عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الأولی:


متن فصوص الحکم الشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

06 - فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

فداء نبی ذبح لقربان ... وأین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

وعظمه الله العظیم عنایة ... بنا أو به لا أدر من أی میزان

ولا شک أن البدن أعظم قیمة ... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ... شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب ... وفاء لإرباح ونقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد وبعده ... نبات على قدر یکون وأوزان

وذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا وإیضاح برهان

وأما المسمى آدما فمقید ... بعقل وفکر أو قلادة إیمان

بذا قال سهل والمحقق مثلنا ... لأنا وإیاهم بمنزل إحسان

فمن شهد الأمر الذی قد شهدته ... یقول بقولی فی خفاء وإعلان

ولا تلتفت قولا یخالف قولنا ... ولا تبذر السمراء فی أرض عمیان

هم الصم والبکم الذین أتى بهم ... لأسماعنا المعصوم فی نص قرآن

اعلم أیدنا الله وإیاک أن إبراهیم الخلیل علیه السلام قال لابنه: «إنی أرى فی المنام أنی أذبحک» والمنام حضرة الخیال فلم یعبرها.

وکان کبش ظهر فی صورة ابن إبراهیم فی المنام فصدق إبراهیم الرؤیا، ففداه ربه من وهم إبراهیم بالذبح العظیم الذی هو تعبیر رؤیاه عند الله تعالى وهو لا یشعر.

فالتجلی الصوری فی حضرة الخیال محتاج إلى علم آخر یدرک به ما أراد الله تعالى بتلک الصورة.

ألا ترى کیف قال رسول الله صلى الله علیه وسلم لأبی بکر فی تعبیر الرؤیا:

«أصبت بعضا وأخطأت بعضا» فسأله أبو بکر أن یعرفه ما أصاب فیه وما أخطأ فلم یفعل.

وقال الله تعالى لإبراهیم علیه السلام حین ناداه:

«أن یا إبراهیم قد صدقت الرؤیا» وما قال له صدقت فی الرؤیا أنه ابنک: لأنه ما عبرها، بل أخذ بظاهر ما رأى، والرؤیا تطلب التعبیر.

ولذلک قال العزیز «إن کنتم للرءیا تعبرون».

ومعنى التعبیر الجواز من صورة ما رآه إلى أمر آخر.

فکانت البقر سنین فی المحل والخصب.

فلو صدق فی الرؤیا لذبح ابنه، وإنما صدق الرؤیا فی أن ذلک عین ولده، وما کان عند الله إلا الذبح العظیم فی صورة ولده ففداه لما وقع فی ذهن إبراهیم علیه السلام: ما هو فداء فی نفس الأمر عند الله.

فصور الحس الذبح وصور الخیال ابن إبراهیم علیه السلام.

فلو رأى الکبش فی الخیال لعبره بابنه أو بأمر آخر.

ثم قال «إن هذا لهو البلاء المبین» أی الاختبار المبین أی الظاهر یعنی الاختبار فی العلم: هل یعلم ما یقتضیه موطن الرؤیا من التعبیر أم لا؟

لأنه یعلم أن موطن الخیال یطلب التعبیر: فغفل فما وفى الموطن حقه، وصدق الرؤیا لهذا السبب کما فعل تقی بن مخلد الإمام صاحب المسند، سمع فی الخبر الذی ثبت عنده أنه علیه السلام قال: «من رآنی فی النوم فقد رآنی فی الیقظة فإن الشیطان لا یتمثل على صورتی» فرآه تقی بن مخلد وسقاه النبی صلى الله علیه وسلم فی هذه الرؤیا لبنا فصدق تقی بن مخلد رؤیاه فاستقاء فقاء لبنا.

ولو عبر رؤیاه لکان ذلک اللبن علما. فحرمه الله علما کثیرا على قدر ما شرب.

ألا ترى رسول الله صلى الله علیه وسلم أتی فی المنام بقدح لبن: «فشربته حتى خرج الری من أظافیری ثم أعطیت فضلی عمر».

قیل ما أولته یا رسول الله؟

قال العلم، وما ترکه لبنا على  صورة ما رآه لعلمه بموطن الرؤیا وما تقتضیه من التعبیر.

وقد علم أن صورة النبی صلى الله علیه وسلم التی شاهدها الحس أنها فی المدینة مدفونة، وأن صورة روحه ولطیفته ما شاهدها أحد من أحد ولا من نفسه.

کل روح بهذه المثابة فتتجسد له روح النبی فی المنام بصورة جسده کما مات علیه لا یخرم منه شیء.

فهو محمد صلى الله علیه وسلم المرئی من حیث روحه فی صورة جسدیة تشبه المدفونة لا یمکن للشیطان أن یتصور بصورة جسده صلى الله علیه وسلم عصما من الله فی حق الرائی.

ولهذا من رآه بهذه الصورة یأخذ عنه جمیع ما یأمره أو ینهاه عنه أو یخبره کما کان یأخذ عنه فی الحیاة الدنیا من الأحکام على حسب ما یکون منه اللفظ الدال علیه من نص أو ظاهر أو مجمل أو ما کان فإن أعصاه شیئا فإن ذلک الشیء هو الذی یدخله التعبیر، فإن خرج فی الحس کما کان فی الخیال فتلک رؤیا لا تعبیر لها.

وبهذا القدر وعلیه اعتمد إبراهیم علیه السلام وتقی بن مخلد.

ولما کان للرؤیا هذان الوجهان.

وعلمنا الله: فیما فعل بإبراهیم وما قال له: الأدب لما یعطیه مقام النبوة، علمنا فی رؤیتنا الحق تعالى فی صورة یردها الدلیل العقلی أن نعبر تلک الصورة بالحق المشروع إما فی حق حال الرائی أو المکان الذی رآه فیه أو هما معا.

وإن لم یردها الدلیل العقلی أبقیناها على ما رأیناها کما نرى الحق فی الآخرة سواء.

فللواحد الرحمن فی کل موطن ... من الصور ما یخفی وما هو ظاهر

فإن قلت هذا الحق قد تک صادقا ... وإن قلت أمرا آخرا أنت عابر

وما حکمه فی موطن دون موطن ... ولکنه بالحق للخلق سافر

إذا ما تجلى للعیون ترده ... عقول ببرهان علیه تثابر

ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه.

فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى.

وقد قال ذلک أبو یزید. ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:

یا خالق الأشیاء فی نفسه ... أنت لما تخلقه جامع

تخلق ما لا ینتهی کونه فیه ... بک فأنت الضیق الواسع

لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبی فجره الساطع

من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فکیف الأمر یا سامع؟

بالوهم یخلق کل إنسان فی قوة خیاله ما لا وجود له إلا فیها، وهذا هو الأمر العام.

والعارف یخلق بالهمة ما یکون له وجود من خارج محل الهمة و لکن لا تزال الهمة تحفظه.

ولا یئودها حفظه، أی حفظ ما خلقته.

فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلک المخلوق، إلا أن یکون العارف قد ضبط جمیع الحضرات وهو لا یغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة یشهدها.

فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.

فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.

وقد أوضحت هنا سرا لم یزل أهل الله یغارون على مثل هذا أن یظهر لما فیه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا یغفل والعبد لا بد له أن یغفل عن شیء دون شیء.

فمن حیث الحفظ لما خلق له أن یقول «أنا الحق»، ولکن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بینا الفرق.

ومن حیث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تمیز العبد من الحق.

ولا بد أن یتمیز مع بقاء الحفظ لجمیع الصور بحفظه صورة واحدة منها فی الحضرة التی ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق لیس کذلک بل حفظه لکل صورة على التعیین.

وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد فی کتاب لا أنا ولا غیری إلا فی هذا الکتاب:

فهی یتیمة الدهر وفریدته. فإیاک أن تغفل عنها فإن تلک الحضرة التی یبقی لک الحضور فیها مع الصورة، مثلها مثل الکتاب الذی قال الله فیه «ما فرطنا فی الکتاب من شیء» فهو الجامع للواقع وغیر الواقع ولا یعرف ما قلناه إلا من کان قرآنا فی نفسه ، فإن المتقی الله «یجعل له فرقانا» وهو مثل ما ذکرناه فی هذه المسألة فیما یتمیز به العبد من الرب.

وهذا الفرقان أرفع فرقان.

فوقتا یکون العبد ربا بلا شک ... ووقتا یکون العبد عبدا بلا إفک

فإن کان عبدا کان بالحق واسعا ... وإن کان ربا کان فی عیشة ضنک

فمن کونه عبدا یرى عین نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شک

ومن کونه ربا یرى الخلق کله ... یطالبه من حضرة الملک و الملک

ویعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفین به یبکی

فکن عبد رب لا تکن رب عبده ... فتذهب بالتعلیق فی النار والسبک


متن نقش فصوص الحکم للشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

06 – متن نقش فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

اعلم أن حضرة الخیال هی الحضرة الجامعة الشاملة لکل شیء وغیر شیء فلها على الکل حکم التصویر وهی کلها صدق وتنقسم قسمین:

* قسمٌ یطابق لما صورته الصورة من الخارج وهو المعبر عنه بالکشف.

* وقسمٌ غیر مطابق وفیه یقع التعبیر.

والناس هنا على قسمین:

* عالم ٌ.

* ومتعلم.

والعالم یصدق فی الرؤیا، والمتعلم یصدق الرؤیا حتى یعلمه الحق ما أراد بتلک الصورة التی حل له.


الفکوک فی اسرار مستندات حکم الفصوص صدر الدین القونوی 673 هـ :


06 -  فک ختم الفص الإسحاقی

1 / 6  - اعلم ان شیخنا رضى الله عنه لم یلزم فی هذا الکتاب مراعاة الترتیب الوجودی فی شأن انبیاء المذکورین وان وقع کثیر من ذلک مطابقا للترتیب المشار الیه ، بل انما التزم التنبیه على المناسبة الثابتة بین النبی وبین الصفة التی قرنتها به ، والإشارة الى محتد ذوق ذلک النبی ومستنده من الحق ، ومع ذلک فقد من الله بمعرفة ثبوت المناسبة الترتیبیة الوجودیة من اول الکتاب الى هاهنا - کما سبقت الإشارة الى جمیع ذلک.


2 / 6 - واما هذا الفص الإسحاقی : فمحتده عالم الخیال الصحیح المطابق والمناسب للمعنى الذی یتجسد به وفیه والسر فی استناد مبدئیة حال اسحاق علیه السلام الى عالم المثال المقید هو انه : لما کان أخص احکام الصفات السلبیة سلب الکثرة عن وحدة الحق ، کانت الموجودات الصادرة عن الحق من حیث الصفات السلبیة التزیهیة أقربها نسبة الى الوحدة وأبعدها من مرتبة الظهور ، وهی الأرواح ، بخلاف الصفات الثبوتیة ، فإنه بحسب ان یکون الموجودات الصادرة عن الحق من حیثها اقرب نسبة الى الظهور وأتم تحققا به .


3 / 6 - وقد بینا ان اول حامل وظاهر بأحکام الصفات الثبوتیة الخلیل علیه السلام ، فلزم ان یظهر فی حال ولده الذی هو النتیجة حکم عالم الخیال وصفته .

لان عالم المثال المطلق مرتبته بین عالم الأرواح وعالم الأجسام .

وقد ذکرت فی کتاب النفحات وفی تفسیر الفاتحة سر سفر التجلی الوجودی الغیبى من غیب الهویة الإلهیة طلبا لکمال الجلاء والاستجلاء :

وان اول منازله عالم المعانی

ویلیه عالم الأرواح وظهور الوجود فیه أتم منه فی عالم المعانی .

ویلیه عالم المثال وهو المنزل الثالث وظهور الوجود فیه أتم منه فی عالم الأرواح .

ویلیه عالم الحس وهو المنزل الرابع وفیه تم ظهور الوجود.

ولهذا کان العرش الذی هو اول الصور المحسوسة والمحیط بها مقام الاستواء الرحمانى فان عنده تم ظهور التجلی الوجودی واستقر فان الرحمة نفس الوجود والرحمن الحق من کونه وجودا، ولذلک لم یضف الاستواء الى اسم أخر قط سواه حیث ورد.


4 / 6 - ثم أقول : ولعالم الخیال مرتبتان واسمان :

مرتبة مقیدة تختص بالإنسان وبکل متخیل ویسمى باعتبار تقییده خیالا ، وانطباع المعانی والأرواح فیه قد یکون مطابقا وقد یکون غیر مطابق.

وذلک بحسب صحة شکل الدماغ واختلاله وانحراف المزاج واعتداله وقوة المصورة وضعفها ، وهذا العالم فی مرتبة إطلاقه یسمى عالم المثال .

وکل ما یتجسد فیه یکون مطابقا لا محالة ، فإذا صحت المطابقة فی الخیال المقید کان حقا لشبهه بعالم المثال فی حقیة ما یتجسد فیه من حیث الصحة والمطابقة .

فلهذا ترجم الشیخ رضى الله عنه هذا الفص بالحکمة الحقیة . فاعلم ذلک .

5 / 6 - ثم أقول : وللحقیة والمطابقة سر آخر خفى جدا ، من لم یطلع علیه لم یعلم سر الخیال المقید وحقیقته وسر الرؤیا وسر العالم المثال المطلق وسبب صحة کل ما یتجسد فیه ومطابقته .


6 / 6 -  فاعلم ان عالم المثال نسبته الى صورة العالم الذی هو مظهر الاسم الظاهر نسبة ذهن الإنسان وخیاله الى صورته ، وروح صورة العالم من وجه مظهر الاسم الباطن ، ما لمجسد ثمة لما لا صورة له من الأمور المعقولة هو الاسم الباطن والمدبر ، ولا نقص فی العلم هناک ولا فی القوة التی القوة المصورة من الإنسان نسخة منها فان الحق " ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ " ، فلا یتجسد هناک شیء الا بحسب ما علم ، ولا جهل یتطرق فی ذلک العلم ، فوجب المطابقة والصحة ، وهکذا هو الامر بالنسبة الى العقول والنفوس العالیة.


7 / 6 - والامر فی الإنسان لیس کذلک ، فان قوته المصورة تابعة لنوریة روحه وما سبق اطلاعه علیه ، فأملاه بذاته على قوته المصورة ، فیأخذ فی محاکاته ، لکن بحسب جودة هیئة الدماغ واستقامة المزاج وانحرافه وخاصیة المکان والزمان ، بخلاف ما یتجسد فی العالم المثال - کالاسم الباطن اولا ثم العقول والنفوس ثانیا - غیر انه ینبغی لک ان تعلم نسبة خیالات الأناسی المقیدة الى عالم المثال نسبة الجداول الى النهر العظیم الذی منه تفرعت وطرفها متصل به ، اعنى طرف کل خیال من الجهة التی تلى عالم المثال متصل به.


8 / 6 - فصحة خیال الإنسان ورؤیاه له عدة موجبات بعضها مزاجیة وبعضها خارجة عن المزاج ، فالمختص منها بالمزاج : صحة هیئة الدماغ وما سبق ذکره

والخارج عن المزاج : بقاء حکم الاتصال بین خیاله وبین جهة عالم المثال عن علم ومناسبة محققة تقتضی اتحاده به من احدى جهتیه وهذا کشف عال قل من یشاهده.

رأیته ودخلت بنفسی فی بعض مظاهرها من خیال المقید الى عالم المثال من باب الاتصال المشار الیه ، وانتهیت الى أخره وخرجت منه الى عالم الأرواح ، ثم الى فیحاء مطالع الاضواء والحمد لله على ما أنعم .


9 / 6 - ثم لیعلم ان الناس فی مراتبهم على اقسام مختلفة تنحصر فی ثلاثة اقسام :

قسم نازل قد طبع على قلوبهم ، فلا یتصل به من نفوسهم - اى قلوبهم - شیء مما هو منتقش فی نفسه سابقا او متجددا الا فی النادر کحال عارض سریع الزوال بطیء الإتیان .

وقسم یحصل لقلوبهم أحیانا صفاء وفراغ عن الشواغل واتصال من خیاله بعالم المثال المطلق ، فکل ما یدرکه نفوسهم فی ذلک الوقت فإنه ینعکس انعکاسا شعاعیا الى القلب وینعکس من القلب الى الدماغ فینطبع فیه ، فان وجد فی ما یرى اثر حدیث النفس ، فللقوة المصورة فی ذلک مدخل الالة من المزاج وما ذکرنا .

وان خلت الرؤیا عن حدیث النفس وکان هیئة الدماغ صحیحة والمزاج مستقیما کانت الرؤیا  من الله وکانت فی الغالب لا تعبیر لها ، لان العکس عکس ظاهر بصورة الأصل وهکذا هو رؤیا اکثر الأنبیاء علیهم السلام .


10 / 6 - وهذا هو السبب فی عدم تأویل الخلیل علیه السلام رؤیاه وأخذ بظاهرها ، ومن صار قلبه مستوى الحق لا ینطبع فی قلبه غالبا امر خارج ، بل من قلبه یکون المنبع والانطباع الأول فی الدماغ ولما اعتاد الخلیل علیه السلام الحالة الاولى وشاء الحق ان ینقله الى مقام من وسع قلبه الحق ، کان انطباع ما انبعث من قلبه الإلهی الى دماغه انطباعا واحدا فلم یظهر بصورة الأصل ، فاحتاج الى التأویل المعرب عن الامر .

المراد بذلک التصویر على نحو تعینه فی العالم العلوی وذوات العقول والنفوس تعینا روحانیا او على نحو انبعاثه من القلب المتوحد الکثرة بصفة احدیة الجمع.

11 / 6 - فاعلم ذلک وأمعن النظر فیه ، فان هذا الفصل یتضمن علوما خفیة یعلم منها تفاوت مراتب النفوس ودرجاتها وشعب إدراکاتها السقیمة والصحیحة.

ویعلم الفرق بین الخیال المقید والمثال المطلق ویعلم نسبة کل واحد منهما الى الاخر والى الحق.

فان کل خیال مقید هو حکم من احکام الاسم الباطن تجسد فی عالم المثال المطلق تجسدا صحیحا لصحة العلم والقوى المحاکیة .

وتجسد فی کل کل خیال مقید ، هذا بحسب القوة المصورة وبحسب المحل وبحسب احوال المدرک والغالب علیه من الصفات الزمان الإدراک .

ویعلم ان الرؤیا التی لا تأویل لها ما أوجبه ، وان الرؤیا التی تحتاج الى التأویل یکون لا نزل الطوائف ویکون لأکمل الخلق .

بخلاف التی لا تأویل لها ، فإنها حال المتوسطین ویعلم غیر ذلک مما یطول ذکره مما نبهت علیه فی الفصل وما أجملت ذکره.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 167

6. فصّ حکمة حقیّة فی کلمة إسحاقیّة

6 (. فصّ حکمة حقیّة فی کلمة إسحاقیّة)

چون بعد از مرتبه عالم أرواح مجرده عالم مثال مسمى به خیال است و فصّ ابراهیمى مهیمیه بود و مهیمین مفارقات محضه‌اند و بعد از آن عالم مثال منفصل است که در پیکر وجود، عالم خیال است. یعنى خیال منفصل و در انسان بعد از مقام قوه عاقله‌‏اش عالم خیال متصل است که عالم مثال متصل اوست (به حکم تطابق کونین) و در این فص صحبت از رؤیاى حقه إبراهیم علیه السلام است ذبح فرزندش را در عالم مثال متصل لذا بعد از حکمت مهیمیه حکمت حقیّه را آورده است زیرا آن چه را که إبراهیم علیه السلام در منام دید حق بود قالَ یا بُنَیَّ إِنِّی أَری‌ فِی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ‏ (صافات: 102) و حضرت یوسف فرمود: هذا تَأْوِیلُ رُءْیایَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّی حَقًّا (یوسف: 100) و بدان که عالم مثال متصل نمونه‌ای از عالم مثال مطلق است که همان عالم مثال منفصل باشد و این مثال متصل را هر کسى دارد تا به طریق او به (عالم مثال) منفصل برسد چنانکه با داشتن قواى جسمى و بدن مادى حشر با عالم أجسام دارد و با داشتن قوه عاقله حشر با عالم عقول. حقایق عالم در عالم مثال به حکم سنخیت عوالم و ظهورات وجودات در مواطن و مظاهر به صورت أشباح و اشکال در می‌آید. مثلا رسول اللّه جبرئیل را در سدره مشاهده کرد که ششصد بال داشت و در قرآن است‏ «أُولِی أَجْنِحَةٍ» و نیز در حدیث است که جبرئیل در هر صباح و مسا در نهر حیات داخل می‌شود سپس از آن به در می‌آید و بالهاى خود را تکان می‌دهد و خداى سبحان از قطرات آبى که از بالهایش می‌ریزد ملایکى می‌آفریند که به شمار نمی‌آیند.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۷۱-۳۷۳

[فصّ حکمة حقیّة فى کلمة إسحاقیّة]

فص حکمة حقیة فى کلمة إسحاقیة چون بعد از مرتبه عالم ارواح مجرده، عالم مثال است که مسمّى است به خیال و آن منقسم به مطلق و مقیّد، و اوّل کسى که به زیور خلقت صفات ثبوتیّه که روح عالم مثالى است آراسته شد ابراهیم بود علیه السلام، لاجرم شیخ قدس اللّه سره عالم مثال مقیّد را در کلمه اسحاقیّه ذکر کرد از براى مراعات ترتیب در بیان مراتب.

و از آن جهت در اینجا ذکر عالم مثال مقید کرد که عبارت است از خیال انسانى، و متعرض به مطلق نشد که این خیال مقیّد مثال و انموذج عالم مثال مطلق است و این هر احدى را حاصل است.

پس هرکس به ملاحظه این مقیّد راه به مطلق تواند برد و از ادراک کیفیات فرع اطلاع بر اصل حاصل تواند کرد.

و چون اسحاق رؤیاى ابراهیم را علیه السلام حق دید و گفت: یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ‏، یعنى اى پدر دلنواز آنچه را در خواب دیده‏اى محقّق ساز و به ذبح من بپرداز که به عون عنایت ربانى و تأیید هدایت سبحانى شاید که مرا به زیور صبر آراسته یابى، شیخ قدّس اللّه سرّه حکمت اسحاق را به حقیّه نسبت کرد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۵

فصّ حکمة حقیقیّة فی کلمة إسحاقیّة

این حکمت، به حکمت حقیّه از آن مسمّى گردانید که خواب إبراهیم- علیه السّلام- در حق او محقّق گشت از دو جهت: یکى تلقّى او این امر خطیر را به وجهى منبسط و قبول تام؛ و دیگر فدا فرستادن حق تا خواب خلیل راست به تعبیر محقّق گردد. دیگر آن که ارادت حق درین واقعه، ابتلاى خلیل و ظهور صورت تسلیم ذبیح بود، و هر دو محقّق گشت.