عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الأولی:


متن فصوص الحکم الشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

07 - فص حکمة علیة فی کلمة إسماعیلیة

أعلم أن مسمى الله أحدی بالذات کل بالأسماء. وکل موجود فما له من الله إلا ربه خاصة یستحیل أن یکون له الکل.

وأما الأحدیة الإلهیة فما لواحد فیها قدم، لأنه لا یقال لواحد منها شی ء ولآخر منها شیء، لأنها لا تقبل التبعیض. فأحدیته مجموع کله بالقوة.

والسعید من کان عند ربه مرضیا، وما ثم إلا من هو مرضی عند ربه لأنه الذی یبقی علیه ربوبیته، فهو عنده مرضی فهو سعید.

ولهذا قال سهل إن للربوبیة سرا وهو أنت: یخاطب کل عین- لو ظهر لبطلت الربوبیة.

فأدخل علیه «لو» و هو حرف امتناع لامتناع ، وهو لا یظهر فلا تبطل الربوبیة لأنه  لا وجود لعین إلا بربه.

والعین موجودة دائما فالربوبیة لا تبطل دائما. وکل مرضی محبوب، وکل ما یفعل المحبوب محبوب، فکله مرضی، لأنه لا فعل للعین، بل الفعل لربها فیها فاطمأنت العین أن یضاف إلیها فعل، فکانت «راضیة» بما یظهر فیها وعنها من أفعال ربها، «مرضیة» تلک الأفعال لأن کل فاعل وصانع راض عن فعله وصنعته، فإن وفى فعله وصنعته حق ما علیه «أعطى کل شیء خلقه ثم هدى» أی بین أنه أعطى کل شیء خلقه، فلا یقبل النقص ولا الزیادة. فکان إسماعیل بعثوره على ما ذکرناه عند ربه مرضیا. وکذا کل موجود عند ربه مرضی.

ولا یلزم إذا کان کل موجود عند ربه مرضیا على ما بیناه أن یکون مرضیا عند رب عبد آخر لأنه ما أخذ الربوبیة إلا من الکل لا من واحد. فما تعین له من الکل إلا ما یناسبه، فهو ربه.

ولا یأخذه أحد من حیث أحدیته. و لهذا منع أهل الله التجلی فی الأحدیة ، فإنک إن نظرته به فهو الناظر نفسه فما زال ناظرا نفسه بنفسه، و إن نظرته بک فزالت الأحدیة بک، و إن نظرته به و بک فزالت الأحدیة أیضا.

لأن ضمیر التاء فی «نظرته» ما هو عین المنظور، فلا بد من وجود نسبة ما اقتضت أمرین ناظرا ومنظورا، فزالت الأحدیة وإن کان لم یر إلا نفسه بنفسه. ومعلوم أنه فی هذا الوصف ناظر ومنظور.

فالمرضی لا یصح أن یکون مرضیا مطلقا إلا إذا کان جمیع ما یظهر به من فعل الراضی فیه.

ففضل إسماعیل غیره من الأعیان بما نعته الحق به من کونه عند ربه مرضیا.

وکذلک کل نفس مطمئنة قیل لها «ارجعی إلى ربک» فما أمرها أن ترجع إلا إلى ربها الذی دعاها فعرفته من الکل، «راضیة مرضیة».

«فادخلی فی عبادی» من حیث ما لهم هذا المقام. فالعباد المذکورون هنا کل عبد عرف ربه تعالى واقتصر علیه ولم ینظر إلى رب غیره مع أحدیة العین: لا بد من ذلک «وادخلی جنتی» التی بها ستری.

ولیست جنتی سواک فأنت تسترنی بذاتک. فلا أعرف إلا بک کما أنک لا تکون إلا بی. فمن عرفک عرفنی وأنا لا أعرف فأنت لا تعرف.

فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها.

فتکون صاحب معرفتین: معرفة به من حیث أنت، ومعرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب ... لمن له فیه أنت عبد

وأنت رب وأنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد

فرضی الله عن عبیده، فهم مرضیون، ورضوا عنه فهو مرضی. فتقابلت الحضرتان  تقابل الأمثال و الأمثال أضداد لأن المثلین لا یجتمعان إذ لا یتمیزان وما ثم إلا متمیز فما ثم مثل، فما فی الوجود مثل، فما فی الوجود ضد، فإن الوجود حقیقة واحدة و الشیء لا یضاد نفسه.

فلم یبق إلا الحق لم یبق کائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن

بذا جاء برهان العیان فما أرى ... بعینی إلا عینه إذ أعاین

«ذلک لمن خشی ربه أن یکونه لعلمه بالتمییز.

دلنا على ذلک جهل أعیان فی الوجود بما أتى به عالم.

فقد وقع التمییز بین العبید، فقد وقع التمییز بین الأرباب.

ولو لم یقع التمییز لفسر الاسم الواحد الإلهی من جمیع وجوهه بما یفسر الآخر.

والمعز لا یفسر بتفسیر المذل إلى مثل ذلک، لکنه هو من وجه الأحدیة کما تقول فی کل اسم إنه دلیل على الذات وعلى حقیقته من حیث هو.

فالمسمى واحد: فالمعز هو المذل من حیث المسمى، والمعز لیس المذل من حیث نفسه وحقیقته، فإن المفهوم یختلف فی الفهم فی کل واحد منهم:

فلا تنظر إلى الحق ... وتعریه عن الخلق

ولا تنظر إلى الخلق ... وتکسوه سوى الحق

ونزهه وشبهه ..... وقم فی مقعد الصدق

وکن فی الجمع إن شئت ... وإن شئت ففی الفرق

تحز بالکل إن کل ... تبدى قصب السبق

فلا تفنى ولا تبقى ... ولا تفنی ولا تبقی

ولا یلقى علیک الوحی ... فی غیر ولا تلقی

الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله»

لم یقل و وعیده، بل قال «ونتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. وقد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.

فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین

و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین

نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین

یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین 


متن نقش فصوص الحکم للشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

07 -  نقش فص حکمة علیة فی کلمة إسماعیلیة

وجود العالم الذی لم یکن ثم کان یستدعی نسباً کثیرة فی موجده أو اسماً ما شئت فقل لا بد من ذلک. وبالمجموع یکون وجود العالم. فالعالم موجود عن إحدى الذات المنسوب إلیها أحدیة الکثرة من حیث الأسماء لأن حقائق العالم تطلب ذلک منه. ثم العالم إن لم یکن ممکناً فما هو قابل للوجود فما وجد العالم إلا عن أمرین:

* عن اقتدارٍ إلهی منسوب إلیه ما ذکرناه.

* وعن قبول.

فإن المحال لا یقبل التکوین ولهذا قال تعالى عند قوله: " کُنْ "

قال: " فَیَکُونُ " [النحل: 40]. فنسب إلى العالم من حیث قبوله.


الفکوک فی اسرار مستندات حکم الفصوص صدر الدین القونوی 673 هـ : 

07 - فک ختم الفص الإسماعیلی

7 / 1  - اعلم ان متعلق هذا الفص ومرجعه الى صفتین : صفة العلو وصفة الرضاء ، ومحتده من الجناب الإلهی نسبتان : الوحدة الذاتیة والجمعیة الاسمائیة فاما سر اختصاص اسماعیل علیه السلام بالعلو : فهو من وجه بالنسبة الى بقیة اولاد الخلیل علیه السلام من أجل انه کان کالوعاء لسر الکمال المحمدی الذی نسبته الى ذات الحق أتم ، کما ان اسحاق علیه السلام وعاء لاسرار الأسماء التی کان الأنبیاء مظاهرها.


7 / 2 - والإشارة الى ذلک من القرآن العزیز قوله تعالى فی سورة العنکبوت من قصة الخلیل علیه السلام : " ووَهَبْنا لَه إِسْحاقَ ویَعْقُوبَ وجَعَلْنا فی ذُرِّیَّتِه النُّبُوَّةَ والْکِتابَ " [ العنکبوت / 27 ] وکل نبى هو مظهر اسم من الأسماء ، والکتاب الامر الجامع للشرائع ، وانفرد اسماعیل بنبینا علیهما السلام الجامع لخواص الأسماء بشریعة جامعة لأحکام الشرائع .

وهذا هو الموجب لقول الشیخ رضى الله عنه فی اول الفص : اعلم ان مسمى الله احدى بالذات کل بالأسماء ، وذکر ان أحدیته  مجموع کله بالقوة .


7 / 3 - وقال رضى الله عنه ایضا فی مختصر الفصوص کلمات اذکرها بعینها هنا ، تعین  ان مقصوده الأصلی فی تأسیس هذا الفص ما اذکره ولیعلم انه لو لا ان الله سبحانه أنعم بمشارکتی الشیخ رضى الله عنه فی اصل الذوق ومحتده لم یکن معرفة مقصوده من فحوى کلامه .

لکن متى حصل الاطلاع على اصل الذوق ومشرعه ، عرف المقصود من فحوى کلامه ، فلهذا اخترت ذکر تلک الکلمات ثم اردفها ببیان تتمات اسرار هذا الفص المتضمن فک ختامه ، والکلمات التی ذکرها فی مختصر هذا الفص ولم نزد علیها من هذه.


7 / 4 - قال رضى الله عنه : وجود العالم الذی لم یکن ثم کان ، یستدعى من موجده نسبا کثیرة فی موجده او اسما ما شئت فقل ، فلا بد من ذلک وبالمجموع یکون وجود العالم ، فالعالم موجود عن احدى الذات منسوب إلیها احدیة الکثرة من حیث الأسماء لان حقائق العالم تطلب ذلک منه.

ثم العالم ان لم یکن ممکنا فما هو قابل للوجود ، فما وجد العالم الا عن امرین : عن اقتدار الهى منسوب الیه ما ذکرناه من کثرة النسب ، وعن قبول ، فان المحال لا یقبل التکوین ، لهذا قال تعالى عند قوله : " فَیَکُونُ " ، فنسب التکوین الى العالم من حیث قبوله . هذا نص کلامه رضى الله عنه .


7 / 5 - ثم أقول : ولما کان الخلیل علیه السلام حاملا للصفات الثبوتیة التی من حیثها تکمل صورة الإیجاد ، صحت له نسبة خاصة الى الذات من حیث صفة الاقتدار ، وکان اسماعیل علیه السلام مثال القابلیة العالم من کونه محلا لنفوذ الاقتدار فیه .

ولهذا : " کانَ عِنْدَ رَبِّه مَرْضِیًّا " [ مریم / 55 ] للمواتاة بان یظهر فیه وبه احکام القدرة .


7 / 6 - ولما کان العالم من حیث قابلیته لما ینطبع ویحل فیه کالبیت ، کما أشار الیه فی امر وجود العالم والموجودات بقوله : " والطُّورِ وکِتابٍ مَسْطُورٍ فی رَقٍّ مَنْشُورٍ والْبَیْتِ الْمَعْمُورِ" [ الطور / 1 - 4 ] فالطور مرتبة العالم من حیث حقیقته الثابتة وإمکانه .

والکتاب المسطور الممکنات الظاهرة فی صفحة الوجود الذی هو الرق المنشور ، لذلک اقتضت حکمته المحاکاة المظهریة ان یکون الخلیل علیه السلام بانى الکعبة والمعاون له فیه اسماعیل علیه السلام ، فالکعبة التی هی اول بیت وضع للناس نظیر حقیقة العالم القابلة للإیجاد الأول من الموجد من حیث صفة الاقتدار التی العقل الأول صورته .


7 / 7 - ذکر شیخنا رضى الله عنه جوابا عن الذین سألوه عن حقیقة العقل الأول وکونه مم خلق ، فقال : خلق من صفة القدرة لا من صفة غیرها ، ولهذا سمى بالقلم ، لان القلم مضاف الى الید ، والید صورة القدرة ، فالخلیل من هذا الوجه مظهر العقل الأول الذی هو اول الأسباب الوجودیة الایجادیة ، والشرط فی الإقامة بیت الوجود المتأسس على مرتبة الإمکان ، واسماعیل مظهر النفس الذی هو اللوح من حیث انه محل الکتابة الایجادیة التفصیلیة .


7 / 8 -  وقد نطق الخلیل على ما حکاه لنا الحق فی کتابه یدل على ما ذکرناه عند من اطلع على اسرار القرآن وبطونه وحدوده ومطلقاته ، وذلک قوله بلسان العقل الأول والنفس: " وإِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ من الْبَیْتِ " .

إشارة الى وجود العالم وإِسْماعِیلُ : "رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ " منقادین مواتیین لما ترده من التصرف فینا وبنا فی عالمک لک " ومن ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ وأَرِنا مَناسِکَنا وتُبْ عَلَیْنا إِنَّکَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ ، رَبَّنا وابْعَثْ فِیهِمْ ".

یعنى فی ذریته "رَسُولًا مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ ویُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ والْحِکْمَةَ ویُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ " [ البقرة / 127 - 129 ] .


7 / 9 - وأخبر سبحانه عن هذه الترجمة العقلیة والنفسیة ثم الابراهیمیة فی موضع آخر من کلامه فقال : " وإِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ " .

یعنى هذا العالم آمِناً  یرید من العدم " واجْنُبْنِی وبَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنامَ "  یعنى الصور الطبیعیة ، والبنون هنا والذریة فی الایة الاولى النفوس الجزئیة " رَبِّ إِنَّهُنَّ " یعنى الصور الطبیعیة المزاجیة " أَضْلَلْنَ کَثِیراً من النَّاسِ " [ إبراهیم / 35 و 36 ] حتى استهلکت قواهم وصفاتهم الروحانیة تحت القهر القوى الطبیعیة کما هو حال اکثر الناس ، فإنه لا یشهد فیهم من الصفات الروحانیة والخواص الحقیقة الانسانیة شیئا ، کما أخبر الحق بانهم " کَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ " من الحیوانات .


7 / 10 - وفی موضع آخر رجح الحجارة علیهم فجعل رتبتهم انزل من رتبة الجمادات وکذلک  ورد فی الحدیث الثابت عن النبی صلى الله علیه وسلم انه خرج ذات یوم فسمع عمر یحلف بأبیه ، فقال : لا تحلفوا بآبائکم ، فو الذی نفسى بیده لما یدهدهه الجعل بمنخریه خیر من آبائکم الذین ما توافی الجاهلیة فهذا معنى قوله : " إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً من النَّاسِ " [ إبراهیم / 36 ] بلسان إشارة باطن القرآن ، لا بلسان التفسیر المعهود . ثم قال : " فَمَنْ تَبِعَنِی " [ إبراهیم / 36 ] فی الطهارة وتحصیل الکمال حال تدبیر بدنه .

فاستهلکت سلطنة طبیعته تحت احکام عقله بتوفیق الله ثم بتزکیة من أرسل الیه منهم المشار الیه فی الایة الاولى : " فَإِنَّه مِنِّی " ، لأنی وان لم یکن لی طبیعة اقهرها او تقهرنى ، لکن اعتنى بى الحق فتلاشت احکام امکانى تحت احکام وجوبى .


7 / 11 - واما المناسک : فمظاهر النفوس من الصور المثالیة والصور الحسیة المخصوصة بالملائکة والأنبیاء والأولیاء .

7 / 12 - واما التوبة : فالرجوع فی کل نفس بصفة الافتقار الى الحق لیأخذ من فیضه سبحانه ما یمد به من دونه .

7 / 13 - واما الوادی : الذی لا زرع فیه فهو عالم الکون والفساد - فان له الفقر التام - إذ محل الزرع الحقیقی هو ما یقتضی إبراز ما لا وجود له الى الوجود ، وعالم الکون والفساد لیس کذلک ، لأنه مفتقر بعضه الى بعض بعد افتقار الى ایصال المدد الیه من العالم العلوی ، والى ذلک الإشارة بقوله تعالى : " وفی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وما تُوعَدُونَ " [ الذاریات / 22 ] .


7 / 14 -  وقوله : " عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ " إشارة الى قلب الإنسان الحقیقی الذی وسع الحق واختص بان یکون مستوى لذات الحق وجمیع أسمائه دون غیره.

" رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ " اى لیدیموا التوجه بالافتقار إلیک وتکون أنت وجهتهم .

" فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً من النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ " إشارة الى الأرواح المنزلة على الکمل من الأنبیاء والأولیاء ومن یدانیهم "وارْزُقْهُمْ من الثَّمَراتِ " یرید الإلقاءات الروحانیة والعلوم اللدنیة " لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ " [ إبراهیم / 37 ]  ظاهر "المعنى".

7 / 15 -  قوله  : " إِنَّکَ تَعْلَمُ ما نُخْفِی " اى ما یقتضیه استعداداتنا الغیر المجعولة من الأمور التی لم یتعین لنا " وما نُعْلِنُ " اى وما حصل وظهر لنا ومنا بالفعل " وما یَخْفى عَلَى الله من شَیْءٍ فی الأَرْضِ ولا فی السَّماءِ " [ إبراهیم / 38 ] یرید مراتب التأثیر والتأثر الظاهرین بین احکام الوجوب والإمکان ، بمعنى انه یعلم استعدادات صور العالم العلوی واهله ، وکذلک عالم السفلى واهله ، ولهذا افرد ولم یقل السموات والأرضین .


7 / 16 - ثم قال : " الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَى الْکِبَرِ إِسْماعِیلَ وإِسْحاقَ " [ إبراهیم / 39 ] وهما العقل الثانی والنفس .

7 / 17 -  فان قیل : فما نسبة یعقوب علیه السلام فإنه قد ذکر فی الایة حیث قال : " ووَهَبْنا لَه إِسْحاقَ ویَعْقُوبَ وجَعَلْنا فی ذُرِّیَّتِه النُّبُوَّةَ والْکِتابَ " [ العنکبوت / 27 ] ؟

7 / 18 - فأقول ، هو نظیر الفلک ، لأنه صدر عن العقل عقل ونفس وفلک ، وکما تعین فی الفلک معقولیة البروج الاثنا عشر ، کذلک کان لیعقوب اثنا عشر ولدا .

7 / 19 - وقال فی الایة الاخرى : " ومن یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِیمَ إِلَّا من سَفِه نَفْسَه " [ البقرة / 130 ] اى جهلها وجهل شرفها ومرتبتها ، فإنها فی النفس بالقوة وبتحصیل الاستکمال تظهر بالفعل ، فملة العقل الأول الجمیع المعانی ، صفات الحق کلها ، وملة إبراهیم الظهور بأحکام الصفات والأخلاق الإلهیة الثبوتیة تماما .

کما قال سبحانه : " فَأَتَمَّهُنَّ " [ البقرة / 124 ] فظهر بالامامة ، کما کانت الامامة الاولى للعقل الأول لکونه تلقى بکمال قابلیته ما ذکر ، ولنبینا صلى الله علیه وسلم وبختمیته الجمع بین ملة العقل الأول التی انتهى إلیها وملة إبراهیم علیه السلام ، فکان مرآة لجمیع الصفات والأخلاق الإلهیة المعنویة ومظاهرها ومصارفها کلها ولذلک قال صلى الله علیه وسلم : بعثت لأتمم مکارم الأخلاق .

والإتمام انما یکون بالجمع بین معانیها وصورها حتى انه بالمصارف اظهر للصفات المذمومة کمالات صارت بها محمودة .


7 / 20 -  واما ما یختص الکعبة من هذه الایة وإبراهیم بلسان المطلع : فان الکعبة بیت صفة الربوبیة بالاعتبارین : اعتبار مغایرة الاسم المسمى ، واعتبار عدم مغایرته له ، والیه الإشارة بقوله تعالى : " فَلْیَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَیْتِ " [ قریش / 3 ] وکذلک  صار مقام نفس بإنیة الذی هو الخلیل السماء السابعة ، فان النبی صلى الله علیه وسلم أخبر ان مقامه هناک وانه مسند ظهره  الى البیت المعمور ، وانه للبیت بابان ، وانه یدخل کل یوم سبعون ألف ملک من باب ویخرجون من باب أخر لا یعودون الیه ابدا ، ونظیر بیت المعمور من الإنسان من جهة بعض صفاته قلبه الصوری ، والملائکة أنفاسه یدخل لعبودیة القلب الحقیقی وترویح مظهره الذی هو القلب الصوری ویخرج بصفة اخرى ،فهی فی دخولها باردة وفی خروجها حارة ولا یعود الیه.


7 / 21 - وأشار صلى الله علیه وسلم فی الصحیح ایضا فی غیر موضع الى ما یستدل به اللبیب ان حضرة اسم الرب السماء السابعة ، فمن ذلک ما ذکره فی حدیث القیامة : ان السموات تطوى وانه کل ما طویت سماء نزلت ملائکتها واصففت صفا واحدا ، وان الخلق یأتونهم فیسألونهم یقولون لهم :أفیکم ربنا ؟

فیقولون : لا ، هو آت.

فإذا طویت السماء السابعة ونزلت ملائکتها وهم اعظم واکثر عددا من ملائکة باقى السموات المطویة ، فیأتیهم الخلق سائلین ویقولون : أفیکم ربنا ؟

فیقولون : نعم ، سبحان ربنا ، فقولهم سبحان ربنا ، هو من أجل ما أسلفنا لک من ان الاسم من وجه عین المسمى ومن وجه غیر المسمى  .


7 / 22 - فالبیت المعمور محل نظر الحق ومسمى الرب ، کما ان العرش مستوى اسم الرحمن وان الکرسی  مستوى اسم الرحیم والسماء السادسة مستوى الاسم العلیم والخامسة مستوى الاسم القهار والرابعة مستوى الاسم المحیی والثالثة مستوى الاسم المصور والثانیة مستوى الاسم البارئ والسماء الاولى مستوى الاسم الخالق .

واما قلب الإنسان الکامل الحقیقی فهو مستوى الاسم الله الذی هو للذات ، فلهذا أشار الیه : یوسعنی .


7 / 23 -  ولما کان الحق من حیث أحدیته الذاتیة لا ینضاف الیه اسم ، وکانت الکعبة مظهر الاسم الرب ، فیجیب باعتبار ان الاسم عین المسمى ان لا یکون عند الکعبة زرع ، لان الزرع هاهنا ، کالاعتبارات والنسب والصفات الإضافیة هناک ، اعنى بالنسبة الى وحدة الذات التی لها الاعتبار المسقط للاعتبارات کلها ، فحکم المناسبة المظهریة یقتضی ما ذکرنا من انه لا یکون عند الکعبة زرع اصلا .


7 / 24 - وکما ان اول لازم متعین من الذات هو علم الحق من حیث امتیازه النسبی لا من  حیث ان علمه عین ذاته ولا من حیث انه صفة زائدة على الذات وهذا التعین العلمی هو تعین جامع للتعینات کلها المعبر عنها بالأسماء والأعیان ، فالأشیاء مرتسمة فیها ، اعنى فی هذه النسبة العلمیة ، وتتعلق بالمعلومات بحسب ما هی المعلومات علیه فی أنفسها .


7 / 25 - کذلک اول ما تعین عند محل الکعبة ماء زمزم الذی هو مظهر العلم ، وکان سبب تعینه کمال الطلب والافتقار ، اللذین صار المتصف بهما محلا لنفوذ الاقتدار الإلهی الذی القلم صورته ، فظهر بالقبول والاقتدار ، وکانت هاجر مظهر القابلیة وهی اللوح المحفوظ ، یعنى اکتب علمى فی خلقى الى یوم القیامة لیس مطلق قابلیة المرتبة الامکانیة .


7 / 26 -  واما سر کون هاجر مملوکة : فهو من أجل ان القلم الأعلى من حیث تقدسه عن احکام الکثرة والإمکان بحیث لا یتعقل فیه من احکام الإمکان إلا حکم واحد ، وهو کونه فی نفسه ممکنا وانه من حیث ما عدا هذا الاعتبار واجب باعتبار وجهه الذی یلی ربه ، بخلاف اللوح المحفوظ الذی قلنا ان هاجر من وجه مظهره ، فإنه محکوم للقلم بتملیک الحق إیاه حیث جعله محلا للتأثیر فیه ،فصار محکوما لمحکوم.

فالحریة للقلم مع ثبوت محکومیته لربه والمملوکیة للوح فوجب ان یکون هاجر مملوکة لما ذکرناه فافهم .


7 / 27 - واما قول النبی صلى الله علیه وسلم : ماء زمزم لما شرب له .

وقوله ایضا : انه طعام طعم وشفاء سقم: ففیه سرّان عظیمان اما سر ماء زمزم لما شرب له : فذلک من أجل ان اکثر علوم الناس باللَّه هی ظنون لیست علوما محققة ، ولذلک قال تعالى : انا عند ظن عبدى بى فلیظن بى ما شاء .


7 / 28 - واما سر کونه طعام طعم وشفاء سقم : فهو فی حق من اطلع على سر القدر وتحقق بمعرفته تبعیة القلم للعلم ، وانه واجب الوقوع ، فیفرح بوقوع الملائم ویریح نفسه ایضا من انتظار ما یعلم انه لم یقدر وقوعه ولا یحزن باطنه من الواقع غیر الملائم ولا یتعرض.

والیه الإشارة بقوله : " ما أَصابَ من مُصِیبَةٍ فی الأَرْضِ ولا فی أَنْفُسِکُمْ إِلَّا فی کِتابٍ من قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها " [ حدید / 22 ] .

وقوله : " لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَکُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ " [ حدید / 23 ] وقول انس عن النبی صلى الله علیه وآله انه ما قال له زمان خدمته إیاه مدة عشر سنین لشیء فعلته لم فعلته ولا لشیء لم نفعله لم لم تفعله ، وانما کان یقول :  لو قدر لکان . فاعلم ذلک .


7 / 29 - واما سر " یُجْبى إِلَیْه ثَمَراتُ کُلِّ شَیْءٍ رِزْقاً من لَدُنَّا ولکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ " [ القصص / 57 ] فهو صورة تبعیة العلم للمعلوم وأخذ العالم العلم به منه ، وکذلک تعین الأسماء الإلهیة من القوابل وبها تحقق اضافة الآثار الى الحق من حیثها ، وهذا السر محجوب عن اکثر الخلق ، فلذلک قال سبحانه :"ولکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ ".


7 / 30 - والله لقد ظهر لی یومی هذا من العلوم والاسرار ما لو شرعت فی تفصیل کلیاته لما وفت ببیانه مجلدات کثیرة ، فاعرف ما أسست فی هذا الفصل من الاسرار تستشرف على علوم جمة من جملتها - بعد غور - شیخنا رضى الله عنه کیف شرع فی اول الفص بذکر الوحدة الذاتیة والجمعیة الاسمائیة وذکر معنى الإیجاد وتوقفه بعد العلم على القبول والاقتدار ، هذا الى غیر ذلک مما لا یکاد ینحصر من العلوم ، والله یقول الحق ویهدى من یشاء الى صراط مستقیم .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 195

7. فصّ حکمة علیّة فی کلمة إسماعیلیّة

7. فصّ حکمة علیّة فی کلمة إسماعیلیّة

قیصرى فرماید:

حکمت علیه را به کلمه اسماعیلیه اسناد داد، زیرا حق تعالى او را مظهر اسم على قرار داد. از این جهت همتش عالى بود. صادق الوعد بود که در عهود سابقه و عقود لاحقه که با خدایش داشت وفا ‌می‌کرد و چون مرتبه‌اش على بود کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا. یا از آن جهت على بود که وعاء روحانیت نبى ما بود، نبیّى که مظهر ذات جامع الهى است و آن ذات را علو ذاتى است از این رو شیخ حکمت علیه و کلمه اسماعیلیه را با هم قرین کرد و چون على اسمى از اسماء ذات است، شیخ در حکمت اسماعیلى به بیان دو مرتبه ذات پرداخته است، یکى از آن دو احدیت به حسب ذات است و دیگر کلیتش به حسب اسماء و صفات و دیگر اینکه چون حق تعالى اسماعیل را ستود به اینکه‏ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا و حال اینکه نیست رب مگر اسمى که ‌می‌پروراند او را (اسماعیل را)، به تقریر احدیت ذات و کثرت اسماء و صفات پرداخت، اسماء و صفاتى که اربابند، تا همه موجودات در نزد ربشان مرضى باشند.( شرح فصوص قیصرى، صص 200 و 201.)



شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۰۷-۴۰۹

 [فصّ حکمة علیّة فى کلمة اسماعیلیّة]

فص حکمة علیة فى کلمة اسماعیلیة شیخ قدس اللّه سرّه از آن جهت حکمت علیّه را به کلمه اسماعیلیه استناد کرد که حق سبحانه و تعالى اسماعیل را علیه السلام مظهر اسم على ساخته است و به اعطاى همت عالیه نواخته و لهذا صادق الوعد بود و به وفاى حق در عهود سابقه و عقود لاحقه قیام مى‏‌نمود و از روى علو مرتبه نزد ربّ خود مرضى بود که‏ وَ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا.

و مى‌‏شاید که مرضى بودن او در حضرت پروردگار از آن جهت باشد که او وعاى روحانیّت نبىّ ماست که مظهر ذات جامعه است. و علو ذاتى او راست، لاجرم همین معنى سبب معاونت حکمت علیّه با کلمه اسماعیلیه تواند بود.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۰

فصّ حکمة علیّة فی کلمة إسماعیلیة

تخصیص حکمت علیّه به کلمه اسماعیلیه از آن جهت شد، که اسماعیل وعاى روح محمّدى بود که مظهر جامع کمالات حقیّه است. لا جرم مخصوص گشت به تشریف‏ «وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا».