عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال الشیخ رضی الله عنه : (و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان ... فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان .... ألم تدر أن الأمر فیه مرتب … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟ ....  فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان ... و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولا شک) عند العقلاء (أن البدن) جمع بدنة وهی الواحدة من الإبل والبقر والجاموس (أعظم قیمة) إن أرید بالعظم فی الآیة فی حق الکبش عظیم القیمة، فإن الجمل والبقرة قیمتها أکثر من قیمة الکبش.

(وقد نزلت)، أی البدن فلم یذبح منها شیء (عن ذبح کبش) من الکباش (لقربان)، أی لأجل التقرب به إلى الله تعالی فداء عن إنسان کامل، فلیس المراد العظیم فی القیمة بل المراد فی القدر والشرف.

(فیا لیت شعری)، أی یا لیتنی أشعر، أی أعلم وأتحقق (کیف)، أی على أی کیفیة (ناب بذاته)، أی خلق نفسه (شخیص) تصغیر شخص مضاف إلى (کبیش) تصغیر کبش أیضا، وهذا التصغیر للتقلیل والتحقیر بالنسبة إلى مقام الإنسان الکامل (عن خلیفة رحمن)، وهو إسحاق النبی علیه السلام.

ثم أجاب عن ذلک بقوله: (ألم تدر) یا أیها الإنسان العارف یعنی نفسه وغیره (أن الأمر)، أی أمر الله تعالى الواحد النازل منه تعالى فی صورة المخلوقات کلها (فیه)، أی فی ذلک الأمر (مرتب)، أی على ترتیب مخصوص (وفاء) نائب فاعل مرتب، والوفاء الزیادة .

(لإرباح)، أی لحصول المراتب السامیة والمقامات العالیة فی بعض المخلوقات (ونقص) ضد الوفاء (لخسران)، أی حرمان تلک الزیادة فی بعض المخلوقات الأخر ثم بینه بقوله .

(فلا خلق)، أی مخلوق (أعلى) رتبة وکمالا فی معرفة الله تعالى و کثرة تسبیحه (من جماد) فالجماد کالحجر والتراب ونحو ذلک أعلى المخلوقات عبادة لله تعالى، ولهذا سکن فلم یتحرک حسین ولا عقلا ولا طبعا، وتحرک أمرا فقط.

فهو یعمل بأمر الله تعالی خاصة (وبعده)، أی الجماد فی علو المرتبة فی العبادة (نبات) کالشجر والحشیش والریاحین ونحو ذلک (على قدر)، أی مقدار له فی ذلک (یکون) علیه (وأوزان)، أی مراتب وحدود لا یتجاوزها، ولهذا تحرک طبعا لا حس ولا عقلا ، فهو یعمل بطبعه بأمر الله تعالى فهو دون الجماد فی المرتبة .

(وذو الحس) وهو الحیوان کالوحوش والطیور ونحو ذلک (بعد النبت) فی الرتبة ولهذا تحرک طبعا وحسة لا عقلا.

فهو یعمل بطبعه وبحسه بأمر الله تعالى فهو دون الجماد والنبات فی الرتبة (والکل)، أی الأقسام الثلاثة : الجماد والنبات والحیوان .

(عارف) معرفة فطریة نظریة طبیعیة (بخلافه)، أی ربه الذی خلقه (کشفا)، أی ذوقا وشهودة لا فکرة وتخییلا (وإیضاح)، أی بیان (برهان)، أی دلیل واضح لا تشکیک فیه، والمراد به القرائن والعلامات التی بها یکشف العارف عن معروفه، ویتحقق بها حقیقة مألوفه.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولا شک أن البدن) بضم الباء وسکون الدال جمع بدنة (أعظم قیمة) من الکبش .

(و) الحال (قد نزلت) أی انحطت (عن ذبح کبشر لقربان) أی لم تکن البدنة فداء عن نبی کریم مع أنها أعظم قیمة من الکبش.

(فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ، شخیص الکبش) تصغیرین (عن خلیفة رحمان) یعنی لا ینوب بذاته عن خلیفة رحمان بل لمعنى زائد على ذاته الجلیل القدر عند الله.

الذی کان فی خلیفة رحمان فیه کان وهو إسحاق علیه السلام .

وأکثر المفسرین ذهبوا إلى ما رآه إبراهیم إسماعیل علیهما السلام وبعضهم ذهب إلى أنه إسحاق علیه السلام .

والشیخ اختار هذا المذهب لتطابق کشفه مذهب البعض.

والمراد بإتیان التصغیر أن یعلم أن العظمة لیست بالنظر إلى الصورة ولا بالنظر إلى القیمة بل المراد العظمة عند الله وهو الوفاء بالعهد السابق .

ویجوز أن یکون المراد من خلیفة رحمان إبراهیم علیه السلام أو کلیهما لأن الفداء عن الولد فداء عن الوالد .

(ألم تدر) استفهام تقریر خطاب (أن الأمر نیه) أی فی الفداء (مرتب) متناسب فی الوصف وإن لم یکن له مناسبة فی الذات والصورة .

لکن الاعتبار بالمعنى وقد اعتبره الله تعالى بقوله : " بذبح عظیم" فلا ناب بذاته بل مع الوصف الشریف والکبش أعظم انقیادة وتسلیما للذابح من غیره .

بل هذا الوصف أصل فی الکبش وفدی الشریف عن الشریف (وفاء) أی إطاعة وتسلیم لأمر الله (لإرباح) بکسر الهمزة أی لتجارة رابحة .

فکانت تجارة إبراهیم وإسحاق علیهما السلام الانقیاد والتسلیم رابحة مربحة وربح التجارة الفداء عنهما، وکأن تجارة الکبش وهی انقیاده وتسلیمه للذابح رابح ومی نداره عن خلیفة رحمان (ونقص لخسران) ولو نقصا فی الانقیاد والتسلیم ما ربحت تجارتهما ولم یفد عنهما والأرباح مرتبة على الوفاء والخسران مرتب على النقص. وقوله : وفاء ونقص خبر مبتدأ محذوف تقدیره وهو أی المرتب وفاء الخ.

وقوله : بین جهة العلو فی الکبش شرع بهذه المناسبة فی بیان جهة بعض الأشیاء على بعض بحسب الترکیب من قلة الأجزاء وکثرتها.

فقال : (فلا خلق أعلى من جماد) لقلة أجزائه فکان أقرب من المبدأ من غیره لقلة الوسیط وما کان أقرب فهو الأفضل من الأبعد فقد کان أفضل ما کان أسفل عندک وأسفل ما کان أفضل عندک فاعتبروا أیها السالکون فی طریق الحق و اترکوا علومکم العادیة والرسمیة حتى یعلمکم الله من لدنه علما.

(وبعده) أی والأعلى بعد الجماد (نبات على قدر یکون واوزان) یعنی أن العلو یکون على قدر أجزائه وأوزانه (وذو الحس بعد النبت) لأنه أکثر أجزاء من النبت فکان أبعد من الحق منه .

(فالکل عارف بخلاقه) لعدم احتجابهم عن ربهم بسبب قلة الإجزاء والإمکانات فی ترکیب وجودهم وقد علم عرفناهم بخلافهم (کشفا وإیضاح وبرهان) أی علم عرفانه بکشفنا وإیضاح برهان لأن عرفانهم لا یکون عن کشف وإیضاح برهان إذ الکشف عبارة عن رفع الحجاب فلا حجاب لهم فلا رفع ولا حظ لهم عن إیضاح برهان فلا ینصرف الکشف والإیضاح إلى عرفانهم.

ویجوز أن یکون الکشف عبارة عن عدم الحجاب وإیضاح برهان عبارة عن أنفسهم لأن أنفسهم بسبب قلة الإجزاء براهین واضحة على ربهم دون نفس الإنسان فیتعلق الکشف والإیضاح إلى عرفانهم وعلى الوجه الأول البرهان قوله تعالی: "سبح لله ما فی السموات والأرض" [الحدید: 1].

وقوله تعالى : "وإن من شیء إلا یسبح بحمده ولکن لا تفقهون تسبیحهم" [الإسراء: 44] .

والتسبیح لا یکون إلا عن علم ویؤیده قوله


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

وما ذکر تعظیمها کما ذکر تعظیم الکبش. والذبیح، خلیفة الله من أجل أن آدم و بنیه کل منهم یستحق الخلافة من حیث الانسانیة .

ولیس من غیر نوع الانسان یکون خلیفة فی الأرض ثم ذکر فی الأبیات أن الموجودات الجسمانیة أشرفها فی الرتبة الجماد وأشرف منه النبات.

وأشرف منه الحیوان . وأشرف من الحیوان الإنسان .

فکیف یکون المشروف الذی هو الحیوان بدلا من الإنسان فی فدائه من الذبح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال رضی الله عنه :

ولا شکّ أنّ البدن أعظم قیمة    ..... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان

یرید رضی الله عنه أنّ قیمة البدن أعظم من الکبش بالضعف وأکثر ، رعایة لجانب الفقیر ، ولهذا تجزی فی الضحایا عن سبعة ، ولکن لیست البدن مخلوقة للاستسلام - کما مرّ - دون أمر ، فإنّ البدن ترکب وتحلب وقد تذبح للقربان ، والغنم لیس إلَّا للذبح ، والحلب والنتاج تبع لذلک بخلاف البدن .

قال رضی الله عنه  :

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته   .... شخیص کبیش عن خلیفة رحمان ؟ !

یحرّض رضی الله عنه على درایة هذا السرّ الذی استقصینا القول فی بیانه ها هنا ، وقبله فی شرح فصّ إبراهیم فی الفهرست ، فانظر .

قال رضی الله عنه :

ألم تر أنّ الأمر فیه مرتّب .....   وفاء لإرباح ونقص لخسران ؟

یعنی رضی الله عنه : أنّ الأقدار فی قیم الأشیاء مرتّبة ، فمن فدی نفسه فی سبیل الله بذات غالیة القیمة ، عالیة المنزلة ، فهو أعلى وأغلى ، فمن یفدى بما دون ذلک فکان ینبغی أن یفدى بالبدن کما فدی والد رسول الله ، عبد الله بن عبد المطَّلب على ما عرف واشتهر ، ولکنّ السرّ ما ذکرنا.

قال رضی الله عنه :

فلا خلق أعلى من جماد وبعده ..... نبات على قدر یکون وأوزان

وذو الحسّ بعد النبت والکلّ عارف  ..... بخلَّاقه کشفا وإیضاح برهان

یرید رضی الله عنه : أنّ الکبش وإن نزل من کونه حیوانا على درجة الإنسان الکامل ، وینقص فی الدلالة والمعرفة والمظهریة عن الکامل ، ولکنّه أعلى من الإنسان الحیوان ، لکون الکبش عارفا بخلَّاقه کشفا وبالذات والحقیقة ، لا بالفکر والعقل کالإنسان الحیوان .

فإنّ معرفة العارف من الإنسان الحیوان معرفة نظریة استدلالیّة وقد لا تطابق الواقع فی نفس الأمر ، لإمکان وقوع خلاف نظره واستدلاله فی نظر ذی نظر واستدلال آخر من وجه آخر ، بخلافه دلالة الحیوان ومعرفته الذاتیة الفطریة التی فطره الله علیها ، إذ لا خلاف فی ذلک أصلا ، لکونه فطر علیه.

فإن قلت : وکذلک الإنسان ، فطره الله على معرفته .

قلنا : نعم ، ولکنّ الإنسان الحیوان غیّر معرفته الفطریة ، وما زج بها وخلطها بتصرّفات فکریة ، وحرکات إرادیّة نفسیة ، ومعنى قوله تعالى  : "فِطْرَتَ الله الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها " .

أنّ المعنیّ بـ " الناس " الکمّل ، لا الإنسان الحیوان إلَّا من حیث ما أشار إلیه رسول الله - صلى الله علیه وسلم - : « کلّ مولود یولد على الفطرة - وبروایة - على فطرته ، فأبواه یهوّدانه ویمجّسانه وینصّرانه » الحدیث .

وأعلى المخلوقات فی هذا الکشف والمعرفة المعدن والجماد ، لکونه أبقى وأدوم على هذه المعرفة الذاتیة الفطریة ، ولیس فیه أصلا تغیّر عن جبلَّته الفطریة ما دام ذاته ،

والجماد کامل التأتّی والقبول الانقیادی الذاتی لکلّ ما تصرّف فیه متصرّف علیهم بمصارف تصریفه بلا تأبّ ولا تصرّف مخرج له عن کمال الانقیاد والطاعة الذاتیّین لله فاطر السماوات والأرض وما بینهما .

فالجماد أتمّ فی هذا النوع من المعرفة ، فإنّه تحقّق بالذات والمرتبة والوجود أن لا متصرّف إلَّا الله ، ولا تصرّف إلَّا لله ، فهو بالحقیقة والوجود والمرتبة مستسلم ، منقاد ، قابل ، مطوع لما أراد الله منه .

ودونه فی المرتبة النبات النموّ ولکن تلک الحرکة الطبیعیة الفطریة بالنموّ تضاف إلیه عرفا ، فیقال فیه : إنّه جسم نام ، فذلک نوع تصرّف طبیعی زاد على أصل الفطرة التی للجماد ، وبهذا تنقص معرفته عن معرفة الجماد .

وکذلک الحیوان ذو الحسّ والحرکة الإرادیة ، ینقص فی المعرفة المذکورة عن النبات ، لزیادة تصرّف وحرکة فی الحیوان بحیوانیته ، فینقص بقدر ما زاد على الجماد الثابت على أصل المعرفة الفطریة ، وعلى النبات بل بالضعف .

ثم الإنسان الحیوان ینقص عن سائر الحیوان والنبات والجماد فی هذه المعرفة النزیهة الفطریة الإلهیة غیر المتغیّرة بالآثار النفسیة والتصرّفات العرضیة غیر الذاتیة ، وفی الحیوان تحقّق بها الغنم ، فانظر کمال انقیاده واستسلامه لأمر الله بالذبح فیه.

فإن لم تشهد ما یشهدک الله فآمن بما قال الصحابیّ عن بدن النبیّ صلَّى الله علیه وسلَّم حین أمر النبیّ علیه السّلام بتقریبها لله قرابین : إنّها جعلت یزدلفن إلیه بأیّهنّ یبدأ فی قربانه .

فکن یا أخی ! إمّا من أرباب القلوب الذین یشهدون الله بقلوبهم ، ویشهدون الأمر على ما هو علیه الأمر فی نفسه عند الله .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

( ولا شک أن البدن أعظم قیمة   .... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان )

عظیم القیمة مستحب فی القربان ، تعظیما لوجه الله وزیادة فی التجرید ، وتغلیبا لمحبة الله على حب المال ورعایة لجانب الفقراء ، ولا شک أن البدن أعظم قیمة ، ولذلک تجزى بدنة فی الضحایا عن سبعة ، وفد نزلت هاهنا عن الغنم لشدة المناسبة بینه وبین النفس المسلمة الفانیة فی الله الباذلة بروحها لوجه الله ، لسلامة نفسه واستسلامه للذبح والفناء فی الإنسان ، فإنه خلق مستسلما للذبح فحسب ، بخلاف البدن فإن المقصود الأعظم منها الرکوب وحمل الأثقال .

"" إضفة بالی زادة : ( البدن ) جمع بدنة بفتحتین : وهی ناقة أو بقرة تنحر بمکة ، وقد نزلت عن الکبش لأنه جعل فداء عن نبی دون البدن أهـ . بالى زاده""

وأما الحلب فتابع لکونهما مأکولین والنظم إلى المقصود الأعظم :

( فیا لیت شعری کیف ناب بذاته .....   شخیص کبیش عن خلیقة رحمن )

تحریض على معرفة سر مناسبته للإنسان الفانی فی الله،

"" إضفة بالی زادة : "کیف ناب " أی لا ینوب "بذاته عن خلیفة رحمن " بل لمعنى زائد على ذاته جلیل القدر عند الله ، کالذی کان فی خلیفة رحمن ، فیه کان نائبا عنه علیه السلام ، وهو إسحاق فی کشف الشیخ قدس سره اهـ. بالى زاده ""

( ألم تدر أن الأمر فیه مرتب   .... وفاء لإرباح ونقص لخسران )

یعنى أن الأمر فی الفداء مرتب ، فإن الفداء صورة الفناء فی الله ، وأعظم الفداء فداء النفس فی سبیل الله ، کما قال علیه الصلاة والسلام ، حین تحقق بالفناء الکلى فی الله « وددت أن أقاتل فی سبیل الله فأقتل ، ثم أحیا ثم أقاتل فأقتل ، ثم أحیا ثم أقاتل فأقتل ، ثلاث مرات.

" وقال تعالى: " إِنَّ الله اشْتَرى من الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فی سَبِیلِ الله فَیَقْتُلُونَ ویُقْتَلُونَ".

"" إضفة بالی زادة :  "مرتب" متناسب فی الوصف لا فی الذات والصورة، فلا ناب بذاته بل مع الوصف الشریف، لأنه أعظم انقیادا وتسلیما للذبح عن غیره بل هذا الوصف أصل فی الکبش، ففدى الشریف عن الشریف أهـ.

"لإرباح" بکسر الهمزة، أی لتجارة رابحة، فکانت تجارة إبراهیم وإسحاق الانقیاد والتسلیم رابحة مربحة، وربح التجارة الفداء عنهما وکانت تجارة الکبش، وهی انقیاده وتسلیمه للذبح رابحة ، وهی فداؤه عن خلیفة رحمن "ونقص لخسران" أی ولو نقصا فی الانقیاد ما ربحت تجارتهما ، والإرباح مرتب على الوفاء والخسران على النقص أهـ. ""

فإن الفداء بالنفس صورة الفناء المطلق ، وهو وفاء بعهد التوحید لإرباح هی الحق بالذات والصفات والأفعال ، کما قال فی قرب الفرائض « من طلبنى فقد وجدنی ، ومن وجدنی فقد عرفنی ، ومن عرفنی فقد أحبنی ومن أحبنی فأنا قتلته ومن قتلته فعلى دیته ، ومن على دیته فأنا دیته » .

أو نقص کالفداء بالمال والصفات ، فإنه خسران بما بقی منه ، وقوله . وفاء خبر مبتدإ محذوف أی هو وفاء والضمیر للأمر أو الفداء ، فذبح الکبش هو الوفاء لمناسبته للنفس المسلمة حق الإسلام ، المستسلمة للفناء کما ذکر ، فهو أنسب وأعلى من البدن ومن الحیوان الإنسان ، لقوة استسلامه للفناء وعدم تأبیه کما یأتی بعده ، أو الأمر فی الحق مرتب وفاء بالفناء فیه بالذات لإرباح من البقاء به بالذات والصفات والأفعال ، ونقص بالظهور بالأنانیة للخسران بالاحتجاب عن الحق.

فإن کل ما انقاد لأمر الله مطلقا ولم یظهر بالأنانیة أصلا کالجماد کان أعلى رتبة من الموجودات لوجوده باللَّه وانقیاده لأمره مطلقا وعدم ظهوره بنفسه وأنانیته، ثم النبات ثم الحیوان الأعجم من الآدمی ، ومن الحیوان کل ما هو أشد انقیادا لأمر الله کان أعلى.

فالکبش أعلى من البدن لزیادة انقیاده واستسلامه، وأما تفدیة عبد المطلب بالبدن، فللنظر إلى القیمة وشرف الصورة الإلهیة، لقوله : " خلق آدم على صورته " وإلا فالباقی على فطرته من غیر تصرف فکره ، وظهوره بنفسه وأنانیته کان أقرب إلى الحق ، لقوله :

قال الشیخ رضی الله عنه : 

( فلا خلق أعلى من جماد وبعده ......   نبات على قدر یکون وأوزان)

"" "فلا خلق أعلى من جماد " لقلة أجزائه فکان أقرب من المبدإ لقلة الوسائط ، وما کان أقرب فهو الأفضل من الأبعد ، "وإیضاح"  البرهان قوله تعالى : "سَبَّحَ لِلَّه ما فی السَّماواتِ وما فی الأَرْضِ " إلخ فظهر من هذا أن کلهم أعلى من آدم من هذا الوجه ، وقد کان علمک أن آدم أفضل الخلق کیف ظهر خلاف علمک ، فاترک علمک واطلب علما نافعا یحصل عن کشف إلهی لا خلاف فیه ، وهو مقام الحیوانات والنباتات والجمادات اهـ.  ""

(وذو الحس بعد النبت والکل عارف  ..... بخلاقه کشفا وإیضاح برهان)

"" إضفة بالی زادة :  " والکل عارف بخلاقه " لعدم احتجابهم عن ربهم بسبب قلة الأجزاء والإمکانات فی ترکیب وجودهم " کشفا وإیضاح برهان " إذ الکشف عبارة عن رفع الحجاب ، فلا حجاب ولا رفع ، ولأن أنفسهم بقلة الأجزاء براهین واضحة على ربهم دون نفس الإنسان فیتعلق الکشف والبرهان إلى عرفانهم اهـ بالى . ""


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

(ولا شک أن البدن أعظم قیمة  ...... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان)

أی، ولا شک أن البدن أعظم قیمة وأکثر هیبة من الکبش، لذلک صارت بدنةعوضا عن سبعة من الضحایا، وقد انحطت عن درجة الکبش فی التقرب إلى الحق هنا. و (البدن) ، بضم الباء وسکون الدال، جمع (بدنة.)

(فیالیت شعری کیف ناب بذاته    ...... شخیص کبیش عن خلیفة رحمان)

ومعناه ظاهر. واعلم، أن غرض الشیخ رضی الله عنه فی هذه الأبیات بیان سر التوحید الظاهر فی کل من الصور الوجودیة، فی صورة التعجب نفیا لزعم المحجوبین وإثباتا لقول الموحدین المحققین.

وذلک أن الوجود هو الظاهر فی صورة الکبش، کما أنه هو الظاهر فی صورة إسحاق، فما ناب إلا عن نفسه، وما فدى منها إلابنفسه الظاهرة فی الصورة الکبشیة، فحصلت المساواة فی المفاداة.

(ألم تدر أن الأمر فیه مرتب   ..... وفاء لإرباح ونقص لخسران؟)

ضمیر (فیه) عائد إلى (الفداء). وقوله: (وفاء ونقص) کل منهما خبر مبتدأ محذوف.

أی، أ لم تعلم أن الأمر، أو الشأن الإلهی، فی الفداء مرتب، لیکون بین المفدى والمفدى علیه مناسبة فی الشرف والخسة وباقی الصفات، فلا یفدى من الشریف بالخسیس، ولا بالعکس.

والإتیان بالفداء الذی هو صورة فداء النفس وفاء بالعهد الأزلی السابق "فی عالم الذر"

(لإرباح)، بکسر الهمزة على صیغة المصدر. أی، لإکمال المستعد نفسه وغیره من المستعدین. یقال: هذه تجارة مربحة. أی، کاسبة للربح.

أو بفتح الهمزة، على صیغة الجمع. أی، للکمالات التی تحصل لمن یأتی بالفداء.

والأول أنسب لما بعده. وعدم الإتیان به نقص لخسران.

فإن من لم یف بالعهد السابق الأزلی لاحتجابه بالغواشی الظلمانیة، إنما هو لنقص استعداده وخسران رأس ماله الذی هو العمر والاستعداد، لتضییع هما فیما هو فان.

وسر هذا المعنى وتحقیقه أن تعلم أن الوصول إلى الحق، سبحانه، للعبد لا یمکن مع بقاء أنانیته، لأنها توجب الإثنینیة.

فلا بد من إفنائها. والإقرار الأزلی بربوبیته تعالى إنما یتم بعدم الإشراک، ذاتا ووجودا وصفة وفعلا.

فالسالک ما دام أنه لا یفنى ذاته وجمیع ما یترتب علیها، لا یکون موفیا بعهده السابق.

فالحق، سبحانه،أرى إبراهیم ما أراه تکمیلا له ولإبنه، إبتلاء لهما.

فإن ذبح ابنه الذی هو نفسه فی الحقیقة إفناء لهما، فلما قصد بذبح ابنه واستسلم ابنه نفسه وانقاد، حصل الفناء المطلوب والوفاء بالعهد الأول منهما.

وفدى الحق، سبحانه،عنهما الذبح العظیم، لکونه فی غایة الانقیاد والاستسلام، دون غیره من الحیوانات.

ویجوز أن یعود ضمیر (فیه) إلى (الحق) الذی هو الوجود.

أی، أ لم تعلم أن الأمر الإلهی فی الوجود وتنزله وظهوره فی المراتب کلها (مرتبا).

کما قال: (الله الذی خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن یتنزل الأمر بینهن لتعلموا أن الله على کل شئ قدیر).

وأن الله قد أحاط بکل شئ علما.

أو: والأمر فی وجوده ونفسهمرتب مرعى التناسب: لا یفدى عن شریف بخسیس، ولا عن حقیر بعظیم، فلا بد من التناسب بین الکبش وبین هذا النبی الکریم ذاتا وصفة.

فقوله: (ألم تدر) تنبیه للطالب على أن ینظر بنظر الحق، ویعلم أن المناسبة

الذاتیة بینهما هی أن کلا منهما مظهر للذات الإلهیة، والمناسبة الصفاتیة تسلیم کل منهما لما حکم الله علیهما، وانقیادهما لذلک طوعا.

فیتعین أن الظاهر فی الصورة الکبشیة هو الذی ظهر فی الصورة الإسحاقیة.

وتخصیص ظهوره بها فی الفداء للمناسبة بینهما فی الانقیاد والتسلیم.

(فلا خلق أعلى من جماد وبعده  ..... نبات على قدر یکون وأوزان)

ولما کان السر الوجودی ظاهرا فی الکل والتفاوت والتفاضل إنما یقع فی المراتب بین أن الأقرب إلى الحق أفضل من غیره، لقلة الوسائط بینه وبین المقام الجمعی الإلهی، ولعدم تضاعف الوجوه الإمکانیة، لأن کل ما یترکب من أمور ممکنة، یتصف بإمکان الهیئة الاجتماعیة الحاصلة له، وإمکانات أجزائه، فیتضاعف الإمکان.

وکل ما کثرة وجوه إمکاناته، یزداد بعدا من الواجب لذاته.

لذلک قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان فی أحسن تقویم ثم رددناه أسفل سافلین).

فکما أنه بحسب التجرد عن خواص الممکنات و أداء الأمانات المأخوذة منها عند نزوله من کل مقام ومرتبة من عالم الغیب إلى عالم الشهادة بترک التعشق إلیها والإعراض عنها، یتنزه عن وجوه الإمکانات ونقائصها، فیظهر له الوجوب الذاتی الذی کان له بحسب الذات الإلهیة وکمالاته الذاتیة فیکون فی أعلا علیین مرتبة.

کذلک الواقف فی مقامه السفلى البشرى متعشقا إلى کل ما حصل له عند النزول یکون فی (أسفل سافلین).

ولا شک أن البسائط أقرب من المرکبات إلى الحق، ثم المعادن، وهو المراد بالجماد، ثم النبات، ثم الحیوان.

ولما کان کل منها مظهرا للذات التی هی منبع جمیع الکمالات، کان الکل موصوفا بالعلم بربه کاشفا لما یتعلق بمراتبهم بأرواحهم فی الباطن وإن لم یظهر ذلک منهم، لعدم الاعتدال الموجب لظهور ذلک، کما یظهر من الإنسان.

وقوله: (على قدر یکون وأوزان) أی، على منزلة ومرتبة یکون للنبات عند الله.

و (الوزن) هو القدر والمرتبة. یقال: فلان لا وزن له عند الملک.

أی،لا قدر له ولا قیمة عنده

(وذو الحس بعد النبت فالکل عارف ...... بخلاقه کشفا وإیضاح برهان)

أی، الأقرب من الله بعد البسائط والمعادن والنبات، الحیوان، لذلک أعطى الله له

جمیع ما یحتاج إلیه، کما قال تعالى: (أعطى کل شئ خلقه ثم هدى).

ولا ترقى له إلى غیر ما تعین له من الکمال. ولما کان جمیع الموجودات حیا عالما بربه عند أهل الکشف والشهود قال: (فالکل عارف بخلاقه).

وقوله: (کشفا) أی، الکل یعرفون ربهم بالکشف الصحیح الحاصل لروحانیتهم عند الفطرة الأولى. أو:

نحن علمناه کشفا، ولما کان الکشف حجة لصاحبه دون غیره، قال: (وإیضاح برهان).

أی، علمناه برهانا صریحا أیضا.

والمراد بـ (البرهان) ما یعطیه العقل المنور والشرع المطهر من الأدلة:

منها قوله: (سبح لله ما فی السماوات ومافی الأرض).

وقوله: (وإن من شئ إلا یسبح بحمده ولکن لا تفقهون تسبیحهم).

و (التسبیح) لا یکون إلا بعد المعرفة بأن له ربا یربه صاحب کمالات منزها عن النقائص الکونیة. فنبه بعرفانهم وبعدم عرفان الثقلین، لأن الخطاب للأمة وهو، صلى الله علیه وسلم، مبعوث إلیهما، فالجن أیضا داخل فی قوله:

(ولکن لا تفقهون تسبیحهم). وأیضا الجن لا مدخل لهم فی غیوب الموجودات احتجابها عن الحقائق، کما قال: (فلما خر تبینت الجن أن لو کانوا یعلمون الغیب ما لبثوا فی العذاب المهین). ومنها ما رواه البخاری عن أبى سعید الخدری، قال:

(کان النبی، صلى الله علیه وسلم، یقول: إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن کانت صالحة، قالت: قدمونی، قدمونی.

وإن کانتغیر صالحة، قالت لأهلها: یا ویلها، إلى أین تذهبون بها.

یسمع صوتها کل شیء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق).

وروى الترمذی عن أبى أمامة: (أن رسول الله قال: فضل العالم على العابد کفضلی على أدناکم).

ثم، قال رسول الله، صلى الله علیه وسلم: (إن الله وملائکته وأهل السماوات والأرض،حتى النملة فی جحرها وحتى الحوت فی الماء، لیصلون على معلم الناس).

وروى أبو داود والترمذی فی باب فضیلة العلم عن أبى الدرداء فی حدیث طویل:

(وأن العالم لیستغفر له من فی السماوات ومن فی الأرض حتى الحیتان فی الماء).

وعن سهل بن سعد رضی الله عنه  قال: (قال رسول الله، صلى الله علیه وسلم: ما من مسلم یلبى إلا لبى من عن یمینه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى ینقطع

الأرض من هاهنا وهاهنا). لذلک کانت البدن التی جعلها النبی،

علیه السلام، قربانا یزدلف کل منها إلیه، صلى الله علیه وسلم، لیکون أول ما یتقرب به بین یدیه. والعقل وإن کان محجوبا عن هذا الطور، لکنه إذا تنور بالنور الإلهی وعرف سریان وجوده فی جمیع الموجودات، یعلم أن لکل منها نفسا ناطقة عالمة سامعة، هی نصیبه من العالم الملکوتی، کما قال تعالى: (بیده ملکوت کل شئ).

وبحسب کثرة وجوده الإمکانات تبعد عن الحق وتغفل عن عالمه النوری، فتحجب ویحصل لها الرین. وبحسب قلتها تقرب منه ویستفیض منه الکمالات وتتنور بأنواره.

ولا شک أن البسائط أقرب إلیه من المرکبات، ثم المعادن،ثم النبات، ثم الحیوان.

فیصح عنده أیضا أن الکل عارف بالله منقاد لدیه مطلع لما یفیض علیه وتمر منه على ما دونه.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال الشیخ رضی الله عنه :  "ولا شک أن البدن أعظم قیمة ... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان . فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ... شخیص کبیش عن خلیفة رحمان . ألم تدر أن الأمر فیه مرتب ... وفاء لإرباح ونقص لخسران؟ . فلا خلق أعلى من جماد وبعده ... نبات على قدر یکون وأوزان . وذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا وإیضاح برهان"

قال الشیخ رضی الله عنه : (ولا شک أن البدن أعظم قیمة وقد نزلت) یعنی: فی حق إسحاق علیه السلام، بل فی حق الکل عن بع بدنة أو بقرة، (عن ذبح کبش لقربان) قید بذلک؛ لأنها أعظم فی باب الدیة.

ثم ازداد تجاهلا، فقال: (یا لیت شعری کیف ناب بذاته) أی: لیس فیه من الصفات الجلیلة ما یجعله صالحا لهذا المعنى.

(شخیص کبش) أی: شخص واحد حقیر من هذا النوع الحقیر فی نظر الخلق، (عن خلیفة رحمن) أی: النبی الکامل، مظهر الاسم الجامع الأکثر الأسماء. .

ثم زاد فی التعجب بأن الفداء یجب أن یکون أعلى من المفدى عنه رتبة أو غبطة، فقال: (ألم تدر أن الأمر فیه) أی: الفداء (مرتب) أی: یکون الفداء ذا رتبة علیة؛ لأنه (وفاء) من الفادی (لأرباح) أی: أرباح الأخذ (ونقص) أی: نقی وإسقاط من الفادی (لخسران)"أی خسران ذلک الکسب" یلحق الأخذ.

وقد قال تعالى:  "ولا تیمموا الخبیث منه تنفقون" [البقرة:267].


ثم أشار إلى ما صلح به الکبش للفداء، وهو أن الإنسان، وإن کان مظهرا جامعا إلهیا، فقد کثرت فیه الوجوه الإمکانیة الحاجبة عن الله تعالى، فقد عارض فیه موجب البعد موجب القرب، وأما ما عداه ممن قلت فیه الأمور الإمکانیة فهو أعلى من وجه، لکنه إن کثرت فیه الأمور الوجوبیة صلح لفداء الإنسان الکامل وإلا فلا.


قال: (فلا شیء أعلى من جماد) لقلة الأمور الإمکانیة؛ لکن قلت فیه الوجوه الوجوبیة أیضا فلم یصلح للفداء، (وبعده نبات) لما زاد فیه من الأمور الإمکانیة القوة المغذیة والنامیة والمولدة، فلم تظهر فیه زیادة الأمور الوجوبیة، فلم یصلح للفداء على قدر (یکون وأوزان) یزداد بعده بقدر زیادة هذه القوى، وینقص بقدر نقصها، على أن منها ما یقرب من الحیوان کالنحلة، فیکون قریبا منه فی البعد.


(وذو الحس) أی: الحیوان صاحب الحواس، (بعد النبت) لما زاد فیه بعد القوى النباتیة الحواس العشر أو أقل، والقوى المحرکة وهی وإن کانت من الأمور الممکنة لکنها لما کانت من أسباب العلوم أشبهت الأمور الوجوبیة، فصلح بها الحیوان للفداء، فما کان منه أکثر مناسبة للإنسان الکامل کالکبش صالح لفدائه، وذلک من حیث خلوه عن الأخلاق الذمیمة بخلاف سائر الحیوانات.

ثم استشعر سؤالا بأن العلو إنما یکون للمعرفة التی خلق العالم لأجلها، ولیست فی هذه الأشیاء، فأجاب بقوله: (والکل عارف بخلاقه) علمنا ذلک منها (کشفا) لما یفعل من أفعال ذوى الشعور، (وإیضاح برهان)، وهو النص الإلهی الدال على أن الکل یسبح بحمد ربه، ولا یتأتى بدون معرفته.


وقد ورد فی الحدیث: "لا یسمع صوت المؤذن حجر، ولا شجر، إلا شهد له یوم القیامة" .رواه ابن حبان والبیهقی فی «الشعب» والطبرانی فی الکبیر.

وروی: "أنه علیه السلام  لما أخذ بذبح البدن جعلن یزدلفن إلیه بأیتهن یبدأ".رواه أحمد فی المسند وأبو داود  والبیهقی فی السنن الکبری.

ثم أشار إلى ما فی الإنسان من الأمور الإمکانیة بقوله:



شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال الشیخ رضی الله عنه :

( ولا شکّ أنّ البدن أعظم قیمة  .... وقد نزلت عن ذبح کبش لقربان )

فیه تعریض بما ذهب إلیه أهل الظاهر من استحباب غلوّ القیمة فی القرابین .

( فیا لیت شعری کیف ناب بذاته  .... شخیص کبیش عن خلیفة رحمان )

ووجه تقریب هذا الکلام هاهنا أنّ إسحاق لما کان صورة سرّ إبراهیم ، الذی هو أوّل من تحقّق بالهویّة الجمعیّة والوحدة الذاتیّة التی انطوى فیها أمر التقابل والتغایر ، واقتضى ظهور کلّ من المتقابلین فی عین الآخر کما نبّهت علیه کذلک سائر ما یترتّب علیه فی أفعاله ، من رؤیاه القربان وفدائه فإنّ الکمال فی ذلک قد ظهر فی مقابله أیضا - أعنی الجماد الذی هو أنقص ما فی الوجود - لعدم خروج ما فی قوّة القابلیّة فیه من الصفات الوجودیّة - کالحیاة والعلم وما یتبعهما - فهذه الحکمة حاکمة بعلوّ الجماد وکماله ، بناء على الأصل الممهّد من ظهور کلّ من المتقابلین فی عین الآخر .

"" إضافة المحقق : قال القاشانی : فإن کل ما انقاد لأمر اللَّه مطلقا ولم یظهر بالأنانیة أصلا - کالجماد - کان أعلى رتبة من الموجودات ، لوجوده باللَّه وانقیاده لأمره مطلقا وعدم ظهوره بنفسه وأنانیته .أهـ. ""

ثمّ إنّ الحیوان کلَّما کان أقرب إلى الجماد کان أعلى و أکمل ، ولیس فیه ما یقرب إلیه قرب الکبش ، فلذلک صار فداء.

وإلى ذلک أشار بقوله :( ألم تدر أن الأمر فیه مرتّب  .... وفاء لإرباح ونقص لخسران )

أی الأمر فی الفداء مرتّب ، فإنّ منه ما له کمال ووفاء بمقتضى القابلیّة الأولى ، فیترتّب علیه الربح فی الوجود بصونه عن الانغماس فی القیود الکونیّة وبقائه على شرفه الأصلی ومنه ما له نقص بمقتضى القابلیّة المذکورة ، فیترتّب علیه الخسران ، بتراکم الحجب الکونیّة على وجوده ، وتلاشی أحکام القدس فیه وذلک لأنّ مقتضى تلک القابلیّة إنّما هو الإطلاق الحقیقی الذی لا یشوبه أمر من القیود ، ولا یغشیه حجاب من الأکوان - نسبة کانت أو صفة أو فعلا - فعلوّ المراتب فی التنزّلات الإمکانیّة بقدر عروّها عن تلک الحجب .

( فلا خلق أعلى من جماد ) لعروّ ماهیّته عن انتساب فعل إلیه لنفسه .

( وبعده نبات ) - لعروّه عن انتساب حسّ وفعل اختیاری إلیه ، ( على قدر یکون ) ذلک النبات علیه ( وأوزان ) یستقرّ مزاجه فی میزان الاعتدال إلیه ، فإنّ عرض النبات ممتدّ من الجماد إلى الحیوان - کما سبق القول فیه - .

( وذو الحسّ بعد النبت والکل عارف  ..... بخلَّاقه کشفا وإیضاح برهان )

ضرورة امتناع تخلَّف لوازم الوجود وبیّنات خواصّه عنه فی مراتب تنزّلاته ، بما اعتورت علیها من الحجب الإمکانیّة والغواشی الخارجیّة الهیولانیّة ، فالبرهان له مجرّد إیضاح الأمر هاهنا للمسترشد الخبیر لا أن یوصله إلیه ولذلک قلَّما یهتدی أحد منهم به إلیه.

ولا یذهب على المتفطَّن هاهنا أنّه کلَّما کان أعلى فهو أعرف - على ما توهّمه البعض .

"" یشیر المؤلف لما قاله بعض الشارحین – کالقاشانی ومؤید الدین الجندی قال: " وأعلى المخلوقات فی هذا الکشف والمعرفة المعدن والجماد.أهـ ""

فإنّ العلوّ والشرف بحسب القرب للإطلاق الذاتی وقدسها ، وأمّا العرفان فبحسب التنزّل فی المراتب ، واستجماع خصوصیّاتها ، فکلَّما کان أنزل ، فهو أکمل وأعرف ، کما أنّه کلَّما کان أعلى ، کان أقدس وأشرف ، وقد سلف لک فی الفصّ الآدمی ما یفید زیادة تحقیق لهذا الکلام .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( و لا شک أن البدن أعظم قیمة  ... و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ...   شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب  … وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد و بعده ... نبات على قدر یکون و أوزان

و ذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا و إیضاح برهان )

قال الشیخ رضی الله عنه :

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته ... شخیص کبیش عن خلیفة رحمان

ألم تدر أن الأمر فیه مرتب ... وفاء لإرباح ونقص لخسران؟

فلا خلق أعلى من جماد وبعده ... نبات على قدر یکون وأوزان)

قال الشیخ رضی الله عنه :

(فیا لیت شعری کیف نابت بذاته شخیص إلى کبش) ، إنما صغره مع وصفه بالعظم إشارة إلى حقارته بالنسبة إلى المندی عنه الذی عبر عنه بقوله : (عن خلیقة رحمن) یعنی إسحاق علیه السلام.

ولما استغرب رضی الله عنه فی الأبیات السابقة جعله فداء لنبی رفیع القدر لعدم المناسبة بینهما أراد أن یدفع ذلک الاستغراب فقال : (ألم تدر أن الأمر، أی أمر الوجود فیه)، أی فی ذلک الأمر (مرتب)، أی واقع علی ترتیب خاص (وفاء)، أی کمال وتمامیة لبعض الأمور الموجودة (لأرباح) : أی لأجل کسب ربح الشرف فإن الأرباح بکسر الهمزة کسب الریح یقال : تجارة مربحة، أی کاسبة الربح (ونقض) و عدم تمامیة لبعض آخر منها (بخسران) ، أی بخسران ذلک الکسب.

والحاصل أن بین الموجودات تفاوتا فی الشرف والخسة فقوله : مرتب، خبر أن وقوله : وفاء مع ما عطف علیه فاعل له أو هو مبتدأ و مرتب خبره.

والجملة خبر و تقول : معناه أن أمر الشرف والخسة فیه ، أی فی الکبش مرتب، أی واقع فی مرتبة خاصة فیها وفاء وتمامیة لکسب ربح انشر فی بالنسبة إلى بعض وهو الأناسی الحیوانیون، وعدم تمامیة بخسران ذلک الکسب بالنسبة إلى بعض آخر وهو النبات والجماد فإنهما أشرف من الحیوان الذی من جملته الکبش.

ثم شرع رضی الله عنه فی بیان مرتبته بقوله : (فلا خلق) من المولدات (أعلى من جماد)، فإنها بأسرها مفطورة على معرفة الله کشف و شهودة بحسب الذات، وأعلاها فی هذه المعرفة الذاتیة الفطریة الجماد.

فإنه لیس فیه تغیر أصلا عن فطرته الأصلیة یدل على ذلک کمال انقیاده الله تعالى وثباته تحت تصرفاته (وبعده)، أی بعد الجماد و دونه (نبات على قدر) منوع .

(یکون) بحسب نوعه لظهور قوة النمو فیه (وأوزان)، أی أقدار معینة بتعیین صنفی أو شخصی بحسب أصنافه وأشخاصة فی أن الوزن أیضا هو القدر والمرتبة.

یقال : فلان لا وزن له عند السلطان، أی لا قدر له ولا قیمة عنده، وإنما کان النبات بعد الجماد و دونه ، لأنه زاد فیه على أصل الفطرة الجمادیة النمو، وذلک نوع نصرف طبیعی یضاف إلیه ، فبقدر هذا التصرف والإضافة تنص معرفته من معرفة الجماد، فإنه إذا کان صاحب معرفة وشهود ولا یبعد أن یصیر شنود هذا التصرف والإضافة حجابا على شهوده الحق تعالى

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وذو الحس بعد النبت والکل عارف ... بخلاف کشفا وإیضاح برهان

(وذو الحس) یعنی الحیوان (بعد النبت)، ودونه لزیادة الحس والحرکة الإرادیة فیه وإضافتهما إلیه فبقدرهما تنقص معرفه الما عرفت فی النبات

(والکل) ، أی کل من الجماد والنبات والحیوان (عارف بخلاقه )وموجده (کشفا)، أی معرفة کشف (وإیضاح برهان) کشفی لا برهان فطری فإن ذلک من خواص الإنسان .

وحمل الکلام على أن کون الکل عارفا بخلافه؟ معلوم لنا «کشفا و إیضاح برهان» لا یلائم البیت الآتی أعنی قوئه : (وأما المسمى آدم) الذی لیس له من الآدمیة إلا اسم وهو الإنسان الحیوان (فمقید بعقل وفکر) مشوب بالوهم إن کان من أهل النقر


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 168

و لا شک أن البدن(کلمه بدن به ضم باء و سکون دال جمع بدنه است و بدنه شتر قربانى را گویند در قرآن شریف است‏ وَ الْبُدْنَ جَعَلْناها لَکُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‏ ( حج: 36).)

أعظم قیمة و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان‏

یعنى شبهه نیست که بدن (شتر) قیمتش بیشتر از قیمت کبش (گوسفند) است (لذا یک شتر قربانى بدل و عوض هفت قربانى گوسفند است) و حال اینکه ذبح او از ذبح گوسفند در تقرب به حق منحط شد و پایین آمد.

مرحوم شبسترى فرماید:

در این ره انبیا چون ساربانند دلیل و رهنماى کاروانند

شارح لاهیجى فرماید:

در تشبیه انبیا به ساربانان اشارتى است دقیق که انبیا جهت هدایت خلقند و هدایت حقیقى که رجوع به مبدأ است آن جماعتى را میسر گشته که بدنه‏ نفس را به تیغ مخالفت نفس و هوى و موت اختیارى ذبح نموده باشند.

فیا لیت شعری کیف ناب بذاته‏ شخیص کبیش عن خلیفة رحمان‏

یعنى اى کاش می‌دانستم چگونه ذات گوسفند حقیرى نایب خلیفه رحمن شد.

شخیص و کبیش هر دو صیغه تصغیرند با اینکه در شعر دوم او را بزرگ شمرده چه حق فرمود: وَ فَدَیْناهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ‏ نسبت به خلیفه رحمن تصغیر آورد و مصغرش شمرد و گر نه کبش بذاته معظم است و عظیم.

أ لم تدر أنّ الأمر فیه مرتّب‏ وفاء لإرباح و نقص لخسران‏

حال جواب می‌دهد سؤالى را که در چهار بیت پیشین پیش آورد که چگونه گوسفندى فداى انسان می‌شود و چگونه او عظیم است با اینکه شتر در قیمت بزرگتر از اوست لذا استحباب غلو قیمت را در قرابین گفتند. جواب اینکه:

آیا نمی‌دانى امر الهى در وجود مرتب است، به ترتیب خاصى که بین گوسفند فدا شده و بین انسانى که گوسفند براى او فدا شده در شرف و خسّت و باقى صفات مناسبت است، پس شریف به جاى خسیس یا به عکس فدا نشده است.

وفاء لأرباح و نقص لخسران‏

و این اتیان به فدا که صورت فداى نفس است وفاى به عهد أزلی سابق است، براى رسیدن به ربح یعنى مستعد به کمال مناسب خود برسد.

و عدم اتیان به فدا نقص وفاى به عهد است که منجر به نقص استعداد و خسران رأس مالى (سرمایه‌ای) که عمر است می‌باشد که این شخص بر اثر احتجابش به غواشى ظلمانیه به عهد سابق أزلی وفا نکرده و به کمال معد انسانى نرسیده است.( شرح فصوص قیصرى، ص 186) غرض اینکه باید نفس را فنا کرد تا به کمالات سامیه انسانى رسید چنانکه إبراهیم فدا کرد نفسش را که فرزند اوست و فرزندش فدا کرد خویشتن را که گردن نهاد. پس هر دو نفس را فدا کردند و کبش صورت فداى نفس است از آن جهت که حیوانى منقاد است. می‌شود ضمیر فیه را در شعر به فدا برگرداند در هر دو صورت معنى معلوم است.

فلا خلق أعلى من جماد و بعده‏          نبات على قدر یکون و اوزان‏

و ذو الحسّ بعد النّبت و الکلّ عارف‏ بخلافه کشفا و إیضاح برهان‏

پس هیچ خلقى اعلى از جماد نیست و بعد از او نبات است على مراتب قدر و اوزانشان.( علامه حسن زاده آملى، ممد الهمم در شرح فصوص الحکم، 1جلد، سازمان چاپ و انتشارات وزارت ارشاد اسلامى - تهران، چاپ: اول، 1378.)

2) و بعد از نبات ذو الحس است که حیوان است و همه عارفند به خلّاق خودشان از روى کشف و برهان واضح (ایضاح برهان).


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۷۶-۳۷۹

و لا شکّ أنّ البدن أعظم قیمة و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان‏

بدن به ضم باء و سکون دال جمع بدنه است، یعنى شک نیست که بدنه اعظم است از وجه قیمت و اکبر است از روى هیئات (هیبت- خ) از کبش و لهذا یک اشتر عوض هفت اضحیه تواند بود با وجود این در باب تقرّب من الحق قدر او از درجه کبش انحطاط یافت از براى شدت مناسبت در میان کبش و نفس مسلمه فانیّه فى اللّه چه خلقت کبش از براى تن دردادن است به ذبح و بس، به خلاف بدن که مقصود اعظم ازو رکوب و حمل اثقال است.

فیا لیت شعرى کیف ناب بذاته‏ شخیص کبیش عن خلیفة رحمان‏

یعنى کاش بدانستمى که چگونه بذات خود نایب شد شخصک گوسفندکى از خلیفه حضرت رحمان؟

بدانکه غرض شیخ قدّس اللّه سرّه در این ابیات بیان سرّ توحید است که در هر یک از صور وجودیّه ظاهر است. آرى بیت:

سر توحید ز هر ذره عیان مى‏گردد خرده بینى که بود واقف اسرار کجاست؟

و ایراد این کلام در صورت تعجّب از براى دفع غوغاى محجوبین است، و در ضمن این نفى زعم ایشان است و اثبات قول موحّدین از اهل تحقیق که مشاهده وجود حق و ظهور آن در جمیع صور مى‏‌کنند؛ خواه در صورت کبش و خواه در صورت اسحاق علیه السلام و مى‏گویند، بیت:

بى‌‏وجود تو هیچ بودى نیست‏ بود آن تو است و ما نابود

لاجرم در اینجا نیابت از نفس خود به نفس خود است و نائب و منوب گفتن از ضیق عبارت چنانکه مولانا قدّس سرّه مى‏‌فرماید بیت:

نى غلط گفتم که نائب با منوب‏ گرد و پندارى قبیح آید نه خوب‏

لاجرم بدین اعتبار مساوات در مفادات حاصل باشد.

أ لم تدر أنّ الأمر فیه مرتّب‏ وفاء لإرباح و نقص لخسران؟

یعنى دانى که امر الهى در وجود و تنزل و ظهور او در همه مراتب مرتّب است کما قال اللّه تعالى: خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عِلْماً و امر در وجود و نفسش مرتّب و مرعى التناسب است، لاجرم فدا از شریف به خسیس و از حقیر به عظیم داده نمى‏شود، پس چاره نیست از تناسب میان کبش عظیم و میان این نبى کریم از روى ذات و صفت، پس قول او که مى‏فرماید أ لم تدر تنبیه است مر طالب را که نگاه کند به نظر حقّ و دریابد که مناسبت ذاتیّه در میان این دو آنست که هریک از این دو مظهر ذات الهیّه است و مناسبت صفاتیّه تسلیم و انقیاد هریکى مر حکم حق را. پس به ظهور پیوست که ظاهر در صورت کبشیّه هموست که ظاهر شد در صورت اسحاقیّه. و تخصیص کبش به فدا از براى مناسبت است در انقیاد و تسلیم.

وفاء و نقص، هریکى خبر مبتداى محذوف است یعنى اتیان به فداء که صورت فداى نفس است وفاست به عهد ازلى سابق از براى ارباح و اکمال مستعد؛ و عدم اتیان به فدا نقصان و خسران است چه هرکه وفا نکند به عهد سابق ازلى به واسطه احتجاب به غواشى ظلمانیّه مقرر شود نقص استعداد او و محقق گردد خسران سرمایه عمر و استعدادش، لتضییعهما فیما هو فان.

و سرّ این معنى و تحقیقش آن است که وصول بنده به حقّ سبحانه با وجود بقاى انیّت او که موجب اثنینیت است ممکن نیست لاجرم از افناى انیّتش چاره‏ نباشد زیرا که اقرار ازلى به ربوبیّت حق سبحانه و تعالى تمام نمى‏گردد مگر به عدم اشتراک ذاتا و صفة و وجودا و فعلا؛ لاجرم سالک مادام که افنا نکند ذات خود را و آنچه مترتّب است بر آن وفا به عهد سابق نکرده باشد بیت:

تا تو نکنى قطع علائق اى دل‏ کى راه برى به سوى خالق اى دل‏

از هستى خویش تا نگردى فانى‏ وافى نشوى به عهد سابق اى دل‏

و حضرت الهى چون تکمیل خلیل خویش و فرزندش اراده کرد به ذبح فرزندش که در حقیقت افناى نفس اوست بفرمود، و چون انقیاد و تسلیم از هر دو بظهور پیوست وفاى عهد اول و فنا که مقصود حق بود عزّ و جلّ حاصل شد لاجرم فدا فرستاد به ذبح عظیم که در غایت انقیاد بود و تسلیم تا مساوات در مفادات باشد.

فلا خلق أعلى من جماد و بعده‏ نبات على قدر یکون و أوزان‏

چون سرّ وجودى در کلّ مکوّنات ظاهر است و تفاوت و تفاضل واقع نمى‏‌شود مگر در مراتب، شیخ قدّس اللّه سرّه به بیان این معنى متصدى شد که آنچه اقرب است به حق افضل است از غیرش از براى قلّت وسائط در میان او و در میان مقام جمعى الهى و از براى عدم تضاعف وجوه امکانیّه چه هرچه مترکب مى‏‌گردد از امور ممکنه متصف مى‏‌شود به امکان هیئات اجتماعیّه که حاصل است او را و به امکانات دیگر که لاحق مى‏‌گردد او را، پس تضاعف مى‌‏یابد امکان و هرچه کثیر گردد در وى وجوه امکانات زیاده شود بعد او از واجب بالذّات، قال اللّه تعالى:

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ‏، لاجرم همچنان‏که انسان به حسب تجرد از خواص ممکنات و اداى امانات ماخوذه ازین ممکنات به حسب عبور بر مراتب و مقامات در هنگام نزول از عالم غیب به سوى عالم شهادت و به ترک تعشّق بدین ممکنات و إعراض از تعلّق این موجودات متنزّه مى‏‌شود از وجوه امکانات و نقایص آن، پس ظاهر مى‏‌شود او را وجوب ذاتى که به حسب ذات و کمالات ذاتیه داشت و از روى مرتبه مرتقى مى‏‌شود به اعلى علیین، همچنین واقف در مقام سفلى بشرى به واسطه تعشّق بدانچه در هنگام نزول حاصل کرده است محبوس باشد در اسفل سافلین و شک نیست که بسائط به حق اقرب است از مرکبات بعد از آن معادن و هما المرادان بالجماد، بعد از آن نبات و بعد از آن حیوان.

و چون هریکى ازین ممکنات مظهر ذاتى است که منبع کمالات اوست پس همه موصوف باشند به دانش ربّ خویش و به ارواح خویش در باطن کاشف‏‌اند آنچه را به مراتب ایشان متعلّق است اگرچه این علم و کشف از ایشان به ظهور نمى‏‌پیوندد از براى عدم اعتدال که موجب ظهور تواند بود چنانکه ظاهر مى‏‌شود از انسان، پس جماد و نبات و قدر منزلت و مرتبه که ایشان راست عند اللّه کاشف و عالم‏‌اند چنانکه بدان اشارت کرد که على قدر یکون و أوزان، و وزن عبارت است از قدر و مرتبه چنانکه گوئى فلان را پیش ملک وزنى نیست، یعنى قدر و قیمتى ندارد.

و ذو الحسّ بعد النّبت و الکلّ عارف‏ بخلّاقه کشفا و إیضاح برهان‏

یعنى بعد از بسائط و معادن و نبات اقرب به حقّ سبحانه و تعالى حیوان است و ازین جهت حقّ سبحانه و تعالى جمیع آنچه محتاج الیه است بدو عطا داد قال اللّه تعالى: أَعْطى‏ کُلَّ شَیْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‏،

و چون جمیع موجودات نزد اهل کشف حىّ است و عالم به رب خویش، شیخ فرمود که همه عارف به خلاق‌‏اند و دانا به طریق کشف و علم اذواق که هنگام فطرت اولى روحانیت ایشان را حاصل است یا معرفت ایشان ما را معلوم است به طریق کشف و هم به ایضاح برهان که عقل منوّر و شرع مطهّر اعطاى آن مى‏‌کند از ادلّه که یکى از آن قول اوست سبحانه که: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ* و دیگر قول او جلّ ذکره: وَ إِنْ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ‏، و معلوم است که تسبیح متأتى نمى‌‏شود مگر بعد از دانستن که او را پروردگارى است صاحب کمالات و منزّه از نقایص کونیّه.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۵

و لا شکّ أنّ البدن أعظم قیمة و قد نزلت عن ذبح کبش لقربان‏

فیا لیت شعرى کیف ناب بذاته‏ شخیص کبش عن خلیفة رحمان‏

أ لم تر أنّ الأمر فیه مرتّب‏         وفاء لإرباح و نقص لخسران‏

شرح یعنى ا لم تر أنّ الأمر الإلهیّ فی الفداء مرتّب، و هو الإتیان بالفداء، وفاء بالعهد الأزلىّ لإکمال المستعدّ نفسه بسبب إتیانه بالفداء. یعنى: و کذلک عدم الإتیان بالفداء، نقص استعداد من لم یف بالعهد الأزلىّ و خسران رأس ماله الّذی هو العمر الممکن فیه تحصیل الکمالات.

و خلاصه کلام آن که سنّت الهى چنان رفته است که طالبان کمال در فناى خود کوشند، تا خلعت بقا در پوشند. و بیان مناسبت آن که‏ هر دو تسلیم حق ‏اند، و هر دو مظهر هویّت‏ اند. و در آن حضرت خسیس و حقیر نیست.

فلا خلق [أعلى‏] من جماد و بعده‏ نبات على قدر تکون و أوزان‏

شرح مراد از قدر و اوزان رتبت است، و درین مقام رتبت هر موجود به حسب قلّت و کثرت وسایط است. و شک نیست که معادن و جماد اقلّ وسایط است از نبات، و نبات از حیوان و انسان. پس ازین جهت اعلى باشد.

و ذو الحسّ بعد النّبت و الکلّ عارف‏ بخلّاقه کشفا و إیضاح برهان‏

شرح یعنى ما به حجّت و برهان بر آنیم که هر یک از ایشان عارف‏اند به ربّ خود که‏ «سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ»*. و تسبیح نتیجه معرفت است، امّا ظهور معارف به حسب اعتدال بود، چون غیر انسان از اعتدال دورست، لا جرم معرفت هیچ نوع به ظهور نیامد، و در باطن بماند. و مقرر است که هر چه حسّ وى کمتر، فضول حکم و هم در وى و ظلمت انائیّت که سبب احتجابست، کمتر.