عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة عشر: 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا ، فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا  ،و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال الشیخ رضی الله عنه : (فنحن) معشر الممکنات المقدرة المفروضة فی علمه سبحانه (له)، أی للحق سبحانه یظهر وجوده المطلق مقیدة بنا (کما ثبتت)، أی صحت بذلک (أدلتنا) جمع دلیل وذلک فی الکتاب والسنة.

قال تعالى: "لله ما فی السموات وما فی الأرض" [النساء: 162]. "وإلیه یرجع الأمر کله" [هود: 123]."واتقوا یوما ترجعون فیه إلى الله" [البقرة: 281]، "والأمر یومئذ لله" [الانفطار: 19]. وقال تعالى : "وله کل شئ" [النمل: 91].

وروى البخاری ومسلم ومالک فی الموطأ وأبو داود بإسنادهم إلى أبی هریرة قال : قال رسول الله صلى الله علیه وسلم قال الله عز وجل: «یسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر بیدی اللیل والنهار». البخاری ومسلم وابن حبان والنسائی فی السنن

قال رسول الله صلى الله علیه وسلم : "إن الله هو الدهر". رواه ابن حبان و ابن حجر فی الأدب المفرد وسنن ابن أبى عاصم وموطأ مالک ومسند البزار ومسند أحمد

وفی روایة أخرى: «أقلب لیله ونهاره وإذا شئت قبضتهما ». رواه مسلم وابن حبان.

وفی أخرى قال الله تعالى: «یؤذینی ابن آدم یقول : یا خیبة الدهر فلا یقولن أحدکم یا خیبة الدهر فإنی الدهر أقلب لیله ونهاره» .رواه مسلم وابن حبان.

، ولا شک أن المراد کل شیء یوجد فی الدهر من محسوسات ومعقولات، لأنها موضع السب أو المدح لا نفس الزمان، وکل الأشیاء الله سبحانه، لأنه هو الظاهر بها لکونه المؤثر وحده لا تأثیر لشیء معه أصلا.

ونحن فی وجه آخر (لنا)، أی ظاهرون لأنفسنا وهو مشهد الغفلة (ولیس له)، أی للحق تعالی منی .

حیث قلت : نحن له (سوی) مجرد (کونی)، أی وجودی بمعنى إیجادی به فوجودی به هو وأما تقدیری وصورتی الممکنة العدمیة فی الظاهر والباطن فلیست هو.

(فنحن له)، أی معنى کوننا له (کنحن بنا)، أی یکفی کوننا بأنفسنا من جهة الصورة الإمکانیة ، فنحن له کذلک من جهة الصورة الإمکانیة لا غیر.

ولهذا قال ابن الفارض قدس الله سره:

تراه إن غاب عن کل جارحة     …. فی معنى لطیف رائق بهج

إلى آخر الأبیات، فأثبت له الغیبة من حیث وجوده المطلق وأخبر أنه یراه فی کل معنی، وذلک من حیث ظهوره فی الصور المعقولة والمحسوسة.

فلو حضر الغیب المطلق لبطل الظهور فی الصور، ولهذا شرط لظهوره فی الصور ورؤیته فیها غیبته عنه من حیث الوجود المطلق.

ثم اعلم بأن ظهوره تعالى فی الصور فی غیبة وجوده المطلق یقال له: خلق أیضا من وجه آخر وهما شیء واحد .

ولهذا شبه الشیخ قدس الله سره أحدهما بالآخر فی قوله:

فنحن له کنحن بنا، أی ظهور ما فی صورنا کظهورنا نحن فی صورنا بأنفسنا.

ثم شرع یفرق بینهما فقال: (فلی)، أی من حیث أنا ممکن متصور فی الصورة الباطنیة والظاهریة (وجهان). أی اعتباران .

الوجه الأول (هو) وذلک ظهور فی صورتی حسین وعقلا .

(و) الوجه الثانی : (أنا) وهو العبد المخصوص بالصورة المحسوسة والمعقولة. (ولیس له)، أی للحق تعالى (أنا) من حیث صورتی حسا وعقلا المغایرة له.

(بانا) من هذه الحیثیة بل له أنا من حیث صورتی عقلا وحسا من دون مغایرة له، فأنا له غیر أنا لنفسی وإن کانت الصورة واحدة.

فإنهما اثنان لکل واحد منهما حکم لیس للآخر، فالسر فی النفس والقلب، فالنفس لی والقلب له، والنفس هی القلب إلا أنها غیره.

فالجمود للنفس والتقلب للقلب، والجهل للنفس والعلم للقلب، فالنفس تصیر قلبا بالتقلب بالله .

قال رسول الله صلى الله علیه وسلم  : «قلب المؤمن بین إصبعین من أصابع الرحمن یقلبه کیف شاء» . رواه الحاکم والنسائی

وقال  صلى الله علیه وسلم : «اللهم یا مقلب القلوب ثبت قلبی على دینک». رواه الترمذی وابن ماجة

وقال  صلى الله علیه وسلم : «ما وسعنی أرضی ولا سمائی ووسعنی قلب عبدی المؤمن».ذکره الزرکشی فی " التذکرة" والسخاوی فی " المقاصد الحسنة " ، والملا علی القاری فی " الأسرار المرفوعة فی الأخبار الموضوعة " ، والعجلونی فی " کشف الخفاء ".

والقلب یصیر نفسا للمنافسة للحق والجمود على الظواهر.

وفی الأثر: «من عرف نفسه فقد عرف ربه» .ذکره المناوی فی التیسیر بإسناد جید وکذلک فى فتح القدیر و ذکره على القاری فى مشکاة المصابیح

""قال الشیخ الأکبر محیی الدین: هذا الحدیث «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ؛ وإن لم یصح من طریق الروایة؛ فقد صح عندنا من طریق الکشف.

تؤکده صحته الآیة :"سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الْآفَاقِ وَفِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" [فصلت : ایة41 ] فمن عرف نفسه فقد عرف ربه.""

وقال صلى الله علیه وسلم  فی الحدیث القدسی : «عاد نفسک فإنها انتصبت لمعاداتی». أورده الآمدی فی الأحکام

""وقال صلى الله علیه وسلم : "أعدى عدوک نفسک التی بین جنبیک " اخرجه البیهقی فی الزهد و الدیلمی""

(ولکن فی)، أی فی نفسی وصورتی (مظهره)، أی موضع ظهوره، فالظهور له وأنا آلة الظهور، کالحروف المرکبة فی الکلمة آلة ظهور المعانی من غیر حلول ولا اتحاد، فلولا المعانی ما ظهرت الحروف ولا کانت موجودة، إذ لیس الحروف مقصودة لذاتها، ولولا الحروف ما ظهرت المعانی للغیر ولا تبینت، فالحروف ظروف المعانی من غیر ظرفیة.

ولهذا قال: (فنحن) معشر المخلوقات المحسوسة والمعقولة (له)، أی للحق تعالی باعتبار ظهوره فی حضرات صفاته وأسمائه لا باعتبار ذاته، لأنه باعتبار الذات غنی عن العالمین.

ولهذا أتی باسم الجلالة الذی هو اسم للذات الجامع لجمیع الأسماء فقال : "فإن الله غنی عن العالمین " [آل عمران: 97] .

(مثل إناء) بکسر الهمزة، أی وعاء ولسنا له إناء ووعاء حقیقة بل نشبه ذلک ""فنحن اقرب الى المرآة لإظهار التجلیات الإلهیة "".

لأنه وجود مطلق، ونحن إمکان مقید، وقد ظهرنا موجودین والوجود لیس لنا ولیس هو مکررا بل الوجود له تعالی وحده. وهو واحد لا یمکن أن یکون وجودین.

وإلا لشهدناه نوعین أو أکثر وهو نوع واحد حسا وعقلا، والإمکانات المقیدة کثیرة متنوعة إلى أنواع مختلفة، وتارة تنصبغ به بلا انصباغ، وتارة تعری عنه.

وهذا کله قطعی لا شک فیه عند أهل البصائر، فإذا ظهر الممکن المقید منصبغة بالوجود وهو فی نفسه عدم صرف کان ذلک الممکن المقید بمنزلة الإناء والوعاء للوجود المطلق.

ولیس ثم إناء ولا وعاء وإلا لکان الممکن موجودة من جهة نفسه أو من جهة موجود آخر غیر الحق تعالى وهو باطل.

فإنه لا موجود لکل شیء إلا الحق تعالى وحده لا شریک له، فلا إناء ولا وعاء فی الوجود بل الکل عدم "بالنسبة الى وجود الحق" .

والوجود الواحد المطلق الذی هو الحق تعالی متوجه بتصویر کل ممکن و تقدیره، فبالضرورة یظهر ذلک الممکن موجودا بوجود مقید به.

فکأنما الوجود المطلق فی ذلک الممکن، وکأنما ذلک الممکن وعاء له وإناء له، جل وعلا الوجود المطلق القدیم سبحانه أن یحل أو أن یسکن فی الممکنات المعدومة الحادثة المفتقرة إلیه سبحانه فی کل نفس أن یقدرها ویصورها ویوجدها بأنوار وجوده و یتحفها بأنواع کرمه وجوده .

(والله) سبحانه وتعالى (یقول) فی کل ما قلناه (الحق) المبین والصدق المستبین بلساننا الحادث ونفسنا القاصرة وصورتنا الحاضرة على أنه فینا مع تنزهه عنا.

ولیس هو فینا مع تعلقنا به . وتقیده بنا مع إطلاقه فی ذاته .

ولیحذر القاصر المسکین من إنکار دقائق معارف أهل الیقین، فإن دقائق العلوم لا تدرکها نفوس الجاهلین ("وهو") سبحانه وتعالى ("یهدی السبیل") [الأحزاب: 4]، أی یدل ویوصل من یشاء من عباده إلى الصراط المستقیم والمنهج القویم لا رب سواه ولا إله إلا الله .

تم فص الحکمة الإبراهیمیة


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

(فنحن له) کما (تثبت أدلتنا) فی إظهار أحکامه وکمالاته.

هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل هو العبد والمتخلل أسم مفعول هو الحق فکان العبد غذاء للحق.

(ونحن لنا) لإظهار وجودنا وأحکامنا فی الحق هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل وهو الحق والمتخلل أسم مفعول هو العبد فکان الحق غذاء للعبد .

(ولیس له سوى کونی) أی لیس الحق حکم سوی فیض الوجود علی فی کوننا لنا هذا ناظر إلى تخلل الحق وجود العبد فکان الحی غذیة العبد.

(فنحن له) هذا ناظر إلى تخلل العبد وجود الحق فکان العبد غذاء اللحن .

(کنحن بنا) والباء فی بنا بمعنى اللام هذا ناظر إلى تخلل الحق وجود العبد فکان الحق غذاء للعبد.

فمعناه کما أن الوجود فی مقام نحن له للحق لا لنا وهو مقام کون العبد باطنة والحق ظاهرا.

کذلک فی مقام نحن لنا وهو مقام کون الحق باطنا والعبد ظاهرا والوجود للحق لا لنا.

وبهذا المعنى صرح بقوله : (ولیس له سوی کونی) فأثبت أن الوجود له  فی هذا المقام أیضا فإذا ثبت فی حقنا نحن له ونحن لنا .

(فلی وجهان هو) فمن هذا الوجه کنا نحن له ومن هذا الوجه لا تعین لنا لأن الثعین تابع للوجود والوجود للحق لا لنا .

(إنا) فمن هذا الوجه کنا نحن لنا فکان الحق عیننا بإفاضة الوجود علینا فنحن لنا لکونه نحن لنا وأما أنینه وهی به لا بنا فصار تعیننا بسبب الحق .

(ولیس له انا بانا) یعنی لیس تعین الحق بسبینا لأن التعین لما کان تابعة للوجود وکان وجوده تعالى لذاته وعین ذاته کان تعینه لذاته فلا یمکن المجازاة فی هذا الوجه فلا یتعین بتعیننا .

(ولکن فی) بتشدید الیاء (مظهره). وفی قوله نی دون قوله أنا إشارة إلى أن المظهر للحق فی الحقیقة لیس الهیکل المحسوس الصوری بل المظهر هو مدیر هذا الهیکل وملکوته .

(فنحن له کمثل أنا) أی کالظروف وقد أشار إلى عدم الحلول وکمال الامتیاز عنا بقوله: ولکن فی مظهره فنحن له کمثل أنا.

("والله یقول الحق وهو یهدی السبیل").


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت   .... أدلَّتنا ونحن لنا

یعنی :  نحن  معاشر الکمّل قائمون بالحق على ما ثبتت الأدلَّة الکشفیة ، فنحن بحقائقنا الذاتیة شؤون الحق وأحوال ، وفیه صور ونسب ذاتیة له ، وکذلک من حیث وجوداتنا المشهودة وإنائیّاتنا الظاهرة المعهودة الموجودة نحن لنا من حیث أعیاننا ، فإنّا من حیث صورنا العینیة تماثیل وأشخاص وجوده لحقائقنا وأعیاننا العینیة .

قال رضی الله عنه :

ولیس  له سوى کونی   ....      فنحن له کنحن بنا

یعنی : لیس للحق مظهر أتمّ وأکمل من الإنسان الجامع وهو الإنسان الکامل .

أو الإنسان المفصّل وهو العالم فنحن بمظهریاتنا وعبدانیّاتنا وظهوره بنا کنحن من حیث أعیاننا وحقائقنا قائمون بصور وجوده .

فنحن لوجوده الحق فی الوجود العینی کنحن له من حیث أعیاننا فی الوجود العلمی العینی ، فهو باطننا ونحن ظاهره قائمون به وبوجوده ، وهو ظاهر بنا وفینا أو بالعکس ، فلا ننفکّ عنه ولا ینفکّ عنّا .

قال  رضی الله عنه  :

فلی وجهان هو وأنا    ...... ولیس له أنا بأنا

یعنی رضی الله عنه - : أنّ « أنا » لفظ لا یصلح لإنائیّته إلَّا لفظا لا حقیقة ، وظهور إنائیته حقیقة فی الوجود العینی إنّما هو بالإنسان الکامل ، لأنّ الإنسان الکامل له وجه إلى الحق المطلق وهو باطنه وهویته الغیبیة .

ووجه أیضا کذلک إلى العالم وهو إنائیته وظاهریته ، وحیث لا تصلح لفظة « أنا » لظهور إنائیته - تعالى - فظهورها فی إنّیّات الموجودات کلَّها تفصیلا أسمائیا ، وفی إنائیة الإنسان الکامل جمعا ذاتیّا .

قال رضی الله عنه : ولکن فی مظهره  .... فنحن له کمثل إنا

یعنی رضی الله عنه : ظهور إنائیّة الحق حقیقة فی ، لأنّی إناء تعیّنه الجامع الأفضل ، وشخص إنّیّته الشامل الأکمل ، فالإنسان الکامل للحق کالإناء ، فإنّه ظاهر فیه ، ومتعیّن به کتعیّن ما فی الإناء بالإناء ، فإنّیّته لهویة الحق إناء ، فافهم .

وقد قلنا فی هذا المقام ، شعر :

یقولون لون الماء لون إنائه .....    أنا الآن من ماء إناء بلا لون.

" وَالله یَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ "


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فنحن له کما ثبتت  أدلتنا ونحن لنا )

لما ثبتت أدلتنا العقلیة لأنا ملکه ، وأدلتنا الکشفیة أن صور أعیاننا صفاته ، وصفاتنا أسماؤه ، ونسبة الذاتیة وشئونه ووجوداتنا الظاهرة وأنیاتنا وجوده ، ونحن من حیث أعیاننا لنا فإنا من هذه الحیثیة حقائق موجودة فی الغیب ، واشخاص قائمة بأنفسها لا حکم علینا إلا منا :.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولیس له سوى کونى  .... فنحن له کنحن بنا )

أی لیس له کون یظهر به إلا الإنسان الجامع الکامل والإنسان المفصل وهو العالم .

فنحن له فی ظهوره بنا ومظهر یتناله ، کنحن بنا بأعیاننا أو وحقائقنا .

أو نحن له بوجوداتنا وأنیاتنا کنحن بنا بأعیاننا وخصوصیاتنا وأحکامنا ، ودخول الکاف على الضمیر المرفوع المنفصل لأن المراد به الکلام أی نحن له کلام مثل هذا الکلام .

وهو نحن بنا أی نحن من وجه قائمون به عباد له ومظاهر ، ومن وجه قائمون بأنفسنا حاکمون علینا .

وفسر هذا المعنى بقوله :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلی وجهان هو وأنا   .... ولیس له أنا بأنا )

یعنى أن الإنسان الکامل ذو وجهین :

وجه إلى الحق وهو هویته الباطنة التی هو بها حتى .

ووجه إلى العالم وهو أنانیته الظاهرة التی هو بها خلق .

فللانسان به الهویة والأنانیة ، ولیس للحق بالإنسان الأنانیة ، إذ لیس له من حیث الهذیة الخلقیة أنا بالحقیقة .

والمرد بأنا : لفظة أنا ، أی لا یطلق علیه هذه اللفظة من هذه الحیثیة ، فلهذا دخلت الفاء علیه مع کونه الضمیر المرفوع المنفصل .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولکن فی مظهره   ...... فنحن له کمثل أنا )

أی فی الإنسان الکامل مظهره فنحن له کالإناء لما فیه ، ولفظة فی للتجرید.

یعنى أنا مظهره .  کقوله تعالى: " لَقَدْ کانَ لَکُمْ فی رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ".

( والله یقول الحق وهو یهدى السبیل ) .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال رضی الله عنه : (فنحن له کما ثبتت  ... أدلتنا ونحن لنا)

أی، فنحن له غذاء، کما نحن له مرآیا، إذ بنا قوام ظهور کمالاته وصفاته. وهومختف فینا، کما مر من أن الغذاء ما به قوام الشئ.

(کما ثبتت أدلتنا) على صیغة الماضی. أی، کما تقررت الأدلة الکشفیةمن الذوق والوجدان وشهود الأمر على ما هو علیه.

لذلک قال: (أدلتنا) بالإضافة إلى أنفسهم. ویجوز أن یکون مضارعا من (الإثبات). حذف تحرکة التاء للشعر.

(ونحن لنا). أی، غذاء لنا، باعتبار اختفاء أعیاننا الثابتة وطبائعنا الکلیة فی صورنا الخارجیة، وباعتبار قوامنا بها، لأنها حقائقنا.

أو نحن ملکه وهو ربنا ومالکنا، کما تقررت الأدلة العقلیة والکشفیة. ونحن ملک لنا، إذ أعیاننا حاکمة علینا، کما مر. وکلاهما صحیح.

قال رضی الله عنه : (ولیس له سوى کونی * فنحن له کنحن بنا)

أی، ولیس للحق سوى کونی، أی، إعطاء وجودی. فحذف المضاف، أو(الکون) بمعنى (التکوین).

أی، سوى إیجادی فی الخارج، کما مر تقریره فی الحمد من إنا نحمده بإعطاء الوجود وإفاضة کمالاته علینا.

وهذا الکلام إنما هو باعتبارالفیض المقدس الذی به کمال الاسم (الظاهر)، لا باعتبار الفیض الأقدس،لأنه من ذلک الوجه الأعیان أیضا منه، وإلیه یرجع الأمر کله.

فنحن له ملک وهو حاکم علینا بالوجود.

(کنحن لنا)، أی، کما نحن ملک لنا باعتبار أعیاننا الحاکمة علینا.

أو: ولیس له غذاء سوى وجودی، لاختفائه فی وجودنا بظهور هویته فی هویتنا، فنحن له غذاء کما نحن لنا غذاء.

وفی بعض النسخ: (کنحن بنا). أی، مغتذ بأعیاننا.

قال رضی الله عنه : (فلی وجهان هو وأنا  .... ولیس له أنا بأنا)

أی، إذا کان وجودی عین الوجود المطلق وقد تمیز بانضمامه إلى عینی، فلی وجهان:

وجه الهویة، ووجه الأنانیة.

ومن الوجه الأول، لیس بیننا امتیاز ولا بین، فلا ربوبیة ولا عبودیة.

ومن الثانی، یکون التمیز، وتظهر العبودیة والربوبیة.

(ولیس له أنا بأنا) أی، ولیس للحق أنانیة بسبب أنانیتی، بل أنانیته بذاته، وهی غنیة عما سواها، وأنا نیتی مفتقرة إلیها معلولة لها، وإذا ظهرت أنانیته تفنى الأشیاء وتعدم الأغیار.

أو: ولیس له أنانیة تعینه، وتجعله فی الخارج ممتازا عنا مفارقا منا، کما توهم أهل العقل، وذلک بسبب اختفائه فی أنانیتنا.

لذلک قال رضی الله : (ولکن فی مظهره    ..... فنحن له کمثل إنا)

(مظهره) مصدر میمی. أی، لکن فی ظهوره. ویجوز أن یکون اسم المکان، وحینئذ یکون (فی) تجریدیا.

أی، لکن نحن مظهره، وکان فینا شئ منتزع منا هو مظهره، کما قال الله تعالى: "لقد کان لکم فیرسول الله أسوة حسنة".

(ولکن) استدراک من قوله: (ولیس له أنا بأنا) أی، لیس أنانیة ممتازة عنا، بل هو ظاهر فینا ونحن مظهره، فباعتبار الظاهریة والمظهریة یحصل التعدد والامتیاز.

وإذا کنا مظاهره (فنحن له کمثل إنا) بکسر الهمزة. أی، مثل الظرف وهو مثل المظروف.

وجمیع هذه المعانی من مقام الکثرة التفصیلیة الراجعة فی الحقیقة إلى العین الواحدة، وأما فی الوحدة فلا ظاهر ولا مظهر، ولا ظرف ولا مظروف، بل کلها شئ واحد لا تعدد فیه أصلا، فلا ینبغی أن یتوهم أنه قائل بالحلول.

لما کان جمیع الأسماء مستهلکة تحت الاسم الإلهی ومجتمعة فیه ومنقهرة کثرتها تحت وحدته وهو المتکلم بلسانه وهو الهادی والدلیل إلى الوحدة الحقیقیة التی مرتبة الأحدیة المطلقة.

قال: "والله یقول الحق وهو یهدى السبیل."


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (کما ثبتت أدلتنا) الدالة على ظهور الحق بصفات المحدثات، وبصفات النقص، وبصفات الذم من الآیات والأخبار فی أول هذا الفص..

ونحن فی کوننا غذاء للحق (لنا) تکمل ذاتیا وصفاتیا بما یناسب صفات الحق بظهوره بها فینا، قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (ولیس له) أی: للحق باعتبار ظهوره فینا (سوی کونی) أی: سوی صفات المحدثات، إذ الصفات القدیمة لا تنتقل إلى ما ظهر فی المحدثات.

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنحن له) فی إفادة صفات المحدثات بعد صیرورتها مناسبة لصفات الحق.

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (کنحن بنا) فی استفادة تلک الصفات أی: المناسبة لصفات الحق (فلی) عند ظهور الحق بصفاته فینا (وجهان هو) باعتبار إن الظاهر صفاته لا کصفات سائر المحدثات.

(وأنا)  باعتبار أن تلک الصفات لیست قدیمة بل حادثة متغیرة عن الأصل مقتضی عینی الثابتة.

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (ولیس له) إزائنا فکیف تکون الصفات فینا عین صفاته، وإن بلغت ما بلغت من الکمال؛ (ولکن فی مظهره) فیکون الظاهر فی عینی صورها فتکون عینی مرآة لتلک الصور.

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنحن له) باعتبار مرآتیه عیننا (کمثل أنا) فی المحلیة لتلک الصور لا للذات والصفات الأزلیة .

("والله یقول الحق وهو یهدی السبیل") [الأحزاب:4].

ولما کانت الحکمة المهیمیة تظهر الحق بالخلق، والخلق بالحق.

نهایة الفص الإبراهیمی

وکانت الحکمة الحقیقیة أکمل فی هذا المعنى بحیث تظهر کل شیء بکل شیء حتى تظهر الحیوانات العجم بصور المحتمل من الأنبیاء علیهم السلام عقبها بها.

فقال:


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ونحن له کما   .... ثبتت أدلَّتنا )

فإنّ الأدلَّة العقلیّة إنّما تدلّ على أنّ الکثرة العینیّة الکونیّة الإمکانیّة إنّما هی للهویّة الغیبیّة.

" الواحد الغیبی هو هویة الوجود . والواحد العینی هو الواحد الکونی ، فتباینا وتعانقا إلیه یرجع الأمر کله . "

قال الشیخ رضی الله عنه : (الوجودیّة الوجوبیّة    .... ونحن لنا )

بحسب المدارک الذوقیّة الشهودیّة - کما مرّ غیر مرّة فی تقدّم القوابل وسبق أحکامها على الکل - وإذا کان أمر الکثرة العینیّة التکلمیّة  إلى نفسها - وقد رجع أمرها إلى الوحدة,  فلا یکون للوحدة الغیبیّة الوجودیّة ، إلَّا الکون الوحدانی المضاف إلى الواحد العینی ، فالکثرة حینئذ منمحیة ، سواء نسب إلى الوحدة الغیبیّة أو الکثرة العینیّة .

وإلیه أشار بقوله :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولیس له سوى کونی  .... فنحن له کنحن بنا)

فعلم أنّ للواحد العینی وجهین :

أحدهما الغیبیّة الوجودیّة

والآخر العینیّة الکونیّة .

ولیس أحد الوجهین بالآخر فی شیء ، فإنّ الکون یباین الوجود مباینة ذاتیّة .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلی وجهان : هو وأنا  .... ولیس له أنا بأنا )

ثمّ إنّ الوجود الغیبی وإن باین الکون العینی ، ولکن إنّما یظهر فیه کما قیل :

" فبضدها یتبیّن الأشیاء " .

فالکون العینی بمنزلة الإناء فی حصره وإظهاره .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولکن فی مظهره    .... فنحن له کمثل إنا )


( والله یقول الحقّ وهو یهدی السبیل )


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا

ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا

فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا

ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا

و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل.)

قال الشیخ رضی الله عنه : " فنحن له کما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا . ولیس له سوى کونی ... فنحن له کنحن بنا .

وجوابه قوله : فلا بد أن یتخلل بها (فنحن) معشر المتخللین جمیع المقامات والأسماء الإلهیة تخلل الرزق أجزاء المرزوق مظاهر (له) سبحانه ظهرت فینا ذاته متلبسة بتلک الأسماء والمقامات .

(کما ثبتت) وتحققت (أدلتنا) الکشفیة الوحدانیة الدالة على ما قلنا .

(ونحن) باعتبار أعیاننا الوجودیة العینیة مظاهر (لنا) أیضا باعتبار أعیاننا الثابتة، فإن مظهریتنا تئذات الإلهیة إنما تجلت أولا بصور أعیاننا الثابتة تم بواسطتها بصورة أعیاننا الخارجیة.

(ولیس له) مظهر کامل تام المضاهاة مع الظاهر فیه (سوی کونی).

أی الکون الجامع الذی هو باعتبار جمعیته حقیقة آدم .

وباعتبار تفصیله حقیقة العالم وإنما أضافه إلى نفسه لأنه تمام حقیقته الکلیة .

(فنحن) من حیث أعیاننا الموجودة فی العین مظاهر (له) أی للحق سبحانه (کنحن) من هذه الحیثیة متلبس (بنا) من حیث أعیاننا الثابتة المظهریة .

فکما نحن من هذه الحیثیة مظاهر لأعیاننا الثابتة , لذلک نحن من هذه الحیثیة مظاهر الوجود الحق سبحانه .

ویمکن أن یتکلف ویقال : کلمة بنا فی الأصل ممدودة حففت لضرورة الشعر کالأنا فی البیت الأخیر.

والمراد به المظهر فإن المظهر للظاهر مثل بناء یسکن فیه.

وقوله : "نحن" مبتدأ و"بنا" خبره . والکاف فی قوله : کنحن لإفادة تشبیه الحق سبحانه بأعیاننا الثابتة فی کون ذواتنا الخارجیة مظاهر لکل واحد منها .

یعنی نحن بأعیاننا الموجودة فی العین للحق سبحانه بنا، أی مظهر کما لأعیاننا الثابتة فی العلم،

فکما أن أعیاننا الثابتة ظاهرة فی أعیاننا الموجودة .

فکذلک الحق سبحانه ظاهر فیها وهذا الوجه وإن لم یخل عن تکلف لکنه یدفع عیب الإبطاء عن القافیة وعدم المناسبة .

بین قوله : نحن له ونحن بنا , فإن المناسب أن یقال : فنحن به أو کنحن لنا کما وقع فی بعض النسخ. وکأنه تغییر من بعض المتصرفین تحصیل تلک المناسبة .

قال الشیخ رضی الله عنه : " فلی وجهان هو وأنا ... و لیس له أنا بأنا . ولکن فی مظهره ... فنحن له کمثل إنا . و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل."

(فلی وجهان)، أی جهان و حیثیتان (هو وأنا)، أی أحدهما هوینه العینیة المعلقة وثانیهما أنانیتی لعینیة الشخصیة اللاحقة إیاها .

فمن الوجه الأول أنانیتی مستهلکة وهویته من غیر امتیاز بیننا ولا ربوبیة ولا عبودیة .

و من الوجه الثانی یحصل الامتیاز بظهور الربوبیة والعبودیة .

(ولیس له أنا بأنا)، أی لیس له سبحانه أنانیة تقیده وتخرجه عن الإطلاق بسبب تقیده بأنانیتی المقیدة الشخصیة.

(ولکن فی)، أی فی أنانیتی (مظهره)، أی ظهوره فیلحقه أنانیته بسبب ظهوره فی أنانیتی , ولکنه نیسی منحصرة فیها.

فإن المطلق یظهر فی المقید مقیدا من غیر تقیید به . و یجوز أن یکون المظهر اسم مکان.

وکلمة فی تجریدیة مثلها قوله تعالى : "لقد کان لکم فی رسول الله أسوة حسنة" [الأحزاب: 21].

(فنحن کمثل إنا) بکسر الهمزة یعنی نحن بأنانیتنا المقیدة مثل الإناء لهویته المطلقة.

فهی ظاهرة فینا متعینة بنا کتعین ما فی الإناء بالإناء.

قال الشیخ مؤید الدین الجندی : یقولون لون الماء لون إنائه، أنا الآن من ماء إناء بلا لون .

(والله یقول الحق) بلسان غیره فی سائر الحقائق فلا إنکار علیه إذا تکلم بمثل هذا المقال.

""قدیما قالوا حدیث "ألسنة الخلق أقلام الحق" و حدیث :"قال ذُکر الدجال عند عبد الله بن مسعود فقال لا تکثروا ذکره فإن الأمر إذا قضى فی السماء کان أسرع من نزوله إلى الأرض أن یطیر على ألسنة الناس".رواه الطبرانی فی الکبیر""

(وهو یهذی السبیل) الموصل إلى فهمها وقبولها لمن یشاء من الخلائق فلا اختیار لمن الحد طریق الهدایة والضلال."الحد : أنکر وتعامى عن" .

نهایة الفص الإبراهیمی


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 164

فنحن له کما ثبتت‏ أدلتنا و نحن لنا

و لیس له سوى کونی‏ فنحن له کنحن بنا (لنا- خ)

فلی وجهان هو و أنا و لیس له أنا بأنا

و لکن فیّ مشهده‏ فنحن له کمثل إنا

پس ما از حیث اعیان موجود در عین خودمان مظاهر او هستیم. چنانکه به ادله کشفیه از ذوق و وجدان و شهود امر به طور واقع ثابت شده است و ما براى خودیم. یعنى اعیان ما حاکم بر ماست.

- از او فقط وجود من به من هبه شد پس ما براى اوییم مثل اینکه خودمان به خودمانیم (ما براى اوییم که مظاهریم و به خودمانیم که محکوم به اقتضاى اعیان خویشیم).

- پس براى من دو وجه است او و من اما اناى او یعنى وجود او به اناى من یعنى به وجود من نیست ( «وَ هُوَ مَعَکُمْ» نه «و نحن معه» یا «أنتم معه» زیرا از این سو استقلال وجودى نیست تا با او باشند).

- و لکن در من مظهر اوست (یعنى در انانیت من مشهد اوست).

ظهور تو به من است و وجود من از تو «فلست تظهر لولای- لم أکن لولاک»

پس ما براى او در ظهور و شهودش به مثل ظرفیم براى مظروف.

وَ اللَّهُ یَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ‏.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۶۶-۳۶۹

و گفت:

فنحن له کما ثبتت‏ أدلّتنا و نحن لنا

یعنى ما غذاى اوئیم چنانکه مرایاى اوئیم، چه قوام ظهور کمالات و صفات او با ماست، چنانکه قوام شى‏ء با غذاست چنانکه ثابت شد ادلّه ما یعنى مقرر شد ادلّه کشفیّه از ذوق و وجدان.

و نحن لنا یعنى و ما غذاى خودیم به اعتبار اختفاى اعیان ثابته و طبایع کلّیّه، ما در صور خارجیّه ما و به اعتبار قوام ما بدان اعیان و طبایع. چه آن حقایق ماست یعنى معنى آن باشد که ما ملک اوئیم و او ربّ و مالک ماست، چنانکه مقرر شد به ادله کشفیّه و عقلیّه، و ما ملک مائیم از براى آنکه اعیان ماست که حاکم است بر ما.

و لیس له سوى کونى‏ فنحن له کنحن بنا

و نیست او را غیر تکوین و ایجاد من در خارج، پس ازین وجه ما او را ملکیم چنانکه اعیان خود را از وجهى دیگر، و این کلام به اعتبار «فیض مقدّس» است که کمال اسم ظاهر به اوست؛ نه به اعتبار «فیض اقدس» که ازین وجه اعیان نیز ازوست و رجوع همه امر بدو. پس ما ملک اوئیم و او حاکم بر ما یا معنى آن باشد که نیست او را غذا غیر وجود من از براى من در وجود او پس ما غذاى اوئیم چنانکه از وجهى غذاى خودیم کما مرّ غیر مرّة.

فلى وجهان هو و أنا و لیس له أنا بأنا

یعنى وقتى که وجود من عین وجود مطلق باشد و تعیّن یافته به انضمام او تعیّن من، پس مرا دو وجه باشد؛ وجه هویّت و وجه انانیّت. پس از وجه اوّل در میان ما امتیاز نیست و در یک عین مجال بین نى؛ لاجرم ازین روى نه ربوبیّت باشد و نه عبودیّت. و از وجه دوم تمییز باشد و عبودیّت و ربوبیّت ظاهر شود؛ و حق را سبحانه و تعالى انانیّت به انانیّت من نیست بلکه انانیّت او به ذات اوست و او غنى است از ما سوا، و انانیّت من مقتصر است به سوى او و معلول مر او را. و هرگاه که ظاهر شود انانیّت او افناى اشیا و اعلام اغیار کند.

یا معنى آن باشد که او را انانیّت معیّنه نیست که به عبارت «أنا» تعبیر از آن کرده شود و به آن انانیّت از ما ممتاز گردد در خارج و مفارق بود به حسب ظهور، بلکه مختفى است در انانیت ما و از براى این گفت:

و لکن فىّ مظهره‏ فنحن له کمثل إنا

«مظهر» مصدر میمى است یعنى و لکن در من است ظهور او و مى‏‌شاید که اسم مکان باشد و «فى» تجریدیّه بود کما قال اللّه تعالى: لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ یعنى در ما چیزى است منتزع از ما که مظهر اوست یعنى ما مظهر اوئیم.

و کلمه «و لکن» استدراک است از قول او که «و لیس له أنا بأنا» یعنى انانیّت او ممتاز از ما به انانیّت على‏حده نیست بلکه او ظاهر است در ما و ما مظهر اوئیم، پس به اعتبار ظاهریّت و مظهریّت تعدّد و امتیاز حاصل شود و چون مظاهر او باشیم پس ما او را مثل ظرف و او ما را مثل مظروف باشد.

و جمیع این معانى از مقام کثرت تفصیلیّه است که راجع است در حقیقت به عین واحده؛ و امّا در وحدت نه ظاهر است و نه مظهر، و نه ظرف است و نه مظروف؛ بلکه همه شى‏ء واحد است که در وى اصلا تعدّد نیست، پس درین مقام لون الماء لون إنائه همان رنگ دارد که لون المحبّ لون محبوبه، چه من واو گفتن اینجا مجازى است و اعتبار ظرف و مظروف خیال‏بازى. و خواجه قدّس اللّه سرّه در ذیل سؤال از سرّ اختلاف اقوال اهل کمال اشعار به مقام وحدت کرده‏اند که مستلزم برخاستن اختلاف است از اقوال و گفته بیت:

قدوه اهل دانش و تقوى‏         بنویسد جواب این فتوى‏

که چه باشد مراد شیخ جنید رحم الله ز رمز لون الماء؟

گر بود آنچه خواست شیخ عرب‏ از فنحن له کمثل إنا

از چه فرمود صاحب اللمعات‏ عکس آن را که شیخ کرد ادا

عکس آن چیست اینک رنگ محبّ‏ هست رنگ حبیب بى‏همتا

بو الوفا در میان این دو مقال‏ هست سرگشته‏تر از آن شیدا

که به خفت اندرون جامع مرد بسته بهر نشان کدو بر پا

پس یکى آمد آن کدو بگشاد         بست بر پاى خویش و خفت آنجا

چون شد از خواب بى‏کدو بیدار جست بسیار هر طرف خود را

دید آن خفته را که داشت کدو گشت حیران و گفت بار خدا

من کدامم ز خفته و بیدار          به سوى من مرا رهى بنما

گم شدم خویش را نمى‏دانم‏          در حدود زمین و ملک سما

پاک از پیش راه من برخاست‏ آن نشان‏ها که بود از من و ما

چون نشان‏هاى ما و من برخاست‏ رفت فرق از میان ما و شما

چه شما و چه ما، چه او و چه تو بعد ازین بحر وحدت است و صفا

و اگر شوق آن دارى که مضمون این فص را به ذوق دریابى و معلوم کنى که اختلاف عبارات به حسب اختلاف مقامات و اعتبارات است درین یک بند از ترجیع این ضعیف تأمل نماى. بیت:

الا اى گوهر بحر مصفا         که در عالم توئى پنهان و پیدا

وجودت بهر اظهار کمالات‏         چو از غیب هویت شد هویدا

براى جلوه عشق جهانسوز         بسى آینه‌‏ها کردى ز اشیا

ز هرآینه دیدارى نمودى‏         بهر چشمى درو کردى تماشا

جهان آسوده در کتم عدم بود برآوردى ز عالم شور و غوغا

گهى با جان مجنون عشق‏بازى‏ گهى دلها برى با حسن لیلى‏

تو هم عشقى و هم معشوق و عاشق‏ تو هم دردى و هم اصل مداوا

توئى پیرایه معشوق دلبر         توئى سرمایه عشّاق شیدا

نیاز وامق بیچاره از تست‏         هم از تو عشوه ‏ها و ناز عذرا

بچشم عارفانت مى‏نماید         جهان جمله تن و تو جان تنها

و لیکن عاشقان با دیده دوست‏ جهان گم دیده در نور تجلّى‏

شناسندت به فردانیّت امروز که حاجت نیست ایشان را به فردا

سخن مستانه مى‏گوید حسینت‏ که دادش ساقى عشق تو صهبا (ساقى حسن تو صهبا- خ)

منم معذور اى عشق ار بگویم‏ چو چشمم گشت از نور تو بینا

که در عالم نمى‏بینى بجز یار و ما فى الدار غیر اللّه دیّار

و چون جمیع اسما مستهلک است در تحت اسم «اللّه» و مجتمع در او و کثرت جمیع اسما منقهر در تحت وحدت اسم «الهى» و اوست متکلّم به لسان جمیع و هم اوست هادى و دلیل به سوى وحدت حقیقیّه که مرتبه وحدت مطلقه است، حضرت شیخ فرمود:

وَ اللَّهُ یَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ‏.

ذاتى که نماینده به چندین صور است‏ پیوسته ز خود به سوى خود در سفر است‏

من در عجبم که هادى و گمره کیست‏ چون اوست که راه و رهرو و راهبر است‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۴

فنحن له کما ثبتت‏ ادلّتنا و نحن لنا

و لیس له سوى کونى‏ فنحن له کنحن بنا

فلی و جهان هو و أنا و لیس له أنا بأنا

و لکنّ فی مظهره‏        فنحن له کمثل أنا

شرح امّا معنى بیت اول، مى‌‏فرماید که غذاى اوییم در معنى، همچنان که به ادلّه ثابت شد که ما مرآت اوییم. امّا به این اعتبار که افاضه وجود از آن حضرت به مقتضاى استعداد ماست، پس ما ماراییم که «و نحن لنا».

قوله: «و لیس له سوى کونى فنحن له کنحن لنا» یعنى، نیست او را جز ایجاد من در خارج به اعتبار فیض مقدس که کمال اسم ظاهر به آنست، و الّا به اعتبار فیض اقدس، اعیان مقرّ ویست، و رجوع همه بدوست. پس ما ملک اوییم، و او حاکم بر ما چنانکه ما ملک ماییم به اعتبار آن، که اعیان ماحاکم است بر ما، یعنى، استعداد.

قوله:

«فلی وجهان هو و أنا و لیس له أنا بأنا»

یعنى، انسان را دو وجه است، یکى به حق، و آن سریان هویّت است در وى؛ و یکى به عالم به حسب تعیّن او.

و این دو روى انسان راست، امّا حق را یک روى است که‏

«لیس له أنا بأنا»

یعنى انسان را به حق هویّت است، و حق را به انسان انائیّت نیست.

قوله:

«و لکنّ فی مظهره‏ فنحن له کمثل إنا»

یعنى انائیّت او به ما نیست، و لکن ظهور اسما و صفات او در ماست. پس من مانند ظرف باشم، و او تعالى مانند مظروف؛ و عارف تلفظ به ظرف و مظروف و ظاهر و مظهر و ما و او از مقام کثرت کند نه از وحدت. و اللّه یقول الحق و هو یهدى السبیل.