عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة : 


06 - فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

06 - فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

هذا نص الحکمة الإسحاقیة ذکره بعد حکمة إبراهیم علیه السلام، لأنه ابنه ومقامه متصل بمقامه وله به کمال العلاقة فی المرتبة ویذکر فی حکمة بقیته حکمة أبیه إبراهیم علیه السلام من جهة الرؤیا فناسب ذکره بعده .

قال الشیخ رضی الله عنه فص حکمة حقیة) منسوبة إلى الحق وهو اسم من أسمائه تعالى وهو ضد الباطل کما مر (فی کلمة إسحاقیة).

إنما اختصت حکمة إسحاق علیه السلام بالحقیة، لأنه الذبیح على القول الصحیح.

وقصة رؤیا المنام الواقع لأبیه علیهما السلام تقتضی خروجه من عالم الخیال الباطل إلى عالم الوجود الحق.

ووقع له فی الیقظة أنه ما ذبح وإنما فداه الله بالکبش، والکبش صورته فی المنام، والمنام خیال، فذبح نفس ألوهیته وبقیة حقیقته الحقیة فکانت حکمته حقیة لذلک. والله الموفق إلى أقوم المسالک .

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (

فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان

(فداء نبی) من أنبیاء الله تعالى وهو إسحاق علیه السلام (ذبح) مصدر ذبحت الشاة ونحوها إذا قطعت أوداجها وحلقومها (ذبح) بکسر الذال المعجمة وهو ما یذبح من شاة ونحوها.

قال الجوهری فی الصحاح : الذبح الشق والذبح مصدر ذبحت الشاة، والذبح بالکسر ما یذبح. وقال تعالى: "وفدیناه بذبح عظیم " [الصافات: 107].

والذبح المذبوح والأنثى ذبیحة، وإنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم علیها، والذبیح الذی یصح أن یذبح للنسک (لقربان)، أی لأجل القربان .

قال الجوهری : القربان بالضم ما تقربت به إلى الله تعالى، تقول منه قربت الله تعالی قربانا (وأین) کلمة استفهام للاستبعاد والفرق الواضح (ثؤاج) بالهمزة وضم الثاء المثلثة، أی صیاح.

قال الجوهری : الثواج صباح الغنم (الکبش) واحد الکباش من الغنم (من نوس) بالسین المهملة . قال ابن فارس فی المجمل: النوس تذبذب الشیء تقول ناس ینوس انتهى . والمراد هنا الحرکة المنتظمة على القانون العقلی.

(إنسان) واحد من بنی آدم یعنی لا یساوی صباح الکبش لحرکة بنی آدم المنتظمة الجاریة على الکمال، فأین صوت الحیوان الصادر منه من غیر إدراک عقلی وحرکة الإنسان الصادرة منه على الوجه العقلی.

فکیف یکون هذا فداء لهذا ولیس هذا بمساوی لهذا أصلا، فالمراد بیان خفاء الحکمة فی ذلک ورقتها، وأنها مما ینبغی أن یطلب ویسأل عنه، وإنما ذکر من الکبش صیاحه ومن الإنسان حرکته لاشتراکهما فی الحیوان.

وتمییز الإنسان بالنطق النفسانی الذی یظهر تارة بالنطق اللسانی وتارة بالأفعال المنتظمة على القانون العقلی.

والنطق اللسانی قد یشارک الإنسان فیه غیر الإنسان من طیر ونحوه ، بخلاف الأفعال المنتظمة فإنها مختصة بالإنسان وبکل من یعقل من الجن والملک دون غیرها ، فمیز الکبش بصوته الذی لا یشبه صوت الإنسان فضلا عن شبهة الأفعال الإنسانیة التی هی فوق صوت الإنسان فی دلالة الکمال ومیز الإنسان بأفعاله المنتظمة لاختصاصها بمن یعقل ودلالتها على الکمال بأبلغ وجه .

(وعظمه)، أی الکبش (الله) تعالى (العظیم) سبحانه بقوله عنه : "وفدیناه بذبح عظیم" [الصافات: 107]. (عنایة)، أی اعتناء و احتفالا منه تعالى (بنا) معشر بنی آدم حیث جعله فداء عن إنسان منا، فصار شریفة من بین أمثاله من أنواع الحیوانات، تشریفا حاصلا له من جهة الإنسان لا من جهة نفسه هو لأنه حیوان لا یستحق ذلک التعظیم والتشریف من ذاته، فیکون ذلک تشریفا لنا وتعظیما لشأننا حیث شرف بنا ما لا یلیق به التشریف.

وعظمه من بین سائر أمثاله فتعظیمه فی الحقیقة راجع إلینا فهو تعظیم لنا (أو) ذلک به عنایة من الله تعالى (به)، أی بالکبش وتشریف له من بین جمیع الحیوان لکونه کان فداء عن إنسان، فتعظیمه على هذا راجع إلى نفسه.

فالکبش هو العظیم (لم أدر) على وجه التحقیق هذا التعظیم المذکور للکبش صادر من الحق تعالی (من أی میزان) أی على أی وجه هل هو صادر من وجه ذات الکبش لسر فی الغنم والکباش لیس فی غیرها من الحیوانات؟

فتعظیمها راجع إلى ذاتها، وهو من وجه کونه وقع فداء الإنسان فالتعظیم فی اللفظ للکبش، وفی المعنى المن کان فداء عنه وهو الإنسان الکامل.

والظاهر أن تعظیمه لظهوره فی المنام لإبراهیم علیه السلام فی صورة ابنه إسحاق علیه السلام.

فرأى فی المنام أنه یذبح ابنه وهو فی الیقظة إنما ذبح کبشه، فقد رأى الکبش فی صورة ابنه فی عالم المنام.

فکان ذلک تشریفا للکبش حیث ظهر فی صورة إنسان فی عالم الخیال، فهو کبش عظیم لأجل الصورة الإنسانیة التی ظهر بها فی بعض العوالم فتعظیمه عنایة بنا، ولهذا قدمه فی الذکر على الاحتمال الثانی.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

قال الشیخ رضی الله عنه : (فداء بنی) استفهام للتعجب حذف همزته للعلم بها (ذبح) بفتح الذال مصدر (ذبح) بالکسر ما یذبح من الحیوانات القربان وابن ثواج الکیش) أی وأین صوت الغنم وحرکته (من نوس إنسان) أی من صوت الإنسان وحرکته حین یذبح (وعظمة الله العظیم) أی والحال أن الله أعظم ذلک الکبش. بقوله :"وفدیناه بذبح عظیم " 107 الصافات.

(عنایة به) أی بالذبح تعظیما به یجعله فداء عن النبی العظیم القدر عند الله (أو بنا) أی تعظیما لشأن نبینا علیه السلام بجعل الذبح العظیم الشأن عند الله فداء عنه.

(لم أدر) هذا التعظیم (من أی میزان) أی من أی قسم من قسمی التعظیم.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

قلت: ثواج الکبش، صورته. ونوس الإنسان حرکته. قوله: وعظمه الله، إشارة إلى قوله: "وفدیناه بذبح عظیم" (الصافات: 107)

قال: والتردد واقع فی هذه العظمة هل هی من أجل اسحاق أو من أجل المذبوح فإن البدنة وهی الناقة أعظم قدرا فی العادة وما ذکر تعظیمها کما ذکر تعظیم الکبش. والذبیح، خلیفة الله من أجل أن آدم و بنیه کل منهم یستحق الخلافة من حیث الانسانیة


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

06 . فصّ حکمة حقّیة فی کلمة إسحاقیة  

قد ذکر سرّ استناد الحکمة إلى الکلمة فی الفهرس ، فلیطلب من ثمّ .

ثم قال رضی الله عنه :

فداء نبیّ ذبح ذبح لقربان   .... وأین ثؤاج الکبش من نوس إنسان ؟

یعنی رضی الله عنه : نفسی فداء لنبیّ جعل ذبحا عن ذبح قربان أمر إبراهیم علیه السّلام أن یقرّبه قربانا لله تعالى .

وأنّه علیه السّلام إنّما أمر أن یذبح قربانا یناسب سرّ قربانه بنفسه من حیث حقیقة الإسلام الذی هو الانقیاد الحقیقی الکلَّی لله من کلّ وجه وهو ذبح النفس ، تفدیة وقربانا لخلیله الذی أسلم له .

ویحقّ أن یکون النفس الکاملة قربانا للحق وهذا سرّ کمالیّ إلهیّ یقتضیه مقام الخلَّة ، فظهر هذا السرّ على یدی إبراهیم بالقربان الذی وقع به الذبح ، أعنی الکبش الظاهر بصورة ابنه .

وکان فی الحقیقة کبشا هو صورة سرّ إسلام إبراهیم وابنه .

قال : « وأین ثؤاج الکبش من نوس إنسان ؟ » یستبعد رضی الله عنه : قیام الکبش فی وقوع الذبح به قربانا لله ، والذبح بکسر الذال هو المذبوح قربانا لله ، ولمّا تصوّر الکبش بصورة ابنه فی منامه ، قصد علیه السّلام ذبحه قربانا لله .

وسرّ ذلک أنّ الخلیل علیه السّلام لمّا أسلم لله حقّ الإسلام ، أراد أن یقرّب بنفسه ، إذ لم یکن عنده أعزّ من نفسه وهو حقیقة الإسلام ، قال : "إِنَّ الله اشْتَرى من الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ . وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فی سَبِیلِ الله فَیَقْتُلُونَ وَیُقْتَلُونَ " . 111 سورة التوبة

وکما قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم - حین تحقّق بالفناء الکلَّی فی الله بسرّ الإسلام : « وددت أن أقاتل فی سبیل الله ، فأقتل ، ثمّ أحیا ، ثمّ أقاتل فأقتل ، ثم أحیا فأقاتل ، فأقتل ».

فهذه ثلاث مراتب للحقیقة الإسلامیة المحمدیة ، فإنّ له مبدأ ووسطا ونهایة .

فمبدأ التقرّب بالمال وما له فی سبیل الله ،

والوسط الخروج والتقرّب بجسمانیته لله تعالى ،

والغایة التقرّب بروحه ونفسه إن کان له نفس .

فلمّا قام إبراهیم علیه السّلام بحقیقة الإسلام ، همّ أن یتقرّب بنفسه إلى الله ، بعد خروجه من ماله ، فکشف الله له عن سرّ إسلامه أنّه صورة استسلامه وانقیاده لله ، وأنّه مؤهّل لأسرار أخر أکمل منه أوّلها الإسلام - وهو الانقیاد الجسمانی - ثم الإیمان ، ثم الإحسان ، ثم الولایة ، ثم النبوّة ، ثم الرسالة ، ثم الخلافة - وأوّلها الإمامة والخلَّة - ثمّ الاستخلاف ولا نهایة للدرجات الأکملیة.

ففداه الله بذبح عظیم وهو الکبش ، لمناسبته فی سلامة النفس واستسلامه للذبح بالفانی عن نفسه ، المقرّب بروحه لله وتشخّص لإبراهیم فی المنام بصورة ابنه علیه السّلام لأنّه صورة سرّ إسلام إبراهیم والولد سرّ أبیه ، ولهذا أسلم نفسه للقتل " فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّه ُ لِلْجَبِینِ" أوحی إلیه أنّ المؤهّل للذبح ظاهرا هو الکبش لا الإنسان ، فإنّ الإنسان قائم بحقیقة الأمر وباطن السرّ ، حیث فنی عن نفسه ، وأسلم حقیقة لربّ العالمین .

""أضاف الجامع یقول الشیخ الشعرانی فی الطبقات الکبرى عن سیدی علی وفا وولده : أی ظهر، وتجلى لها عین معنى قولا لملائکة لجده إبراهیم عن جده إسحاق " بشرناک بالحق " بعد ما سموه غلاما علیما، والولد سر أبیه، وهذا هو المراد بإتمام النعمة علیه، وعلى آل یعقوب ثم إنه عرفه أن الربوبیة له من دائرة العلیم الحکیم فقال: " إن ربک علیم حکیم " فافهم،أهـ .""

"" قال کمال الدین عبد الرزاق القاشانی: "واعلم أن النیّات وهیئات النفس مؤثرة فی نفس الولد, کما أن الأغذیة مؤثرة فی بدنه.  فمن کان غذاؤه حلالاً طیباً وهیئات نفسه نوریة ونیّاته صادقة حقانیّة, جاء ولده مؤمناً صدیقاً أو ولیّاً أو نبیّاً. ومن کان غذاؤه حراماً وهیئات نفسه ظلمانیة خبیثة ونیاته فاسدة ردیئة جاء ولده فاسقاً أو کافراً خبیثاً. إذ النطفة التی یتکوّن الولد منها متولدة من ذلک الغذاء, مربّاة بتلک النفس, فتناسبها. ولهذا قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: " الولد سرّ أبیه ".أهـ ""

وأمّا صورة هذا السرّ فی الشاهد فإنّما هو الکبش ، أوجده الله للذبح على ید الإنسان وفیه کماله ، وبذلک یبلغ درجة الإنسان ، فافهم .

قال - رضی الله عنه - :

وعظَّمه الله العظیم عنایة .....     بنا أو به لا أدر من أیّ میزان ؟

قال العبد : أسقط الیاء - وفیه لطف تسویغ لذلک مع سوغان « لم أدر » أو « لم یدر » مبنیّا للمفعول - ، احترازا عن محذور وهو نفی ما هو ثابت عنه وتحقّق ، لعلمه رضی الله عنه - :

أنّ نیابة الکبش عن خلیفة الله فی القربات لمناسبة صحیحة بینه وبین الإنسان ، فعظَّمه الله أی الفداء بما أقامه مقام أشرف عبیده فی أشرف القربات إلیه ، تشریفا له بذلک وتشریفا وتعظیما للصورة الإنسانیة التی إبراهیم وابنه علیها أن یقتل أو یقع علیه الذبح .

فإنّها صورة الله ، فهی أعظم أن یقرّب به لعظمة صورة الله التی هو علیها ، فقوله : « لا أدر » مع درایته إشارة منه إلى أنّ الوجهین معا صادقان فی ذلک


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

06 - فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

إنما خصت الکلمة الإسحاقیة بالحکمة الحقیة لتحقق رؤیا أبیه فی حقه ، فإن المعنى العلمی الکلى ینزل من أم الکتاب إلى عالم اللوح المحفوظ ، وهو بمثابة القلب للعالم ، ومنه إلى عالم المثال فیتجسد فیه ، ثم إلى عالم الحس فیتحقق فی الشاهد وهو المرتبة الرابعة من الوجود النازل من العالم العلوی إلى العالم السفلى ، ومن الباطن إلى الظاهر ، ومن العلم إلى الکون .

والخیال من الإنسان هو عالم المثال المقید ، کما أن عالم المثال هو الخیال المطلق أی خیال العالم ، فللخیال الإنسانى وجه إلى عالم المثال لأنه منه فهو متصل به ، ووجه إلى النفس والبدن ، فکلما انطبع فیه نقش من هذه الجهة السفلیة وتمثلت فیه صورة کان ذلک محاکاة لهیئة نفسانیة أو هیئة مزاجیة ، أو البخار یرتفع إلى مصعد الدماغ کما للمحرورین وأصحاب المالیخولیا فلا حقیقة له ویسمى أضغاث أحلام ، وکلما انطبعت فیه صورة من الجهة العلویة.

أی من عالم المثال أو من القلب النورانی الإنسانى فیتجسد فیه کان حقا سواء کان فی النوم أو فی الیقظة ، فکان رؤیا صادقة أو وحیا غیر محتاج إلى تعبیر أو تأویل ، لأن ما ینطبع من عالم المثال لا یکون إلا حقا لأنه من خزانة علم الحق بتوسط الملکوت السماویة فلا یمکن الخطأ فیه ، وکذا ما ینعکس من القلب المنور بنور القدس ، إلا أن تتصرف فیه القوة المتصرفة الإنسانیة بالانتقال إلى صورة التشبیه والمناسب ، فتحتاج الرؤیا إلى التعبیر والوحی إلى التأویل.

ولما رشح الله تعالى إبراهیم علیه السلام لمقام النبوة ، فکان جمیع ما رآه فی المنام من قبیل ما لا یحتاج إلى التعبیر فلذلک جزم بذبح الولد وعزم علیه ، فجعله الله تعالى حقا بالتأویل.

کما جعل رؤیا یوسف حقا بتحقیق تأویله فی الواقع ، کما قال تعالى حاکیا عنه " هذا تَأْوِیلُ رُؤیایَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّی حَقًّا " ولما کان القربان واجبا على إبراهیم عن ولده لإسلام النفس لله ، أو عن نفسه لإسلامه إیاها لله ، والولد صورة سر إسلامه ، لقوله علیه الصلاة والسلام « الولد سر أبیه » صورت القوة المتصرفة بصورته:

قال الشیخ رضی الله عنه :  

(فداء نبی ذبح ذبح لقربان   ..... وأین ثؤاج الکبش من نوس إنسان)

الثواج : صوت الغنم ، والنوس : صوت سوق الإبل .

یقال : نست الإبل ، أی سقته ، والنوس أیضا : التذبذب وأناسه ذبذبه ، ولعل المراد هنا الأول لانتظام المعنى به ، والذبح : بکسر الذال ، ما تهیأ للذبح من الغنم فعل من المفعول .

استبعد قدس الله روحه ، أن یکون نبی ذبح کبش للقربان ، أی لأن یتقرب به إلى الله ، والمراد الاستفهام بمعنى التعجب ، واکتفى عن حرف الاستفهام بما فی المصراع الثانی من قوله : وأین ، لأنه تقریر له .

"" إضفة بالی زادة :  ( فداء نبی ) استفهام التعجب حذف همزته العلم بها ( ذبح ) بفتح الذال مصدر ( ذبح ) بالکسر ما یذبح من الحیوانات ( وأین ثؤاج الکبش ) صوت الغنم وحرکته ( من قوس ؟ إنسان ) أی من صوت الإنسان وحرکته حین یذبح والفداء ینبغی أن یساوى المفدى عنه اهـ بالى زاده . ""

وقیل : معناه نفسی فداء نبی جعل ذلک الفداء ذبح ذبح ، على أن الذبح بدل من فداء ولا یخلو من تعسف :

( وعظمه الله العظیم عنایة  .... به أو بنا لم أدر من أی میزان )

حذف الیاء من لم أدر تسامحا ، أی عظمه الله ، أی وصف الکبش بالعظمة فی قوله : " وفَدَیْناه بِذِبْحٍ عَظِیمٍ ".

فی قوله : أدر إشارة إلى أن کلا الوجهین جائز فی میزان الکشف ، أن یکون تعظیم الکبش للعنایة به حیث جعل فداء لأشرف خلق الله قائما مقامه وهو إبراهیم أو إسحاق علیهما السلام أو بهما ، لأن الإنسان الکامل على صورة الله ، فعنى به تشریفا وإکراما عن أن یقع علیها الذبح بوقوعه على ذلک الکبش فلذلک عظم ، أو لما یذکر بعد من أن الحیوان أعلى قدرا من الإنسان وأعرف باللَّه .

"""إضفة بالی زادة : "عنایة به" أی بالذبح تعظیما به بجعله فداء عن النبی العظیم القدر "أو بنا" أی تعظیما لشأن نبهنا ، بجعل الذبح العظیم عند الله فداء عنه "لم أدر من أی میزان" وقع ، أمن میزان عنایة الله بنا ، أو من میزان عنایته بالکبش ؟ .اهـ بالى زاده.""

فجعله فداء لهما مع عظمة قدره لفرط العنایة بهما :


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

06 - فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

لما کان بعد مرتبة عالم الأرواح المجردة مرتبة عالم المثال المسمى بـ (الخیال) وهو ینقسم إلى المطلق والمقید - کما مر بیانه فی المقدمات - وکان أول من خلع علیه الصفات الثبوتیة التی هی روح العالم المثالی (إبراهیم).

ذکر الشیخ رضى الله عنه حکمة عالم المثال المقید فی الکلمة (الإسحاقیة) مراعاة للترتیب فی بیان المراتب، مع أنه لم یلتزم إلا التنبیه على المناسبة بین الحکمة وبین النبی الذی نسب الحکمة إلى کلمته، ولم یلتزم مراعاة الترتیب الوجودی بین الأنبیاء، علیهم السلام، ولابین المراتب أیضا.

وإنما ذکر المقید هنا دون المطلق، لأنه مثال وأنموذج من العالم المثالی المطلق.

وهو مع کل واحد، لیطلع منه علیه ویصل به إلیه. فالکلام فیه کالکلام فی أصله.

ونسب حکمته بالحقیة لجعل إسحاق علیه السلام  ما رأى أبوه فی المنام حقا بأنقال: (یا أبت افعل ما تؤمر ستجدنی إن شاء الله من الصابرین).

أی اجعل ما رأیته فی رؤیاک محققا فی الحس، ستجدنی إن شاء الله صابرا على ذلک کما قال یوسف،علیه السلام: (هذا تأویل رؤیای من قبل قد جعلها ربى حقا.)

(فداء نبی ذبح ذبح لقربان   ..... وأین ثواج الکبش من نوس إنسان)

اعلم، أن بین الفداء والمفدى عنه لا بد من مناسبة ومقاربة فی الفداء، کما جاء فی صورة القصاص، لذلک لا تقتل المسلم بالذمی والحر بالعبد. فقوله:

(فداء نبی) استفهام على سبیل التعجب. تقدیره: أفداء نبی ذبح ذبح لقربان؟فحذفت الهمزة، کما تقول: هذا قدری عندک. أی، أهذا قدری؟

و (ذبح) بفتح الذال، مصدر، وبکسرها اسم لما یذبح للقربان.

و (الثواج) صوت الغنم. و(النواس) التذبذب والصوت عند سوق الإبل. یقال ناس: إبله. أی، ساقها.

وناس الشئ وإناسه، أی، ذبذبه وحرکة، والمراد صوت الإنسان وحرکته.

أی، کیف یقوم صوت الکبش وحرکته عند الذبح مقام صوت الإنسان وحرکته.

واعلم، أن ظاهر القرآن یدل على أن الفداء عن إسماعیل، وهو الذی رآهإبراهیم أنه یذبحه. وإلیه ذهب أکثر المفسرین وذهب بعضهم إلى أنه إسحاق.

والشیخ رضی الله عنه معذور فیما ذهب إلیه، لأنه به مأمور کما قال فی أول الکتاب.

(وعظمه الله العظیم عنایة به أو بنا، لم أدر من أی میزان)

(الواو) للحال. أی، والحال أن الله وصفه بـ (العظیم) بقوله: (وفدیناه بذبح عظیم).

عنایة بالذبح وتعظیما لشأنه حیث جعله فداء عن نبی معظم عند الله. أو عنایة بالنبی وتعظیما لقدره حیث جعل الذبح فداء عنه.

(لم أدر من أی میزان) تعجب من أی الذبح صار فداء لنبی کریم، ووصفه الحق بذبح عظیم، أی، لم أدر من أی قسم من القسمین، وما سبب تعظیمه.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

06 - فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

فداء نبی ذبح لقربان    ...    وأین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

وعظمه الله العظیم عنایة  ...   بنا أو به لا أدر من أی میزان

أی: ما یتزین به، ویکمل العلم الیقینی المتعلق بظهور کل شیء بکل شیء بالحق من حیث أن الکل مظهره ظهر ذلک العلم بزینته وکماله فی الحقیقة الجامعة المنسوبة إلى إسحاق الکی حیث تصور الکبش فی المنام بصورته حتى توهم أنه فداؤه، وأنه یساویه فی الجملة حتى صلح للفداء، وإلیه الإشارة بقوله: (فداء نبی) بحذف همزة الاستفهام للتعجب، (بح ذبح ) بالکسر ما تهیا من الغنم للذبح، والمراد الکبش، (لقربان) أی: للتقرب إلى الله تعالی. عجب

أولا: من کونه فداء من نبی کامل مع وجوبه مقارنة الفداء للمفدى عنه، والمناسبة بینهما.

وثانیا: من إقامته مقام إفناء النفس فی التقرب إلى الله تعالی.

والغرض إظهار ذلک بعد انخفائه؛ لیتمکن فی النفس فضل نتمکن، وبالغ فیه أولا،

فقال: (وأین ثواج الکبش؟)

وهو صوته من (نوس إنسان) النوس: صوت سوق الإبل، والمراد صوت الإنسان حال الشدة، والغرض المبالغة فی التعجب بأنه إذا لم یقم صوت أحدهما مقام صوت الأخر، مع أنه من الأغراض المتقدمة، فکیف یکون أحدهما فداء للآخر قائما مقامه؟!

ثم زاد تعجبا؛ فقال: (وعظمه الله العظیم) حیث قال: "وفدیناه بذبح عظیم" [الصافات: 17]، مع غایة دنوه فی الظاهر، والمعظم فی غایة العظمة، فلا یلیق به تعظیم ما لیس بمعظم، ثم سئل عن علة ذلک التعظیم.

فقال: (عنایة به أو بنا) أی: أعظمه لکونه معتنی به للحق؛ لکونه من مظاهره الجلیلة، أو لکونه لما صار فداء عن أعظم المظاهر وسیا لحفظه؛ عظمه عنایة بالمفدى عنه، ثم تجاهل فیما سئل، فقال: (لم أدر من أی میزان) یعرف مقدار عظمته.

ثم أشار إلى أنها لا تعرف بمیزان القیمة، فقال


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )


 06 - فصّ حکمة حقّیّة فی کلمة إسحاقیّة  

لا ریب أنّ أوّل ما یترتّب على الجمعیّة الوجودیّة ویتولَّد من کلَّیة الحقائق الثبوتیّة التی تحقّق بها إبراهیم هو الصورة العکسیّة المثالیّة التی إذا اعتبرت مطابقتها للواقع تسمّى حقّا ، ولذلک اختصّت الحکمة الحقیّة بالکلمة الإسحاقیّة .

وأیضا ما تفرّد به الکلمة عن الاسم - هو الخصوصیّة التی بصورتها الجمعیّة تفرّد الاسم وامتاز عن المسمّى .

ومن التلویحات البیّنة هاهنا هو أن بیّنات ما تفرّد به الکلمة هذه تدل على أنّها صاحب التحقّق بتلک الصورة المثالیّة المترتّبة على تحقّق القلب بکمالاته الخاصة به ، أعنی الحقائق الثبوتیّة التی تحقّق بها إبراهیم .

فإنّ تلک الصور المثالیّة المترتّبة على الکمال القلبی لها مظاهر فی الخارج ، وذلک هو الصور الحرفیّة التی إنّما تتحقّق خارجا فی المشعرین الشاعرین - أعنی السمع والبصر - والمتحقّق بالأوّل منهما هو إسحاق ، لدلالة بیّنات ما تفرّد به کلمته على السمع   .

وقد وقفت على أنّ تلک الصورة منها هو المختصّ بالنبوّة ، فطرف صورتها الإجمالیّة أولا هو الذی تحقّق به هذا النبیّ . وأمّا طرف تفصیلها وتبیّنها ثانیا هو الذی تحقّق به أخوه إسماعیل ، وکأنک وقفت على وجه تلویحه فلا تحتاج إلى تبیینه  .

والذی یدلّ على استشعار المصنّف هذا التلویح کشفا هو المصرع الثانی من البیت الذی صدّر به الفصّ والبیت الذی ختم القطعة المصدّر بها .

(فداء نبیّ ذبح ذبح  لقربان ) « الفداء » و « الفداء » : حفظ الإنسان عن النائبة بما تبذله عنه.

"" إضافة الجامع : ما سطره الشیخ بنفسه على أن الاعتقاد بکون الذبیح إسماعیل علیه السّلام ظاهر مما أورده الشیخ ابن العربی نفسه فی کتابه الإسفار عن نتیجة الأسفار ( ص 37 ، سفر الهدایة ) : " ولما ابتلی بذبح ما سأله من ربه وتحقق نسبة الابتلاء ، وصار بحکم الواقعة ، فکأنه قد ذبح - وإن کان حیّا - بشّر بإسحاق علیه السّلام من غیر سؤال ، فجمع له بین الفداء وبین البدل مع بقاء المبدل منه." ""

والنبیّ لکونه أکمل بنی نوعه صورة ومعنى وأتمّهم ظهورا وإظهارا ، وأعمّهم أوضاعا وآثارا - لا یکون فداه من الأموال إلَّا ما یکون ذا أثر وفعل ظاهر ، کما للحیوانات ، وذلک إنّما یکون بالذبح للقربان ، فإنّ أرواح المذبوح یقرّب المذبوح له ویمدّه فی إظهار الآثار

کما سیجیء الکلام علیه فی الفصّ الموسوی إن شاء الله تعالى - وبیّن أنّه إذا کان المطلوب من القربان إمداد المذبوح المتقرّب به بضرب من الامتزاج والاتّحاد للمتقرّب له بظهور آثاره فیه ، فکیف ینوب الإنسان  شیء فی ذلک - أی فی إظهار الآثار .

( وأین ثؤاج الکبش من نوس إنسان ) النوس : التذبذب ، وهو کنایة عن النطق لتذبذب الصوت به فی المخارج .

( وعظَّمه الله العظیم ) فی قوله : " وَفَدَیْناه ُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ " [ 37 / 107 ] على حقارة آثاره

( عنایة بنا ) فإنّه ما یصلح لأن یتقرّب به الإنسان ذلک التقرّب یکون عظیما ( أو به ) کما سیجیء بیانه ، ( لا أدر ) حذف الیاء منه اکتفاء بالکسرة - على ما فی قوله تعالى : " وَاللَّیْلِ إِذا یَسْرِ " [ 89 / 4 ] .

( من أیّ میزان ) فإنّ هاهنا میزانین : أحدهما العلوّ الشرفیّ ، والآخر الکمال الجمعیّ ، فإذا اعتبر الأوّل منهما کان التعظیم الذی للکبش بنفسه لا للمفدى به وإذا اعتبر الثانی کان التعظیم المشار إلیه باعتبار المفدى به کما سیجیء بیانه .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( (فداء نبی ذبح لقربان    ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان

و عظمه الله العظیم عنایة   … بنا أو به لا أدر من أی میزان )

الفص الإسحاقی

06 -  فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فداء نبی ذبح لقربان ... و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان)

فص حکمة حقیة فی کلمة إسحاقیة

وصف رضی الله عنه هذه الحکمة بالحقیة ، لأن إسحاق جعل ما رآه أبوه علیهما السلام فی حضرة الخیال حقا ثابتا فی الحس حیث استسلم للذبح ولهذا اختصت به .

ثم إنه رضی الله عنه أورد هذه الحکمة تلوا للحکمة المهیمیة لأن تلحکمة المهیمیة نسبة إلى المهیمین الذین هم من الأرواح المجردة .

وهذه الحکمة متعلقة بعالم المثال الذی هو تلو عالم الأرواح .

(فداء نبی) بتقدیم النون مصدر مضاف إلى مفعوله یقال : فداه وفاداه إذا أعطى فداءه فأنقذه وهو مبتدأ خبره (ذبح ذبح) الذبح الأول بفتح الذات مصدر . والثانی بکسرها ما یتهیأ للذبح.

وجعل بعضهم الفداء بمعنى المفدی مبتدأ ، والذبح بکسر الذال مضاف إلى مثله خبره. وأراد بالذبح المضاف الکبش و بالمضاف إلیه إسحاق علیه السلام.

وعلى التقدیرین فالجملة إما خبریة أو استفهامیة بتقدیر الاستفهام للتعجب .

وذهب بعضهم إلى أن الفداء خبر مبتدأ محذوف، أی نفسی فداء نبی.

وقوله : ذبح بکسر الذال فیهما ورفع الأول خبر بعد خبر .

وقوله القربان : أی لأن یتقرب به إلى الله تعالی متعلق.

إما الذبح إن کان مذکورا بصریحه أو بما یفهم من الذبح الأول أو الثانی.

(وأین ثواج الکبش) الثواج : بضم الثاء المثلثة صوت الغنم (من نوس إنسان) والنوس صوت سوق الإبل یقال : نست الإبل ، أی سقته یعنی این مرتبة الثواج الذی هو من خواص الکبش، وهو صوت طبیعی له عن مرتبة النوس الذی هو من خواص الإنسان.

ومن جملته الحد المشتمل على ألفاظ فصیحة ومعانی دقیقة والحان لطیفة ، فکما بین خاصیتهما من التفاوت الظاهر فکذلک بین ذاتیهما فأین الکبش من الإنسان فکیف یکون فداء له. والفداء ینبغی أن یساوی المفدى عنه .

اعلم أنه ذهب إلى کون الذبیح إسحاق علیه السلام طائفة کبیرة من السلف والیهود قاطبة وذهب الأکثرون إلى أنه إسماعیل.

والشیخ رضی الله عنه فیما ذهب إلیه معذور فإنه بمقتضی مبشرته مأمور.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وعظمه الله العظیم عنایة ... بنا أو به لا أدر من أی میزان

ولا شک أن البدن أعظم قیمة ... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان

(وعظمه)، أی الکیش (الله العظیم) حیث جعله فداء لنبی عظیم عنایة به ، أی الکبش (أو بنا) معشر بنی آدم ویدخل فیه النبی دخولا أوئیة (لا أدر) بحذف الیاء اکتفاء بالکسر.  

و هکذا فی النسخة المقروءة على الشیخ رضی الله عنه وفی بعض النسخ:

لم أدر من أی میزان أی لم یذر (من أی میزان) وقع من میزان عنایة الله بنا أو من میزان عنایته بالکبش وإنما جعل عنایته بالکبش وإنما جعل عنایته سبحانه میزان أو بعنایته تعرف مقادیر الأشیاء ومراتبها کما یعرف بالمیزان أوزانها (ولا شک أن البدن) جمع بدنة بالفتحنین وهی ناقة أو بقرة تنحر بمکة (أعظم) من الکبش (قیمة ولهذا صارت عوضا عن سبعة من الضحایا (وقد نزلت) ، أی انحطت هی بل ذبحها (عن ذبح کبش القربان)، لأنه جعل فداء عن نبی دون البدن وبه تقرب إلى الحق دونها


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص

[آیا سر بریدن گوسفندى براى تقرب به حق تاوان پیامبرى می‌شود]

فداء نبیّ ذبح ذبح لقربان‏ و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان‏

آیا سر بریدن گوسفندى براى تقرب به حق تاوان پیامبرى می‌شود. صورت گوسفند کجا و صورت انسان کجا (آن بع بع می‌کند و این مصداق‏ عَلَّمَهُ الْبَیانَ‏ است و بیان اسم اعظم حق است).

و عظمه اللّه العظیم عنایة بنا أو به لا أدر من ای میزان‏

یعنى خداى بزرگ آن کبش را بزرگ شمرد (که در قرآن فرمود: وَ فَدَیْناهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ‏ آیا از حیث عنایت به کبش و تعظیم شأن او بود از آن جهت که او را فداى نبى معظم عند اللّه گردانید، یا از حیث عنایت به نبى و تعظیم قدر او از آن جهت که کبش فداى او شد، نمی‌دانم از چه میزانى است. آیا از میزان عنایت حق به کبش است یا از میزان عنایت خدا به ماست (در بعضى نسخه‌‏هاى فصوص «لم أدر» دارد که از حیث وزن مصراع ثانى صحیح است چه لم جازمه، یاى أدرى را اسقاط می‌کند و با بودن یاء وزن مصراع ناقص می‌شود اما از حیث معنى «لا ادری» درست است چه «لا ادری» نمی‌دانم است و «لم أدر» ندانستم و جاى نمی‌دانم است نه ندانستم.

عارف جامى در شرح فصوص فرماید:

نسخه‌ای که بر شیخ قرائت شد «لا أدر» است اگر چه لا نافیه است نه جازمه اما با بودن کسره یاء اکتفا به حذف آن شده است که کسره دلالت بر حذف یاء کند.( شرح فصوص جامى)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۷۴-۳۷۵

فداء نبى ذبح ذبح لقربان‏ و أین ثؤاج‏ الکبش من نوس‏ إنسان‏

همزه استفهام از براى تعجب و تعجیب از اول بیت محذوف است تقدیر «افداء نبی» است چنانکه مى‏گوئى هذا قدرى عندک و مراد أ هذا است.

ذبح به فتح ذال مصدر است، و به کسرش اسم آنچه کشته مى‏‌شود از براى قربان.

و ثؤاج صوت غنم است و نوس تذبذب و اضطراب و آواز کردن در حال سوق ابل. یقال: ناس إبله أى ساقه و ناس الشى و أناسه أى ذبذبه و حرّکه. و مراد اینجا صوت انسان است و حرکت او.

یعنى چگونه فداى پیغامبرى کشتن قربانیى تواند بود؟

و چگونه صوت کبش و حرکت او در حال ذبح قائم مقام صوت انسان و حرکتش تواند گشت؟ و حال آنکه در میان فدا و مفدىّ عنه از مناسبت مقاربت چاره نیست و لهذا «مسلم» از براى «ذمّى» و «حرّ» از براى «عبد» کشته نمى‏‌شود.

و بباید دانست که اکثر مفسّران برآنند که فدا از براى اسماعیل بود و ظواهر نصوص نیز دالّ است برین، امّا شیخ در اختیار این مذهب معذور است از آنکه بدین موجب مأمور است چنانکه در اول کتاب گفته شد.

و عظّمه اللّه العظیم عنایة به أو بنا لم أدر من أىّ میزان‏

و حال آنکه حضرت حق سبحانه و پروردگار عظیم این ذبح را به عظمت وصف کرده که‏ وَ فَدَیْناهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ‏؛ یا از براى عنایت و تعظیم شأن او که او را فداى پیغامبرى ساخته است که عند اللّه معظم است؛ یا از براى اعزاز و اجلال و تعظیم و اکرام این پیغامبر.

بدین معنى که ذبح را چون فداى چنین عظیمى ساخته، لاجرم سزاوار تعظیم باشد. پس نمى‏دانم که این از کدام میزانست تعظیم على الحقیقة و عنایت کبش راست یا ما را؟


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۵

فداء نبىّ ذبح ذبح لقربان‏ و أین ثؤاج الکبش من نوس إنسان‏

- الثواج: صوت الکبش.

و عظّمه اللّه العظیم عنایة بنا أو به لم أدر من أیّ میزان‏

شرح یعنى تعظیم آن فدا، از جهت عنایتى بود در حق ما که نگذاشتند که نبى کشته شود؛ یا خود عنایتى بود درباره کبش، که وى آن محلّ یافت تاقایم مقام نبى شود؛ یا از آن جهت که قدر حیوان اعلى است از انسان و او عارف‏تر است به حق.