عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة عشر:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.  )

قال الشیخ رضی الله عنه : (ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر ....   یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید)

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ویقبل) بالبناء للمفعول أی یصیر مقبولا من غیر رد (فی تجلی)، أی فی تجلی بمعنی انکشافه لجمیع العقول فلا ترده (العقول) إذا تجلى لها بها فی صورة التنزیه والإطلاق.

(وفی) العالم (الذی یسمى خیاط) وهو القوة الروحانیة المتوجهة على حسب الطبیعة الإنسانیة. (والصحیح) هو ما تراه (النواظر)، أی العیون بعد التعبیر والتأویل ورفع الصورة الآدمیة المسماة بالشیء، و"کل شیء هالک إلا وجهه " [القصص : 88].

وهو ذات الحق تعالى، فالحق سبحانه محسوس بالعیون بعد التحقیق بالصور الفانیة وغسلها من البین، لا أنه تعالى معقول کما هو عند أهل الظاهر من العلماء المحجوبین ومقلدیهم.

(یقول) العارف الکامل (أبو یزید) طیفور البسطامی قدس الله سره (فی هذا المقام) المذکور من هذا المشرب المبرور (لو أن العرش)، أی عرش الرحمن (وما حواه)، أی جمعه فیه من السماوات والأرض وما بینهما وما فیهما وما حولهما، ولیس فی هذا الوجود الحادث إلا العرش وما حواه من الدنیا والآخرة وما خرج عنهما.

فإن جمیع المخلوقات فی جوف العرش (مائة ألف ألف مرة فی زاویة)، أی ناحیة (من زوایا)، أی نواحی (قلب العارف) بالله تعالى (ما أحس بها)، أی ما أدرکها أصلا وذلک، لأن القلب الذی وسع الحق تعالی.

کما ورد فی الحدیث: «ما وسعنی سماواتی ولا أرضی ووسعنی قلب عبدی المؤمن»، فکیف یضیق عن جمیع ما صدر عنه تعالی.

(وهذا) الوسع المذکور فی قول أبی یزید هو (وسع) قلب (أبی یزید فی عالم الأجسام) حیث ذکر العرش وهو جسم وذکر ما حواه من الأجسام واقتصر على ذلک.

(بل أقول)، أی یقول: الشیخ الأکبر رضی الله عنه مؤلف هذا الکتاب (لو أن ما لا یتناهی وجوده) من جمیع المخلوقات من أول ما ابتدأ وجود شیء منها إلى الأبد (یقدر) بالبناء للمفعول، أی یقدر مقدر (انتهاء وجوده)، أی وجود ما لا یتناهی (مع العین)، أی الذات (الموجدة) بصیغة اسم الفاعل (له)، وهی الذات الحق تعالی وکل ذلک (فی زاویة)، أی ناحیة من زوایا قلب العارف بالله تعالى .

(ما أحس بذلک) کله أو بشیء منه (فی علمه) لاشتغال قلبه باستجلاء جمیع ذلک والتحقق به واتساع قلبه له .

(فإنه)، أی الشأن (قد ثبت) فی الحدیث الذی ذکرناه (أن القلب)، أی قلب العبد المؤمن (وسع الحق تعالی) ولم یسعه تعالى شیء غیر ذلک القلب (ومع) وجود (ذلک) الوسع المذکور للقلب (ما اتصف) ذلک القلب (بالری)، أی زوال العطش عنه إلى الحق تعالی (فلو امتلأ) من الحق تعالی ولم یبق فیه وسع لطلب الزیادة منه تعالی (ارتوی) منه تعالی وزال تعطشه إلیه سبحانه والارتواء ممتنع (وقد قال ذلک)، أی عدم الارتواء منه تعالى

(أبو یزید) قدس الله سره کما ورد عنه حین أرسل إلیه سهل التستری رضی الله عنه یقول له : "ههنا رجل شرب شربة فلم یظمأ بعدها أبدا".

فقال له أبو یزید قدس الله سره: "ههنا رجل شرب الأکوان جمیعا وهو فارغ فمه یلهث من العطش حیث لم یثبت الری من الحق تعالى.

فیکون قول أبی یزید رضی الله عنه المذکور هنا فی حالة من أحواله، وإلا فإن قوله بعدم الارتواء المذکور عنه یقتضی أن قلبه وسع الحق وجمیع ما صدر عنه ویصدر عنه ولم یکتف بذلک ولم یحس به کما قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه هنا.

واعلم أن المراد بهذا الوسع من القلب للحق تعالى هو وسع التجلی بأحد الحضرات الإلهیة، لا وسع حلول ونحوه مما یفهمه الأجنبی عن هذه الطریقة.

ولا شک أن الحق تعالى إذا تجلى على القلب أعنی قلب العبد المؤمن من هذا النوع الإنسانی، انکشف له انکشافة تامة بالنظر إلى کل تجل له تعالى على ما عدا ذلک القلب من قلوب جمیع المخلوقات.

وذلک التجلی المذکور عند ذلک القلب قاصر أیضا بالنظر إلى همته العلیة فی طلب حصول المراتب الکشفیة، فلا یقنع قلب المؤمن بتجل أصلا، وهذا معنى عدم الارتواء.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.  )

قال الشیخ رضی الله عنه : (ویقبل) الحق على البناء للمفعول (فی مجلی العقول وفی) المجلی (الذی یسمى خیالا) .

وقابل الحق فی مجلی العقول العقول المجردة ، وفی مجلی الخیال القلب والنفوس المجردة فحضر ظهور الحق کل منهما فی مرتبتهما ولیس ذلک الحضور بصحیح.

( والصحیح) فی قبول الحق ما تقبله (النواظر) وهی جمع ناظرة فیشاهد أهل الناظرة الحق فی جمیع المراتب الإلهیة والکونیة فیعرفون الحق فی کل موطن فیعبدونه فهم یسعون للحق بجمیع کمالاته .

فلا یحتجبون بصور الأکوان عن الحق فقلوبهم یسعون الحق فیفوتهم غیر الحق. (یقول أبو یزید "البسطامی" فی هذا المقام) أی فی مقام سعة القلب (لو أن العرش وما حواه) أی مع إحاطته من السموات والأرضین (مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به) أی لا یدرک ذلک العارف ما فی زاویة قلبه أی لا یشغله عن مشاهدة ربه ولا یضیق وسعة قلبه الحق.

""قال الشیخ فی الفتوحات الباب الثامن والسبعون ومائة فی معرفة مقام المحبة:

المحب لا فکرة له فی تدبیر الکون وإنما همه وشغله بذکر محبوبه قد أفرط فیه الخیال فلا یعرف المقادیر فإن کان محبوبه الله لما وسعه قلبه .

فذلک الخارج عن الوزن فلا یزنه شیء ألا ترى إلى التلفظ بذکره .

وهی لفظة لا إله إلا الله لا تدخل المیزان ولما دخلت بطاقتها من حیث ما هی مکتوبة فی المیزان لصاحب السجلات طاشت السجلات وما وزنها شیء .

ولو وضعت أصناف العالم ما وزنتها وهی لفظة من قائل لم یتصف بالمحبة فما ظنک بقول محب فما ظنک بحاله فما ظنک بقلبه الذی هو أوسع من

رحمة الله وسعته إنما کانت من رحمة الله .

فهذا من أعجب ما ظهر فی الوجود إن اتساع القلب من رحمة الله وهو أوسع من رحمة الله .

یقول أبو یزید لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها فکیف حال المحب .

المحب الله تعالى عن الموازنة محبوب الحق عند الحق لأن المحب لا یفارق محبوبه وما عند الله باق فالمحبوب باق وما یبقى ما یوازنه ما یفنى نعت المحب .

بکونه یقول عن نفسه إنه عین محبوبه لاستهلاکه فیه فلا یراه غیر إله .

قال قائلهم فی ذلک :

أنا من أهوى      ومن أهوى أنا

وهذه حالة أبی یزید المحب الله أحب بعض عباده فکان سمعه وبصره ولسانه وجمیع قواه منصة ومجلى نعت المحب بأنه مصطلم مجهود لا یقول لمحبوبه لم فعلت کذا لم قلت کذا""

(وهذا) أی ما قال أبو یزید (وسع أبی یزید فی عالم الأجسام) إذ قید وسعة القلب فی الأجسام بقوله : لو أن العرش ولم یعم وسعته عالم الأرواح فکان ذلک وسعة قلب أبی یزید.

(بل أقول لو أن ما لا یتناهی وجوده) مطلقا من أی عالم کان (قدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له) وهی العقل الأول إذ به یخلق الله تعالى جمیع المخلوقات.

(فی زاویة من زوایا قلب العارف) (ما أحس) ذلک العارف بالحق.

(بذلک) أی بما کان فی قلبه من الأمور الغیر المتناهیة (فی علمه) بالحق أی لا یشغل العارف عن الحق وجود هذه الأشیاء فی زاویة قلبه وإنما لا یحس العارف بما فی قلبه.

(فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک) الوسع (ما انصف) أی لا ینصف القلب (بالری)، وإنما لم ینصف بالری لأنه لو اتصف بالری لأمتلا (ولو امتلأ ارتوى وقد قال ذلک) أی عدم الارتداد .

( ابو یزید) فی کلام آخر وهو قوله:

شربت الحب کأسا بعد کأس   ….. فما نفد الشراب ولا رویت


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.  )

الخیال قوله رضی الله عنه عن أبی یزید قدس الله روحه.

أنه قال: لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

ثم قال: وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام.

بل أقول لو أن ما لا یتناهی بقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به، فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوی.

فأقول فی التمثیل هذا أن من عرف نقطة من ماء البحر فقد عرف ماء البحر وعلى تقدیر أن یکون ماء البحر غیر متناه .

فقد عرف ما لا یتناهی من نفس معرفته بنقطة واحدة ولا شک أن وجود الحق تعالى لا یتناهی موجوداته.

والوجود عند العارف معروف فهو یعرف ما لا یتناهی ویکفی فی معرفة صور ما لا یتناهی أن یعرف أنها لا تتناهی .

ویکفی فی معرفة ماهیة ذلک أن یعرف حقیقة البحر من نقطة واحدة، فقد حصل للعارف معنى ما لا یتناهی ذاتا کالنقطة.

وصفتا کصور الموجودات التی لیس حصرها إلا بمعرفة عدم حصرها وهذا هو کشف ما استتر من هذه المسألة.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.  )

قال - رضی الله عنه - :

ویقبل فی مجلى العقول وفی الذی ..... یسمّى خیالا والصحیح النواظر

یعنی رضی الله عنه : الرؤیة إذا کانت فی صورة عقلیة غیر محسوسة ولا متکیّفة بکیفیة تشبه شیئا فیها ، فالفکر والمبرهن بفکره یقبلانها ویقبلان علیها ، ولا ینکرانها ، وکذلک إذا رأى فی المنام خیالا ، أی صورة خیالیة ، فإنّ العقل یجیزه ویقبله ویأخذه مقصورا على موطن الرؤیا ویعبّره ، والصحیح کشفا شهود العیون النواظر إلیه فی صورة تجلَّیاته ظاهرا .

کما قال : " وُجُوه ٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ . إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ " فالنواظر غیر المحجوبة نواظر للحق ، نواظر إلى الحق ، غیر حاصرة له فیما ترى وتجلَّى لها .

قال رضی الله عنه : « یقول أبو یزید البسطامیّ فی هذا المقام : لو أنّ العرش وما حواه مائة ألف ألف مرّة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به هذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام ، بل أقول :  لو أنّ ما لا یتناهى وجوده  یقدّر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به فی علمه" .

قال العبد : کلّ ما دخل فی الوجود أو ما وجد إلى الإنسان - مثلا - فهو متناه محدود محصور ، وکذلک لو قدّر ما لا یتناهى متناهیا ، لکان الظاهر المتعیّن من الحق المطلق بإیجاد هذا المقدّر انتهاؤه من الممکنات بالنسبة إلى ما لم یتعیّن بالإیجاد من غیب الحق اللامتعیّن تعیّنا معیّنا ، وکلّ متعیّن محصور محدود بنفس تعیّنه وتمیّزه من المطلق ، وقلب العارف الحقیقی لا یمتلی بتعیّن معیّن ، بل هو فی محاذاة الحق المطلق أبدا .

قال رضی الله عنه : « فإنّه قد ثبت أنّ القلب وسع الحقّ ومع ذلک ما اتّصف بالرّیّ ، فلو امتلأ ارتوى  " وقد قال ذلک أبو یزید " .

یعنی رضی الله عنه : یظهر العارف من مطلق قابلیته وقلبه لکل تجلّ من تجلَّیات الحق - مجلى یقبل به إلى التجلَّی فیقبله ، ولا ینقص ذلک من مطلق قابلیته التی فی مقابلة مطلق الغیب الذاتی أصلا ، ولا یمتلئ بذلک فلو امتلأ ارتوى ، والمحقّق المحنّک لا یرتوی ، وقد قال ذلک أبو یزید البسطامیّ سلام الله علیه ، بل الرجل من یتحسّى بحار السماوات والأرض ولسانه خرج یلهب عطشا.

یعنی رضی الله عنه أنّ تجلَّیات الحق الظاهر فی السماوات والأرض لا یرتوی لها العارف ، فإنّه لا یحسّ بتجلَّیات الحق المتعیّن فی العرش والکرسی اللذین فیهما السماوات السبع والأرضون السبع کحلقة ملقاة فی أرض فلاة ، فانظر ما ذا ترى .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى.)  

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ویقبل فی مجلى العقول وفی الذی  ..... یسمى خیالا والصحیح النواظر )

أی یقبله العقلاء إذا تجلى فی صورة عقلیة غیر محسوسة ، ولا مکیفة بکیف ولا مقدرة بمقدار یطابقها البرهان العقلی ، وکذلک تقبله الناس إذا تجلى فی صورة خیالیة فی المنام ، ولا یقبلونه فی صورة محسوسة ، والصحیح کشف شهود العیون النواظر ، وهی العیون الناظرة بالحق الغیر الحاصرة له فیما تجلى لهم ظاهرا.

کقوله تعالى : "وُجُوه یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ " .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( یقول أبو یزید رضی الله عنه فی هذا المقام : لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها وهذا وسع أبى یزید فی عالم الأجسام ، بل أقول : لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده من العین الموجدة له ، فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسن بذلک فی علمه )

قلب العارف :  هو الذی وسع الحق بفنائه فیه وبقائه به مطلقا بلا تعین ، وکل ما فرض وجوده من الأمور المعینة مع العین الواحدة التی تعینت بالتعین الأول ویتعین بها کل متعین ، فهو متعین منحصر فی تعینه غیر مطلق ، وکل متعین فهو فان فی المطلق الواجب ، وقلب العارف مع الحق المطلق بإطلاقه فیفنى فیه الکل فلا یحس به .

""إضفة بالی زادة :   ( یقول أبو یزید فی هذا المقام ) أی فی مقام سعة القلب اهـ بالى زاده.

(وهذا وسع أبى یزید ) إذ قید وسعة القلب فی الأجسام ولم یعم عالم الأرواح (من العین الموجدة له) هی العقل الأول إذ به یخلق الله جمیع المخلوقات اهـ . بالى زاده.

قوله ( ما أحس بذلک فی علمه ) وذلک لأن الحق تجلى له باسمه الواسع والعلیم المحیط بکل شیء فیسع الممکنات کلها ، وأما کونه لا یحس بها فذلک لاشتغال القلب عنها بخالقها اهـ""

وقوله : هذا وسع أبى یزید ، لیس بطعن فیه ، بل أراد أن أبا یزید مع تعینه الکلى نظر إلى عالم الأجسام بالفناء ، فلو نظر بعین الله لقال مثل ذلک .

ولکنه عین عالم الأجسام بالنسبة إلى المحجوبین بالأکوان .

وعلل الشیخ ما قال بقوله ( فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری ، فلو امتلأ ارتوى ، وقد قال ذلک أبو یزید ) .

إشارة إلى قول أبى یزید : بل الرجل من یتحسى بحار السماوات والأرض ولسانه خارج یلهث عطشا . قول أبو الیزید  :

شربت الحب کأسا بعد کأس ....   فما نفد الشراب وما رویت

والمراد أن تجلیات الحق فی الظاهر والباطن لا یرتوى بها العارف ، لأنه لا یحس بها من حیث التعین ، بل یشاهد الجمال المطلق الغیر المتناهی تجلیاته .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر . یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى.  )

قال الشیخ رضی الله عنه : (وتقبل فی مجلی العقول وفی الذی  ..... یسمى خیالا والصحیح النواظر )

أی، یقبل الحق عند أهل الکشف والشهود فی مجلی العقول، أی فی مقام التنزیه، وفی المجلى المثالی الذی یسمى خیالا، والحسی أیضا، لجمعهم بین مقامی التنزیه والتشبیه.

(والصحیح النواظر) أی، النواظر الصحیحة تشاهد تلک المجالی کلها.

فحذف الخبر لقرینة (النواظر).

أو: والصحیح ما یشاهده النواظر فی مجالی الحق، کما قال تعالى فی أهل الآخرة: (وجوه یومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة). لأن عین الیقین أعلى مرتبة من علم الیقین.

وقوله: (یقبل) مبنى للمفعول لا للفاعل، لأن العقول ما تقبل المجالی الخیالیة بالآلهیة.

(یقول أبو یزید فی هذا المقام) أی، فی هذا المقام القلبی.

لأن کلامه رضی الله عنه کان فی عالم المثال.

وهذا العالم لا یدرک إلا بالقلب  وقواه، والخیال محل ظهوره لا أنه یدرکه، إذ لو کان مدرکا له، لکان یدرکه کل واحد لظهور الخیال فی کلواحد، بخلاف القلب، فإنه خفى لا یظهر إلا لمن کحلت بصیرته بنور الهدایة.

وما یجده کل واحد فی خیاله من المنامات الصادقة، إنما هو بمقدار صفاء قلبه وظهوره، لا بحسب خیاله.

(لو أن العرش وما حواه مأة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف، ماأحس به).

وإنما قید بـ (قلب العارف) لأن قلب غیره، من أصحاب الأخلاق الحمیدة والنفوس المطمئنة، ما یشاهد إلا شیئا قلیلا، ولا یکاشف إلا نذرا یسیرا.

وقلب صاحب النفس الأمارة واللوامة أضیق شئ فی الوجود، بل لا قلبله حینئذ لاختفائه، وظهور النفس بصفاتها.

(وهذا وسع أبى یزید فی عالم الأجسام) أی، وسع قلبه، لأنه ما یخبر إلا عمایجده فی قلبه، لا وسع مرتبة القلب إذا کان فی غایة کماله.

لذلک قال: (بلأقول: لو أن ما لا یتناهى وجوده) أی، من عوالم الأرواح والأجسام.

(یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له) وهو الحق المخلوق به السماوات والأرض، أی، الجوهر الأول الذی به وجدت السماوات والأرض.

(فی زاویة من زوایا قلب العارف، ما أحس بذلک فی علمه).

وذلک لأن الحق تجلى له باسمه (الواسع) و (العلیم المحیط بکل شئ)، فیسع الممکن اتکلها. وأما کونه لا یحس بها، فذلک لاشتغال القلب عنها بمبدعها وخالقها، بل لفنائها فی الحق وتلاشیها فی الوجود المطلق عند نظر قلب هذا العارف.

ولا یتوهم أن عدم الإحساس إنما هو لفناء القلب، فإن التجلی بالوحدة والقهر یوجب ذلک، لا بالواسع العلیم.

وأیضا هذه السعة إنما تحصل للقلب بعد أن فنی فی الحق وبقى به مرة أخرى، فلا یطرأ علیه الفناء حینئذ.

قوله: (فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق، ومع ذلک ما اتصف بالری، فلو امتلأ ارتوى) دلیل على ما قال: (وإنما لا یرتوی). لأن الحق لا یتجلى دفعةبجمیع أسمائه وصفاته للقلب الکامل، بل یتجلى له فی کل آن باسم من الأسماء وصفة من الصفات، وکل من ذلک یعد القلب إلى تجل آخر، فیطلبه القلب باستعداده. وذلک من الحق فلا یرتوی أبدا.

وقوله: (وقد قال ذلک أبو یزید) إشارة إلى ما کتب یحیى بن معاذ الرازی إلىأبى یزید: (إنی سکرت من کثرة ما شربت من محبته).

فأجاب أبو یزید:

عجبت لمن یقول ذکرت ربى وهل أنسى، فاذکر ما نسیت شربت الحب کأسا بعد کأس فما نفد الشراب وما رویت

أو إشارة إلى ما مر من قوله: (لو أن العرش وما حواه)... فإنه أیضا یتضمن عدم الارتواء.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى.  )

ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

وإن سمعت فی الأخبار الصحیحة ظهوره یوم القیامة فی الصورة المنکرة، ویقبل ظهوره عند الکل (فی مجلى العقول) أی: مظاهر العقول العشرة، أو الصور المعقولة، أو الروحانیة لکون الصورة الظاهرة فیها تنزیهیة، وتقبل عند الأکبر

(فی) المجلی (الذی یسمى خیالا).

أی: الصور المتخیلة فی المنام أو الیقظة، وتقبل ظهوره عند أهل الکشف فی (الصحیح النواظر) أی: فی القلب الذی صارت بصیرته صحیحة، فوقع الفرق بین ظهوراته فی نظر هؤلاء مع أنه ظاهر فی الکل مما قبلوا فیه الظهور، أو ردوه، والنواظر مرفوع على فاعلیة الصحیح، وهو مجرور بالعطف على محلى العقول .

""قال عبد الرحمن الجامی: أی شهود النواظر المشار إلیها فی القرآن، والتی تشاهد الحق سبحانه فی المحالی کلها حسیة کانت، أو مثالیة أو عقلیة""

یقول الشیخ رضی الله عنه : - (یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها. وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى.)

ثم بین أنه متى یکون صحیح النواظر بقوله: (یقول أبو یزید فی هذا المقام) أی: مقام کون القلب صحیح النواظر (لو أن العرش وما حواه) العرش من الأجسام (مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف) قید بذلک؛ لأن الشیء العظیم فی المکان الضیق یکون أظهر فی نظر الرائی مما یکون فی مکان أوسع (ما أحس به) لغایة سعة تلک الزاویة فضلا عن مجموع القلب اتسع لرؤیة الحق فی الأشیاء، فاقتصر نظره على الظاهر فیها دون المظاهر مع أنه یراه فیها؛ فهی أیضا فی قلبه.

قال الشیخ رضی الله عنه : (وهذا) أی: تقیید ظهور الحق للقلب فی عالم الأجسام المقدرة بهذا المقدار، (وسع) قلب أبی یزید فی ظهور الحق (فی عالم الأجسام) مع أنه یظهر له فی عالم الأرواح والمعانی، ولا نسبة لسعته إلى عالم الأجسام، فلیس هذا نهایة سعة قلب العارف ولا قلب أبی یزید على الإطلاق، بل باعتبار حالة مخصوصة له.

(بل أقول) فی بیان غایة سعة قلب العارف (لو أن ما لا یتناهی وجوده) من عالم الأرواح والمعانی (یقدر انتهاء وجوده)؛ لتمکن إحاطة العارف بذلک وحصره إیاه؛ فإنه ینافی کونه غیر متناه (مع العین الموجدة له)، وهو أن یراه فی المظاهر کلها وفی مقر عینه أیضا (فی زاویة من زوایا قلب العارف؛ ما أحس بذلک فی علمه)، فإن القلب وإن کان متناهیا فما فیه من العلم غیر متناه، فکذا فیما یتجلى له من الحق سواء ظهر فی المحالی، أو فی مقر عینه لغایة سعته؛ (فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق) المتجلی فی المحالی، وفی مقر عینه فی قوله: «ما وسعنی سمائی ولا أرضی؛ ولکن وسعنی قلب عبدی المؤمن». ذکره المناوی فی فیض القدیر وزین الدین عبد الرحمن البغدادی فی جامع العلوم والحکم فی شرح خمسین حدیثا و شمس الدین السخاوی فی المقاصد الحسنة والعجلونی فی کشف الخفاء.

(ومع ذلک) أی: ومع تجلی الحق فیه باعتبار ظهوره فی الحالی، وفی مقر عینه (ما اتصف بالری)؛ بل ازداد عطشا إلى تجلیاته المتجددة أناء فآناء امتلائه لغایة سعته، (فلو امتلأ) بما تجلى فیه بلا نهایة (ارتوی). إذ لا یتصور عطش الممتلئ بالماء،

(وقد قال ذلک) أی: بعدم ارتواء القلب بما شرب من بحار السماوات والأرض (أبو یزید) فی حالة أخرى أتم مما ذکروا ذلک ما نقله الشیخ المحقق أبو القاسم القشیری فی رسالته: کتب یحیى بن معاذ الرازی إلى أبی یزید: سکرت من کثرة ما شربت من کأس محبته، فکتب إلیه أبو یزید: غیرک شرب بحور السماوات والأرض، وما روی بعد، ولسانه خارج، ویقول: هل من مزید؟

وأنشدوا:

عجبت لمن یقول ذکرت ربی    …. وهل أنسى فأذکر ما نسیت

شربت الحب کأسا بعد کأس   ….. فما نفد الشراب ولا رویت


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.  )

( ویقبل فی مجلى العقول ) وذلک لأنّ هذا المجلى من شأنه أن یجرّد ما فیه عن الغواشی الغریبة واللواحق الهیولانیّة الخارجة مطلقا ، بل وعمّا یلحقه فیه أیضا من خصوصیّات المجلى ، وذلک الذی هو مقبول الفلاسفة وذوی العقول

( وفی الذی ...   یسمّى خیالا )

لما فی الصور المختصّة به من التجرّد عن المواد الهیولانیّة والتنزّه عن اللواحق الجسمانیّة ما لیس لغیرها من الصور .

على ما هو مقبول أرباب الخلوات الرسمیّة والریاضات العادیّة ، من الأنوار الشعشعانیّة والإشراقات الخالصة عن الشوائب الهیولانیّة .

( والصحیح النواظر ) بالنصب ، عطفا على « خیالا » والنظر حینئذ بمعنى الفکر وبالرفع على أن یکون جملة حالیّة ، والنظر حینئذ بمعنى البصر .

ثمّ إنّ الکلام لما انساق إلى طرف سعة الحقّ ومجال ظهوره فی سائر المواطن والمجالی ، وبروزه بکسرة الکلّ خفاء وظهورا ، أخذ فی تبیین ذلک قائلا: ( یقول أبو یزید "البسطامی" فی هذا المقام : « لو أنّ العرش وما حواه مائة ألف ألف  مرّة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ بها » ) أی ما وجد لها حسّا ، وهذا غایة ما أمکن من السعة فی مرتبة الأجسام ، لأنّه قد جمع غایة البعدین المتّصل والمنفصل فی المظروف وفی الظرف وقد خصّ من بین عموم زوایاه زاویة واحدة .

ولذلک قال : ( وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام ) لا مطلقا  .

ولما کان وسع القلب وإحاطة رتبته غیر مختصّ بما فی الأجسام وغیرها ، من المراتب ومدارج التنزّلات ، بل ولا اختصاص له أصلا بالعوالم والتعیّنات الاستجلائیّة فإنّه المجلى الجامع بین الجلائیّ والاستجلائیّ .

أشار إلیه بقوله : ( بل أقول : لو أنّ ما لا یتناهى وجوده ) لأنّ جزئیّات العوالم والتعیّنات الاستجلائیّة إذا أرید أن یعبّر بلفظ صادق علیها ومفهوم یحمل علیها جملة ، فهو ذلک لا غیر ، والذی قام البرهان العقلی على انتهائه هو البعد الجسمانی القائم بالموجود ، لا وجوده .

فإنّ وجودات الأکوان والحوادث غیر متناهیة ، ولهذه الدقیقة صرّح بـ « الوجود » .

وإنّما قال : ( یقدّر انتهاء وجوده ) لأنّ التقدیر أنّه محاط للقلب .

فعلم أنّ انتهاء القلب أیضا تقدیریّ فرضیّ، وإذ قد علم أنّ سعة القلب أکثر حیاطة من التعیّنات الاستجلائیّة وأفسح فضاء منها.

ضمّ إلى ذلک: (مع العین الموجدة له ، فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ بذلک فی علمه). أی ما ظهر له حسّ وخبر تحت حکمه الشامل وأمره المحیط الکامل - أعنی العلم

(فإنّه قد ثبت أنّ القلب وسع الحقّ ) - بما روی : « ما وسعنی أرضی ولا سمائی ، ووسعنی قلب عبدی المؤمن » .

( ومع ذلک ما اتّصف بالریّ ) فإنه لو ارتوى قنع به وانقطع عنده الطلب والسعی فعلم أنّه لیس مما یملؤه (فلو امتلأ ارتوى).

ثمّ إنّه لما کان قوله : « وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام » یوهم تعریضا بقصوره ، وغرضه تحقیق ظهور السعة الإلهیّة فی کلّ زمان لصاحبه من الأولیاء جسمانیّة وإطلاقیّة - فأمّا السعة الجسمانیّة لأبی یزید فهو الذی نبّه إلیه أوّلا ، وأمّا الإطلاقیّة الحقّة فهو الذی سینبّه علیه - أشار إلیه دفعا لذلک الوهم بقوله : ( وقد قال ذلک أبو یزید ) فی نظمه:

( شربت الحبّ کأسا بعد کأس .... فما نفد الشراب ولا رویت )

وفی قوله : « کأسا بعد کأس » یشیر إلى تینک البیتین .

""أضاف الجامع : أورد القشیری هذا البیت عن الشبلی :

عجبت لمن یقول نسیت إلفی   .... وهل أنسى فأذکر من هویت

أموت إذا ذکرتک ثم أحیا   .... ولولا ما أؤمل ما حییت

فأحیا بالمنى وأموت شوقا   .... فکم أحیا علیک وکم أموت

جعلت الصمت ستر الحب حتى   .... تکلمت الجفون بما لقیت

شربت الحب کأسا بعد کأس   ....  فما نفد الشراب وما رویت""

فلئن قیل: «لا یدفع بهذا الکلام ما یتوهّم من التشنیع ،لأنّه یدلّ على ضیق أمره فی عالم الجسم".

قلنا : السعة الإطلاقیّة هو المعوّل علیها فی المعرفة ، وأمّا الجسمانیّة منها فإنّما تتعلَّق بظهور الولایة ، وذلک بحسب احتمال الزمان ، وزمان أبی یزید ما احتمل وراء ذلک .

ثمّ إنّ تحقیق أمر السعة مطلقا إنّما یتمّ ببیان کمال الجمعیّة والإحاطة بما یقابلها یعنی الضیق.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها.

وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.  )

قال الشیخ رضی الله : (ویقبل فی مجلی العقول وفی الذی ... یسمى خیالا والصحیح النواظر

یقول أبو یزید فی هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بها. وهذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام. ) 

(ویقبل)، أی تجلیه للعقول (فی مجلی العقول)، أی فی مجلی ترتضیه العقول وهو مقام التنزیه (و) یقبل للخیال (فی) المجلی (الذی یسمى خیالا) فما تقبله العقول برده الخیال وما یقبله الخیال ترده العقول (و) الشهود (الصحیح النواظر)، أی شهود النواظر المشار إلیها بقوله تعالى: "وجوه یومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"[القیامة : 22 - 23 ] التی تشاهد الحق سبحانه فی المجالی کلها حسیة کانت، أو مثالیة أو عقلیة .

(یقول أبو یزید رضی الله عنه فی هذا المقام)، أی مقام هذا الکشف التام والشهود العام (لو أن العرش وما حواه)، أی من السماوات والأرضین وما فیهما (مائة ألف ألف مرة) وقع (فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس)، أی العارف وقلبه (به) لحقارتها "لصغرها" بالنسبة إلى سعة قلبه لأنها متناهیة، وسعة القلب غیر متناهیة لأنه بإطلاقه مقابل لإطلاق الحق الغیر المتناهی ولیس للمتناهی قدر محسوس بالنسبة إلى غیر المتناهی.

(وهذا) الذی ذکرناه من قول أبی یزید (وسع أبی یزید)، أی بیان وسعه و تصویر سعة قلبه بل سعة قلب العارف مطلقا بالنظر (فی عالم الأجسام) وقیاسه إلیه تقریبا إلى فهم المحجوبین لا بالقیاس إلى الموجودات کلها فإن لها أیضا هذه النسبة إلى سعة قلبه بل قلب کل عارف ولهذا قال رضی الله عنه مترقیا عما قاله أبو یزید البسطامی.

قال الشیخ رضی الله عنه : (بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس بذلک فی علمه. فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى. وقد قال ذلک أبو یزید.)

(بل أقول لو أن ما لا یتناهی وجوده) روحانیا کان أو جسمانیا مما وجد ویوجد إلى الأبد.

فإن الموجودات بالفعل فی کل زمان متناهیة (یقدر)، أی یفرض (انتهاء وجوده) ولو کان مستحیلا وإنما قدر ذلک لأن غیر المتناهی لا یحاط (مع العین الموجودة له)، أی التی هی واسطة فی اتحاده وهی الحق المخلوق به المشار إلیه بقوله تعالى: "وما خلقنا السموات والأرض وما بینهما إلا بالحق" [الحجر : 85] وقع (فی زاویة من زوایا القلب العارف) سواء کان أبا یزید أم غیره .

(ما أحس بذلک) حال کونه حاصلا (فی علمه) منطویا فیما بین معلوماته ونبه رضی الله عنه بهذا القید إلى أن المراد بعدم الإحساس به أن لا یکون له قدر محسوس لاتفی العلم .

ثم استدل رضی الله عنه على ما قال بقوله (فإنه قد ثبت ) بما قال تعالى : "لا یسعنی أرضی ولا سمائی ووسعنی قلب عبدی المؤمن".

"أن القلب وسع الحق" وذلک الاستعداده وتجلیاته الذاتیة والأسمائیة الغیر المتناهیة واحدا بعد واحد (ومع ذلک لا بتصف بالری) .

أی لا یقنع بما یحصل له (فلو امتلأ)، أی القلب بالحق لانتهاء استعداداته وامتلائها بما یرد علیه من صور التجلیات (ارتوی) و قنع بما یرد علیه ولکنه لا یمتلىء ولا یرتوی لأن کل تجلی یرد علیه یورث له استعدادا وتعطشة إلى تجل آخر.

وهکذا إلى غیر النهایة فأین هو من الامتلاء والارتواء وإذا لم یمثل ولم یرتو فکل ما فرض متناهیة لم یکن له قدر محسوس بالنسبة إلى استعداداتها الغیر المتنامیة. (وقد قال ذلک)، أی ما ذکر من عدم انصاف القلب بالری (أبو یزید) فی قوله : الرجل من بتحسی بحار السموات والأرض ولسانه خارج یلهث عطشا وقوله :

شربت الحب کأسا بعد کأس     ….. فما نفد الشراب وما رویت


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 181

و یقبل فی مجلى العقول و فی الّذی‏ یسمّى خیالا و الصحیح النواظر

تجلى حق در مجلاى عقول پذیرفته ‌می‌شود و در مجلاى مثالى، که خیال ‌می‌نامند نیز پذیرفته ‌می‌شود و نواظر (دیدگان) صحیح حق سبحانه را در تمام مجالى مشاهده ‌می‌کنند.

چه در مجالى حسیه و چه در مثالیه و چه در عقلیه، چنان‌که حق تعالى فرمود:

وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ (قیامت: 22).

یقول ابو یزید فی هذا المقام لو أنّ العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما احسّ بها و هذا وسع أبی یزید فی عالم الأجسام.

ابو یزید در این مقام (یعنى مقام قلبى) گوید اگر عرش و آن چه را که عرش در بر دارد صد هزار هزار چندان کنى و در گوشه‌ای از گوشه‌هاى قلب عارف قرار گیرند عارف آن را احساس نمی‌کند و این وسعت، وسع ابو یزید است در عالم أجسام.

نه مطلقا یعنى آن چه که درباره قلب خبر داد براى تقریب به فهم محجوبان است نه خبر از حقیقت قلب داده باشد.

قیصرى گوید:

یعنى این گنجایش دل ابو یزید است زیرا او جز از آن چه در دل خود ‌می‌یابد خبر نمی‌دهد نه آن که خبر از وسع مرتبه قلب داده باشد، آن گاه که قلب در غایت مرتبه کمالش باشد. از این جهت شیخ فرمود:( شرح فصوص قیصرى، ص 195.)

بل أقول لو أن ما لا یتناهى وجوده یقدّر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما احسّ بذلک فی علمه.

بلکه من ‌می‌گویم اگر آن چه وجودش تناهی ندارد (یعنى از عوالم أرواح و أجسام) انتهاى وجودش فرض گردد و با عینى که موجد اوست (یعنى حقى که سماوات و ارض به او مخلوق است و به عبارت دیگر جوهر اولى که آسمانها و زمین به او پدید آمد و موجود شد که در لفظ کوتاه‌تر ‌می‌شود حق مخلوق به یعنى حقى که «مخلوق به السماوات و الأرض») در زاویه‌ای از زوایاى قلب عارف قرار گیرد آن را در قلب خود احساس نمی‌کند.

فإنّه قد ثبت أن القلب وسع الحقّ‏

زیرا در حدیث آمده است که قلب گنجایش حق را دارد. تا چه رسد بما سوى اللّه.

حدیث اینکه «ما وسعنی سماواتى و لا ارضى و وسعنی قلب عبدى المؤمن» (نمی‌گنجانند آسمان و زمین من مرا ولى قلب بنده مؤمن من ‌می‌گنجاند مرا) مولوى‏ گوید:( مثنوى، دفتر اول، ص 54)

گفت پیغمبر که حق فرموده است‏ من نگنجم هیچ در بالا و پست‏

در زمین و آسمان و عرش نیز من نگنجم این یقین دان اى عزیز

در دل مؤمن بگنجم اى عجب‏ گر مرا جویى در آن دلها طلب‏

اینکه شیخ قلب عارف فرمود براى این است که قلب غیر عارف اگر قلب اصحاب اخلاق حمیده و نفوس مطمئنه است أشیاء کمى را مشاهده ‌می‌کند و کشف اندکى براى او پیش ‌می‌آید و اگر قلب صاحب نفس امّاره و لوّامه باشد آن قلب تنگ‌ترین ظرف است در وجود بلکه براى او قلب نیست زیرا که قلب صاحب نفس امّاره و لوّامه مختفى است و صفات نفس، ظاهر و غالب است. (شرح فصوص قیصرى، ص 195)

و مع ذلک ما اتصف بالری فلو امتلأ ارتوى.

و با وجود این یعنى با اینکه قلب مؤمن گنجایش حق را دارد سیراب نمی‌شود اگر پر ‌می‌شد سیراب ‌می‌گشت.( شرح فصوص قیصرى، ص 195) اینکه پر نمی‌گردد تا سیراب گردد براى این است که حق تعالى به جمیع اسماء و صفاتش دفعة تجلى نمی‌کند بلکه در هر آنى به اسمى از اسماء و صفتى از صفات تجلى ‌می‌کند و هر یک از آنها قلب را آمادگى ‌می‌دهد براى تجلى دیگرى پس قلب به این استعداد خود تجلى دیگرى را از حق طلب ‌می‌کند و هیچ گاه سیراب نمی‌شود.( شرح فصوص قیصرى، ص 196.)

و قد قال ذلک أبو یزید.

أبو یزید فرمود:

مرد آن کسى است که دریاهاى آسمانها و زمین را بیاشامد و زبانش از تشنگى از دهنش خارج باشد.

«شربت الحبّ کأسا بعد کأس» «فما نفد الشراب و ما رویت(شرح فصوص قیصرى، ص 196.)»

عبد الغنى نابلسى گوید:

سهل تسترى گوید براى عارف بسطامى نوشت: در اینجا مردى است که نوشید نوشیدنى‌ای که بعد از آن هیچ گاه تشنه نمی‌شود. ابو یزید در جوابش نوشت: اینجا مردى است که جمیع اکوان را نوشید و خود فارغ از همه است و زبانش از دهانش درآمده است از کثرت عطش.( شرح فصوص عبد الغنى نابلسى، ص 454.)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۳۹۴-۳۹۷

و یقبل فى مجلى العقول و فى الّذى‏ یسمّى خیالا و الصّحیح النّواظر

یعنى قبول کرده مى‏شود حق نزد اهل کشف و شهود در مجلاى عقول یعنى در مقام تنزیه و در مجلاى مثالى که مسماست به خیال، از آنکه این طایفه جامع‏اند در میان تنزیه و تشبیه و داد هر مقامى را چنانکه مى‏باید داده، زیرا که صحیح آنست که نواظر مشاهده آن مى‏کنند از مجالى حق کما قال تعالى فى أهل الآخرة: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ زیرا که در درجه «عین الیقین» اعلى است از مرتبه «علم الیقین».

یقول أبو یزید فى هذا المقام: «لو انّ العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرّة فى زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به».

یعنى بایزید قدس اللّه روحه در مقام قلبى از سعت دل خود چنین خبر مى‏دهد (خبر داد- خ) که اگر عرش و آنچه دروست صد هزارهزار بار در گوشه دل عارف آید احساس آن نکند.

و هذا وسع أبى یزید فى عالم الأجسام.

یعنى این گنجایى دل ابو یزیدست در عالم اجسام نه آنکه این کلام بیان سعت مرتبه قلب باشد در غایت کمال‏ و لهذا شیخ قدّس اللّه سرّه مى‏گوید:

بل أقول لو إنّ ما لا یتناهى وجوده یقدّر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فى زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ بذلک فى علمه.

یعنى من مى‏گویم که اگر آنچه متناهى نیست وجود او از عالم ارواح، با همه اجسام تقدیر کرده شود انتهاى وجود او با عین موجده‏اش یعنى با جوهرى که‏ سرمایه وجود سماوات و ارض است‏ در زاویه‏اى از زوایاى دل عارف آید عارف در علم خود احساس آن نکند از براى آنکه حق سبحانه و تعالى تجلّى کرده است مر این دل را به اسم «واسع و علیم، محیط بکلّ شى‏ء» لاجرم احاطه جمیع ممکنات تواند کردن. بیت:

آن‏چنان گنج که در عرش نگنجید حسین‏ دیده بگشاى که در کنج سویدا بینى‏

اما عدم احساس دل بدانچه دروست از جهت اشتغال است به مبدع این اشیا بل از براى فناى این اشیا در حق و اضمحلال و تلاشى این همه در وجود مطلق نزد نظر دل این عارف و این عدم احساس نه از براى فناى قلب است از آنکه تجلى به وحدت و قهرست که موجب فناست و این قلب موجب مجلاى اسم واسع و علیم نه واحد قهار و معلوم است که دل را این گنجائى بعد از فناى اوست در حق و بقاى او بار دیگر به وجود مطلق پس دیگرباره محل طریان فنا نباشد.

فإنه قد ثبت أنّ القلب وسع الحقّ و مع ذلک ما اتّصف بالرّى فلو امتلأ ارتوى.

بر طریق اقامت دلیل مى‏گوید که بحکم لا یسعنى أرضى و لا سمائى و لکن یسعنى قلب عبدى التّقى النّقى الوادع (الورع- خ) ثابت شد که دل گنجاى حق است و لهذا قیل فى مخاطبته، بیت:

گرچه در عالم نمى‏‌گنجى ز روى کبریا       لیک در کنج دل اشکستگان جا کرده‌‏اى‏

اى منزه از مکان و اى مبرا از محل‏               تا چه گنجى کاندرین ویرانه ماوا کرده‏ اى‏

و با وجود این متّصف به سیر آبى نیست و هرآینه اگر ممتلى شدى سیرآب گشتى، آرى، بیت:

آنکه ز آب سیر شد من نشدم زهى زهى‏ لایق این کمان من نیست درین جهان زهى‏

بحر کمینه جرعه‌‏ام، کوه کمینه لقمه‌‏ام‏         من چه نه‌نگم اى خدا باز نما مرا رهى‏

و عدم ارتواء از آن است که حق سبحانه و تعالى بر دل عارف با جمیع اسماء و صفات خویش دفعتا تجلى نمى‏کند بلکه در هرآنى تجلى مى‏کند به اسمى از اسماء و صفتى از صفات و هریک ازین تجلیات دل را آماده مى‏سازد از براى تجلى دیگر و دل به حسب استعدادش طلب مى‏کند تجلیى وراى آن تجلى اول فلهذا ابدا سیراب نمى‏شود.

و قد قال ذلک أبو یزید.

و این سخن آن است که بایزید قدس اللّه سره بدین افصاح نمود در جواب یحیى بن معاذ رازى که به سوى بایزید رحمهما اللّه نوشته بود که انّنى سکرت من کثرة ما شربت من محبّته.

چندان خوردم ز جام عشقش که اگر یک جرعه ازین بیش خورم مست شوم‏

بایزید در جواب نوشت که غیر تو دریاهاى سماوات و ارض به یک دم در مى‏کشد و هنوز لب‏تشنه است و لهذا بیت:

من چو ریگم غم تو چون آب خورم‏ هرچند همى بیش خورم تشنه‌‏ترم‏

*

عجبت لمن یقول ذکرت ربّى‏          و هل أنسى فاذکر ما نسیت‏

شربت الحبّ کأسا بعد کأس‏           نما نفد الشّراب و ما رویت‏

و شاید که ذلک اشارت باشد به قول بایزید که فرمود: لو انّ العرش و ما حواه إلى آخره، چه این کلام نیز متضمّن عدم ارتواء است.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۸

و یقبل فی مجلى العقول و فی الّذی‏ یسمّى خیالا و الصحیح النّواظر

اما نواظر صحیحه اهل کشف را معلوم است، که حق در مجلاى عقول به تنزیه، و در مجلاى خیالى و حسّى هم به تنزیه و هم به تشبیه موصوفست.

یقول أبو یزید فی هذا المقام، لو أنّ العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرّة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ بها.

شرح یعنى دل عارف چون به صفت اطلاق موصوفست در محاذات حقّ مطلق، پس نامتناهى بود، و هر چه در حیّز امکانست متناهیست، و ما لا یتناهى لا یحسّ بالمتناهى.

و هذا وسع أبى یزید فی عالم الأجسام. بل أقول: لو أنّ ما لا یتناهى وجوده یقدّر انتهاء وجوده مع العین الموجدة له فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ بذلک فی علمه.

شرح اشارتست به مقام فناء فی اللّه.

فإنّه قد ثبت أنّ القلب وسّع الحقّ و مع ذلک ما اتّصف‏ بالرّىّ فلو امتلأ ارتوى. و قد قال ذلک ابو یزید.

شرح یعنى آن چه در هر دو کون نگنجید در دل تنگ عارف گنجید، و دل از وى پر نشد که اگر پر شدى سیر آمدى، و نعره‏ «هَلْ مِنْ مَزِیدٍ» نزدى.