عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة العاشرة: 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

(وما ظهر حکم العدد)، أی لزومه وتحققه فی الوجود (إلا بالمعدود)، وهو المحکوم علیه بالعدد بحیث یقال : هذه خمسة مثلا أو ثلاثة تشیر بذلک إلى دراهم ونحوها. فهذه ثلاثة أشیاء واحد وعدد ومعدود، فالواحد کذات الحق والعدد بمنزلة صفاته وأسمائه وأفعاله وأحکامه والمعدود بمنزلة مخلوقاته .

أما کون الواحد کذات الحق، فلأنه أصل لکل شیء، وکل شیء إمکان من إمکانات ظهوره .

کما قال تعالى : "کل شیء هالک إلا وجهه" [القصص: 88]، أی إلا ذاته.

وقال تعالى: "أینما تولوا فثم وجه الله" [البقرة : 115]، أی ذاته .

والواحد ذات کل معدود من حیث حقیقة المعدود، والمعدود من حیث زیادته على حقیقة الواحد هالک.

وأما کون العدد بمنزلة الصفات الحق تعالى وأسمائه وأفعاله وأحکامه، فلأن للعدد أربع اعتبارات بحسب مراتبه.

الاعتبار الأول من حیث المعنى المصدری الذی هو الاثنینیة والثلاثیة وما فوق ذلک، فبهذا الاعتبار هو بمنزلة الصفات للحق تعالی.

والاعتبار الثانی من حیث معنى الاتصاف به بجهة اسم الفاعل الذی هو ثانی وثالث وما فوق ذلک، فبهذا الاعتبار هو بمنزلة الأسماء للحق تعالی.

والاعتبار الثالث من حیث ثبوت المعدود به فی ذهن العاد حتى یدوم استحضاره ولا ینساه فکأنه بنفس عده وإحصائه یوجده فی علمه أو فی الخارج بالنظر إلى علمه فبهذا الاعتبار هو بمنزلة الأفعال للحق تعالی.

والاعتبار الرابع من حیث الحکم به على المعدود فیقال : هذا اثنان وهذا ثلاثة ونحو ذلک. فبهذا الاعتبار هو بمنزلة الأحکام للحق تعالی.

وأما کون المعدود بمنزلة مخلوقاته تعالى، فلأنه مراتب خارجة عن حقیقة الواحد لم تتغیر عما کانت علیه من قبل توجه الواحد علیها.

وکذلک جمیع مخلوقات الله تعالى بالنسبة إلیه تعالى على ما هی علیه من عدمها الأصلی، ولولا دخولها فی موازین صفاته تعالى وأسمائه وأفعاله وأحکامه ما تبینت هذا البیان، والمبین هو تعالى فی موازینها وهو على ما هو علیه وهی على ما هی علیه، نقول بهذا ونقول بهذا ، وهی الحیرة فی الله، ثم ننفی القولین ونقول : هو الله تعالى کما قال تعالى : "قل الله ثم ذرهم فی خوضهم یلعبون" [الأنعام: 91] .

(و) الشیء (المعدود) من حیث هو معدود، أی محکوم علیه بالعدد (منه عدم)، أی نوع معدوم فی الخارج (ومنه وجود).

أی نوع وجود فی الخارج (فقد بعدم الشیء) المعدوم (من حیث الحس)، فلا یبقى له وجود فی الخارج.

(و) مع ذلک (هو موجود) فی الذهن (من حیث العقل) فقد انتقل من وجود خارجی إلى وجود ذهنی، وقد یکون الشیء معدومة فی الخارج وهو موجود فی الذهن. فیوجد فی الخارج فینتقل من الوجود الخارجی، فیصح أن یقال فی الأول عدم الشیء بعد وجوده.

ویقال فی الثانی: ووجد الشیء بعد عدمه، وهو إنما انتقل فی الحالتین من وجود إلى وجود ولا عدم هناک، فکذلک العالم ینتقل من الوجود العلمی والوجود القولی إلى الوجود الرقمی والوجود العینی، وبالعکس.

فیقال: وجد من عدم.  ویقال : عدم من وجد.

وهو فی الحقیقة إنما انتقل من وجود إلى وجود ولا عدم أصلا.

(فلا بد) للواحد حتى یظهر فی أسمائه المتنوعة (من) وجود (عدد) هو وصف له (ومعدود) هو موضع ظهور ذلک الوصف الذی له.

(ولا بد) للعدد والمعدود حتى یکونا ثابتین (من واحد) یوصف بالأول ویقوم به على الثانی (ینشی) بظهوره بحکمه (ذلک)، أی العدد والمعدود فیوصف بالأول ذات وبالثانی فعلا .

(فینشأ) ذلک العدد والمعدود (بسببه) أی سبب الواحد (فإن کان کل مرتبة من) مراتب (العدد) العشرین الآتی بیانها قریبة (حقیقة واحدة مستقلة متمیزة عن غیرها (کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى) کالثمانیة والسبعة إلى الاثنین (وإلى أکثر) کالعشرین والثلاثین إلى الألف إلى غیر النهایة من المراتب المرکبة بالزیادة على المرتبة العشرین.

(فما هی)، أی کل مرتبة باعتبار استقلالها وامتیازها عن غیرها (مجموع الآحاد)، أی یلاحظ فیها ذلک (ولا ینفک عنها) باعتبار نفسها (اسم جمیع الأحاد) ولکن من غیر ملاحظة.

(فإن الاثنین) من حیث تکرار الواحد مرتین وانضمام أحدهما إلى الآخر حتى یشتملهما اعتبار واحد (حقیقة واحدة) مرکبة من الواحد الظاهر فی مظهرین. (والثلاثة) کذلک من التکرار والانضمام (حقیقة واحدة) أیضا مرکبة من الواحد الظاهر فی ثلاث مظاهر.

(بالغا ما بلغت هذه المراتب) العددیة، فإنها کذلک کل مرتبة منها حقیقة على حدة. (وإن کانت) هذه المراتب کلها باعتبار أنها مرکبة من ظهور الواحد فی مظاهر مختلفة مثل کل مرتبة منها هی (حقیقة واحدة فما عین واحدة منها).

أی من هذه المراتب هی (عین ما بقی) من المراتب بل کل مرتبة عین مستقلة غیر الأخرى.

(فالجمع)، أی جمع الآحاد (یأخذها)، أی یأخذ هذه المراتب کلها.

(فیقول)، أی الجمع (بها)، أی بهذه المراتب قولا ناشئة (منها)، أی من هذه المراتب ویحکم)، أی الجمع (بها)، أی بهذه المراتب (علیها)، أی على هذه المراتب.

کما أن حضرة الصفات للحق تعالی تقول بالحق تعالی قولا ناشئا من الحق تعالی وتحکم بالحق تعالى، وما هی إلا عین ذاته تعالى فی حضرات تفصیلها.

کما أن مراتب العدد کلها إنما هی عین الواحد فی حضرة تفصیله باعتبار کثرة مظاهره.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

(وما ظهر حکم العدد) و هو تفصیل الواحد (إلا بالمعدود) لأنه عرض غیر قائم بنفسه یقتضی محلا یقوم به وهو الجوهر .

(والمعدود منه عدم) أی معدوم فی الحس (ومنه موجود) فیه (لقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل) فلا یقتضی العدد لظهور حکمه إلا المعدود سواء کان موجودة فی الحس أو فی العقل .

فالأعیان وهی الصورة العلمیة بمنزلة العدد فما ظهر حکمها إلا بالموجودات الخارجیة أو بالموجودات التی لا وجود لها فی الخارج.

(فلا بد من عدد) یفصل الواحد فی المراتب المعلومة (ومعدود) یظهر حکم العدد (ولا بد من واحد ینشئ) أی یوجد (ذلک) العدد (فینشأ) أی یوجد ذلک الواحد تفصیلا (بسببه) أی بسبب ذلک العدد فظهر به کیفیة إیجاد الحق الأشیاء فإذا کان الواحد أوجده العدد بفصله ففیه اعتباران.

(فإن کان : کل مرتبة) أی فإن اعتبرنا أن کل واحد (من) مرتبة (العدد حقیقة واحدة) ممتازة عن الأخرى .

(کالتسعة والعشرة مثلا إلى أدنى وإلى أکثر إلى غایة نهایة ما هی مجموع) أی لیس هذه المرائب بمجرد جمع الأحاد فقط بل ینضم إلیها ما به الامتیاز (ولا ینفک عنها) أی عن هذه المراتب (اسم جمع الأحاد) إذ هو ما به الاتحاد .

(فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة بالغة ما بلغت هذه المراتب)

لا ینفک عنها جمع الآحاد مع امتیاز کل واحدة منها عن الأخرى فهذا نظیر اعتبار الحق مع الخلق وجزاء الشرط محذوف و لدلالة قوله ما هی مجموع فهی حقائق مختلفة.

(وإن کانت) أی وإن اعتبرنا أنها (حقیقة واحدة) مع قطع النظر عن ما به الامتیاز (فما) أی الذی هو (عین واحدة منهن هین ما بقی) وهذا نظر اعتبار الحق بلا خلق فکان الاثنین عین الواحد والثلاثة عین الاثنین فکل المراتب عین الواحد وعین الأخرى ولیس هذا الاعتبار اعتبارا محضة بل هو مطابق بما هو الأمر علیه وعلى کلا التقدیرین.

(فالجمیع یأخذها) أی یأخذ عینة واحدة کالواحد (فیقول بها) أی یتکلم بتلک العین الواحدة فالباء للصلة (منها) أی ابتداء تکلمه من هذه العین الواحدة (وبحکم) الجمع (بها) أی بهذه العین الواحدة (علیها) أی على هذه العین الواحدة فإذا کان المأخوذ عینة واحدة والقول بها.

ومنها والحکم بها عنیها فلا شیء فی کل مرتبة خارجة عنها فکانت العین الواحدة موضوعة ومحمولة فی کل مرتبة .

فالموضوع عین المحمول والمحمول عین الموضوع فما کان محکوما علیه بالاثنین والثلاثة والأربعة إلى غیر النهایة إلا عینة واحدة فهی المسمى بأسماء المحدثات بحسب المراتب .

وهو قول الخراز فالعین الواحدة تسمى واحدة فی مرتبة واثنین فی مرتبة وثلاثة فی مرتبة ورابعة فی مرتبة وهکذا فی کل مرتبة .

فما تجری هذه الأحکام المختلفة إلا على عین واحدة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

وما ظهر حکم العدد إلا بالمعدود، والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل، فلا بد من عدد و معدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک العدد فینشأ بسببه. فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغة ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة، فما عین واحدة منهن عین ما بقى. فالجمع بأخذها فنقول " بها منها، وتحکم بها علیها،


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. ( فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

قال رضی الله عنه : "وفصّل العدد الواحد ، وما ظهر حکم العدد إلَّا بالمعدود ، والمعدود ، منه عدم ، ومنه وجود ، فقد یعدم الشیء من حیث الحسّ وهو موجود من حیث العقل ، فلا بدّ من عدد ومن معدود ، ومن واحد  ینشئ ذلک ، فینشأ بسببه "

قال العبد : لمّا کانت العین الواحدة التی لا عین إلَّا هی کثیرة التعیّنات ، فتنوّعت ظهوراتها ، وتعدّدت إنّیّاتها ، فکانت واحدة کثیرة ، وحدة فی عین کثرة وکثرة فی عین وحدة ، فکانت عین الأضداد فی الأعداد ، فاختلطت الأمور ، وأشکل على الفکر الوقوف على سرّ ذلک والعثور ، وحار الجمهور ، وخار العقول ، وعسر الوصول ،

وتعذّر علیها الاطمینان إلى ذلک والقبول ، وذلک لسریان العین الواحدة الموجودة ، فی مراتبها ومرائیها المشهودة ، إذ لا عین على الحقیقة إلَّا حقیقة واحدة هی ذات الحق ، والمراتب نسب تجلیّاتها ، وهی التی غمرتها بنورها ، وعمرتها بتجلَّیه وظهورها .

وتسمّى بالواحد فی أوّل مراتب تعیّنه ، وبالعشرة فی المرتبة الثانیة ، وبالمائة فی الثالثة ، وبالألف فی الرابعة ، وکلّ حقیقة من هذه الحقائق المرتبیة العددیة کلَّیة تحتوی على بسائط الواحد وهی تسعة ، فمن الواحد من کونه متعیّنا فی أوّل مراتب تعیّنه إلى العشرة بسائط الواحد ، من کونه خارجا عن العدد ، ومنشئا لحقائق عقودها ،بمعنى أنّ الواحد عین الاثنین وغیرها.

وتسمّى فی ثانی مرتبة الواحد اثنین وهو واحد وواحد جمعا ، و « الاثنان » اسم الهیئة الاجتماعیة ، وهی فی مرتبتها حقیقة واحدة ، و « الثلاثة » أیضا کذلک واحد وواحد وواحد وهی تعیّن الواحد الذی هو هو فی الکلّ .

و تسمّى ثلاثة فی ثالث مرتبة ظهوره وتعیّنه ، وهی حقیقة واحدة وإن کانت هیئة اجتماعیة من آحاد .

فالواحد من کونه داخلا فی مراتب العدد مسمّى بجمیع أسماء الأعداد بالغا ما بلغت : اثنان وثانی اثنین ، وثلاثة وثالث الثلاثة ، وأربعة ورابع الأربعة ، وأیّ جزو فرضت من أیّ عدد کان .

ومن کونه خارج الأعداد ولیس منها بل هو مبدؤها ومبدئها وموجدها ومنشئها " ما یَکُونُ  من نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى من ذلِکَ وَلا أَکْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ " .

وما ثمّ إلَّا عین واحدة تجلَّى  فی ثانی مراتبها ، فسمّی من حیث التعیّن والتجلَّی اثنین ، وهکذا إلى ما لا یتناهى ، فما ثمّ إلَّا واحد یفصّل فی المراتب تجلَّیه وتعیّنه وتدلَّیه .

ولا تحقّق للعدد إلَّا بالمعدود ، لأنّه نسبة تعیّنیة ، فلا وجود لها إلَّا بالمتعیّن المعدود وهو الواحد الذی لا حقیقة إلَّا له ، ولا تحقّق للتعیّن والتعدّد والتجلَّی واللاتعیّن واللاتعدّد واللاتجلَّی إلَّا به ، فافهم إن کنت تفهم ، والله ما أظنّک تفهم إلَّا أن یشاء الله ربّنا ، وسع ربّنا کلّ شیء علما ورحمة وجودا وحکما .

فإن تجلَّى فی أحدیته الغیبیة العینیة الذاتیة ، بطنت فیه الأعداد غیر المتناهیة کبطون النصفیة والثلثیة والربعیة وغیرها من النسب العددیة إلى ما لا یتناهى ، کان الله ولا شیء معه ، فإنّ هذه النسب غیر المتناهیة فی الواحد غیر متمایزة ولا وجود لها إلَّا بالمتعدّد والمعدود الذی کانت فیه أحدیة مستهلکة الأعیان .

وإن تجلَّى فی مراتب تعیّنه وتعدّده ، أظهر الأعداد وأوجد الآحاد وأنشأ الأزواج والأفراد ، وذلک بالتنزّل والتجلَّی والتعیّن والتدلَّی ، وما ثمّ إلَّا هو ، فهذا سرّ إنشاء الواحد العدد ، وتفصیل العدد الواحد الأحد .

قال رضی الله عنه : " فإن کان " کلّ مرتبة حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر النهایة ما هی مجموع  ".

یعنی رضی الله عنه : التسعة والعشر والمائة والألف وغیرها من العقود ، کلّ عقد عقد منها حقیقة واحدة متمیّزة عن غیرها ، مسمّاة بغیر اسم الآخر ، وتتضمّن غیر ما یتضمّنه الآخر ، لا شکّ فی أحدیة حقیقتها ، وهی أحدیة الجمع المعیّن ، ومجموعیّتها اعتبار زائد على حقیقتها العددیة الخصیصة بهذا المجموع ، فالاسم اسم الهیئة الجمعیة ، والأحدیة أحدیّة الحقیقة والعین .

قال رضی الله عنه : " ولا ینفکّ عنها اسم « جمیع الآحاد » ، فإنّ الاثنین حقیقة واحدة ، والثلاثة حقیقة واحدة بالغا ما بلغت هذه المراتب ، وإن کانت واحدة ، فما عین واحدة ، فما عین واحدة منهنّ عین ما بقی ، والجمع  یأخذها".

یعنی رضی الله عنه لا ینفکّ عن هذه الحقیقة الواحدة جمع آحادها المعیّنة .

قال : « فنقول بها منها » یعنی : نقول بأحدیة تلک الحقیقة منها أی من الحقیقة هی هیئة اجتماعیة من آحاد معیّنة . " ونحکم بها علیها " أی بالأحدیة على الحقیقة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

قال رضی الله عنه:  " وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود فیه " أی فی الخارج ، فإن العدم المطلق الذی لا فی العین ولا فی الغیب لا شیء محض ولا تعدد فیه .

فلذلک بینه بقوله ( فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل ، فلا بد من عدد ومعدود ) .

إما فی الخارج وإما فی العقل ( ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه ) کما ذکر من بیان إنشاء الواحد العدد وتفصیل العدد الواحد ( فإن کان لکل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى ) حتى الاثنین ( وإلى أکثر إلى غیر نهایة ما هی مجموع ) أی لیست تلک الحقیقة نفس المجموع فإن المجموع أمر مشترک بین جمیع المراتب المختلفة الحقائق ، لامتیاز کل واحدة منها باللوازم والخواص من الأخرى .

ولکل مرتبة اسم خاص وصورة نوعیة متقومة بفصل الامتناع ، استتار اللازم الخاص إلى الأمر المشترک ( ولا ینفک عنها اسم جمیع الآحاد ) لأنه صادق على جمیع المراتب لازم عام.

قال رضی الله عنه:  ( فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة ، بالغا ما بلغت هذه المراتب وإن کانت واحدة ) أی وإن کانت جمیع المراتب واحدة فی کونها جمیع الآحاد وکونها عددا أو کثرة ومجموعا وما فی معناها ( فما عین واحدة منهن عین ما بقی ) لما ذکر من اختلافها بالفصول المتنوعة . فقوله : فإن کان لکل مرتبة من العدد حقیقة واحدة ، شرط هذا جوابه .

وقوله : ما هی مجموع صفة الحقیقة . وقوله : ولا ینفک عنها صفة أخرى معطوفة علیها ، وقوله : فإن الاثنین تعلیل لاختلاف المراتب بالأعداد .

والشرط الثانی تقیید له محذوف جوابه لدلالة ما قبله علیه ، أی وإن کانت واحدة فی کونها جمیع الآحاد فهی حقائق مختلفة ( فالجمع یأخذها ) أی یتناولها ویصدق علیها صدق الجنس على الأنواع ( فیقول بها منها ) أی فیقول بأحدیة کل حقیقة من عین تلک الحقیقة التی هی جمع معین من آحاد معینة لها هیئة اجتماعیة خاصة ، أی صورة نوعیة تخالف بها جمیع المراتب الأخر (ویحکم بها علیها ) أی ویحکم بالأحدیة النوعیة على تلک الحقیقة.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

قال رضی الله عنه : (وما ظهر حکم العدد إلا بالمعدود. فالمعدود منه عدم ومنه وجود: فقد یعدم الشئ من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل).

أی، العدد لکونه کما منفصلا وعرضا غیر قائم بنفسه لا بد أن یقع فی معدود ما، سواء کان ذلک المعدود موجودا فی الحس، أو معدوما فیه موجودا فی العقل.

وظهور العدد بالمعدود مثال لظهور الأعیان الثابتة فی العلم بالموجودات، وهی بعضها حسیة وبعضها غیبیة، کما أن بعض المعدود فی الحس وبعضه فی العقل.

قال رضی الله عنه : (فلا بد من عدد ومعدود، ولا بدمن واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه).

أی، إذا کان لا یظهر حکم العدد إلا بالمعدود، ولا یتبین مراتب الواحد إلا بالعدد، فلا بد من عدد ومعدود، ولما کان العدد ینشأ بتکرار الواحد، فلا بد من واحد ینشئ ذلک العدد.

فینشأ أی،یظهر الواحد فی مراتبه ومقاماته المختلفة بسبب ظهور العدد، فالسبب هنا السبب القابلی. أو لا بد من واحد ینشئ العدد، فینشأ العدد بسبب ذلک الواحد،فالسبب السبب الفاعلی. والأول أنسب.

قال رضی الله عنه : (فإن کان کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة، مثلا، والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة ما هی مجموع ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد، فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة بالغا ما بلغت هذه المراتب).

وفی بعض النسخ: (فإن لکل مرتبة من العدد حقیقة).

والظاهر أنه تصرف ممن لا یعرف معناه ومقصوده، رضى الله عنه.

قال رضی الله عنه : (إن کل مرتبة حقیقة واحدة) أی، إن اعتبرنا فی کل مرتبة ما به یمتاز العدد المعین فیها من غیرها، وهو ما به الاثنان اثنان والثلاثة ثلاثة مثلا، فما هی مجموع الآحاد فقط، بل ینضم إلیها أمر آخر یمیزها عن غیرها، ولاینفک عنها اسم (جمع الآحاد)، لأنه کالجنس لها فلا بد منها. فإن الاثنین حقیقة واحدة ممتازة من الثلاثة، وهی أیضا کذلک حقیقة واحدة متمیزة عن الأخرى،إلى ما لا نهایة له.

فقوله: (ما هی مجموع) جواب الشرط. والجملة الاسمیة إذا وقعت جواب الشرط، یجوز حذف الفاء منه، عند الکوفیین، کقول الشاعر: (من یفعل الحسنات، الله یجزیها).

وإن لم نعتبر الأمور المتمیزة بعضها عنبعض، نأخذ القدر المشترک بین الکل الذی هو جمع الآحاد، ونعتبره لا یبقى الامتیاز بین کل منها، کما نعتبر الجنس الذی بین النوعین، کالإنسان والفرس، فنحکم علیهما بأنهما حیوان، فکذلک نحکم فی الاثنین والثلاثة والأربعة بأنها مجموع من الآحاد، مع قطع النظر عما به یمتاز بعضه عن البعض الآخر.

وهو المراد بقوله: (وإن کانت واحدة، فما عین واحدة منهن عین ما بقى).

وهذا الشق یدل على ما ذهبنا إلیه من أن الأصح. فإن کان کل مرتبة من العدد حقیقة.

أی، وإن کانت المراتب کلها واحدة فی کونها جمع الآحاد أو مجموعها، فلیس عین مرتبة واحدة من تلک المراتب عین ما بقى منها، لأن کل مرتبة منها حقیقة برأسها موصوفة بخواص لا توجد فی غیرها. ویجوز أن یکون (ما) بمعنى (الذی).

أی، وإن کانت المراتب کلها واحدة بحسب رجوعها إلى حقیقة واحدة هی جمع الآحاد. فالذی عین واحدة، من مراتب الاثنین والثلاثة وغیر ذلک، عین ما بقىفی کونه عبارة عن جمع الآحاد.

وهی أنسب بقوله: (فالجمع یأخذها فیقول بهامنها ویحکم بها علیها).

أی، إذا کان لا ینفک عنها اسم جمع الآحاد، فجمع الآحاد الذی هو کالجنس لتلک المراتب یأخذها ویجمعها ویتناولها ویصدق علیها صدق الجنس على أنواعه، فیقول بتلک المراتب من تلک الحقیقة الجامعة إیاها ویحکم بها علیها، أی، الجامع بین المراتب یحکم علیها بما یعطیه من الأحکام، کما یحکم الحق على الأعیان بما یعطیه من الأحوال.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

قال الشیخ رضی الله عنه  : "و ما ظهر حکم العدد إلا المعدود و المعدود منه عدم و منه وجود، فقد یعدم الشی ء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه."

(وما ظهر حکم العدد إلا بالمعدود) أی: وما ظهر حکم الحوادث إلا بالأعیان الثابتة المسماة فی اصطلاح أهل النظر بالماهیات.

کما أنه ما ظهر حکم العدد إلا بالمعدود من حیث إن العدد کم منفصل، وهو عرض فلابد له من محل یقوم به.

فکذا الظهور صفة لا بد له من موصوف، فإن کان الذات فذاک، وإلا فلابد من ماهیة أخرى.

ثم أشار إلى أن قیام صفة الظهور بالأعیان لا یقتضی تحققها فی الخارج، کما أن وجود العدد لا یتوقف على وجود المعدود فی الخارج بل یکفی وجوده العقلی.

فقال: (والمعدود) أی: بعضه (عدم) أی: معدوم فی الخارج.

(ومنه وجود) فکما یصح کون العدد وصفا للمعدود المعدوم یصح کون الظهور وصفا للأعیان المعدومة مع أن وصف العدد وصف وجودی، إذ العدد من الموجودات عند الحکماء على أن کونه وصفا للمعدود لیس باعتبار عدمه الخارجی، بل باعتبار وجوده الذهنی.

فقد انعدم الشیء من حیث الحس، وهو موجود من حیث العقل والظهور یجوز أن یقوم بأمر عدمی فی الخارج، کما إذا تقابلت المرآتان، وقابلتهما صورة شخص فإنه یظهر فی کل مرآة مرآة أخرى.

ویظهر فی تلک المرآة الأخرى معدومة فی الخارج والصور الظاهرة فی الأعیان الثابتة لا تقتضی أزید من هذا کیف والظهور أمر إضافی .

فإن کانت الإضافات موجودة فکالعدد عند قابلی وجوده، وإلا فالمعدوم الخارجی باعتبار وجوده الذهنی أو المثالی یجوز أن یکون صفة للمعدوم الخارجی، باعتبار وجوده الذهنی أو المثالی.

وإذا کان الواحد غیر الکثیر بالذات، (فلا بد) لظهوره فی مراتبه التی له بالقوة (من) عدد)، وإذا لم یمکن فرضه إلا بفرض (ومعدود)؛ فلا بد من معدود، وإذا کان العدد صور الواحد، والصور لا تتحقق بدون ذی الصورة فحینئذ (لابد من واحد ینشىء ذلک) العدد.

وإن قلنا: أن العدد ینشأ من نفس المعدود لکن لا ینشأ منه لذاته، بل لابد له من سبب هو الواحد، فینشأ ذلک العدد من المعدود (بسببه) أی: بسبب ذلک الواحد، فکذا لابد للحق الذی هو غیر العالم المستغنی عنه باعتبار ظهوره فی مظاهره من صور وأعیان، والأعیان، وإن کانت منشأ الصور، فلیست منشأ لها بالذات.

وإلا کانت واجبة الوجود بالذات، فلا بد لها من سبب هو العین الواحدة فالمرایا، وإن کانت منشأ صور الأشیاء، فلیست منشأ لها بالذات بل بواسطة ذی الصورة بمحازاته إیاهم.

قال الشیخ رضی الله عنه : "فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا و العشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد. فإن الاثنین حقیقة واحدة و الثلاثة حقیقة واحدة ، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، و نحکم بها علیها."

ثم أشار إلى أن هذه الکثرة المختلفة حقائق أجزائها لابد فیها من وحدة هی العین الواحدة فقال: (فإن کان کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة) مغایرة لحقیقة مرتبة أخرى.

فیه إشارة إلى أن الأصح أن جمع الأحاد ذاتی لجمیع مراتب العدد، وهی متحدة بالحقیقة مختلفة بالعوارض المشخصة، کزید وعمرو؛ فإن فرض خلافه جعل جمع الأحاد عرضا عاما لها، وجعلت مختلفة الحقائق (کالتسعة مثلا) حقیقة الآحاد، (والعشرة) حقیقة العقود (إلى أدنى)  کحقیقة الاثنین والثلاثة. "أی منهما وهو من الثمانیة إلى الاثنین"

وفیه إشارة إلى إننا، وإن قلنا: بأن حقائق مراتب الأعداد مختلفة فالآحاد لیست مختلفة الحقائق فیما بینها على الأظهر، بل اختلافها بالعوراض المشخصة لا غیر، (وإلى أکثر) کحقیقة المائة والألف (إلى غیر نهایة). "أی منهما وهو من الآحاد و العشرات والمئات والآلاف "

وإن لم یکن لتلک المراتب أسامی مخصوصة (ما هی مجموع) أی: لیست تلک المراتب الغیر متناهیة مشترکة فی حقیقة واحدة هی کونها مجموع الآحاد على هذا الفرض.

ومع ذلک لا بد فی جمیع تلک المراتب المختلفة الحقائق من قدر مشترک، إذ (لا ینفک اسم جمع الآحاد) سواء فرض ذاتیا لها، أو عرضا عاما، وهو المفروض الآن (فإن الاثنین حقیقة واحدة، والثلاثة حقیقة واحدة بالغة، ما بلغت هذه المراتب)، فهی مع لا تناهیها لیست إفراد حقیقة واحدة على هذا الفرض.

(وإن کانت واحدة) باعتبار اسم جمع الأحاد (فما عین) مرتبة (واحدة) عین ما بقی من المراتب، بل مختلفة بالذات على هذا الفرض فکذا صور الحوداث، وإن فرض أن لکل فرد منها حقیقة مغایرة الحقیقة سائر الإفراد لا إلى نهایة فلا ینفک عنها اسم العین الواحدة هو الوجود.

وبالجملة: فلا بد فیها من الأمر مشترک، ومن الأمر یمیز کل واحدة سواء اعتبرت المشترک ذاتیا أو عرضا عاما، وسواء اعتبر الممیز ذاتیا أو عرضا مشخصا.

(فالجمع) أی: اسم جمع الآحاد على التقدیرین (یأخذها) أی: یتناولها تناول الکلی الذاتی أو العرضی للجزیئات.

(فنقول: بها منها) أی: بأن حقیقة کل مرتبة من العدد جزئی من جزئیات حقیقة جمع الآحاد.

(ونحکم بها) أی: بحقیقة جمع الآحاد (علیها) أی: على مراتب العدد على تقدیر کون جمع الأحاد ذاتیا لها، أو عرضا عاما.

فکذلک صور العین الواحدة التی هی الوجود تقول لکل صورة منها: بأنها من جزئیات العین الواحدة، ونحکم بالعین الواحدة على تلک الصور من حیث هی جزئیاتها، وإن لم تکن تلک الصور من جزئیات العین الواحدة حقیقة بل جزئیات صور ظهوره الکلیة.

ثم أشار إلى أن ظهور العین الواحدة مع بساطتها فی هذه الصور لا ینافی ترکیب بعضها من بعض، کما أن ظهور الواحد مع بساطته فی الأعداد لا ینافی کون بعض الأعداد مرکبة من بعض.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وما ظهر حکم العدد ) الذی یوجد الواحد فی العین مفصّلا ( إلَّا بالمعدود ) ظهور الأکوان بالماهیّات وأشخاصها ( والمعدود منه عدم ، ومنه وجود ) ، یعنی وجود المعدود فی العین ، لا دخل له فی إظهار حکم العدد ، وإلَّا لم یکن الأعدام معدودة ، فعلم أنّ العدد کما یتحقّق نفسه بالواحد وسیره فی المراتب ، کذلک أحکامه إنّما تتحقق بالمعدود - سواء کان موجودا فی الحسّ أو لا - ( فقد یعدم الشیء من حیث الحسّ وهو موجود من حیث العقل ) ، ومبنى ظهور الأحکام على الوجود العقلی .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلا بدّ من عدد ومعدود ) سواء کان فی العین أو بمجرّد الاعتبار ، ( و لا بدّ من واحد ) فی العین ( ینشئ ذلک ) بسیره ، ( فینشأ بسببه ) العدد بمراتبه ، ویظهر أحکامه بالمعدود ، فإنّ الواحد هی المادّة المقوّمة لتلک المراتب کلَّها .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإنّ لکلّ مرتبة من العدد حقیقة واحدة ، کالتسعة - مثلا - والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر - إلى غیر نهایة - ) ، إذ لیس حقیقة شیء من تلک المراتب - بالغة ما بلغت - إلَّا واحدة وقعت متأخّرة عن المجموع ، فحصل لها باعتبار تلک النسبة اسم مرتبته الخاصّة .

ثمّ إنّ تلک النسبة لمّا کانت موقوفة على المجموع إنّما یحصل له اسم تلک المرتبة بعده ، فحقیقة تلک المرتبة هی الواحدة الساریة ( ما هی المجموع ، ولا ینفکّ عنها اسم جمیع الآحاد ) ضرورة لزوم المنتسبین للنسبة ، فهو من اللوازم الخارجة التی لا دخل لها فی حقیقته.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإنّ الاثنین حقیقة واحدة ، والثلاثة  حقیقة واحدة - بالغا ما بلغت هذه المراتب - وإن کانت واحدة فما عین واحدة منهنّ عین ما بقی ) من أجزائه ، وإلَّا یلزم أن یکون الجزء عین الکلّ ، فذلک اللازم الخارج - یعنی المرتبة الجمعیّة - هو الذی یعیّنها ویحصّلها ویسمّیها حقیقة مستقلَّة واحدة .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فالجمع یأخذها ) یعنی أنّ الجمع - الذی هو ظلّ الإطلاق یأخذ تلک العین الواحدة بالوحدة العددیّة - المسمّاة بالاثنین والثلاثة - من غیب الوحدة الإطلاقیّة الذاتیّة ، ویجعلها حقیقة مستقلَّة عینیّة کالفصل ، فإنّه وإن کان خارجا من الحقیقة الواحدة بالوحدة الجنسیّة ، لکن هو الذی یحصّلها ویجعلها حقیقة عینیّة ، فلا بدّ وأن یعتبر الجمعیّة المرتبیة فی العین الواحدة ، وتثبت تلک الجمعیّة لها .

( فیقول رضی الله عنه: ) أی یظهر ذلک الجمعیّة تلک الحقیقة المسمّاة المأخوذة من غیب الوحدة الإطلاقیّة ویسمّى ( بها منها ) فی الصورة الکلامیّة الإشعاریّة ، ( ویحکم بها علیها ) فی الصورة العقلیّة الشعوریّة .

وتمام تبیین هذا الکلام أنّ الوحدة الإطلاقیّة الذاتیّة هی التی ظهرت من کنه الغیب بصورة الوحدة العددیّة ، متوجّهة فی قطعها مسافة تلک الأبعاد العددیّة صوب ذلک المبدء الأوّل ، الذی عبّر عنه العقل النظری ب « ما لا یتناهى » عند عجزه عن ضبطه بالصور الإحاطیّة ، التی بها یدرک الأشیاء ، وذلک الطرف هو المشار إلیه بقوله : " بالغا ما بلغت " .

فینبغی أن تعلم أنّ لتلک الوحدة الظاهرة فی هذه الوحدات العددیّة صورتین :

إحداهما هو الذی فی الکثرة العددیّة منها ، وهی المسمّاة بالمرتبة ، ویلزمها الجمع ، وعبّر عنه هاهنا ب « اللازم » .

وثانیتهما هو الذی فی الوحدة العددیّة ، وقد عبّر عنه المصنّف ب " العین الواحدة " .

والأولى منهما هی التی یقال لها فی لسان المیزان : « الصورة التی تتقوّم بالمادّة » والثانیة هی إیّاها ، کما أنّ ما یقال له « الفصل » هو الأولى منهما ، و « الجنس » هو الثانیة ، ولذلک ترى مراتب الجنس مترتّبة متنزّلة - تنزّل تلک العین الواحدة - .

فظهر من هذا أنّ الجمع له مزید اختصاص بتلک الوحدة الإطلاقیّة ، حیث أنّه هی الصورة التی یظهرها على مجالی الفعل - دون العین الواحدة - .

إذا تقرّر هذا - فاعلم أنّ ذلک الجمع هو الذی یأخذ تلک العین الواحدة من مستبهم غیب الإطلاق ومستجنّه ، ویظهرها على مجالی الإشعار ، ویسمّیها بتلک العین الواحدة منها ، فإنّک قد عرفت أنّ العین الواحدة هی المادّة والمبدء لخصوصیّة تلک الحقیقة المسمّاة ، فتکون مبدأ لسائر تلک الخصوصیّات - إشعاریّة کانت أو شعوریّة - وإلى الثانی أشار بقوله : " ویحکم بها علیها " .

وإذ کان الإشعاری منهما مقدّما فی الخارج - فإنّه الدالّ على الشعوری - قدّمه معبّرا عنه بعبارة « القول » فإنّه هو الصورة التی یوجد بها الصور الشعوریّة فی الخارج ، فهو المقصد الذی ینحلّ به ومنه سائر المقاصد ، فلذلک أخذ فی تحقیق الصور التی للعدد باعتباره.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : (وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها.)

قال الشیخ رضی الله عنه : " وما ظهر حکم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد یعدم الشیء من حیث الحس وهو موجود من حیث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه. فإن کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أکثر"

بقوله رضی الله عنه: (وما ظهر حکم العدد إلا بالمعدود) فإن العدد لکونه عرضا غیر قائم بنفسه لا بد أن یقع فی معدود ما.

وکذلک الأسماء الإلهیة والأعیان الثابتة لکونها مستهلکة تحت قهر الأحدیة مغایرة الأحکام متمایزة الآثار إلا بالمظاهر الخارجیة سواء کانت المظاهر موجودة فی الحس کالأعضاء الظاهرة للنفس الإنسانیة.

أو معدومة فیه لکنه موجود عند العقل کالقوى الباطنة لها، وإلى هذه القسمة أشار بقوله : قال الشیخ رضی الله عنه : (والمعدود منه عدم)، أی معلوم من حیث الحس (ومنه وجود)، أی موجود بحسبه (فقد بعدم الشیء من حیث الحس) بأن لا تدر که الحواس الظاهرة (وهو موجود من حیث العقل) بأن یدرکه العقل بآثاره کالنفس الناطقة وقواها الباطنة .

وکان المقصود من هذا التقسیم التنبیه على أن المظهر لا یجب أن یکون محسوس شهادیة بل یجوز أن یکون معقولا عینیا (فلا بد) ههنا (من عدد) تفصیل الواحد (ومن معدود) یظهر به حکم العدد (ولا بد) أیضا (من واحد ینشیء) بتکراره (ذلک) العدد (بسببه).

أی یوجد العدد بسبب الواحد وتکراره أو یظهر الواحد فی مراتبه ومقاماته المختلفة بسبب العدد وظهوره .

قال الشیخ رضی الله عنه : (فإن کان کل مرتبة من) مراتب (العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى) منهما وهو من الثمانیة إلى الاثنین (وإلى أکثر) منهما وهو من أحد عشر.

قال الشیخ رضی الله عنه : "إلى غیر نهایة، ما هی مجموع، ولا ینفک عنها اسم جمع الآحاد. فإن الاثنین حقیقة واحدة و الثلاثة حقیقة واحدة ، بالغا ما بلغت هذه المراتب، و إن کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فنقول بها منها، ونحکم بها علیها."

قال الشیخ رضی الله عنه : (إلى غیر النهایة فما هی مجموع) جواب للشرط .

أی فلیست کل مرتبة حیث أنها واحدة مجموعة من (الآحاد) بمنافاة الواحد جمعیة اتحاد التی هی الکثرة , (ولا ینفک عنها) أیضا معلقة (اسم جمیع الأحاد) إنها وإن انفک هذا الاسم منها باعتبار عروض الوحدة لها لکنه لا ینفک عنها باعتبار ذاتها وإنما لا بنفسک.

قال الشیخ رضی الله عنه : (فإن الإثنین حقیقة واحدة والثلاثة حقیقة واحدة) أخرى (بالغة ما بلغت هذه المراتب) .

وهذه المراتب (وإن کانت) کل منها (حقیقة واحدة فما عین واحدة)، أی فلیس عین واحدة (منها عین ما بقی) فلا بد من فارق ولیس الفارق هو الوحدة لاشتراکها بین الجمع فلا بد أن یکون الفارق ما وقع فی جمع الآحاد من التفاوت .

قال الشیخ رضی الله عنه : (فالجمع بأخذها)، أی یتناول المراتب کلها فلا ینفک عنها اسمه (فیقول بها)، أی بتلک المراتب وثبتها ، فیمتاز بعضها عن بعض قولا وإثباتا ناشئة.


(منها)، أی من ذواتنا باعتبار تفاوت جمعیاتها (ویحکم بها) باعتبار جمعیاتها الآحاد (علیها) باعتبار کونها مراتب فیحکم کل مرتبة بأنه جمع الأحاد .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 130

و ما ظهر حکم العدد إلّا المعدود و المعدود منه عدم و منه وجود؛ فقد یعدم الشی‏ء، من حیث الحسّ و هو موجود من حیث العقل. فلا بدّ من عدد و معدود؛ و لا بدّ من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

و حکم عدد (چون کم منفصل‏ (کم یکى از مقولات نه‏گانه عرض است و به کم متصل و منفصل تقسیم می‌شود. متصل نیز به قارّ( ثابت) و غیر قار تقسیم می‌گردد. کم منفصل، عدد است و کم متصل غیر قار، زمان و کم متصل قار امتدادهاى ثابت مثلا خطى که طرف سطح است) و عرض غیر قائم بنفسه است ناچار باید در معدودى واقع شود چه معدود موجود در حس باشد، یا معدوم در حس باشد و موجود در عقل و ظهور عدد به معدود مثال است براى ظهور اعیان ثابته فی العلم به موجودات و این موجودات بعضی‌ها حسی‌اند و بعضی‌ها غیبى.

چنانکه معدود بعضى در حسند و بعضى در عقل.( شرح فصوص قیصرى، ص 161) یعنى چون حکم عدد باید به معدود ظاهر شود و مراتب واحد فقط به عدد آشکار می‌شود پس باید عددى باشد و معدودى و چون عدد به تکرار واحد پیدا می‌شود ناچار باید واحدى باشد که منشئ یعنى موجد عدد باشد تا واحد به سبب ظهور عدد آشکار شود.( شرح فصوص قیصرى، ص 161.)

فان کان کل مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتسعة مثلا و العشرة الى أدنى و الى أکثر الى غیر نهایة، ما هی مجموع، و لا ینفک عنها اسم جمع الآحاد. فإن الاثنین حقیقة واحدة و الثلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، و ان کانت واحدة. فما عین واحدة منهن عین ما بقی. فالجمع یأخذها فیقول بها منها، و یحکم بها علیها.

پس هر مرتبه از عدد حقیقت واحدة است مثلا تسعه و عشره تا به کمتر و بیشتر الى غیر النهایه. این مراتب عدد فقط مجموع آحاد نیست (بلکه به هر مرتبه امر دیگرى نیز ضمیمه شده که آن مرتبه را از مرتبه غیرش تمیز می‌دهد). اگر چه اسم جمع آحاد (که به منزله جنس‏ (جنس یعنى حقیقت واحده‏اى که جزء مقوم انواع مختلفه است و در اینجا یعنى مجموع آحاد) است و بر همه آن مراتب اطلاق می‌شود) از هر یک از آنها منفک نمی‌شود.

پس همه مراتب در اینکه مجموع آحادند یکی‌اند، در عین حال این مرتبه عین آن مرتبه نیست، پس جمع آحاد (که چون جنس است براى آن مراتب) همه آنها را شامل و بر همه آنها صادق است. (چون صدق جنس بر انواعش) و این جامع بین مراتب حکم می‌کند بر آنها.

یعنى به احکامى که‏ (اعداد، هر یک احکام خاصى دارند مثلا یکى زوج است و دیگرى فرد. یکى زوج الزوج است و دیگرى فرد الفرد. یکى جذر است دیگرى مجذور و الى ما شاء اللّه از احکامى که در ریاضیات و علم اعداد و در علوم غریبه معنون است) به آنها عطا کرده است. چون حکم کردن حق بر اعیان و احوالی‌که به آنها عطا کرده است. تمام این احکام نیست مگر تجلیات وحدت در هر عدد. به این تنظیر هر مخلوقى که ظهور حقیقة الحقائق است در آن تعین خاص داراى احوال و خواصى است که آن احوال و خواص همان تجلى حقیقة الحقائق است. پس فرق بین خالق و مخلوق به اطلاق و تقیید است و از این رو کانّه ما سوى اللّه فقر نورى که همان امکان و اضافه اشراقیه است به مبدأ خود دارند. امیر علیه السلام فرمود: «یا من دلّ على ذاته بذاته و تنزّه عن مجانسة مخلوقاته».


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۱۸-۳۱۹

و ما ظهر حکم العدد إلّا بالمعدود و المعدود منه عدم و منه وجود؛ فقد یعدم الشی‏ء من حیث الحسّ و هو موجود من حیث الفعل.

یعنى عدد از آن جهت که از کمّیّات منفصله است و عرضى است غیر قائم به نفس خود او را چاره نیست از معدودى خواه موجود باشد در حسّ و خواه در عقل و ظهور عدد به معدود مثال ظهور اعیان ثابته است در علم به موجودات. و بعضى ازین موجودات حسیّه و بعضى غیر حسیّه چنانکه بعضى معدود حسّى است و بعضى عقلى.

فلا بدّ من عدد و معدود؛ و لا بدّ من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

یعنى چون حکم واحد ظاهر نمى‏‌شود بى‏‌معدود و مراتب واحد متبیّن نمى‏‌گردد بى‏‌عدد، پس چاره نیست از عدد و معدود و چون عدد را وجود و نشأت به تکرار واحد است لاجرم چاره نیست از واحد که منشى عدد باشد تا ظاهر شود واحد در مراتب و مقامات مختلفه به سبب ظهور عدد.

فإن کان کلّ مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتّسعة مثلا و العشرة إلى أدنى و إلى أکثر إلى غیر النّهایة، ما هى مجموع، و لا ینفکّ عنها اسم جمع الآحاد فإنّ الاثنین حقیقة واحدة و الثّلاثة حقیقة واحدة، بالغة (بالغا- خ) ما بلغت هذه المراتب.

یعنى اگر هر مرتبه از مراتب اعداد حقیقت واحده باشد یعنى اگر اعتبار کنیم در هر مرتبه چیزى را که بدان ممتاز شود آن عدد معین در آن مرتبه از غیرش؛ و آن چیز آن است که اثنان مثلا بدان اثنان است و ثلاثه بدان ثلاثه است پس آن حقیقت‏ واحده متمیزه مجموع آحاد فقط نیست؛ بلکه انضمام چیزى دیگر مى‏‌یابد تا تمییز کند او را از غیرش، و حال آنکه از هر مرتبه که حقیقت واحده است منفک نیست هم از آحاد بل که به منزله جنس است او را و غیر او را پس چاره نیست هم از آحاد و هم از ما به الامتیاز. چه اثنین حقیقت واحده است و ممتاز از ثلاثه، و ثلاثه از اربعه الى ما لا نهایة.

و اگر اعتبار نکنیم امور ممیزه را و قدر مشترک را بین الکل که جمع آحاد است اخذ کنیم، به مجرد اعتبار قدر مشترک امتیاز بعضى از بعض آخر حاصل نشود چنانکه اگر اعتبار جنسى کنیم که باشد بین النوعین چون حیوان در میان انسان و فرس؛ و حکم برین دو نوع که حیوان است اصلا از همدیگر ممتاز نشوند پس حکم بر اثنین و ثلاثه به اینکه مجموع آحاد است مثل حکم است بر انسان و فرس به اینکه حیوان است.

و إن کانت واحدة. فما عین واحدة منهنّ عین ما بقى.

یعنى اگر همه مراتب واحده باشد در جمع آحاد یا مجموع آحاد بودن محقق است که عین یک مرتبه از این مراتب عین باقى مراتب نیست چه هریکى ازین مراتب حقیقتى است على‏حده و مخصوص به خواصى که در غیر او یافت نمى‏‌شود؛ و مى‏‌شاید که «ما» در فما عین واحدة، موصوله باشد و معنى آن بود که اگر مراتب یکى باشد به حسب رجوع به حقیقت واحده که آن جمع آحاد است، پس آنچه عین واحده است از مراتب اثنین و ثلاثه و غیر آن عین آن باشد که باقى است درین معنى که سائر مراتب باقیه نیز عبارت است از جمع آحاد و این معنى انسب است به سیاق کلام که مى‏‌فرماید:

فالجمع یأخذها فنقول بها منها، و نحکم بها علیها.

یعنى وقتى که منفک نباشد ازین مراتب اسم جمع آحاد، پس جمع آحاد که به‏‌منزله جنس است مر این مراتب را اخذ کند و جمع سازد و متناول بود این مراتب را و صادق آید بر وى چون صدق جنس بر انواعش. پس بدین مراتب سخن‏ مى‏‌گوئیم ازین حقیقت که جامع این مراتب است و هم به او حکم مى‌‏کنیم بر وى یعنى نفس جامع بین المراتب حکم کرده مى‏‌شود بر وى به آنچه اعطا مى‏‌کند از احکام چنانکه حکم مى‏‌کند حق سبحانه و تعالى بر اعیان به آنچه اعیان اعطاى آن مى‏‌کند از احوال.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۶-۵۵۷

و ما ظهر حکم العدد إلّا بالمعدود. و المعدود منه عدم و منه وجود؛ فقد یعدم الشّى‏ء من حیث الحسّ و هو موجود من حیث العقل. فلا بدّ من عددو معدود و لا بدّ من واحد ینشئ ذلک فینشأ بسببه.

پس واحد موجد اعداد است، و اعداد مفصّل مراتب واحد.

فإنّ کلّ مرتبة من العدد حقیقة واحدة کالتّسعة مثلا و العشرة إلى أدنى و إلى أکثر الى غیر نهایة، ما هی مجموع، و لا ینفکّ عنها اسم جمع الآحاد. فإنّ- الاثنین حقیقة واحدة، و الثّلاثة حقیقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، و إن کانت واحدة، فما عین واحدة منهنّ عین ما بقی.

شرح یعنى در هر مرتبه‏‌اى از عدد معین چیزى هست که به آن چیز عدد معیّن از نامعیّن جدا مى‏‌شود، چنانچه از تسعه و ما دون آن، و عشره و ما فوق آن؛ و آن چیز اینست که اثنان به آن چیز اثنان شده است، و ثلاثة به آن چیز ثلاثة شده است. و آن مرتبه نه مجموع آحاد باشد فقط درین مراتب، بلکه امرى ‏دیگر به آن منضمّ گشته تا آن عدد در آن مرتبه از غیر آن عدد جدا مى‏‌گردد. و این هیأت اجتماعیّه آن مرتبه است‏ از معدودات و اسم جمع آحاد خود از وى منفکّ نیست. زیرا که آن به مثابه جنس است این مراتب را. پس دو، حقیقتى واحدة است ممتاز از سه، و سه حقیقتى واحده ممتاز از چهار إلى غیر نهایة. قوله «فما عین واحدة» یعنى اگر مراتب همه یکیست به حسب رجوع آن با جمع اعداد، پس آن که عین واحد است از مراتب اثنین و ثلاثة و غیره، عین ما بقى است از اعداد.

فالجمع یأخذها فنقول بها منها، و نحکم بها علیها.