة الحاصلة من تجلی تلک الحقیقة بصور شؤونها ونسبها الذاتیة أو لکثرة الأعیان الثابتة فی العلم.

والمعدود مثال للحقائق الکونیة والمظاهر الخلقیة التی لا تظهر أحکام الأسماء ولا أحوال الأعیان الثابتة إلا بها کما أشار إلیه على سبیل التمثیل.


(فیقول) الاسم الإلهی (الباطن) من حیث الغیب المطلق الذی لا یدخل تحت 


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 129

فیقول الباطن «لا» إذا قال الظاهر أنا، و یقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. و هذا فی کلّ ضد، و المتکلم واحد و هو عین السامع.

یقول النّبیّ- ص- «و ما حدّثت به أنفسها» فهی المحدثة السّامعة حدیثها، العالمة بما حدثت به أنفسها و العین واحدة و اختلفت الأحکام و لا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنّه یعلمه کلّ إنسان من نفسه و هو صورة الحقّ.

پس ظاهر گفت «انا»، باطن می‌گوید «لا» و باطن گفت «انا» ظاهر می‌گوید «لا» و این حرف در هر ضد است.

وقتى که ظاهر بخواهد انانیتش را اظهار کند و تحققش را اثبات کند باطن نفی‌اش می‌کند و بالعکس.

و حال اینکه متکلم در این دو اسم (به حکم احدیت عین که حق است) یکى است و متکلم عین سامع است (یعنى سامع نیز عین حق است).

چنانچه رسول اللّه (ص) فرمود: «إنّ اللّه تجاوز عن امتی ما حدثت به أنفسها ما لم تتکلم». پس این انفس هم محدثند و هم سامع حدیثشان و عالمند به آن چه که نفس حدیث کرده است و عین واحد است اگر چه احکام مختلفند و راهى به انکار این حرف نیست چه هر انسانى این حقیقت را از خویشتن می‌یابد و این انسان صورت حق است (یعنى حق تعالى هم متکلم است و هم سامع).

فاختلطت الأمور و ظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة. فأوجد الواحد العدد و فصّل العدد الواحد،

پس امور در هم آمیخت و اعداد به سبب واحد در مراتب معلومه آشکار شد.

یعنى اختلاط به تجلیات مختلفه سبب وجود کثرت گردید چنانکه ظهور اعداد در مراتب معلومه (آحاد و عشرات و مئات و الوف) به ظهور واحد است در آن مراتب.

پس واحد به تکررش عدد را ایجاد کرد و عدد مراتب واحد را تفصیل داد. یعنى واحد در آنها تجلى کرد و آنها متجلى به واحدند. پس جز واحد متکرر چیزى نیست.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۱۵-۳۱۷

فیقول الباطن لا إذا قال الظّاهر أنا، و یقول الظّاهر لا إذا قال الباطن أنا و هذا فى کلّ ضدّ.

یعنى هرگاه که اسم ظاهر «أنا» گوید و مظهر انانیت و مرید تحقق خویش باشد اسم باطن نفى او کند، و هرگاه که اسم باطن گوید منم و ظاهر به حقیقت و مثبت حقیقت خود شود اسم ظاهر نافى او باشد، چه ضدّیت مقتضى منافات است. و در هر ضدّین حال بدین منوال است که هریک مثبت مقتضاى ذات خود و نافى مقتضاى مقابل خویش است. پس هرگاه که حق ظاهر شود از آن جهت که باطن است و باطن گردد از آن روى که ظاهرست جمع کرده باشد در میان ضدین از وجه واحد.

و المتکلم واحد و هو عین السّامع.

یعنى حال آنست که متکلم به اسمین متضادّین به حکم احدیّت جمع یکى است که آن حق است؛ و سامع نیز عین اوست به غیر او پس سخن به زبان سحره همان گفت که به گوش موسى شنید.

کما یقول النبىّ صلى اللّه علیه و سلّم «و ما حدّثت به انفسها»

در حدیث صحیح چنین آمده که رسول علیه السلام فرمود: حق سبحانه و تعالى از امّت من در مى‏‌گذراند و عفو مى‌‏فرماید آنچه را انفس ایشان بدان تحدث مى‏کند مادام که تکلم به زبان نکنند.

فهى المحدّثة السّامعة حدیثها، العالمة بما حدّثت به أنفسها و العین واحدة و إن اختلفت الأحکام و لا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنّه یعلمه کلّ إنسان من نفسه.

پس انفس محدثه است و هم سامعه مر حدیث خود را؛ و هم اوست که عالمه است به‏آنچه تحدّث مى‏کند نفس او نه غیر او. لاجرم عین یکى است اگرچه احکامى که به حسب قواى او از نطق و سمع و علم صادر مى‏شود مختلف است؛ پس متکلم به زبان اسم ظاهر و باطن یکى است. و حکم در سائر اسماى متقابله نیز چنین است و این امرى نیست که مجهول باشد چه هر انسانى از نفس خویش درمى‌‏یابد که سخن گوینده و شنونده و داننده در وجود او یکى است اگرچه قواى مختلف است.

و هو صورة الحقّ.

و انسانى که این معنى را از نفس خود درمى‏یابد صورت حق است کما قال علیه السلام: «ان اللّه تبارک و تعالى خلق آدم على صورته».

گیرنده به هر دستى پوینده به هر پائى‏ با چشم و زبان ما، بینا تو و گویا تو

فاختلطت الأمور و ظهرت الأعداد بالواحد فى المراتب المعلومة.

یعنى مختلط شد امور و به واسطه وقوع تکثر در وى مشتبه شد امر بر محجوبى که عین بصیرت او منفتح نیست؛ اگرچه جمیع امور متکثره راجع است به واحد حقیقى نزد آنکه استار از عین او مرتفع شده و غیر حق برو منکشف گشته باشد.

و هیچ شبهه نیست که اختلاط به تجلیّات مختلفه سبب شده است وجود کثرت را چنانکه ظاهر شد اعداد به ظهور واحد در مراتب معلومه.

و چون ظهور واحد در مراتب متعدده مثال تام بود مر ظهور حق را در مظاهرش، شیخ این کلام را توطئه ساخت از براى شروع در تقریر عدد و ظهور واحد در وى؛ تا محجوب بدین مثال استدلال کند بر تکثر واقع در وجود مطلق با وجود عدم خروج وجود مطلق از واحد حقیقى بودن.

فأوجد الواحد العدد، و فصّل العدد الواحد.

یعنى پیدا کرد واحد به تکرار خود عدد را، چه بى‏تکرر واحد ممکن نیست حصول عدد؛ و تفصیل کرد عدد مراتب واحد را چون اثنین و ثلاثه و اربعه و غیر آن تا بى‏نهایت چه هر مرتبه از مراتب آحاد و عشرات و مآت و الوف غیر واحد نیست که متجلى است بدین مراتب. مثلا اثنین جز واحد و واحد نیست که مجتمع شده است به هیئات وحدانیّت و از آن هیئات اثنان حاصل گشته، پس ماده او واحدیست متکرر، و صورت او نیز واحده است. پس در وى غیر واحد متکرر هیچ نیست و این مرتبه‏ایست از مراتب او و باقى مراتب نیز همچنین است. پس اتحاد واحد به تکرارش عدد را مثال ایجاد حق است خلق را به ظهورش در صورت کونیّه؛ و تفصیل عدد مراتب واحد را مثال اظهار اعیان است احکام اسماى الهیّه و صفات ربانیّه را. و ارتباط در میان واحد و عدد مثال ارتباط است در میان حق و خلق، و بودن واحد نصف اثنین و ثلث ثلاث و ربع اربعه و غیر این مثال نسب لازمه است حق را که آن صفات است لاجرم، بیت:

وجود هرچه مى‏بینى مقید اندرین عالم‏                وجودى دان تو آن مطلق اگر هوش و خرد دارى‏

به جز جانان نبیند آنکه چشمى راست‏بین دارد اگر پیش جمال یار صد آینه بردارى‏

گر از عشّاقى اى خسرو مگو جز از لب شیرین‏ وگر مجنونى اى عاشق بجز لیلى مبین یارى‏

حروف و صورت واحد اگرچه کثرتى دارد         ز روى صورت است افراد و اجزایش ز بسیارى‏

و لیک از روى معنى داند آن‏کس کو خرد دارد که واحد جز یکى نبود اگر صد بار بشمارى‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۶

فیقول الباطن لا إذا قال الظّاهر أنا، و یقول الظّاهر لا إذاقال الباطن انا. و هذا فی کلّ ضدّ، و المتکلّم واحد و هو عین السامع.

یقول النّبیّ صلّى اللّه علیه و سلّم «و ما حدثت به أنفسها» فهی المجدثة السّامعة حدیثها العالمة بما حدثت به أنفسها، و العین واحدة و إن اختلفت الأحکام. و لا سبیل إلى جهل مثل هذا فإنّه یعلمه کلّ انسان من نفسه و هو صورة الحقّ.

شرح یعنى، ازین حدیث نبوى ثابت شده، که نفس را حدیثى است، که خود بدان متکلم است، و خود سامع آن، و خود عالم به آن چه مى‏گوید و مى‏شنود، و کس را بدان اطّلاع نى. پس درین مثال، که بر کس پوشیده نیست، دانستى که عین واحدة مى‏ یابیم، یعنى نفس که احکام مختلفه از وى صادر مى‏شود. و این کثرت احکام، قادح در وحدت او نیست، و آن انسان است که به حکم «خلق آدم على صورته» ظاهر است. همچنین بدان که حق متکلّم است به لسان باطن و ظاهر و جمیع اسماى متقابله به تقابل تضاد، و او واحدیست که بر وحدت حقیقى خود است ازلا و أبدا.

فاختلطت الأمور و ظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب المعلومة. فأوجد الواحد العدد، و فصّل العدد الواحد

شرح یعنى لما کانت العین الواحدة کثیرة التعیّنات فتنوّعت ظهوراتها، فکانت واحدة فی عین کثرة و کثرة فی عین وحدة، فکانت عین الأضداد فی الأعداد فاختلطت الأمور و أشکلت على الفکر الوقوف على سرّ ذلک.

اعداد به ظهور واحد در مراتب معلومه، از آحاد و عشرات و مئات و الوف ظاهر مى‏‌گردد، و واحد در هر مرتبه ‏اى همان واحد است.