الفقرة الثانیة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
(کل ذلک) المذکور الذی هو الأمر الخلق والمخلوق الخالق ناشیء فی الظهور (من عین واحدة) غیبیة منزهة عن الظهور والبطون لإطلاقها الحقیقی حتى عن الإطلاق لأنه یقیدها وهی عین الذات الأحدیة.
فالخالق والمخلوق من جملة تعییناتها، فهما منها کالصفة من الموصوف بها والفعل من الفاعل له (لا بل هو)، أی ذلک الأمر المذکور (العین الواحدة) الذاتیة المطلقة لا زائدة علیها إلا بحکم المراتب العدمیة التی لا وجود لها معها غیرها.
(وهو)، أی ذلک الأمر (العیون الکثیرة) المختلفة التی لا تتناهى مع قطع النظر عن تلک المراتب العدمیة التی ظهر هو بها لأنها عدم محض.
قال الله تعالى حکایة عن إبراهیم وابنه الذبیح علیهما السلام: "فلما بلغ معه السعی قال یابنی إنی أرى فی المنام أنی أذبحک" [الصافات: 102] (انظر) ببصرک وبصیرتک ("ماذا ترى")، فإن الأمر واحد فهل تراه خالقا أو مخلوقة فإن کنت تراه خالقة، فهو المراد.
وإن کنت تراه مخلوقة فإن سبب ذلک استیلاء جسدک الطبیعی على بصرک وبصیرتک لرؤیتک الأمر على خلاف ما هو علیه.
فلا بد من ذبحک ورفع حکم جسدک الطبیعی عنک حتى ترى الأمر على ما هو علیه، ولهذا لما حصل المقصود بانفصاله عن حکم جسده الطبیعی عنه لم یذبحه، وتکون جسده الطبیعی فی صورة کبش، فهبط إلیه من جنة المعارف فذبحه ونجا ابنه من ذلک علیهما السلام ("قال یا أبت افعل ما تؤمر") [الصافات: 102].
ولم یقل: اذبحنی لعلمه أن المقصود غیر ذلک، وأن ذلک المقصود قد یحصل بغیره ففعل إبراهیم علیه السلام ما أمر بفعله وهو اتکاء ابنه وإمرار السکین على رقبته، فتحقق ابنه برفع الأسباب وأن السکین لا تقطع بطبعها.
وإنما هی صورة أمر الله تعالى، فحصل المقصود من المعرفة فارتفع الذبح فی الحال والولد) من حیث الروحانیة الواحدة الظاهرة فی کل صورة من العالم (عین أبیه) بل عین کل شیء، وإن اختلفت النفوس التی هی تدبیر ذلک الروح الواحد لکل جسد بما یلیق به فالروح واحدة.
قال تعالى: "ویسألونک عن الروح" [الإسراء: 85] ولم یقل عن الأرواح.
وقال تعالى: "یوم یقوم الروح والملائکة صفا " [النبأ: 38].
وقال تعالى: "تنزل الملائکة والروح" [القدر: 4].
وأما قوله علیه الصلاة والسلام : «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناکر منها اختلف». رواه البخاری ومسلم
فقد أراد بها النفوس.
والنفوس کثیرة لکل شیء نفس تلیق به، فنفس الانسان لیست کنفس الحیوان، لیست کنفس النبات، لیست کنفس الجماد و نحو ذلک .
قال تعالى : " أفمن هو قائم على کل نفس بما کسبت" [الرعد: 33].
والنفوس هی التی تموت کما قال تعالى: "الله یتوفى الأنفس حین موتها" [الزمر: 42]، "أخرجوا أنفسکم " [الأنعام: 93]، " کل نفس ذائقة الموت" [آل عمران: 185]، والروح لا یموت لقیامه بالحق تعالى فی کل الأمور .
(فما رأى) إبراهیم علیه السلام (فی منامه أنه یذبح سوى نفسه) التی هی نفس ابنه والرائی هو الروح الواحد الکلی المسمى إبراهیم علیه السلام باعتبار قید تلک النفوس المخصوصة.
وذلک الجسد المخصوص، فإن توجه المجامع فی وقت استفراغ النطفة لم یزل ساریة فی تلک النطفة حتى یظهر على صورة المستفرغ لها والتوجه یصحبها من حیث روح المتوجه لا من حیث نفسه.
وللروح الواحد الکلی باعتبار کل نفس مخصوصة فی جسد مخصوص ظهور خاص، فنفس الابن بسبب ذلک نفس الأب، لأن خصوص الروح توجه فأنتج خصوص روح آخر، فهما نفسان الروحین مخصوصین هما : روح واحدة مخصوصة بمنزلة أطوار الشخص الواحد.
(وفداه)، أی فداء الابن أبوه من حیث کون الأب نفس الأمر الإلهی ظاهرة فی مظهر روح مخصوص کلی متوجه على نفس مخصوصة فی جسد مخصوص (بذبح)، أی حیوان یذبح (عظیم) وعظمه باعتبار نیابته عن نبی کریم کنیابة الجسد فی الدنیا بالموت والفناء عن الروح الأعظم ذات النفس الزکیة.
فالجسد فداء للروح فهو عظیم بعظمها فظهر بصورة کبش فی عالم الحس (من ظهر) فی عالم الخیال (بصورة إنسان).
وفی عالم الحس أیضا وهو الذبیح علیه السلام، فذبح فی صورته الحسیة الکبشیة ولم یذبح فی صورته الخیالیة الإنسانیة.
لأن الصورة الخیالیة صورة وحی لإبراهیم علیه السلام، لأن منام الأنبیاء علیهم السلام وحی من الله تعالى لهم بخلاف الصورة الحسیة.
فإنها من ظواهرهم علیهم السلام وبواطنهم محفوظة من الخطأ ، فرأى فی عالم وحیه المنامی ذبح صورة ابنه الإنسانیة ، فظهرت له فی عالم حسه فی صورة کبش فذبحها، وإنما غسل أوساخ الطبیعة من وجه روحانیة ابنه.
وظهر بصورة الولد فی عالم الحس وعالم الخیال باعتبار تخلق نطفته بتوجه روحانیته فی وقت الجماع على طبق صورته الباطنة والظاهرة.
وهذا التوجه الروحانی من کل ذی روح نظیر القبضة التی قبضها السامری من أثر الرسول، فنبذها فی العجل الذی صاغه من الذهب، فسرت فیه الحیاة بإذن الله تعالى (لا بل بحکم الولد) من حیث إن تلک النطفة المختلفة بالتوجه المذکور نطفة الأب انفصلت عنه روحانیاتها التی تدبرها روحانیة الأب للتوجه علیها.
فما ثم إلا حکم الولد لا حقیقة الولد (من هو) فی عالم الخیال وعالم الحس (عین الوالد) إذ کل من رأى فی منامه شیئا إنما رأى نفسه فی صورة ذلک الشیء.
وکذلک من رأى شیئا فی یقظته رآه على قدر استعداده فما رأی إلا نفسه.
والولادة کمال فی هذه العینیة المذکورة لإنتاجها أصل الصورة المرئیة.
فالعینیة فی الولد أظهر منها فی کل أمر مرئی یقظة ومناما .
قال الله تعالى فی آدم علیه السلام: هو " الذی خلقکم من نفس واحدة " ، وهی نفس آدم علیه السلام ("وخلق منها ") ، أی من تلک النفس الواحدة ("زوجها") [الأعراف : 189]، یعنی حواء علیها السلام بأن تجلی سبحانه وتعالى لتلک النفس الواحدة بحضرة خاصة غیر الحضرة التی تجلی بها.
فکانت تلک النفس الواحدة، فظهرت تلک النفس الواحدة فی مرآة تلک الحضرة المخصوصة صورة مماثلة لصورة تلک النفس الواحدة.
کما تظهر صورة فی المرآة، والمرأة بنفسها منزهة عن تلک الصورة الظاهرة فیها، فحواء نفس آدم علیهما السلام ظهرت له فی مرآة تلک الحضرة الإلهیة المخصوصة، وحین نکحها (فما نکح سوى نفسه).
وفی الحقیقة حضرة إلهیة توجهت على حضرة إلهیة أخرى من قبیل المغایرة بین الواحد ونفسه إذا کان معلومة (فمنه)، أی من آدم علیه السلام (الصاحبة) وهی حواء (والولد) الذی خلق منها بنکاحه لها .
(والأمر) الإلهی (واحد فی العدد) وإن کثر بصورة التجلی، لأنه لا یشغله شأن عن شأن.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
(کل ذلک) الأمر المخلوق یحصل (من عین واحدة) لا من عین واحدة (بل) فی نفس الأمر (هو) أی کل ذلک من حیث هویته واحدیة ذاته (العین الواحدة).
أی عین الحقیقة الواحدة (وهو) أی العین من حیث أسمائه وصفاته (العیون الکثیرة) أی الحقائق المختلفة فما فی الکون إلا الحق .
ویجوز أن یکون معناه وهو أی الأمر المخلوق من حیث اختلاف الصورة علیه العیون الکثیرة لکن الأول أنسب إلى المقام .
لأن المراد بقوله لا بل إضراب عن الکلام الذی یشعر المغایرة ولا یکون الإضراب إلا بإثبات أن لیس فی الوجود إلا الحق وهذا المعنى ثابت فی الأول دون الثانی.
(فانظر ماذا تری) إشارة إلى اهتمامه فی بیان الحق وحث لطالب الحق على طلبه (قال) ولد إبراهیم علیه السلام : "یا أبت افعل ما تؤمر" . وفیه إشارة إلى أن الواجب على المرشد ما فعل بالمرید إلا بأمر الحق وإن الواجب على المرید ما فعل إلا بأمر المرشد (والولد عین أبیه) کما سبق وجهه .
(فما رأى) الوالد (بذبح سوى نفسه ونداه بذبح عظیم فظهر بصورة کبش) فی عالم الحس (من ظهر) فی عالم الرؤیا (بصورة إنسان) وهو ولد إبراهیم .
(فظهر بصورة ولد لا بل بحکم ولد من هو عین الوالد) فالأمر واحد ظهر بصورة الکبش والولد والوالد فهو عین ما ظهر فکان کل واحد من المظاهر عین الآخر بهذا الاعتبار .
(وخلق منها زوجها) فإذا خلق منها (فما نکح) آدم (سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد) ولا شیء فی العدد غیر الواحد .
فإذا کان أصل الأمور واحدة
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحدة وهو العیون الکثیرة.
فانظر ماذا ترى "قال یا أبت افعل ما تؤمر" (الصافات: 102) .
والولد عین أبیه، فما رأى یذبح سوى نفسه، [وَفَدَیْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ (107) ] "وفداه بذبح عظیم" (الصافات: 107) فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان، وظهر بصورة ولد لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد "وخلق منها زوجها" (النساء: 1).
فما نکح سوى نفسه، فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال رضی الله عنه : "کلّ ذلک من عین واحدة ، لا ، بل هو العین الواحدة وهو العیون الکثیرة . " فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ " والوالد عین ابنه ، فما رأى یذبح سوى نفسه ، وفداه بذبح عظیم ، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان .
وظهر بصورة ولد ، لا ، بل بحکم ولد من هو عین الوالد "وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها " ، فما نکح سوى نفسه ، فمنه الصاحبة والولد ، والأمر واحد فی العدد " .
یعنی رضی الله عنه : أنّ الوجود الواحد الحقّ الواحد المتعیّن فی الإنسانیة المطلقة ، المسمّى إبراهیم فی إبراهیم ، والوالد هو المسمّى من حیث تعیّنه فی إسحاق أو إسماعیل بإسحاق أو إسماعیل کذلک ، وکذلک المتعیّن فی صورة آدم المسمّى بآدم هو المتعیّن فی صاحبته المسمّاة بحوّاء ظهر ذلک الوجود الحق الواحد فی مراتب عدّة بصور مختلفة ، وصیغ مفترقة ومؤتلفة ، فسمّى فی کل مرتبة مرتبة وتعیّن تعیّن باسم غیر الآخر ، فمنه الصاحبة ، والوالد ، والولد ، والزوج ، والفرد ، والواحد والعین واحدة ، وهو الوجود الحق الذی لا تحقّق إلَّا له فی کل متحقّق معیّن ، مع أنّه من کونه متعیّنا بکذا ، مسمّى بکذا غیر المتعیّن بتعیّن غیره وغیر مسمّى باسم غیره ، فالمسمّى بعلا من حیث تعیّنه ینکح نفسه من کونها متعیّنة فی صورة صاحبته ، وکذلک المتعیّن فی صورة إبراهیم متعیّن بصورة ولده الذی أراد ذبحه ،وهو الظاهر بصورة الذبح العظیم.
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا بل هو العین الواحدة، وهو العیون الکثیرة) على ما بین فی الواحد الکثیر.
قال رضی الله عنه : (" فَانْظُرْ ماذا ترى ؟ قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ " والولد عین أبیه ، فما رأى یذبح سوى نفسه وفداه بذبح عظیم فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان ، وظهر بصورة ولد لا بل بحکم ولد من هو عین الوالد " وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها " فما نکح سوى نفسه ، فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد ) .
أی العین الواحدة بالحقیقة تعدد بکثرة التعینات عیونا کثیرة ، وتلک التعینات قد تکون کلیة کالتعین الذی صارت الحقیقة الأحدیة به إنسانا ، وقد تکون جزئیة کالذی صار به إبراهیم ، فإن المتعین بالإنسانیة المطلقة هو الذی صار بعد التعین النوعی بالتعین الشخصی إبراهیم وبتعین آخر إسماعیل ، فالمتعین بالإنسانیة المطلقة لم یذبح سوى نفسه " بِذِبْحٍ عَظِیمٍ " هو نفسه بحسب الحقیقة ، قد تعینت بتعین نوعى آخر متشخصة بتعین شخصى ، فالحقیقة الواحدة التی ظهرت بصورة إنسان ، هی التی ظهرت بصورة کبش بحسب التعینین المختلفین نوعا وشخصا . ولما کانت الصورة الإنسانیة فی الوالد والولد محفوظة باقیة على واحدیة النوعیة أضرب عن غیریة الصورة فی الوالد والولد وأثبت غیریة الحکم .
فقال : لا بل بحکم ولد ، فإن صورتهما واحدة وهی الصورة الإنسانیة ولم یتغیر إلا حکم الوالدیة والولدیة فحسب ، وکذا بین آدم وحواء فإنهما وأولادهما واحد فی الإنسانیة ، فالأمر واحد فی الحقیقة متعدد بتعینات نوعیة وشخصیة لا ینافی الوحدة الحقیقیة . فهو واحد فی صورة العدد.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا بل هو العین الواحد، وهو العیون الکثیرة.)
أی، کل ذلک الوجود الخلقی صادر من الذات الواحدة الإلهیة، ثم أضرب عنه، لأنه مشعر بالمغایرة.
فقال: بل ذلک الموجود الخلقی هو عین تلک العین الواحدة الظاهرة فی مراتب متعددة.
وذلک العین الواحدة التی هی الوجود المطلق، هو العیون الکثیرة باعتبار المظاهر المتکثرة، کما قال:
سبحان من أظهر ناسوته ....... سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا فی خلقه ظاهرا ....... فی صورة الآکل والشارب
(فانظر ما ذا ترى) أی، أنظر أیها السالک طریق الحق ما ذا ترى من
الوحدة والکثرة جمعا وفرادى، فإن کنت ترى الوحدة فقط، فأنت مع الحق وحده لارتفاع الإثنینیة، وإن کنت ترى الکثرة فقط، فأنت مع الخلق وحده، وإن کنت ترى الوحدة فی الکثرة محتجبة والکثرة فی الوحدة مستهلکة، فقد جمعت بین الکمالین وفزت بمقام الحسنیین.
(قال یا أبت افعل ما تؤمر) ولما کانت نسبة السالک إلى الشیخ المکمل نسب ةالولد إلى والده، نقل الکلام إلى حکایة إبراهیم، علیه السلام، مع ولده. وقول المرید للشیخ: (إفعل ما تؤمر) عبارة عن تسلیمه بین یدیه، وإشارة إلى أن فعلهلیس من نفسه، بل من ربه، فإنه واسطة بین السالک وربه. (والولد عین أبیه)
بحکم اتحاد الحقیقة وفیضانه من جمیع أجزاء وجوده وکونه بعضه، وإن کان غیره من حیث تعینه وتشخصه (فما رأى یذبح سوى نفسه) وذبحه صورة إفنائه من إنانیته (و (فداه بذبح عظیم)) (الذبح)، بکسر الذال، ما یذبح. وإنما وصفه بـ (عظیم) لأن الظاهر بتلک الصورة هو الذی له العظمة التامة.
ثم قال إظهارا لهذا السر: (فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة الإنسان).
أی، الظاهر بهذه الصورة الکبشیة هو الذی ظهر بجمیع الصور الإنسانیة وغیرها، لأن الحقیقة الکلیة إذا تعینت بتعین کلی، تصیر نوعا من الأنواع، وعند تعینها بتعین جزئی، یصیر شخصا من الأشخاص.
فالظاهر فی تعین شخصی من نوع، هو بعینه ظاهر فی نوع آخر وأفراده.
ألا ترى أن الحقیقة الحیوانیة کما ظهرت فی الصورة الإنسانیة، کذلک ظهرت فی الصورة الفرسیة والغنمیة وغیرها. فما فدا من نفسه بما هو أدنى منه، فإن الدنىء لا یکون فداء للشریف.
قال رضی الله عنه : (فظهر بصورة ولد، لا بل بحکم ولد من هو عین الوالد).
أی، فظهر بصورة الولد من کان ظاهرا فی صورة الوالد، وهو المتجلی الحقیقی فی المظاهر کلها.
ثم أضرب إثباتا لحکم الولدیة بقوله: (لا، بل ظهر بحکم ولد). أی،بصورة المرتبة الولدیة وأحکامها، لأن صورة الولد والوالد بحکم اتحاد الحقیقة النوعیة واحدة، والمغایرة فی حکم الولدیة والوالدیة فی الصورة الشخصیة لا غیر.
قال رضی الله عنه : ((وخلق منها زوجها) فما نکح سوى نفسه، فمنه الصاحبة والولد، والأمر واحد فی العدد).
لما کان خلق حواء من عین آدم، علیه السلام، موافقا لما هو فیتقریره، نقل الکلام إلیه استشهادا لما ذکره، فإن آدم وحوا یجمعهما حقیقة واحدة، و یمیزهما تعین کل منهما من الآخر. فبالاعتبار الأول، ما ظهر بصورة آدمهو الذی ظهر بصورة حواء، وهو المستشهد لقوله: (ظهر بصورة الولد... من هو عین الوالد).
لأنها أیضا ولد آدم وإن لم یسم بالولد. وقوله: (فما نکح سوىنفسه) استشهاد لقوله: (فما رأى یذبح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد) بظهور حقیقته فی صورتهما، ولیس الأمر إلا واحد، کظهور الواحد فی العدد.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : " کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد و هو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، و الولد عین أبیه. فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان.
و ظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد. «و خلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة و الولد و الأمر واحد فی العدد. "
ثم أشار إلى التوحید فقال: (کل ذلک) أی: الخالق والمخلوق (من عین واحدة) هی الوجوه (لا بل هو العین الواحدة)، إذ لا تحقق لصورة المرآة من حیث الحقیقة فی المرآة بل المتحقق ذو الصورة فی الخارج.
(وهو) مع وحدته فی الخارج هو (العیون الکثیرة) من حیث کثرة الصور، ( فانظر ماذا ترى" [الصافات: 12]) من کون العین الواحدة نفس العیون الکثیرة، وهو الموجب للاختلاط.
إذا کانت العین الواحدة جامعة للموجودات ذاتا، وصفات، ونسبا، وجمعا، وفرقا؛ فلها العلم الذاتی بذلک، إذ لا یمکن اعتباره بالنسبة إلى مکان أو مکانة.
ولذلک رأى إبراهیم علیه السلام الکبش بصورة ابنه بل بصورة نفسه فهذا مع ما بعده یتضمن اقتباسا لطیفا موهما أعنی قوله ("قال یاأبت افعل ما تؤمر" [الصافات: 12])، من ذبح ابنک إذ رأیته فی منامک الذی لیس إلا من الله لا من النفس، ولا من الشیطان لکنه إنما وجب على إبراهیم ذبح نفسه؛ لیفنی فی الله ویبقى به، وهو محل التکالیف دون الابن فرأى نفسه فی صورة ولده وذلک لأن (الولد عین أبیه) فی الوجود، والصور النوعیة.
(فما رأی) إبراهیم (یذبح سوى نفسه) فی صورة ابنه؛ ولکن لم یکن تعبیر رؤیاه ذبح نفسه، بل ذبح الکبش؛ وذلک لأنه (فداه) ربه (بذبح عظیم)، هو: الکبش، وما یقع من تعبیر الرؤیا فی الحس هو المرئی فی المنام بالحقیقة فی صورة تناسبه بوجه ما فظهر بصورة کبش فی الحس (من ظهر بصورة إنسان) فی المنام.
ثم أشار إلى أن الفداء أیضا کان على إبراهیم فقال: (وظهر بصورة ولد) فی إمرار السکین على عنقه، (بل بحکم ولد) فی الفداء (من هو عین الوالد).
إذ کان تحت السکین فنسب الفداء إلیه مع أنه فداء عن الوالد الذی وجب علیه ذبح نفسه، وهو أقرب المذکورین فی قوله تعالى : "ونادیناه أن یا إبراهیم قد صدقت الرؤیا إنا کذلک نجزی المحسنین إن هذا هو البلاؤ المبین وفدیناه بذبح عظیم" [الصافات: 14-17].
فعلم أن الولد: هو الوالد، والوالد: هو الکبش، باعتبار أن العین الواحدة هی المتکثرة بالصور المختلفة.
ثم استدل على أن الولد عین الوالد بقوله تعالى: ("وخلق منها زوجها" [النساء: 2])، وإذا کان زوجها من نفسه (فما نکح سوى نفسه)؛ لتحصیل الولد (فمنه الصاحبة) التی ولده جزؤها، ومنه (الولد) أیضا فهو جزئه.
وجزء جزئه، وجزء الجزء جزء. فهو جزؤه بکل اعتبار لکنه على صورة کله.
ولم ینقص منه شیء بخروجه منه فهو عینه کیف (والأمر) أی: أمر الولد والوالد (واحد) فی الحقیقة، والوجود تکثر عند ظهوره (فی العدد) کما قلنا من ظهور الواحد فی العدد مع بقاء الواحد على حاله من البساطة. وعدم قبول الکثرة,والتغیر فی ذاته فإن کنت منکرا لذلک فقل لی؟.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( لا ، بل هو العین الواحدة ، وهو العیون الکثیرة ) ، فإنّ نسبة الوحدة والکثرة والإطلاق والتقیید ، والخلقیّة والحقّیة ، وسائر المتقابلات إلى الواحد المطلق سواء .
فلذلک لمّا قال ذلک العین الواحدة بلسان الوالد : " إِنِّی أَرى فی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ " و ( " فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ " بلسان الولد : " یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ " [ 37 / 102 ] .
والمأمور لیس إلَّا الذبح ، ( والولد عین أبیه ) وسرّه ، ( فما رأى یذبح سوى نفسه ، وفداه " بِذِبْحٍ عَظِیمٍ " [ 37 / 107 ] فظهر ) فی الخارج ( بصورة کبش من ظهر ) فی الخیال ( بصورة إنسان وظهر ) فی الخیال ( بصورة ولد - لا ، بل بحکم ولد ) ، فإنّ المغایرة بین الصورة الوالدیّة والولدیّة نسبة حکمیّة لا حقیقیّة ، سیّما فی عالم الخیال - ( من هو عین الوالد ) فی الخارج .
فتبیّن من هذه الآیة تنوّع العین الواحدة بالصور المتخالفة حقیقة وحکما ، ولکنّ فی الخیال والخارج - لا فی الخارج - والذی یدلّ على ذلک فیه هو قوله تعالى : " یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ " ( " وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها " ) [ 4 / 1 ] ) أی من النفس الواحدة ( فما نکح سوى نفسه ) .
فتبیّن من هذه الآیات القرآنیّة الکاشفة عن کنه الأشیاء أن لا مغایرة فی العین بین الوالد وزوجه ، ولا بینه وبین ولده ، ( فمنه الصاحبة والولد ، والأمر واحد فی العدد) فما اتخذت صاحبة ولا ولدا .
وإذ قد بیّن - بالقواعد العددیّة عقلا ، والآیات المنزلة السماویّة نقلا - إثبات وحدة العین ، أخذ فی تحقیق ظهور الکثرة منها وإبانة ما یتوهّم من تلک العبارة ، وإزالته من التجزیة والتبعیض.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه : (کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد وهو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عین أبیه.
فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال الشیخ رضی الله عنه :" کل ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحد و هو العیون الکثیرة. فانظر ما ذا ترى «قال یا أبت افعل ما تؤمر»[الصافات: 102]، و الولد عین أبیه.)
فقلنا : المخلوق حقیقة ووجودا هو الخالق (کل ذلک) المذکور من الخالق والمخلوق (من عین واحدة) فإن الحقائق ثلاث:
1 - حقیقة فعالة مؤثرة واحدة عالیة واجبة وهی حقیقة الله الخالق سبحانه .
2 - وحقیقة منفعلة متأثرة متکثرة سافلة ممکنة وهی حقیقة العالم المخلوق.
3 - وحقیقة ثالثة جامعة بینهما فعالة من وجه ، منفعلة من وجه واحدة من وجه کثیرة من وجه ، وکذا فی سائر الصفات المتقابلة.
وهذه الحقیقة أحدیة جمع الحقیقتین ولها المرتبة الأولیة الکبرى والآخریة العظمی وهی العین الواحدة التی انتسب منها نسبنا الخالقیة والمخلوقیة.
(لا)، أی لیس کل ذلک منتشأ من عین واحدة فإن الانتشاء منها یوم الإثنینیة
قال الشیخ رضی الله عنه : (بل هو)، أی کل ذلک (العین الواحدة)، باعتبار ارتفاع النسب الاعتباریة عن العین. (وهو)، أی کل ذلک هو (العیون الکثیرة) إذا اعتبرت تلک النسب ولوحظت أحکامها.
قال الشیخ رضی الله عنه : (فانظر) العیون الکثیرة فی المراد الفضیلیة وأمعن النظر فیها لتعلم (ماذا ترى)، أی ما الذی تراه أو أی شیء تراه، أترى وحدة العین الواحدة فقط ؟
فتکون رؤیة الحق تعالی مانعة لک عن رؤیة الخلق أو کثرة العیون الکثیرة فقط. فتکون رؤیة الخلق مانعة لک عن الحق فتکون الوحدة فی الکثرة والکثرة فی الوحدة من غیر أن یمنع إحداهما عن الأخرى، فمن تلک المواد التفصیلیة حال إبراهیم مع إسحاق علیهما السلام وما فدی به من الذبح العظیم..
قال الشیخ رضی الله عنه : (والولد عین أبیه. فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظیم»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد. «و خلق منها زوجها»[النساء: 1]: فما نکح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد فی العدد. )
قال الشیخ رضی الله عنه : (قال) إسحاق علیه السلام بل الحق متلبسا بصورة إسحاق علیه السلام مخاطبا لنفسه فی صورة إبراهیم علیه السلام ("یا أبت") یا من ظهر الحق بصورتی بواسطة ظهوره فی صورتک وصورتی بک ( افعل ) [الصافات: 102]، أی هیىء لظهور فعل الحق فیک لتفعل ما تؤمر به فی رؤیاک من ذبحی إفناء نیابتی.
(والولد) فی الحقیقة المطلقة بل الحقیقة الإنسانیة التی هی من التعینات الکلیة لها (عین أبیه فما رأى) إبراهیم علیه السلام بل الحق فی صورته فی المنام أنه یذبح سوى نفسه، ولکن فی صورة إسحاق علیه السلام .
(وفداه)، فی الحق سبحانه إسحاق علیه السلام (" بذبح عظیم" ) [الصافات: 107] بکسر الذال أی وهو ما یذبح.
أی صورنا له نفسه فی صورة ذبح (فظهر فی صورة کبش) تصویر للفداء (من ظهر بصورة إنسان)، یعنی إبراهیم و إسحاق علیهما السلام (وظهر بصورة الولد لأبل بحکم الولد)، أی نسبة الولدیة وحکمها .
(من هو عین الوالد) وإنما أضرب تصریحا بالتقابل ، لأن الظهور بصورة المتقابلین أبدع.
ثم ترقی رضی الله عنه إلى ذکر من هو أقرب إلى السبر من إبراهیم و إسحاق علیهما السلام وهو آدم علیه السلام وحواء وولدهما.
قال تعالى: "یا أیها الناس اتقوا ربکم الذی خلقکم من واحدة (وخلق منها زوجها)"، أی الذی أوجدکم بظهوره فی صورکم ظهورا منتشأ من ظهوره بصورته (فما نکح)، أی دم حین نکح (سوى نفسه).
فإن زوجه من حیث الحقیقة المطلقة أو من حیث الحقیقة الإنسانیة النوعیة التی هی من التعینات الکلیة لها عینه (فمنه)، أی من آدم بالاعتبار المذکور.
قال الشیخ رضی الله عنه : (الصاحبة والولد والأمر)، أی العین الظاهرة (واحد فی العدد)، أی فی عدد هؤلاء المعدودین و صورة کثرتهم أو الأمر الظاهر فی هؤلاء المذکورین من آدم وزوجته وولده مثل الواحد الظاهر فی العدد.
فکما أن حقائق العدد وعقوده مراتب ظهور الواحد کذلک آدم علیه السلام و صاحبته وأولاده مراتب ظهور الوجود الحق سبحانه.
ثم ترقی رضی الله عنه من ذکر آدم علیه السلام وصاحبته وولده إلى من هو أقرب منهم إلى المبدأ وهو الطبیعة .
"" تعقیب واجب على الشیخ الجامی رحمه الله یقول العبدلله :
الذبیح الأول هو نبی الله إسماعیل ابن إبراهیم علیهما السلام ولیس إسحاق علیه السلام الذی لم یکن ولد بعد عندما امر الله تعالی ابراهبم علیه السلام بذبح إبنه الوحید فی التوقیت إسماعیل علیه السلام الذی یکبر أخوه إسحاق علیه السلام یـ 14 عام .
والذیح الثانی عبد الله ابن عبد المطلب والد رسول الله صلى الله علیه وسلم .
ولیس کما یذهب مفسروا التوراة والأناجیل ان ذبیح الله هو إسحاق علیه السلام.
أولا من نصوص التوراة :
أقسم الله بذاته قائلاً لابو الأنبیاء ایراهیم :" (16) وَقَالَ: «بِذَاتِی أَقْسَمْتُ یَقُولُ الرَّبُّ أَنِّی مِنْ أَجْلِ أَنَّکَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِکِ ابْنَکَ وَحِیدَکَ (17) أُبَارِکُکَ مُبَارَکَةً وَأُکَثِّرُ نَسْلَکَ تَکْثِیراً کَنُجُومِ السَّمَاءِ وَکَالرَّمْلِ الَّذِی عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَیَرِثُ نَسْلُکَ بَابَ أَعْدَائِهِ (18) وَیَتَبَارَکُ فِی نَسْلِکَ جَمِیعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّکَ سَمِعْتَ لِقَوْلِی ." سفر تکوین 22: 16-18
جاء قسم الله ولم یکن إسحاق بعد قد ولِدَ ، حیث إن الفارق فى العمر بینهما هو ( 14 ) عاماَ:
(16) کَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِینَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِیلَ لأَبْرَامَ.) تکوین 16: 16 و (5) وَکَانَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِینَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.) سفر التکوین 21: 5.
وهو ما یخالف ما ورد فی القرآن الکریم فی سورة الصافات ویؤید هذه النصوص من التوراة
ثانیا القرآن الکریم :
قال الله تعالى عن إبراهیم علیه السلام :" فبشرناه بغلام حلیم * فلما بلغ معه السعى قال یا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحک فانظر ماذا ترى قال یا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرین * فلما أسلما وتله للجبین . ونادیناه أن یا إبراهیم . قد صدقت الرؤیا إنا کذلک نجزى المحسنین * إن هذا لهو البلاء المبین * وفدیناه بذبح عظیم * وترکنا علیه فى الآخرین * سلام على إبراهیم . کذلک نجزى المحسنین * إنه من عبادنا المؤمنین * وبشرناه بإسحاق نبیا من الصالحین . وبارکنا علیه وعلى إسحاق ومن ذریتهما محسن وظالم لنفسه مبین".
الصافات : 101 -113 .
ثالثا السنة الشریفة :
وروى الحاکم فى المستدرک: 3512 - عن ابن عباس رضی الله عنهما، فی قوله عز وجل {وإن من شیعته لإبراهیم} [الصافات: 83] قال: " من شیعة نوح إبراهیم على منهاجه وسنته بلغ معه السعی شب حتى بلغ سعیه سعی إبراهیم فی العمل، فلما أسلما ما أمرا به وتله للجبین وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحنی وأنت تنظر عسى أن ترحمنی فلا تجهز علی اربط یدی إلى رقبتی، ثم ضع وجهی على الأرض فلما أدخل یده لیذبحه فلم یحک المدیة حتى نودی {أن یا إبراهیم قد صدقت الرؤیا} [الصافات: 105] فأمسک یده ورفع قوله {وفدیناه بذبح عظیم} [الصافات: 107] بکبش عظیم متقبل «وزعم ابن عباس أن الذبیح إسماعیل» هذا حدیث صحیح على شرط الشیخین ولم یخرجاه " [التعلیق - من تلخیص الذهبی] 3612 - على شرط البخاری ومسلم
وروى الحاکم فى المستدرک: 4038 - عن ابن عباس رضی الله عنهما، أنه قال فی الذی فداه الله بذبح عظیم، قال: «هو إسماعیل» هذا حدیث صحیح على شرط الشیخین ولم یخرجاه " [التعلیق - من تلخیص الذهبی] 4038 - على شرط البخاری ومسلم.
وروى الحاکم فى المستدرک : 4036 - عن معاویة بن أبى سفیان قال : کنا عند رسول الله صلى الله علیه وسلم فأتاه أعرابى فقال : یا رسول الله ، خلفت البلاد یابسة والماء یابسا، هلک المال وضاع العیال ، فعد على مما أفاء الله علیک یا ابن الذبیحین . قال : فتبسم رسول الله صلى الله علیه وسلم ولم ینکر علیه . [التعلیق - من تلخیص الذهبی] 4036 - إسناده واه
وقد ذکره الزمخشری فی الکشاف ، وقال الزیلعی فى تخریج أحادیثه : غریب .
الخلاصة :
و علیه مما سبق الغلام الحلیم هو نبی الله إسماعیل علیه السلام ولیس نبی الله اسحاق .
لنص الآیة "وبشرناه بإسحاق نبیا "هو نبی الله إسحاق علیه السلام . وفارق 14 سنة کما ذکرت التوراة.
رابعا البشارة :
أتت البشارة باسحاق علیه السلام أتت بعد بعد ان اجتاز رسول الله إبراهیم والغلام الحلیم إسماعیل علیهما السلام الإجتبار والبلاء المبین .
خامسا ما سطره الشیخ فی کتابه الإسفار عن نتیجة الأسفار:
ماسطره الشیخ على أن الاعتقاد بکون الذبیح إسماعیل علیه السّلام ظاهر مما أورده الشیخ ابن العربی نفسه فی کتابه الإسفار عن نتیجة الأسفار ( ص 37 ، سفر الهدایة ) :
« ولما ابتلی بذبح ما سأله من ربه وتحقق نسبة الابتلاء ، وصار بحکم الواقعة ، فکأنه قد ذبح - وإن کان حیّا - بشّر بإسحاق علیه السّلام من غیر سؤال ، فجمع له بین الفداء وبین البدل مع بقاء المبدل منه."
وعلیه یکون النص الأصح کالأتی :
قال الشیخ رضی الله عنه : (قال) إسماعیل علیه السلام بل الحق متلبسا بصورة اسماعیل علیه السلام مخاطبا لنفسه فی صورة إبراهیم علیه السلام ("یا أبت") یا من ظهر الحق بصورتی بواسطة ظهوره فی صورتک وصورتی بک ( افعل ) [الصافات: 102]، أی هیىء لظهور فعل الحق فیک لتفعل ما تؤمر به فی رؤیاک من ذبحی إفناء نیابتی.
(والولد) فی الحقیقة المطلقة بل الحقیقة الإنسانیة التی هی من التعینات الکلیة لها (عین أبیه فما رأى) إبراهیم علیه السلام بل الحق فی صورته فی المنام أنه یذبح سوى نفسه، ولکن فی صورة إسماعیل علیه السلام .
(وفداه)، فی الحق سبحانه إسماعیل علیه السلام (" بذبح عظیم" ) [الصافات: 107] بکسر الذال أی وهو ما یذبح.
أی صورنا له نفسه فی صورة ذبح (فظهر فی صورة کبش) تصویر للفداء (من ظهر بصورة إنسان)، یعنی إبراهیم وإسماعیل علیهما السلام (وظهر بصورة الولد لأبل بحکم الولد)، أی نسبة الولدیة وحکمها .
(من هو عین الوالد) وإنما أضرب تصریحا بالتقابل ، لأن الظهور بصورة المتقابلین أبدع.
ثم ترقی رضی الله عنه إلى ذکر من هو أقرب إلى السبر من إبراهیم وإسماعیل علیهما السلام وهو آدم علیه السلام وحواء وولدهما. "" أهـ.
المقال منقول و نشرته کاملا عن ذبیح الله بعد نهایة السفر لمن أراد الزیادة.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 132
کلّ ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحدة و هو العیون الکثیرة.
جمیع وجود خلقى صادر از ذات واحده الهیه است. نه بلکه وجود خلقى عین آن عین واحد ظاهر در مراتب متعدده است و آن عین واحدة که وجود مطلق است، همان عیون کثیره است به اعتبار مظاهر متکثره.
«سبحان من أظهر ناسوته سرّ سنا لاهوته الثّاقب»
«ثم بدا فی خلقه ظاهرا فی صورت الآکل و الشّارب»
منزه خدایى که ناسوت او آشکار کرده است سرّ روشن و بلند عالم لاهوتش را سپس در خلق خود به صورت آکل و شارب آشکارا ظاهر شد.( شرح فصوص قیصرى، ص 163)
فَانْظُرْ ما ذا تَری
پس بنگر چه میبینى.
یعنى اى سالک طریق حق بنگر از وحدت و کثرت در جمع و فرادا چه میبینى اگر فقط وحدت میبینى، تو با حقى فقط، زیرا ارتفاع اثنینیّت شده است، و اگر تنها کثرت میبینى، تو با خلقى فقط، و اگر وحدت را در کثرت محتجب و کثرت را در وحدت مستهلک میبینى جمع بین کمالین کردى و به مقام حسنیین فایق آمدى.( شرح فصوص قیصرى، ص 163) جناب حکیم ملّا على نورى فرماید:
من گویم و هر که هست در فن ماهر مقهور بود کثرت و وحدت قاهر
در مجمع وحدت است کثرت مضمر در مظهر کثرت است وحدت ظاهر
قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ؛ و الولد عین أبیه فما رأى یذبح سوى نفسه. و فداه بِذِبْحٍ عَظِیمٍ فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان فظهر بصورة ولد. لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد. وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها: فما نکح سوى نفسه، فمنه الصاحبة و الولد و الأمر واحد فی العدد.
اکنون شیخ به داستان إبراهیم خلیل و رؤیاى او درباره ذبح فرزندش و گفتار فرزند که یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ و فدا شدن کبش (قوچ) برایش و خلق آدم و خلقت جفتش از وى و فرزندان آدم و حوا اشارهای میفرماید و چون ظهور حقیقة الحقائق را در مظاهر اسمائى- که مانند ظهور واحد در اعداد است- دانستى، حال نحوه پیاده شدن این بحث در هر یک از آنان و غیرشان معلوم است و یک جمله که بسیار بلند است و به چشم میخورد این است که «الولد عین أبیه» و در کلام دیگران است که «الولد سرّ أبیه» که مراد اتحاد حقیقت و فیضان وجود ولد است از جمیع اجزاى وجود والد، ولد برخى از والد است. اگر چه از حیث تعین و تشخص غیر پدر است و چون نشئه ملک، و ناسوت عالم متولد از مقام لاهوت است بلکه هر معلولى زاییدهای از علتش میباشد چنانکه حضرت عیسى علیه السلام فرمود: «إنّى ذاهب إلى أبی و أبیکم السماوی».
شیخ شبسترى گوید:
عناصر مر تو را چون امّ سفلیست تو فرزند و پدر آباى علویست
از آن گفته است عیسى گاه اسری که آهنگ پدر دارم به بالا
تو هم جان پدر سوى پدر شو به در رفتند همراهان به در شو
اگر خواهى که گردى مرغ پرواز جهان جیفه پیش کرکس انداز
به دونان ده مر این دنیاى غدار که جز سگ را نشاید داد مردار(گلشن راز)
درست دقت شود که عیسى روح اللّه است و درباره تو هم نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی آمده است و چون این مناسبت با عیسى روح اللّه ثابت است، او به سوى پدر روانه شد تو هم جان پدر سوى پدر شو. و چون ولد عین و سرّ والد است پس عالم ملک نیز ملک است و جهان طبیعت نیز صورت عقل. دقت بسیار باید کرد تا به مغزاى آن رسید و جهان جیفه را ترک باید گفت تا به سوى علّیین راه یافت و بسیار دقت شود در یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ و نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ که چگونه در آن جا حب حق مخلوقش را مقدم بر حب مخلوق است خالقش را، که حب او را مقدم آورد اما در اینجا نسیان مردم را مقدم آورد که نَسُوا اللَّهَ پس از آن فرمود «فَنَسِیَهُمْ» تا تو چه خوانى و از تلفیق این دو آیه چه دانى، سخن بسیار دارد به همین اشارت اکتفا کردیم.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۲۲-۳۲۴
کلّ ذلک من عین واحدة، لا، بل هو العین الواحدة و هو العیون الکثیرة.
یعنى همه این «وجود خلقى» از ذات واحده الهیّه است، باز ازین سخن که مشعر به مغایرت است اضراب کرد و گفت بلکه «وجود خلقى» عین این ذات واحده است ظاهر در مراتب متعدده و این عین واحدهاى که وجود مطلق است عیون کثیره است به اعتبار مظاهر متکثره کما قال: شعر.
سبحان من أظهر ناسوته سرّ سنا لاهوته الثّاقب
ثمّ بدا فى خلقه ظاهرا فى صورة الآکل و الشّارب
حرف زاید منه درین جدول نقش خارج مکش برین اطلس
کاندرین خنب نیست جز یک رنگ و اندرین خانه نیست جز یک کس
یک حدیث است و صد هزار ورق یک سوار است و صد هزار فرس
غیر ما نیست گر نمىبینى گوهرى در میان چندین خس
نیست در کارخانه جز یک کار وان تو دارى به غور کار برس
فانظر ما ذا ترى،
یعنى نظر کن اى سالک طریق حق و طالب مشاهده جمال مطلق که چه مىبینى از وحدت و کثرت جمعا و فرادى، و اگر وحدت مىبینى فقط پس تو با حقّى تنها از براى ارتفاع اثنینیت، و اگر کثرت مىبینى تو با خلقى تنها، و اگر وحدت را در کثرت محتجب بینى و کثرت را در وحدت مستهلک یابى، جامع بین الکمالین و فائز مقام حسنیین باشى؛ و این مقام «فرق بعد الجمع» است و اول مقام جمع و دوم مقام «فرق». و خواجه قدس اللّه سره در رباعى اشارت بدین مقامات کرده گفته اند. رباعى:
ما از حق و حق ز ما نیست جدا بنگر همه در خدا و در جمله خدا
بل هرچه ببینى همه خلق است نه حق لا بل همه حق نه خلق بیند دانا
قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ.
یعنى اسماعیل به ابراهیم گفت: اى پدر من بکن آنچه بدان مأمور گشتهاى، چون نسبت سالک به شیخ مکمل نسبت ولد است به والدش، شیخ نقل کلام به حکایت ابراهیم کرد علیه السلام با ولدش، و قول مرید مر شیخ را که «افعل ما تؤمر»، عبارت از تسلیم اوست نزد شیخ، و اشارت بدین که فعل شیخ از نفس او نیست بلکه به امر پروردگار است و او واسطه است در میان سالک و حضرت حق،
و الولد عین أبیه،
و ولد عین پدر خود است نسبت به حکم اتحاد حقیقت و فیضان او از جمیع اجزاى وجود پدر، و ازین روى که بعض پدر خود است اگر غیر پدر است از روى تعیّن و تشخّص،
فما رأى یذبح سوى نفسه.
پس ندید غیر ذبح نفس خویش را که عبارت است از صورت افناى او از انانیّتش.
و فداه بذبح عظیم.
یعنى حق سبحانه فدا داد از براى ولد به ذبح عظیم، «ذبح» به کسر ذال قربانى است و قربانى را از آن جهت به عظیم وصف کرد که ظاهر بدین صورت عظمى است که عظمت تامّه او راست و از براى اظهار این سرّ فرمود:
فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة إنسان.
یعنى ظاهر به صورت کبشیه هم اوست که به جمیع صور انسانیّه و غیر آن ظهور یافته است. از آنکه «حقیقت کلّیّه» هرگاه که متعیّن شود به تعیّنى کلى نوعى گردد از انواع، و چون متعیّن گردد به «تعین جزئى» شخصى شود از اشخاص.
پس ظاهر در تعین شخصى از نوعى هم اوست که ظاهر است به عینه در نوع آخر و افراد آن، نمىبینى که حقیقت حیوانیّه چنانکه ظاهر شد در صورت انسانیّه همچنین ظاهر شد در صورت فرسیّه و غنمیّه و غیر آن. پس فدا نداد از نفس او به آنچه ادنى باشد از نفسش، چه دنى نمىشاید که فداى شریف باشد.
فظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد.
پس ظاهر شد به صورت ولد آنکه ظاهر بود به صورت والد؛ و به حقیقت متجلّى حقیقى در همه مظاهر اوست. بعد از آن اضراب کرد از براى اثبات حکم ولدیّت و گفت بل که ظاهر شد به حکم ولد یعنى به صورت ولدیّت و احکام آن از آنکه صورت ولد و والد به حکم اتحاد حقیقت نوعیّه واحد است؛ و مغایرت در حکم ولدیت و صورت شخصیت است و بس.
وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها فما نکح سوى نفسه. فمنه الصّاحبة و الولد و الأمر واحد فى العدد.
چون خلق حوا از عین آدم علیهما السلام موافق بود آنچه را شیخ قدس اللّه سره در تقریر اوست نقل کلام بدین مرام کرد از براى استشهاد به مقصود، از آنکه آدم و حوا هر دو علیهما السلام را حقیقت واحده جامع است و تعیّن هریکى واسطه تمیز اوست از دیگرى. پس به اعتبار اوّل آنچه ظاهر شد به صورت آدم هم اوست که ظاهر گشت به صورت حوا و این مستشهد است مر قول او را که گفت «ظهر بصورة الولد من هو عین الوالد»، چه حوا نیز ولد آدم است علیه السلام، اگر چه تسمیه کرده نمىشود به ولد، و شیخ عراقى ازین جا مىفرماید:
گه برآید به کسوت حوا گه برآید به صورت آدم
و آنکه مىگوید: «فما نکح سوى نفسه»، استشهاد است مر قول او را که گفت: «فما رأى یذبح سوى نفسه» پس از دست صاحبه و ولد به واسطه ظهور حقیقت در صورت این دو، چون ظهور واحد در عدد بیت:
سر مویى اگر از سرّ هویت دانى دوست را در همه آفاق هویدا بینى
واحدى در همه اعداد چنانکه ساریست سریان احد اندر همه اشیا بینى
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۸
کلّ ذلک من عین واحدة لا، بل هو العین الواحدة و هو العیون الکثیرة.
بلکه این وجود خلقى عین آن واحد است که در مراتب متعدّده ظهور کرده، و عین واحدة که وجود مطلق است هموست که عیون کثیره است به اعتبار مظاهر متکثّره.
فانظر ما ذا ترى «قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ»؛ و الولد عین أبیه. فما رأى یذبح سوى نفسه. «و فداه بِذِبْحٍ عَظِیمٍ»، فظهر بصورة کبش من ظهر بصورة انسان و ظهر بصورة ولد: لا، بل بحکم ولد من هو عین الوالد. «وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها»: فما نکح سوى نفسه.
فمنه الصّاحبة و الولد و الأمر واحد فی العدد.
شرح اشارت است بدان که إبراهیم در صورت ذبح ذبیح اللّه نمىدید، جز آن که خود، خود را خواهد کشت. و این صورت افناى انانیّت اوست. و آن که به صورت آدم ظاهر شده، همانست که به صورت حوّا بر آمده چنانکه آن که به صورت إبراهیم به والدى ظاهر شد، به صورت اسحاق به ولدى ظهور کرد؛
و آن که به صورت اسحاق ظاهر شد، همانست که به صورت کبشى ظهور کرد. و همچنانچه إبراهیم ندید جز نفس خود را، که مىباید کشت، آدم نیز جز نفس خود را نکاح نکرد. پس صاحبه که حوّاست از آدم باشد، و ولد که إبراهیم است به نسبت با آدم پدر است به نسبت با اسحاق، هم از وى باشد. و اسحاق که ولد است به نسبت با إبراهیم، هم از إبراهیم باشد. قوله «و الأمر واحد». یعنى جمله این امثله که گفتیم همه را چون ظهور واحد دان در اعداد، که در هر مرتبهاى واحد است به حقیقت و واحد نیست به تعیّن.