عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة عشر:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

(إلا هذا) الذی ذکر من ظهوره تعالی منصبغا بصبغة کل ممکن علمه فأراده فقدر علیه، فقد حکم علیه تعالى ذلک الممکن، فکان محکوم علیه بعین ما حکم هو به.

وقد أشار إلیه الشیخ رضی الله عنه من النظم بقوله:

(فالحق) سبحانه (خلق بهذا الوجه)، لأن المخلوقات کلها ممکنات مقدرة لا وجود لها یمسکها الحق تعالی بعلمه وإرادته وقدرته، فیتجلى بها علیها وهو الموجود الصرف، فینصبغ بصبغتها فی ظهوره لها لا هو فی نفسه.

کذلک منصبغ بها إذ یستحیل على الموجود أن یتغیر بالمعلومات القائمة به (فاعتبروا) بذلک یا أولی الأبصار، وافهموا هذه الحکم والأسرار.

(ولیس) الحق تعالی (خلقا بذلک الوجه) الذی هو علیه فی نفسه من الإطلاق الحقیقی والتنزیه الصرف.

(فاذکروا) بتشدید الذال المعجمة، أی تذکروا ولا تغفلوا (من یدر ما)، أی الذی (قلت) من الکلام الحق والمعنى الصدق على حسب ما أردت من غیر تحریف ولا تصحیف (لم تخذل).

أی لا یخذل الله تعالى (بصیرته) بل یوفقها لمعرفة الأسرار والحقائق ویوفقها على أقوم الطرائق (ولیس بدریه).

أی یدری ما قلته (إلا من له بصر) منور بنور الاتباع مغسول من قذى الابتداع، وأما الأعمى الذی یظن نفسه بصیرة، فإنه بعید الفهم عن درایته هذا المجال، وما یدری نساء النفوس ما بین عقول الرجال .

(جمع) یا أیها السالک، أی کن فی مقام الجمع فانظر الحق فی کل شیء، فإنه واحد قائم على کل شیء والأشیاء کلها معلومات، لولا إمساکها لها ما وجدت به، فالوجود له لا لها والصور لها لا له.

(وفرق)، أی کن فی مقام الفرق فانظر کل شیء موجودة بالحق تعالى قائمة به تعالی (فإن العین) الموجودة (واحدة) من حیث هی فی نفسها لا کثرة فیها.

وإن کثرت صورها الممکنة العدمیة المسماة خلقة الممسوکة بها وهو راجع إلى قوله جمع.

(وهی)، أی تلک العین الواحدة (الکثیرة) أیضا فی نفس وحدتها إذ حضراتها لا تعد ولا تحصى، وهی فی کل حضرة غیرها فی الحضرة الأخرى وکل صورة کونیة ممکن عدمی ممسوک بحضرة إلهیة تقتضیه وهو راجع إلى قوله وفرق .

(لا تبقى)، أی لا تترک شیئا تلک العین الواحدة من جزئیات العالم إلا کان ظهورا لها فی حضرة من حضراتها (ولا تذر)، معنی مطلقا صوابا أو خطأ کذلک.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

(وما ثمة إلا هذا) أی ولیس فی وسع المخلوق فی العلم بالله إلا ما قاله فلا مرتبة فوقه .

فلما فرغ عن بیان الحق وأحکامه شرع فی تلخیصه بالأبیات فقال :

(فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... و لیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا)

(شعر: فالحق) الفاء نتیجة ما ذکر (خلق بهذا الوجه) و هر گونه متنوعة بأحکام الموجودات (فاعتبروا).

وفیه إشارة إلى أن هذا الوجه معتبر عنده و جلیل القدر و عظیم الشأن وإلا لما أمر وأوصى بالاعتبار .

(ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا) وهذا الوجه هو کون الحق مرآة للموجودات والحق مختفی منزه عن أحکام الخلقیة .

(من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... و لیس یدریه إلا من له بصر)

(من یدر) أی من یعلم (ما قلت) عن بیان الحق (لم تخذل بصیرته). وهی بصر القلب (ولیس یدریه) أی ما قلته (إلا من له بصر) الذی لا یعجز فی مشاهدته الحق فی ظهوراته.

(جمع و فرق فإن العین واحدة ... وهی الکثیرة لا تبقى ولا تذر)

(جمع) بین الحق والخلق وقلت الحق عین الخلق (وفرق بینهما فقلت: الحق لب بخلق (فإن العین واحدة وهی الکثیرة) فیقبل الجمع والفرق (لا تبقى) أنت فی الجمع بعد الجمع بل فرقه (ولا تذر).

أی لا تترک الجمع فی التفریق بل أجمع فی عین التفریق وفرق فی عین الجمع.

فإن من فرق فلم یجمع فی عین تفریقه وجمع ولم یفرق فی عین جمعه فقد تفرق نظره .

فما ثمة إلا حیرة وهذا هو خلاصة ما ذکره تفصیلا .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

وما ثم إلا هذا :

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا     ……    ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته     …..    ولیس  یدریه إلا  من له بصر

جمع  وفرق فإن  العین واحدة      …… وهی الکثیرة  لا تبقی ولا تذر

واعلم أن ما ذکره، رضی الله عنه، من هنا إلى آخر هذه الحکمة ینضبط بأن الحق تعالى هو الوجود، وتعیناته، التی منشؤها عن قوة وجوده هی عدمیة والعدمیة لا تکثر الواحد الحق الذی تسمیتنا له واحدا بها هو مجاز. ظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب، یعنی أنک لو عددت دنانیر مثلا فکلها ذهب والواحد منها هو حقیقة کل واحد منها فی الذهبیة والمراتب کثرت الواحد.

ألا ترى أن الإثنین هی واحد وواحد، والثلاثة هی واحد وواحد وواحد، فهو الواحد یتکرر إلى غیر نهایة فإذا اتحد المعدود فی الحقیقة فلا أثر لتعدد المراتب فقد بان معنى قوله، رضی الله عنه: فظهرت الأعداد بالواحد فی المراتب.

إنه الجامع لجمیع الکمالات، فإن ظاهر کلامه، رضی الله عنه، یقتضی أن لها جمیعا وما یلحق ذلک مما یرى ومما لا یرى فلا شک أن هذا له کله والجمیع وإن تفصل بالجزئیات فی المستقبل إلى غیر نهایة.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

قال رضی الله عنه :

فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا    ....    ولیس خلقا بذاک الوجه فادّکروا

یعنی رضی الله عنه : أنّ الوجود الواحد الحق من کونه متعیّنا فی مرتبة الألوهیّة هو عین الله ، فهو بحسب الله وبحسب الصورة الأحدیة الجمعیّة الإلهیة لیس خلقا مخلوقا ، بل خالق المخلوقات ، موجد الموجودات ، فلیس هو هی ، ولا هی هو.

« ما للتراب وربّ الأرباب ؟ » فادّکر ، ولا تخلَّط بین المراتب ، ولا تخبط خبط عشواء فی الحقائق والمذاهب .

ثم الوجود الواحد الحق من کونه متعیّنا فی المرتبة الخلقیة المنفعلة والأعیان المتأثّرة الکونیة ، قابلا لصور الأکوان خلق لیس حقّا کذلک.

ولکنّ الوجود الحق الواحد المطلق من کونه قابلا لصور الحقیقة الإلهیة ، وقابلا أیضا لصور الخلقیّة عین الحق والخلق ، فهو فیهما معا حق وخلق .

فیصدق من حیث هذا الوجه وضع کلّ منهما أعنی الحقّ والخلق وحمل الآخر علیه . فاعتبر هذه الاعتبارات کلَّها ، ولا تطلق القضایا إلَّا بوجوهها المعتبرة ، ولا تغفل عن الحقیقة الوجودیة المطلقة الظاهرة فی المراتب کلَّها ، إن شاء الله تعالى .

قال رضی الله عنه :

من یدر ما قلت ، لم تخذل بصیرته  .... ولیس یدریه إلَّا من له بصر

جمّع وفرّق ، فإنّ العین واحدة   .... وهی الکثیرة لا تبقی ولا تذر

وعین الوجود الحق واحد ، ولا تحقّق إلَّا له فی عینه کما عرفت ، فما ثمّ إلَّا هو ، تعیّن فی مرتبة الجمع واحدا إلها ، وفی مرتبة التفرقة کثیرا خلقا ، والوحدة والکثرة ، والجمع والفرق ، والحق والخلق ، والإطلاق والتقیید ، والتعیّن واللاتعیّن ، والظهور والبطون نسب نفسیّة له ، ولا تحقّق لها بدونه ، فما ثمّ موجود إلَّا هو.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

(فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ) . أی باعتبار ظهوره فی صور الأعیان وقبول الأحکام منها

(ولیس خلقا بهذا الوجه فادکروا ) أی بحسب الأحدیة الذاتیة وأسمائه الأول فی الحضرة الإلهیة الواحدیة ، فإنه بذلک الوجه موجد الموجودات وخالق المخلوقات ، فلا یکون خلقا بذلک الاعتبار .

(من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته  .... ولیس یدریه إلا من له بصر)

ظاهر فإن البصیرة التی یدرک بها باطن الحق والبصر الذی یدرک به ظاهره إذا وفقهما الله وأید صاحبهما بنوره ، فرق بهما بین الاعتبارین ، وعلم أن الحق بأى الاعتبارین خلق وبأیهما حق :

(جمع وفرق فإن العین واحدة   ....    وهی الکثیرة لا تبقى ولا تذر )

أی الوجود الواحد الحق فی مرتبة الجمع الأسمائى إله ، وفی مرتبة الفرق مخلوق ، فلیس فی الوجود غیره فإنه العین الواحدة ، وهی بعینه الکثیرة بالتعینات ، وهی نسب لا تحقق لها بدونه فلا موجود إلا وحده.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

(فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا  ..... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا)

أی، إذا کان الحق یتنوع فی مجالیه ویقبل کل ما یحکم علیه الأعیان من الأحکام الکونیة، فالحق خلق من حیث إنه ظهر فی المظاهر الخلقیة واختفى فیها،

فالمشهود، غیبا وشهادة، حق صرف لا غیر معه.

قال رضی الله عنه : "فالحق المنزه هو الخلق المشبه."

فقوله: (بهذا الوجه) إشارة إلى ما مر، من أن الحق هو الظاهر فی مرایا الأعیان.

وقوله: (ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا) إشارة إلى أن الظاهر فی مرآة الحق هی الأعیان الخلقیة، فالحق لیس خلقا حینئذ، بل منزه من الصفات الخلقیة ومختف بحجاب عزته، باق فی غیبیته لا یشهد ولا یرى، وکل ما یشهد ویرى فهو خلق.

(من یدر ما قلت لم تخدل بصیرته   ..... ولیس یدر به إلا من له البصر)

أی، من عرف ما أشرت إلیه من الوجهین، لم یخذل بصیرته. على البناء للفاعل أو المفعول. ولیس یدریه إلا من له البصر الحاد الذی لا یعجز عن

مشاهدة الحق فی عالم الغیب والشهادة، کما قال تعالى فی حق نبیه، صلى الله علیه وسلم: (فبصرک الیوم حدید).

و (البصیرة) عبارة عن عینی القلب اللتین یشهد بهما المشاهد الغیبیة، شهودا معنویا أو مثالیا. قال، صلى الله علیه وسلم: "ما منعبد إلا ولقلبه عینان، هما غیب ینظر بهما الغیوب. فإذا أراد الله بعبد خیرا، فتحعینی قلبه لیرى بهما ما خفى عن بصره".

وقال: "تنام عینی ولا ینام قلبی."

(جمع وفرق فإن العین واحدة   ..... وهی الکثیر لا تبقى ولا تذر)

أی، جمع بین الخلق والحق فی مرتبة المعیة، کما جمع الحق بقوله: (وهو معکم أینما کنتم).

بین هویته وعین العبد، وفی قوله: "کنت سمعه وبصره". - إذ الضمیرراجع إلى العبد - وفرق بینهما بمشاهدة الحق وحده عند غلبة الوحدة علیک.

کما فرق بقوله: (قل الله ثم ذرهم). وبشهود الخلق وحده عن غلبة الکثرة علیک، کقوله تعالى: "هو الذی خلقکم من نفس واحدة".

إذ العین فی الحقیقة واحدة وهی الذات الإلهیة، وهی الکثیرة أیضا بحسب مظاهرها وأسمائها وصفاتها.

وفاعل قوله: (لا تبقى ولا تذر) هو العین الواحدة.

أی، إذا تجلت هذه العین الواحدة، لا تبقى ولا تذر من الکثرة شیئا، بل تفنیها وتجعلها هباء منثورا.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

قال الشیخ رضی الله عنه :  " وما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... و لیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... و لیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... وهی الکثیرة لا تبقى ولا تذر"

وإلیه الإشارة بقوله: (ما ثم) أی: فی الواقع (إلا هذا) التجلی لا حلول الحوادث فیه، ولا اتحادها به من کل وجه، وإذا عرفت أنه یتنوع بالتجلی، ویقبل أحکام الحوادث منه (فالحق خلق بهذا الوجه) أی: بتنوعه بالتجلی، وقبول تلک الأحکام.

(فاعتبروا) فی العین الواحدة جهة الحقیة، والخلقیة .

(ولیس خلقا بذلک الوجه) أی: باعتبار تنزهه عن الأحکام الإمکانیة بالنظر إلى ذاته و صفاته الأزلیة .

(فاذکروا) أی: ظهور الحق فی مرآة الخلق فإن الظاهر فی ذلک النظر (من) وجهی عینیة الحق للخلق، وغیرینه لهم .

(لم تخذل بصیرته) بنفی ما هو ثابت من الحق، وإثبات ما لیس بثابت من الخلق إلا من جهة إشراق نور الحق علیهم، (ولیس یدریه إلا من له بصر) یبصر به الأشیاء کما هی.

ثم أشار إلى ذلک الإبصار بقوله: (جمع وفرق) أی: قل بالجمع والفرق ما إذ إفراد الجمع زنادقة، وإفراد التفرقة تعطیل، والعرب أخذهما معا.

(فإن العین واحدة) باعتباره (وهی) العیون الکثیرة باعتبارات أخرى بحیث (لا تبقی) وحدتها بتلک الاعتبارات، (ولا تذر) وحدتها بالاعتبار الأول على ما نبه علیه فی مثال الواحد مع العدد والطبیعة مع الإفراد.

وهذا اقتباس یشیر إلى أنه فی الحیرة کحیرة من وقع فی سقر التی وصفها الله تعالی بأنها "لا تبقى ولا تذر" [المدثر: 28]، فافهم.

إذا کانت العین الواحدة جامعة للموجودات ذاتا، وصفات، ونسبا، وجمعا، وفرقا؛ فلها العلم الذاتی بذلک، إذ لا یمکن اعتباره بالنسبة إلى مکان أو مکانة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

وإلى ذینک الوجهین أشار بقوله نظما قال الشیخ رضی الله عنه:

( فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا  ..... ولیس خلقا بذاک الوجه فادّکروا)

وهذا مبدأ بدء المتقابلات ، ومنشأ جمع المتناقضات التی عجزت البصائر المحجوبة المخذولة عن إدراکه ، ووقفت أقدام أفهام ذوی العقول الفکریّة - التی لا تقع قوى شعورها إلا على مجرّد التجرید ومفترق التقدیس والتنزیه ، دون بلوغها إلیه - محرومة عن مجمع الإطلاق والتوحید دون العارفین بالحقائق الذوقیّة ، الناظرین إلى العین الواحدة بالبصر الحسّیّ الشهودیّ الواقع أشعّة إدراکه على اللطائف الجمعیّة ، وإلیه أشار بقوله :

(من یدر ما قلت لم یخذل بصیرته   ..... ولیس یدریه إلَّا من له بصر)

وذلک لأنّ العین الشاملة للکلّ هی الواحدة بالوحدة الإطلاقیّة - کما هو المشاهد المحسوس - وإنّما یفصّلها الاعتبارات العقلیّة ، تفصیل الجمعیّة والتفرقة بفرضه واعتباره - لا أنّها فی نفسها کذلک - والمنبّه على ذلک صیغة الأمر فی قوله :

(جمّع وفرّق ، فإنّ العین....    واحدة وهی الکثیرة لا تبقى ولا تذر)

تلک العین الواحدة غیرها ( ولا تذر ) اشتمال الاسم الجلالة وإحاطته بجمیع الأمور والنسب  وإذ قد تقرّر أنّ العین لها الشمول والإحاطة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر الطائی الحاتمی رضی الله عنه  : ( و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... ولیس خلقا بذاک الوجه فاذکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته ... ولیس یدریه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العین واحدة ... و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر)

شعر: (فالحق خلق بهذا الوجه)، أی وجه ظهور الوجود الحق فی المرایا المختلفة والمجالی المتعددة وتنوع الأحکام علیه بحسبها (فاعتبروا)، أی کونوا عابرین من کثرتها النسبیة العارضة له باعتبار ظهوره فی تلک المرایا والمجالی إلى وحدته الحقیقیة الذاتیة.

(ولیس) الحق سبحانه (خلقة بهذا الوجه). المذکور أولا وهو کونه مرآة للاعیان الخلقیة فالحق لیس خلقا حینئذ بل منزه عن الصفات الخلقیة محتجبا بحجاب غیره باق فی عینه لا یشهد ولا یرى.

وکلما یشهد ویرى فهو خلق (فاذکرو)، أی کونوا ذاکرین له غیر ناسین لاحتجابه وراء الصور الخلقیة.

(من یدر)، أی من بعرف (ما قلت) من الوجهین (لم تخذل) بناء على الفاعل أو المفعول، أی

لم تزغ ولم تمل على شهود الحق الواحد سبحانه فی مراتب الکثرة (بصیرته ولیس بدریه)، أی لیس ما یدری ما قالت (إلا من له بصر) نافذ فی بواطن الأشیاء غیر متجمد على ظواهرها.

(جمع) أی أحکم بالجمع والوحدة فی مرتبته (و فرق)، أی أحکم بالفرق والکثرة فی مرتبته .

قال الشیخ رضی الله عنه : (فإن العین واحدة) فی حد ذاتها (وهی) أی العین الواحدة (الکثیرة) بحسب تجلیاتها بشؤونها وصفاتها ("لا تبقی ولا تذر" ) [المدثر : 28] عند ظهورها بالوحدة شیئا من صور الکثرة إلا وهی بذاتها تتجلى فیه.  

اعلم أن للحق سبحانه علوة ذاتیا فی مرتبة البطون والجمع حیث کان الله ولم یکن معه شیء.

فإنه لا شیء هناک حتى یکون علوه بالنسبة إلیه وعلوا ذاتیا فی مرتبة الظهور والفرق باعتبار اتحاد الظاهر والمظهر فإنه لا شیء سواه هناک أیضا .

ولا شک أن له بهذا الاعتبار کما لا یستغرق به جمیع الصفات الوجودیة والنسب العدمیة التی تکون للمظاهر کلها .

وکان الشیخ رضی الله عنه بعدما صرح بقبوله، أی قبول الوجود الحق کل حکم حکمت به المظاهر والمحال إلى هذا العلو.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 137

«فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا و لیس خلقا بذاک الوجه فادّکروا»

«من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته‏ و لیس یدریه إلّا من له البصر»

«جمّع و فرّق فإنّ العین واحدة و هی الکثیرة لا تبقی و لا تذر»

قیصرى در شرح شعر دوم گوید:

بصیرت عبارت است از دو چشم قلب که بدانها مشاهده غیبیه دارد، خواه معنوى خواه مثالى. رسول اللّه فرمود: «ما من عبد الا و لقلبه عینان هما غیب ینظر بهما الغیوب، فإذا أراد اللّه بعبد خیرا فتح عینى قلبه لیرى بهما ما خفى عن بصره».( شرح فصوص قیصرى، ص 166)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۲۷-۳۲۸

ما ثمّ إلّا هذا.

چنانکه گفت:

فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا و لیس خلقا بذاک الوجه فادّکروا

یعنى اگر حق متنوع باشد در مجالیش و قبول کند هر حکمى را از احکام کونیه که اعیان بدان حکم مى‏کند بر حق؛ پس حق خلق است از آن روى که ظاهر است در مظاهر خلقیّه و مختفى است در وى لاجرم مشهود در غیب و شهادت، حقّ صرف باشد و غیر با او نى کما قال: فالحقّ المنزّه هو الخلق المشبّه، پس «بهذا الوجه» اشارت است به آنچه گفت که حق است ظاهر در مرایاى اعیان و «بذاک الوجه» در آنچه گفت: و لیس خلقا بذاک الوجه فادّکروا، اشارت است به آنکه ظاهر در مرآت حق اعیان خلقیّه است. پس حق خلق نیست درین وجه بلکه منزّه است از صفات خلقیّه و مختفى به حجاب عزّتش و باقى در غیب که مشهود و مرئى نمى‏‌گردد وهرچه مشاهده کرده مى‌‏آید و دیده مى‏شود خلق است؛ و شیخ عراقى قدس سره از اینجا مى‏‌فرماید: بیت:

همه جام است و نیست گوئى مى‏ یا مدام است و نیست گوئى جام‏

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته‏ و لیس یدریه إلّا من له البصر

یعنى هرکه دریابد آنچه را از وجهین بدان اشارت کرده شد بصیرت او مخذول نگردد؛ و این را درنمى‏‌یابد مگر آن‏کس که دیده داشته باشد که عاجز نشود در مشاهده حق در عوالم غیب و شهادت کما قال تعالى: فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ و بصیرت عبارت است از دو دیده دل که صاحبش بدان مشاهده مى‏‌کند مشاهد غیبیّه [را] به شهود معنوى یا مثالى،

قال علیه السلام «ما من عبد إلّا و لقلبه عینان هما غیب ینظر بهما الغیوب فإذا أراد اللّه تعالى بعبد خیرا فتح عینى قلبه لیرى بهما ما خفى عن بصره»و

قال علیه السّلام: «تنام عیناى و لا ینام قلبى»

بیت:

پنبه از گوش بدر کن که همى‏ گوید یار        من چو اندر نظرم چند به هرجا بینى‏

دیده از ما طلب و چهره بدان دیده ببین‏ کى به هر دیده چنان روى دل‏آرا بینى‏

سبل هستى خود دور کن از دیده دل‏         تا رخ دوست بدان دیده بینا بینى‏

جمّع و فرّق فإنّ العین واحدة                 و هى الکثیرة لا تبقى و لا تذر

یعنى جمع کن در میان خلق و حق در مرتبه معیّت چنانکه در آیت کریمه:

وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ‏، جمع کرد در میان هویت خویش و عین عبد و در قول:

«کنت سمعه و بصره»؛ 

و فرق کن در میان خلق و حق به مشاهده حق به غلبه وحدت بر تو چنانکه حق سبحانه و تعالى فرمود: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ‏ و هم فرق کن به شهود خلق تنها هنگام غلبه کثرت بر تو کقوله تعالى: هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ‏

نَفْسٍ واحِدَةٍ، چه عین در حقیقت واحده است و آن ذات الهیّه است و همان عین واحده کثیر است به حسب مظاهر و اسما و صفاتش و فاعل لا تبقى و لا تذر عین واحده است یعنى وقتى که متجلّى شود این عین واحده ابقا نمى‏کند و فرونمى‏‌گذارد از کثرت هیچ‏ چیز را، بل که نفى مى‏کند و «هباء منثور» مى‏‌سازد: بیت‏

در آن دم که طالع شود آفتاب‏         چه تاب آورد سایه‏اى ذو لباب‏

عجب آنکه خود سایه وقت شهود هم از نور خورشید دارد وجود

و لیکن به هرجا که خورشید تافت‏ نشانى کس آنجا ز سایه نیافت‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۵۸

و ما ثمّ إلّا هذا.و قوله «و ما ثمّ إلّا هذا»، اشارت به این است.

فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا         و لیس خلقا بذاک الوجه فادّکروا

من یدر ما قلت لم تخذل بصیرته‏ و لیس یدریه إلّا من له بصر

جمع و فرق فإنّ العین واحدة         و هی الکثیرة لا تبقى و لا تذر

شرح یعنى از آن روى که در مظاهر خلقیّت ظهور کرده و در مرایاى اعیان متجلّى شده، خلق باشد؛ و از آن روى که اعیان خلقیّت متکثّره در مرآت وحدت حقیقت نمایندگى مى‏‌کند حق، خلق نباشد؛ بلکه با تنزّه ذات به حجب عزّت محتجب بود، و آن چه مخلوق بیند خلق باشد، و هر که به این اسرار دانا شد، چشم دل غیب بین او هرگز مخذول نشود.