الفقرة الحادیة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
(وقد ظهر فی هذا القول) الذی هو التمثیل بمراتب العدد (عشرون مرتبة) للعدد الواحد والاثنین والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانیة والتسعة والعشرة والعشرون والثلاثون والأربعون والخمسون والستون والسبعون والثمانون والتسعون والمائة والألف.
وهی أصول المراتب ویترکب منها مراتب أخرى کثیرة لا تحصی (فقد دخلها)، أی دخل مراتب العدد من حیث إنها کلها حقیقة واحدة
(الترکیب) أیضا کما دخل کل مرتبة منها ما عدا مرتبة الواحد، وإنما کان الواحد مرتبة، لأنه محکوم علیه بأنه واحد کمرتبة الاثنین فیها الحکم بالاثنین. :
وأما الواحد الذی هو نفس العدد، فإنه لیس من المراتب سریانه فی جمیع المراتب، ولا یحکم علیه بشیء منها.
فهو بمنزلة الذات المحض (فما تنفک دائما تثبت) فی حکمک على الواحد المجمل لأجل تفصیله (عین ما هو منفی عندک) بلا شبهة (لذاته) من تلک المراتب التی هی مجرد أحکام ناشئة من ذلک الواحد المطلق المجمل الذی هو نفس العدد واقعة علیه فی حضرة تفصیله (ومن عرف ما قررناه) هنا
(فی الأعداد) من أن لها عشرین مرتبة، وکل مرتبة حقیقة متحدة مع أنها کلها مرکبة من الواحد المطلق، بل هی عین ذلک الواحد المطلق لا زائد علیه غیر أنه تفصیل بعد إجماله، فظهرت هذه المراتب کلها له من تفصیله .
(و) عرف (أن نفیها)، أی الأعداد من حیث معرفة قیومها الذی لا قیام لها إلا به وهو الواحد المطلق، فإنها عینه لا زیادة لها علیه، فهی منتفیة حینئذ (عین ثبتها)، أی ثبوتها فوجود تلک الأعداد هو حقیقة معرفتها التی هی نفیها بعدم زیادتها على الواحد المطلق.
فمن نفاها بأن حکم بعدم زیادتها على الواحد المطلق فقد أثبتها بأنها مراتب ذلک الواحد المطلق فی حضرة تفصیله، والواحد المطلق باق على إطلاقه لا یرجع له حکم منها من حیث هو مطلق، وإنما هی تفاصیله من حیث هو ظاهر فی مظاهره المختلفة .
فالمراتب کلها فی نفسها معدومة و الوجود لذلک الواحد المطلق فقط ولکنها ظاهرة به، وهی على ما هی علیه من عدمها الأصلی .
(علم أن الحق) سبحانه وتعالى (المنزه) عن مشابهة کل معقول أو محسوس (هو) بعینه (الخلق)، أی المخلوق (المشبه) من حیث أن جمیع المخلوقات تفاصیل مجمل حضراته تعالى.
فزیادتهم علیه زیادة عدمیة کزیادة مراتب العدد على الواحد المطلق، فإنها زیادة عدمیة کما ذکر.
ولیس معناه أن الحق تعالى هو هذه المخلوقات کما فهم من کلام الشیخ رضی الله عنه بعض من طمس الله تعالی بصیرته بإنکاره على أهل الله تعالی من ذوی الجهل المرکب، فإن هذا محال.
کما أن من فهم أن الواحد المطلق هو نفس المراتب العدد من حیث هی مراتب مختلفة فإنه فهم المحال، لأنه یلزم علیه أن تکون العشرون مثلا هی واحد.
وکذلک المائة والألف وهو ممتنع ببداهة العقل، وإنما مراتب العدد لها ثبوت فی نفسها غیر ثبوت الواحد المطلق فی نفسه، وثبوتها وجوده تعالى وحده. وقد نسبه الغافلون المحجوبون إلى المخلوقات جهلا وعنادا .
ثم ذهبوا یفتشون بعقولهم القاصرة على وجود الحق تعالی، فأثبتوه من جنس وجود المخلوقات بکیف ومکان وزمان ضرورة عقلیة.
وتنزیهه عن مشابهة الحوادث فی ألسنتهم فقط، وفی حفظهم لا فی وجدانهم حکماء عدة من الله تعالى علیهم لعدم اعترافهم بالقصور عن درجة أولیاء الله تعالى المعاصرین لهم ولدعواهم الکمال وهم فی النقص التام ولجهلهم المرکب الذی أعمى أبصارهم عن الصراط المستقیم .
یقولون عن الأولیاء المعاصرین لهم کما قال أهل الجهل المرکب قبلهم فی الأمم الماضیة فیما حکى الله عنهم فی کلامه القدیم :
"إن نحن إلا بشر مثلکم " [إبراهیم: 11] یرید أن یتفضل علیکم.
"إن هو إلا رجل افترى على الله کذبا وما نحن له بمؤمنین" [المؤمنون: 38].
" ومال هذا الرسول یأکل الطعام ویمشی فی الأسواق" [الفرقان: 7].
"وما هذا إلا بشر مثلکم یأکل مما تأکلون منه وتشرب ما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلکم إنکم إذا لخاسرون" [المؤمنون: 33 - 34].
وهو فی الأولیاء من بقیة إرثهم للأنبیاء علیهم السلام لیؤذوا کما أوذوا .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
واحدة (قد ظهر فی هذا القول) أی فی قوله فالجمع بأخذها (عشرون مرتبة) مفردة وهی مرتبة الواحد ومرتبة الاثنین إلى العشرة وعشرون وثلاثون وأربعون وخمسون وستون وسبعون وثمانون وتسعون ومائة وألف .
(فقد دخلها الترکیب) أی دخل فیما بینهن الترکیب نحو أحد عشر واثنی وغیر ذلک فعلی کلا التقدیرین (فما تنفک) أی ما تزال (تثبت عین ما) أی عین الذی (هو منفی عندک لذاته).
فإنک إذا قلت واحدة قد أثبت الواحد وإذا قلت : اثنین فقد أثبت الاثنین ونفیت الواحد وإذا قلت : ثلاثة فقد أثبت ثلاثة ونفیت الواحد والاثنین مع أن الاثنین والثلاثة لا یمکن بدون الواحد نشبت ما نفیته فی کل المراتب .
(ومن عرف ما قررناه فی الأعداد وأن نفیها عین إثباتها علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه) من وجه وکذا الخلق المشبه هو الحی المنزه من وجه.
(وإن کان تمیز الخلق من الخالق) من وجه وهو وجوب الخالق وإمکان المخلوق (فالأمر الخالق المخلوق) من وجه (والأمر المخلوق الخالق) من وجه فمنهم من نظر إلى الخلق ولا بری الخالق ومنهم من یرى الخالق ولا یرى المخلوق و منهم من جمع بینهما فی کل مقام و مرتبة.
وهو أکمل الناس والمرشد الأکمل فقد فاز الحقیقة فی رتبة العلم بالله التی لیس للمخلوق فوقها مرتبة .
وعلم أیضا أن کون الحق عین المخلوق فی أمور کلیة کالوجود والعلم والحیاة وغیر ذلک.
و غیریته امتیازه بأمر مختص کالوجوب والإمکان وهذا بعینه هو مذهب أهل السنة لأنهم ما قالوا: إن الحق مطلقا عین المخلوق حتى یخالف الشرع.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو متفى عندک لذاته.
ومن عرف ما قررناه فی الأعداد، وأن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وإن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قال رضی الله عنه :" وقد ظهر فی هذا القول : عشرون مرتبة ."
فضرب لما ذکر مثلا : إن کان فی القول عشرون مرتبة ، فقد ظهرت حقیقة أحدیة جمعیة من عشرین من الآحاد ، وهذه الحقیقة وإن کانت أحدیة جمع هذه الآحاد المعیّنة ، ولکنّها حقیقة واحدة من حیث المسمّى الظاهر وهو الواحد فی هذه الهیئة الجمعیة المعیّنة ، ف « عشرون » اسم لحقیقة هیئة جمعیة أحدیة کالاسم العلم لهذا الجمع المعیّن ظهرت فی مرتبة العشرات ، وأمّهات المراتب العددیة أربع ، وبسائطها الترکیبیة النسبیة لا نهایة لها ، فافهم .
قال رضی الله عنه : " فقد دخلها الترکیب" .
یعنی : إذا قلنا : « عشرون مرتبة » فقد قلنا فی حقیقة مرتبة واحدة : إنّها مرکَّبة من عشرین مرتبة ، فاشتملت هذه المرتبة الواحدة المسمّاة بعشرین على حقائق بسائطها ، فإذا أشرنا إلى الحقیقة العشرینیة ، قلنا : حقیقة واحدة ، لکونها لیست عین ما بقی فإنّک تسمّی ما بقی بأسماء غیر العشرین ، وکذلک ما قبل هذا العقد بأسماء غیرها ، کلّ حقیقة منها واحدة فی حقیقتها ، فتقول فی بسائط تحت عقد العشرین مثلا : تسعة عشر ، وثمانیة عشر ، وسبعة عشر ، إلى الواحد ، فتعیّن قولک ، « عشرون » .
فتحقّق أنّ الحقیقة الأحدیة الجمعیة المسمّاة ، بعشرین وإن کانت مرتبة واحدة فإنّها أحدیة جمع ، والواحد من کونه واحدا لا یکون جمعا ، إذ الجمع آحاد مجموعة ، فکل عقد عقد من هذه العقود وحقیقة حقیقة من الحقائق العددیة ، یأخذها الجمع ،ویدخلها الترکیب.
قال رضی الله عنه : « فما تنفکّ تثبت عین ما هو منفیّ عندک بعینه » .
إذا قلت : « عشرین » فقد أثبتّ العدد ونفیت الأحدیة ، وإذا قلت : « مرتبة » أو « حقیقة » فقد أثبتّ أحدیة حقیقة العقد المعیّن ونفیت العدد ، لعدم توقّف أحدیة الحقیقة أو المرتبة أو العقد على تعقّل العدد إذ ذاک ، فأنت إذن ما تنفکّ عن نفی ما تثبت من وجهین واعتبارین مختلفین .
فإنّ العدد الذی تشتمل علیه حقیقة عقد من العقود العددیة منفیّ عن أحدیة الحقیقة من حیث کونها أحدیة جمع معیّن ، وکذلک تثبت فی کل عقد عدد معیّن أحدیة هی منفیّة عن العدد من کونه عددا ، فإذا عیّنت فقد عیّنت عقدا واحدا على جملة أعداد مجموعة ، فهو عقد واحد مشتمل على آحاد عدّة معیّنة متناهیة ، والتناهی لم یدخل إلَّا من کونه عقدا معیّنا ، والأحدیة من کونها منشئة بذاتها لهذه العقود المعیّنة فوقها وتحتها محیطة بها " وَالله من وَرائِهِمْ مُحِیطٌ ) " ، " ما یَکُونُ من نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ " وما ثمّ إلَّا هو ، فافهم .
قال رضی الله عنه : ( ومن عرف ما قرّرناه فی الأعداد وأنّ نفیها عین إثباتها ، عرف أنّ الحقّ المنزّه هو الخلق المشبّه ) .
یعنی رضی الله عنه : أنّ الواحد من کونه منشأ للأعداد بذاته المتعیّنة فی مراتب عدّة سمّی کثیرا ملاحظة للتعدّد ، فالتعدّد نعت لتعین الواحد فی مراتب متکثّرة ، لا نعت للواحد من حیث هو واحد .
فانقسم نظر الناظرین فی العالم على قسمین :
منهم : من اقتصر على ملاحظة الکثرة والتعدّد والتعیّنات ، فسمّى کلّ هیئة اجتماعیة من ظهور الواحد وتعیّنه فی مراتب عدّة باسم ، فقال : اثنان ، وثلاثة ، وأربعة ، وخمسة ، وستّة وغیر ذلک ، کما نقول : عقل ، ونفس ، وطبیعة ، وهیولى ، وصورة ، وجسم ، وفلک ، وکوکب ، وسماء ، وأرض ، مع أنّ الاثنین واحد وواحد ، والثلاثة واحد وواحد وواحد ، وکذلک الأربعة والخمسة والستّة والسبعة وغیر ذلک إلى ما لا یتناهى ، فما ثمّ إلَّا واحد غیر متناهی التعیّن والظهور ، وتنوّعهما فی مراتب معقولة لا تحقّق لها من حیث هی هی مع قطع النظر عن الواحد المتعیّن فیها وبها .
والقسم الآخر کشفوا الأمر على ما هو علیه فی نفسه عند الحق وفی علمه ، فقالوا :
لیس إلَّا واحد تنوّع ظهوره وتعیّنه فی مراتبهما المعقولة ، والمراتب والظهور والتعیّن کلَّها نسب للواحد ولا تحقّق لها إلَّا بالواحد وفیه ، فافهم ، فما ثمّ إلَّا حقیقة واحدة محقّقة فی ذاتها وحقیقتها ، وتحقّقت وتعیّنت فی العقل متکثّرة متعدّدة ، لیس شیء منها فی الحقیقة محقّقا ، والمحقّق هو الحق الواحد تحقّق لک بوجوده متعیّنا فی العدد والکثرة ، فأظهر تعیّنات وتجلَّیات وتنوّعات وجمعیّات وأحدیات بالعرض ، فهی لا تقدح فی أحدیة الواحد إن أمعنت النظر وأنعمت ، فافهم ، فإنّه عال غال ، والمتحقّق به أعلى وأغلى ، والله الملهم والمفهم .
قال رضی الله عنه : ( وإن کان قد تمیّز الخلق من الخالق ) .
یعنی : أنّ الحق من کونه خلقا لیس هو الخالق ، من کونه خالقا ، فإنّ تمیّز الخالقیة عن المخلوقیة ظاهر کتمیّز الکثرة عن الأحدیة ، والزوجیة عن الفردیة ، ولکنّ العین فی الزوج والفرد والواحد الأحد والکثیر المتعدّد عین واحدة ، والعین فی مرتبة الأحدیة واحدة أحد ، وفی الظهور فی مراتب تعیّنه متعدّدة عدد ، فالتعدّد والتعیّن فی مراتب العدد ، للوجود الحق الواحد وخارج العدد والکثرة فی الواحدیة والأحدیة .
" فالأمر الخالق المخلوق " سمّیته واحدا أحدا ، وحقّا خالقا فی أوّل مراتب تعیّنه بالأحدیة والواحدیة ، وفی ثانیها اثنین ، وفی ثالثها ثلاثة ، وغیرها ، من شأن ذلک الواحد الحق المتعیّن الظهور أحدیا حقّا وکثیرا خلقا ، وهو المسمّى بسائر الأسماء حقّا وخلقا .
فافهم ما أشار إلیه الشیخ العارف المحقّق ، أبو الحسین النوری رضی الله عنه لطَّف نفسه فسمّاه حقّا ، وکثّف نفسه فسمّاه خلقا ، فأثبت مع إثبات کونه حقّا فی لطافته خلقا فی کثافته معا ، إنّ الحقیقة الذاتیة الإلهیة ، لها أن تظهر حقّا خلقا ، إلها مألوها ، ربّا مربوبا ، فإنّ الحقیقة المطلقة فی عینها تتساوى نسبة التعیّن إلیها من حیث هی هی ،لتساوی اقتضائها الذاتی لهما معا.
فالأمر الخالق هو المخلوق « والأمر المخلوق الخالق » طردا وعکسا .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قال رضی الله عنه : ( وقد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة ) هی من الواحد إلى التسعة التی هی مراتب الآحاد ، ثم العشرة والعشرون فإنه اسم لعقد خاص لا باعتبار أنه عقدان من العشرة ، وکذا الثلاثون والأربعون والخمسون والستون والسبعون والثمانون والتسعون ثم المائة ثم الألف .
فقد دخلها الترکیب مما به الاشتراک وهو جمع الآحاد وما به الامتیاز من الصورة النوعیة إلا الواحد فإنه لا ترکیب فیه ، ولیس بعد دولة مرتبة خاصة فی الوجود هی کونه أصل العدد ومنشأه .
ولهذا قال: ( وقد دخلها الترکیب ) ولم یقل فإن جمیع المراتب مرکبة أی دخلها الترکیب وجعلها عددا والضمیر فی دخلها یرجع إلى المراتب العشرین ، فیجوز أن یرجع إلى کل مرتبة من العدد فلا یتناول الواحد.
قال رضی الله عنه : ( فما تنفک تثبت عین ما هو منفى عندک لذاته ) أی لا تزال تثبت للکل أنه واحد ، أی حقیقة واحدة ومرتبة واحدة وکل منها عین الآخر بهذا الاعتبار ثم تقول :
إن الواحد غیر البواقی لأنها عدد ، والواحد لیس بعدد وهو منشأ العدد وهی لیست کذلک وتقول لسائر المراتب إن کلا منها عدد وجمع آحاد ، فکل منها عین الأخرى بهذا الاعتبار ، وکل واحد منها حقیقة نوعیة وغیر الأخرى ، فإن الاثنین نوع غیر الثلاثة والأربعة وسائر الأعداد وکذا الثلاثة ، فقد أثبت لکل واحدة أنها عین الأخرى ، ونفیت عنها أنها عین الأخرى لذاته.
قال رضی الله عنه : ( ومن عرف ما قررناه فی الأعداد وأن نفیها عین ثبتها علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه وإن کان قد تمیز الخلق من الخالق ) أی من عرف أن الواحد بذاته منشئ الأعداد بتجلیاته وتعیناته ، فهو المسمى بالکثیر باعتبار تعدد التجلیات والتعینات فی مراتب ظهوراته ، والتعدد نعت له بتلک الاعتبارات لا باعتبار الحقیقة الواحدیة من حیث هو واحد .
وکل واحد من حیث أنه حقیقة معینة وحدانیة لیس بواحد من حیث الترکیب ولا اشتمال على مراتب الوحد ، وإن نفى الواحدیة عن کل عدد وإثباتها له فإنه حقیقة واحدة من الأعداد فالواحد محیط بأوله وآخره ونفى الجمعیة التی هی التعدد عین إثباتها له.
وإن کل عدد غیر الآخر باعتبار وعینه باعتبار عرف أن الحق المنزه عن التشبیه باعتبار الحقیقة الأحدیة ، هو الخلق المشبه باعتبار تجلیه فی الصورة المتعینة .
فمن نظر إلى الأحدیة الحقیقیة المتجلیة فی صور التجلیات والتعینات قال حق .
ومن نظر التعدد والتکثر قال خلق .
ومن تحقق ما ذکرناه قال حق من حیث الحقیقة ، خلق من حیث الخصوصیة الموجبة للتعدد ، کما أشار إلیه الشیخ العارف أبو الحسین النوری قدس سره لطف نفسه فسماه حقا وکثف نفسه فسماه خلقا .
فإن الحقیقة الأحدیة فی الکل تلطف عن الإبصار بل البصائر ، أی عن الحس والعقل والصور المتعینة بالخصوصیات المتمایزة من الهیئات والأشکال والألوان ، تکثف فتدرک بها ( فالأمر الخالق المخلوق ، والأمر المخلوق الخالق ) .
بالاعتبارین على ما مر من ظهور الهویة بصورة الهاذیة تحقق، والهاذیة بالهویة فهو هذا، وهذا هو طردا وعکسا.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قال رضی الله عنه : (وقد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب).
أی، حصل فی هذا القول، وهو إن کان کل مرتبة حقیقة، عشرون مرتبة: أولها،مرتبة الواحد المنشئ للعدد، ثم مرتبة الاثنین إلى التسعة فصار تسعة، ثم مرتبة العشرة والعشرون إلى تسعین وهی تسعة أخرى فصار ثمانیة عشر، ثم مرتبة المائة والألف، وعلى الباقی یدخل الترکیب. وضمیر (دخلها) یرجع إلى المراتب العشرین.
قال رضی الله عنه : (فما تنفک تثبت عین ما هو منفى عندک لذاته).
أی، لا یزال تثبت فی کل مرتبة من المراتب عین ما تنفیه فی مرتبة أخرى، کما ذکر من أن الواحد لیس من العدد، باتفاق جمهور أهل الحساب، مع أنه عین العدد، إذ هو الذی بتکرره توجد الأعداد.
فیلزمه فی کل مرتبة من مراتب العدد لوازم خصوصیات متعددة، وکذلک نقول لکل مرتبة إنها جمع الآحاد وتثبت أنها لیست غیر مجموع الآحاد،مع أنه منفى عندک بأنها لیست مجموع الآحاد فقط.
قال رضی الله عنه : (ومن عرف ما قررناه فی الأعداد وأن نفیها عین ثبتها، علم أن الحق المنزه هوالخلق المشبه، وإن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق).
أی، ومن عرف أن العدد هو عبارة عن ظهور الواحد فیمراتب متعددة، ولیس من العدد بل هو مقومه ومظهره، والعدد أیضا فی الحقیقة لیس غیره، وأن نفى العددیة من الواحد عین إثباتها له لأن الأعداد لیست إلامجموع الآحاد مادة وصورة، علم أن الحق المنزه عن نقائص الإمکان، بل عن کمالات الأکوان، هو بعینه الخلق المشبه وإن کان قد تمیز الخلق بإمکانه عن الخالق.
(فالأمر الخالق) أی، الشئ الذی هو الخالق هو المخلوق بعینه، لکن فی مرتبة أخرىغیر
المرتبة الخالقیة. والأمر المخلوق وهو الخالق بعینه، لکن باعتبار ظهور الحق فیه.
واعلم، أن الاثنین، مثلا، لیس عبارة إلا عن ظهور الواحد مرتین مع الجمع بینهما، والظاهر، فرادى ومجموعا فیه، لیس إلا الواحد، فما به الاثنان اثنان ویغایر الواحد بذلک لیس إلا أمر متوهم لا حقیقة له، کذلک شأن الحق مع الخلق، فإنه هو الذی یظهر بصور البسائط، ثم بصور المرکبات، فیظن المحجوب أنها مغائرة لحقائقها، وما یعلم أنها أمور متوهمة، ولا موجودة إلا هو.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قال الشیخ رضی الله عنه : "قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. ومن عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها ، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق".
فقال: (وقد ظهر فی هذا القول) القائل: بأن الاثنین حقیقة، والثلاثة حقیقة أخرى، ولیستا من انفراد حقیقة واحدة: هی حقیقة الآحاد (عشرون مرتبة) بسیطة مسماة بأسماء مخصوصة تسعة أحاد، وتسعة أعشار، ومائة، وألف، ولا شک أنها غیر متناهیة (فقد دخلها الترکیب) بین بعض المراتب مع بعض، فکذلک بعض صور العین الواحدة البسیطة یجوز أن تترکب مع بعض.
وإذا کان حال الواحد مع العدد ما ذکرنا (فما تنفک تثبت) للواحد من الکثرة والاختلاف الحقیقی والترکیب، وما تنفک تثبت للعدد من الوحدة، والاتفاق فی اسم جمع الآحاد (عین ما هو منفی عندک) عن الواحد.
والعدد (لذاته) فکذلک تثبت للعین الواحدة من الکثرة والاختلاف والترکیب، وتثبت لصورها من الوحدة، والاتفاق فی اسم الوجود.
وإلیه الإشارة بقوله: (ومن عرف ما قررناه فی الأعداد) من حیث هی مظاهر الواحد،
(وأن نفیها) أی: الأعداد عن الواحد باعتبار ذاته (عین إثباتها) له فی مراتب ظهوراته إذ لا وجود لهم فی ذواتهم، وإنما هو من إشراق نور وجوده علیهم، (علم أن الحق المنزه) عن الکثرة والترکیب، وسائر الوجوه الإمکانیة (هو الخلق المشبه) باعتبار مراتب ظهوراته.
(وإن کان قد تمیز الخلق عن الخالق) بماهیتهم وصورهم المختلفة، وسائر الوجوه الإمکانیة مع امتناع الکل فی الحق باعتبار ذاته.
(فالأمر) أی: أمر الموجودات من حیث الوجود (الخالق) أولا، إذ هو له بالأصالة (المخلوق) باعتبار الصور المتحالفة المشتملة على الوجوه الإمکانیة.
(والأمر) أی: أمر الموجودات من حیث الماهیة والصور والوجوه الإمکانیة المخلوق) من حیث الذات (الخالق) من حیث التحقق.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قائلا رضی الله عنه: ( وقد ظهر فی هذا القول ) بحسب سیر الواحد فی أطوار مراتبه ( عشرون مرتبة ) .
أمّا حقیقة : فلأنّ سیره إنّما هو لکمالیه الذاتیّ والأسمائیّ الظهوریّ منه والإظهاریّ ، وتمام مرتبته إنّما هو العشرة : " تِلْکَ عَشَرَةٌ کامِلَةٌ " [ 2 / 196 ] .
والذی یدلّ على هذا من التلویحات العددیّة الرقمیّة أنّ الصفر الذی هو الدالّ على المرتبة نوعان : بیاض وسواد - على ما قاله الشیخ سعد الدین الحموی سلام الله علیه :
"الصفر بیاض یتبیّن فیه کلّ مفقود ، وسواد یعدم فیه کلّ موجود ، ولکلّ منهما کمال : فکمال بیاضه إلى العشرة ، وکمال سواده إلى الألف ، والأوّل هو الملوّح إلى غایة الظهور والإظهار الذی موطنه العقل الشعوری ، کما أنّ الثانی هو الملوّح إلى غایة الشعور والإشعار ، الذی موطنه الحبّ الألفی العشقی " .
ولا تغفل عن التلویحات التی فی طیّ هذه الألفاظ المعبّر بها عنهما فإنّها منطویة على أعلى من هذا ، قد أفصح عنه فی المفاحص - من أراد ذلک فلیطالعه - .
وأمّا ظاهرا : فلأنّ ما یدلّ على ذلک فی العربی المبین إنّما هو عشرون لفظا : عشرة من الواحد إلى العشرة ، وثمانیة عقود العشرات ، ومائة وألف ، وأمّا غیر ذلک من عقود المائة والألف (فقد دخلها الترکیب ) .
هذا إذا نظر إلى تراکیبه الوضعیّة ومؤلَّفاته الجعلیّة التی أتى بها الحضرة النبویّة ، وعبّر عنها بلسان نبوّته إلى العامّة فی تحقیق کمال الإنباء والإظهار ، وأمّا إذا نظر إلى مقطَّعات حروفه ومفردات بسائطه التی تکلَّم بها لسان الولایة مع أهل الخصوص فی تحقیق کمال الکشف والإشعار ، فقد ضمّ إلیها عقود المآت ، وکمّلها ثمانیة وعشرون .
ومن ثمّة لو عدّدت منها الظواهر الصرف التی لا دخل لها فی البواطن ، وأسمائها التی هی البیّنات المشعرة بحقایقها ، وجدتها عشرین ، والثمانیة الباقیة حروف البواطن ، یدخل فی أسامیها ویعبّر عن حقائقها: " وَیَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّکَ فَوْقَهُمْ یَوْمَئِذٍ ثَمانِیَةٌ " [ 69 / 17 ] .
وملخّص هذا الکلام أنّ المرتبة وإن کانت معدومة العین بنفسها ولکنّ الواحد لیس له وجود فی العین إلَّا بها ، إذ الواحد إنّما یتحقّق فی ضمن أحد الصفرین - على ما لا یخفى على الواقف بأصول القواعد - فالثابت فی العین - حقیقة - لیس إلَّا المرتبة ( فما تنفکّ تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته ) من المرتبة والکثرة .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ومن عرف ما قرّرناه فی الأعداد ) - أنّها من حیث هی أعداد ومراتب أعدام لا تحقّق لها بنفسها أصلا ، مع ما لکلّ منها من الأسماء المستقلَّة والخصائص والآثار المحسوسة ، وأنّ وجودها إنّما هو بالوجود الواحد الساری ، ( وأنّ نفیها عین ثبتها ) ، لأنّ نفیها من حیث أنفسها معناه هو أنّ تحقّقها عین تحقّق الواحد الذی لیس وراءه تحقّق .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( علم أنّ الحقّ المنزّه ) مطلقا عن سائر القیود (هو الخلق المشبّه) ضرورة أنّ الإطلاق الحقیقی هو الذی فی عین التقیید ( وإن کان قد تمیّز الخلق من الخالق ) ، تمیّز المطلق من المقیّد فیه ( فالأمر الخالق ) هو بعینه ( المخلوق ) فی الخارج ، ( والأمر المخلوق ) فی الخارج هو بعینه ( الخالق . کلّ ذلک ) - أی الخلقیّة والحقّیة - ( من عین واحدة ) مطلقة منهما .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أن نفیها عین إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب فما تنفک تثبت عین ما هو منفی عندک لذاته. ومن عرف ما قررناه فی الأعداد، وأن نفیها عین إثباتها ،علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فقد ظهر فی هذا القول)، أی التمول بوجود تلک المراتب و امتیاز بعضها عن بعض (عشرون مرتبة) بسیطة لا ترکیب فیها وهی من واحد إلى تسعة و من عشرة إلى تسعین ومائة وألف وعد رضی الله عنه الواحد من المراتب تسامحا ، وإذا لم تکن منحصرة فی هذه البسائط (فقد دخلها)، أی المراتب العشرینیة (الترکیب).
أی ترکیب بعضها مع بعض لإفادة سائر المراتب الغیر المتناهیة، وکأنه رضی الله عنه جعل تثنیة المائة والألف أیضا من قبیل الترکیب لترکبهما مع علامة التثنیة أو حکم بدخول الترکیب باعتبار الأعم الأغلب.
قال الشیخ رضی الله عنه : (فما تنفک)، أی لا تزال (تثبت) لکل مرتبة (عین ما هو منفی) عنه (عندک لذاته)، کما تقول فی کل مرتبة أنها حقیقة واحدة فتثبت أنها الوحدة المنفیة بذاتها عن کل عدد , فإنها منافیة لکونه جمع الآحاد , فثبت لها الوحدة عن کل عدد، فإنها منافیة لکونه جمع الآحاد .
فکما تقول فی کل مرتبة إنها جمع الآحاد فتثبت لها الجمعیة وهی منفیة باتصافیها بالوحدة.
(ومن عرف ما قررناه فی الأعداد) من أن منشأ الأعداد بتکراره هو الواحدة لواحد الظاهر فی مراتبه والعدد (و)عرف أیضا (أن نفیها)، أی نفی کل مرتبة عن نفسها اسم جمع الآحاد باعتبار الوحدة (عین ثبتها) إیاه باعتبار کونه عدد بمعنى أن هذا البیت لا ینفک عن ذلک النفی کما لا تنفک عین الشیء عنه.
قال الشیخ رضی الله عنه : (علم أن الحق المنزه) عن مشابهة الخلق باعتبار إطلاقه (هو الخلق المشبه) بعضه ببعض من حیث تجلیه بالصور المتعینة المتشابهة کما أن الواحد المنزه فی حق نفسه عن الکثرة العددیة هو العدد المنصف بالکثرة بتکرار ظهوراته.
قال الشیخ رضی الله عنه : (و إن کان قد تمیز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (وإن کان قد تمیز الخلق من الخالق) بالتقیید والإطلاق و الإمکان والوجوب تمییز العدد بسبب الواحد فإذا لاحظنا تقید الخلق وإمکانه وإطلاق الحق ووجوبه فلا الخلق حق ولا الحق خلق .
قال الشیخ رضی الله عنه : (فالأمر الخالق المخلوق)، أی فالحال والشأن أن الخالق هو المخلوق کما أن الواحد هو العدد، وذلک إذا شاهدنا الخالق سبحانه فی کمال إطلاقه وعلوه.
ثم لاحظنا تجلیه :
أولا بالفیض الأقدس بصور الأعیان الثابتة.
وثانیا بالفیض المقدس بصور الأعیان الخارجیة.
فقلنا : الخالق المخلوق، أی الخالق باعتبار تجلیه وتنزله هو المخلوق .
قال الشیخ رضی الله عنه : (والأمر المخلوق الخالق)، أی الحال والشأن أن المخلوق هو الخالق کما أن العدد وهو الواحد.
وذلک إذا لاحظنا أولا المخلوق و فتشنا عن حقیقته ووجوده ووجدنا هما عین الخالق بالتجلیین المذکورین.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 132
قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها الترکیب.
در این گفتار بیست مرتبه پیدا شده و ترکیب در آنها راه یافت.
یعنى از اینکه هر مرتبه حقیقتى است و از ترکیب مراتب بیستگانه اعداد غیر- متناهیه ظاهر میشود (از واحد تا تسعه، نه مرتبه، از ده تا نود، نه مرتبه، این هیجده مرتبه، صد و هزار، دو مرتبه این بیست مرتبه و از ترتیب این بیست مرتبه اعداد غیر متناهیه پیدا میشود.
فما تنفک تثبت عین ما هو منفىّ عندک لذاته، و من عرف ما قررناه فی الأعداد، و أنّ نفیها عین إثباتها، علم أنّ الحقّ المنزّه هو الخلق المشبّه، و ان کان قد تمیّز الخلق من الخالق.
پس همیشه اثبات میکنى در هر مرتبهای از مراتب عین آن چیزى را که در مرتبه دیگر نفى میکنى (یعنى واحد که به اتفاق جمهور اهل حساب عدد نیست عین عدد است زیرا به تکرارش اعداد پیدا میشود) و هر کس شناخت آن چه را که ما در اعداد تقریر کردیم و اینکه نفى عددیت از واحد عین اثباتش است میداند که حق منزه، هم او خلق مشبّه است اگر چه خلق از خالق تمیّز دارد.
از آن چه که درباره واحد و عدد دانسته شد به کنه گفتار سید الساجدین و زین العابدین امام على بن الحسین علیهما السلام در دعاى بیست و هشتم صحیفه سجادیه که فرمود: «لک یا الهى وحدانیة العدد» پى میبریم.
فالأمر الخالق المخلوق، و الأمر المخلوق الخالق.
پس امر خالق مخلوق است و امر مخلوق خالق است.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۲۰-۳۲۱
فقد (و قد- خ) ظهر فى هذا القول عشرون مرتبة فقد دخلها التّرکیب.
یعنى حاصل شد درین قول که هر مرتبه حقیقتى باشد به نسبت مرتبه اول مرتبه واحد که منشى عدد است، بعد از آن مرتبه اثنین تا تسعه؛ بعد از آن مرتبه عشره و عشرون تا تسعین، پس هشتده (هژده- خ) شود و با مائة و الف بیست گردد و بر باقى این مراتب ترکیب داخل شود.
فما تنفکّ تثبت عین ما هو منفىّ عندک لذاته.
یعنى همیشه بىانقطاع و انفکاک اثبات مىکنى در هر مرتبهاى از مراتب عین آنچه را نفى مىکنى در مرتبه دیگر، چنانکه ذکر کرده شد که واحد عدد نیست به اتفاق اهل حساب؛ با وجود آنکه عین عدد است، چه اوست که به تکرر او اعداد را وجود است. لاجرم واحد را در هر مرتبه از مراتب عدد خواص و لوازم ثابت مىگردد به طریق لزوم، و همین خواص و لوازم منفى مىگردد از واحد در مرتبه دیگر که اگر آن اعتبار واحد و تکرر او کرده نیاید هیچ مرتبه از مراتب عدد متحقق نشود و هیچ لازمى و خاصیتى از خواص و لوازمش مثل زوجیّت و فردیّت و غیر این منفى و مثبت نگردد. پس اگر واحد حقیقى به صور ما به در آید و به مراتب ما برآید هیچ خاصیتى و لازمى از فعل و اقتدار و ظهور و بطون و کثرت و قلّت ثابت نیز نشود و منفى هم نگردد. بیت:
در چشم تو گرچه شکل بسیار آمد چون درنگرى یکى به تکرار آمد
گر قدرت و فعل هست ما را نه ز ماست زانست که او بما پدیدار آمد
پس مرجع نفى و اثبات تو واحد است به حسب مراتبش چنانکه در مرتبه از عدد مىگوئى که جمع آحاد است؛ و اثبات مىکنى که این مرتبه غیر جمع آحاد نیست با وجود آنکه این قول نزد تو منفى است از آنکه مىگوئى این مرتبه تنها از مجموع آحاد عبارت نیست.
و من عرف ما قرّرناه فى الأعداد و أنّ نفیها عین إثباتها، علم أنّ الحقّ المنّزه هو الخلق المشبّه، و ان کان قد تمیّز الخلق من الخالق، فالأمر الخالق المخلوق، و الأمر المخلوق الخالق.
یعنى هرکه بشناسد که عدد عبارت است از ظهور واحد در مراتب متعدده و این واحد از عدد نیست بلکه مقوم و مظهر اوست و عدد در حقیقت او نیز نیست، و این معنى را نیز دریابد که نفى عددیت از واحد عین اثبات عددیّت است او را از آنکه اعداد غیر مجموع آحاد نیست از روى ماده و صورت، هرآینه ادراک این معنى کند که حق منزه از نقایص امکان، بل که مقدّس از کمالات اکوان بعینه خلق مشبه است، اگرچه متمیز مىشود خلق به امکان از خالق، پس امرى که محکوم به خالقیت است بعینه مخلوق است، لکن در مرتبه دیگر که غیر مرتبه خالقیت است و امر مخلوق خالق است بعینه به اعتبار ظهور حق در وى.
و بباید دانست که اثنین مثلا عبارت نیست مگر از ظهور واحد مرتین مع الجمع بینهما؛ و آنچه ظاهر است فرادى، و مجموع در اثنین به غیر واحد نى. پس آنچه اثنان بدان اثنان است و به واسطه آن مغایر واحد است غیر از امر متوهم نیست، لاجرم بعینه همچنین است شأن حق با خلق که اوست که ظاهر است به صور بسائط، بعد از آن به صور مرکبات، پس گمان مىبرد محجوب که این همه به حقائق مغایر یکدیگرند و نمىداند که این کثرت ناشى از امور متوهّمه است و موجود غیر از حق نیست تا گوید: بیت:
همه عالم پر است ازین دلدار لیس فى الدّار غیره دیّار
نیست پوشیده آفتاب رخش دیدهاى جوى درخور دیدار
تا بسوزد ظلام قید وجود آفتابى برآمد از اسرار
چون تو از خویشتن فنا گشتى گشت عالم پر از تجلى یار
از خودى خودت کنارى گیر تا ببینى نگار خود به کنار
اصل اعداد جز یکى نبود به اسامى اگرچه شد بسیار
بى عدد زان سبب شدست عدد که یکى را همىکنى تکرار
قطع تکرار بایدت کردن تا به جز یک نیایدت به شمار
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۷
قد ظهر فی هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها التّرکیب فما تنفکّ تثبت عین ما هو منفىّ عندک لذاته.
شرح یعنى درین قول مذکور که «فإن لکل مرتبة حقیقة»، بیست مرتبه حاصل مىشود: اول مرتبه واحد. 2- مرتبه اثنین. 3- مرتبه ثلاثة. 4- مرتبه اربعه. 5- مرتبه خمسه. 6- سته. 7- سبعه. 8- ثمانیة. 9- تسعه.
10- عشره. 11- عشرین. 12- ثلاثین. 13- أربعین. 14- خمسین.
15- ستّین. 16- سبعین. 17- ثمانین. 18- تسعین. 19- مائة.
20- ألف.
پس لا یزال تو در هر مرتبهاى از مراتب اثبات عین آن مىکنى که آن لذاته نزد تو منفى است در مرتبه دیگر، چنانکه واحد، که از عدد نیست، با آن که عینعدد خود اوست. زیرا که واحد است که به تکرار خویش وجود اعداد، پیدا مىکند.
و چنانچه در هر مرتبهاى از مراتب مذکور مىگویى که جمع آحاد است، با آن که مىگویى که نه جمع آحاد است فقط. بلکه جمع آحاد است مع مرتبة مخصوصة بها.
و من عرف ما قرّرناه فی الأعداد و إنّ نفیها عین إثباتها، علم أنّ الحقّ المنزّه هو الخلق المشبّه، و إن کان قد تمیّز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، و الأمر المخلوق الخالق.
شرح یعنى هر که شناخت آن چه تقریر کردم که عدد عبارت است از ظهور واحد در مراتب متعدّده، و نفى عددیّت کردن از واحد عین اثبات عددیّت است واحد را چرا که اعداد جز مجموع آحاد نیست، ازین مثال بداند که حقّ منزّه از نقایص امکان و مقدس از کمال اکوان، عین خلق است مشبّه شده به امکان؛ و اگر چه خلق از خالق جداست به صفت حدوث و امکان. پس تسمیه به حسب مراتب باشد، تا همان شیء که خالق است، بعینه در مرتبه تعیّن، که خلقیّت است، مسمّى به خلق باشد، و همان شیء که مخلوق است، در مرتبه دیگر به حسب ظهور حق در وى، آن را خالق گویند.