الفقرة الحادی عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
(فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فمشیته) سبحانه وتعالى الأزلیة المتعلقة بکل شیء (أحدیة التعلق)، أی تعلقها أحدی لا تنوع له أصلا بل التنوع من قبل الأشیاء على ما هی علیه فی عدمها الأصلی.
فقد شاء سبحانه من الأزل کل شیء مکشوف عنه بعلمه القدیم بمشیئة واحدة متعلقة بکل شیء تعلقا واحدا.
والأشیاء مختلفة فی نفسها اختلافا کثیرا، فشاءها مختلفة کذلک، فأوجدها کما شاءها (وهی)، أی مشیئته سبحانه (نسبة) لترجیح الوجود بین الأشیاء المتفصلة فی عدمها الأصلی وبینه تعالى .
(تابعة للعلم) الإلهی إذ لا یشاء إلا ما علم (والعلم) الإلهی (نسبة لحصول الکشف عنده تعالی بین تلک الأشیاء المتفصلة فی عدمها الأصلی وبینه سبحانه (تابعة للمعلوم) إذ لا یعلم الشیء إلا على ما هو علیه فی نفسه
(والمعلوم أنت) مثلا یا أیها الإنسان (وأحوالک) فی ظاهر و باطنک (فلیس للعلم) الإلهی (أثر) من إیجاد أو تخصیص (فی المعلوم) أصلا.
لأنه کاشف عنه على ما هو علیه، فلو کشف عنه بزیادة أو نقصان حتى یکون له أثر فیه ما کان علما بل کان جهلا.
(بل للمعلوم) من حیث أنه معلوم (أثر فی العلم)، لأنه یطلعه منه على ما لولا المعلوم ما اطلع علیه من نفسه.
(فیعطیه)، أی المعلوم یعطی العالم (من نفسه) المکشوف عنه بعلم العالم (ما)، أی الوصف الذی (هو)، أی المعلوم (علیه فی عینه) المتمیزة عدمها الأصلی عما یشابهها.
فإن قال قائل حیث کان الأمر کذلک فی أن المشیئة الإلهیة تابعة للعلم الإلهی والعلم تابع للمعلوم، والمعلوم هو الذی أعطى العلم الإلهی خصوص ما یوجد فیه من جمیع أحواله.
والعلم الإلهی أعطى المشیئة الإلهیة ما اقتضته من ذلک الخصوص، فکیف وردت النصوص بتعلیق الأمور بالمشیئة الإلهیة فی کثیر من الآیات والأخبار نحو: ما تشاؤون إلا أن یشاء الله وأمثال ذلک.
فأجاب عنه بقوله :
(وإنما ورد الخطاب الإلهی) من الله تعالى للعباد (بحسب ما)، أی على مقتضى الاصطلاح الذی (تواطأ)، أی اصطلح (علیه المخاطبون) فی نسبتهم کل شیء إلا الصانع القدیم.
لأنه هو الذی یوجد الأشیاء على حسب ما یشاء، ویشاؤها على حسب ما یعلم، ویعلمها على حسب ما هی علیه فی نفسها.
فهی أعطته أحوالها، وهو أعطى تلک الأحوال وجودا، فاستنادها إلیه باعتبار إعطائه لها الوجود منه، والأحوال منها إلیها صحیح، وعلیه وقع الاصطلاح المذکور (و) بحسب (ما أعطاه النظر العقلی) أیضا.
فإن کل شیء موصوف بما هو موصوف به، إذا لم یستند فی وجوده إلى الفاعل له العالم به المشیء له لزم أن یستند فی وجوده إلى نفسه ونفسه عدمیة.
فکیف المعدوم ینتج وجودا فإنه لا یفیض الوجود إلا الموجود، ولا موجود فی الأزل إلا الحق تعالی.
فاستناد جمیع الأشیاء فی وجودها إلیه تعالی ضروری، وکذلک فی جمیع أحوالها، لکن جمیع أحوالها أخذها منها ثم ردها علیها.
وأما الوجود فقد أعطاه لها منه تعالی فضلا ورحمة ولم یأخذه منها إذ لا وجود لها فی حضرة عدمها الأصلی بل لها الاستعداد للوجود منه تعالی فقط فأخذ منها صحة قبولها لفیضان وجوده تعالى علیها وأعطاها صحة ذلک القبول.
(مما ورد الخطاب) الإلهی من الله تعالى لعباده (على) حسب (ما یعطیه الکشف) الإلهامی والفتح الربانی.
فإن الشرائع هی الخطاب على العموم لا الخصوص، وآلة العمومی فی الإدراک هی العقل، وللخصوص آلة أخرى غیرها هی البصیرة المنورة بنور الحق سبحانه.
وهی لا تغایر العقل إلا فی الإقبال على الحق تعالی والإدبار عنه. وکل عقل له إقبال وإدبار، فخلقت البصائر من إقباله والعقول القاصرة من إدباره.
ولسان الشرائع لسان العقول القاصرة کما قال تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه، لیبین لهم" [إبراهیم: 4]. وقوم رسول الله محمد صلى الله علیه وسلم هم الجاهلیة أهل العقول القاصرة.
فأرسل بلسانهم لیبین لهم وأهل البصائر المنورة تفهم ما أرسل به منه بالطریق الأولى، وإن لم یکن بیانه صلى الله علیه وسلم فی الأکثر بلسانهم.
(ولذلک)، أی لورود الخطاب الإلهی بحسب اصطلاح المخاطبین والنظر العقلی وعدم وروده فی الغالب على اصطلاح أهل الکشف . " أرسل بلسان أهل الإسلام ولم یرسل بلسان أهل الإحسان "
(کثر المؤمنون) بالله تعالی إیمانا بالغیب بلا معرفة به سبحانه فی کل زمان وهم العامة (وقل العارفون) بالله تعالى (أصحاب الکشف) عن حضراته سبحانه، وإن کانوا موجودین فی کل زمان إلى یوم القیامة إن شاء الله تعالى، وهم الخاصة وخاصة الخاصة.
وقال الله تعالى حکایة عن الملائکة وجمیع الخلق کذلک ("وما منا") من أحد مطلقا ("إلا له مقام") فی حضرة علم الله ("معلوم") [الصافات: 164] فی الأزل، وهو الکشف عن ذوات الأشیاء وأحوالها.
ولهذا قال: (وهو)، أی ذلک المقام المعلوم (ما)، أی الحال الذی (کنت)، أی وجدت یا أیها الإنسان ملتبسة (به فی ثبوتک) الأصلی فی العدم حیث لم تکن شیئا مذکورا.
(ثم ظهرت) الآن متلبسة (فی وجودک) العارض لک الطاریء على عدمک.
وإنما یقال: (هذا المقام إن ثبت) عندک (أن لک وجودا) مع وجود الله تعالى هو فائض علیک من وجود الله تعالی.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
(فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (وهذا) أی وإن یشاء (ما لا یکون فمشیئته أحدیة التعلق) أی مشیئة الله تعالى واحدة متعلقة بالأشیاء على حسبة علمه.
(وهی) أی المشیئة (نسبة تابعة للعلم) لأن ما لم یعلم لا یمکن تعلق المشیئة به (والعلم نسبة نابعة للمعلوم والمعلوم أنت) کنایة عن جمیع الأعیان.
(وأحوالک فلیس للعلم أثر للمعلوم) أی ولیس لعلم الحق أثر للمعلوم حتى ینبع المعلوم لعلم الله تعالی فکان المعلوم تابعة لمشیئته ولیس کذلک .
(بل للمعلوم أثر) أی حکم (فی العلم فیعطیه) أی فیعطی المعلوم العالم (من نفسه) أی من نفس المعلوم .
(ما هو علیه فی عینه وإنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و) بحسب (ما أعطاه النظر العقلی) لاشتراک المخاطبین کلهم فی النظر العقلی.
(ما ورد الخطاب على) حسب (ما یعطیه الکشف) وإلا لفات نصیب أرباب العقول من الخطاب الإلهی لعدم وفاء استعدادهم بذلک.
(ولذلک) أی و لورود الخطاب على حسب إدراک أرباب العقول (کثر المؤمنون وقل العارفون أصحاب الکشوف) لأن أصحاب الکشوف أقل من أرباب العقول فإذا ورد الخطاب على حسب إدراک العقلاء کثر المؤمنون وقل العارفون لعدم ورود الخطاب على ما یعطیه الکشف.
(وما) أحد ("منا إلا له مقام معلوم" ) فی علم الله تعالى لا یتعداه فی العلم .
فعلم بعضنا بنظر العقل ولا یتعدى عن حکم العقل.
وعلم بعضنا بالکشف والاطلاع على سیر القدر ولا یتعدى عن حکومة سر القدر.
(وهو) أی المقام المعلوم لک (ما کنت) متصفا (به فی ثبوتک) فی علم الله .
(ظهرت) منصفا (به فی وجودک) الخارجی (هذا) أی کون المقام بهذا المعنى.
(أن ثبت أن لک وجودا فإن ثبت أن الوجود للحق لا لک . فالحکم لک بلا شک فی وجود الحق) أی فإن کنت معدوما باقیا فی حال عدمک والظاهر الحق فی مرآة وجودک فأنت تحکم على الله بما فی عینک فی وجود الحق.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
لذلک الحق أو جدنی، أی أن النور أوجدنی لأساعده ولاعلمه علم الجزئی و أوجده فی حضرة الألوهیة بحقیقة أنی المألوه، إذ لولا المألوه الکائن بالفعل ما وجد معنى الإله بالفعل.
قوله: بذا جاء الحدیث، یرید کنت سمعه وبصره فلولا المعنى لما کان له السمع والبصر وبالجملة الصفات، إذ کلها معان.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
(فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال رضی الله عنه : " فمشیّته أحدیة التعلَّق ، وهی نسبة تابعة للعلم ، والعلم نسبة تابعة للمعلوم ، والمعلوم أنت وأحوالک ، فلیس للعلم أثر فی المعلوم " .
یعنی رضی الله عنه : لأنّه ما جعله على ما هو علیه ، بل تعلَّق به بحسبه ، وهذا ظاهر .
قال رضی الله عنه : " بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه " .
یعنی رضی الله عنه : أنّ العلم إنّما یتعلَّق بالمعلوم بحسب ما هو المعلوم علیه فهو تابع للمعلوم فی تعلَّقه به ، فلیس للعلم أثر فی المعلوم .
قال رضی الله عنه : « وإنّما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون وما أعطاه النظر العقلی ، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف . ولذلک کثر المؤمنون وقلّ العارفون أصحاب الکشوف " وَما مِنَّا إِلَّا لَه ُ مَقامٌ مَعْلُومٌ " .
وهو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک ، هذا إن ثبت أنّ لک وجودا .
یعنی رضی الله عنه : أنّ الله تعالى إنّما یخاطب عباده على قدر فهمهم وبحسب ما تواطئوا علیه ، إنّ الله لو تعلَّقت مشیّته بهدایة الجمیع ، أو بإذهاب الجمیع ، لهداهم جمیعا ، أو أذهبهم جمیعا ، هذا مبلغ علوم أهل العموم من المخاطبین ، لاقتصارهم فی نظرهم على ظاهر المفهوم من کمال القدرة والإرادة ، وهو نصف البحث ، فلو رزقوا العثور على الشطر الآخر ، لفازوا بإدراک الأمر على ما هو علیه .
وهو مقتضى الکشف بأنّ المشیّة لا تتعلَّق إلَّا بمقتضى الحکمة ، والعلم والحکمة یعطیان أن لیس فی قوّة استعداد الجمع وقابلیتهم صلاحیة الهدایة.
بل فی البعض ، فتعلَّقت المشیّة بهدایة المهتدین بنوره ، لما فی استعدادهم لقبول نور الهدایة ، والذی لم یستعدّ للهدایة فی حقیقته وخصوصیة عینه الثابتة ، لم تتعلَّق بهدایته المشیّة ، فلم یهتد ، وهذا مقتضى الکشف الصحیح والحقّ الصریح الرجیح .
فرزق الله أهل الکشف والتحقیق الاطَّلاع على هذا السرّ وهو سرّ القدر فنزع بذلک عن قلوبنا غلّ الاعتراض على الله بالجهل ، کما اعترض أهل الحجاب من الجمهور فی أفعاله وأوامره وأحکامه ، ونسبوا إلى الله الظلم ، وأجاز بعضهم الظلم من الله تعالى على خلقه ، لأنّهم تحت تصرّفه وهو موجدهم وربّهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
(فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمشیئته أحدیة التعلق ) أی لا تتغیر عما اقتضاه ذاته " لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ الله "
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وهی نسبة تابعة للعلم ، والعلم نسبة تابعة للمعلوم ، والمعلوم أنت وأحوالک ) أی فی حال عینک الثابتة فی الأزل
( فلیس للعلم أثر فی المعلوم ) فإن حال المعلوم أعطى العلم ، فلا یؤثر العلم فیه
قال الشیخ رضی الله عنه : ( بل للمعلوم أثر فی العلم ، فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه ، وإنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون ، وما أعطاه النظر العقلی ) أی إنما خاطب الله تعالى عباده على قدر فهومهم ، وما توافق علیه العموم مما هو مبلغ عقولهم وعلومهم بالنظر العقلی من کمال قدرته وإرادته ، وإنه لو شاء لهدى الجمیع لکونه فعالا لما یرید.
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف ) فإن الحکمة الإلهیة اقتضت التدبیر على النظام المعلوم ، فلا بد من احتجاب البعض بل الأکثر بحجب الجلال ، لیختاروا من الأمور ما یناسب استعدادهم ، ویتحملوا المشاق والمتاعب فی تدابیر المعاش ومصالح نظام العالم ، فیتسبب صلاح الجمهور ، والتدبیر إنما یکون ویتیسر عند الاحتجاب عن سر القدر.
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولذلک کثر المؤمنون وقل العارفون أصحاب الکشوف ) فإنهم المطلعون على سر القدر وأحوال العالم ، فلا یباشرون التدبیر بعد العثور على التقدیر
( وما منا إلا له مقام معلوم ) فمن کان مقامه الوقوف مع العقل والمعقول فی حال عینه فله التدبیر لا یتعداه ، ومن أعطاه عینه الوقوف على سر القدر بالکشف فلا یعترض على الله بالجهل ، ولا یتعرض لتدبیر تغییر القدر
( وهو ) أی اختصاص کل واحد منا بمقام معلوم لا یتخطاه ، هو هذا المعنى
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک ) کقوله تعالى : "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِی من تَحْتِهَا الأَنْهارُ ". أی هذا الکلام
( هذا إن تثبت أن لک وجودا ) أی باعتبار تعینک ، فإن التعین هو الذی سوغ نسبة الوجود الخاص الإضافی إلیک .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
(فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فمشیئته أحدیة التعلق. وهی نسبة تابعة للعلم، والعلم نسبة تابعة للمعلوم، والمعلوم أنت وأحوالک، فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العالم،فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه).
أی، للحق مشیئة واحدة عامة یتجلى بها،فیأخذ کل عین نصیبها منها بحسبها، فیظهر بمقتضاها، هدایة کان أو ضلالة.
کما قال: "وما أمرنا إلا واحدة کلمح بالبصر". وإذا کان الواقع فی الوجود أحد النقیضین باقتضاء العین ذلک، فمشیئته أیضا أحدیة التعلق، لأنها نسبة تابعة للعلم.
إذ ما لا یعلم بوجه من الوجوه، لا یمکن تعلق الإرادة والمشیئة به.
والعلم نسبة للمعلوم من حیث تغایرهما وامتیاز کل منهما عن غیره، والمعلوم الأعیان الثابتة وأحوالها، وهی لا یقتضى إلا وجود أحد الطرفین من النقیضین، فالمشیئة أیضا لا یتعلق إلا به.
قوله: (فلیس للعلم أثر) نتیجة لقوله: (والعلم نسبة تابعة للمعلوم).
و أثر المعلوم فی العالم اقتضاؤه وطلبه من (العالم القادر) على إیجاده : إیجاده على ما هوعلیه. وقد مر، فی المقدمات، من أن العلم من أی جهة تابعة، ومن أیها متبوعةمؤثرة فی إفاضة الأعیان.
قال الشیخ رضی الله عنه : (وإنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون وما أعطاه النظر العقلی ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. ولذلک کثر المؤمنون وقل العارفون وأصحاب الکشوف).
أی لما کان أکثر الأشخاص الإنسانیة عقلاء وأصحاب النظر الفکری، ما ورد الخطاب الإلهی إلا بحسب ما تواطأوا، أی توافقوا علیه،وهو العقل ومقتضاه.
ولم یرد على ما یعطیه الکشف، لعدم وفاء الاستعدادات بذلک ولقلة العارفین أصحاب الکشوف الواقفین على سر القدر.
ولو ورد الخطاب الإلهی بحسب إدراک المخاطبین وعقولهم، کثر المؤمنون وقل العارفون، لأنطور المعرفة فوق طور الإدراک العقلی، وهو الکشف عن حقائق الأمور على ما هیعلیه.
قال الشیخ رضی الله عنه : ("وما منا إلا له مقام معلوم".) أی مرتبة معلومة معینة فی علم الله،
لا یتعداها ولا یتجاوز عنها فمن کان مقامه فی العلم ومقتضى عینه أن یکونوافقا على مقتضى عقله أو وهمه، لا یزال یکون تحت حکم التدبیر.
ومن کان مقامه أن یکون مطلعا على أحوال الوجود واقفا على سر القدر مکاشفا له، یکون منقاد الحکم التقدیر، فلا یعترض بالباطن على أحد من خلق الله، وإن کان یأمر وینهى فی الظاهر.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.)
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمشیئته) بمقتضى سنته (نسبة) بین الحق وبین العین الثابتة (تابعة للعلم)، إذ لو خالفته لزم انقلاب العلم جهلا.
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (والعلم نسبة للمعلوم)، إذ لو لم تتبعه لکان على خلاف المعلوم فیکون جهلا فمشیئته تابعة للمعلوم الذی هو أحد النقیضین دائما فی الواقع، ولما توهم أن المعلوم هو العین الثابتة مع أن بعض المعلومات غیرها .
أزال ذلک بقوله: (والمعلوم أنت وأحوالک) فمشیئته تابعة لک و لأحوالک، والتابع لا یؤثر فی المتبوع.
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فلیس للعلم فی أثر المعلوم) کما یوهمه قولهم: إن علمه تعالی فعلی لا انفعالی، وإلا کان محلا للحوادث.
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (بل للمعلوم أثر فی العلم) الذی هو الذات الأزلیة فضلا عن العلم الذی هو من الصفات فإنه یؤثر فیه (فیعطیه من نفسه ما هو علیه).
ولا یلزم منه کونه تعالى أو کون علمه محلا للحوادث؛ لأن المراد من التأثیر إفادة النسبة، وهی عدمیة، ولا یکون هو ولا علمه انفعالیا بل علمه فعلی أفاد للعین الثابتة بعون الإرادة والقدرة ظهور مقتضاها .
قال الشیخ رضی الله عنه : (و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف. «و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
ثم استشعر سؤالا بأنه إذا لم یکن للعلم أو العالم تأثیر فی المعلوم فما معنی تعلق مشیئته به فقال: قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وإنما ورد الخطاب الإلهی) فی الظاهر (بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون) من أن له تأثیرا فی الأشیاء.
إذ تأثیر الأعیان فیه بعید عن طباعهم، وهو (ما أعطاه النظر العقلی) من أن الحق مؤثر فی الممکنات بلا عکس .
نعم له تأثیر تابع لتأثیرهم فیه یجب تأویل الخطاب بذلک فی نظر أهل الکشف.
وذلک لأنه (ما ورد الخطاب) فی الظاهر (على ما یعطیه الکشف) فیجب تأویله بالتأثیر الفرعی لا الأصلی .
مع أن المتبادر إلى الأفهام أن الأصلی هو الذی تواطأ علیه المخاطبون من أهل النظر العقلی.
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (ولذلک) أی: و لورود الخطاب فی الظاهر بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون دون أهل الکشف حتى احتاجوا إلى التأویل .
فـ (کثر المؤمنون) الأخذون بظاهر الخطاب المساعد بالدلیل العقلی.
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وقل العارفون أصحاب الکشوف) المؤولون للخطاب مع مساعدة الدلیل العقلی الظاهرة بسبب ما کوشفوا لکن کلا المعنیین صحیح فی الواقع، وإن کان أحدهما أصلیا حقیقا، والأخر فرعیا محازیا.
وإلیه الإشارة بقوله: ("وما منا") [الصافات: 146]) أی: المؤمنین والعارفین ("إلا له مقام معلوم ") [الصافات: 164]. أی: فی فهم الخطاب على مقتضى العقل أو الکشف.
ثم بین أثر المعلوم فی العالم بقوله: (وهو) أی ذلک الأثر (ما کنت) أی: کانت عینک ملتبسة (به) من مقتضاها (فی) حال (ثبوتک) فی العلم (ظهرت به فی وجودک).
فلولا أن العینک ومقتضاها أثرا فی العلم لما أثر العلم فیما ظهرت به فی وجودک من الأحوال المخصوصة، إذ الوجود مجرد فی نفسه عن تلک الأحوال.
والعلم لا یقتضیها من حیث هو إذ هو تابع للمعلوم فلا یقتضی له حالة فیه لم تکن من مقتضی عین قرب بها فهذا أثرک فی العلم أولا، وفی العالم ثانیا.
هذا على تقدیر مغایرة وجودک للحق بأن یکون وجوده حقیقا، ووجودک ظلا له.
کما قال الشیخ رضی الله عنه : (هذا إن ثبت أن لک وجودا) إذ لا أثر لک فی وجود الحق حینئذ من حیث هو؛ بل من حیث هو عالم یتأثر بما تأثر به علمه. ثم أشار إلى ما هو أثر المعلوم فی العالم من حیث الذات بلا واسطة العلم
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف. «و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمشیّته أحدیّة التعلَّق ) بالنسبة إلى الأکوان والاحتمالات الواقعة فی حیّز الإمکان ( وهی نسبة تابعة للعلم . والعلم نسبة تابعة للمعلوم ، والمعلوم أنت وأحوالک ، فلیس للعالم أثر فی المعلوم ، بل للمعلوم أثر فی العالم) فإن المعلوم هو الذی جعل العالمیة مصوّرا بصورته .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه ) .
( وإنما ورد الخطاب الإلهی ) بلسان الحضرة الختمیّة ( بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون ، وما أعطاه النظر العقلیّ ) على ما علیه مدارک العامّة من أمم زمانه ، من الاحتمالات اللازمة لما وقع فی حیّز الإمکان - على ما هو مقتضى منصب الرسالة وختمیّتها ، حتّى یکون الکلّ محظوظا من جوامع کلمته التامّة ، وإلَّا فلا یکون مبعوثا للکافّة .
ولذلک ( ما ورد علیه الخطاب على ما یعطیه الکشف ) من الجزم بما علیه الأمر ، على ما یختصّ به الندر من الخواصّ ( ولذلک کثر المؤمنون ) أرباب الفهوم من الواقفین عند ظواهر ما أعطاه النظر العقلیّ ، ممّا یمکن أن یتواطأ علیه الجمهور من المخاطبین ( وقلّ العارفون - أصحاب الکشوف ) من الواقفین على سرّ ما علیه الأمر فی نفسه ، وهم ، هم المقصودون بالذات ، وغیرهم إنّما خلق لأجل تمهید المقصود .
حکم المعلوم على العالم والذی یدلّ على ما مرّ - من أنّ لکلّ أحد مقاما لا یتجاوزه ، وهو صورة معلومیّته المؤثّرة فی العالم ، الحاکمة بالخصوصیّة - ما ورد : ( " وَما مِنَّا إِلَّا لَه ُ مَقامٌ مَعْلُومٌ " [ 37 / 164 ] وهو ما کنت به فی ثبوتک ، ظهرت به فی وجودک هذا إن ثبت أنّ لک وجودا) على ما هو ذوق مقام قرب النوافل .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
(فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف.
و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف.
«و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أن لک وجودا.)
قال الشیخ رضی الله عنه : " فمشیئته أحدیة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه. و إنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النظر العقلی، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون أصحاب الکشوف. «و ما منا إلا له مقام معلوم»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک"
(فمشیئته أحدیة المتعلق)، لا یتعلق إلا بأحد النقیضین وبین ذلک بقوله : (وهی نسبة) أی وذلک لأن المشیئة نسبة (تابعة للعلم) لا تتعلق إلا بما یقتضی العلم تعلقها به .
(والعلم نسبة تابعة للمعلوم) لا یتعلق به إلا على ما هو علیه فی نفسه .
(والمعلوم أنت وأحوالک) وأنت لم تتغیر عما کنت علیه فی حال ثبوتک .
ولما کان المتوهم أن یتوهم ههنا أن نتعلم تأثیرا فی المعلوم فیمکن أن تستند مقتضیات الأعیان إلى العلم بها إلى نفسها .
دفعه رضی الله عنه بما یتفرع على تبعیته للمعلوم أعنی قوله :
(فلیس للعلم أثر فی المعلوم بل للمعلوم أثر فی العلم) وفی بعض النسخ فی العالم والأول أنسب.
(فیعطیه)، أی أثر المعلوم فی العلم أن یعطیه (من نفسه ما هو علیه فی عینه) فیجعله مطابقا تابعا له فی هیئة التطابق .
ولما کان المفهوم و المتبادر من قوله :" فلو شاء لهداکم أجمعین" [الأنعام: 149 ].
تساوی الهدایة و عدمها إلى جمیع المخاطبین , وترجیح أحد الجانبین بمحض مشیئته سبحانه لامتناع تعلق المشیئة بهدایة الجمیع کما ذکره رضی الله عنه .
اعتذر بقوله : (وإنما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ)، أی توافق (علیه المخاطبون) المحجوبون المقتدرون بطور العقل .
(و) بحسب (ما أعطاه النظر العقلی ما ورد) ذلک (الخطاب) بحسب معناه الظاهر ومفهومه المتبادر (على) طبق (ما یعطیه الکشف) لعدم وفاء استعدادات الکل بذلک.
(ولذلک کثر المؤمنون) المصدقون بما هو الظاهر المتبادر من الخطابات الإلهیة (وقل العارفون أصحاب الکشوف) الفائزون بإدراک المراد منها على ما هو علیه.
(وما منا إلا له مقام معلوم) و مرتبة معینة فی علم الله تعالى لا یتعداها ولا یتجاوز عنها.
فمن کان مقامه مضیق العقل یبقى أبدا محبوسا فیه .
ومن کان مقامه متسع الکشف یترقی دائما فی مدارجه و مراقیه .
(وهو) أی المقام المعلوم (ما کنت)، أی مقام کنت ملتبسا (به فی) حال (ثبوتک) فی الحضرة العلمیة (ثم ظهرت) متلبسا (به فی وجودک العینی) الخارجی مطابقة فی الحضرة العلمیة.
(هذا)، أی ظهورک فی وجودک لما کنت به فی ثبوتک لنا یصح (إن ثبت أن لک وجودا) على أن یکون وجود الحق سبحانه مرآة الأعیان والظاهر فیها الأعیان.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 157
فمشیئته أحدیّة التعلق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم اثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه. و إنّما ورد الخطاب الإلهی بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه
النظر العقلی، و ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف و لذلک کثر المؤمنون و قل العارفون و اصحاب الکشوف.
پس مشیت حق تعالى واحد و عام است، به آن مشیت واحدة تجلى میکند و هر عینى نصیب خودش را از آن میگیرد و به مقتضاى آن ظاهر میشود خواه هدایت خواه ضلالت. چنانکه فرمود: وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ و چون واقع در وجود یکى از دو نقیض است که عین آن را اقتضا دارد، پس مشیتش نیز احدى التعلق است. زیرا مشیت نسبتى است تابع علم. چه تا چیزى به هیچ وجه دانسته نشود اراده و مشیت به آن تعلق نمیگیرد و علم نسبتى است تابع معلوم و معلوم اعیان ثابته و احوال آنهاست. و آنها اقتضا ندارند جز وجود یکى از دو نقیض را پس مشیت تعلق نمیگیرد مگر به همان چیزى که عین اقتضا دارد.( شرح فصوص قیصرى، ص 179) و انما ورد ...
و خطابات الهى به حسب توافق مخاطبین بر آن است و به حسب آن چه که نظر عقلى اعطا میکند، نه به حسب آن چه که کشف اعطا میکند.
چه حکمت الهیه اقتضاى تدبیر بر نظام معلوم را دارد پس لابد است از احتجاب بعض، بلکه احتجاب اکثر.
از این جهت مؤمنون مصدق به آن چه که ظاهر متبادر از خطابات الهیه است بسیارند و عارفان و اصحاب کشف که فایض به ادراک سر القدرند کمند. (زیرا طور معرفت فوق طور ادراک عقلى است).
وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک.
یعنى مرتبه معلوم معینى در علم خدا که از آن تعدى و تجاوز نمیکند. پس آن که در علم و مقتضاى عینش این است که واقف بر مقتضاى عقل و وهمش باشد همیشه تحت حکم تدبیر است و آن که مقامش اقتضا میکند مطلع بر احوال وجود باشد و واقف بر سر القدر و مکاشف آن، منقاد به حکم تقدیر است. پس در باطن بر احدى از خلق اللّه اعتراض ندارد اگر چه در ظاهر امر و نهى میکند.( شرح فصوص قیصرى، ص 179) و این اختصاص هر یک از ما به مقام معلوم که از آن تجاوز نمیکند معنایش این است که عین تو در حال ثبوت تو در حضرت علمیه متلبس و متصف بود به صفاتى و در وجود خارجى به حسب آن ظاهر شد و این حکم عام است براى جمیع اعیان نه فقط براى ملائکه چنانچه از خویش خبر دادند وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ.( شرح فصوص قیصرى، ص 179)
وحدت وجود از نظر عارف و حکیم
وحدت وجودى که حکماى قائلین به اصالت وجود مشکّک صاحب مراتب میگویند، غیر از وحدت وجودى است که عرفاى شامخین میگویند، اگر چه هر دو فریق وجود را حقیقت واحدة میدانند، ولى عرفا حقیقت واحده شخصیه میدانند که اختلاف در ظهورات اوست که از آن تعبیر به مراتب میکنند، نه در حقیقت اصل وجود که مراتب این حقیقت واحدة به اعتبار شدت و ضعف آن مختلف باشد، که از آن تعبیر به تشکیک و مشکّک میشود. مثلا کثراتى که ملحوظ میشود به مبناى عرفان جز لحاظات و اعتبارات چیز دیگرى نیست. همان یک وجود حقیقت واحده شخصیه را به ظهورات عدیده مینگریم و روى جهاتى که همان لحاظات و اعتبارات است، بر آنها اسماء نهادیم. «و کمال توحیده الإخلاص له و کمال الإخلاص له نفى الصفات عنه» چون از جنبش دریا امواج گوناگون پدید آمده، ما نامهاى فراوان بر آنها نهادهایم. با اینکه جز شکن آب چیز دیگرى نیستند و از آن شکن این تعینها پیش آمد. کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ و هیچ موجى با موج دیگر در حقیقت واحده شخصیه آب بودن تفاوت ندارد و ما به لحاظات و اعتبارات اسماء مختلف بر آنها نهادیم.
مشو أحول مسمّى جز یکى نیست اگر چه ما بسى اسماء نهادیم
اما در نزد حکیم قائل به اصالت وجود ذو مراتب مشکک هر مرتبه وجودى از مرتبه دیگر به شدت و ضعف و کمال و نقص تفاوت دارد، اگر چه یک حقیقت واحدة است.
تبصرة: در اثبات واجب الوجود طرقى که آوردند، احکم و امتن و اشرف از همه برهان صدّیقین است. گروهى از مفهوم وجود پیش رفته آن را برهان صدّیقین میگویند.
گروهى به طریقى ادقّ از آن که نظر در عین وجود است پیش رفتهاند ولى وجود مشکک، این هم برهان صدّیقین است که اوثق و افضل و اعلاى از طریق اول است. تفاوت بین این دو برهان به قدر تفاوت بین مفهوم وجود و عین وجود است. گروه دیگر که عرفاى شامخیناند هم از عین وجود به وجود رسیدند «یا من دلّ على ذاته بذاته» ولى وجودى که یکى است و هیچ نحوه تعدد ندارد، جز در تشأن و تطورش که آن هم از دریچه فکر و از روزنه دید ما پیش آمده است. این هم برهان صدیقین است ولى اقواى از اول و دوم، که محض توحید است. پس برهان صدیقین خود معنایى است مشکک و ذو مراتب. این نکته در بیان وحدت وجود به مذهب فریقین و تفاوت در انحاى برهان صدیقین اصل و عمده و زبده موضوع و قابل دقت و نظر. حکیم قائل به اصالت وجود و وحدت وجود است و عارف قائل به اصالت وجود و وحدت وجود. این نکته را باید مغتنم شمرد و در آن دقت و تأمل بسزا کرد.
هذا ان ثبت ان لک وجودا.
این امر در صورتى است که براى تو وجود ثابت شود.
اصل وجود که حقیقت واحدة است و در او هیچ تعددى نیست به لحاظ مظاهر تعدد پیدا میکند یعنى به حسب حقیقتش تعدد پیدا میکند.( یعنى تعددى که از اعتبار و لحاظ کثرات ملحوظ است بدون اینکه انثلامى به وحدت حقیقه او روى آورد.)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۵۶-۳۵۷
فمشیئته أحدیّة التّعلّق و هى نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک فلیس للعلم أثر فى المعلوم، بل للمعلوم أثر فى العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فى عینه.
یعنى حق را مشیّتى است واحده عامه که بدان تجلى مىکند، پس هر احدى به حسب قابلیّت نصیب خویش از آن تجلّى مىگیرد لاجرم به مقتضاى آن ظاهر مىشود؛ خواه هدایت باشد؛ و خواه ضلالت، کما قال تعالى: وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ.
یا گوئیم چون واقع در وجود أحد النّقیضین است به واسطه اقتضاى عینش پس مشیّت نیز احدیة التّعلّق باشد چه مشیّت نسبتى است تابعه مر علم را، چه آنچه به وجهى از وجوه معلوم نباشد ممکن نیست تعلّق ارادت و مشیّت به او؛ و علم نسبتى است تابعه مر معلوم را از روى تغایر و امتیاز هریکى از دیگرى؛
و معلوم اعیان ثابته است و احوال او و اقتضا نمىکند مگر وجود واحد الطرفین را از نقیضین، لاجرم مشیت نیز متعلق نشود مگر بدو، پس علم را در معلوم اثر نیست بلکه معلوم را اثر است در علم و در بعضى از مواضع به تقدیم رسیده که علم از کدام جهت تابع است و از کدام جهت متبوع و مؤثر است در افاضه اعیان.
و إنّما ورد الخطاب الإلهى بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النّظر العقلى، ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف و لذلک کثر المؤمنون و قلّ العارفون أصحاب الکشوف.
جواب مرضى از سؤال سابق این است که چون اکثر اشخاص انسانیّه عقلاء و اصحاب نظر فکرىاند وارد نشد خطاب الهى مگر به حسب آنچه تواطؤ و توافق اکثر عباد بر آن است از عقل و مقتضاى آن و برطبق فهوم و قدر عقول و علوم ایشان که به انظار عقلیّه به کمال قدرت و جمال مشیّت و ارادت حقّ معترفاند و مىگویند اگر خواهد همه را هدایت دهد از آنکه «فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ»* است و وارد نشد خطاب بر آن نهج که کشف اعطاى آن مىکند از براى عدم وفاى استعدادات ارباب نظر و اصحاب فکر در فهم این و قلّت عارفین از اهل کشوف و واقفین بر سر قدر، و اگر خطاب الهى به حسب عقول و ادراک مخاطبین وارد شود هرآینه مؤمنان بسیار باشند و عارفان کم، چطور معرفت که کشف حقایق امور است بالاتر از طور ادراک عقل است. بیت:
هر کس که گرفت خانه در کوى جنون آزاد شد از چرا و وارست ز چون
عقل و همه مدرکات او معلول است عشق است و جنون است ز علت بیرون
وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ
و هیچیک از ما نیست که او را مقامى نباشد معلوم و مرتبه معیّنه در علم حق تعالى که تعدّى و تجاوز نمىکند از آن مرتبه، پس هرکه مقام او در علم و مقتضاى عینش آن باشد که واقف بود بر مقتضاى عقل یا وهمش همیشه منقلب باشد در تحت حکم تدبیر. و هرکه مقام او اطلاع بود بر احوال وجود هیچوقت روى نتابد از حکم تقدیر، و در باطن اعتراض نکند بر هیچ احدى از خلق حقّ سبحانه و تعالى اگرچه در ظاهر به امر و نهى قیام نماید ولى در باطن گوید: بیت:
هر چیز که روى مىنماید از غیب پاکست و لطیفست و منزّه از عیب
اى منکر اگر تو نیز اینجا برسى بینى که چنین است بلاشبهه و ریب
و هو ما کنت به فى ثبوتک ظهرت به فى وجودک.
یعنى اختصاص هریکى از ما به مقام معلوم که از آن تخطى و تجاوز نمىکند عبارت است ازین معنى که آنچه عین تو متلبّس و متصف بود بدان در حال ثبوت تو در حضرت علمیّه به همان صفت ظاهر شدى در وجود خارجى و برحسب استعدادات که عین ثابته تو در حضرت علمیّه داشت، لاجرم این حکم عام است مر جمیع اعیان را؛ و مخصوص به ملائکه نیست چنانکه (چنانچه- خ) اخبار کردند از انفس خویش، پس «هو» مبتداست و ما بعد او خبرش کقوله تعالى:
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ اى هذا الکلام.
هذا إن ثبت أنّ لک وجودا.
یعنى امر این است اگر وجود خارجى مر اعیان را باشد به حکم ظهورش در مرآت حق.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۳
فمشیئته أحدیّة التعلّق و هی نسبة تابعة للعلم و العلم نسبة تابعة للمعلوم و المعلوم أنت و أحوالک. فلیس للعلم أثر فی المعلوم، بل للمعلوم أثر فی العلم فیعطیه من نفسه ما هو علیه فی عینه.
شرح ضمیر در «فیعطیه و من نفسه و هو» عاید است به معلوم، یعنى، احدیّت مشیّت حق عمومى دارد که، چون بدان تجلّى کند، هر عینى از اعیان نصیب خود به حسب استعداد و قابلیّت از آن مشیّت مىگیرد، و چون مشیّت تابع علم است و علم تابع معلوم. پس معلوم را اثر باشد در عالم، و آن اقتضاى طلب او بود از عالم و قادر، که ایجاد او بر وجهى کند که مقتضى عین اوست.
و إنّما ورد الخطاب الإلهیّ بحسب ما تواطأ علیه المخاطبون و ما أعطاه النّظر العقلىّ ما ورد الخطاب على ما یعطیه الکشف. و لذلک کثر المؤمنون و قلّ العارفون أصحاب الکشوف.
شرح یعنى چون اکثر اشخاص انسانى عقلا و اصحاب نظر فکریند، و ادراک حقایق «على ما هی علیها»، جز صاحب کشف مستعدّ کامل نتواند کرد، لا جرم خطاب الهى به حسب آن چه بدان متفق بودند، و آن مقتضیات عقل است وارد، نه بر مقتضاى کشف، ازین جهت علماى ظاهر بسیار شدند، و ارباب کشوف و عرفا اندک.
«وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ»: و هو ما کنت به فی ثبوتک ظهرت به فی وجودک، هذا إن ثبت أنّ لک وجودا.
شرح خلاصه سخن آنست که حق گاه آینه عالم است، و گاه عالم آینه حق.
پس اگر تو آینه حق باشى حکم ترا باشد در نمایندگى. زیرا که ظهور حق در آینه تو به حسب قابلیّت تو بود؛