الفقرة السابعة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا. فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته) المذکورة على حسب ما قلناه (ما خلق) من کل ما پرید (وله)، أی للعارف المذکور ضبط (هذه الإحاطة) لجمیع الحضرات الإلهیة شیئا فشیئا (ظهر ذلک الخلق)، أی المخلوق (بصورته).
أی بصورة ذلک العارف (فی کل حضرة) من تلک الحضرات على معنى أنه تظهر عنه مخلوقات کثیرة على عدد ما شهد من الحضرات الإلهیة المضبوطة له، إذ لیس فی وسعه أن یشهد جمیع الحضرات فی دفعة واحدة.
بل معنى إحاطته : ضبطه لذلک وعدم وقوفه عند حضرة دون حضرة، لأنه مکون حادث، والحادث قاصر عن الوسع الإلهی.
وإن کان له وسع بالنسبة إلى من هو دونه من الجاهلین الغافلین عن الحضرات مطلقا .
(وصارت الصور) المخلوقة الصادرة کل صورة منها عن حضرة إلهیة (تحفظ بعضها بعضا) بحیث إن الصادرة عن الحضرة القویة فی الظهور بهمة العارف تحفظ الوجود على الصادرة عن الحضرة الضعیفة فی الظهور بالهمة المذکورة.
(فإذا غفل العارف) المذکور (عن حضرة ما) من تلک الحضرات بحیث وقف عند ما عداها من الحضرات(أو عن حضرات) أکثر من واحدة.
(وهو شاهد حضرة ما من الحضرات) واقف عندها دون ما عداها (حافظ لما فیها) مما توجه بها علیه (من صورة خلقه)، أی مخلوقه .
(انحفظت جمیع) تلک (الصور)، أی انحفظ الوجود علیها (بحفظ تلک الصورة الواحدة فی الحضرة) الإلهیة (التی) شهدها (وما غفل عنها) فتکون تلک الحضرة قائمة مقام تلک الحضرات فی حفظ آثارها کلها ، وذلک بسبب أن کل حضرة من الحضرات الإلهیة جامعة لجمیع الحضرات.
(لأن الغفلة) عن جمیع الحضرات الإلهیة (لم تعم)، أی ما عمت أحدا (قط لا فی العموم)، أی عموم المؤمنین، فإنهم یشهدون آثار الحضرات، فلا یغفلون عن جمیع الآثار بل عن بعضها دون بعض .
وإن کانوا غافلین عن شهود المؤثر، فیشهدون أثرة ما من حیث هو أثر على کل حال (ولا فی الخصوص) لما تقدم من أنه لا بد للعارف من حضرة یشهدها بعد ضبطه لجمیع الحضرات فی مقام المعرفة بالله تعالی .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق) (و) الحال أن (له هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة) لأن هذا العارف یخلق ذلک الخلق من مقام الجمع فیکون موجودة على صورته فی کل حضرة بقدر نصیبه .
(وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا) لأنه إذا کان الخلق بصورته موجودة فی کل حضرة فقد تحفظ الهمة الصورة التی لا یغفل العارف عن حضرتها وتحفظ باقی الصور بالصور المحفوظة بالهمة لوجوب التطابق بین الصورة .
وهو معنى قوله: (فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فیها من صور خلقه انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل) العارف (عنها لأن الغفلة ما تعم قط) جمیع الحضرات (لا فی العموم ولا فی الخصوص) أی لا فی حق العامة ولا فی حق الخاصة حتى انعدم تلک الصورة فی جمیع الحضرات.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قلت : أما أنه سائغ فی مقام المعرفة فلأن العارف یظن أنه الحق فیصف نفسه بما یصف به الحق نفسه وهو غلط منه، فإن العارف ما فنی کل رسمه ولا شک أن المکاتب عبد ما بقی علیه درهم
قوله: وإن کان العبد ربا کان الرب المتوهم فی عیشة ضنک وأما العبد مع فرض کونه رباه لا یکون فی عیشة ضنک.
و قوله ومن کونه ربا یرى الخلق کله یطالبه.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کلّ حضرة ، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا ، فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات » . یعنی من حضرات الوجود علوا وسفلا " -وهو شاهد حضرة ما من الحضرات ، حافظ لما فیها من صور خلقه - انحفظت جمیع الصور بحفظ تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها ، لأنّ الغفلة ما تعمّ قطَّ لا فی العموم ولا فی الخصوص".
قال العبد : خلق العارف بالهمّة هو باستجماعه فی فکره ووهمه على إیجاد أمر ، وتعلیق الهمّة بذلک وتسلیط النفس علیه ، فإنّ الهمّة خلَّاقة ، وحیث کان موجب وجود ذلک الخلق جمعیّة الهمّة على وجوده ، وجمعیّة القلب ، واستجماع قواه ، والحضور ، فیجب استصحاب الموجب ، حتى یبقى مخلوق الهمّة ، بخلاف خلق الله .
فإنّه لیس باستجماع القوى ، ولکن لا بدّ من توجّهات الأسماء ثمّ أیضا ، ولیس بالحضور الکلَّی معه من جمیع الوجوه ، فإنّه لا یعزب عنه شیء أصلا ، بخلاف من یخلق بالهمّة ، فإنّه مهما غفل عمّا خلق ، بطل موجب ظهور المراد فی خلقه .
فبطل المخلوق بالهمّة ببطلان موجبه ، ولکنّ العارف إذا لم یغفل مطلقا بل إن غفل عنه من وجه کان حاضرا به من جهة أخرى ، حفظ - بما حضر فی حضرة - ما غفل عنه من جهة حضرة أخرى .
مثاله اجتمع عارف بقلبه وعلوّ همّته بکون أو خلق وتکوین کلَّی أو جزوی ، فإنّه - بمداومة تعلیق الهمّة وتسلیط النفس بجمع الهمّ والوهم - وجد خارج محلّ الهمّة ذلک الأمر المراد ، ولکن استمرار وجوده یتوقّف على استمرار موجبه وهو الحضور والجمعیّة ، فمهما غفل انخلع الوجود عن تلک الأمور ولا سیّما إذا علَّق همّته بکون.
ثمّ غاب عن موطن الحسّ وحضرة الشهادة بالنوم مثلا ، فلا یبقى موجب ظهور ذلک الأمر ، لعدم تعلَّق همّته بذاک إذ ذاک ، فیعدم ، ولکنّ العارف بعالم الحسّ وعالم الخیال والمثال وارتباط بعض هذه الحضرات بالبعض بالحق لا یغفل عن صورة ما خلق فی حضرة الحسّ وهو فی عالم المثال أو فی الخیال ، یشهدها مخلوقة فیها موجودة فیحفظها ، فینحفظ بتلک الصورة المثالیة أو الخیالیة صورته الحسّیّة ، فافهم ، إن شاء الله ، ففیه دقّة ، فالطف وتلطَّف .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة، ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة وصارت الصورة تحفظ بعضها بعضا ، فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فیها من صورة خلقه انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها ، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص ) .
قد علمت أن الصورة الحسیة الخارجیة آخر مراتب الوجود ، والصورة
التی قبلها صورها فهی کالروح لها فإذا کان للعارف الإحاطة بالحضرات کلها یکفیه حضورها فی واحدة من تلک الحضرات .
فإن تلک الصور حافظة بعضها بعضا أی العالیة تحفظ ما تحتها ، فإذا شهدها فی حضرة واحدة منها انحفظت الجمیع ، لأن الغفلة ما تعم قط بحیث یغفل عن کل شیء لا یحضر صاحبها شیئا ما ولو نفسه لا فی عموم الناس ولا فی خصوصهم ففی أی حضرة حضر العارف حفظ صورة فیها فانحفظت الخارجیة بها .
أو لأن غفلة العارف لا تعم فی العموم ، أی فی عموم الصور لشهوده واحدة منها ، ولا فی الخصوص لحفظه کل واحدة منها بواسطة حفظ البعض.
""إضفة بالی زادة : ( بصورة فی کل حضرة ) لأن هذا العارف یخلق ذلک الخلق من مقام الجمع ، فیکون موجودا على صورته فی کل حضرة بقدر نصیبه وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا ، لأنه إذا کان الخلق بصورته موجودا فی کل حضرة فقد تحفظ الهمة الصورة التی لا یغفل العارف عن حضرتها ، وتحفظ باقی الصور بالصورة المحفوظة بالهمة لوجوب التطابق بین الصور ، وهو معنى قوله : فإذا غفل العارف إلخ .
الهمة إذا تعلقت بما لیس بحاصل فی الوقت فإنها تطلب النفوذ إلى مشاهدة من تعلقت به وتحصیله ، وإذا رأى صاحب الهمة مطلوبه فی نفسه زالت همته وانکسرت عن طلب النفوذ ، وهو قوله :قد یرحل المرء لمطلوبه والسبب المطلوب فی الراحلفإذا انکشف لک أن مطلوبک لیس غیر عینک وعینک ما فارقک ، فما یبقى لهمتک متعلق . ""
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
ذکر الشیخ رضی الله عنه : هنا هذا المعنى، ونبهأن العارف یخلق بهمته، أی بتوجهه وقصده بقوته الروحانیة، صورا خارجةعن الخیال موجودة فی الأعیان الخارجیة، کما هو مشهور من البدلاء بأنهم یحضرون به فی آن واحد أماکن مختلفة، ویقضون حوائج عباد الله.
فالمراد بـ (العارف) هنا، الکامل المتصرف فی الوجود، لا الذی یعرف الحقائق وصورها ولا تصرف له.
وإنما قال: (ما یکون له وجود من خارج محل الهمة) أی، خارج الخیال الذی لنفسه، احترازا عن أصحاب السیمیاء والشعبذة، فإنهم یظهرون صورا خارجة من خیالاتهم، لکن لیست خارجة من مقام الخیال، لظهورها فی خیالات الحاضرین بتصرفهم فیها.
والعارف المتمکن فی التصرف بهمته یخلق ما یخلق فی عالم الشهادة قائما بنفسه کباقی الموجودات العینیة.
والغیب أیضا کالصور الروحانیة التی یخلقها، فیدخل بها فی عالم الأرواح.
ولا ینبغی أن تتأبى وتشمأز نفسک من إسناده الخلق إلى المخلوق، فإن الحق سبحانه هو الذی یخلقها فیذلک المظهر لا غیره، إلا أن الخلق یظهر حینئذ من مقامه التفصیلی کما یظهر من مقامه الجمعی.
ومن هنا یعلم سر قوله: (فتبارک الله أحسن الخالقین.) ، (ولکن لا تزال الهمة تحفظه) أی ذلک المخلوق. (ولا یؤدها) أی، لا یغفل الهمة حفظه. أی حفظ ما خلقته.
(فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلک المخلوق). لانعدام المعلول بانعدام علته.
(إلا أن یکون العارف قد ضبط جمیع الحضرات، وهو لایغفل مطلقا، بل لا بد له من حضرة یشهدها. فإذا خلق العارف بهمته ما خلق، ولهبه الإحاطة، ظهر ذلک الخلق بصورته) أی، ظهر ذلک المخلوق على صورته (فی کل حضرة، وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا. فإذا غفل العارف عن حضرة ما، أو عن حضرات - وهو شاهد حضرة ما، من الحضرات حافظ لما فیها من صورة خلقه انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها.)
المراد بالحضرات إما الحضرات الخمس الکلیة، وهی عالم المعانی والأعیان الثابتة، وعالم الأرواح، وعالم المثال، وعالم الشهادة، وعالم الإنسان الکامل الجامع بین العوالم.
وإما الحضرات العلویة السماویة والسفلیة الأرضیة وغیرها من العناصر.
وإنما یتحفظ (تلک الصورة)، إذا لم یکن العارف المتحقق بجمیع المقامات والمتصف بکل الأسماء والحضرات غافلا عن تلک الصورة فی حضرة مامنها، لأن ما یحصل فی الوجود الخارجی لا بد وأن تکون له صورة أولا فی الحضرة العلمیة، ثم العقلیة القلمیة، ثم اللوحیة، ثم السماویة والعنصریة وما یترکب منها.
فإذا کانت همته حافظة لتلک الصورة فی حضرة من تلک الحضرات العلویة، تنحفظ تلک الصورة فی الحضرات السفلیة، لأنها روح الصور السفلیة.
وإذا کانت حافظة إیاها فی الحضرات السفلیة، ینحفظ فی غیرها أیضا، لکون وجود المعلول مستلزما لوجود علته ووجود الصورة دلیلا لوجود المعنى، وإن کانتهمته غافلة عنها، للزوم تطابق الصور بین الحضرات الإلهیة.
ویؤید ذلک أحوال أصحاب الکرامات إذا أخبروا عن حدوث أمر ما، أو زواله.
فإنهم یشاهدون ذلک أولا فی الحضرات السماویة، ثم یوجد ما یشاهدون فی الحضرات السفلیة.
نعم، لو یغفل الکامل عن تلک الصورة فی جمیع الحضرات باشتغاله إلى غیرها، ینعدم حینئذ، وأما الغفلة عن جمیع الحضرات فلا یمکن لأحد، سواء کان کاملا أو غیر کامل. (لأن الغفلة ما تعم قط، لا فی العموم ولا فی الخصوص).
أی، لا فی عموم الخلائق ولا فی خصوصهم، لأنهم لا بد أن یکونوا مشتغلین بأمر من الأمور التی هی مظاهر الأسماء الإلهیة.
غایته أن العارف یعرف أن الأمور کلها مجالی ومظاهر للحق، وغیره لا یعرف ذلک.
فلا یمکن أن تعم الغفلة بحیث لا یکون الإنسان مشتغلا بحضرة من حضرات الحق، لا فی عموم الحضرات، یعنى فی جمیعها، ولا فی خصوصها، أی فی حضرة خاصة.
فهذا بالنسبة إلى الکامل. وإما غیره، فقد یغفل عن حضرة خاصة وإن کان لا یغفل عن جمیعها.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
وإلیه الإشارة بقوله: (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق) سواء کان مما یتعارف له تأثیر فی الغیر أم لا (وله هذه الإحاطة) بالحضرات حال خلقه، (ظهر ذلک الخلق بصورته) أی: صورة ذلک العارف فی الإحاطة بالحضرات، والتأثیر فی الغیر (فی کل حضرة)، إذ لا معنى لکونه على صورة ذلک العارف بالإحاطة بالحضرات إلا ظهوره فیها، (وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا) لما فیها من أثر جمعیة ذلک العارف عند جمعه الهمة بالتأثیر.
فکانت هذه الصورة استنارت بنور فاعلها، فتفعل فعله کما تفعل صورة الشمس الظاهرة فی المرآة من التأثیر فی الماء، وصورة الماء فی الجدار، و صورة الجدار فیما یحاذیها من مرآة أخرى، وهلم جرا.
فلا تعارض تلک النورانیة ظلمة الغفلة عن بعض الحضرات، (فإذا غفل العارف عن حضرة ما) أعلى أو أدنى مما لم یغفل عنها (أو حضرات، وهو شاهد حضرة من تلک الحضرات حافظ) همته (لما فیها من صورة خلقه)، قید بذلک لیشیر إلى أن مشاهدة الحضرة غیر کافیة فی حفظ الصورة، کما یتوهم من کلامه السابق (انحفظت جمیع الصور بحفظه) .
أی: العارف (تلک الصورة الواحدة) التی یحفظها (فی الحضرة التی ما غفل عنها)؛ لأن الأثر النورانیة التی بها شهود الحضرة لا الظلمة التی بها الغفلة؛ فلا یؤوده حفظها فی جمیع الحضرات باعتبار تلک الحضرة، وإنما یئوده حفظها لو غفل عن الکل؛ لکنه غیر واقع.
(لأن الغفلة لا تعم ) قط جمیع الحضرات (لا فی العموم ولا فی الخصوص) .
""أی خصوصهم فإن غاب العارف من حضرة فلا بد أن یحضر مع حضرة أخرى، فلا یغفل عن جمیع الحضرات""
أی: عموم الناس وخصوصهم، وأما أرباب الفناء؛ فإنهم وإن عمت الغفلة فی شأنهم، فلیسوا من أهل الهمة الذین لهم الخلق.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق وله هذه الإحاطة، ظهر ذلک الخلق بصورته فی کلّ حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا، فإذا غفل العارف عن حضرة ما، أو حضرات - وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه - انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأنّ الغفلة) عن الحضرات کلَّها ( ما تعمّ قطَّ لا فی العموم ) بالنسبة إلى سائر الأشخاص ( ولا فی الخصوص ) من الأولیاء والکمّل .
فإذا انحفظت الصورة فی حضرة من الحضرات العالیة لا بدّ وأن تکون محفوظة فی العوالم السافلة، لارتباط العوالم بالحضرات بکلَّیاتها وجزئیّاتها .و الفرق بین خلق الحقّ وخلق العبد.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
قال الشیخ رضی الله عنه : فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کل حضرة، وصارت الصور یحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصور بحفظه تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا فی العموم ولا فی الخصوص.)
فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة) بالحضرات (ظهر ذلک الخلق بصورته) الخاصة له فی کل حضرة وصارت الصور تحفظ بعضها بعض بسرابة جمعیة همته من کل صورة إلى سائرها (فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فیها) أی فی تلک الحضرة.
(من صور خلقه) التی فی تلک الحضرات (انحفظت جمیع الصور) فی جمیع الحضرات (بحفظ تلک الصورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها).
وعدم غفلته عنها لما لا بد له من حضرة یشهدها (لأن الغفلة ما تعم) الحضرات کلها (قط) بأن لا یحضر أحد مع واحدة منها (لا فی العموم)، أی عموم الخلائق (ولا فی الخصوص)، أی خصومهم فإن غاب أتعارف من حضرة فلا بد أن یحضر مع حضرة أخرى فلا یغفل عن جمیع الحضرات و إن لم یعمل عن جمیع الحشرات ولهذا ینعدم مخلوق العارف بالإعراض عنه مطلقا.
ومثال ذلک ما إذا خنق العارف بجمعیة المهمة خارج محل الهمة کالحس مثلا صورة محسوسة ، وحفظها بدوام شهودها والحضور معنا حسا فمتى طرأ علیه غفلة بالنوم مثلا وغاب عن الحس علمت هذه الصورة المحسوسة عن مرتبة الحس وتم تبق، لأن شرط بقائها إنما هو حضور العارف معها حسا.
وقد زال ذلک الشرط إلا أن یکون العارف قد ضبط جمیع الحضرات فکان عارفا بحضرة الحس و حضرة المثال و الخیال و ارتباط بعضها ببعض وسرت جمعیة همته من بعضها إلى بعض .
فإنه حینئذ وإن غفل عن حضرة الحس وعن شهود صور مخلوق و موجود بها لکنه یشهده فی حضرة الخیال، أو المثال مخلوقا موجودا فیحفظه فتنحتفظ بصورته الخیالیة صورته الحسیة .
ومن فروع ذلک الأصل ما ذکره الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات: أن الأبدال أنهم إذا فارقوا موضعا ویریدون أن یخلفوا بدلا منهم فی ذلک الموضع الأمر یرونه فیه مصلحة وقربة ترکوا شخصا على صورة رجل منهم ولا یشک أحد ممن أدرک رؤیة الشخص أنه عین ذلک الرجل ولیس هو، بل هو شخص روحانی بترکه بدله بالقصد علم منه ومنها أیضا ما هو مشهود عن بعض هذه الطائفة.
أنه حضر فی آن فی أماکن مختلفة أو دخل بیت مغلقة الأبواب مسدودة الکون أی خرج عنه إلى أمثال من الخوارق
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 190
فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق و له هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کلّ حضرة، و صارت الصور یحفظ بعضها بعضا فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات و هو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه، انحفظت جمیع الصّور بحفظه تلک الصّورة الواحدة فی الحضرة التی ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قطّ لا فی العموم و لا فی الخصوص.
پس چون عارف را چنین احاطه به حضرات است آن خلق به صورت خاصه خود در هر حضرتى ظاهر میشود و صورتها بعضى مر بعضى دیگر را حافظ است (به سبب سرایت جمعیت همتش از هر یک از صورتها به دیگر صورتها)، پس چون عارف از حضرت یا حضراتى غافل شود و حال اینکه او شاهد حضرتى است و حافظ صورت مخلوقش در آن حضرت است، جمیع صورتها در حضرات به سبب حفظ همان یک صورت که عارف از آن غافل نبود محفوظند. (چه عوالم با هم مرتبطند) زیرا غفلت همه حضرات را هیچ گاه فرا نمیگیرد نه در عموم خلایق و نه در خصوص خلایق.
پس ممکن نیست غفلت عمومیت داشته باشد به طورى که انسان مشتغل به حضرتى از حضرات حق نباشد پس چون گاهى به حضرتى مشتغل است و همت کامل به همه حضرات سارى است پس به شهود عارف حضرتى را حافظ آن صورت در آن حضرت مشهوده نیز هست.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۰۱
فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق و له هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فى کلّ حضرة و صارت الصّور یحفظ بعضها بعضا فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات و هو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فیها من صورة خلقه انحفظت جمیع الصّور بحفظه تلک الصورة الواحدة فى الحضرة التى ما غفل عنها.
پس اگر عارف به همت خویش خلق کند و او را احاطه حضرات باشد ظاهر شود آن مخلوق بر صورت خویش در هر حضرتى و صور بعضى بعضى را حفظ کنند و اگر غافل شود عارف از حضرتى یا از حضرات اما شاهد بود حضرتى را و محافظ باشد آنچه را از صور خلق او در آن حضرت است منحفظ شود جمیع صور این مخلوق در حضرات دیگر به حفظ این یک صورت که درین حضرت بواسطه عدم غفلت به محافظتش قیام نموده است چه آنچه حاصل مىشود در وجود خارجى چاره نیست که او را صورتى باشد اولا در حضرت علمیه ثم العقلیة ثم اللوحیة ثم السماویة ثم العنصریة و ما ینزل منها. پس اگر همت او نگاه دارد این صورت را در حضرتى از حضرت علویه منحفظ شود این صورت در حضرات سفلیه چه صور حضرات علویه روح صور سفلیه است و اگر نگاه دارد این به صورت را در حضرات سفلیه هم منحفظ شود در غیر آن، چه وجود معلول مستلزم وجود علت اوست و وجود صورت دلیل وجود معنى است.
لأنّ الغفلة ما تعم (لا تعم- خ) قطّ فى العموم و لا فى الخصوص.
یعنى غفلت هرگز عام نمىتواند بود نه در عموم خلایق و نه در خصوص ایشان چه ایشان را چاره نیست به امرى از امور که مظهرى از مظاهر اشیا الهیه است غایة ما فى الباب عارف مىشناسد که جمیع امور مجالى و مظاهر حق است و غیر عارف شناساى این نیست و ممکن نیست که غفلت عام باشد به حیثیتى که انسان مشتغل نباشد به حضرتى از حضرات حق سبحانه و تعالى.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۶۹
فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق و له هذه الإحاطة ظهر ذلک الخلق بصورته فی کلّ حضرة، و صارت الصّور یحفظ بعضها بعضا. فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات و هو شاهد حضرة ما من الحضرات.
حافظ لما فیها من صورة خلقه انحفظت جمیع الصّور بحفظه تلک الصّورة الواحدة فی الحضرة الّتی ما غفل عنها، لأنّ الغفلة ما تعمّ قطّ لا فی العموم و لا فی الخصوص. پس ما دام که عارف صاحب همّت، در حضرتى از حضرات حافظ است، آن شیء مخلوق او هم محفوظ ماند. و غفلت از جمیع حضرات ممکن نیست، کامل و غیر کامل را.