عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثامنة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، ولذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا وکذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین.

و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ رضی الله عنه : (فمنا معشر أهل الکشف من یعرف أن فی الحق) سبحانه (وقعت هذه المعرفة لنا) متعلق بوقعت، أی لبعضنا بعضا (بنا) .

ولهذا کلنا حیث کان منه الإظهار فقط والباقی کله منا فی مراتب إمکاننا العدمیة وإلیه یشیر قوله تعالى : "الله نور السموات والأرض" [النور: 35]، أی منورهما یعنی مظهرهما بنوره الذی هو وجوده الحق، فالکل منا إمکانا واستعدادا وقبولا، والکل منه إیجادا وإظهارا.

قال تعالى: "قل کل من عند الله" [النساء: 78]، ولم یقل من الله ، لأن عندیة الله حضور مراتب الإمکان العدمیة فی علمه سبحانه.

فصاحب الکشف الأول یقول : نحن کلنا به سبحانه .

وصاحب الکشف الثانی وهو أرقى یقول: نحن کلنا بنا لا به سبحانه ولکن فیه لا فینا.

فعند الأول هو الظاهر بنا العامل بنا، وعند الثانی نحن الظاهرون به العاملون بنا فیه، لا به فینا.

(ومنا من یجهل) لغلبة أحکام الوحدة عنده على الکثرة وهو صاحب الکشف الأول (الحضرة) الإلهیة (التی وقعت فیها هذه المعرفة) من بعضنا لبعض (بنا)، لأنه سبحانه ("أعوذ")، أی احتمى واحتفظ ("بالله") تعالى ("أن أکون") فی معرفة الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة ("من") جملة ("من الجاهلین") [البقرة : 67] بذلک.

(و بالکشفین) المذکورین اللذین هما تنوع الحق تعالی وتصوره بحسب حقائق هذه الأعیان وأحوالها، والثانی تصورنا فیه بصور ظاهرة بعضها لبعض (معا) تأکید للکشفین.

(ما یحکم) الحق تعالی (علینا) بما یحکم به فی ظاهرنا وباطننا (إلا بنا)، أی بما فیه منا وهو قوله تعالى: "یعذبهم الله بأیدیکم" [التوبة: 14].

وهذا إشارة إلى الکشف الأول (لا، بل نحن نحکم علینا بنا) فی جمیع أحوالنا (ولکن فیه) حیث علمنا منا فحکمنا نحن علینا بما علمه منافیه فنحن به حاکمون علینا وهو قوله تعالى : " کم ممن فئة قلیلة غلبت فئة کثیرة بإذن الله" [البقرة: 249]. وهذا إشارة إلى الکشف الثانی.

(ولذلک)، أی لکون الأمر کما ذکر (قال) الله تعالى: ("فلله")، أی فلیس لغیره ("الحجة البالغة") [الأنعام: 149]، أی القویة (یعنی على جمیع المحجوبین) بنفوسهم عن حقیقة ربهم القائم على کل نفس بما کسبت وهم الکافرون والعصاة.

(إذ قالوا) یوم القیامة (للحق) تعالى وقد ظهر لهم أنه هو الذی فعل جمیع ما فعلوه بهم وهذا مقدار ما یظهر لهم یوم القیامة من الله تعالى أولا وهو الکشف الأول .

(لم)، أی لأی سبب (فعلت) أنت (بنا کذا وکذا) من کل فعل لا ترضى به فنستحق علیه الجزاء السوء منک (مما لا یوافق أغراضهم) الدنیویة والأخرویة .

(فیکشف)، أی الحق تعالی (لهم)، أی للمحجوبین (عن ساق)، أی شدة التباس کما یقال : قامت الحرب عن ساقها . قال تعالى: "یوم یکشف عن ساق ویدعون إلى الجود فلا یستطیعون " [القلم: 42].


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا) بظهور صورنا فیه .

(ومنا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا) فلا یحصل له هذه المعرفة .

لأن فی الحضرة فرع المعرفة بنفس الحضرة ومن لم یعرف الحضرة لم تکن الحضرة مرآة ولم یظهر له الصور فیها حتى حصل المعرفة.

قال الشیخ رضی الله عنه : ("أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین") بالحضرة. ثم بین جمع المقامین الحاصلین عن الکشفین

بقوله: (و بالکشفین معا) یحصل لنا العلم. بان (ما بحکم) الحق (علینا إلا بنا)

بسبب طلبنا ذلک الحکم منه لکن یظهر ذلک الحکم فینا هذا ناظر إلى الکشف الأول .

(لا) أی لا یحکم الحق بحکم من الأحکام علینا بنا.

(بل نحن نحکم علینا بنا) أی بل الحاکم علینا بنا نحن .

(ولکن) ذلک الحکم یظهر( فیه) أی مرآة الحق هذا ناظر إلى الکشف الثانی.

فمن جمع بینهما بحیث لا یحجب أحدهما عن الآخر فهو الواصل إلى درجة الکمال فی رتب العلم بالله .

(ولذلک) أی ولأجل أن کون الحکم علینا منا لا من الله وإن الله ما فعل بنا إلا ما نحن نفعل بأنفسنا.

(قال الله تعالى: "قل فلله الحجة البالغة " [الأنعام: 149 ] بعنی على المحجوبین)، الذین لم ینکشف لهم ما انکشف للعارفین فی الدار الدنیا .

قال الشیخ رضی الله عنه : (إذا قالوا للحق لم فعلت بنا کذا وکذا مما لا یوافق أغراضهم فیکشف) الحق (لهم عن ساق) .

إشارة إلى قوله تعالى: ("یوم یکشف عن ساق" [القلم: 42].وساق الأمر أصله ونهایته.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، ومنا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، ولذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا وکذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

تئزله إلى عقول المحجوبین رجاء أن یمکر بهم فی إثباتها ثم یخلصهم بعد ذلک إلى حضرة الوحدانیة ، فنعود ونعید ما اصطلحنا علیه ونقوله إن النور الوجودی کان فی ذاته، و وحدانی، أن یظهر کثیرا.

وقولنا: فی ذاته، مجاز إذ لیس فی ذاته غیر ذاته.

فنقول: إن کونه فی ذاته له قوة أن یظهر کثیرا نحن سمیناه بالمعنى وفرضناه أنه بلسان الحال، یتقاضی النور الوجودی الظهور بما فی قوته، لا بمجاورة" فظهر بالواحد والکثیر .

وهو فی نفسه لا واحد ولا کثیر فاحس الذهن بالمتغایرات لا بالتغایرات.

فتوهم أنه احس بالتغایرات والمتغایرات فسمی هذه التغایرات التی غلط فی اثباتها أعیانا ثابتة.

وسمیتها أنا تبعا للشیخ، رضی الله عنه: المعنى الکلی وهذه التغایرات جزؤیاته.

فإذا تحقق أحد بالبقاء بعد الفناء فی الشهود رأى أنه لیس مع النور غیره ولا تغایرات هناک وحیث أثبتها الشیخ، رضی الله عنه، قرر فیها ما ذکره فی هذه الحکمة وفی غیرها. لکنا جمیعا نجتمع فی التصریح بأنه لیس مع الله غیره.

وبقی لنا أنه، رضی الله عنه، یقول إن العالم هو العرش والکرسی وما تحتهما من الأفلاک بما فیها .

وأنا أقول کما قیل:

شعر العرش والکرسی یتلوهما    …. غیرهما من غیر ما عالم

حبابة فی بحر إطلاقه       ….. ما أیسر المحدود فی الدائم

فما ذهب إلیه محدود وما ذهبت إلیه غیر محدود وغیر متناه بالنوع فکیف بالشخص.

وأنه لیس للوجود مرکز وفیه منه موجودات لها مراکز، ولست ألزم أحدا أن یتبعنی فی ذوقی هذا والنور الوجودی عندی لا یحیط ولا یحاط به وفیه موجودات تحیط وتحاط بها.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا وکذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال رضی الله عنه : فمنّا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا ، ومنّا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا "أَعُوذُ بِالله أَنْ أَکُونَ من الْجاهِلِینَ".

أنّ المشهود نقوش أعیان العالم وصورها وأمثلتها فی مرآة الوجود الواحد الحق الموجود هو الحق المشهود فی صور نسبه ونقوش شؤونه وأحواله الذاتیة العینیّة .

وهی أعنی النسب والشؤون التی هی أعیان العالم لم تنتقل من العلم الذاتی إلى العین .

ولکن أثّرت فی مرآة الوجود الحق من حیث قبوله وصلاحیته لتلک الآثار هیئات وصورا منها بحسبها.

قال رضی الله عنه : " وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلَّا بنا  ،بل نحن نحکم علینا بنا ، ولکن فیه ، فلذلک  قال : " فَلِلَّه ِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ " یعنی على المحجوبین.

إذ قالوا للحقّ : لم فعلت بنا کذا وکذا ممّا لا یوافق أغراضهم ، فیکشف لهم "الحق" عن ساق." وهو الأمر الذی کشفه العارفون هنا ، فیرون أنّ الحق ما فعل لهم ما ادّعوه أنّه فعله ، وأنّ ذلک منهم ، فإنّه ما علمهم إلَّا ما هم علیه ، فتدحض  حجّتهم ، "وتبقى الحجة لله البالغة " .

قال العبد : إنّ الحاکم علینا نحن على الکشفین معا ، لأنّا على الکشفین معا :

إمّا تجلّ وحق متعیّن بمقتضیات أعیاننا الثابتة .

أو صور أعیان ظهرنا فی مرآة الوجود الحق بمقتضیات أعیاننا وخصوصیاتنا کذلک .

فإذن لم یحکم الحق علینا فی کلّ ما حکم علینا ، دنیا وآخرة ، روحا وجسما ، ظاهرا وباطنا ، شقاوة وسعادة ، إلَّا بموجب ما اقتضت خصوصیاتنا واستعداداتنا غیر المجعولة ، الذاتیة ، وقابلیّات مظهریاتنا التی استدعت من الحق أن یحکم علینا بما نستأهله ونستحقّه ، والله العلیم ، الحکیم ، العدل ، الحکم لا یحکم على کل محکوم علیه بکل حکم حکم علیه إلَّا بموجب علمه بالمحکوم علیه .

وبالحکم الذی یطلبه ویقتضیه بحقیقته وعلمه به على ما هو علیه وبحسبه وبموجب استعداده ، ولا ینسب إلى الحق ما یتوهّمه أهل الجهل أنّ الله قدّر وحکم على الخلائق .

أو کتب علیهم بما لیس فیهم وهو ظلم محض إن یقدّر على أحد ویحکم علیه قبل وجوده فی الأزل بأفعال وأحوال وآثار لیست فیهم ومنهم ، ثم إذا صدرت منهم فی الدنیا بموجب ما قدّر وکتب علیهم .

طالبهم بذلک فی الآخرة ، وعاقبهم ، وأخذهم بها ، وعذّبهم ، تعالى الله عمّا یقول الظالمون الجاهلون علوّا کبیرا.

بل الله یحکم علینا بمقتضیات استعداداتنا وبموجب خصوص قابلیّات صور معلومیّاتنا له أزلا ، فلم یحکم علینا إلَّا لما منه أو حکمنا أن یحکم علینا بذلک .

فما حکم علینا إلَّا بحکمنا ونحن صور نسب علمه وشئونه وأحواله الذاتیة النفسیة ، بل نحن حکمنا علینا بالحق وفیه ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا وکذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا ، ومنا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا ، أعوذ باللَّه أن أکون من الجاهلین ).

أی فمنا المکاشف بالکشف الثانی ، من لا یحتجب بالخلق عن الحق فیعرف الکثرة الخلقیة فی عین الحقیقة الأحدیة الحقیة وهو أهل الکمال . لا یحجبهم الجلال عن الجمال والجمال عن الجلال

فإن الکشف الأول جمالى محض ، لا یشهد فیه صاحبه إلا الجمال وحده ، والصور العینیة وأحوالها وتعیناتها أسماؤه وصفاته ، فهو محجوب بالجمال عن الجلال .

ومنهم أی ومن أهل الکشف الثانی ، من یحتجب بالجلال عن الجمال فیخیل الحضرة بحسب الخلق غیره فیحتجب بالخلق عن الحق ، أعوذ باللَّه من الضلال بعد الهدى .

ولا تظن أن الوجود العینی فی الظاهر عین الوجود الغیبی فی الباطن حقیقة ، فتحسب أن الأعیان قد انتقلت من العلم إلى العین أو بقیت هناک .

والوجود الحق ینسحب علیها فیظهر بآثارها ورسومها ، أو هی مظاهر موجودة ظهر الحق فیها ، بل الأعیان بواطن الظواهر ثابتة على معلومیتها ، وبطونها أبدا قد تظهر وتختفى .

فظهورها باسم النور ووجودها العینی الظاهر وبقاؤها على الصورة العلمیة الأزلیة الأبدیة ووجودها الغیبی ، فهی فی حالة واحدة ظاهرة وباطنة بوجود واحد حقی .

قال الشیخ رضی الله عنه : (وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا ، لا بل نحن نحکم علینا بنا ، ولکن فیه ) الحق أن لا یحکم علینا إلا بما فینا من أحوال أعیاننا ، بل الحاکم والمحکوم علیه واحد کما مر.

فنحن نحکم على أعیاننا الظاهرة بما فیها من حیث هی باطنة ثابتة بالتعین العلمی ، فی الوجود الحق المطلق


"" من حاشیة تعلیقات بالى زادة :  (وبالکشفین معا ) یحصل لنا العلم ، بأنه ( ما یحکم علینا إلا بنا ) بسبب طلبنا ذلک الحکم منه لکن یظهر ذلک الحکم فینا هذا ناظر إلى الکشف الأول ( لا ) أی لا یحکم الحق بحکم من الأحکام علینا بنا (بل نحن نحکم علینا بنا ) أی الحاکم علینا بنا نحن ( ولکن ) ذلک الحکم یظهر ( فیه ) أی فی مرآة الحق هذا ناظر إلى الکشف الثانی ، فمن جمع بینهما بحیث لا یحجب أحدهما عن الآخر فهو الواصل إلى درجة الکمال فی رتب العلم باللَّه .أهـ بالى.""


قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلذلک قال : "فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ " یعنى على المحجوبین . إذا قالوا للحق : لم فعلت بنا کذا وکذا مما لا یوافق أغراضهم )

فیقول على لسان المالک: " لَقَدْ جِئْناکُمْ بِالْحَقِّ " أی بالذی هو مقتضى أعیانکم والذی سألتموه بلسان استعدادکم ، کقوله :" وما ظَلَمْناهُمْ ولکِنْ کانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ ".

"" من حاشیة تعلیقات بالى زادة :  ( ولذلک ) أی ولأجل أن کون الحکم علینا منا لا من الله ، وأن ما فعل الله بنا إلا ما نحن نفعل بأنفسنا ( قال تعالى :" فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ " ) فأمکن عند العقل هدایة کل ممکن ، لأن العقل قاصر عن إدراک الشیء على ما هو علیه ، فجاز أن یکون الشیء الواحد ممتنعا فی نفسه ، وممکنا عند العقل وأی الحکمین المعقولین من الهدایة وعدمها .

وقع ذلک  الحکم المعقول هو الذی کان علیه الممکن فی حال ثبوته  فلا یمکن الهدایة فی استعداد کل أحد فلا یشاء إیمانه ولما حقق الآیة على التفسیر : شرح تأویلها وتطبیقها على حاصل الکشفین .أهـ بالى ""


قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکشف بهم عن ساق ) وفی نسخة : فیکشف لهم الحق عن ساق ( وهو ) شدة الأمر الذی اقتضاء أعیانهم على خلاف ما توهموه.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، ومنا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا – "أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین".)

أی، فمنا منیعرف أن فی مرآة ذات الحق وحضرة علمه وقعت هذه المعرفة لنا، أی معرفة بعضنا بعضا بنا، أی بإعطاء أعیاننا ذلک العرفان بحکم المناسبة الواقعة بینها. ومنا من یجهل تلک الحضرة والتعارف الواقع بین الأعیان، بسبب الغواشی الناتجةمن النشأة العنصریة والأطوار التی یظهر فیها العین الإنسانیة إلى حین وصولها إلىهذه الصورة الألفیة،

کما قال:

(وأظنها نسیت عهودا بالحمى  .... ومنازلا بفراقها لم یقنع)

ولما کان الأول حال أهل الکمال المحبوبین المعنى بهم الذین لا یحجبهم جلال الحق عن جماله، کالمحجوبین بالخلق عن الحق، ولا جماله عن جلاله، کالمحجوبین بالحق عن الخلق، وهم المهیمون الباقون فی الجمع المطلق، والثانی حال المحجوبین المطرودین الذین لا یبالی بهم.

قال الشیخ رضی الله عنه :  ("أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین".) (وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا).

أی الکشف الأول یعطى أن الموجود هو الحق لا غیر، وهو الظاهر فی مرایا الأعیان والخلق فی العدم، والکشف الثانی یعطى أن الموجود هو الخلق الظاهر فی مرآة وجود الحق والحق فی غیبه. والکشف الجامع بینهما معا - وهو مقام الکمال المحمدی، صلى الله علیه وسلم، شهود الحق فی عین الخلق والخلق فی عین الحق جمعا من غیر احتجاب بأحدهما عن الآخر - یعطى أن ما یحکم الحق علینا بحکم من الأحکام إلا بسبب اقتضاء أعیاننا ذلک الحکم.

قال الشیخ رضی الله عنه :   (لا، بل نحن نحکم علینا بنا ولکن فیه). أضرب عن قوله: (ما یحکم علینا الحق إلا بنا) تأکیدا لما ذکره، فقال: لا، بل أعیاننا یحکم علینا باستعداداتنا.

فإن کل عین من الأعیان یطلب من الحق بلسان استعدادها أن یوجدها ویحکم علیها بحسب قابلیتها، فهی الحاکمة على الحق أن یحکم علیها بمقتضاها.  (ولکن فیه). أی، فی علم الحق.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولذلک قال تعالى: "فلله الحجة البالغة" یعنى على المحجوبین) الذین لم یکشف لهم حقیقة الأمر على ما هو علیه.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (إذ قالوا للحق: لم فعلت بنا کذا وکذا؟ مما لا یوافق أغراضهم. فیکشف).

أی الحق (لهم عن ساق). أی، من شدة الأمر یوم القیامة، أو عن أصل الأمر وحقیقته، إذ(ساق) الشئ ما یقوم به الشئ، وهو أصله المقوم إیاه.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»)

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا) أی: بظهورنا فیه لا بنفس الحق فنحن الدلیل أو لا فی تلک الحالة أیضا فلا تتم دلالة المؤثر على الأثر کل وجه.

على أن ذات الحق تکون مستورة حینئذ لوجوب استتار المرآة عند ظهور الصورة فیها على ما مر.

منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة منا فیزعم أن المرآة مرآة العقول، أو النفوس السماویة، أو أنها وقعت لنا لا (بنا).

أو أن صورنا صارت عین الحق فهذا مع هذا الکشف الذی هو غایة النور باق فی ظلمة الجهل.

ولذلک ("قال أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین") [البقرة: 67]، ثم أشار إلى أن مبنى الاستدلالین على القول بالمؤثر والأثر، وهو إنما یتم لو کان تأثیره من حیث هو.

لکن الکشفان المذکوران یمنعان من ذلک . فقال: (وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا) إما بالکشف الأول أعنی: تجلی الحق فی مرایا الأعیان فلاختلاف صوره بحسبها، وحسب أحوالها فما یحکم على کل واحد منها بالتجلی المخصوص بها إلا بمقتضاها.

وإما بالکشف الثانی أعنی: ظهور صورنا فی مرآة الحق فلأن یتمیز بعضنا عن بعض هناک لیس بحسب المرآة لوحدها، وعدم الاختلاف فیها .

بل بحسب ما فاض علینا من مفضیات أعیاننا فما حکم علینا بالتجلیین إلا بنا لا أی: الحق (لا) یحکم علینا ابتداء بشیء (بل نحن نحکم علینا بنا) أو لا؛ لأن حکمه تابع لعلمه التابع لمقتضیات الأعیان، وهی الحاکمة بأنفسها على أنفسها ابتداء.

(ولکن) اقتضاء الأعیان الثابتة، إنما هو حال ثبوتها (فیه) أی: فی علمه فنسب ذلک إلیه؛ لأنه الموجود دونها؛ (ولذلک) أی: و لکوننا الحکام علینا بنا (قال تعالى: "فلله الحجة البالغة)

[ الأنعام: 149 ].

ولما اختص التزام الحجة بالخصم المعترض، والاعتراض على الله تعالى لا یتأتی إلا من المحجوبین دون أهل الکشف التارکین للاعتراض على الله لاطلاعهم على سر القدر.

قال الشیخ رضی الله عنه : (یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق: لم فعلت کذا) من المعاصی، (وکذا) من العقاب وإن کان فیه حکم کثیرة للحق؛ لکنه (مما لا یوافق أغراضهم فیکشف لهم عن ساق) .

وهو ما بطن عنهم من سر القدر عبر عنه بالساق الذی ستره غالب فی العادة.

"الساق : حقیقة هول الأمر و شدته . کشفت الحرب عن ساقها"


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

فهذا المشهد هو الجامع بین الجمع والتفرقة ، والتفصیل والإجمال .وأهل هذا المشهد أیضا متفاوتون :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فمنّا من یعرف أن فی الحقّ وقعت هذه المعرفة لنا ، بنا ومنّا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا ) - على ما هو مقتضى مسلک بعض الحکماء المذکورین - ( أعوذ باللَّه أن أکون من الجاهلین ) .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا ، لا - بل نحن نحکم علینا بنا ولکن فیه ) فإنّ الأول هو المعطی للجمعیّة بأنّه هو الدلیل على نفسه ، وعلى الوهیّته .

والثانی هو الذی یعطی أن التفرقة التی بها تمتاز الأعیان عین تلک الجمعیّة ، فإنّ الجمعیة الحاصلة منها هو الجمعیة بین التفرقة والجمع .

لله الحجة البالغة  ( ولذلک ) - أی لما أنّ الحکم الذی علینا إنّما هو بنا - (قال : " فَلِلَّه ِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ " [ 6 / 149 ] ، یعنی على المحجوبین إذا قالوا للحقّ : « لم فعلت بنا کذا وکذا » ؟ - ما لا یوافق أغراضهم - فیکشف لهم عن ساق ) .

أی عمّا یقوم به أمرهم على ساق النظام ، أو عمّا یسوقهم إلى ذلک على طریقة الاشتقاق الکبیر - على ما هو المعوّل علیه عند المحقّقین .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»).

قال الشیخ رضی الله عنه : (فمنا من یعرف أن فی الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منا من یجهل الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین. وبالکشفین معا ما یحکم علینا إلا بنا،)

(فمنا من یعرف أن فی) مرآة الوجود (الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا) ، أی لبعضنا ببعض وهؤلاء هم أرباب الکشف الثانی الذی هو مقام الفرق بعد الجمع و مشهودهم صور الأعیان الثابتة وأمثلتها فی مرآة الوجود الحق من غیر انتقالنا من العلم إلى العین .

ولکن أثرت فی مرآة الوجود الحق حیث قبولها وصلاحیتها لا بأمر تلک الأعیان صورا وأمثله یحسبها الجاهل موجودات عینیة .

(ومنا من یجهل تلک الحضرة التی وقعت فیها هذه المعرفة) المتعلقة (بنا) بأن یعرف بعضنا بعضا و هی حضرة الوجود الحق التی هی کالمراة لنا فهم یرون صورة الفرق ویعرفونها متمیزة بعضها عن بعض ولکن لا یعرفون أنها ظهرت فی مرآة وجود الحق .

وهؤلاء المحجوبون الجاهلون بالأمر على ما هو علیه ولهذا استعاذ رضی الله عنه عن حالهم (فقال: أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین وبالکشفین معا)، أی بمقتضى کل واحد من هذین الکشفین على انفراده ، فمعنى المعیة اشتراکهما فی هذا الحکم لا عدم استقلال واحد واحد منهما (ما بحکم) الحق تعالی (علینا إلا بنا).

قال الشیخ رضی الله عنه : (، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه، و لذلک قال «فلله الحجة البالغة»: یعنی على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم، «فیکشف لهم عن ساق»)  

(لا بل نحن نحکم علینا بنا) أما بالکشف الأولى فلا نافیة تجلیات الوجود الحق المتعینة بمقتضیات أعیاننا الثابتة فالحاکم علینا بالوجود وتوابعه هو الحق سبحانه بتلک التجلیات .

لکن کما تقتضیه أعیاننا فلا یحکم علینا إلا بنا بل هذا الحکم أیضا مما نطلبه بلسان استعداداتنا، فمتى لم نحکم علیه تعالى بإجراء الأحکام علینا ثم یجرها علینا ، فبالحقیقة نحن نحکم علینا بنا.

وأما بالکشف الثانی فلا نافیة صور أعیان ظهورنا فی مرآة الوجود الحق ولا تظهر هذه المرأة إلا کما تقتضیه أعیاننا . فهو لا یحکم علینا بالظهور وأحکامه إلا بنا.

بل نحن نطلب منه بلسان استعداداتنا أن یحکم علینا بهذا الحکم فبالحقیقة نحن نحکم علینا بنا .

(ولکن) هذا الحکم فی هاتین الصورتین لا یکون إلا (فیه) أی فی الحق ومرآة وجوده المطلق فإنا ما لم تظهر فیه لم نوجد وما لم نوجد لم یجر علینا أحکامنا وأحوالنا.

ولذلک قال تعالى : ("فلله الحجة") [الأنعام:149 ]. ( یعنی على المحجوبین)، الذین تم تنکشف لهم حقیقة الأمر على ما هو علیه (إذا قالوا) یوم القیامة (للحق تعالى لم فعلت بنا کذا وکذا).

وأجریت علینا أعمالا مخصوصة أدتنا إلى هذه الشدائد وذکروا أمورا (مما لا توافق أغراضهم فیکشف لهم) على البناء للمفعول أو الفاعل وإرجاع الضمیر إلى الحق.

(عن ساق) أی عن أمر شدید ساق ، وهو أن ذلک من مقتضیات أعمالهم على خلاف ما توهموه.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 150

فمنّا من یعرف أن فی الحقّ وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منّا من یجهل الحضرة التی‏ وقعت فیها هذه المعرفة بنا: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ‏.

پس بعضى از ما می‌داند که شناسایى بعض ما بعض دیگر را (که به حکم مناسبتى است که در اعیان ماست. یعنى اعیان ما این معارفه ما را به یک دیگر اعطا کرده است) در مرآت ذات حق و حضرت علم اوست.

و بعضى از ما جاهل است به اینکه این تعارف در آن حضرت بین اعیان واقع می‌شود.

این جهل ناشى از غواشى نشئه عنصرى است که آن شخص جاهل در آنها منغمر است و در حقیقت از فعل حق محروم از حق شد و به تعبیر دیگر به وجه اللّه از لقاء اللّه دور افتاده است. نه دور افتاده است بلکه آن مرغزار قدس و روضه رضوان را فراموش کرده است. به قول جناب شیخ الرئیس که در قصیده عینیه فرمود:

و أظنها نسیت عهودا بالحمی‌ و منازلا بفراقها لم تقنع‏

گمان می‌کنم او پیمان‌ها را در قرق فراموش کرده و منازلى را که به فراق آنها قناعت نکرد، از یاد برده است.

یعنى نه تنها ورقاء نفس ناطقه از آشیانه خود دور افتاده است بلکه آن جا را به کلى فراموش کرده است. أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ‏.

و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلّا بنا، لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه،

و به جمع کشفین (که مقام کمال محمدى است که شهود حق در عین خلق و خلق در عین حق است بدون احتجاب یکى از این دو از دیگرى) در می‌یابیم که حق بر ما حکم نمی‌کند احکام را مگر به سبب اقتضاى اعیان ما آن احکام را. نه، بلکه هر عینى از اعیان ما به حسب قابلیتش به لسان استعدادش از حق طلب می‌کند آن چه را که مقتضاى اوست، و لکن در علم حق.

و لذلک قال [تعالی‌]: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ یعنى على المحجوبین إذ قالوا للحق لم فعلت بنا کذا و کذا مما لا یوافق أغراضهم؛ ف یُکْشَفُ‏ لهم‏ عَنْ ساقٍ‏ 

از این رو فرمود: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ که چون روز قیامت بگویند چرا با ما این چنین و آن چنان کرده‌ای، که موافق با اغراض‌شان نیست حق تعالى بر ایشان کشف ساق‏ می‌کند (کشف ساق کنایه از شدت امر و قیام مطلب و موضوعى هولناک است چنان‌که در انجام کارى مهم آستین بالا می‌زنند یا دامن به کمر می‌زنند براى تسهیل در کار و وجه آن معلوم است)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۵۱

فمنّا من یعرف أن فى الحقّ وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منّا من یجهل الحضرة الّتى وقعت فیها هذه المعرفة بنا أعوذ باللّه أن أکون من الجاهلین.

پس بعضى از ما از آن قبیل است که مى‏‌شناسد که معرفت بعضى ما مر بعضى را واقع است در مرآت ذات حقّ. و حضرت علم او هم به اعطاى اعیان ما این عرفان را به حکم مناسبت واقعه در میان این اعیان؛ و بعضى از ما نمى‏داند این حضرت را، و تعارف را در میان اعیان ادراک نمى‏کند، به سبب غواشى ناتجه از نشأت عنصریه، و از اطوارى که درو ظاهر شده عین انسانیّت؛ تا هنگام وصول بدین صور إلفیه کما قال شعر:

و أظنّها نسیت عهودا بالحمى‏ و منازلا بفراقها لم تقنع‏

و چون اوّل حال اهل کمال و مقام محبوبان حضرت ذو الجلال است که ایشان را مشاهده جلال حق از مطالعه جمالش حجاب نگردد چون طایفه محجوبین به خلق از حقّ، و ملاحظه جمال حق نیز از مراقبه جلالش حاجب ایشان نشود، چون فرقه محجوبین به حق از خلق؛ و دوم حال طایفه محجوبین است که اعتنا به شان ایشان نیست و از حریم قرب حضرت دورند و از سرادقات عزّت مهجور، شیخ قدّس اللّه سرّه از انخراط در سلک این طایفه استفاده مى‏کند که: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ.

و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلّا بنا.

یعنى کشف اول اعطاى این معنى مى‏کند که موجود به حقیقت حقّ است و بس؛ و او ظاهر است در مرایاى اعیان و خلق برقرار اوّل باقى در عدم. بیت:

پیش ازین دیدى جهان چون بود در کتم عدم‏ هم بر آن حال است حالى همچنان انداخته‏

و کشف ثانى اعطاى آن مى‏‌کند که موجود خلق است ظاهر در مرآت وجود حقّ؛ و حقّ در غیب خویش. و کشف جامع در میان این دو کشف «معاد» و آن مقام «کمال محمّدى» است که شهود حقّ است در عین خلق، و شهود خلق در عین حقّ جمعا بى ‏آنکه صاحب این کشف به یکى محتجب شود به دیگرى اعطا مى‏‌کند این کشف آن معنى را که حکم نمى‏‌کند حق بر ما از احکام مگر به سبب اقتضاى اعیان ما آن حکم را.

لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکن فیه.

اضراب کرد از قولش که ما یحکم علینا الحقّ إلّا بنا، از براى تأکید مذکور و گفت بل که اعیان ما حکم مى‏‌کند بر ما به استعداداتش از براى آنکه هر عینى از اعیان طلب مى‏‌کند از حق به لسان استعدادش که ایجاد کند او را و حکم کند بر وى به حسب قابلیتش، پس هر عینى حاکم است بر حقّ که بر وى حکم کند به مقتضاى قابلیّتش و لکن در علم حق.

و لذلک قال تعالى: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ یعنى على المحجوبین إذ قالوا للحقّ لم فعلت بنا کذا و کذا ممّا لا یوافق أغراضهم، فیکشف لهم عن ساق.

و از براى این حضرت الهى فرمود که حجّت بالغه خداى راست بر محجوبین که ایشان را حقیقت امر چنانچه هست منکشف نشده است، وقتى که در مخاطبه حق گفتند که چرا در حق ما چنین و چنین کردى از امورى که موافق اغراض ما نیست؟ پس حق سبحانه و تعالى کشف کرد از حقیقت امر و اصلى که قوام کار بدان است باز نمود.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۲

فمنّا من یعرف أنّ فی الحقّ وقعت هذه المعرفة لنا بنا، و منّا من یجهل الحضرة الّتی وقعت فیها هذه المعرفة بنا:

«أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ». و بالکشفین معا ما یحکم علینا إلّا بنا؛ لا، بل نحن نحکم علینا بنا و لکنّ فیه.

شرح یعنى، بعضى از ما چنانیم که، مى‏‌دانیم که، در مرآت ذات و حضرت علم ما را این معرفت شد، تا به حکم مناسبت، ما را این عرفان واقع شد. و بعضى چنانیم که به سبب کثرت غواشى نشأت عنصرى و ظلمات خلقیّه آن حضرت را و معارف واقع میان أعیان، نمى‏دانیم. و مراد «بالکشفین» کشف اولست که معطى این معنیست: که موجود حق است لا غیر، ظاهر در مرایاى اعیان. و کشف دوم‏ معطى این معنیست که موجود خلق است ظاهر در مرآت وجود حق. و گفتن کشفین معا آن که: عارف مشاهد حق بود در عین خلق، و مشاهد خلق باشد در عین حق، و مى‏داند که این حکم تنها نیست که حق حکم مى‏کند بر ما به ما، بلکه اعیان ما حکم مى‏‌کند بر ما به حسب استعداد ما، لکن در علم حق.

و کذلک قال‏ «فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ»: یعنى على المحجوبین، إذ قالوا للحقّ لم فعلت بنا کذا و کذا ممّا لا یوافق أعراضهم؛ «فیکشف لهم عن ساق»: